ارشيف من : 2005-2008
من اوراق الصحافة البريطانية لهذا ليوم الثلاثاء 19 تموز/ يوليو 2005
انشغلت الصحف البريطانية الصادر اليوم الثلاثاء 19 يوليو/ تموز، بسؤالين أساسيين هما في صلب النقاش الذي أثارته تفجيرات لندن في السابع من هذا الشهر: الأول يتعلّق بعلاقة التفجيرات بخيار بريطانيا في الحرب على العراق.
أما السؤال الثاني فيدور حول اللقاء الذي يعقده رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع قيادات إسلامية اليوم للبحث في كيفية التصدي للتطرف إضافة إلى إعداد قانون مكافحة الارهاب.
وبعد أن كان الجدل بشأن علاقة التفجيرات بالتحالف البريطاني-الأمريكي في العراق قد نشأ بعد الأيام الأولى لوقوع التفجيرات، أثارت دراسة نُشرت البارحة نقاشا أوسع شغل معظم الصحف.
فقد أشار تقرير صادر عن المعهد الملكي للشؤون الدولية والمعروف باسم شاتهام هاوس، أن الغزو الأمريكي للعراق جعل بريطانيا عرضة أكثر بكثير من قبل لخطر الهجمات الارهابية.
وقد ترافق صدور هذا التقرير مع مناقشة وزير الداخلية البريطاني شارلز كلارك لقانون مكافحة الارهاب.
وفي هذا الإطار كتبت صحيفة الـ"اندبندنت" مقالا ذكرت فيه بموقفها المعارض لغزو العراق منذ اللحظة الأولى.
هدية دعائية لبن لادن
وجاء في المقال: "نتيجة العملية التي قادتها الولايات المتحدة (في العراق) هي نشر الارهاب في كافة أنحاء العالم. فعبر شن حرب بمعتقدات خاطئة، وعبر غض النظر عن معارضات أعضاء مجلس الأمن الآخرين بدونا وكأننا وحدنا المعتدون."
وأضاف: "وقد أظهرتنا الاعتداءات التي مورست على العراقيين في سجن أبو غريب وكأننا معذبون وحشيون. وبالتالي أي هدية دعائية أفضل يمكن أن نقدم لأسامة بن لادن الذي لطالما صوّر الغرب كمعتد على جميع المسلمين؟"
واعتبر المقال أنه وعبر تركيز الموارد العسكرية في العراق لم تسع الولايات المتحدة وحلفاؤها على تشديد الأمن في أفغانستان، ما أدى إلى إعادة ظهور حركة طالبان."
من ناحيتها اعتبرت الـ"فايننشال تايمز" إن الجدل بشأن تعرّض بريطانيا لهجمات بسبب تحالفها مع الولايات المتحدة هو جدل خاطئ.
واعتبرت بالمقابل أن "الجدل الحقيقي يجب أن يدور حول ما إذا كان العراق هو الهدف الصحيح إذ ان تنظيم القاعدة وفروعه هو الخطر الحقيقي والواضح والتهديد الأكبر لقيمنا الليبرالية وللاستقرار الدولي."
واعتبرت الصحيفة أن نتائج الاستراتيجية المضللة والتي أخطأت في تحديد الهدف يوم اتخد قرار غزو العراق، أصبحت واضحة اليوم.
وأضافت الـ"فايننشال تايمز": "كان من الممكن تماما استباق الدفعة الهائلة التي أعطاها غزو العراق للمقاتلين."
وذكرت الصحيفة بموقفها هذا الذي عبّرت عنه قبل بدء العمليات في العراق معتبرة أن موقفها كان وما يزال يصب في إطار السعي للوصول إلى إجماع واضح بشأن الطرق الأفضل لهزم الارهاب "لا سيّما اننا نتبع سياسات تساعده على الانتشار."
مواجهة الانحراف بالإسلام
في سياق متصل بهجمات لندن ايضاً خصّصت الـ"دايلي تلغراف" قسما كبيرا من غلافها لموضوع اللقاء الذي من المقرر أن يُجريه بلير مع بعض القيادات الاسلامية اليوم.
وقالت الصحيفة إن بلير سيحث القادة على اتخاذ خطوات جدية لمواجهة "نظرة منحرفة" للاسلام والتي تشكّل الدافع للهجمات الانتحارية.
