ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لليوم السبت 13 أيار/ مايو 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير" , لقد استراحت "الساحات" وغابت المواقف السياسية المتشنجة لتحلّ محلها مناخات سياسية هادئة على مختلف "الجبهات"، فيما ينتظر أن تشهد عملية إعادة فتح الخطوط المقطوعة بين قريطم وحارة حريك، مبادرة ما، تاتي استكمالا للكلام المباشر وغير المباشر، الذي لم يتوقف في الساعات الاخيرة، سعيا الى إعادة استئناف الحوار بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الذي عاد امس الى بيروت، وأعلن خلال تكريمه المشاركين في المنتدى الاقتصادي العربي ان لا احد من الجالسين على طاولة الحوار إلا ويريد استقرار لبنان. وفي نيويورك، من المتوقع ان تتبلور في مطلع الاسبوع المقبل، صورة المشاورات الدولية التي تقودها واشنطن وباريس ولندن من اجل استصدار قرار دولي جديد عن مجلس الامن يدعو سوريا "إلى التجاوب مع طلب الحكومة اللبنانية بترسيم الحدود المشتركة بين البلدين، وخصوصا حيث هي ملتبسة أو متنازع عليها، والى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية". أما في بيروت، فإن اطراف الحوار الوطني سيعودون مجدداً الى طاولة الحوار يوم الثلاثاء المقبل، من اجل استئناف جدول اعمالهم، وذلك من النقطة الرئاسية التي كانوا توقفوا عندها في الجلسات الاخيرة، وسط ترجيحات من قبل فريقي الاكثرية والاقلية بإقفال الملف الرئاسي عند حدود عدم قدرة طرف على الحسم وبالتالي التعايش مع الرئيس اميل لحود حتى انتهاء ولايته الممددة في خريف العام .2007 وحسب تقديرات زوار الرئيس نبيه بري، فإنه لن ينتقل الى النقطة الاخيرة إلا بعد ختم المحضر الرئاسي سلبا او ايجابا، وبعد ذلك تطرح مسألة الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، وهي النقطة المقدر لها ان تستحوذ جلسات عدة، خاصة ان اكثر من طرف أعد افكاراً حول حماية لبنان وسلاح المقاومة ويريد ان يطرحها على طاولة الحوار، فضلا عن احتمال استدعاء عدد من الخبراء في مجالات عدة ابرزها الشأن العسكري من اجل تقديم اقتراحات محددة. وعدا هاتين النقطتين، سيستحوذ ملف العلاقات اللبنانية السورية على حيز اساسي من نقاشات اطراف الحوار في ضوء الوقائع والمعطيات التي اعقبت آخر جلسة حوارية وأبرزها نتائج زيارة الرئيس بري الى دمشق واجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك نتائج الاتصالات التي يجريها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لزيارة دمشق، بتكليف من المتحاورين. وقد برزت في اليومين الماضيين مستجدات لا بد من أن يأخذها المتحاورون بعين الاعتبار، ابرزها الافكار التي حملها الموفد الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل من اجل إحداث خرق ما في جدار التأزم الحاصل في العلاقات الثنائية اللبنانية السورية. وعلمت "السفير" انه اضافة الى الطلب السوري المعلن بوقف الحملات السياسية بين حكومتي البلدين، بما في ذلك الوزراء، والتجاوب اللبناني المبدئي معه، فإن الموفد السوداني اقترح ان يبادر وزير الخارجية فوزي صلوخ الى تلبية الدعوة الرسمية التي وجهها إليه نظيره السوري وليد المعلم، ويصار خلالها الى ترتيب جدول اعمال زيارة السنيورة الى دمشق، على ان يصار بعد زيارة السنيورة الى دعوة المجلس الاعلى اللبناني السوري للانعقاد. وفي هذا السياق، تحدث الموفد السوداني عن اتصالات ستجري بين بيروت ودمشق في الايام المقبلة، في اشارة واضحة الى امكانية حصول زيارة لبنانية ما، علما بأنه توجه في ساعة متأخرة من ليل امس الى دمشق وأبلغ من التقاهم، امس، انه ربما يعود الى بيروت اذا اقتضت الاتصالات ذلك. ونقلت مصادر رسمية عن الرئيس السنيورة انه ابلغ المبعوث السوداني بانزعاجه الشديد من كلام نظيره السوري ناجي العطري المنشور في وسائل الاعلام، متسائلا عما اذا كان هذا الكلام يخدم وجهة ترطيب الاجواء بين البلدين. وجدد السنيورة في الوقت نفسه القول انه ما يزال على مواقفه منذ توليه رئاسة الحكومة وهو مستعد لزيارة دمشق بدءا من اليوم. وقالت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت ان بعض المسؤولين اللبنانيين تلقوا توضيحا غير مباشر من الجانب السوري مفاده انزعاج القيادة السياسية العليا في سوريا من كلام العطري الذي أدلى بحديثه الصحافي قبل ايام من وصول المبعوث السوداني! وأضافت المصادر ان المسؤولين السوريين بدوا مهتمين بكيفية مقاربة الحكومة اللبنانية لما يجري في مجلس الامن الدولي من محاولات اميركية فرنسية بريطانية للضغط على سوريا في مسائل سيادية لبنانية سورية وخاصة ملف التبادل الدبلوماسي اذ انه ليس بمقدور اية دولة او قوة ان تفرض نوعا كهذا من العلاقات وهذه سابقة لا مثيل لها في مجلس الامن الدولي. الى ذلك، تواصلت المساعي بين قريطم وحارة حريك بواسطة "الاصدقاء المشتركين"، من اجل توضيح خلفية الكلام الذي اطلقه سعد الحريري قبل ايام من باريس واتهم فيه كلاً من "حزب الله" و"أمل" وميشال عون بالعمل من اجل تخريب لبنان. وقال مرجع مشارك في الحوار لـ"السفير" إن من غير المعقول ان يجلس النائب سعد الحريري على طاولة الحوار، مع ثلاثة أطراف
اتهمهم قبل أيام بالسعي الى تخريب لبنان، من دون ان يقدم توضيحات محددة حول خلفية هذا الكلام المفاجئ. وعلمت "السفير" أن بعض "الاصدقاء المشتركين" أشاعوا اجواءً مفادها أن الحريري سيبدد الغيوم التي سادت علاقته بكل من "حزب الله" و"أمل" وعون بكلام يطلقه في العشاء التكريمي الذي أقامه في قريطم مساء امس على شرف الوفود المشاركة في المنتدى الاقتصادي العربي، الا انه لم يعرف ما اذا كان كلامه "بأن لا احد من اطراف الحوار إلا ويريد الاستقرار"، يعتبر كافياً أو مدخلاً لإعادة وصل ما انقطع بين الجانبين في الايام الاخيرة. ودافع الحريري في حواره مع المستثمرين العرب عن الرئيس السنيورة وحكومته قائلاً إنه جزء من العائلة ونثق به ونحن ندعمه بكل خطوة يقوم بها "وما يتعرض إليه اليوم تعرض له رفيق الحريري".
وقال في كلمته المكتوبة "اننا لن نسمح لأية جهة بأن تعطل مشروع انقاذ لبنان وأن تعمل على إسقاط مشروع رفيق الحريري واننا لن نقطع حبل الحوار ولن نترك لبعض النزوات السياسية ان تصيب من هذا الحوار مقتلا". ولوحظ ان قيادة "حزب الله" لم تصدر اي تعليق جديد في ما بدا أنه نوع من الالتزام بما قيل قبل التظاهرة الاخيرة وبعدها، وانسحب الامر نفسه على "امل"، فيما لم يصدر اي موقف جديد امس عن النائب ميشال عون. وتابعت "السفير" قائلة انه الى ذلك، قال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون أمس ان مشروع القرار الذي قدمته واشنطن وباريس ولندن إلى مجلس الأمن الدولي، يجبر سوريا على "التخلي عن موقفها الرافض الاعتراف بلبنان كبلد مستقل"، وذلك عبر "إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان" و"ترسيم حدودها معه". وقال بولتون إن مشروع القرار يحتوي على عناصر عديدة لكن "تلك المتصلة بالحدود والعلاقات الدبلوماسية أساسية لإجبار سوريا على التخلي عن موقفها الرافض الاعتراف بأن لبنان بلد مستقل".
