ارشيف من : 2005-2008

جنبلاط لـ "السفير": سلاح المقاومة مفصول عن "صفقة" الانسحاب من "المزارع"

جنبلاط لـ "السفير": سلاح المقاومة مفصول عن "صفقة" الانسحاب من "المزارع"

ما زال وليد جنبلاط محاصرا بحياته المشرعة للخطر. هو رجل الحسابات الدقيقة. عندما يمضي أيامه في المختارة تنتقل السياسة الى هناك. سياسي اشبه بالصحافي. السياسة تستهلك وقته، لقاءات ومطالعة. ميزته "فلاشاته" السريعة واللماحة. يقول ممانعا "شو بدنا نحكي سياسة". يطلب الانتظار وبعد الالحاح، تتحول كلماته الى محطات في السياسة. يصبح اشبه بمصنع للسياسة. السياسة بمعناها الجنبلاطي التي تحاول دائما استباق الخصم والحليف. يناور. يخرج من جعبته "عدة الشغل". يملك سيلا من المعلومات. يسأل ويجيب واحيانا يجيب من حيث لا تسأله، من مطرح مختلف. يعيد الامور الى حيث يجب ان يصوبها لا الى حيث تريد ان تستدرجه.‏

عندما زارت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليسا رايس بيروت، طرحت اسئلة كثيرة حول استثناء جنبلاط من برنامجها. لعله أحد القلة من السياسيين الذين كانوا يدركون قبل أسبوعين على الاقل أنها قادمة إلى بيروت وعلى جدول أعمالها اول لقاء اميركي رفيع المستوى مع الرئيس اللبناني اميل لحود. ينفي ان يكون حاول التدخل في برنامجها او محاولة لقائها او ان يكون في برنامجها احتمال عقد لقاء معه. لذلك يقول انه من غير الصحيح الربط بين موقفه "الناري" الاخير من العمليات الانتحارية في لندن وشرم الشيخ وبين عدم اجتماع رايس به او الاشتباه بصفقة ما وراء زيارتها لبيروت.‏

وليد جنبلاط ينتظر في المختارة ولعل انتظاره لا يتعدى الشهرين، ربما اقل. انه ينتظر تقرير القاضي الالماني ديتلف ميليس رئيس فريق التحقيق الدولي بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو مقتنع ان الرجل سينجزه من دون الحاجة الى تمديد الوقت، أي ان لبنان والعالم سيكون بعد اسابيع قليلة مع حصيلة يأمل جنبلاط أن تنهي مسلسل الاغتيالات والتصفيات الجسدية في الشرق الاوسط وليس لبنان. ومهما كانت النتيجة فان الرد عليها سيكون في السياسة. هكذا يرغب تماما كما حصل بعد أربعين يوما على اغتيال كمال جنبلاط. الرد بالسياسة يعني التمسك بإرث رفيق الحريري: الطائف والمقاومة وفلسطين والعروبة، وهل هناك مدخل للعروبة من غير البوابة السورية السياسية وليس الامنية والاستخباراتية؟‏

ـ ماذا عن زيارة رايس الى بيروت؟‏

* موقفي منذ ان عارضت القرار 1559 ولقائي مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، كان واضحا ان "حزب الله" شأن لبناني والمقاومة شرعية ولا تعالج إلا بالحوار الداخلي اللبناني. واليوم في مواجهة هذا الإلحاح الدولي من بعض السفراء، واقول بعض السفراء وليس كلهم، فإن هذا الإلحاح حول ضرورة تنفيذ الشق الداخلي اللبناني من القرار 1559، جوابنا ان سلاح المقاومة وامنها ووجودها، هي حماية ومناعة للبنان من اجل عدم سلخه عن محيطه العربي والاسلامي ومن اجل عدم الحاق لبنان بحلف اسرائيلي اميركي.‏

ـ كيف تفسر زيارة اول وزير خارجية اميركي للبنان من القدس مباشرة وليس عبر البوابة السورية؟‏

* بالشكل يريدون القول ان لبنان عاد بلدا مستقلا وهذا طبعا يرضي بعض الاوساط السيادية اللبنانية. هناك خلاف تاريخي قديم على قضية السيادة والقرار في لبنان. خلاف حول فهمنا للعروبة والامة اللبنانية والوطن اللبناني، وربما تعود المسألة الى ايام الفينيقيين.‏

