ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لليوم الاربعاء 17 أيار/ مايو 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير" انه بعد خمسة وسبعين يوماً على بدء مؤتمر الحوار الوطني، سلّم المتحاورون امس بالفشل في التوصل الى اتفاق على بند الملف الرئاسي، فتمت إزاحته عن جدول الاعمال، وشرع المؤتمر في مناقشة البند الاخير المتعلق بسلاح المقاومة، واستمع المشاركون الى مطالعة مطولة قدمها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول الاستراتيجية الدفاعية، استمر عرضها سبعين دقيقة، ولقيت ارتياحاً عاماً عبّر عنه وليد جنبلاط الذي قال إنه كان يجب ان نستمع إليها منذ بداية المؤتمر. وقال احد الحضور إن المتحاورين استمعوا الى هذه المطالعة و"كأن على رؤوسهم الطير"، لدرجة توقف معها "كتبة المحاضر" من المشاركين عن الكتابة كما كان يحصل في العادة. وكان اتفاق على وجوب دراستها بتأنٍ وإعطاء المؤتمرين الوقت الكافي لذلك، خصوصا أن "المطالعة الدفاعية" الكاملة تقع في مئتين وأربعين صفحة "فولسكاب" بحسب مصادر مطلعة. ولذلك أعلن الرئيس نبيه بري تأجيل الجلسات الى الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس في الثامن من حزيران المقبل. وقد رافقت الجلسة خلوة ثنائية استمرت نصف ساعة بين نصر الله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الذي عبر عن ارتياحه لنتائجها، فيما أكدت مصادر الطرفين على التفاهم وطي الصفحة السابقة بين الطرفين. وفي وقائع الجلسة التي استقتها "السفير" من مصادر متعددة، افتتح الرئيس بري الكلام بالقول: ماذا من جديد؟ فرد الرئيس أمين الجميل: نرجو ان تطلعنا على نتائج زيارتك الى دمشق. وهنا تحدث بري فقدم مداخلة مطولة اكد خلالها ان ابواب دمشق مفتوحة، وتوجه الى الرئيس فؤاد السنيورة بالقول: "انا في تصرفك دولة الرئيس لتسهيل زيارتك الى دمشق". وتناوب على الكلام امين الجميل وبطرس حرب، واستغرق النقاش نحو ساعتين، وتمنى بري تهدئة الحملات الاعلامية، فرد الجميل
"اننا في نظام ديموقراطي ولا يمكن اسكات الناس". وقال آخرون انه "لا يمكننا ان نمون على وسائل الاعلام كلها". وتدخل السنيورة داعيا الى العمل قدر الامكان على "السير في الاعتدال من دون ضجيج، ومن دون تراجع عن مواقفنا". وخلال النقاش طالب جنبلاط بنسخة من المحاضر التي يتم تسجيلها، فاعترض بري قائلا: "يمكنك الاستماع الى المحاضر، ولا يمكنك الحصول عليها". وتدخل نصر الله قائلا: "اذا وزعت المحاضر لا يمكننا التحدث بصراحة وتصبح الجلسات بروتوكولية". وبعد سجال استمر نصف ساعة، وافق جنبلاط على الاستماع للتسجيلات من دون الحصول عليها. كما طرح جنبلاط مسألة التهديدات الموجهة للنائب غازي يوسف بسبب مشاركته في الوفد الذي حضر تكريم المندوب الاميركي في مجلس الامن جون بولتون، فرد بري ان "ليس هناك من تهديدات كل ما في الامر انه مجرد تعبير عن رأي لاهالي ضيعته، وهو ليس بتهديد". ولوحظ ان موضوع بولتون لم يطرح في الجلسة. وردت مصادر مطلعة السبب الى نوع من التفاهم على هذا الامر، بنتيجة اتصالات جرت خلال اليومين السابقين للجلسة، وشارك فيها اكثر من طرف، لا سيما خلال اللقاء الذي تم بين بري والسنيورة، حيث اعتبر الاخير ان هذه المشاركة "لم تكن موفقة". وعليه اتفق على سحب هذا الموضوع من التداول في قاعة المؤتمر. وتابعت "السفير" : بعد ساعتين على بدء الجلسة طرح بند الملف الرئاسي، واستهل النائب الياس سكاف الكلام بالتوجه الى النائب محمد الصفدي قائلا: طرحت كلاما في وسائل الاعلام، هل يمكن ان تطرحه على الطاولة؟.. فرد الصفدي بالقول: "أنا اسحب كلامي". وهنا تكلم بري فقال "ماذا نقول للناس؟ هل اقفل الملف الرئاسي ام لم يقفل؟". وطلب سمير جعجع الكلام فاقترح اقفال الملف الرئاسي "لأننا لن نصل الى نتيجة فيه". وأيد معظم المتحاورين اقتراح جعجع، لكن بري سأل عن الصيغة التي ستعتمد في الاعلان عن ذلك، فحصل نقاش قصير، وطرح نصر الله الصيغة التي اعلن عنها لاحقا. وتدخل العماد ميشال عون، فطلب الاعتراف برئيس الجمهورية والتعامل معه كرئيس، فطرح الجميل الاستمرار في المطالبة برئيس جديد. وهنا هدد عون بشن حملات اذا لم يتوقف الهجوم على رئيس الجمهورية "فهذا رئيس البلاد ولا اسمح بمهاجمته وأنا ادافع عن مركز الرئاسة". بعدها تم الاتفاق على صيغة اقفال الملف، وانتقل البحث الى بند سلاح المقاومة، فأعطيت الكلمة للسيد نصر الله الذي قدم مطالعة مطولة على مدى سبعين دقيقة، فعرض لمكامن القوة والضعف لدى "اسرائيل"، وأوضح ان ميزة الاستراتيجية الدفاعية هي الشمولية، "فالعسكر يحتاج الى أمن، والامن يحتاج الى سياسة، والسياسة تحتاج الى اقتصاد وبنى تحتية وتربية وتنشئة وطنية. وهذه الامور لا يمكن بناؤها بسهولة". وقال: ان عنصر التنوع اللبناني هو عنصر غنى وقوة للمقاومة، وليس عنصر ضعف.. لدينا جيش، فلنعتبره قويا، ولكن ليس لديه مكان آمن للحماية من اي ضربة اسرائيلية. الطيران الاسرائيلي قادر على قصف جميع المواقع العسكرية في لحظات. اما المقاومة فلديها استراتيجية أربكت "اسرائيل"، وهي تملك صواريخ قادرة على ضرب العمق الاسرائيلي. يمكن ان تكون المقاومة مساندة للجيش، والعدو يحسب لها ألف حساب.. لدينا شبكة صواريخ لا يعرف العدو عددها ولا مكانها، ولدينا شباب موزعون في كل مكان يراقبون الحدود وهم يشربون "النارجيلة"، من دون ان يراهم أحد ومن دون مظاهر. أضاف: "إسرائيل" حاولت تأليب الرأي العام ضد المقاومة عندما ضربت الكهرباء والجسور. لكنها فشلت في هذا الامر لأن الشعب التحم معها، وعندما قصفنا القرى الاسرائيلية انعكس ذلك سلبا على الحكومة الاسرائيلية. لدى "اسرائيل" ديموقراطية، لكن الديموقراطية تأكل الديموقراطية عندهم". وبعد العرض المنطقي الذي قدمه نصر الله كانت ردة الفعل الاولى من جنبلاط الذي ابدى إعجابه ووصف كلام نصر الله بأنه مهم جدا، وقال: "بعد هذا الكلام الاستراتيجي الكبير، نحتاج الى وقت اطول لدراسته". وطلب بعض المتحاورين إعطاء الوقت الكافي لدراسة هذه المطالعة، فاتفق على التأجيل الى الثامن من حزيران. وذكرت مصادر معنية بالحوار ان الانطباع السائد بالنسبة لتأجيل المؤتمر لأكثر من ثلاثة اسابيع يرتبط بتطورات قد تنشأ، وبينها مشروع القرار الجديد الذي يعمل لاستصداره من مجلس الامن الدولي حول القرار ,1559 وبعده يتم تأجيل الحوار الى ما بعد تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الحريري، فتكون الامور قد تبلورت بصورة اكثر وضوحا. واشارت "السفير" الى ان الرئيس بري اعلن بعد الجلسة التي استمرت اربع ساعات: لقد أعيد نص ما توصلنا اليه بالنسبة الى مسألة رئاسة الجمهورية، فلم يصل المتحاورون الى اتفاق، وبالتالي تم الانتقال الى النقطة الاخيرة على جدول الاعمال وهي الموضوع المتعلق بالسياسة الدفاعية وسلاح المقاومة. وقال: "لم يعد موضوع الرئاسة مسألة بحث على طاولة الحوار". وقال الرئيس السنيورة لدى سؤاله عن اسلوب التعامل المقبل مع الرئيس لحود: "موقفي ثابت كما
هو ولم يتغير، وأنا سأتعامل معه كما في السابق ووفق ما ينص عليه الدستور".