وأضاف بولتون ان "رفض الاعتراف ببلد آخر، ورفض (بلد معين) ترسيم حدوده مع بلد مجاور... هو طريقة للقول إن لبنان بلد غير مستقل، وفي رأينا أن هذا ما تفعله سوريا". وأقر بولتون بأنه يجب على مجلس الأمن الدولي ألا يتدخل في العلاقات الثنائية بين بلدين. لكنه أضاف أن "هذه ليست هي القضية هنا". وأوضح أن
"القضية بين سوريا ولبنان تشمل احتلالاً استمر عقوداً لبلد من قبل آخر، واستمرار سوريا في التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، وبالتالي فإن قضية تقويم العلاقات الدبلوماسية هنا تعتبر حاسمة لاختراق الإنكار الذي لا يزال يعاني منه لبنان>. وتابع بولتون إن مشروع القرار، الذي أعرب عن الأمل بصدوره مطلع الأسبوع المقبل، يهدف إلى ضمان "التطبيق الكامل للقرار 1559 لتأكيد سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه". ويدعو مشروع القرار الجديد "كل الدول والأطراف المعنية" إلى
"التعاون الكامل مع الحكومة اللبنانية ومجلس الأمن" من أجل التطبيق الكامل لما نص عليه القرار ,1559 وخصوصا نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وبسط سلطة الحكومة على كل الأراضي اللبنانية. وقال دبلوماسيون غربيون إن عبارة "كل الدول والأطراف المعنية" تعني خصوصاً إيران التي تتهم بأنها تدعم حزب الله. كما يدعو المشروع "الحكومة السورية إلى التجاوب مع طلب الحكومة اللبنانية بترسيم الحدود المشتركة بين البلدين، وخصوصاً في المناطق حيث هي ملتبسة أو متنازع عليها، والى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية". ويعتبر المشروع أن هذه الإجراءات "ستشكل خطوة أساسية نحو تأكيد سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وستحسن العلاقات بين البلدين مع المساهمة إيجاباً في استقرار المنطقة".
كذلك، يدعو المشروع دمشق إلى "اتخاذ تدابير للحؤول دون تهريب السلاح إلى الأراضي اللبنانية". وبرغم أن مشروع القرار الجديد لا يتناول جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلا أن بولتون قال إنه التقى خلال الأسبوع الحالي المحقق الدولي سيرج برامرتز. وذكر بولتون سوريا بأن "مجلس الأمن قال إنه ستكون هناك نتائج خطيرة إذا لم تتعاون سوريا بالكامل مع التحقيق". وقال المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جان مارك دو لا سابليير، إنه لا يفهم لماذا يمكن أن تكون هناك معارضة لهذا المشروع خاصة أنه "لا يدور في فلك القرار 1559 فحسب، بل أيضا في فلك التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة ولتصريحات السنيورة حين جاء إلى هنا ولاتفاق الطائف".
وقالت المندوبة الدنماركية لدى الأمم المتحدة، ايلين مارغريت لوج، إنها أبلغت نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، عندما التقته في نيويورك، أن بلادها تريد أن ترى دولتين سيدتين مستقلتين، لبنان وسوريا، "تعيشان جنباً إلى جنب، وأعتقد أن العلاقات الدبلوماسية ومعرفة أين توجد الحدود جزء من ذلك". وقال مندوب اليونان لدى المنظمة الدولية، أدمانتيوس فاسيلاكيس، إن المجلس "يجب أن يكون حذراً" وأن يضمن ألا تتجاوز لغة القرار مسؤولياته وفق ما تنص عليها الشرعة الدولية.
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول , لقد تفاعلت امس قضية استكمال التعيينات في مجلس القضاء الاعلى، وسط سباق بين حلول يجري اعدادها حكومياً وتصعيد من نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس اللتين قررتا اضراباً تحذيرياً بعد غد الاثنين تليه خطوات تصعيدية. وكشفت هذه القضية عقدة تتمثل في تعيين العضوين الشيعيين في المجلس طرفاها رئيس مجلس النواب نبيه بري وفريق الاكثرية الحكومية ومعه وزير العدل شارل رزق. وعلمت "النهار" في ساعة متقدمة من ليل امس ان الامور تتجه نحو الحلحلة، وان الوزير رزق يعمل على مشروع حل. وافادت مصادر مطلعة ان مساعي بذلت في الآونة الاخيرة لحل مشكلة مجلس القضاء شملت سياسيين، الا انها اصطدمت بعقبات. واضافت ان هذه المساعي تجددت في الساعات الاخيرة على نحو حثيث وجدي. وتركزت بين وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي انطوان خير وجهات معنية، آملة ان تؤدي الى نتائج ايجابية. ورجحت ان تظهر مؤشراتها الاسبوع المقبل. واعتبرت ان تحرك المحامين من شأنه التعجيل في الحل. وسألت "النهار" الرئيس بري عن صحة ما يتردد من انه يتمسك باسماء معينة، فأجاب: "غير صحيح على الاطلاق. وقد جاءني وزير العدل فاقترحت عليه ان يأتي من هو الاعلى في الاستئناف فتبين انه القاضي عبد اللطيف الحسيني، واني أتي من هو الاعلى في البداية فتبين انه القاضية فريال دلول. واذا كان من اعتراض عليها فليأت من يليها وهي القاضية نضال شمس الدين". واضاف: "منذ البداية الكرة عندهم. فأنا من دعا المحامين في خطاب عيد العمال الى التحرك. وسألت لماذا انتم ساكتون على هذا الامر؟ لقد كنت وزيراً للعدل ستة اعوام، ولو حصل في ايامي ما يحصل اليوم لكنت استقلت". وحذّر الرئيس بري من "ان يكون المطلوب الاتيان بمجلس يستطيع من دون محاكمة التخلص من قضاة لينفردوا بالقضاء. وهذا غير مسموح به". في المقابل، قالت مصادر وزارية في الاكثرية ان هناك سعيا الى حلول منطقية تحفظ مناقبية مجلس القضاء الاعلى واستقلاليته من جهة، ولا تثير ردود فعل فئوية او غيرها، من جهة اخرى. وابلغ وزير الاتصالات مروان حماده الذي يعاون الوزير رزق في اعداد صيغة حل، الى "النهار" ان الاخير "يقوم بمساع للتعجيل في استكمال التعيينات في مجلس القضاء الاعلى على نحو يرتاح اليه القضاة الحكميون ولا يكون موجها ضد اي طرف سياسي". واذ لفت الى ان الامر يتعلق بمرسوم عادي، قال "ان الواقع الراهن يشكل تعطيلا لتعيين محقق عدلي في جريمة اغتيال الشهيد جبران تويني وفي فضيحة بنك المدينة وسواهما من القضايا. والغاية في نهاية المطاف قيام مجلس قضاء اعلى مستقل ونزيه وكفي بعد سنوات من الابعاد في زمن الوصاية، وعدم تعطيله بعدم توفير ادوات القضاء الناشط والمستقل". وذكرت معلومات ان جدلا يدور حول المركزين الشيعيين بين الرئيس بري الذي يتمسك بتعيين القاضيين الحسيني وشمس الدين، والنائب بهيج طبارة عضو "كتلة المستقبل" الذي يؤيد تعيين القاضي الحسيني والقاضي حبيب مزهر بدل القاضية شمس الدين. ويطرح فريق محايد اختيار القاضي جميل بيرم والقاضية دلول لهذين المركزين. ويرى ان المسألة ليست محصورة بالتعيينات، بل تتعداها الى التشكيلات التي ستشمل مراكز رئيسية في القضاء بما يعكس التغيير الذي يشهده لبنان. كما يخفي الخلاف الراهن على التعيينات ما سيؤدي اليه انجازها من تطبيق مجلس القضاء المقبل المادة 95 من قانون تنظيم القضاء والمتعلقة بتنقية الجسم القضائي. ويقول انه يمكن تلافي هذه المادة من خلال المناقلات. اما الاسماء الاخرى المقترحة لمجلس القضاء الاعلى والتي باتت خارج الجدل، فهي ثلاثة: شكري صادر ونعمة لحود (مارونيان) وسعد جبور (ارثوذكسي)، اما الاعضاء الآخرون الذين صاروا في المجلس فهم القضاة الحكميون رئيس المجلس انطوان خير (ماروني) النائب العام التمييزي سعيد ميرزا ورئيس هيئة التفتيش القضائي محمد عويضة (سنيان)، الى القاضيين المنتخبين من قضاة محكمة التمييز سهيل عبد الصمد (درزي) ورالف رياشي (كاثوليكي). وكان نقيبا المحامين في بيروت وطرابلس بطرس ضومط وفادي غنطوس عقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً اعلنا فيه موقفهما من تأخير تشكيل مجلس القضاء الأعلى وقالا "ان القضاء معطل ومصاب بالشلل، وليرفع اهل السياسة ايديهم عنه. وعلى وزير العدل ان يتحمل مسؤوليته ويضع مشروع مرسوم التعيين". وأصدر الوزير رزق رداً على موقف النقابتين جاء فيه انه لا يزال "واثقاً من ان روح المسؤولية ستكون أقوى من كل الاعتبارات السياسية، وان المساعي التي تسارعت في الفترة الاخيرة ستؤدي الى انجاز العمل المنشود".