ـ قالت رايس ان زيارتها تشكل دعما للبنان الجديد؟‏

* عظيم لبنان الديموقراطية. هذا يؤكد كلامي وعليها ان تعترف بان "حزب الله" ليس بمنظمة ارهابية اولا، واذا كانت تريد ان تتحدث بالديموقراطية في الشرق الاوسط فعليها ان تعترف بقوى اسلامية صارت معتدلة مثل الاخوان المسلمين وحماس او غيرهما من التنظيمات الاسلامية التي لها بعد ووجود موضوعي في بلدانها.‏

ـ بشرتنا رايس بأننا لن نجد شريكا اكثر دعما للبنان من الولايات المتحدة؟‏

* نحن بحاجة الى تلك الشراكة اذا كانت غير مشروطة.‏

ـ وهل تعتقد انها ستكون غير مشروطة ومجانية؟‏

* لا اعتقد ذلك، ثم لا شيء يكون مجانيا في السياسة.‏

ـ وما هي شروطها؟‏

* لا تهمني شروطها. نحن ناضلنا وأكدنا على لبنان العربي والقوي وقدمنا تضحيات هائلة في هذا الاتجاه. ولكن اذا كان المطلوب سلخ لبنان عن محيطه العربي وعن المقاومة وعن العلاقات الطبيعية والمتينة والمميزة مع سوريا وبالتالي تحييده او ربما ادخاله بحلف شبيه بحلف بغداد او السابع عشر من ايار، فإننا نرفض هذا العطف الديموقراطي.‏

ـ وهل هناك من هو مستعد لتقديم اوراق اعتماد للاميركيين في لبنان؟‏

* في النهاية اوراق الاعتماد تقدم والهدف الاساس للسياسة الاميركية هو ترويض محيط اسرائيل من اجل ان ترتاح اسرائيل.‏

ـ رايس تقول انها حريصة على الاستقرار اللبناني؟‏

* لبنان كان مستقرا حتى في زمن "تفاهم نيسان" العام 1996، أي في عز عمل المقاومة. كان هناك قتال في الجنوب وكان هناك استقرار في الداخل اللبناني على قاعدة حماية المقاومة والبعد السوري. السوري لم يحترم الطائف لاحقا ودخلنا في دوامة التمديد وحصل توتر واغتيالات.‏

ـ هل تعتقد ان لبنان صار مكشوفا بالمعنى الامني والسياسي بعد 26 نيسان؟‏

* صار مكشوفا بالمعنى الامني نعم. ولكن قد ينكشف سياسيا اذا تخلينا عن تلك الثوابت الوطنية. البيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة اكد عليها وهذه نقطة جيدة وممتازة، لكن تبقى مسألة ترجمته عمليا.‏

ـ كان البلد محكوما قبل 26 نيسان بالرعاية السورية سياسيا، اليوم ماذا؟‏

* اليوم لا احد. ربما البلد صار واقعا اليوم، اذا صح التعبير، بين محاولة رعاية غربية وتصرف سوري غبي، وهذا يعيدنا الى الوراء.‏

ـ ما المقصود بالتصرف الغبي؟‏

* الحصار. انه يخلق شعورا لبنانيا معاديا لسوريا من دون أي مبرر. بالعكس، هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين مع سوريا الدولة والشعب وليس المخابرات. نعم التصرف الذي يجري على الحدود اليوم هو تصرف غبي.‏

ـ البعض يقول ان السؤال برسم اللبنانيين حول ماذا يريدون من سوريا؟‏

* صحيح، والسؤال معكوس ايضا حول ماذا تريد سوريا من لبنان؟ بتقديري ان الجواب واضح حسب ما ينص عليه اتفاق الطائف في بنوده الاخيرة حول العلاقات المميزة بين البلدين في شتى المجالات وعلينا ترجمة ذلك سياسيا واقتصاديا وامنيا ولكن ليس عن طريق المخابرات والعمل الامني الذي طغى على كل ما هو سياسي.‏

