ارشيف من : 2005-2008
"اكبر معسكر اعتقال في العالم" / من أورق الصحف البريطانية لهذا اليوم 16 آب/ أغسطس 2005
واكبت الصحف البريطانية قضية الانسحاب الاسرائيلي من غزة، وتفاوتت مواقفها حيال اهمية الحدث وتبعاته.
واعتبرت "الاندبندنت" ان الانسحاب سيبقي غزة "اكبر معسكر اعتقال في العالم"، في حين دعت "ديلي تلغراف" السلطة الفلسطينية الى التركيز على تحقيق النجاح في القطاع بدلا من المطالبة بمتابعة الانسحاب من الضفة الغربية والقدس.
واحتل الشأن العراقي حيزا مهما في الصحف البريطانية التي حاولت البحث في هوية العراق ودوره في المنطقة، معتبرة ان التطورات على الارض اكثر اهمية من مسودة الدستور.
صحيفة "الاندبندنت" خصصت صفحتين لموضوعات مختلفة حول قضية الانسحاب الاسرائيلي من غزة، وجاء في احد عناوينها "الجيش الاسرائيلي يتعامل برفق مع المستوطنين لكنه يصر على اجلائهم".
ونطالع موضوعا آخر بعنوان "الفلسطينيون يحتفلون بمشاهدة شاحنات الاخلاء".
وجاء في الموضوع ان المواطنين الفلسطينيين في غزة استقبلوا الانسحاب الاسرائيلي "بمزيج من البهجة والتشكيك المستند الى خيبات امل قاسية في الماضي".
وفي صفحة الرأي مقال للكاتب بول ماكين عنوانه "اكبر معسكر اعتقال في العالم"، وجاء في المقال "يبدو ان اسرائيل تريد ان تغلق غزة ثم ترمي المفتاح بعيدا".
ويقول الكاتب"ان اختفاء معظم المظاهر المرئية للانسحاب الاسرائيلي لا يجب ان يخلق الوهم بأن غزة لن تكون بعد اليوم اكبر معسكر اعتقال في العالم".
واستند الكاتب في رأيه الى القرارات التي اصدرتها الحكومة الاسرائيلية في الاسبوع الماضي والقاضية بالابقاء على قواتها عند الحدود بين مصر وعزة والتحكم بحركة العبور عند الممر الحدودي واستمرار سيطرة اسرائيل على المجالين الجوي والبحري لغزة.
وانفردت صحيفة "ديلي تلغراف" بنشر خبر الانسحاب الاسرائيلي في صفحتها الاولى، وجاء العنوان" الاسرائيليون يبدأون الانسحاب من غزة".
وفي احدى الصفحات الداخلية تحقيق من غزة بعنوان" الشبان الغاضبون يقومون بتحركهم الاخير".
وجاء في التحقيق "في حال حصول أي مشكلات (بين القوات الاسرائيلية والمستوطنين) فان ذلك قد يقع في اماكن مثل مستوطنة نافيه ديكاليم التي يعتبر سكانها من المتشددين دينيا".
ويقتبس الكاتب عن مستوطن شاب يدعى ارييل ويبلغ من العمر 19 عاما قوله"كل طفل يعلم انه اذا بدأت هذه العملية(الانسحاب من غزة) فإنها لن تتوقف حتى لو كنت تعيش في تل ابيب".
ومن عناوين الصحيفة "الفلسطينيون منقسمون حتى على كيفية الاحتفال" وقالت ان حركتي فتح وحماس اختلفتا على كيفية الاحتفال بالانسحاب الاسرائيلي من غزة.
ماذا بعد الانسحاب؟
وعنونت "ديلي تلغراف" افتتاحيتها"مصير فلسطين في يد رجل واحد" وقالت ان السلطة الفلسطينية يجب الا تتخيل ان الحل النهائي للمنطقة يجب ان يتضمن تقليص مساحة اسرائيل".
واضافت " على الزعيم الفلسطيني محمود عباس التركيز على تحقيق النجاح في غزة بدلا من اجتذاب الانظار حول الانسحاب من الضفة الغربية والقدس".
اما صحيفة "التايمز" فخصصت صفحتين لموضوع الانسحاب وعنونت احد تحقيقاتها" المستوطنون يستعدون للنزال وشارون يطلب من الفلسطينيين اختيار السلام".