ـ الديار ـ
كتبت "الديار" تقول , لقد نشطت الاتصالات والمساعي في الساعات الماضية لتبريد الاجواء تمهيدا للجولة الجديدة من الحوار الوطني التي ستعقد يوم الثلثاء المقبل في مبنى مجلس النواب، وتتركز هذه المساعي على تخفيف الخطاب السياسي الذي تميز بالتوتر والتشنج في الايام القليلة الماضية بين بعض اطراف الحوار. وعلمت «الديار " ان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تلقى المزيد من التشجيع في الساعات الماضية لاسيما من الوفد الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل للاستمرار في الحوار رغم كل التوترات التي تحصل، سيكون له لقاءات واتصالات في الساعات المقبلة لتهيئة المناخ الملائم من اجل العودة الى طاولة الحوار في جو ايجابي. ونشط عضو كتلة الرئيس بري النائب علي حسن خليل في هذا المجال، ولم يستبعد ان يحصل لقاء بين الرئيس بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة قبل يوم الثلثاء، لاسيما بعد زيارة رئيس المجلس الى دمشق الاسبوع الماضي. وتبرز قبل استئناف الحوار الاجواء المتوترة التي شهدتها العلاقات مؤخرا بين حزب الله وتيار المستقبل على خلفية تصريحات رئيس التيار النائب سعد الحريري الاخيرة واتهامه الحزب بانه يهدف الى خراب البلد، وقد طلب الحزب من النائب الحريري تصحيح موقفه لكن ذلك لم يحصل علنا حتى الان. كما يشتد التوتر بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر ويتعرض العماد ميشال عون لحملة عنيفة من قبل وسائل الاعلام التابعة «للمستقبل " ، الامر الذي يخلق مناخات متشنجة بين هذه الاطراف قد تنعكس على طاولة الحوار اذا لم تحصل المساعي اللازمة من اجل تبريد الموقف قدر الامكان. وما زاد من سخونة الاجواء اعتزام فريق 14 شباط تكريم السفير الاميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون، وارسال وفد نيابي وسياسي الى الولايات المتحدة لهذه الغاية. والمعلوم ان السفير بولتون هو من اشد السياسيين والمسؤولين في الادارة الاميركية تطرفاً لصالح اسرائيل، ويعتبر من ابرز مناصري الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة. وقد علق احد مسؤولي حزب الله السيد هاني صفي الدين امس على ذلك محذرا من مثل هذه التصرفات واصفا اياها بانها خطيرة جدا. وامس واصل الموفد الشخصي للرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل لقاءاته في اطار مهمته لإزالة التوترات في ملف العلاقات اللبنانية - السورية وزار رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة والبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، والعماد ميشال عون وكان زار ليل اول امس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. ونقل عن البطريرك صفير انه مع افضل العلاقات بين لبنان وسوريا وهو يقول «ان جارك القريب خير من اخيك البعيد كما نقل عن الرئيس السوري بشار الاسد «ان لبنان القوي المستقر هو قوة لسوريا وان سوريا القوية المستقرة ايضا قوة للبنان وقال بعد لقائه رئيس المجلس ان الرئيس بري اكد ان الحوار سيستأنف في 16 الجاري وانه يضع نفسه للمساعدة في تنفيذ ما اتفق عليه في الحوار سواء كان في خصوص السلاح الفلسطيني او في خصوص العلاقات اللبنانية - السورية. اضاف: انا قادم من دمشق، في اعقاب زيارة ايضا قام بها الرئيس بري الى دمشق والتقى خلالها بالقيادة السورية، والهدف من هذا التحرك هو طرح ايجاد افكار لتفعيل تنفيذ ما تم التوصل اليه من خلال الحوار بخصوص العلاقات السورية - اللبنانية، فنحن نكمل بعضنا بعضاً في هذا الجانب، وقد ابلغت دولة الرئيس بري انني آت من دمشق واحمل افكارا، وتشاورنا في هذه الافكار، نحن نريد ان نفتح الباب، وبالتالي لا اريد ان ارفع من سقف التوقعات، ولكني متفائل من ان هذه الجولة ستنتقل خطوة، ولو كانت واحدة الى الامام في مسار العلاقات السورية - اللبنانية وتابعت "الديار" تقول , انه على صعيد اخر سلم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي اوراق اعتماده لرئيس الجمهورية اميل لحود كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وكذلك رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تضمنت تكليف زكي تمثيل المنظمة في لبنان وتشكيل لجنة عليا فلسطينية على الساحة اللبنانية وقيادة الحوار الفلسطيني مع الحكومة اللبنانية. وحمل لحود زكي رسالة جوابية الى الرئيس الفلسطيني اكد فيها حرصه على تعزيز العلاقات اللبنانية - الفلسطينية بما يخدم قضية الشعب الفلسطيني ويضمن حق عودته الى ارضه وعدم توطينه في لبنان. واوضح زكي انه سيصار الى اجتماع فلسطيني لتحديد من سيستمر في الحوار مع الحكومة اللبنانية، لافتا الى انه سيترأس الوفد الفلسطيني الى هذا الحوار. وحول ما اذاكان هذا الحوار ما يزال مرتبطا بانتهاء الحوار الوطني اللبناني اشار الى ان الحوار الفلسطيني - اللبناني يرافق الحوار اللبناني - اللبناني ويكون على هامشه لكن كنا نتمنى ان يصل الحواراللبناني - اللبناني الى نتيجة كي لا نأخذ من وقتهم وجهدهم انما الاخوة جميعهم حريصون على الا يكون اي حوارات لبنانية - لبنانية على حساب الحقوق للفلسطينيين.
