ارشيف من : 2005-2008
عمار : لا مانع لتشكيل حكومـــة تكنوقراط شرط ان يؤخذ بالاعتبار الحرص على مبدأ التوازن ونتائج الانتخابات النيابية
اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار ان حكومة الوفاق الوطني والوحدة الوطنية هي الخيار الأفضل والرؤية الأنسب لتحصين الساحة الداخلية من التحديات كافة. وأشار الى ان ليس هناك اي مانع لتشكيل حكومة تكنوقراط شرط ان يؤخذ في الاعتبار الحرص على مبدأ التوازن ونتائج الانتخابات النيابية الامر الذي يساعد على تحقيق مبدأ الاسهام والمشاركة الفعلية المطلوبة على مستوى الصناعات السياسية التي تحتاجها المرحلة وتتطلبها.
كلام النائب عمار جاء في مداخلة مع برنامج "نهاركم سعيد" من المؤسسة اللبنانية للارسال، حيث قال ردا على سؤال عن قرار العودة الى حكومة الـ24 وزيرا ولكن من خارج المجلس النيابي:
في الحقيقة نحن منذ انقضاء فترة الانتخابات وافراط القوى التي تمثل مكونات وأطياف النسيج السياسي الوطني اللبناني، علمنا بشكل قاطع بان البلاد دخلت في مرحلة انتقالية تستوجب من الجميع الارتقاء في المسؤولية السياسية الى درجات العفة، بحيث ان لبنان لا يمكن ان يقوم خصوصا في هذه المرحلة وفي ظل الضغوط التي يتعرض لها اكان بفعل الأزمات الداخلية على الصعد والمستويات كافة او بفعل ايضا التهديدات الخارجية، الا باسهام الجميع من خلال انعاش لغة المشاركة الحقيقية المصيرية تحت سقف المصير المشترك.
وعلى هذا الاساس قلنا اننا لا نعارض اي شكل من اشكال الحكومات شرط ان تأتي متوازنة على مسوى التمثيل لان الديموقراطية التوافقية على قاعدة التوازن في التمثيل وتحمّل المسؤولية هو الشرط الاساسي للنهوض الوطني في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي يعيشها لبنان بفعل ضغوطات الأزمات المتنوعة والمتعددة.
وردا على سؤال عن العفة والتوازن الذي يعنيهما قال: ان التوازن الذي اقصده هو التوازن في عملية الاسهام في مشروع النهوض الوطني خصوصا في هذه المرحلة الانتقالة. ومقصودي بالعفة لا يعني حرمان اي طرف لبناني من حقه في تحصين حقوقه في التمثيل والتمثيل والمساهمة لان لكل طرف من الاطراف رؤية معينة قد تلتقي مع الرؤى الأخرى في جانب وقد تتباين في جوانب اخرى. وفض الاشتباك بين حالة التباين والاتفاق بين اطراف النسيج السياسي الوطني تفترض التسليم بحقوق الجميع في الحفاظ على حدود حقوقهم وفي ما يتعلق برؤيتهم بالشكل الذي تتناسب مع حجم المساهمة وطبيعتها وجدولها في عملية النهوض الوطني. لكن الذي نلاحظه الآن من سياسات قذف الكرة من هنا وهناك ودأب البعض في حصر العقد في هذا الفريق وذاك الفريق. الجميع يتحمل مسؤوليتها لان عقدة تشكيل الحكومة ليست منحصرة في فريق دون سواه. فإذا اردنا الانتقال من منطق السلطة الذي يشكو منه الجميع لكن بتعابير مختلفة، الى منطق الدولة المرتكزة على الطائف، لا نستطيع الآن التعاطي مع هذا الواقع ايضا بتهميش قوى او تغييب اخرى.
لذلك الجميع مسؤول عن توفير المناخات التي تؤدي الى الاسراع وليس التسرع في تشكيل حكومة وفاق وطني ووحدة وطنية تعطي الجميع دورا في الاسهام في عملية النهوض. ونحن نعتقد ان الحكومة التي تناسب المصلحة الوطنية واستشراط السبل الآيلة الى تحصين الوضع الداخلي على مستوى الوحدة الوطنية والانصهار الوطني وإعادة الاعتبار للطائف ولحظ حقوق الطوائف ليس على اساس طائفي ومذهبي انما على اساس هذا التنوع الذي نريد المحافظة عليه كصيغة وفاقية باعتبار ان الطائف يشكل عقدا مثياقيا بين جميع اللبنانيين، لذلك نرى ان حكومة الوفاق الوطني والوحدة الوطنية هي الخيار الأفضل والرؤية الأنسب لتحصين الساحة الداخلية من التحديات كافة.
وردا على سؤال عن التسهيل للإتيان بحكومة تكنوقراط قال: نحن سنكون ايجابيين ومسهلين لهذا الأمر الى ابعد حدود ممكنة، وهذا على قاعدة اننا نعارض ما يتعارض مع مصلحة لبنان وشعبه. ونوالي حيث تلزم الرؤى والسياسات مع مصلحته. وبالتالي نحن ليس عندنا اي مانع لتشكيل حكومة تكنوقراط شرط ان يؤخذ في الاعتبار الحرص على مبدأ التوازن ونتائج الانتخابات النيابية الامر الذي يساعد على تحقيق مبدأ الاسهام والمشاركة الفعلية المطلوبة على مستوى صناعات السياسات التي تحتاجها وتتطلبها المرحلة الراهنة.
المصدر: وكالات ـ "المركزية"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018