ـ قالت رايس في بيروت ان حزب الله لم يتغير وهو حزب دموي؟‏

* أي حركة تحرر في العالم لم تكن دموية وهل هناك حركة تحرر من دون دم؟ ربما الحركة الوحيدة هي في الهند من خلال غاندي ولكن عندما انسحب الانكليز خلقوا شرخا ومن ثم حصل التقسيم وحصل الدم والتهجير في الصراع الذي اندلع بين الهندوس والمسلمين. اي حركة تحررية عالمية حصلت من دون دم، حتى في الولايات المتحدة عندما تحرر الاميركيون من الانكليز، انما تحرروا بواسطة الدم.‏

ـ هل تعتقد ان حزب الله تغير؟‏

* نعم، وتغير كثيرا وهو يقول انه حزب لبناني وليس مستوردا من الخارج، وهو سيبقى حزبا لبنانيا، لكن هناك ثوابت. دائما يذكرنا وهو يقول لنا بكل بساطة: استفيدوا من وجودي وسلاحي، ومن واجبنا ان نستفيد من اجل حماية لبنان ومنع أي اعتداء اسرائيلي ومن اجل تحصين المناعة السياسية والوطنية والاسلامية.‏

ـ وماذا عن قرارهم بالمشاركة في الحكومة؟‏

* ربما هو تعبير عن شعور اكبر بالمسؤولية وربما بالخطر وفي المشاركة في كل المفاصل الاساسية السياسية.‏

ـ البعض يصر على قضية الحوار مع حزب الله من اجل نزع سلاحه، ما هو موقفك من هذه الدعوات؟‏

* انا رأيي، انه لا يجب ان يطرح موضوع سلاح حزب الله، الاصح هو تعبير سلاح المقاومة لأنه سلاح لبناني وليس فئويا. انا ضد طرح هذا الموضوع على جدول اعمالنا الداخلي، يعني ان الامر سابق لأوانه. يجب اعتبار هذا السلاح وسيلة دفاعية عن لبنان، وبغض النظر اذا كانت هناك في الكواليس صفقة ما لاعادة "المزارع" الى لبنان او سوريا فإن هذا السلاح يجب ان يبقى لأنه سلاح دفاعي وليس سلاحا هجوميا.‏

ـ ماذا تقصد بالصفقة؟‏

* يقال ان بعض الاوساط الاميركية والاسرائيلية، ربما من اجل ازالة ذريعة سلاح المقاومة، قد تعيد "المزارع" الى لبنان او سوريا. اهلا وسهلا بعودة "المزارع" وهذا حق من حقوقنا كلبنانيين ولكن هذا امر مفصول عن سلاح المقاومة.‏

ـ هل تعتقد ان بعض الأوساط اللبنانية يتناغم مع هذا الطرح؟‏

* نعم.‏

ـ هل هي أوساط في السلطة؟‏

* ما عندي فكرة أبدا.‏

ـ هل هناك شعور اميركي غربي بان جنبلاط وآل الحريري خانوا الشراكة المفترضة او المعقودة عليهم في موضوع القرار 1559؟‏

* دعني أجبْك بطريقة مختلفة. الاميركي يقول انه لا يريد أن يتدخل "حزب الله" في فلسطين. الحزب يقول انه لا يتدخل في الشأن الفلسطيني ولن يستخدم سلاحه من الجنوب اللبناني لاجل تحرير فلسطين. هذا ممتاز. حزب الله يقول وانا اتفق معه تماما ان سلاحه بتصرف الدولة اللبنانية وبالتنسيق معها ومع الجيش اللبناني من اجل الدفاع عن لبنان. وانا اضيف ان حزب الله بمقاومته القوية سياسيا وعسكريا وفكريا يستطيع ان يمنع جموح بعض الاوساط اللبنانية الى صفقة انفرادية ربما على غرار السابع عشر من ايار، أي عود على بدء بموضوع موقع لبنان الاقليمي.‏

ـ هل تعتقد ان هذا المناخ موجود في لبنان؟‏

* نعم، المناخ موجود عند اوساط معينة ولا تسألني اكثر. هذا امر يعود الى الخمسينيات والستينيات، أي ما زلنا مكاننا.‏