ـ الأنوار ـ
قالت "الأنوار" ان حادثاً مؤسفاً طغى على الساحة المحلية امس، تمثل بسقوط طائرة هليكوبتر عسكرية واستشهاد ضابطين ورتيبين اثناء قيامها برحلة تدريبية في منطقة نيحا البقاعية. وقد ساهمت اجواء الاسى التي خيمت بعد الحادث، في وقف التصعيد السياسي وفي تحويل الانظار الى جلسة الحوار المقررة يوم الثلاثاء المقبل، والتمهيد لها بمواقف هادئة. وقد اجرى الرؤساء اميل لحود ونبيه بري وفؤاد السنيورة اتصالات امس بقائد الجيش العماد ميشال سليمان معزين بالشهداء العسكريين، ومستطلعين تفاصيل الحادث المؤسف. كما اجرى اتصالات مماثلة كل من الامين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري. وكان بيان لقيادة الجيش قال (انه عند الساعة العاشرة و25 دقيقة قبل ظهر امس فقد الاتصال مع الطوافة العسكرية من نوع (بل-205) خلال قيامها بمهمة تدريبية، وتبين انها تعرضت لحادث جوي ادى الى تحطمها فوق تلال نيحا - البقاع. مما نتج عنه استشهاد طاقم الطائرة المؤلف من: الملازم الطيار هادي صدقة، الملازم الطيار البير مسلم، المؤهل نزار عبيد، المعاون ريمون عزيز، جميعهم من القوات الجوية. وشكلت لجنة فنية للتحقيق ومعرفة ظروف حصول الحادث. والشهيد الطيار هادي صدقة هو نجل الضابط الطيار جورج صدقة الذي استشهد بسقوط طائرته الهليكوبتر في البحر عام .1988 وقد ارخى الحادث المؤسف جوا من الحزن انعكس هدوءا على الساحة السياسية، وتأكيدا على المضي في الحوار الوطني في اجواء مريحة. الى ذلك , اضافت "الأنوار" , لقد اكد النائب سعد الحريري في كلمة ألقاها اثناء تكريمه المشاركين في المنتدى الاقتصادي مساء امس (لن نقطع حبل الحوار تحت اي ظرف من الظروف، ولن نترك لبعض النزوات السياسية ان تصيب من هذا الحوار مقتلا). وأضاف (اننا نعي جيدا التحديات التي تواجه لبنان، سواء تلك التي تلوح في المنطقة العربية ومحيطها، او تلك التي نعانيها هنا في الداخل. والمسؤولية تقع علينا في النهاية. المسؤولية تقع على اللبنانيين وقياداتهم، لوقف هذا المسلسل اليومي من الترويع السياسي وغير السياسي للمواطنين). وقال: ما كان يتعرض له رفيق الحريري، كان يتعرض له فؤاد السنيورة. واليوم نرى ان هناك تعرضا للرئيس السنيورة الذي هو ربما اقدم صديق لرفيق الحريري. وفؤاد السنيورة هو جزء لا يتجزأ من عائلة الحريري ونحن ندعمه في كل خطوة يقوم فيها. وان شاء الله، الله يساعدك يا فؤاد السنيورة على (هالبلد). بدوره، قال النائب جورج عدوان عضو كتلة القوات اللبنانية بعد لقائه البطريرك صفير امس (نحن في حاجة للعودة الى طاولة الحوار لمعرفة الى اين ستسير الامور في ظل المشاورات المستمرة. واعتقد ان الرئيس بري يعود الى طاولة الحوار وفي جعبته شيء ما، لكونه المسؤول الاخير الذي زار سوريا واتيح له البحث مع السوريين في العديد من الامور، ونحن متأكدون من انه نقل الصورة الحقيقية عن الاجماع اللبناني الذي حصل على طاولة الحوار، وربما يكون قد تمكن مع السوريين من دفع الامور الى الامام. الموفد السوداني كذلك كان للموفد السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الذي واصل جولاته امس على القيادات السياسية والروحية، موقف من موضوع الحوار. وقال بعد لقائه الرئيس بري (هذا الحوار عالج الى حد كبير موضوع الاصطفاف الحاد الذي حصل على الساحة اللبنانية بين القوى السياسية، كذلك هذه العملية نقلت الحوار من الشارع الى قبة البرلمان. ومهما كان تقييمنا لهذا الحوار، وما وصل اليه حتى الآن، نستطيع ان نقول ان الحوار سجّل مكاسب في بنود عديدة. واستمرار هذا الحوار مسألة هامة جدا بالنسبة للبنانيين، وبالنسبة لنا نحن في الجامعة العربية، لانه من دون الحوار سيحصل فراغ والفراع لا يستطيع احد ان يتوهم الى اي مدى ممكن ان يقودنا، وبالتالي استمرار الحوار هو مسألة هامة جدا). وقد كان للسفير الاميركي فيلتمان موقف لافت امس اذ قال بعد لقائه الدكتور سمير جعجع في الارز (تطرقنا الى موضوع الحوار وأهميته، وأكدت له دعمنا للحوار وكل ما يصدر عنه، انا متفائل بهذا الحوار وبوصوله الى النتائج المرجوة).
ـ صدى البلد ـ
كتبت "صدى البلد" تقول ان الاهتمامات الداخلية توزعت أمس بين ملاحقة ما يدور في مجلس الأمن من مناقشات مشروع القرار الجديد حول لبنان المرتقب صدوره الأسبوع المقبل وبين المبادرة السودانية لإنهاء الأزمة اللبنانية -السورية والتحضير لجولة الحوار المقررة الثلثاء المقبل والمتوقع ان تتزامن مع ما يمكن ان يصدر عن مجلس الأمن في شأن مستقبل العلاقة اللبنانية -السورية. وأوردت وكالة "د. ب. أ" الألمانية من نيويورك ان مجلس الأمن ناقش أمس مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ويطالب سورية بالرد "ايجاباً" على مطالب لبنان بترسيم الحدود بينهما. وتوقع مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة جون بولتون ان يتخذ مجلس الأمن قراراً في شأن مشروع القرار الأميركي - الفرنسي - البريطاني الأسبوع المقبل, مشيراً الى ان سورية لم تلتزم كل مطالب الأمم المتحدة في ما يتعلق بالتعاون مع لبنان وفي التحقيق الجاري في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال بولتون ان على سورية "التخلي عن موقفها الرافض الاعتراف بلبنان كبلد مستقل", وذلك عبر تبادل العلاقات الدبلوماسية وترسيم الحدود بين البلدين. وأضاف ان مشروع القرار يحوي عناصر عدة لكن "تلك المتصلة بالحدود والعلاقات الدبلوماسية أساسية لاجبار سورية على التخلي عن موقفها الرافض الاعتراف بأن لبنان بلد مستقل". وأوضح ان "رفض الاعتراف ببلد آخر, ورفض (بلد معين) ترسيم حدوده مع بلد مجاور, هو طريقة للقول ان لبنان بلد غير مستقل, وفي رأينا ان هذا ما تفعله سورية". وتابعت "صدى البلد" تقول انه على الصعيد الداخلي واصل الموفد الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل جولته على المسؤولين والقيادات اللبنانية باحثاً معها في المبادرة التي تقودها بلاده وترمي الى إنهاء الأزمة التي تعتري العلاقة اللبنانية - السورية. وقد شملت لقاءاته أمس كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ورئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" العماد ميشال عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والرئيس الأعلى لحزب الكتائب الرئيس أمين الجميل وقيادات أخرى، على ان يعود مجدداً الى دمشق التي كان أتى منها قبل يومين لينتقل منها الى الاردن في