أما الحريري فقال: "تم التأجيل لتتوافر أجواء أفضل في المستقبل للموضوع الرئاسي لنتمكن من حله". وعن لقائه الامين العام لحزب الله قال:"جلست مع السيد حسن نصر الله وتصافحنا وتحدثنا في بعض الامور، وأفضل أن تكون هذه الامور خارج الاعلام، وتحدثنا عن المسائل الخلافية وتفاهمنا". ووصف مطالعة نصر الله بأنها "مطالعة مهمة جدا، ويجب التفكير بها لاننا فعلا نعيش في خوف التعدي علينا من قبل العدو الاسرائيلي، وكل لبناني يريد موضوع الدفاع عن الوطن". وقال جعجع: "ان المعركة مستمرة في رئاسة الجمهورية وسنواصلها سياسيا، خصوصا ان الجميع اعترف بوجود ازمة حكم ويجب ان تحل". مصادر قصر بعبدا اعتبرت من جهتها "ان الملف الرئاسي طوي نهائيا، وجددت القول ان الرئيس لحود باق حتى آخر يوم في ولايته. ودعا لحود الى توسيع جدول الحوار ليشمل المسألة الاقتصادية والاجتماعية، وتتم في إطاره مناقشة الورقة الاصلاحية، بحيث يجب ان يشترك الجميع في وضع وصياغة السياسة الاقتصادية والمالية للدولة التي يجب ان تكون نتاج توافق وطني عام". ولفت الانتباه امس دعوة "منبر الوحدة الوطنية" (القوة الثالثة) الى "تبديل الحكومة والمجيء بحكومة اتحاد وطني تشمل شتى أطراف الحوار وممثلي القوى الحية، فتكون بمثابة المؤتمر الدائم للحوار، على أن تمنح استثناء صلاحية اشتراعية في موضوع واحد هو قانون الانتخاب". من جهة ثانية واصل البطريرك الماروني نصر الله صفير زيارته الى فرنسا، وهو التقى امس الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وتناول اللقاء آخر التطورات على الساحتين اللبنانية والعربية.
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول ان الحوار مستمر، وهو على موعد مع جلسة ثامنة في 8 حزيران المقبل، وبند وحيد على جدوله: سلاح المقاومة. اما بند الرئاسة الاولى، فقد بات خارج الطاولة في الوقت الحاضر، بعدما "حسم سلبا" على حد تعبير الناطق باسم المؤتمر الرئيس نبيه بري، لكنه لا يزال مفتوحا للمتابعة. اما الاكثرية، فاختصر موقفها رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري بقوله: "لا نزال مع حملة فل". الا ان صورة الحوار الداخلي على ما ظهرت امس، لا تماثل صورة الحوار الدولي في شأن القرار 1559، اذ يستعد مجلس الامن اليوم لاصدار قرار "يشجع بقوة" سوريا على استجابة طلب لبنان ترسيم حدودهما واقامة علاقات ديبلوماسية بينهما. وكان مؤتمر الحوار بدأ جلسته السابعة بمناقشة في شأن محاضره عندما طلب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط توزيعها، فاعترض على ذلك الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فتدخل الرئيس بري طارحا توزيع المحاضر في نهاية اعمال المؤتمر كي لا تتحول مادة للسجال. الى ذلك، اعترض جنبلاط على استمرار أعمال المؤتمر في ساحة النجمة بما يؤدي اليه من تعطيل لوسط المدينة. ثم كانت مداخلة للرئيس أمين الجميل استوضح فيها الرئيس بري ما حققه في زيارته لدمشق. ودعا الى دعم حقيقي للرئيس فؤاد السنيورة، ليس بصفته رئيسا لمجلس الوزراء بل بصفته ناقلا لمقررات مؤتمر الحوار. وقال الرئيس بري ان ليس لديه ما يخفيه، فأبواب دمشق مشرعة امام الرئيس السنيورة. وطرح أكثر من مشارك مسألة تصريحات رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري العدائية للرئيس السنيورة، وقال جنبلاط "ان طلب زيارة دمشق لا نستجديه". وانتقل البحث الى بند الرئاسة الاولى، فأعلن الرئيس بري اقفال الملف سلبا. فكانت ردود من شخصيات 14 آذار اقترحت ان يقال انه لم يتفق على هذا البند. وهنا خاطب رئيس "كتلة التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون قوى الاكثرية قائلا: "ان هدفكم ليس تبديل رئيس الجمهورية او عدم بقاء الرئيس اميل لحود، بل الهدف هو تحطيم هذا الموقع. لذا، عليكم ان تبحثوا في هذا الموضوع نهائيا وتبتّوه سلبا او ايجابا، بدل كيل الشتائم يوميا للرئيس لحود، لانكم تهزّونه كي تبتزوه". واقترح عون في غياب اتفاق على هذا البند، وقف الحملة على الرئاسة الاولى. وكانت لنصرالله مداخلة دفاعا عن لحود. وتابعت "النهار" قائلة , لقد جاء في مداخلات من قوى 14 آذار ان اقفال الملف الرئاسي يعني الاعتراف بشرعية الرئيس لحود منذ التمديد له. وقالت ان العلاقات مع لحود تستمر لضرورات الحكم وفقا لما اشار اليه ايضا الرئيسان بري والسنيورة. واكد الرئيس الجميل والنائبان سعد الحريري وبطرس حرب ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ابقاء ملف الرئاسة مفتوحا. وقال النائب ميشال المر: "لا يمكن القول ان ملف الرئاسة اقفل فقد يطرأ شيء عليه". وسجل الوزير محمد الصفدي اعتراضه على اقفال البحث في هذا الملف وقال: "نحن وضعنا بندا عنوانه انهاء ازمة الحكم ولا يجوز تاليا اقفال الملف الرئاسي وانا اسجل تحفظي عنه". وسعى بري ونصرالله الى ايجاد مخرج بصيغة "مسألة رئاسة الجمهورية لم يتوصل المتحاورون الى اتفاق في شأنها". ثم طرح موضوع تظاهرة 10 ايار، فاعتبرها جنبلاط سياسية لا نقابية. ولفت الى ما تعرض له الشهيد جبران تويني في الشعارات التي رفعت. وبانتقال المتحاورين الى بند سلاح المقاومة، أُفسح في المجال لنصرالله لتقديم مطالعة طويلة علمت "النهار" انها اتسمت بشمولية كبيرة، بدأها بعرض تفصيلي مفند لمسألة التعريف بالعدو الاسرائيلي والاشكال المتعددة والمتنوعة للتهديدات الاسرائيلية التي يواجهها لبنان. واوضح ان الاستراتيجية الدفاعية ليست عملا عسكريا فحسب بل تتكون من عوامل سياسية وعسكرية وتنموية واقتصادية وتربوية واجتماعية وتنشئة وطنية، وكل هذه العوامل مجتمعة تشكل عناصر الاستراتيجية الدفاعية. ثم عرض باسهاب لتجربة المقاومة قبل سنة التحرير 2000 ومن ثم بعد التحرير وصولا الى السنة الجارية. وقال ان هناك مقاومة لديها ظروفها وجيشا لديه ظروفه وشعبا لديه ظروفه، وهذه المقاومة تمكنت فعلا من الافادة من كل هذه العناصر لتحرير الارض اللبنانية وخدمة لبنان. واشار الى ان للبنان ميزاته وخصوصياته وطبيعته الديموغرافية والسكانية التي ادركت المقاومة وهي تدرك اهميتها في الاستراتيجية الدفاعية. وشدد ايضا على التمييز بين المقاومة والميليشيا شارحا طبيعة كل منهما ومؤكدا ان المقاومة ليست ميليشيا ولم تفعل سوى مقاومة العدو. وذكر بالاطماع الاسرائيلية في المياه اللبنانية. وخلص نصرالله الى "أن المقاومة تستطيع ان تبقى الى جانب الجيش ضمن الاستراتيجية التي نعرضها ومن يملك غير هذه الصيغة فليطرحها علينا". ورأى المؤتمرون ان النقاط التي اوردها نصرالله في مداخلته تحتاج الى درس، فتقرر ان تكون الجلسة الثامنة في 8 حزيران لعرض الملاحظات والردود عليها. وقد حدد موعد الجلسة المقبلة في ضوء ارتباطات
