ارشيف من : 2005-2008
من أوراق الجرائد البريطانية 28 تموز/يوليو 2005
اشتركت أكثر من صحيفة من الصحف البريطانية هذا الصباح في نشر صورة على الصفحة الأولى لنموذج من المتفجرات التي عثرت عليها الشرطة في محطة "لوتن"، وصور أخرى تظهر حجم الدمار الذي وقع بإحدى عربات قطار الأنفاق التي وقع بها التفجير.
والصورة لعبوة متفجّرة غُلّفت بالمسامير (لتحدث أكبر أثر قاتل إلى جانب موجة الضغط الناتجة عن التفجير)، ووجدت بسيارة.
وقد ظهرت أنباء تلك المضبوطات المتفجرة بعد نشر خبر إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في تفجيرات لندن، والذين لاتزال الشرطة تطاردهم.
ونشرت صحيفة التلغراف مقالا لنيك بريتين تحت عنوان "رجل دين مسلم يدين الهجوم على المسلمين"، قال فيه إن عالما مسلما بارزا يقول إن مهاجمة المسلمين في الحرب ضد الإرهاب ظلم بين، وإن المشتبه بهم الثمانية في تفجيرات لندن "من الممكن أنهم كانوا ركابا أبرياء".
ونسبت الصحيفة إلى رئيس مجلس إدارة المسجد الرئيسي في مدينة برمنجهام، الدكتور محمد نسيم أنه وصف توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني "بالكاذب والشاهد المشكوك" في شهادته كما شكك في أن تكون الصور التي نشرت للمشتبه بهم، والمأخوذة من نظام كاميرات المراقبة بالدوائر المغلقة،هي فعلا للمنفذين.
وقال نسيم إن المسلمين في شتى أرجاء العالم "لم يسمعوا بمنظمة تسمى القاعدة".
وكان نسيم يتحدث في مؤتمر صحفي عقد في مدينة برمنجهام، بدعوة من الشرطة، بعد إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في تفجيرات لندن الثانية الفاشلة (ياسين حسن عمر)، بغرض المساعدة في تهدئة المخاوف من اندلاع أي توتر عرقي أو ديني.
أدى قتل الشاب البرازيلي دي مينيزيس برصاص الشرطة إلى استخدام المسدسات ذات الشحنات الكهربية الصاعقة في المطاردات
وتقول الصحيفة إن مصادر قالت إن مثل هذه التعليقات تعرقل تماما جهود الشرطة، وتضعف من ثقة الجالية المسلمة فيها مما يحول بينها وبين الحصول على المعلومات من المسلمين في بريطانيا.
وتضيف الصحيفة على لسان نسيم، إنه "يجب عدم الثقة بالحكومة، كما أن توني بلير كذب في الذهاب إلى العراق، مما يجعله (والحكومة) غير أهل للثقة"، كما أنه قال إن التفجيرات لا علاقة لها بالحرب على العراق، مما يثير الشبهات حول مصداقيته.
وأعرب نسيم، الذي يصفه المقال برجل الدين المعتدل، والذي يجتمع بصفة دورية برئيس الشرطة في المدينة لمناقشة الوئام والسلم في المدينة، عن أسفه للانطباع السائد بأن المسلمين هم المستهدفون بالحرب ضد الإرهاب، وقال إنه يبدو "أن هناك توجيها باستهداف المسلمين".
وأعرب نسيم عن شكوكه القوية في التحقيقات ووصفها بأنها تفتقر إلى الشفافية، وقال إن على الشرطة أن تقدم الأدلة على أن المفجرين هم الأشخاص المسلمون الذين أعلن عنهم أو القي القبض عليهم.
وتسائل الشيخ نسيم عن الدليل على أن الشبان الأربعة الذين قالت الشرطة إنهم المفجرون، على اعتبار أن اختبارات الحمض النووي أثبتت وجودهم بين القتلى، وقال ألا يمكن أن يكونوا مجرد ضحايا تصادف وجودهم على القطار، وأنهم اشتروا بطاقات عودة؟
وفي تعليق بصفحة الرأي قالت الصحيفة إن تعليقات الدكتور نسيم قد سببت إحراجا للشرطة، وقالت إنه يتعين على المسؤولين التزام الحذر فيما يدلون به من تعليقات كي لا يسمحوا لأشخاص، مثل نسيم، ويمنحوهم ولو "بوصة واحد" من المجال للدفاع عن الإرهاب.
ونشرت صحيفة التايمز أن مختار سعيد إبراهيم، أحد المشتبه بهم في تفجيرات لندن الفاشله ربما يكون قد اتجه إلى التشدد أثناء وجوده بالسجن الذي سجن فيه من قبل ريتشارد ريد، الذي اتهم بمحاولة تفجير طائرة باستخدام متفجرات أخفاها في حذائه.
وتقر الصحيفة بأن الشخصين لم يلتقيا في السجن، ولكنها تذكر أن المحققين سيدرسون إمكانية انتشار تحول بعض المؤسسات الإصلاحية البريطانية إلى مدارس لنشر التشدد.
وكتبت صحيفة التايمز أيضا أن محللا في جهاز الاستخبارات البريطاني MI5 يُقرّ بوجود علاقة بين حرب العراق وتفجيرات لندن.
ويقول المحلل إن حرب العراق تشكل حافزا إضافيا لتجنيد الإرهابيين.
كما أبرزت صحيفة التايمز ايضا، النقاش الذي نشب بين أعضاء السلطة القضائية في أعقاب التصريح الذي أدلت به زوجة رئيس الوزراء البريطاني، شيري بلير (وهي قانونية وتعمل قاضية أيضا)، بأن الحرب على الإرهاب لا تعني التضحية بالحريات المدنية للمواطنين وهي "التي تميز بريطانيا كدولة متحضرة".
ويدور الجدل حول اقتراح بترحيل المشتبه بهم والمتشددين الإسلاميين "الذين يحرضون على الإرهاب".
وقد صدرت صحيفة الإندبندنت صفحتها الأولى بسؤال بالخط العريض: "ما هو حجم مؤامرة الإرهاب؟" وتحته صورة للمشتبه به الصومالي الأصل ياسين حسن عمر الذي اعتقلته الشرطة في مدينة برمنغهام أمس.
وعلقت الصحيفة على استخدام الشرطة للسلاح الذي يصدر شحنات كهربائية، تؤدّي إلى شل حركة الشخص الملاحَق بدلا من الرصاص القاتل، والذي استخدم في عملية اعتقال المشتبه به ياسين عمر.
وقالت الصحيفة إن الشرطة البريطانية تلقّنت درسا بعد مقتل الشاب البرازيلي البرئ، جون تشارلز دي مينيزيس، والذي قتلته الشرطة بعد مطاردة وهي تعتقد خطأ انه مفجر انتحاري.
وفي صفحة الرأي نشرت صحيفة الإندبندنت أيضا رسما كاريكتوريا ساخرا، يظهر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ممسكا بمسدس الصعق الكهربي، وقد أصابته الشحنه التي أطلقها هو نفسه ولكن في مؤخرته، والتي إلتهبت بشدة وتورمت، وقد كتب عليها "إنها العراق، يا غبي".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018