إطار جولة عربية كلفه بها الرئيس السوداني عمر حسن البشير بصفته رئيساً للقمة العربية في دورتها الحالية. وليلاً علمت "صدى البلد" ان اسماعيل توجه مجدداً الى العاصمة السورية ناقلاً حصيلة محادثاته اللبنانية. وقبيل سفره كشف اسماعيل انه تحرك على خط بيروت - دمشق بناء على طلب السنيورة، وتوقع حصول اتصالات عدة بين هاتين العاصمتين خلال الأيام القليلة المقبلة. وأمل في ان تنجح الاتصالات في إعادة الثقة بين البلدين وفي تجاوز التوتر الذي كان حاصلا في العلاقات بينهما لمصلحة الشعبين ولمصلحة الأمن والاستقرار في كل من سورية ولبنان". وقال انه أثار في دمشق موضوع التراشق الاعلامي والسياسي بين البلدين "والاخوة هناك أكدوا انهم مع التهدئة ولن يبادروا الى الهجوم، ولكن إذا ما كانت هناك تراشقات من الطرف اللبناني فسيردون عليها". وأضاف اسماعيل: "أثناء حواري مع الرئيس السنيورة اتفقنا على التهدئة على الأقل على مستوى الوزراء والحكومتين، لتهيئة الاجواء للزيارات التي ستتم في الفترة المقبلة". واشار الى ان السوريين ذكروا "ان اللبنانيين يقومون بالهجوم عليهم، وذكروا وقائع عدة قلتها لرئيس الوزراء وقالوا انهم على استعداد للتهدئة، ولكن إذا حدث أي تراشق من الجانب اللبناني فهم سيردون عليه، ونحن الآن اتفقنا مع الرئيس السنيورة على التهدئة على مستوى الحكومتين على الأقل". وإذ نقل اسماعيل عن الرئيس بري ان مؤتمر الحوار الوطني سينعقد في جولته الجديدة يوم الثلثاء المقبل، نشطت التحضيرات في الدوائر المختصة لهذه الجولة متأثرة بالتطورات الأخيرة ولا سيما منها تلك الناجمة عن التظاهرة النقابية الأخيرة وما سبقها ورافقها وأعقبها من سجالات سياسية إتسم بعضها بالحدة. وإذ أكدت مصادر مطلعة ان ملف رئاسة الجمهورية ترك جانبا ولن يطرح في الجولة المقبلة، رجحت في الوقت نفسه ان يتصدر ملف سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية النقاش في هذه الجولة. وفي هذا الإطار أكدت مصادر تيار "المستقبل" "وجود رغبة" لدى بعض الأطراف في طي صفحة الحوار بعدما اعتمدت الشارع وسيلة لتحقيق أهدافها ولو من باب العنوان المطلبي. ورأت "ان هناك سعياً واضحاً لإسقاط الحكومة من خلال استخدام مختلف الوسائل السياسية وغير السياسية في هذا الاتجاه". وشددت المصادر على ان "قوى 14 آذار" ذاهبة الى الحوار "من أجل استكمال جدول اعماله خصوصاً في البندين المتعلقين بسلاح المقاومة ورئاسة الجمهورية". ورجحت ان تطرح "قوى 14 آذار" بند سلاح المقاومة على الطاولة خلال جلسة الثلثاء "من أجل التوصل الى صيغة لبنانية تحظى بتوافق الجميع في شأن معالجة الواقع القائم الذي لا يحظى بإجماع
اللبنانيين على استمراره". وفي المقابل علمت "صدى البلد" ان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، سيقدم للمتحاورين دراسة طويلة حول سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية قد يستغرق النقاش فيها جولات حوارية كثيرة قبل الوصول الى قرار نهائي في شأنها.
ـ اللواء ـ
قالت "اللواء" , لقد جدّد رئيس كتلة "المستقبل " النيابية النائب سعد الحريري تمسكه بالحوار، وعدم قطع حبله تحت أي ظرف، مؤكداً أن "الأساس في حماية مشروع رفيق الحريري هو الاستقرار، وأن الأساس في توفير الاستقرار هو حماية الوحدة الوطنية، وأن الأساس في حماية الوحدة الوطنية هو الحوار"· وشدّد على أن "تيار المستقبل" ربط مصيره بالمحافظة على وحدة لبنان، وهو لن يسمح لأي جهة أن تعطّل مشروع إنقاذ لبنان الذي كرّس الرئيس الشهيد رفيق الحريري حياته لخدمته· وجاءت هذه المواقف للنائب الحريري، رداً على الحملات التي استهدفت "تيار المستقبل" في الآونة الأخيرة في وقت تستعد فيه الأطراف اللبنانية للعودة الى طاولة الحوار يوم الثلاثاء المقبل، من دون أن تظهر في الأفق أية بشائر لحل ما تبقى من بنود في موضوعي رئاسة الجمهورية أو سلاح المقاومة، وفي الوقت الذي باشر فيه مجلس الأمن مناقشة مشروع القرار الثلاثي على مستوى الخبراء والذي يدعو سوريا الى ترسيم الحدود مع لبنان وإقامة تمثيل دبلوماسي، حسب مقررات مؤتمر الحوار الوطني اللبناني· إلا أن مندوب جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة السفير يحيى محمصاني قال إنه لا يتوقع صدور نتائج هذه المشاورات قبل مطلع الأسبوع المقبل، على اعتبار أن ممثلي الدول الكبرى سيجتمعون على مستوى الخبراء لبحث مضمون مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وفي ضوء ذلك سيرسلون نتائج هذه المشاورات لعواصم دولهم، وبعد ذلك تأتي التعليمات، واعتقد انه في الاسبوع المقبل قد نحصل على نتيجة· ودعا السفير الاميركي في الامم المتحدة جون بولوتون، من جهته سوريا الى "التخلي عن موقفها الرافض الاعتراف بلبنان كبلد مستقل، وذلك عبر تبادل العلاقات الدبلوماسية وترسيم الحدود"· واوضح ان "رفض الاعتراف ببلد آخر، ورفض (بلد معين) ترسيم حدوده مع بلد مجاور (···) انها طريقة للقول ان لبنان بلد غير مستقل، وفي رأينا ان هذا ما تفعله سوريا"· واعلن السفير الاميركي ان مشروع القرار الذي امل في صدوره مطلع الاسبوع المقبل يهدف الى ضمان "التطبيق الكامل للقرار 1559 لتأكيد سيادة واستقلال لبنان ووحدة اراضيه"· وتابعت "اللواء" تقول انه في هذا الوقت، يعود قادة الحوار الى الطاولة المستديرة قبل ظهر الثلاثاء المقبل، في ظل ظروف شديدة الشعور بالمسؤولية لدى الاطراف المعنية، نتيجة التجاذب الحاصل، على الساحة اللبنانية، وفي مجلس الامن، والموقف الاقليمي والدولي، ويفترض ان يستكمل المتحاورون البحث في موضوعي رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، من دون أن يرشح في الافق اي حل ممكن لهذين الموضوعين، في ظل حالة التشنج التي تتحكم بالساحة الداخلية· لم تستبعد مصادر وزارية ان تطرح على الطاولة امكانية وضع قادة الحوار اليد على الملف الاقتصادي بعد ان بات هذا الموضوع مادة قابلة للاشتعال في ضوء رفض اطراف مختلفة الورقة الاصلاحية التي كانت الحكومة بصدد مناقشتها قبل احالتها الى مجلس النواب واقرارها· لكن رئيس المجلس نبيه بري رفض ذلك مفضلاً بحث هذه الملفات من قبل المؤسسات المعنية، سواء في المجلس النيابي او الحكومة، ولأن تناول الحوار لهذا الموضوع، بالاضافة الى قانون الانتخابات، يشكل الغاء لعمل هذه المؤسسات· وكشفت مصادر نيابية عن اتصالات تجرى على أكثر من خط وبين قادة الحوار انفسهم او بواسطة مقربين من اجل تأمين