نصرالله باحتفالات التحرير ومواعيد الحريري في دبي وروسيا والمانيا. ورأى رئيس الجمهورية، عبر مصادره، ان الفشل في الموضوع الرئاسي "يعني عمليا انهاء البحث في المسألة الرئاسية وسقوط المقولة التي روجتها الاكثرية النيابية الوهمية طوال الاشهر الماضية عن وجود اجماع لبناني يطلب تغيير رئيس الجمهورية". على صعيد آخر نقل مراسل "النهار" في واشنطن هشام ملحم عن مصادر مطلعة في الامم المتحدة توقعها ان يصوّت مجلس الامن اليوم الاربعاء على مشروع قرار اميركي – فرنسي – بريطاني يجدد الدعوة الى تطبيق القرار 1559 كاملاً "ويشجع بقوة" سوريا على استجابة طلب لبنان تحديد حدودهما المشتركة بينهما واقامة علاقات ديبلوماسية كاملة، مؤكداً ان مثل هذه الاجراءات تعزز سيادة لبنان وحرمة اراضيه واستقلاله السياسي. ومن اجل الحصول على اكبر عدد ممكن من الاصوات، وافقت الدول الراعية للقرار اول من امس على ادخال تعديلات طفيفة على مشروع القرار شملت الفقرات التنفيذية الاولى والرابعة والخامسة، وهي تعديلات تهدف الى طمأنة الاطراف المتعاطفين مع سوريا. وادخل تعديل بسيط على الفقرة الرابعة في المقدمة التي تشير الى قلق الامين العام للامم المتحدة وفقاً لتقريره من حركة ادخال الاسلحة الى لبنان وتسليمه الى الميليشيات. وقد اضيفت العبارة الآتية: "خلال الاشهر الستة الماضية". وحذفت من المسودة عبارة "والثناء على الحكومة اللبنانية لاتخاذها اجراءات ضد مثل هذه التحركات من خلال تعزيز امن الحدود". كذلك ادخل تعديل بسيط على الفقرة التنفيذية الاولى فحذفت كلمة "يصادق" واستبدلت بكلمة "يرحب" بالتقرير الثالث للامين العام عن القرار 1559. كما حذفت من الفقرة التنفيذية الرابعة كلمة "يناشد" في مطلع الفقرة واستبدلت ب"يشجع بقوة" الحكومة السورية على استجابة طلب الحكومة اللبنانية تحديد الحدود واقامة علاقات ديبلوماسية كاملة. واضيفت الى هذه الفقرة الجملة الآتية، التي يبدو ان اطرافاً متعاطفين مع سوريا ادخلوها: "وبحث الطرفين على بذل الجهود من خلال حوار ثنائي اضافي لتحقيق هذا الهدف"، وعدّلت الفقرة التنفيذية الخامسة وادخلت عليها الجملة الآتية: "يثني على الحكومة اللبنانية لاتخاذها اجراءات ضد نقل الاسلحة الى الاراضي اللبنانية، ويدعو الحكومة السورية لاتخاذ اجراءات "مماثلة" وهي كلمة لم تكن في النص الاولي. وحذفت من هذه الفقرة العبارة الاخيرة "لمنع نشاطات اضافية لنقل الاسلحة الى الاراضي اللبنانية". وقالت المصادر ل"النهار" ان هذه التعديلات لم تغيّر تحفظات روسيا والصين (اللتين امتنعتا عن التصويت على القرار 1559، ولذا فإن امتناعهما هذه المرة سيكون منسجماً مع موقفهما السابق)، كما لم تغير التعديلات الجديدة تحفظات قطر الدولة العربية الوحيدة في المجلس التي توقعت المصادر ان تمتنع هي أيضاً عن التصويت بحجة انها لا تريد التدخل في خلافات بين دولتين عربيتين. وكانت الارجنتين والبيرو قد تحفظتا خلال المشاورات عن دعوة المجلس سوريا ولبنان الى تحديد الحدود بينهما، نظرا الى وجود خلافات حدودية بين بعض دول اميركا اللاتينية، ولان هذه المسألة لها وقع خاص في الارجنتين التي تطالب بجزر فوكلاند مالفيناس التي تسيطر عليها بريطانيا. ورأت هاتان الدولتان ومعهما روسيا ان قرار مجلس الامن سيكون سابقة ديبلوماسية قد تتكرر في المستقبل. لكن المصادر قالت ان الارجنتين والبيرو تميلان الان الى التصويت على القرار. ولوحظ ان الحكومة اللبنانية بذلت هذه المرة جهودا واضحة لاقناع اعضاء المجلس بالتصويت على القرار. وتوقعت المصادر ان يوافق المجلس على القرار معربة عن اعتقادها انه سيحظى بأكثر من الاكثرية البسيطة (9 اصوات) التي حصل عليها القرار 1559. •في باريس صرح المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 في لبنان تيري رود – لارسن بان انشاء سفارة في سوريا واخرى في لبنان هو علامة من علامات الاستقلال. وقال في مقابلة تنشرها اليوم صحيفة "لاكروا": "حتى الان وكما قال لي رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، لم يتلق جوابا ايجابيا من سوريا عن طلباته المتكررة للقاء المسؤولين السوريين ولانشاء سفارة. وبالنسبة الى اللبنانيين، يمكن سفارة في سوريا ان تكون أداة اتصال ورمزاً مهماً للاستقلال والسيادة". ولاحظ انه "اليوم ثمة رجال سياسة أو عملاء لبنانيون لهم اتصالات وثيقة مع نظرائهم السوريين، بينما الممثلون الرسميون اللبنانيون ورئيس الوزراء نفسه لا يقدرون على ذلك". واضاف: "اننا نشجع الشخصيات اللبنانية الى طاولة الحوار على ايجاد حل لولاية الرئيس ونزع أسلحة الميليشيات وتحديد جدول زمني يتوافق مع برنامجهم الوطني".
ـ الديار ـ
كتبت "ألديار" تقول ان فريق 14 آذار لم يقبل بانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، فتقرر بقاء الرئيس لحود لمدة سنة ونصف متبقية لنهاية ولايته. لكن فريق 14 آذار الذي لم يقبل بانتخاب العماد عون أضاع الفرصة، وبالتالي سيستمر الرئيس لحود في الحكم كما توقعت «الديار" منذ أشهر، والذي يقرأ «الديار كان يعرف أن المعلومات التي نشرتها «الديار " صحيحة، وهي ارتكزت في معلوماتها على قوى 14 آذار التي كانت تعزو ذلك الى الأوضاع المتوترة والانقسامات الحاصلة وكانت تقول أن الرئيس لحود سيبقى حتى آخر يوم من ولايته. الى ذلك، فالرئيس بري كان بارعاً في ادارة جلسات الحوار، ودعا الى إنهاء الحالة المتأزمة بين الرئاستين الأولى والثالثة، معتبراً أن على الرئيسين لحود والسنيورة التعايش، طالما أن موضوع رئاسة الجمهورية طوي بعد إجماع المتحاورين على عدم الاتفاق بشأنه. وقد تم الانتقال الى موضوع سلاح المقاومة واستراتيجية الدفاع الوطني، حيث قدم السيد حسن نصرالله مداخلة طويلة حول هذه النقطة. العماد ميشال عون دعا لحسم الأمور، وقال انه بعد الإنتهاء من موضوع الرئاسة الى هذه النتيجة ووقف البحث بها، يجب وقف استمرار التطاول على مقام رئاسة الجمهورية. وفي هذا الإطار، فقد علمت «الديار " أن الوزير محمد الصفدي اعترض على إغلاق البحث في مسألة رئاسة الجمهورية والإيحاء بأن «ما كُتِب قد كُتِب، وأعاد التأكيد بأنه لم يجرِ البحث في جميع الاحتمالات الآيلة الى إخراج الحكم من أزمته، وقال للمجتمعين: نحن أدرجنا أزمة الحكم على جدول أعمال الحوار. وإن تخطّي هذه الأزمة بالقول إننا أقفلنا هذا الباب سيعني التسليم باستمرار ازمة الحكم التي لا يمكن أن تنجح ادارة البلد في ظلّها. وسجّل الوزير الصفدي تحفظه إزاء حسم الملف الرئاسي سلباً، وجدّد اقتراحاته في هذا الشأن. اذا لقد طوى مؤتمر الحوار الوطني ملف رئاسة الجمهورية بعد ان فشل المتحاورون في التوصل الى اي اتفاق بشأنه، واعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان المتحاورين اقروا بالاجماع عدم التوصل الى اتفاق حول هذا الموضوع الذي لم يعد موضوع بحث. ولم تكن هذه النتيجة مفاجئة باعتبار ان معظم فريق 14 آذار الذي يسعى ويسعى الى الاطاحة بالرئيس اميل لحود قد اعترف بفشل معركته على الاقل في المرحلة الراهنة، وكان بارزا في هذا المجال الكلام الاخير الذي قاله احد ابرز المتحمسين لهذه المعركة النائب وليد جنبلاط عشية جلسة الحوار بدعوته الى ترك الرئيس لحود والانصراف الى تحصين الحكومة. واذا كانت الاكثرية النيابية قد اقرت في السابق بخطأ الاستراتيجية التي اتبعتها في معركتها لاسقاط الرئيس لحود وخطأ وضع موعد محدد لذلك، فانها بعد جلسة الحوار امس باتت اما حقيقة التعايش مع رئيس الجمهورية وهذا ما مهد اليه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في تصريحه عشية الجلسة بعد لقائه الرئيس بري عندما تحدث عن التهاتف بينه وبين الرئيس لحود واستعداده للصعود الى بعبدا اذا ما احتاج الامر ذلك. لا بل اضاف الى ذلك في تصريح مقتضب بعد جلسة الحوار امس حين قال «ان رئاسة الجمهورية باقية، ولا أحد يريد ان يمس دور رئاسة الجمهورية على الاطلاق، وان هذا الامر ليس في ذهننا اما رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري الذي اشار الى عدم التوصل الى اتفاق حول رئاسة الجمهورية فاعلن ان «المعركة مستمرة ولم تنته غير ان العماد ميشال عون قال داخل الحوار بعد الانتهاء الى النتيجة التي اعلنها الرئيس بري ان عدم حصول اتفاق حول موضوع الرئاسة، انه بعد وقف البحث في هذا الموضوع على طاولة الحوار فانه يجب وقف استمرار التطاول على مقام رئاسة الجمهورية. ولعل الكلام الذي قاله الرئيس بري بعد الانتهاء الى النتيجة الحاسمة بشأن هذا الملف