وذكّرت الصحيفة أن يوسف القرضاوي رجل الدين الاسلامي الذي مدح الهجمات الانتحارية ضد إسرائيل والممنوع من دخول الولايات المتحدة بسبب علاقته مع الأخوان المسلمين، سيزور بريطانيا في الشهر المقبل للمشاركة في محاضرة في مانشستر.
واعتبرت "الديلي تلغراف" أن السماح للقرضاوي بدخول الأراضي البريطانية سيشكّل الامتحان الأول لعزم الدولة على التضييق على المتطرفين بعد احداث لندن الأخيرة.
وقد أجمعت الصحف البريطانية على الإشادة بالاجماع الذي يميّز النقاشات حول اقتراح قانون لمكافحة الارهاب بعد ان التفت جميع الأحزاب حول وزير الداخلية كلارك وشكّلت صفا واحداً.
وقد اعتبرت الـ"تايمز" أن "الارهاب ليس الساحة التي قد تسعى الأحزاب إلى تسجيل أفضليات رخيصة فيها."
إلا أن الصحيفة انتقدت المشروع المقترح وطالبت بتشديد بنوده عبر السماح باستعمال الاتصالات الهاتفية كدليل في المحكمة، وزيادة فترة ال14 يوما التي يُسمح فيها بتوقيف من يشتبه بأنه ارهابي، وإعفاء بريطانيا من بعض المعاهدات الدولية للسماح بترحيل المشتبه بهم بسرعة أكبر.
واضافت الصحيفة أنه في حال إقرار هذا القانون فهو لن يصبح نافذا قبل نهاية العام. "وهذا أمر متأخر كثيراً."
انتشار القاعدة
وقد نقلت صحيفة الـ"غارديان" أن قوات الأمن قد رفضت في السنوات الأربع الأخيرة طلبات أكثر من 200 عالم أجنبي أرادوا الدراسة في بريطانيا، لتخوفها من إمكانية ان يمثل هؤلاء تهديدا ارهابيا.
واعتبرت الصحيفة أن الحرب على العراق ساعدت على انتشار القاعدة وعلى تشجيع الشباب المسلمين وأن الاستخبارات الداخلية البريطانية قلقة بشأن عدد الأشخاص الذين قد يأتون أو يعودون إلى بريطانيا متسلحين بخبرات جديدة في صنع المتفجرات.
وقالت الـ"غارديان":"إذا ما كان الوزراء وأعضاء البرلمان عاجزين عن الاقرار بأن غزو العراق زاد التهديد الارهابي ، فليدعوا الأخرين يقولون ذلك."
حرب أهلية في العراق؟
في الموضوع العراقي، كتبت برونوين مادوكس في صحيفة الـ"تايمز" مقالا سألت فيه إذا ما كان العراق قد وقع في حرب أهلية؟
واعتبرت الصحافية أن السبيل الوحيد لتجنب حرب أهلية في العراق هو في ان يجد رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري صيغة كلامية في الدستور تُشعر السنة بان حقوقهم محترمة وأنهم يستطيعون العيش في ظل عراق يقوده الشيعة.
وأضافت مادوكس: "الإشارات التي توحي بأن الجعفري يتقن هذه المهمة قليلة. فمن الواضح أنه لا يثق أبدا بالبعثيين السابقين ليسمح لهم بالحصول على سلطة حقيقية."
ولكنها تشير إلى أن استطلاعات الرأي لطالما أظهرت أن العراقيين على اختلافهم يعتبرون الجعفري موثوقا به وأكثر عدلا من جميع الشخصيات العامة الباقية.
وبالتالي، تختتم مادوكس مقالها بالتشديد على أن "دستورا عادلا وانسانيا هو الطريق الأفضل لمنع حدوث حرب أهلية في العراق، "على أمل أن ينصرف الجعفري إلى ذلك اسرع مما فعله حتى الآن."
وبعيدا عن التفجيرات، جاء غلاف صحيفة الـ"اندنبدنت" ليحذّر من هجوم من نوع آخر يهدّد بريطانيا وهو خطر الجفاف بعد أزمة المياه التي شهدتها البلاد في عام 2005 بسبب الشح بالمياه.
وأظهرت الصحيفة على غلافها صورة تشقق وجفاف التربة مأخوذة من منطقة جنوبي شرقي انجلترا والتي شهدت في هذه السنة أجف شتاء يصيبها منذ 30 عاما.