المناخات المطلوبة، ولم تستبعد في هذا السياق عقد لقاء بين رئيسي المجلس والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة خلال الساعات المقبلة للوقوف منه على تفاصيل زيارته الاخيرة الى العاصمة السورية، وعن حقيقة ما اعلنه انه ليس هناك من ابواب مقفلة امام زيارة الرئيس السنيورة الى دمشق· وأكدت مصادر معنية ان طاولة الحوار ستبقى في الطبقة الثالثة من البرلمان ولن تنقل الى المختبر المركزي المحاذي لمقر الرئاسة الثانية في عين التينة، كما كان يتم التداول به، وذلك بعد أن أعرب اكثر من مشارك في هذا الحوار عن خشيتهم من الانتقال الى هذا المكان رغم وقوعه في المربع الامني لمكان تواجد الرئيس بري· ولفتت هذه المصادر الى انه ربما يصار في جلسة الثلاثاء الى طرح امكانية القفز الى البند الثاني المتعلق بسلاح المقاومة ومناقشته من منطلق الاستراتيجية الدفاعية للبنان، وترك الموضوع الرئاسي الى مزيد من التشاور واللقاءات كون ان هذا الموضوع بالغ التعقيد· تجدر الإشارة الى ان زيارة الرئيس السنيورة كانت أحد عناوين اللقاءات التي أجراها الموفد الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، بصفة ان السودان رئيسة القمة العربية، والتي شملت الى جانب الرئيس السنيورة، الرئيس بري والرئيس امين الجميل والنائب الحريري، ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون والبطريرك الماروني نصر الله صفير ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط· وأوضحت اوساط الرئيس السنيورة ان اسماعيل الذي سيعود اليوم الى دمشق نقل استعدادات طيبة من المسؤولين السوريين تجاه لبنان، ل
كن هذه الاستعدادات جاءت في الوقت نفسه هاجم فيه رئيس الحكومة السورية محمد ناجي عطري الرئيس السنيورة ووصفه بأنه "يمثل تياراً وليس رجل دولة"· وقالت ان الرئيس السنيورة ابدى استعداده لزيارة دمشق غدا رغم كل شيء ومن دون ان يتوقف عند تصريحات العطري· وكشف اسماعيل انه وضع الرئيس السنيورة في صورة نتائج زيارته الى دمشق وانه نقل افكارا من دمشق الى الرئيس السنيورة واستمع منه الى ملاحظات على هذه الافكار، معلناً ان المحادثات التي جرت مع الرئيس السنيورة كانت ايجابية ومبشرة· وعن موضوع التهدئة، فيما رئيس الحكومة السورية هاجم الرئيس السنيورة امس قال: "اثرت موضوع التراشقات الاعلامية والسياسية في دمشق، والاخوة هناك اكدوا انهم مع التهدئة ولن يبادروا في الهجوم، ولكن اذا كان هناك تراشقات من الطرف اللبناني فسيردون عليها، وكشف انه خلال حواره مع الرئيس السنيورة اتفقا على تهدئة على الاقل على مستوى الوزراء والحكومتين لتهدئة الاجواء للزيارات التي ستتم في الفترة المقبلة"· بعد لقائه مع النائب سعد الحريري امل اسماعيل ان يؤدي تحركه الى استقرار العلاقات السورية - اللبنانية، مؤكداً ان الحريري كان واضحاً بشأن رؤيته لكيفية السير في هذا الملف، وقال: "اعتقد ان الصورة اصبحت واضحة الآن امامنا حول كيفية تحركنا الى الأمام· ونقل الموفد السوداني عن البطريرك صفير قوله: "ان الجار القريب خير من الأخ البعيد، وسوريا هي اقرب جار الى لبنان" كما اشار الى دعوة صفير "الى افضل العلاقات بين سوريا ولبنان" وحرصه على "إزالة العقبات التي تقف في طريق هذه العلاقة المتميزة وتعالج المشكلات القائمة"· وكشف بعد لقائه جنبلاط في المختارة مساء، ان الافكار التي سينقلها الى دمشق تتعلق بآليات التهدئة ووقف التراشقات الاعلامية والسياسية، مشيراً الى الحاجة الى التهدئة، والى بناء الثقة بين البلدين· وسط هذه الاجواء، تواصلت الاتصالات لتكثيف النقاش حول الورقة الإصلاحية، في ضوء توجه الحكومة الذي يعتبر انه لا يجوز لأحد ان يحدد موقفاً من شيء في الورقة غير مطروح على النقاش، ولم تطرح في الحكومة، كما انه لا عودة عن الاصلاح الاقتصادي والمالي· وسيكون للرئيس السنيورة اليوم موقف في هذا الصدد امام مجلس نقابة المحررين· ونقلت عنه اوساطه امس انه لم يكن منزعجاً من اجواء جلسة مجلس الوزراء امس الاول، التي وضعت النقاط على الحروف من موضوع التظاهر، التي اعتبرتها مجرد تسجيل موقف· واكد الرئيس السنيورة خلال حوار مع المشاركين في منتدى الاقتصاد العربي ان موضوع تحديد الحدود بين لبنان وسوريا تم التوافق عليه بين اللبنانيين وهو امر ضروري، مشيراً الى ان لبنان يريد ان يبني علاقات جيدة وسليمة وصحية وممتازة مع سوريا· ونفى مسؤولية القطاع المصرفي في زيادة الدين، وقال: ان الذي اطلق هذا الكلام اقل ما يقال فيه انه لا يعرف· وشدد الرئيس السنيورة على ان انشاء قصر المؤتمرات سيتم، مؤكداً التزامه بحلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في اقامة عدد من المشاريع، مؤكداً على ايجاد الاجواء والمناخات الملائمة والمحفزة للمستثمرين· اما سعد الحريري فقد أعلن خلال مأدبة عشاء اقامها مساء امس تكريماً للمشاركين في المنتدى، ان "تاريخنا ناصع بالبناء وناصع بالخير وبالعمل والاعتدال، وناصع بالولاء للبنان، وليس فيه ما نخجل منه ولن يتمكن اي لسان من تلويث هذا التاريخ· واضاف في رد مباشر على الحملات التي استهدفت تيار "المستقبل" مؤخراً: "ومن هذا الموقع، وبكل وضوح أقول، ايضاً، ان الاساس في حماية مشروع رفيق الحريري هو الاستقرار، وان الاساس في توفير الاستقرار هو حماية الوحدة الوطنية، وان الاساس في حماية الوحدة الوطنية هو الحوار"· وقال: "لن نقطع حبل الحوار تحت أي ظرف من الظروف، ولن نترك لبعض النزوات السياسية ان تصيب من هذا الحوار مقتلاً· إننا نعي جيداً التحديات التي تواجه لبنان، سواء تلك التي تلوح في المنطقة العربية ومحيطها، او تلك التي نعانيها هنا في الداخل· والمسؤولية تقع علينا في النهاية· المسؤولية تقع على اللبنانيين وقياداتهم، لوقف هذا المسلسل اليومي من الترويع السياسي وغير السياسي للمواطنين"· من جهة ثانية، وصل الى بيروت امس ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، تمهيداً لافتتاح مكتب منظمة التحرير في بيروت يوم الاثنين المقبل، وتوجه فور وصوله الى وزارة الخارجية حيث سلم الوزير فوزي صلوخ نسخة عن اوراق اعتماده، ثم الى قصر بعبدا، وسلم الرئيس اميل لحود هذه الاوراق مع رسالة خطية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، معلناً الجهوزية الكاملة من الجانب الفلسطيني لبدء الحوار مع الجانب اللبناني· مشيراً الى ان الحوار اللبناني - الفلسطيني سيرافق الحوار اللبناني - اللبناني.