كان الابرز حيث شدد على عدم البقاء على هذا الشكل من الوضع بين الحكومة ورئيس الجمهورية بعد الان لان في مثل ذلك ضررا كبيرا على لبنان وعلى سعيه للنهوض بوضعه الاقتصادي وجلب الاستثمارات وتنشيط السياحة وموسم الاصطياف. اما الامر الثاني البارز في جلسة الحوار امس فهو القناعة التي تبلورت بعد ان تناول الرئيس بري زيارته الى دمشق والنتائج التي انتهت اليها، وهذه القناعة تتلخص بأن مفتاح الباب الى دمشق يكون بالاقلاع عن استمرار شن الحملات عليها، وبالتالي تخفيف الخطاب السياسي واللهجة ضدها لجلب مناخ مؤات يساعد على فتح الابواب بين البلدين، لاسيما وان الرئيس بري كرر القول ان الزيارة شرعت الابواب، وانها كانت ناجحة للغاية. الامر الثالث الذي سجل في جلسة الحوار أمس أيضاً المداخلة المطولة التي استغرقت اكثر من ساعة ونصف ساعة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول المقاومة واستراتيجية الدفاع عن لبنان ضد العدو الاسرائيلي المستمر في احتلاله وتهديداته واعتداءاته. وقد وضع امام المتحاورين ثلاث طرق للسياسة الدفاعية: المقاومة، أو الجيش، او المزيج بين المقاومة والجيش، مشيرا الى ا
ن ما حققه خيار المقاومة من انتصارات شهد لها العالم بأسره. وقد طلب اقطاب 14 آذار الوقت الكافي لمناقشة مداخلة نصرالله، وتقرر ارجاء الحوار الى 8 حزيران المقبل نظراً لارتباط بعض أقطابه بانشغالات عديدة منها سفر الحريري والسنيورة الى الخارج واحتفالات حزب الله وحركة امل بالتحرير. وقد وصف النائب سعد الحريري مطالعة نصرالله بأنها «مهمة جداً " ، مشيراً الى انها ستكون قيد البحث. وكشف ردا على سؤال حول الخلاف الاخير مع الحزب على خلفية تصريحاته لاحدى الصحف بانه التقى السيد نصرالله وتصافحا وبحثا في بعض الامور التي كان خلاف حولها وتفاهما. وأعلن الحريري أن الخلاف مع حزب الله لن يحصل تحت اية ذريعة " ، من دون أن يعني ذلك عدم حصول تباين في الآراء حول عدد من المواضيع. وكان الحريري زار الرئيس بري في مكتبه في مجلس النواب قبل جلسة الحوار واجتمع معه لحوالى نصف ساعة، كما جرت مصافحات بين جنبلاط والعماد عون وبين جنبلاط والسيد نصرالله، وكذلك بين الدكتور سمير جعجع ونصرالله. وفي أول رد فعل على نتائج مؤتمر الحوار في موضوع رئاسة الجمهورية اعتبرت مصادر قصر بعبدا ان ذلك يعني سقوط المقولة التي روجتها الأكثرية النيابية الوهمية عن وجود إجماع لبناني يطالب بتغيير رئيس الجمهورية. واذ اكدت هذه المصادر استمرار رئيس الجمهورية في تحمل مسؤولياته الدستورية حتى نهاية ولايته في 24 تشرين الثاني 2007، أملت بأن يتجاوب الجميع مع الدعوات المتكررة التي وجهها من اجل طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة من التعاون. وتساءلت "الديار" ماذا جرى في جلسة الحوار؟ فقالت : * في مستهل الجلسة تحدث الرئيس أمين الجميل عن زيارة الرئيس بري الى دمشق وقال: لقد قام دولة الرئيس بري بزيارة مباركة الى دمشق ونرغب في معرفة نتائج هذه الزيارة. * ورد الرئيس بري فكرر ما قاله ونشرته وسائل الاعلام بأن: «هذه الزيارة جعلت الابواب مشرعة، والطريق مفتوحة للرئيس السنيورة. ولقد كانت هذه الزيارة ناجحة على كل المستويات، وهناك أمور تفصيلية وضعت دولة الرئيس السنيورة فيها أمس، وانا مستعد للمساعدة كما اعلن في السابق من اجل ترجمة القرارات التي انتهى اليها مؤتمر الحوار، وشدد الرئيس بري على تحسين المناخات من اجل تحقيق ذلك والابتعاد عن التشنج والخطابات النارية، والحملات الاعلامية. وأشار الى انه لمس من المسؤولين السوريين كل تجاوب، وانهم مستعدون للمساعدة في شأن اعادة العلاقات الى مجراها وجعلها متميزة ومميزة كما كانت. * ورد بعض اطراف فريق 14 آذار فانتقدوا دمشق لانها لم تتجاوب حتى الآن في شأن تحديد موعد لزيارة الرئيس السنيورة كما قرر مؤتمر الحوار الوطني. * الرئيس السنيورة: انا جاهز للزيارة عندما تكون الترتيبات من الجانب السوري قد تمت. * السيد نصرالله: انكم لا تستطيعون ان تتعاطوا مع الجانب السوري على هذا المنوال، يجب وقف الحملات المستمرة على دمشق ووقف الشتائم والمواقف المتشنجة، ووقف هذا السيل من الحملات الاعلامية التي ليست لمصلحة أحد. * وهنا ألمح النائب الحريري أن سوريا لا تتجاوب في موضوع زيارة الرئيس السنيورة والعلاقات بين البلدين، والظاهر انها تتعاطى بهذا الموضوع على وقع القرارات الدولية. * الرئيس بري: لا، فسوريا تبدي ايجابيات وتجاوبا واقرب الأمثلة على ذلك ما حصل بعد الاجتماع اللبناني ـ السوري بالنسبة للسواتر الترابية في عرسال، وللاتصالات التي جرت بين وزارتي الاتصالات في البلدين. * جعجع: لقد اعلنت ان معالجة موضوع السواتر الترابية كان امرا ايجابيا. * وبعد نقاش حول الموضوع تبلور الرأي حول أهمية تخفيف اللهجة في الخطاب السياسي مع سوريا والتعاطي بشكل ايجابي لنرى ماذا ستفعل دمشق بعد ذلك. * وخلال الحديث عن وجوب تخفيف اللهجة ضد سوريا وعدم الاستمرار في التعاطي مع الرئيس لحود على الشكل الحاصل الان اخذ النائب جنبلاط الكلام: يجري الحديث عن تخفيف اللهجة مع لحود، ولكن سمعنا امس من بعض التلفزيونات هدر دم للنائب غازي اليوسف لأنه شارك في احتفال ذكرى ثورة الارز في الولايات المتحدة (الذي حضره مندوب الولايات المتحدة الاميركية في الامم المتحدة السفير جون بولتون). * الرئيس بري موضحا: الحقيقة ان المسألة ليست على هذا الشكل بل ان بيانا صدر عن اهالي كوثرية السياد بلدة النائب غازي اليوسف هذه البلدة التي قدمت الشهداء ضد الاحتلال الاسرائيلي، وقد استنكروا مشاركة النائب اليوسف في احتفال بولتون. * وانتقل المتحاورون بعد ذلك الى بحث بند رئاسة الجمهورية المدرج على جدول اعمال المؤتمر فقال الدكتور سمير جعجع: «كنا قد ناقشنا هذا الموضوع وما دام انه لم يحصل اي جديد في هذا الشأن ولم نتفق على هذا الموضوع اقترح اقفال الموضوع والاعلان انه لم يتفق المتحاورون في هذا الشأن وان كل فريق له الحق في التصرف وفق ما يعتقده. * الرئيس الجميل: علينا ان نعلن ان هناك ازمة حكم قائمة كما اتفقنا سابقا وانه لم يتم الاتفاق على
حلها. * بطرس حرب: «ما فينا نحكي بس هيك، الشعب ناطر منا شي، ولازم نقول شي للشعب * الرئيس بري: لقد قال دولة الرئيس السنيورة اننا ننتظر موسم الاصطياف والسياحة وجلب الاستثمارات، لذلك لا يجوز ان نبقي على البلد معلقا بهذا الشكل وعلينا ان ننتهي من هذا الوضع بين الحكومة ورئيس الجمهورية. وعلينا ان نعرف ماذا سنقول وبالتالي الاعلان عن اقفال الموضوع من دون حصول اتفاق حوله. * الرئيس السنيورة: لقد قلت البارحة اول من امس بعد زيارتي لدولة الرئيس بري انني اتهاتف مع رئيس الجمهورية وليس عندي مانع من زيارته اذا كان هناك موضوع يحتاج الى ذلك. ليس هناك من مشكلة وعلينا ان نكمل الطريق. * العماد ميشال عون: اذا قررنا وقف بحث هذا الموضوع على طاولة الحوار علينا ان نوقف التطاول على مقام رئاسة الجمهورية وان يتم التعاطي معه. وبعد ذلك اتفق على الصيغة التي اعلنها الرئيس بري بعد الجلسة وهي الاعلان عن عدم توصل المتحاورين الى اتفاق حول موضوع رئاسة الجمهورية والانتقال الى البند الاخير اي السياسة الدفاعية وسلاح المقاومة. * وقدم السيد نصرالله مطالعة مطولة استمرت حوالى ساعة ونصف الساعة، وحمل معه الى طاولة الحوار ملفا من 240 صفحة واستعان ايضا بدفاتر صغيرة. وقد طلب جنبلاط وبعض اركان 14 اذار وقتا لمناقشة هذه المطالعة المفصلة والمتكاملة. واستعرض نصرالله في البداية الاتفاق بدءا من اتفاقية الهدنة التي شرعت المقاومة الشعبية بزعامة القائد معروف سعد وعرج على تفاهم نيسان الذي شاركت ثماني دول في صياغته واقرت احقية المقاومة مشيرا الى الدور الذي اضطلع به الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ذلك . ومن هنا انطلقت الورقة لتسأل اولا من يحدد العدو؟ وهل اسرائيل عدو ام لا، ثانيا اذا كانت اسرائيل عدوة فمن اين سنتسلح؟ وهل سيكون السلاح على نمط اتفاق الهدنة عندما اعطتنا الدول اسلحة «خردة " تتفتت قبل ان تستعمل. ثالثا: التمويل، من سيمول عملية التسلح طالما ان الجيش غير قادر على ذلك والدولة ليس بمقدورها ان تسيطر على موضوع التعاقد الوظيفي فكيف بعملية تسلح؟ رابعا: دور الدول الغربية، فالرئيس السنيورة قصد اميركا وبريطانيا ولم يتفوه احد من المسؤولين هناك بموضوع دعم الجيش اللبناني والتسلح. خامسا الضمانات: فمن سيضمن عربيا او دوليا عدم قيام اسرائيل باعتداءات علينا اذا لم تكن هناك مقاومة. فالمبعوث الاميركي فيليب حبيب نفسه ولدى حركته المكوكية على الخط اللبناني اتى بضمانات اميركية ودولية واذ به يموت قهرا لان الضمانات خرقت. الفلسطينيون ذبحوا بمراقبة دولية ولما كانت راجمات ارييل شارون تنزل على اللبنانيين كالشـتاء كنا نحن مجرد صور في تلفزيونات العالم اما الضمانات فقد ذهبت هباء. سادسا: قدمت الورقة تمييزا بين المقاومة والميليشيا حيث هناك تعريف لذلك اذ ان المقاومة هي التي تدافع عن الحدود، اما الميليشيات فتتألف من مجموعات مسلحة تقاوم المقاومة والدولة معا. وسألت الورقة ماذا فعلت المقاومة في لبنان سوى انها قاومت العدو وانتصرت عليه. واخيرا المياه التي لا مذهبية فيها ولا طائفية. هناك اطماع اسرائيلية بمياهنا فمن يحمينا من تلك الاطماع؟ واذ تناول نصرالله التهديدات والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة تحدث عن احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وعن الاسرى، والالغام التي تركتها اسرائيل في الجنوب ولا تعطي خرائطها. واشار الى ان هناك ثلاثة طرق او انواع من الدفاع: - المقاومة. - الجيش. - المزيج بين الجيش والمقامة. واذ اشار الى ما حققته المقاومة من انتصار على العدو اذهل العالم بأسره، تحدث عن الامكانيات المتواضعة التي يملكها الجيش اللبناني في وجه آلة العدو الكبيرة والضخمة وبالتالي صعوبة خوض الحرب الكلاسيكية ضد العدو. وفي حديثه عن المزج بين الجيش والمقاومة، حذر من ان تكون المقاومة بأمرة الجيش مباشرة لان ذلك سيعرض الجيش للضرب من قبل العدو بشكل مباشر، مشيرا الى التنسيق الذي يمكن اعتماده بين الجيش والمقاومة كما حصل ويحصل. واضافت "الديار" انه بعد الجلسة عقد الرئيس بري مؤتمراً صحفيا اعلن خلاله عدم توصل المتحاورين الى اتفاق حول موضوع رئاسة الجمهورية وبالتالي تم الانتقال الى السياسة الدفاعية وسلاح المقاومة. وقال ان السيد نصرالله عرض على مدى اكثر من ساعة لهذا الموضوع، شارحا فصول كل ابعاد العدو الاسرائيلي والخطر على لبنان. واضاف انه تم الاتفاق على تأجيل الجلسة لمتابعة البحث في 8 حزيران الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.. وردا على سؤال قال «ان كل ما نسعى اليه على طاولة الحوار هو ان نقرأ من كتاب واحد واشار الى انه وضع المتحاورين في اجواء زيارته الى دمشق، موضحا ان الجميع كانوا مؤيدين لهذه الخطوة والانفتاح على سوريا، وهذا الامر سيكمل الابواب مفتوحة ومشرعة. واعرب عن تفاؤله بشأن مناقشة ملف السياسة الدفاعية وسلاح المقاومة، وقال اننا نسعى بهذا الملف خصوصا لمصلحة لبنان والدفاع عن لبنان ولمصلحة ا
لجيش والمقاومة والى ان نصل الى موقف واحد، وانا متفائل ولست متشائما. اعتبرت مصادر قصر بعبدا ان ما صدر عن مؤتمر الحوار الوطني بالنسبة الى موضوع رئاسة الجمهورية، يعني عمليا انهاء البحث في المسألة الرئاسية وسقوط المقولة التي روجتها الاكثرية النيابية الوهمية طوال الاشهر الماضية عن وجود «اجماع لبناني يطالب بتغييررئيس الجمهورية، اذ اتضح اليوم ان ثمة فريقاً يطالب باستقالة الرئيس لحود، فيما هناك افرقاء اخرون لهم ثقلهم وحضورهم الكبير لا يجارون الاكثرية الوهمية في مطلبها. وقالت هذه المصادر ان كل الحجج التي اوردتها الاكثرية الوهمية منذ ما يزيد عن سنة سقطت الواحدة تلو الاخرى، فقد فشلت الاكثرية الوهمية في تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية ما في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، ثم سقطت محاولتها تأمين حصول التغيير الرئاسي عبر مجلس النواب، كما سقطت كل الضغوط التي مورست على رئيس الجمهورية في الداخل والخارج، ولم تسفر الحملات الاعلامية المتكررة وحملات التجريح والتشكيك عن اي نتيجة، ولم تتمكن تدخلات السفراء والدول في تلبية رغبة الاكثرية الوهمية ... وحيال هذا الواقع - تضيف المصادر - لجأت الاكثرية الوهمية الى القول بان مؤتمر الحوار الوطني سيحسم وضع الرئيس لحود، فاتى القرار اليوم ليسقط آخر ورقة حاولت الاكثرية الوهمية طرحها في التداول. وتوقعت المصادرنفسها انه في ضوء حصيلة مؤتمر الحوار اليوم، ان ترتفع وتيرة الحملات السياسية والاعلامية من الاكثرية الوهمية لتغطية فشلها في اقناع المتحاورين بوجهة نظرها في الموضوع الرئاسي ومحاولة ايهام الرأي العام ومناصريها بان الملف الرئاسي ما زال مفتوحا، فيما الواقع غير ذلك تماماً لان مداولات مؤتمر الحوار اليوم كانت حاسمة لجهة قفل النقاش في الموضوع الرئاسي. وستركز هذه الحملات على الادعاء بان مسألة تغيير رئيس الجمهورية لا تزال واردة، كما ستقيم رابطا بين التحقيق في جريمة الاغتيال وتعطي مواعيد اضافية الى منتصف شهر حزيران. واعتبرت المصادر نفسها ان هذه المحاولات لن تغير واقع استمرار رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في تحمل مسؤولياته الدستورية حتى نهاية ولايته في 24 تشرين الثاني 2007 وهو يأمل ان يتجاوب الجميع مع الدعوات المتكررة التي وجهها من اجل طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة من التعاون في سبيل تلبية حاجات اللبنانيين لا سيما وان الظروف الاقتصادية الضاغطة والاوضاع الاجتماعية المتردية تستدعي وقفة وطنية مسؤولة من جميع الاطراف، في الموالاة والمعارضة على حد سواء، تضع مصلحة لبنان العليا فوق كل المصالح الاخرى وتأخذ في الاعتبار معاناة اللبنانيين الذين سئموا اهمال الدولة لحاجاتهم الى الرعاية الاجتماعية والعناية الصحية والاهتمام التربوي الخ.. واشارت المصادر نفسها الى ان الرئيس لحود عازم على التركيز في المرحلة المقبلة على متابعة المشاريع التي توفر للبنانيين ما يطلبون وهو يتطلع الى ان يلقى التجاوب المطلوب من الجميع، لان استمرار المهاترات والحملات ونشر الاشاعات لن يكون في مصلحة لبنان خصوصا اذا تزامنت هذه الحملات مع رهانات خاطئة وقراءة غير دقيقة للوضع الراهن في البلاد والمنطقة على حد سواء. على صعيد آخر، اكد رئيس الجمهورية ان القول ان مصلحة لبنان تقضي بنزع سلاح المقاومة غير مقبول. لانه ضد مصلحة لبنان ولمصلحة اسرائيل. وقال ان اللبنانيين لن ينسوا المحطات المضيئة في تاريخ لبنان خلال السنوات الماضية وابرزها محطة تحرير القسم الاكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي. واعتبر ان الخيارات الاستراتيجية التي التزمها لبنان هي التي مكنته من تحرير ارضه وهي التي تجعل اسرائيل تعيد حسابتها مرارا قبل ان تعتدي على لبنان وابدى لحود دعمه وتشجيعه لمؤتمر الحوار واكد على ضرورة واهمية استمراره الى ان يتم ايجاد الحلول لكل المشاكل والملفات العالقة معتبرا ان الحوار هو السبيل الوحيد لحفظ الاستقرار وعدم تعريض البلاد للمخاطر.