على الغلاف ..
" الارهاب هو الثمن الذي دفعناه لاننا ذهبنا الى الحرب". (الدايلي تلجراف)
"منذ تفجيرات لندن، 31 انتحاريا يقتلون 238 شخصا: العراق دولة تحت الحصار". (الاندبندنت)
"هجمات لندن ربطت بالعراق" (الجارديان)
"العراق على حافة الحرب الاهلية". (التايمز)
بهذه العناوين التي تشير بوضوح الى حالة من التأزم والذعر من الشرق الاوسط الى اوروبا وخصوصا بريطانيا، اطلت الصحافة الصادرة في لندن صباح اليوم الاثنين.
ففي الاندبندت التي راسلها الصحفي باتريك كوكبرن من العراق تغطية ميدانية بعد تفجيرات امس الاحد والتي اودت بحياة 98 شخصا.
وتحت عنوان "حيث اصبحت العمليات الانتحارية خبزا يوميا"، يصف كوكبرن حالة الذعر التي يعيشها الشعب العراقي قائلا: "الشوارع شبه فارغة، ومن يملك القدرة المادية على مغادرة البلاد قد فعل (...)، الانتظار في زحمة السير صار امرا خطيرا، وفي العاصمة بغداد، يرى الكثيرون ان السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة هو ملازمة المنزل".
ويواصل الصحفي: "هناك مشكلة اخرى اذ يعامل الجيش الامريكي كل سيارة تقترب من عناصره وكأنها قنبلة محتملة".
وينهي كوكبرن مراسلته بربط بين تفجيرات لندن والحالة الامنية في العراق قائلا ان الفرق لا يكمن في عدد القتلى والجرحى فحسب، بل في معرفة اكيدة للعراقيين بان "الانتحاريين مروا من هنا بالامس، وهم هنا اليوم، وسيعودون غدا".
وعلى الصفحة نفسها للصحيفة، مقال للمحلل الصحفي اندرو جرايس يتطرق الى تقرير صدر عن المعهد الملكي للعلاقات الدولية والذي يقول ان "بريطانيا معرضة لخطر كبير لانها الحليف الاقرب لواشنطن".
من جهتها، تعطي الديلي تلجراف اهمية كبيرة للموضوع نفسه الذي تناولته في صفحتها الاولى على الشكل التالي: "الارهاب هو الثمن الذي دفعناه لاننا ذهبنا الى الحرب".
وتتناول التلجراف التقرير نفسه، ولكنها تضيف ان من شأن هذا التقرير ان يحرج رئيس الحكومة البريطانية توني بلير الذي "سيجد صعوبة كبيرة في الفصل بين تفجيرات لندن والحلف مع الولايات المتحدة في الحرب على العراق".
بلير يفعل ما بوسعه لتجنب ربط الحرب على العراق بهجمات لندن
مشكلة تجنيد في بريطانيا
ويكشف تقرير للديلي تلجراف ان "الجيش البريطاني يواجه مشكلة كبيرة على تجنيد المتطوعين وبخاصة بين صفوف المشاة".
وتعطي كاتريونا دايفس التي صاغت التحقيق تفاصيل عن الوحدات البريطانية التي تعاني من هذه "الازمة"، وتتحرى عن الموضوع مع ضباط كبار وخبراء في هذا المجال.
وتتناول التايمز خطر وقوع حرب اهلية في العراق. وتنقل التايمز اقوال احد المسؤولين السياسيين الامريكيين الذي قال ان "واشنطن ترى في عمل الارهابيين الذين يخشون نجاح العملية السياسية محاولة جدية لاثبات ان ما يحدث في العراق يلخص بنزاع طائفي بين العراقيين".
ويركز جيمس هيلدر، مراسل التاميز في بغداد، على انزلاق العراق الى "نزاع اهلي من النوع الطائفي، تستعجله العمليات الانتحارية التي حصلت في اليومين الاخيرين".
ونشرت مع هذا التقرير صورة كبيرة للطفلة العراقية مريم غسان، البالغة من العمر ثلاثة اشهر، والتي اصيبت في احد انفجارات عطلة نهاية الاسبوع.
