ارشيف من : 2005-2008

من اوراق الصحافة البريطانية 21ـتموز/يوليو2005

من اوراق الصحافة البريطانية 21ـتموز/يوليو2005

أفردت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الخميس مساحة كبيرة من صفحاتها للمحاولات التي تبذلها الحكومة البريطانية من اجل الحد من مخاطر الارهاب، وكذلك محاكمة عدد من الجنود البريطانيين بسبب انتهاكات ضد عراقيين.‏

كما قدمت صحيفة "التايمز" في احد ملاحقها قصة اسرة فلسطينية تعيش وسط حصار اسرائيلي داخل منزلها بقطاع غزة.‏

قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" ان السلطات البريطانية قد تقوم بترحيل ابو قتادة الاردني الاصل المقيم ببريطانيا الى بلاده.‏

ومن الممكن ترحيل ابو قتادة الذي وصفته الصحيفة بأنه الذراع الايمن لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في اوروبا طبقا للقانون الجديدة الذي تعده الحكومة البريطانية والخاص بترحيل اي شخص يمثل تهديدا للبلاد.‏

واوضحت الصحيفة ان بريطانيا ابرمت اتفاقا من حيث المبدأ مع الحكومة الاردنية بشأن احترام الاخيرة للحقوق الانسانية لمن يتم ترحيلهم منن بريطانيا وألا تستخدم اساليب التعذيب اثناء استجوابهم.‏

وقالت الصحيفة ان وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك كان قد بدأ منذ ثلاثة اشهر الحديث عن امكانية ترحيل المتطرفين الذين يمثلون خطرا على المجتمع البريطاني، إلا ان الحكومة تسرع الخطى في هذا الامر منذ التفجيرات التي شهدتها لندن في السابع من تموز/يوليو الحالي.‏

يذكر ان القانون الجديد في بريطانيا والاتفاق النهائي مع الاردن سوف يفسحان المجال امام ترحيل ابو قتادة الذي وصفته احدى المحاكم البريطانية في يوم من الايام بانه يمثل خطرا حقيقيا على البريطانيين.‏

ونقلت الصحيفة عن احد الموظفين بوزارة الداخلية البريطانية انه حتى في حالة ابرام الاتفاق النهائي مع الاردن فان ترحيل ابو قتادة قد يستغرق اعواما بسبب الاعتراضات التي قد يقدمها محامون الى المحكمة لوقف الترحيل.‏

وفي الوقت ذاته قالت جماعات لحقوق الانسان ان الاتفاق بين الاردن وبريطانيا لن يضمن عدم تعرض المرحلين للعنف على ايدي الاجهزة الامنية الاردنية.‏

مدرسة اسلامية في باكستان‏

ووصفت كيت الن مديرة منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الانسان ومقرها لندن الاتفاق مع دولة تعتاد ممارسة التعذيب ضد المسجونين بأنه "لا يساوي الاوراق التي كتب عليها."‏

وردت وزارة الداخلية البريطانية على هذه المخاوف بان الاتفاق مع الاردن سوف يتضمن بندا يسمح للجهات المعنية البريطانية بتتبع حالة المرحلين الى الاردن.‏

تسجيلات هاتفية‏

وكشفت "الفاينانشيال تايمز" ايضا عن محاولات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اقناع رجال الامن بضرورة السماح بالكشف عن الاتصالات الهاتفية التي يتم تسجيلها للاشخاص الذين يعتقد انهم يمثلون خطرا على البريطانيين امام المحاكم.‏

ويلتقي بلير يوم الخميس مع عدد من قيادات اجهزة الامن ليبحث معهم اسباب اعتراضهم على استخدام تلك التسجيلات التي تتم بشكل سري اثناء محاكمة مشتبه بهم في قضايا تتعلق بالارهاب.‏

وقالت الصحيفة ان حزب المحافظين المعارض والديمقراطيون الاحرار والعديد من النواب في البرلمان يؤيدون رئيس الوزراء في استخدام التسجيلات التي تقوم بها اجهزة الاستخبارات البريطانية كدليل ادانة للاشخاص المتهمين بالارهاب.‏

جرائم حرب‏

نشرت صحيفة "الجارديان" حديثا خاصا مع احد الجنود البريطانيين الذين عملوا بالعراق مع الجنود الثلاثة الذين سيحاكمون امام محكمة لجرائم الحرب بسبب اتهامهم بتجاوزات ضد العراقيين.‏