ـ الأنوار ـ
كتبت "الأنوار" تقول ان جلسة الحوار حسمت الموضوع الرئاسي امس، باتفاق بالاجماع على ان المتحاورين لم يتوصلوا الى تفاهم حوله، وانتقلوا الى البحث بموضوع سلاح المقاومة. ولكن ممثلي قوى 14 آذار على طاولة الحوار اجمعوا على ان معركتهم بشأن الرئاسة مستمرة، في حين قال النائب سعد الحريري (الله يساعد فؤاد السنيورة). وفي ختام جلسة امس قال الرئيس نبيه بري في مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول الموضوع الرئاسي: ما استطيع قوله ان هناك اتفاقا بالاجماع. وما حصل هو ان المتحاورين مختلفون على هذا الموضوع وبالتالي لن نصل الى اتفاق، فانتقلنا الى البند الاخير المتعلق بسلاح المقاومة، ولم يعد موضوع الرئاسة مسألة بحث على طاولة الحوار. وسئل الرئيس امين الجميل بعد الجلسة ان كانت قوى 14 آذار سلمت ببقاء الرئيس لحود فأجاب: لم نسلم بشيء، اعتبرنا اننا لم نتمكن من معالجة ازمة الحكم على طاولة الحوار. وأكيد لن نعود الى هذا الموضوع في القريب المنظور، ويمكن ان نبحث فيه اذا نزل الوحي ولا شيء يمنع لانه لم يحسم. وقال النائب سعد الحريري: بالنسبة الى قوى 14 آذار ما زلنا عند رأينا، والآن تم التأجيل لتتوافر اجواء افضل في المستقبل للموضوع الرئاسي لنتمكن من حله. وسئل: هل ستتعايش مع رئيس الجمهورية بعد قرارات اليوم? اجاب: لا اعلم اذا كان هناك من يستطيع التعايش مع رئيس الجمهورية، لكن الله يساعد فؤاد السنيورة. وسئل ان كانت معركة الرئاسة انتهت، فقال: لا. لا. لا نزال مع حملة (فل). اما الدكتور سمير جعجع فقال: المعركة مستمرة حول رئاسة الجمهورية وسنواصلها سياسيا، خصوصا ان الجميع اعترف بوجود ازمة حكم يجب ان تحل. وقد روت مصادر المتحاورين ل "الأنوار" وقائع جلسة الحوار امس، وقالت: في مستهل الجلسة طرح الملف الرئاسي، فتحدث الدكتور سمير جعجع وقال انه اذا كان كل فريق سيبقى على موقفه من الموضوع الرئاسي، فمن الافضل طي الملف، وليترك كل فريق يتعاطى مع الموضوع بالطريقة التي يراها مناسبة. وكانت مداخلة، وهي وحيدة له في خلال الجلسة، للعماد ميشال عون الذي اشار الى انه اذا تم طي الموضوع الرئاسي فعلا، فهذا يعني وجوب وقف التعاطي مع رئاسة الجمهورية ورئيس الجمهورية على هذا النحو من الحملات التي بلغت احيانا حد الشرشحة. وإذا ما قامت حملات مجددا، خصوصا وان الاتفاق تم على طي هذا الملف، فستكون هناك ردود على هذه الحملات. وفي موضوع العلاقة مع سوريا اشار الرئيس بري ردا على سؤال من الرئيس امين الجميل الى انه لم يكن مكلفا من طاولة الحوار بزيارة سوريا، ولكنه قام بهذه الخطوة لكسر الجليد وتخفيف حدة التوتر، وانه وضع رئيس الحكومة في نتائج الزيارة، مشيرا الى ان الابواب مفتوحة امام استقبال الرئيس السنيورة، ولكن هناك مطلبا هو وقف الحملات الاعلامية كدليل حسن نية. وهنا قال النائب سعد الحريري انه اوعز الى وسائل اعلام (المستقبل) بوقف اي حملات. الا انه لفت الى ان الانتقاد والحملة انطلقت مجددا من دمشق. في وقت يبدي الجانب اللبناني رغبته في التوصل الى افضل العلاقات مع سوريا. وردا على سؤال من الجميل الى الرئيس بري عما اذا كان بحث مع الرئيس الاسد في موضوع رئاسة الجمهورية، فقال رئيس المجلس انه سأل الرئيس السوري مباشرة عما اذا كان احد فاتحه في موضوع الرئاسة فأجاب بالنفي القاطع. وأضاف بري انه سأل سفراء الدول الكبرى المعتمدين في لبنان عما اذا كانت دولهم فاتحت العاصمة السورية في الموضوع الرئاسي اللبناني فأجابوا بالنفي كذلك. وفي موضوع زيارات مسؤولين وقيادات لبنانية الى سوريا عند طرح الموضوع السوري، روى النائب وليد جنبلاط انه عندما كان في مصر اخيرا وفي محاولة من الرئيس حسني مبارك لكسر الجليد قال لجنبلاط: ما تيجي نخش على بشار (اي تعال نقوم بزيارة للرئيس بشار) فرد جنبلاط بالقول: دعني اذهب الى دارفور. وفي رده على كلام احد نواب (المستقبل) الذي وصف رئيس الجمهورية بانه ساقط ومن يزورونه ساقطون ايضا، قال السيد حسن نصرالله: هناك ناس شرفاء يزورون قصر بعبدا، فهل هم ساقطون? نواب المقاومة مثلا يزورون رئيس الجمهورية فهل هم ساقطون? وإذا توجهت انا الآن الى قصر بعبدا، فهل انا ساقط? وفور الانتهاء من البحث في الملف الرئاسي انتقل المتحاورون الى البند المتعلق بالاستراتيجية الدفاعية حيث قدّم السيد حسن نصرالله مطالعة شاملة حول التهديد الاسرائيلي للبنان وطبيعة هذا التهديد واشكاله. ودعا نصرالله الى ان تكون الاستراتيجية الدفاعية الوطنية شاملة بحيث تشمل الموضوع العسكري والامني والسياسي والاقتصادي، بالاضافة الى موضوع التنشئة الوطنية والبنية التحتية. وعرض السيد نصرالله لتجربة المقاومة خلال الاحتلال الاسرائيلي وتجربتها في حماية لبنان بعد العام .2000 كما عرض رأيه حول الطريقة الفضلى لحماية لبنان والدفاع عنه استنادا الى خصوصيات لبنان ومميزاته. توازن الرعب وفصّل نصرالله المزايا الاسرائيلية الجغرافية من الجنوب الاسرائيلي حيث صحراء النقب ومفاعل ديمونا
وعدد قليل من السكان، الى الوسط حيث هناك نحو مليوني فلسطيني في منطقة مكتظة وفيها ايضا اسرائيليون، الى الشريط الساحلي الرفيع الذي يترافع عرضه من 2 الى 5 كلم، وصولا الى الشمال الاسرائيلي الكثيف السكان والكثيف المستعمرات وفيه معامل الالكترونيات وفيه السياحة الاساسية ومنها في جبل الشيخ، اضافة الى الزراعة، مما مكّن المقاومة من فرض توازن الرعب مع اسرائيل انطلاقا من هذه النقطة بالذات. وقال ان استراتيجية الدفاع تنطلق من تحديد العدو لافتا الى ان هناك عدوا واحدا هو اسرائيل. له اطماع او يلجأ الى الاحتلال لحماية وضعه، وفي كل الاحوال هناك تهديدات مستمرة منه. وشرح لتطورات الاوضاع ومسارها على 3 مراحل الاولى ما قبل 1985 والثانية من 93 الى 2000 وضمنا محطة 1996 (تفاهم نيسان) والثالثة من 2000 لغاية اليوم مرحلة التحرير. وبعد انتهاء هذه المداخلة المطولة قال جعجع (هذا الكلام فيه مجموعة كبيرة من النقاط المهمة التي تستوجب الدرس بروية قبل نقاشها، وكذلك قال النائب جنبلاط. واتفق على ان تنعقد الجلسة المقبلة في 8 حزيران. ولوحظ انه اثناء كلام نصرالله حرص جنبلاط والوزير مروان حماده على تدوين كلام نصرالله وفي نهاية الجلسة، سأل النائب جنبلاط لماذا لا يصار الى توزيع المحاضر فأجاب الرئيس بري: ما عندي مشكلة، وكذلك طلب جعجع ان يتم اطلاع الرأي العام عليها. الا ان السيد نصرالله تحفظ عن ذلك وقال: اننا هنا نتكلم بكل شفافية، والا اذا كانت المحاضر ستوزع، سندلي بخطابات سياسية، لاننا نقول هنا اشياء لا يمكن قولها في العلن لانها تؤثر على القواعد من جهة وهناك اشياء لا يجوز طرحها على العلن لاسباب تختص بأمن المقاومة من جهة ثانية. وقد علّقت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية على اقوال ملف الرئاسة بالقول: ان قوى 14 شباط عليها ان تقر نهائيا بحقيقة ان الرئيس اميل لحود باقٍ في موقعه حتى نهاية ولايته الدستورية. وهو لن يغيّر قناعاته السياسية بغض النظر عن جلسات الحوار والمواقف المختلفة على صعيد الملف الرئاسي. وقالت ان الرئيس لحود مستعد لفتح صفحة جديدة للتعاون في سبيل معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي تثقل هموم المواطنين وخلق اجواء طبيعية في البلاد تسهل عملية استقدام الاستثمارات الاجنبية والعربية.