محاكمة صدام
وتطرقت كذلك معظم الصحافة البريطانية الى موضوع محاكمة صدام حسين. واجرى مراسل الجارديان في اربيل (العراق) تحقيقا حول الوقع الذي احدثه اعلان "البدء في المحاكمة خلال ايام" عند بعض العراقيين الذين ينقسمون بين من يتمنى ان يعدم الرئيس الرئيس السابق ومن يأمل ان يراه يقضي عقوبة سجن مدى الحياة في معتقل عراقي.
ويركز التقرير كذلك على مجزرة الدجيل عندما قتل عناصر الامن العراقيين اكثر من 150 شخصا من هذه البلدة في العام 1982، بعد محاولة لاغتيال الرئيس المخلوع.
ويقول المراسل مايكل هاورد ان "بعض العراقيين يخشون الا يحاكم صدام في باقي القضايا الكبيرة اذا ثبتت عليه التهم في مجزرة الدجيل.
ويقال ان الدجيل "هو الملف الذي يملك فيه المحققون ادلة قاطعة تجرم صدام بأسرع ما يمكن".
وتحضر ضد صدام 12 تهمة اخرى في العديد من الملفات، خصوصا في ما يختص بالاكراد والشيعة.
"الهجمات الانتحارية الى ازدياد"
ولا تزال الصحافة البريطانية تحت وطأة الصدمة التي احدثتها تفجيرات لندن، وفي تحقيق للصحفي توم ريدس في التايمز تركيز على امكانية ان "تزداد الهجمات الانتحارية"، كما يقول تقرير صادر عن راند كوربوريشن وهو احد مراكز الابحاث المرموقة في الولايات المتحدة.
وينصح هذا التقرير، الذي يحلل بالعمق ظاهرة الهجمات الانتحارية ونزعة "الشهادة"، الغرب ان يستعد لحملة طويلة من الهجمات لانها سلاح سهل والاكثر ايذاء في العالم بعد اسلحة الدمار الشامل التي تتطلب حدا معقولا من الالمام بتكنولوجيا ليست بمتناول الجميع.
وتابعت الصحافة البريطانية بعمق ما آلت اليه التحقيقات حتى الآن في تفجيرات لندن، بينما يتصاعد الكلام عن ثغرات في عمل اجهزة الاستخبارات.
الاستخبارات البريطانية "مقصرة"
يهدّد المعارضون لخطة شارون بعدم السماح له باخلاء غزة
وتنقل الفاينانشل تايمز تصريح الاستخبارات البريطانية الذي صدر امس والذي افاد بان الـ "ام اي-5 استجوب محمد صديق خان العام الماضي واستنتج ان المشتبه به ليس ارهابيا".
بالاضافة الى ذلك، تتطرق الـ "اف تي" الى العلاقات الباكستانية-البريطانية تحت عنوان "مناوشات سياسية بين بريطانيا وباكستان".
وينكب التقرير على اهمية التصريحات الباكستانية التي صدرت امس والتي دعت بلير الى عدم اتهام جهات خارجية في تفجيرات لندن، بينما يحاول بلير جاهدا من اجل اثبات ان التفجيرات لا تتعلق بالدعم البريطاني للحرب الامريكية على العراق.
في المقابل، تتناول التايمز الموضوع نفسه قائلة ان "الاستخبارات البريطانية كانت تبحث عن نوع آخر من الارهابيين".
وتستشهد الصحيفة بتقرير صدر اليوم عن مركز الابحاث الاقتصادي والاجتماعي البريطاني مغزاه ان الـ "ام اي-5" "كان يبحث عن متطرفين ايرلنديين، متغاضيا عن تحركات اشخاص شرق اوسطيين كانوا ينشطون في مجال الارهاب".
"تدريب الائمة" و "ايتام الاسلام"
وفي مقالات الرأي امر لافت وشديد التعبير عن الارتباك الذي يعيشه المجتمع البريطاني.
ويتطرق تحليل في التايمز الى ما سمي بـ"تدريب الائمة بحيث لا يسمح الا لرجال الدين الذين يخطبون عن السلام والتسامح من اعتلاء منصات المساجد".
وتطالب الصحيفة الحكومة بعمل المزيد والتركيز على "الغرف الخلفية للمساجد حيث يتم تلقين الاسلام للاطفال".
