ارشيف من : 2005-2008

إيقاف مذيع أمريكي عن العمل لإساءته للإسلام

إيقاف مذيع أمريكي عن العمل لإساءته للإسلام

أثنى مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) على قرار محطة إذاعة أمريكية معروفة بالعاصمة الأمريكية واشنطن وقف أحد مقدمي البرامج الحوارية بها بعد وصفه تكرارا الإسلام بأنه "منظمة إرهابية".‏

وجاء موقف الإذاعة بعد أن نظمت كير في أوساط مسانديها في الولايات المتحدة وخارجها حملة للاتصال بإذاعة WMAL الأمريكية وعدد من أكبر الشركات المعلنة لديها لمطالبة الإذاعة بالاعتذار وبمحاسبة المذيع مايكل جرام لترديده عبارات مسيئة للإسلام والمسلمين مثل القول بأن (1) "الإسلام منظمة إرهابية"، و(2) "الإسلام في حرب مع أمريكا"، و(3) "المشكلة ليست التطرف. الإسلام هو المشكلة"، و(4) "نحن في حرب مع منظمة إرهابية تدعى الإسلام".‏

واستجابة لحملة كير قام مئات المسلمين المقيمين في أمريكا وخارجها بالاتصال بالإذاعة وبالشركات المعلنة لديها ومطالبتهم باتخاذ موقف واضح يدين التعصب والإساءة الموجهة ضد الإسلام والمسلمين.‏

وقبل بداية الحملة اتخذت إذاعة WMAL المملوكة من قبل شركة والت ديزني موقفا متشددا ورفضت محاسبة المذيع المسيء، إذ أبدى مدير برامج إذاعة WMAL ويدعى راندل بلومكويست مساندته للمذيع مايكل جرام عندما اتصلت به كير للشكوى من تصريحات جرام المسيئة، حيث ذكر بلومكويست أن إذاعته لا تسمح باستخدام اللغة المسيئة للأفارقة الأمريكيين أو المعادية للسامية، مشيرا في نفس الوقت إلى أن تصريحات مايكل جرام بخصوص الإسلام لا تستحق محاسبته عليها.‏

وبعد قيام المئات من مساندي كير بالاتصال بالإذاعة والشركة المعلنة بها أبدت بعض الشركات المعلنة لدى WMAL رفضها لموقف المذيع المسيء، إذ ذكر ممثل إحدى هذه الشركات في رسالة إلى كير "أشكركم على الاتصال بشركتي بخصوص التصريحات التي أدلى بها مايكل جرام على شبكة WMAL، وأنا أؤكد لكم بأننا هنا في شركتي Moore Cadillac Hummer نتفق معكم تماما، أي فرد يقوم برسم صورة قاتمة لمجموعة بشرية كاملة بناء على أفعال تقوم بها أقلية هو شخص غير بعيد النظر وجاهل، هذا النوع من التشويه له آثار سلبية على التقدم الذي حققته أمريكا في معركة مكافحة العنصرية والتعصب".‏

وقد دفعت هذه الضغوط إذاعة WMAL لوقف مايكل جرام عن العمل، إذ أصدر رئيس الإذاعة كريس بيري بيانا ذكر فيه أن تم وقف مايكل جرام عن العمل "لتعديه الحدود المسموح بها"، وذكر البيان أن إذاعة WMAL "لا تدعم موقف جرام وتؤمن بأن تصريحاته كانت غير مسئولة"، وذلك وفقا لمقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في التاسع والعشرين من تموز/يوليو الحالي بعنوان "WMAL توقف مقدم برامج حوارية بسبب تصريحاته عن الإسلام"، وقال المقال أن مايكل جرام أوقف عن العمل لفترة مفتوحة بدون راتب حتى الانتهاء من التحقيقات معه بخصوص تصريحاته ضد الإسلام.‏

كما أشار مقال واشنطن بوست أن هذه ليست أول مرت تتسبب فيها تصريحات مايكل جرام في إيقاعه بمشاكل في عمله، إذ سبق وأن فصل جرام مرتين - آخرهما في عام 1999 - بسبب تصريحاته.‏

وتعليقا على تطورات الحملة ذكر نهاد عوض المدير العام لكير "نعتقد أن موقف المحطة الإذاعية هو موقف مناسب ولكنه جاء متأخرا"، وأضاف عوض قائلا "حان الوقت لكي تنأى WMAL بنفسها وبالشركات المعلنة لديها عن التعصب بجعل إيقاف مايكل جرام عن العمل إيقافا دائما".‏

كما طالب عوض مساندي كير في أمريكا وخارجها في الاستمرار في حملتهم لمطالبة إذاعة WMAL بفصل المذيع المسيء.‏

وكانت كير قد طالبت في شهر نيسان/أبريل من العام الماضي مايكل جرام بالاعتذار على تصريحات مسيئة أدلى بها في الأول من نيسان/أبريل 2004 حيث ذكر "أنا لا أريد أن أقول أنه ينبغي علينا قتلهم جميعا (المسلمين)، ولكن إذا لم يكن هناك إصلاح (داخل المجتمعات الإسلامية)، فلا يوجد لدينا عدد كافي من الحلول الأخرى التي يمكن أن قد تؤتي مفعولا في كفاحنا - على أرض الواقع - للبقاء".‏

كما أطلقت كير في الشهر نفسه (نيسان/أبريل 2004) حملة في أوساط مسلمي وعرب الولايات المتحدة لمواجهة برامج الإذاعات الأمريكية التي تروج لخطاب كراهية الإسلام والمسلمين، وأطلقت كير على حملتها عنوان "الكراهية تضر بأمريكا"، وتقوم الحملة على مبدأ يرى أن هجوم مقدمي البرامج الإذاعية اليمينية المتزايد على الإسلام والمسلمين لا يسيء للمسلمين وحدهم وإنما يعمق دوامة من الشك والعداء بين أبناء الأديان المختلفة.‏

وتتضمن الحملة تزويد كير للمسلمين الأمريكيين بإرشادات تفصيلية حول سبل مراقبة الإذاعات المحلية، وكتابة تقارير عما تتضمنه من عبارات تدعو للكراهية، وسبل الإبلاغ عنها للهيئات الفيدرالية المختصة والاتصال بالشركات التي تنشر إعلانات خلال البرامج المسيئة.‏

2006-10-30