ـ صدى البلد ـ
قالت "صدى البلد" ان اقفال البحث في موضوع الرئاسة على طاولة الحوار لن يمنع أركان "14 آذار" من متابعة حملة "فلّ" كما قال رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري, الا انه, وحسب أجواء المتحاورين قد يفتح الباب أمام تنشيط الاتصال بين الرئاستين الأولى والثانية في "الإطار الدستوري" وأمام ترجمة مساعي الرئيس نبيه بري في دمشق في تأمين اجراء اللقاء المنتظر بين الحكومتين اللبنانية والسورية. وانتقل المتحاورون الذين استقبلوا بعضهم البعض بالعناق والمصافحات الودية الى البند الأخير في جدول أعمالهم وهو سلاح المقاومة في الوقت الذي استبق فيه الرئيس اميل لحود النقاش رافضاً دمج المقاومة في الجيش, غير ان أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله عرض رؤية أولية لهذا الموضوع سيتابع المتحاورون مناقشتها في 8 حزيران المقبل. وهو موعد وسطي بين محطتين مهمتين أولاهما القرار الذي قد يصدر اليوم عن مجلس الأمن في شأن تنفيذ القرار 1559 وتقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس الذي سيقدم الى مجلس الأمن في منتصف حزيران. وقال أحد أركان "14 آذار" ل"صدى البلد" ان حسم ملف الرئاسة سلباً فتح الباب لفريق "8 آذار" لدعم لحود بكل ما يراه مناسباً, ولسعي فريق "14 آذار" الى اسقاطه بكل السبل المناسبة من دون اللجوء الى الشارع. وأشار الى ان "ملف سلاح المقاومة مطروح بجدية كبيرة". واذ نوه المصدر نفسه بأسلوب السيد نصرالله الذي شرح فيه الاستراتيجية الدفاعية في شكل مختصر وواقعي أكد ان "حزب الله" يبدي جدية وواقعية في طرح هذا الموضوع. واعتبر ان هذا الملف لن يستغرق البحث فيه أكثر من ثلاثة أشهر وسيتم البت به سلباً او ايجاباً, مبدياً تفاؤلاً كبيراً بإمكان التوصل الى تفاهم حوله, ومشيراً الى ان فريق "14 آذار" سيغتنم الفترة الفاصلة عن الجولة الحوارية المقبلة لتسجيل ملاحظات تفصيلية حول الاستراتيجية الدفاعية التي طرحها نصرالله. وقال أحد المشاركين في الحوار ل"صدى البلد" انه تخلل الجلسة "بقايا كلام" في الموضوع الرئاسي ولم يتم التوصل الى تفاهم في شأنه لأن مواقف المتحاورين المتناقضة حياله راوحت مكانها. وأشار الى ان موضوع العلاقة اللبنانية -السورية وسبل الخروج من الأزمة التي تعانيها حاز قسطاً كبيراً من البحث في ضوء المعطيات التي عرضها بري للمتحاورين حول زيارته الأخيرة لدمشق مشدداً على ان لا سبيل للوصول الى حل إلا بتوقف الحملات المتبادلة بين الأكثرية ودمشق. وهنا قال النائب سعد الحريري انه مضى عليه شهران ولم يتعرض شخصياً للمسؤولين السوريين، فرد عليه السيد حسن نصرالله بأن اعلام تيار المستقبل بمختلف مؤسساته يهاجم سورية يومياً، فقال الحريري: "وهم أيضاً "مش عميرتدوا عنا". وفي هذا الاطار استعجل رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع ان يصار الى تحديد موعد لزيارة السنيورة الى دمشق. وعندما أبدى بعض المشاركين ملاحظة لجنبلاط على استقباله وفد "الأخوان المسلمين" في سورية والذي "زاد في التوتر والتشنج مع دمشق"، رد قائلاً: "أنا شو عملت، إذا كنت استقبلت وفد من الاخوان المسلمين في سورية فإن المسؤولين السوريين يستقبلون يومياً عشرات السياسيين اللبنانيين من خصومنا". وقال المصدر نفسه ل"صدى البلد" ان بري والسنيورة كانا مقلين في الكلام عن زيارة الأخير المرتقبة لسورية ولم يفصحا كثيراً عما دار في اللقاء الذي انعقد بينهما في عين التينة أمس الأول, وأشار المصدر الى ان ثمة ايجابيات ستظهر قريباً في هذا المجال لأن بري يتولى ترتيب أمر هذه الزيارة شخصياً وقد وضع السنيورة في معطيات ايجابية دفعت الأخير الى أن يكون متحفظاً في الكلام عن هذا الموضوع في جلسة الأمس. على ان بري، وحسب المصدر نفسه، كشف للحاضرين انه فاتح الرئيس السوري بشار الأسد في موضوع رئاسة الجمهورية وسأله عما إذا كانت أي جهة داخلية أو دولية بحثت معه في هذا الموضوع فكان رده ان احداً لم يفاتحه في هذا الموضوع. ولفت المصدر الى ان الاتفاق على اقفال البحث في الملف الرئاسي بعد تعذر التوصل الى توافق في شأنه، لا يمنع الأكثرية من الاستمرار في اعتراضها على بقاء الرئيس لحود في سدة الرئاسة والاستمرار في السعي لاستيلاد ظروف من أجل تنحيته وذلك في موازاة "استمرار قوى 8 آذار وحلفائها في موقفها الداعم للحود". وبعد اقفال البحث في الملف الرئاسي طرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية، فوزع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على أركان الحوار تصوراً لهذه الاستراتيجية، وتحدث لمدة ساعة وعشر دقائق عن هذا الموضوع من دون أن يقاطعه أحد، حيث قدم أطروحة تاريخية وتقنية شرح فيها الميزات التفاضلية في موضوع المقاومة وعرض التسلسل التاريخي لأداء المقاومة من مرحلة 1985 الى مرحلة العام 1993 فمرحلة العام 1996 وصولاً الى العام 2000 حيث تم تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي. وأشار الى ان التطور المضطرد في أداء المقاومة هو الذي حرك
الشعب الاسرائيلي ليضغط على حكومته لسحب الجيش الاسرائيلي من الجنوب. وأكد نصرالله ان الاستراتيجية الدفاعية ينبغي أن يبدأ العمل بها بعد تحرير مزارع شبعا واطلاق الأسرى من السجون الاسرائيلية، وقال ان أول بند في هذه الاستراتيجية هو الاعتراف بأن اسرائيل عدو يضمر أهداف التوسع لاحتلال أراض لبنانية أو افتعال فتن ومشكلات في الداخل اللبناني. وأشار الى أن الاستراتيجية الدفاعية أيضاً تقوم على الأمن والاقتصاد والسياسة وكل المجالات التي تتصل بحياة اللبنانيين وهذه المسائل تحتاج كلها الى معالجة وتحصين لجعل لبنان قادراً على مواجهة أي تهديد اسرائيلي. وقال نصرالله ان الجيش الاسرائيلي هو اكبر قوة في هذا الشرق، وان لبنان لا يملك الامكانات التي تجعل من جيشه قادراً على مواجهة هذا الجيش الاسرائيلي وهذا ما يستدعي بقاء حالة المقاومة في تلاحم مع الجيش والشعب لصد أي عدوان. وتوجه نصرالله الى الحاضرين قائلاً ان الدول التي تمول اسرائيل لن تمول لبنان لأنها لا تريد له أن يكون قوياً في مواجهة اسرائيل وخير دليل على ذلك ما تتعرض له سورية من مضايقات لأنها تسعى لشراء صواريخ مداها بضعة كيلومترات وليس عشرات أو مئات الكيلومترات من بعض الدول. واثر انتهاء نصرالله من مداخلته طلب جنبلاط وجعجع استمهالهما لدرس هذه الاستراتيجية الدفاعية مع "خبراء استراتيجيين".