ـ هل صارت مهمة الاميركيين صعبة بموضوع القرار 1559؟‏

* كان كل كلامي معهم، ان حزب الله هو شأن لبناني ووحده الحوار يحل الامور. هذا ما قالته رايس في بيروت. يعني طرحنا استطاع ان يجد صداه او يأخذ مجراه عند بعض الاوساط في الادارة الاميركية. وفي الوقت نفسه استقبلت السيدة ديبل الوزير المقرب من حزب الله طراد حمادة. هذا امر جيد. اذا كان الاميركيون يحرصون على الاستقرار في لبنان فوحده الحوار يؤكد الاستقرار.‏

ـ هل بات الاميركي يراهن على شريك لبناني جديد؟‏

* نصيحتي اليهم وتحت شعار انهم مهتمون بالديموقراطية في لبنان وكذلك الاستقرار، ان لا يبحثوا عن شريك لبناني من اجل الدخول في عدم الاستقرار.‏

ـ كيف تقرأ زيارة رايس للحود؟‏

* اعتقد ان مصير اميل لحود مرتبط بلجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. إذا كان خطأ او صوابا فتلك التسريبة التي تم نفيها لاحقا والتي اشّرت الى احد شركاء لحود او المقربين منه. اذا اراد التحقيق ان يصل الى لحود، أي في أي مكان كان شريكا او معه علم وخبر، فإنه لن يبقى هناك اميل لحود. وصار لازم تفتش عن رئيس جمهورية جديد. قناعتي ان زيارة رايس الى لحود هي زيارة شكلية.‏

ـ هل انت مقتنع بالحدود القضائية لعمل لجنة التحقيق؟‏

* لا يوجد تحقيق دولي في العالم إلا وتكون حدوده سياسية، لذلك يجب ان يكون لنا جواب سياسي بعد ان ينتهي التحقيق، جواب سياسي يؤكد على الثوابت: فلسطين والمقاومة والعلاقة الجيدة والاستراتيجية مع سوريا بغض النظر عن النظام وعن أي ترسبات من التحقيق الدولي من اجل حماية لبنان وعروبته. اذا نسينا العروبة وفلسطين والمقاومة وسوريا فعندها يجرنا التحقيق الدولي الى عدم الاستقرار.‏

ـ انت تدعو سعد الحريري الى الاقتداء بك؟‏

* لا، ارجو عدم تحميل موقفي اكثر مما يحتمل. انا ورفيق الحريري كنا شركاء منذ العام 1982 حتى رفض ال1559 في الخط الوطني والقومي، وكل منا على طريقته، وهذا هو ارث رفيق الحريري. الجواب عن غيري محرج، وحتى الكلام على رفيق الحريري يشكل إحراجا عاطفيا لي. أنا أتحدث بالسياسة. الجواب بعد صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية هو جواب سياسي بالدرجة الأولى ومتصل بالثوابت. وهي فلسطين والعروبة والعروبة تعني سوريا وألا ندخل في المجهول.‏

ـ وماذا إذا انتهت الأمور عند رؤوس معينة وفق صفقة ما؟‏

* عندما طالبنا بالتحقيق الدولي لم نطالب بصفقة. كل ما جرى من اغتيالات وتفجيرات كان في إطار حلقة واحدة، واذا كان من نتيجة للتحقيق فهي ان يردع الاغتيالات؛ ان تتوقف حركة الاغتيالات والتصفيات الجسدية في الشرق الاوسط وان نحل خلافاتنا بطريقة حضارية.‏

ـ وماذا عن القول بان زيارة رايس للحود تهدف الى تعويمه؟‏

* ان كلام رايس الظاهري يلتقي مع كلامي حول الحوار مع كل المكونات الداخلية وحزب الله جزء منها وهذه نقطة ايجابية. هذا بالظاهر، اما الباطن فلم اطلع عليه. وأحيانا البعض من اللبنانيين حريص على علاقته بأميركا أكثر من الاميركيين أنفسهم وهو مستعد للتزلف. الوضوح جميل والمواجهة أجمل.‏

ـ وماذا عن اللقاء مع عون وموقفه من القرار 1559؟‏

* أنا طرحت ثوابتي ولاحقا الفرز في المجلس النيابي، وما تبقى من لقاء البريستول يجب ان يكون حول هذه الثوابت، وإلا فلا بد من فرز سياسي جديد.‏