وقال الجندي الذي رفض الكشف عن اسمه ان الاعلان عن الادانات الجديد بحق جنود بريطانيين سيؤدي الى رفض العديد من الجنود الاخرين التوجه الى العراق او على الاقل سيرفضون الخدمة في الصفوف الامامية هناك.‏

واضاف ان الجنود سوف يتم وضعهم تحت ضغط كبير حيث انهم سيخافون من عمل اي شئ حتى ولو كان الدفاع عن انفسهم بالعراق.‏

بريطانيا تسعى لتقويض مخاطر الارهاب‏

واوضح ان جميع الجنود شعروا بالضيق الشديد بعد الاعلان عن محاكمة وربما ادانة زملائهم.‏

وقال للصحيفة انه حتى في حالة الجري خلف احد العراقيين المشتبه بهم وعرقلته من الخلف ووضع الاصفاد البلاستيكية في يديه واقتياده الى مركز للاحتجاز قد يفسر من قبل اللجنة البرلمانية الخاصة المشكلة للتحقيق في العنف ضد العراقيين بانه عمل غير مشروع وعنف في غير محله.‏

وقال جندي اخر للجارديان ان احدا من القادة العسكريين لم يجلس معهم قبل التوجه الى العراق او اي مكان اخر ليتحدث اليهم عن اتفاقية جنيف الخاصة بحقوق المدنيين.‏

وقال ان اتفاقية جنيف الدولية والتي قد يعاقب عدد من الجنود البريطانيين على اساسها تتحدث في الاساس عن اوضاع المدنيين وقت الحروب بين الجيوش وليس كما هو الوضع الان في العراق حيث ان التحدي الحقيقي هو وقف عمليات السلب والنهب في الشوارع ومكافحة الارهاب وعمليات الاختطاف.‏

الجانب الاخر‏

وعلى الجانب الاخر نشرت صحيفة "الاندبندنت" تحقيقا عن اسرة الشاب العراقي احمد جبار كريم (17 عاما) الذي اجبره جنود بريطانيون في عام 2003 على القفز في نهر دجلة بالبصرة وهو لا يعرف كيف يسبح مما ادى الى وفاته.‏

وقالت والدته للصحيفة انها تشعر بالارتياح بعد ان سمعت ان الجنود الذين تسببوا في وفاة ابنها سوف يحاكمون.‏

واضافت انه منذ وفاة احمد لم يقم احد من الشرطة العراقية او القوات البريطانية بالاتصال بالاسرة واخبارهم اي شئ بشأن التحقيقات في الحادث.‏

وتساءلت الام عن سبب اجبار الجنود البريطانيين لاحمد على القفز في النهر.‏

وقالت انه حتى ولو كان هذا على سبيل المزاح فانه كان يجب عليهم ان يعلموا ان هناك اشخاص لا يعرفون السباحة.‏

محاولات لوقف الانسحاب الاسرائيلي من غزة‏

تحت الحصار‏

نشرت صحيفة التايمز في الملحق الذي يصدر يوم الخميس تحقيقا صحفيا حول اسرة فلسطينية تعيش تحت الحصار الاسرائيلي في قطاع غزة.‏

وقال خليل بشير صاحب احد المنازل التي احتلها الجيش الاسرائيلي منذ اربعة اعوام انه واسرته المكونة من زوجة وثمانية اولاد رفضوا مغادرة المنزل بل قام ببناء دور ثان حتي يتخذه الجنود قاعدة لهم بينما تعيش الاسرة في الدور الارضي من المنزل.‏

واوضح ان اي شخص من افراد الاسرة قد يتعرض لاطلاق نار في اذا حاول الصعود الى الطابق الاعلى من المنزل.‏

واضاف ان احد ابنائه تعرض لاطلاق نار اسرائيلي من مسافة قريبة اصابه في ظهره بينما كان يلوح مودعا وفد من الامم المتحدة.‏

ولم تكن حرية اسرة بشير فقط هي التي فقدوها فقد فقدوا ايضا ارضهم الزراعية والتي كانت تحوي اشجار الزيتون والبرتقال، حيث قام مستوطنون يهود من مستوطنة قريبة باحراق الارض عام 1992 انتقاما لقتل حاخام على يد مسلح فلسطيني.‏

وبرغم ان احدا لم يوجه اتهاما لخليل او اي احد من اسرته بهذا الشأن إلا ان وجود منزله في موقع قريب من المستوطنة كان السبب في احراقها.‏

وقال بشير انه ليس "رامبو" او انسانا خارقا للعادة ليظل في المنزل برغم وجود قوات عسكرية داخله ولكنه يحب بيته الذي تتوارثه اسرته منذ 300 عام.‏

2006-10-30