ارشيف من : 2005-2008

جورج علم في "السفير": "أسئلة أميركيّة على وقع التشكيلة الحكوميّة"

جورج علم في "السفير":  "أسئلة أميركيّة على وقع التشكيلة الحكوميّة"

خليفة دايفيد ساترفيلد نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية اليزابيت ديبل تصل إلى لبنان في خضم تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب ولعل هذا التوقيت لزيارة ديبل مرتبط بشكل وثيق بهذا الحدث الداخلي الأبرز حيث يرى المحللون والمراقبون ان هذه الزيارة تأتي في إطار المحاولة الحثيثة للولايات المتحدة الأميركية للتدخل في شؤون لبنان الداخلية إلى حد قد يصل بحسب البعض إلى التدخل بأسماء الوزراء وتوزيع الحقائب.‏

في هذا الإطار كتب جورج علم في "السفير" تحت عنوان "أسئلة أميركيّة على وقع التشكيلة الحكوميّة"‏

ستشغل السيدة اليزابيت ديبل، اعتباراً من اليوم، وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية، حيّزاً واسعاً من الاهتمام، إلى جانب الاهتمامات الاخرى بأخبار الحكومة، وجديدها، والتجاذبات المحتدمة بين الكتل النيابيّة حول حجم‏

"الكوتات" والحصص، لكل منها في التشكيلة الوزارية الجديدة.‏

تأتي هذه المرة بلقب أرفع، وصلاحيات أوسع، من رئيسة مكتب لبنان في الخارجية الاميركيّة، الى خليفة السفير دايفيد ساترفيلد في منصب نائب مساعد وزيرة الخارجيّة كونداليسا رايس. وتأتي في ظرف دقيق، حيث يشهد لبنان ولادة حكومة جديدة، بعد انتخابات نيابيّة جرت تحت المجهر الدولي، وأنتجت مجلسا نيابيّا احتل فيه تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري مركز الصدارة، والموقع المؤثر القادر أن يقول: " لهذا الرئيس (الحكومة) كن فيكون، وزل، فيزول؟!".‏

مواعيدها كثيرة، مع مرجعيات رسميّة، ونيابيّة، وفعاليات روحيّة وسياسيّة، واقتصاديّة، أما جدول الاعمال فحافل، يبدأ "باليوميات اللبنانيّة، وخصوصياتها الضيقة، والمتشعبة جداً.. لينتهي بالقرار 1559، وجديد القرار 1595، والتحديات الامنية، والسياسيّة، والاقتصاديّة التي قد يواجهها اللبنانيون، وفق "الاجندة" الاميركيّة.‏

مهّد السفير جيفري فيلتمان لهذه المحادثات الموسّعة، بالقول في مناسبة الذكرى ال229 لاستقلال اميركا: "سوف ندعمكم... ما دمتم قد وحدتم القصد والعزم على تحقيق رؤيتكم للبنان ديموقراطي، مستقل، وسيد...". ويبقى السؤال: ما هو هذا الدعم؟، وما هي طبيعته؟، وبكم هو مشروط؟، وما هي طبيعة الاملاءات والالتزامات التي على اللبنانيين الاستجابة لها، والتقيّد بمعاييرها للحصول على هذا الدعم؟!.‏

يعترف دبلوماسيون غربيّون بأن هذه الإملاءات لها "قفازات حريريّة دوليّة"، كونها صادرة بقرارات ملزمة عن مجلس الامن، وليس عن الكونغرس الاميركي، و"طالما ان لبنان مع الشرعيّة الدوليّة، ويحترم قراراتها كما يؤكد المسؤولون فعليه احترام هذه القرارات، والامتثال لها، وتنفيذ مضامينها ومندرجاتها، انطلاقاً من الـ1559، وصولاً الى 1595، وما قد ينتج عنهما من مفاجآت، او تداعيات؟!".‏

وهناك نوعيات ونماذج، طرحت، وتطرح في الكواليس، سيعاد استنساخها، والتأكيد عليها، خلال محادثات ديبل في بيروت، حول موقف الحكومة "الآتية من انتفاضة 14 آذار"، من سلاح "حزب الله"؟، وما معنى مقولة "ان هذا السلاح شأن لبناني داخلي، ويعالج عن طريق الحوار؟"، وكيف يكون شأنا لبنانيّا داخليّا، وقد نصّ عليه صراحة قرار مجلس الامن الرقم 1559؟، ثم كيف يعالج عن طريق الحوار؟، وحوار حول ماذا؟، ما هي أسسه، وقواعده؟، وحوار الى أي مدى من الوقت؟، ومتى يبدأ، ومتى ينتهي؟، وحول ماذا؟ هل سينتهي الى الاستجابة الى مندرجات القرار 1559، أو الى رفضه، والدخول في مواجهة مكشوفة مع المجتمع الدولي "بدعم أميركي؟".‏

وتفيض الاسئلة لتشمل سياسة الحكومة الجديدة تجاه اولويات ثلاث، الارهاب، وكيفية التعاطي معه؟، وسلّة الاصلاحات السياسية والامنية والماليّة، والاقتصادية، المطلوبة لتوفير الدعم الخارجي، وأخيراً الخطوط العريضة التي سيتضمنها البيان الوزاري للحكومة، وكيفيّة التعاطي معها؟!..." إنها بالتأكيد، يفترض ان تكون من ضمن الرؤية الاميركيّة للبنان ديموقراطي، مستقل، وسيد... حدّثنا عنه السفير فيلتمان؟".‏

2006-10-30