في المقابل، وفي الجارديان، مقال لمادلين بانتينج بعنوان "ايتام الاسلام"، تركز فيه على الاتجاهات المختلفة التي يتخذها المسلمون في بريطانيا من جراء اختلاف اللغات الام والثقافات الاساسية لمسلمي هذا البلد كونهم من بلاد مختلفة.
وتقول بانتينج ان هناك احد التيارات يسيطر على المؤسسات الاسلامية في بريطانيا، وان هذه المؤسسات لم تعد تحوي جميع المسلمين، مفسرة بذلك ازدهار ظاهرة "احباط لدى مسلمين آخرين يقولون بغضب: يشنون (بريطانيا وامريكا) حربا في العراق لماذا لا نستطيع ان نشن حربا ضدهم"؟
دبابات شارون على ابواب غزة
ولم تغب الاحداث الفلسطينية عن الصحافة البريطانية صباح اليوم. وركزت الفاينانشل تايمز على "اصدار شارون الاوامر لجيشه بالتحضير لعملية ضد ناشطي حماس".
وفي تغطية الـ"اف تي" للموضوع الاسرائيلي-الفلسطيني تحقيقين للمراسل هارفي موريس.
التقرير الاول عن مستوطنين اسرائيليين سيتم اخلاءهم في اغسطس/آب المقبل من قطاع غزة. ويتناول التقرير حالة التشنج بين الجيش الاسرائيلي والمستوطنين مع اقتراب موعد الانسحاب.
ويقابل موريس شبابا وعائلات من المستوطنين يدلون بانطباعاتهم عن تفكيك المستوطنات. اما التقرير الثاني، فمن القدس يصف قيه موريس الاستعدادات التي تجريها الوحدات المدرعة الاسرائيلية "قبل الهجوم المرتقب على قطاع غزة".
ويركز التقرير بالاضافة الى ذلك على مواقف وزير الدفاع الاسرائيلي شاول موفاز الذي "اقر بقيام الرئيس الفلسطيني بمحاولة لمنع اطلاق الصواريخ على اسرائيل"، مضيفا ان "على محمود عباس عمل المزيد من اجل الانتهاء من هذه المشكلة".
الهدنة مهددة
من جهته، تناول مراسل الاندبندنت في القدس اريك سيلفر المسألة من الزاوية الفلسطينية قائلا ان "مقتل احد قادة حماس يهدد الهدنة".
ويقول سيلفر ان عودة اسرائيل الى عمليات تصفية قادة الفصائل مع قتل القيادي في حماس سعيد الصيام صباح امس الاحد احدث ردا سريعا لحماس التي شنت هجوما على مستوطنة قريبة من خان يونس وجرحت اسرائيليين.
وينتهي التقرير بوصف دقيق للجبهتين اللتين يحارب عليهما رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.
الاولى تتمثل بالموضوع الامني مع الناشطين الفلسطينيين والضغط على عباس من اجل عمل المزيد، اما الثانية فهي حالة التوتر المتزايدة مع اليمين الاسرائيلي المتطرف قبل ايام من تنفيذ خطة الانسحاب الاحادي من قطاع غزة.
وفي التعليقات
"هل كانوا انتحاريين أم غرر بهم؟"
تستعرض صحيفة "صنداي تلجراف" احتمال أن يكون منفذو تفجيرات لندن ليسوا "انتحاريين".
ففي صفحاتها الداخلية تكتب الصحيفة تحت عنوان "هل كانوا انتحاريين أم غرر بهم؟" قائلة إن المحققين البريطانيين يبحثون احتمال أن يكون منفذو التفجيرات ليسوا انتحاريين أي لم يكن في نيتهم قتل أنفسهم، إضافة إلى 54 شخصا آخرين قتلوا في التفجيرات. وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم شرطة لندن قوله إنه لا توجد أدلة ملموسة على أن الرجال الأربعة كانوا في مهمة انتحارية.
وإحدى الفرضيات التي تبحثها الشرطة، وفقا للصحيفة، هي أن يكون العقل المدبر للعملية قد أخبر الرجال الأربعة بأن أجهزة التوقيت الزمني في العبوات الناسفة ستنفجر بعد فترة زمنية تتيح لهم الهرب من موقع التفجيرات، لكن ربما تكون الحقيقة هي أن الموقتات الزمنية في القنابل كانت مجهزة لتنفجر بصورة آلية.
