ارشيف من : 2005-2008

من أوراق الصحف البريطانية

من أوراق الصحف البريطانية

ركزت الصحف البريطانية صباح اليوم الاربعاء على سفر رجل الدين عمر بكري الى لبنان كما تناولت ايضاً قضية ترحيل المشتبه بهم في قضايا الإرهاب من بريطانيا إلى دولهم الأصلية، ومن بينها بلدان عربية. أما اطلالتها على الشؤون العربية فاقتصرت على تحليلين متعلقين بأخطاء الغرب في التعامل مع الشرق الأوسط، و"قواعد اللعبة" بين المتشددين الإسلاميين والحكومات الغربية.‏

صحيفة "الغارديان"/ "أسأنا التقدير"‏

نشرت "الغارديان" فنشرت في صفحة التحليلات والرأي موضوعاً بعنوان: "أسأنا التقدير ... فأمسك التاريخ بتلابيبنا" يتناول فيه الكاتب مارتن ولاكوت ما يرى أنه سوء فهم جسيم من قبل الغرب لمجريات الأمور في الشرق الأوسط. يقول الكاتب إن أحداً لا يختلف على أن سوء الفهم مهد كل خطوة في الطريق إلى العراق. وأن سوء الفهم، أو الكذب، بشأن أسلحة صدام لا تزال محورية في طروحات الغرب دفاعاً عن الحرب. لكنه يضيف أن هناك أيضاً مجموعة من حالات سوء الفهم للعمليات الاجتماعية والسياسية والدينية الدائرة في الشرق الأوسط. ومن بينها التوازن بين السنة والشيعة، وفقد التنوع والتسامح حيث يوجد السنة، والتأثير الحقيقي لبقاء شارون على رأس السلطة في "إسرائيل" لفترة طويلة، وتأثير التغيرات الديموغرافية على سياسات كثير من دول المنطقة.‏

"ولم يكن الخطأ في عدم رؤية الخبراء والحكومات أو حتى الصحفيين لهذه القضايا، بل في أنهم لم يربطوا بين بعضها البعض أو أنهم ربطوا بينها بطريقة خاطئة." "وفوق ذلك كله، فإن التفاعل بين هذه العمليات، والذي لا يزال مستمرا، لم يتنبأ الغرب سوى بالقليل منه." ويضيف الكاتب أن الأمريكيين بالأخص لا يريدون أن يروا شيئاً قد ينتج عن حكومة سيئة سوى شعب يرنو إلى الحرية، كما يعتبرون أن الطبقات الوسطى العلمانية في دول مثل العراق وإيران هي التمثيل الحقيقي لكل فرد آخر. وسواء أعجبنا ذلك أم لا، فإن هذا ليس صحيحاً دائماً. "ومن بين الأشياء التي كانت مرئية لكن لم يتم استيعابها قبل الحرب في العراق، هو رد فعل المجتمعات الغربية. فقد أظهرت الأغلبية استعداداً مفاجئاً للعمل على أساس أن ما حدث قد حدث. بل إنهم يبدون مقتنعين بحقيقة أن خلاصهم من الهجمات الإرهابية رهن بتطور مجريات الأحداث في فلسطين والعراق. ويختم الكاتب تحليله مستشهداً بالخبيرة الأمريكية في الشؤون العراقية فيبي مار: "إذا لم تتمكن من حشد موارد كافية، ورأي عام في الداخل والخارج، لكي تعيد بناء أمة .. فلا تفعل." لكننا فعلنا، والآن، أمسك التاريخ بتلابيبنا.‏