ـ الشرق ـ
كتبت "الشرق" تقول , لقد تكثفت الاتصالات والمشاورات بعيداً عن الأضواء للملمة الوضع الداخلي وتوفير المناخات الهادئة لجلسة الحوار المقبلة التي ستنعقد في المجلس النيابي يوم الثلاثاء. وعلى هذا الصعيد، علمت "الشرق" ان اتصالات تنشط بين حارة حريك وقريطم عبر سعاة خير لترطيب العلاقات بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" وازالة التوتر الذي اعتراها على خلفية دعم الحزب تظاهرة العاشر من ايار، وموقف رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري من هذا الدعم. وقد أبدى "حزب الله" اشارات ايجابية في هذا الخصوص بعد تأكيد قياداته عدم سعي الحزب الى اسقاط الحكومة، وان هذا الامر غير وارد اصلاً في اجندته السياسية. وينتظر على هذا الصعيد أيضاً، ان يعقد في الساعات القليلة المقبلة لقاء بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة للبحث في مواضيع الحوار، ما حسم النقاش فيها وما بقي منها عالقاً ونتائج زيارة بري الاخيرة الى دمشق، ولقائه الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع. وفي هذا السياق، توقعت المصادر ان تشهد المرحلة المقبلة دفعاً للأمور الى الأمام خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية في ضوء الأجواء الايجابية التي نقلها كلاً من بري والموفد السوداني مصطفى عثمان اسماعيل من العاصمة السورية التي عاد اليها عثمان مساء امس بعد جولة واسعة على الفاعليات السياسية اللبنانية، ولا سيما بعض اركان الحوار خلال اليومين الماضيين. وقد اجمع الذين التقاهم عثمان على ضرورة تحسين العلاقات اللبنانية - السورية وتنفيذ ما اتفق عليه على طاولة الحوار، معلناً ان "الصورة اصبحت واضحة الآن امامنا حول كيفية تحركنا الى الأمام". ونقل عثمان عن البطريرك الماروني نصر الله صفير بعد زيارته في بكركي قوله "ان الجار القريب خير من الأخ البعيد وسورية هي اقرب جار الى لبنان"، ودعوته الى "افضل العلاقات بين سورية ولبنان وحرصه على ازالة العقبات التي تقف في طريق هذه العلاقة المتميزة ومعالجة المشكلات القائمة". وبعد لقاء الرئيس السنيورة، اوضح عثمان انه نقل اليه الأفكار السورية واستمع منه الى ملاحظاته عليها، واصفاً اجواء المحادثات بأنها كانت "ايجابية ومبشرة" معلناً انه في الأيام المقبلة ستتم عدة اتصالات بين بيروت ودمشق. وأمل في "ان تنجح هذه الاتصالات لمصلحة الشعبين". وأشار عثمان الى ان موضوع اللجنة الامنية اللبنانية - السورية قابل للنقاش. وعما اذا كانت زيارة الرئيس السنيورة تأتي في خانة المجلس الاعلى اللبناني - السوري قال عثمان "الحرص على المؤسسات لا يمنع زيارات المسؤولين"، معتبراً "ان تنشيط المؤسسات مطلوب فهذا يكون مقدمة لزيارة رئيس الوزراء". ونقل عثمان عن الجميع حرصهم على متابعة الحوار، مؤكداً انه في حال توقف الحوار هناك بدائل لعدم الوقوع في الفراغ. والتقى عثمان ايضاً الرئيس بري، الرئيس امين الجميل، النائب الحريري، رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون. وختم عثمان جولته بلقاء مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في المختارة وغادر الى دمشق. وأعلن عثمان في حديث تلفزيوني ان تحركه جاء بطلب من الرئيس السنيورة. وفي هذا الاطار ايضاً، رأى الرئيس السنيورة خلال حوار مع المشاركين في "منتدى الاقتصاد العربي" "ان ايكال العلاقة للطريقة الديبلوماسية بين بلدين عربيين ليس بدعة"، مؤكداً "اننا نريد علاقات جيدة جداً بيننا وبين سورية يحددها البلدان". واثار السنيورة موضوع قصر المؤتمرات الذي كان موضع خلاف عميق بين رئيس الجمهورية اميل لحود والرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأكد السنيورة ان انشاء هذا القصر سيتم لافتاً الى ان حلم الرئيس الحريري باقامة عدد من المشاريع سيتحقق. من جهته، اكد النائب الحريري خلال عشاء اقامه في قريطم للمشاركين في المنتدى ان الرئيس الشهيد كرس حياته لخدمة فكرتين: الوفاء لأمته العربية، والعمل على انقاذ لبنان، مشيراً الى ان انقاذ لبنان "أمانة بل وصية نلتزم بها ولن نتخلى عنها مهما اشتدت الضغوط والصعوبات". وشدد على "اننا لن نسمح لأي جهة ان تعطل مشروع انقاذ لبنان (...) وان تعمل على اسقاط مشروع رفيق الحريري". واكد الحريري "ان ليس في تاريخنا ما نخجل منه، تاريخنا ناصع بالخير والعمل والاعتدال والولاء للبنان، ولن يتمكن اي انسان من تلويث هذا التاريخ"، معتبراً ان "الأساس في حماية مشروع رفيق الحريري هو الاستقرار، وان الأساس في توفير الاستقرار هو حماية الوحدة الوطنية، وان الأساس في حماية الوحدة الوطنية هو الحوار"، مشدداً على "اننا لن نقطع الحوار تحت اي ظرف من الظروف، ولن نترك لبعض النزوات السياسية ان تصيب من هذا الحوار مقتلاً" ورأى "ان المسؤولية تقع على اللبنانيين وقياداتهم لوقف هذا المسلسل اليومي من الترويع السياسي وغير السياسي للمواطنين".
ـ البيرق ـ
كتبت "البيرق" تقول انه لم تحمل نهاية الاسبوع , على تعدد التحركات التي شهدها , اي مؤشرات على حصول انفراج قريب للعلاقات اللبنانية - السورية , على رغم اعلان الموفد السوداني مصطفى عثمان اسماعيل انه اتفق مع الرئيس السنيورة على وقف الحملات الاعلامية , بما يؤسس لحوار لبناني - سوري لاعادة العلاقات الى طبيعتها بين البلدين . وقالت مصادرة مطلعة ل "البيرق" ان اي تطور لن يحصل على مستوى العلاقات اللبنانية - السورية قبل تبلور الموقف الذي سيتخذه مجلس الامن من مشروع القرار الذي اقترحته فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا , ويدعو سوريا الى اقامة علاقات دبلوماسية بينها وبين لبنان ورسم الحدود بينهما . واستغربت المصادر غياب الحديث عن المبادرة السعودية والمصرية , في حين حرص الموفد السوداني على التوضيح ان مبادرته تتم بعلم جامعة الدول العربية . الى ذلك توجه الموفد السوداني مساء امس الى دمشق لاطلاع المسؤولين السوريين على حصيلة لقاءاته ومشاوراته مع المسؤولين اللبنانيين وعدد من القيادات السياسية والحزبية حول تطبيع العلاقات اللبنانية - السورية . وفيما بدأت الاستعدادات لجولة الحوار المقبلة , تحرك الجانب الفلسطيني من جهته , لتشكيل وفده الى الحوار اللبناني - الفلسطيني . ولهذه الغاية وصل الى بيروت امس المسؤول الفلسطيني عباس زكي ليتولى رئاسة مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان الذي سيعاد افتتاحه بعد غد الاثنين . وقد قدم زكي اوراق اعتماده لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود ونقل اليه رسالة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس . وبدوره حمل رئيس الجمهورية زكي رسالة جوابية الى الرئيس الفلسطيني اكد فيها حرصه على تعزيز العلاقات اللبنانية - الفلسطينية وجدد تأكيده , ان لا سلام عادلا ودائما وشاملا في منطقة الشرق الاوسط ما لم يضمن حق الشعب الفلسطيني في العودة الى ارضه . وفي تطور آخر , يسافر البطريرك صفير اليوم الى باريس للمشاركة باحتفالات مرور 150 عاما على تأسيس مؤسسة " لوفر دوريان" . وعلمت "البيرق" ان البطريرك صفير سيلتقي الخميس المقبل الرئيس شيراك وسيجري محادثات معمقة معه حاملا اليه هموم لبنان والمشكلات التي تواجهه في المرحلة الراهنة.