وتنقل صنداي تلجراف عن مسؤول أمني قوله إن مدبري التفجيرات ربما كانوا يتخوفون من احتمال إلقاء القبض على الرجال الأربعة ومن ثم اعترافهم للشرطة بمن يقف ورائهم، لذا فربما كذبوا عليهم وأخبروهم أنه ستكون أمامهم فرصة للهرب، لكنهم في الحقيقة أرسلوهم ليلقوا حتفهم في التفجيرات.
ويشير من يؤيدون هذه النظرية إلى حقيقة أن الرجال الأربعة اشتروا تذاكر عودة للقطار، كما قاموا بشراء تذاكر لإيقاف سيارتهم في مرآب للسيارات في محطة لوتون للقطارات التي توجهوا منها إلى لندن. كما أن المتفجرات كانت في حقائب وليست ملتفة حول أجسامهم كما يحدث عادة في العمليات الانتحارية مما يعطي انطباعا بأنهم ربما كلفوا بترك الحقائب في المناطق المستهدفة، خاصة وأن هذا هو ما حدث في تفجيرات مدريد عندما ترك المفجرون مكان الهجوم قبل وقوع التفجيرات.
إضافة إلى أنهم كانوا يحملون رخص القيادة والبطاقات الائتمانية ووثائق أخرى شخصية، وكانت الشرطة تعتقد في البداية أن هذا مقصودا من جانبهم ليتم التعرف عليهم واعتبارهم "شهداء"، لكن منفذي التفجيرات الانتحارية عادة لا يحملون ما قد يدل على شخصياتهم.
ومن جانبها طرحت صحيفة الاندبندنت بعض الأسئلة التي تدور حول هذه الفرضية وإن كانت لم تتحدث عن هذا الاحتمال بصورة مباشرة.
وفي صفحاتها الداخلية تنشر صحيفة الاندبندنت ملفا خاصا من ثماني صفحات بعنوان "الهجوم على لندن"، وتقسم هذا الملف بدوره إلى ثلاثة أجزاء. الجزء الأول منه بعنوان "إعادة تركيب الأحداث" وتحاول فيه الصحيفة رسم صورة لما حدث في هذا اليوم وتطرح بعض التساؤلات من قبيل: هل كان المفجرون الأربعة تحت سيطرة جهة ما أو يعملون لحسابهم الخاص؟ ولماذا اشتروا تذاكر عودة إذا كانوا يعتزمون الموت؟ وهل كان بإمكان المخابرات الداخلية البريطانية معرفة ما سيحدث ووقفه؟ وهل سمح لأحد المشتبه في انتمائهم للقاعدة بدخول المملكة المتحدة دون مراقبة؟
كما تحاول الصحيفة الربط بين شخصيات المفجرين المشتبه بهم وبعض الشخصيات الأخرى مثل العقل المدبر الذي تسعى الشرطة البريطانية للتوصل لشخصيته، والكيميائي المصري الذي اعتقل مؤخرا في القاهرة والذي لا يوجد أي دليل عن صلته بالمفجرين سوى أنه كان يقطن في وقت ما في نفس العقار الذي عثرت فيه الشرطة على متفجرات عقب تفجيرات لندن.
أما الجزء الثاني فيتناول تداعيات التفجيرات خاصة على أسر الضحايا، وبعضهم لم يتم التعرف عليه بعد. في حين تتناول الصحيفة في الجزء الثالث حال المسلمين في المملكة المتحدة. وتستعرض بعض أسماء قادة المسلمين في البلاد كما تستعرض مواقفهم وتوجهاتهم الدينية بدءا من القادة المعتدلين مثل إقبال ساكراني رئيس المجلس الإسلامي في بريطانيا وانتهاء بعمر بكري محمد مؤسس حزب المهاجرون الراديكالي المتشدد.
وفي صفحة الرأي تنشر صحيفة الاندبندنت رسما كاريكاتيريا لأحد الشوارع في بريطانيا بمنازله التقليدية وشخص ملتح يسير وعلى ظهره حقيبة، وفي الأفق عبارة "صنع في بريطانيا". وهذا هو ما تعكسه افتتاحية الصحيفة التي تأتي تحت عنوان "الحرب يجب أن تشن داخل الأراضي البريطانية". وتقول الصحيفة إن الخطر الذي يواجه بريطانيا الآن قريب للغاية، فما تغير خلال الأسبوع الماضي هو الكشف عن أن منفذي التفجيرات بريطانيون. لذا فيجب محاربة الايدولوجية التي تحركهم في بريطانيا والخارج أيضا.