وجاء في التحقيق" في يومهم الاول كخارجين على القانون، تبادل مستوطنون يهود غاضبون اللكمات مع الجنود الاسرائيليين وقاموا باحراق اطارات السيارات لعرقلة توزيع انذارات الاخلاء في غزة".
ومن الموضوعات الاخرى " مشاهد البهجة تعم العالم العربي"وذكرت الصحيفة ان الصدام بين الجيش الاسرائيلي والمستوطنين اشاع اجواء من الفرح في الدول العربية وتم التعبير عن ذلك من خلال وسائل الاعلام وخصوصا التلفزيون والانترنت.
بدورها، اهتمت صحيفة "الغارديان" بالحدث وخصصت له عددا من التقارير والتحقيقات.
ونقرأ تحقيقا في الصحيفة بعنوان " اجبرناهم على الخروج لكنهم ما زالوا قادرين على محاصرتنا وخنقنا اقتصاديا".
التحقيق يتناول قصة عائلة بشير الفلسطينية التي يقع منزلها بين مستوطنة "كفار داروم" وبلدة دير البلح.
ويقول رب العائلة وهو محام واب لسبعة اطفال ان الفلسطينيين يودون تسمية الانسحاب الاسرائيلي ب"الانتصار" لكنه يضيف "انه ليس انتصارا حقيقيا وهو لن يعني شيئا ما لم يعقبه الايسحاب من الضفة الغربية والقدس".
اما صحيفة "الفايننشال تايمز" فلم تركز كثيرا على قضية الانسحاب واكتفت بتقرير على عمود واحد جاء عنوانه على الشكل التالي" مستوطنو غزة يعرقلون خطط الاخلاء".
هوية العراق
موضوع عربي آخر حظي باهتمام الصحافة البريطانية وهو العراق. "الاندبندنت" نشرت تقريرا لمراسلها في الشرق الاوسط روبرت فيسك تحت عنوان "لا مزيد من زجاجات النبيذ اللبناني في مطاعم بغداد".
وترتكز فكرة الموضوع على تجربة شخصية يرويها فيسك حول رغبته في تناول وجبة غداء في مطعم اعتاد التوجه اليه لدى قيامه في الماضي بزيارة الى بغداد.
ويشرح فيسك كيف انه وجد كل ما يتعلق بالمطعم مختلفا عما مضى.
اسم المطعم تغير وبات يوحي بصبغة اكثر اسلامية.
وقائمة الطعام باتت تقدم بالعربية فقط بدلا من العربية والانكليزية والفرنسية كما في السابق.
ولم يعد المطعم يقدم النبيذ اللبناني وبات يكتفي بتزويد رواده بالماء المعدنية والعصير.
ويصف الكاتب اجواء الخوف التي عاشها مع غيره من رواد المطعم تحسبا من وقوع انفجار او عملية خطف.
ويختم الكاتب مقاله بالقول" تناولت طعام الغداء في بغداد لاكتشف "اسلمة" مطعمي المفضل وانا واثق من السيد بوش وبلير، لورد كوت العمارة، سيصفان ذلك بأنه دليل على نصر آخر في العراق الجديد".
وفي "الغارديان" تحليل بعنوان "العراق: بطل العرب ام مرجل لحرب اهلية".
التحليل يقول ان مسودة الدستور العراقي الجديد لم تجب على سؤال اساسي يتعلق بهوية البلاد.
ويتساءل الكاتب"هل العراق دولة قوية مركزية تتطلع للحفاظ على دورها كبطل للعرب؟هل هو يوغوسلافيا اخرى أي مرجل لنزاعات عرقية ودينية تتحول الى حرب اهلية؟هل هو نظام ديمقراطي على الطراز الغربي يرعى عملية الاصلاح في الشرق الاوسط؟ام هل هو تجربة فاشلة في طريقها للتحول الى نظام سلطوي وديني؟".
ويقول الكاتب" ان مسودة الدستور لا تستطيع الاجابة على هذه التساؤلات لان العراقيين انفسهم غير قادرين على ذلك".
ويختم ان "طبيعة العراق ستتحدد فقط وفقا للتطورات على الارض وليس على مجرد قطعة من الورق".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018