ـ المستقبل ـ
كتبت "المستقبل" تقول انه اعتباراً من الساعات الأخيرة، بدأ الاهتمام السياسيّ بالتوجّه نحو الجولة السابعة من الحوار الوطنيّ التي تعقد في مجلس النوّاب مجدّداً الثلاثاء المقبل، وذلك وسط "الضباب" الذي يخيّم على احتمالات هذه الجولة الحواريّة بعد الحدّة التي تميّز بها الصراع السياسيّ منذ انتهاء الجولة السابقة وانتقال أطراف على طاولة الحوار من البحث في رئاسة الجمهوريّة إلى إسقاط الحكومة من جهة، وفي ضوء المواقف المزدوجة لدمشق حيال زيارة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة من جهة أخرى. وفيما تردّد أنّ "لقاء" قد يجمع الرئيس السنيورة ورئيس المجلس النيابيّ نبيه برّي الذي سيطلع رئيس الحكومة على نتيجة زيارته إلى العاصمة السوريّة قبل بضعة أيّام، وفي وقت يفترض أن تعرض هذه النتيجة على طاولة الحوار، وفيما يلاحظ المتابعون تناقض المواقف السوريّة بين ما ينقل عنها من استعداد لاستقبال السنيورة والحملة العنيفة التي أطلقها رئيس الوزراء السوريّ محمد ناجي عطري ضدّ نظيره اللبناني، في هذه الأثناء سجّلت الأوساط السياسيّة المتابعة صدور كلمة سرّ سوريّة بانتهاك شرعيّة اتفاق الطائف وطرح إعادة النظر فيه كما عبّر عن ذلك الوزير السابق سليمان فرنجية العائد من عشاء مع الرئيس السوري بشّار الأسد. وإذا كان الموقف السوريّ المزدوج من زيارة السنيورة يعكس محاولة نسف لمقرّرات الإجماع التي توصّل إليها مؤتمر الحوار الوطنيّ، فإنّ الموقف الذي يُطلقه حلفاء النظام السوري وأدواته من اتفاق الطائف يندرج في إطار محاولة نسف الأساس الذي يقوم عليه الحوار ـ أيّ حوار بين اللبنانيين ـ أي المرجعيّة الميثاقيّة اللبنانيّة الوحيدة التي يشكّل المسّ بها هزّاً للصيغة والاستقرار اللبنانيين. وتابعت "المستقبل" قائلة انه في هذه الأجواء، أطلق رئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري مواقف بارزة أكّد من خلالها الإصرار على مواصلة الحوار بالرغم من الهجمات التي تعرّض لها ومعه مجمل فريق الأكثريّة في الأيّام الماضية. قال الحريري خلال عشاء تكريمي للمشاركين في منتدى الاقتصاد العربي "لن نقطع حبل الحوار مهما كانت الظروف ولن نترك للنزوات السياسيّة أن تصيب من الحوار مقتلاً". وإذ أكّد "انّنا لن نتخلّى عن وصيّة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومشروعه"، شدّد على "عدم السماح لأيّ جهة بتعطيل مشروع إنقاذ لبنان وإسقاط مشروع الرئيس الشهيد". ولفت إلى "إرادتنا ربط تيّار المستقبل ومصيره بالمحافظة على وحدة لبنان، ووحدة لبنان هي قوّة لبنان الحقيقيّة". وأضاف "ليس في تاريخنا ما نخجل منه ولاء للبنان ولن يتمكّن أحد من تلويث هذا التاريخ". وأوضح أنّ "الأساس في حماية مشروع إنقاذ لبنان هو الاستقرار وأساس الاستقرار هو حماية الوحدة الوطنيّة وأساس حماية الوحدة الوطنيّة هو الحوار". ودعا "القيادات السياسيّة إلى تحمّل المسؤوليّة لوقف المسلسل اليوميّ من الترويع السياسيّ وغير السياسيّ للبنانيين(..)". من جهته، وفيما كرّر أنّ "الحكومة لا تتغيّر إلاّ عندما تفقد ثقة مجلس النواب"، أعلن الرئيس السنيورة أنّ "تحديد الحدود مع سوريّا تمّ التوافق عليه وهو أمر ضروري". وقال "نريد أن نبني علاقات جيّدة وصحّية وسليمة وممتازة بين لبنان وسوريا وليس لأيّ منّا مصلحة بأن يكون هناك أيّ توتّر". واعتبر انّ "إيكال العلاقات للطريق الديبلوماسي ليس بدعة بين بلدين عربيين بل بالعكس"، مضيفاً أن "التجارب التي أوكلت فيها العلاقات إلى المخابرات كانت نتيجتها معروفة(..)". في هذا الوقت لفت بيان أصدره "الحزب التقدّمي الاشتراكي" أمس إلى أنّ "إطلالة أحد أبطال رموز الخطّ مهدّداً ومتوعّداً ومحرّضاً على الطائفة السنّية ومروّجاً لقيام دولة سنّية، استكمال لما تولاّه من تحريض ضدّ الرئيس الشهيد". واعتبر البيان أنّ "الدعوة إلى إعادة النظر في اتفاق الطائف ليست إلاّ محاولة للانقضاض على السلم الأهلي(..)". في غضون ذلك، لفتت أمس إطلالة "منفردة" لعضو "تكتّل الإصلاح والتغيير" النائب نعمة الله أبي نصر، أكّد من خلالها أنّ "لبنان لا يمكنه أن يعيش خارج الشرعيّة الدوليّة". ورأى أنّ "اهتمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باستقلال لبنان وسيادته على أرضه وحماية الحرّيات فيه وتطبيق الديموقراطية، أمور طبيعية وتشكّل ضمانة له". وإذ أكّد أنّه "مع القرار 1559 في المبدأ"، دعا أبي نصر "الأمم المتحدة إلى مساعدة لبنان بالضغط على سوريّا لتنفيذ ما اتفق عليه اللبنانيّون". وشدّد على "ضرورة احترام المسؤولين اللبنانيين سواء كنّا في الموالاة أو المعارضة(..)". من جهة أخرى، كشف قائد القوّات الدوليّة العاملة في جنوب لبنان الجنرال آلان بلليغريني ل"المستقبل" عن مشروع تقدّمت به "اليونيفيل" إلى لبنان، تعرب فيه عن "نيّتها واستعدادها لتقديم الدعم للسلطة اللبنانيّة إذا أرادت تعزيز انتشارها في الناقورة ومحيطها أو في غيرها من المناطق حيث تنتشر قوّات الطوارئ"، لكنّه قال "ما زلنا ننتظر الجواب اللبناني(..)". على
صعيد آخر، وصل إلى لبنان أمس عضو اللجنة المركزيّة لحركة "فتح" عباس زكي ليتولّى رئاسة مكتب ممثليّة منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، وقدّم فور وصوله أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية فوزي صلوخ، وذلك قبل الافتتاح الرسمي لمكتب المنظمة بعد غد الاثنين، معلناً "الجهوزيّة الفلسطينية" لبدء حوار فلسطيني ـ لبناني.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018