ارشيف من : 2005-2008

من أوراق الصحف البريطانية لهذا اليوم الثلاثاء 9 آب/ أغسطس 2005

من أوراق الصحف البريطانية لهذا اليوم الثلاثاء 9 آب/ أغسطس 2005

تابعت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء السجال الحاصل حول الاجراءات التي اعلن عنها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لمكافحة ما أسماه "ايديولوجيا الشر". كما كانت للصحف البريطانية تغطية للحدث القضائي الأبرز والمتعلق بمثول المشتبه في تورطهم في التفجيرات أمام المحكمة وما رافق ذلك من تدابير أمنية مشددة. وكانت لبعض الصحف الأخرى اطلالة على أزمة النفط.‏

صحيفة "الديلي تلغراف"‏

انشغلت الصحيفة البريطانية بمناقشة السلطات لاقتراح يتهم بالخيانة كل من يحرّض على تفجير المدنيين أو قتل جنود بريطانيين في الخارج. واعتبرت الصحيفة ان هذا الانتقاد "غير عملي"، وكتبت ديلي تلغراف" مقالاً بعنوان: "تسمية الإرهابيين خونة ليس الجواب". واعتبرت الصحيفة أن حزب العمال والسلطات القضائية اختاروا مصطلح "خيانة" لمجرّد أنه قاس جداً.‏

واتهمت الصحيفة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بولعه بـ"المبادرات الملفتة للنظر" والسياسات التي تبدو جيّدة على السمع ولكن البعيدة جداً عن الواقع العملي. واقترحت الـ"ديلي تلغراف" عدة خطوات عملية يجب على الحكومة اتخاذها للتخفيف من تهديد الهجمات. ومن هذه الخطوات " تضييق المراقبة على الحدود لمنع غير المرغوب بهم من دخول البلاد ومنع خروج الهاربين والسماح للشرطة بتوقيف وتفتيش أفراد من الأقليات العرقية و إطلاق حرية ترحيل الذين يدعون للحقد والكراهية".‏

وأنهت الصحيفة مقالها بالتذكير بأن الوقت الآن هو للعمل.‏

صحيفة "الفاينانشال تايمز"‏

كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان :"ديموقراطيات الغرب تتصارع مع الإرهاب". واعتبرت الـ"فاينانشال تايمز" أن التدابير الأمنية وحدها لن تكفي لجعل البلاد اكثر أماناً. وقالت: "عاد موضوع تحديد الحدود بين حرية التعبير والتحريض على العنف أولوية في المملكة المتحدة. طورت الحكومة خططاً لمنع التحريض غير المباشر على الارهاب. كما أن الحكومة راودتها فكرة ملاحقة المتشددين الاسلاميين بتهمة الخيانة". وأضافت الصحيفة: "يجب التركيز بدلا من ذلك على مراقبة خارجية متشددة تشمل التحقيق السريع في الشكاوى".‏

صحيفة "الاندبندنت"‏

صحيفة الـ"اندبندنت" خصصت صفحتها الأولى لأزمة النفط مع عنوان عريض: "مخاوف الارهاب ترفع أسعار النفط إلى أعلى نسبة منذ 22 عاماً وتهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي". وعرضت الصحيفة باسهاب لارتفاع أسعار الطاقة والنفط بعد صدور تحذيرات بشأن هجمات إرهابية تستهدف الأجانب في المملكة العربية السعودية. كما أرفقت الصحيفة تقريرها برسم بياني يُظهر تأثر اسعار النفط بالتفجيرات وذلك منذ أحداث 11 سبتمبر/ أيلول مرورا بتفجيرات بالي ومدريد التي بلغت ذروتها بعد تفجيرات لندن.‏

كذلك توقفت "الاندبندنت" عند موضوع النفط مقابل الغذاء وتحديداً عند التقرير الذي صدر عن لجنة الأمم المتحدة المكلّفة التحقيق في اتهامات فساد داخل برنامج النفط مقابل الغذاء والتي اتهمت مدير البرنامج السابق بينون سيفان بقبول رشاوى بنحو 150 ألف دولار من الشركة التي سُمح لها لاحقا بشراء النفط من العراق وفقا لهذا البرنامج. واختارت الـ"اندبندنت" معالجة الموضوع من زاوية إصلاح الأمم المتحدة قبل شهر على انعقاد القمة العالمية. وكتبت الصحيفة: "يجب إصلاح الأمم المتحدة وليس معاقبتها". ورأت الصحيفة أن فضيحة برنامج النفط مقابل الغذاء تُظهر ضعف المراقبة الديموقراطية لعمل الأمم الامم المتحدة مؤكدة على وجوب تذكر موقف الأمم المتحدة من الحرب على العراق عام 2003.‏

وتقول الصحيفة: "يجب أن يُنظر إلى الضغط على قضية النفط مقابل الغذاء كجزء من محاولات إدارة بوش إبطال مصداقية المنظمة الدولية." وأضافت: "وما قرار بوش تعيين جون بولتون سفيراً لدى الأمم المتحدة إلا جزءا من هذه الحملة."‏

واعتبرت الـ"اندبندنت" أن قضية النفط مقابل الغذاء تؤكد على ضرورة أن ترتب المنظمة الدولية بيتها الداخلي وعلى ضرورة أن تصبح منصة أكثر فاعلية للعمل المتعدد الأطراف. وإذ شدّدت الصحيفة على ضرورة إدخال إصلاحات على مجلس الأمن، نبّهت إلى أن مسار هذا الإصلاح ومداه يجب أن تحددهما مصلحة ومبادىء الأمن الجماعي، "بدلا من رغبة الولايات المتحدة معاقبة المنظمة الدولية لموقف من الحرب على العراق".‏

2006-10-30