وتقول الصحيفة إن ما دفع بهؤلاء الأشخاص إلى العنف ليس لأنهم يعانون من العنصرية أو العزلة أو الفقر، بل يبدو أنهم اتجهوا إلى العنف كرد فعل جزئي لما يرون أنه اندماج المسلمين في المجتمع البريطاني. ولهذا فعلى المسلمين، بحسب رأي الصحيفة، أن يستنكروا أفعال الإرهابيين، وأن يواجهوا حقيقة أن المتطرفين يستخدمون الإسلام والقرآن لتبرير القتل، وأن يواجهوا معاداة السامية ومشكلة المعايير المزدوجة في مجتمعاتهم.
وتتفق معها صحيفة الجارديان في أن الحل الحقيقي والدائم "للتطرف الإسلامي" يجب أن يأتي من داخل المجتمعات الإسلامية نفسها ويجب أن يكون عمليا وفوريا. وترى أنه يتعين على المسلمين فرض قيود مشددة على الأئمة الذين تلقوا تعليمهم الديني في السعودية وباكستان، حيث يشكو قادة المسلمين في بريطانيا من أن الأئمة الذين لا يتحدثون الانجليزية يجهلون الضغوط التي يواجهها الشبان المسلمون في الغرب.
لكن على الجانب الآخر لا يجب أن يخشى المسلمون فرض المزيد من الرقابة على المنظمات الخيرية الإسلامية وعلى التبرعات الأجنبية. كما يجب عدم السماح، بحجة أن بريطانيا مجتمع متعدد الثقافات، لأي شخص بالتحريض على القتل تحت غطاء الدين وإذا حدث هذا فلا يجب أن تتردد الدولة في إغلاق المساجد التي يتم فيها هذا.
وتعترف الصحيفة بأن فرض قيود مشددة قد يدفع بالتطرف الإسلامي إلى أن ينشط في الظلام ويدفع المزيد من الشبان المسلمين إلى أحضانه، لكن الشبان المسلمين هم أكثر من سيستفيدون من اقتلاع جذور التطرف لأن مستقبلهم سيكون حالكا إذا لم يواجهوا هذا التحدي بحسب رأي الصحيفة.
وإذا كان دفع المتطرفين الإسلاميين إلى العمل في الظلام هو ما تخشى الجارديان من حدوثه فإن صحيفة صنداي تلجراف تقول إن هذا موجود بالفعل في الجامعات البريطانية.
وتقول الصحيفة إن بعض الجماعات الإسلامية المحظورة في الجامعات مثل حزب التحرير لا تزال تنشر وجهات نظرها وتوزع منشورات في الجامعات. وتنقل عن حسن سالم باتل المتحدث باسم اتحاد الطلبة المسلمين في بريطانيا وايرلندا قوله إن حظر الجماعات المتطرفة مثل حزب التحرير وحزب المهاجرون، نجح في القضاء على أي وجود ظاهري لها، إلا أنها لا تزال تعمل بنشاط في السر.
وتقول الصحيفة إن جامعة استون تعرضت لانتقادات من قبل اتحاد الطلبة اليهود لاستضافتها مؤتمر لحزب التحرير جادل أثناءه أعضاء الحزب بأن المسلمين يتم "إجبارهم على الاندماج" في المجتمع البريطاني. وتشير الصحيفة إلى أن الحزب يسعى لإقامة دولة إسلامية موحدة دون حدود عن طريق الجهاد.
كما تنقل الصحيفة عن موظف بجامعة شرق لندن رفض ذكر اسمه قوله إنه مقتنع بوقوع هجوم انتحاري آخر سيكون منفذه طالب جامعة في لندن. ويقول إن المنشورات التي توزعها بعض الجماعات للإعلان عن اجتماعاتها تضم شعارات مناهضة للسامية ومناهضة لبريطانيا بصورة فجة، مضيفا "نحن نتحدث عن أشخاص غير مستعدين لسماع آراء تخالف وجهات نظرهم."
المصدر: مواقع ـ BBC العربي
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018