صحيفة "الدايلي تلغراف"‏

صحيفة الديلي تليجراف نشرت في صدر صفحتها الأولى صورة لرجل الدين الإسلامي عمر بكري، الذي يقول إنه سافر إلى لبنان فقط ليزور والدته، وبجواره صورة لجون بريسكوت الذي ينوب حاليا عن رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، وهو يرد عليه ويطلب منه ألا يستعجل بالعودة. كما نشرت الصحيفة اقتباسات من تصريحات أدلى بها بكري يقول فيها إنه أدان الهجمات التي وقعت في لندن وينفي أن يكون قد أثنى على منفذيها، كما يعرب فيها عن استعداده للعودة إلى بريطانيا والمثول أمام المحكمة سواء كانت الاتهامات الموجهة له متعلقة بالخيانة العظمى أو بغيرها. ونشرت الصحيفة أيضا نبذة عن أهم المحطات في حياة بكري منذ ولادته في سورية عام 1958 وحتى الآن.‏

صحيفة "الاندبندنت"‏

خصصت "الاندبندنت" صفحتين كاملتين لتغطية تداعيات هجمات لندن والإجراءات البريطانية الجديدة لمكافحة الإرهاب. ويقول العنوان الرئيسي لهذه التغطية المفصلة: "الأمم المتحدة تحذر .. لا تعيدوا المسلحين إلى أوطانهم" وبجواره رسم توضيحي عنوانه "الترحيب غير الإنساني الذي ينتظر المشتبه بهم في قضايا الإرهاب". وتقول الصحيفة إن الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة لقرار رئيس الوزراء البريطاني بترحيل المتطرفين الإسلاميين والأجانب المشتبه بهم وإن ذلك قد يخرق قوانين حقوق الإنسان الدولية قال انهم قد يواجهون التعذيب في أوطانهم على حد تعبيره.‏

صحيفة "التايمز"‏

نشرت "التايمز" مقتطفات من تصريحات أدلى بها الأمير تركي الفيصل، سفير المملكة العربية السعودية لدى لندن المنقضية ولايته، قال فيها إن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "أخفق مراراً في التعامل مع المسلمين الأصوليين في فناء منزله". وقال تركي إنه حاول دون جدوى على مدى عامين ونصف العام قضاها في منصبه أن يقنع المسؤولين البريطانيين بالخطر الذي يشكله المنشقون السعوديون في لندن الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة.‏

كما نشرت التايمز في صفحة التحليلات والرأي موضوعا بعنوان "قواعد اللعبة، غيّرها لكن فكّر في عواقبها". تقول التايمز: "من الواضح أن توني بلير محق .. يتعين أن تتغير قواعد اللعبة. عندما تتهم باكستان والسعودية بريطانيا باللين في مواجهة التطرف الإسلامي، فإنه يتعين أن تؤخذ آراؤهما بجدية." "من غير العادي أن تتجاهل بريطانيا المطالب المتكررة من المملكة العربية السعودية بتسليم سعد الفقيه، المدرج على قائمة الإرهابيين الدوليين التابعة للأمم المتحدة والذي يعد خطرا على الأمن القومي."‏

وترى الصحيفة أن قضية كيفية التعامل مع هذا النوع الجديد من الإرهاب يشوبها التعقيد. كما ترى أن الخطة المكونة من 12 بندا والتي اقترحها توني بلير في الآونة الأخيرة تظهر عزمه على خوض هذه المواجهة. وتقول التايمز إنه يتعين القيام بدراسة متأنية للمطالب التي تدعو لسن مزيد من القوانين، وعدم ضغطها في فترة مشاروات لأيام قلائل من عطلة الصيف.‏

وتضيف الصحيفة أن هناك عدة أسئلة تطرح نفسها في هذا الصدد. من بينهما: هل توجد حقا حاجة ماسة لقوانين جديدة؟ ولماذا لم يتم بعد الأخذ بتسجيلات المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني في المحاكم؟ وهل ستحمي المحاكم السرية مصادر الاستخبارات؟ وكيف يمكننا أن ضمان أن يتم التمييز بين التعليقات التي تصدر في سياق الاستياء أثناء محادثة خاصة، والتي يتعين أن تبقى خاصة، وبين الخطب العلنية المثيرة والملهبة لحماس العامة والتي تعمد إلى إثارة الكراهية؟‏

2006-10-30