ـ ألا تعتقد اننا نتجه الى هذا النوع من الفرز؟‏

* عندنا حدث سياسي اليوم يتمثل بالافراج عن سمير جعجع. يجب ان ننتظر الحديث السياسي الذي سيصدر عنه. سابقا سمعناه عبر نوابه وزوجته وكان كل الكلام حول التمسك بالطائف وهذا عنوان ايجابي.‏

ـ هل تعتقد ان هناك بداية اصطفاف سياسي جديد في الساحة المسيحية ربطا بخروج جعجع اليوم؟‏

* مع الاسف ربما تحت ضغط نفسي معين اعطى البطريرك صفير اشارة الى ان كل طائفة صار عندها زعيمها القوي وكأنه يبشر بفيدرالية الطوائف، واعطى اشارة ثانية اكاد اقول انها لافتة للانتباه حول اعادة النظر بالطائف، وهذا الامر غريب. ماذا يقصد؟ وفي مرحلة معينة صدر بيان المطارنة الموارنة الذي ختم بعبارة "وأُعذر من انذر"، وهو البيان الذي قضى على قرنة شهوان وحاولوا تعويمها ولكن فات الاوان. كانت التهمة ان الخيانة للرابع عشر من آذار من خلال قانون الالفين. إذا كانت التسوية الداخلية تركب بقانون انتخابي جديد فلا مشكلة ابدا فالبيان الوزاري تحدث عن ذلك وعليهم ان يبادروا الى ذلك في مجلس النواب.‏

ـ هل هناك بتقديرك خطر على التسوية الداخلية في ضوء قول البعض بأرجحيتها الإسلامية؟ وانه صار لا بد من إعادة النظر بها في ضوء التجربة؟‏

* عندها ندخل في المجهول. وأنا افضل عدم الدخول في المجهول لأن هذه الصيغة التسوية كانت مثالية من اجل الحفاظ على التوازن السياسي وليس الديموغرافي. لقد كان رفيق الحريري من بناة الطائف وركيزته واذا قلنا ان التسوية فرضت بإرادة سورية وعربية ولا بد من استبدالها بهيمنة اخرى داخلية او خارجية، فعندها ندخل في المجهول وفي مرحلة عدم الاستقرار.‏

ـ هل انت خائف من منحى ما في هذا الاتجاه؟‏

* كارل ماركس يقول ان التاريخ يعيد نفسه اول مرة بمأساة وفي المرة الثانية بمسرحية، وعندنا في لبنان لا توجد مسرحية.‏

ـ تقصد دائما عندنا المآسي؟‏

(يهز رأسه).‏

ـ هل تعتقد أن المرحلة الانتقالية ما زالت مستمرة؟‏

* نعم ما دام لحود موجودا. للاسف الشديد لم تسايرني اي جهة خارجية او داخلية بموضوع بديل لحود ما عدا بعض الاصوات الجريئة ومنهم فؤاد السعد في اول لحظة ولاحقا فارس سعيد عندما قال لي في مجلس النواب بانه كان معي حق في مطلب اقالة لحود. قناعتي ان المرحلة الانتقالية تتوقف على التحقيق الدولي، فإما يبقى لحود وتنحصر بمرافقه مصطفى حمدان، او يطير لحود ونخرج خارج الحدود وساعتئذ يجب ان نفكر سياسة. مجددا اعيد التأكيد على الثوابت. البند الاساسي في القرار الدولي الرقم 1559 نفذ بشقه السوري. سوريا اعلنت رسميا آنذاك موافقتها على القرار ولا بد من اسقاط ونسيان وحتى تعديل القرار بشقه اللبناني. هذا شأن محض لبناني.‏

ـ اذا طار لحود فمن هو مرشحك لرئاسة الجمهورية؟‏

* من يتبنى تلك الثوابت.‏

ـ وماذا اذا تبناها ميشال عون مثلا؟‏

* اذا تبناها اهلا وسهلا به. ما من مرشح تبنى ورقة ووقع عليها ثم وصل الى بعبدا وغير رأيه. هذا هو امتحان كمال جنبلاط. القصة قديمة. صرت حافظها عن غيب والتاريخ يعيد نفسه (يضحك).‏

ـ هل تعتقد ان عمر الحكومة الجديدة مرتبط بعمل لجنة التحقيق الدولية؟‏

* اعتقد ذلك.‏

2006-10-30