ـ الشرق ـ
كتبت "الشرق" تقول , لقد رفعت جلسات الحوار الوطني إلى الثامن من حزيران المقبل لمتابعة البحث في استراتيجية الدفاع عن لبنان التي انتقل اليها المتحاورون اثر رفع ملف رئاسة الجمهورية عن جدول الأعمال من دون اقفاله نهائياً بحسب ما اكد المتحاورون وألمح اليه مدير الحوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري وذلك بانتظار ظروف أفضل لحله. وكانت الجلسة السابعة التي انعقدت في المجلس النيابي بحضور جميع الأطراف من الصف الأول بدأت بمصافحات وعناق خصوصاً بين الذين تبادلوا "الحروب الاعلامية" خلال فترة الاستراحة، وسجلت في هذا الإطار مصافحة بين الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري اللذين تبادلا الحديث على انفراد، كذلك صافح السيد نصر الله رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، فيما عانق رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون. ولم يأخذ بند رئاسة الجمهورية وقتاً طويلاً من الجلسة بعدما تبين ان لا معطيات جديدة حوله، ولم تطرح ترشيحات، فيما بدا الاستياء واضحاً على "قوى 14 آذار" بعد خروجهم من الجلسة في حين عبر رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون عن ارتياحه لهذه النتيجة. وعلمت "الشرق" ان لجنة المتابعة المنبثقة عن "قوى 14 آذار" تعقد اجتماعاً اليوم للتشاور بهذا التطور وبحث الخطوات المقبلة في اطار معركتها ضد لحود والتي كانت لوحت بها في حال فشل الحوار بتنحيته مع الأخذ في الاعتبار المخاوف التي اطلقها البطريرك الماروني نصر الله صفير في باريس من ان يهمش موقع الرئاسة الأولى لمصلحة رئاسة الحكومة، ما يعني عدم استبعاد ايجاد صيغة للتعايش مع لحود اذا بقي طيلة ولايته الممددة. وفي هذا السياق، اكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة انه سيتعامل مع لحود "كما في السابق ووفق ما ينص عليه الدستور" مشيراً الى ان "الظروف دائماً تتبدل وتتغير، ولكن علينا ايضاً ان نعرف ان الحياة ستستمر وسنتابع عملنا وسنقدم على الاصلاح ونتقدم الى الامام". من جهته، اوضح رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري انه "تم التأجيل لتتوافر اجواء افضل في المستقبل للموضوع الرئاسي لتتمكن من حله، متسائلاً "عما اذا كان هناك من يستطيع التعايش مع رئيس الجمهورية" وقال "الله يساعد فؤاد السنيورة". وبعد تسجيل "هذه النقطة الخاسرة" بحسب حلفاء لحود، انتقل الحوار الى بحث استراتيجية الدفاع عن لبنان، وأعطى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الكلام للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله بصفته المعني الرئيسي بهذا الموضوع، فقدم على مدى ساعة مطالعة سياسية - عسكرية تضمنت رؤية الحزب لوضع لبنان وامكاناته وسبل الدفاع عنه في وجه المخططات الاسرائيلية. وعرض نصر الله لعمل المقاومة منذ انطلاقتها وحتى تحرير القسم الاكبر من الأراضي المحتلة عام 2000 معتبراً ان المقاومة لا تعتمد على العمل العسكري فقط بل تشمل ايضاً النواحي الاقتصادية والتعبوية والتنشئة الوطنية. وذكرت مصادر المتحاورين ان الجميع اصغوا باهتمام الى مطالعة نصر الله خصوصاً النائب جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع، ووصف الرئيس السنيورة المطالعة بأنها "جيدة وتحتاج الى المزيد من التداول"، فيما اعتبر النائب الحريري ان المطالعة مهمة جداً، ويجب التفكير فيها لأننا فعلياً نعيش تحت خوف التعدي علينا من قبل العدو الاسرائيلي"، مؤكداً "ان موضوع الدفاع عن الوطن كل لبناني يريده، ونحن نريد الوصول الى وسيلة نتفاهم حولها وتحظى بالاجماع من قبل الجميع لخدمة الوطن والمواطن". وأكد الحريري انه "لن يحصل خلاف مع حزب الله تحت اي ذريعة"، مشيراً الى ان "هناك اختلافاً في الآراء، لكن لم يحصل خلاف بينهما" لافتاً الى انه جلس "مع السيد حسن (نصر الله) وتصافحنا وتحدثنا في بعض الأمور التي كان يوجد حولها بعض الخلاف وتفاهمنا". وكان بري رفع الجلسة بعد انتهاء مطالعة نصر الله ليتسنى للمتحاورين درسها ومناقشتها في الجلسة المقبلة. ولخص بري نتائج الجولة السابعة لافتاً الى "حسم مسألة رئاسة الجمهورية سلباً وان المتحاورين لم يتوصلوا الى تفاهم واتفاق في هذا الشأن". وانتقد التحليلات والتصريحات "التي كانت تبشر الى ان الحوار يسير من اجل الحوار" معتبراً ان المواضيع التي توصل اليها الحوار كانت من الأمور المستعصية الممنوع الكلام عنها قبلاً". وأشار الى انه وضع المتحاورين في اجواء زيارته لدمشق، مؤكداً انهم "من دون استثناء مؤيدون لهذه الخطوة والانفتاح على الأخوة السوريين، وبالتالي هذا الموضوع سيستكمل" مكرراً قوله "ان ابواب دمشق مفتوحة ومشرعة". وعن سبب عدم التوصل الى اتفاق على تغيير رئيس الجمهورية قال بري "عندما استعرضنا جدول الأعمال قلت يومها انني ارى ان هذا الموضوع لا يمكن حله على طاولة الحوار، وبالتالي اطلب مساعدة الجميع ومؤازرتهم، ولكن لم يكن هناك مطاوعة، وبدأنا نحاول ونسعى الى التوصل لحل ولم نتمكن،
والمهم اننا ندير خلافاتنا في شكل وطني ايضاً". واعلن انه "طرف وطرفان وثلاثة ايضاً" في موضوع سلاح المقاومة، معرباً عن تفاؤله في هذا الموضوع. وتابعت "الشرق" قائلة ان اوساط سياسية رأت ان النقاش في الجلسة الثامنة حول هذا الموضوع سينطلق من توحيد النظرة الى المخططات الاسرائيلية، وموقع لبنان في الصراع العربي - الاسرائيلي من جهة والصراع الدائر في المنطقة التي تشهد غلياناً وتوترات غير معروفة النتائج. وتوقعت المصادر ان يطول البحث في هذا الموضوع نظراً لاختلاف وجهات النظر العميق حيال سلاح المقاومة الذي يريد بعض الأفرقاء مناقشته من زاوية نزعه، والبحث عن وسائل دفاعية اخرى، بينما يعتبر "حزب الله" ان استراتيجية الدفاع عن لبنان لا تعني بالضرورة نزع سلاحه. وفي اول تعليق لقصر بعبدا على نتائج الحوار اليوم اعتبرت مصادره ان ما صدر بالنسبة الى موضوع رئاسة الجمهورية "يعني عملياً انهاء البحث في المسألة الرئاسية وسقوط المقولة التي روجتها الاكثرية النيابية الوهمية طوال الاشهر الماضية عن وجود اجماع لبناني يطالب بتغيير رئيس الجمهورية". وتوقعت المصادر ان ترتفع وتيرة الحملات السياسية والاعلامية مؤكدة ان لحود سيستمر في تحمل مسؤوليته الدستورية حتى نهاية ولايته في 24 تشرين الثاني 2007، وهو يأمل ان يتجاوب الجميع مع الدعوات المتكررة التي وجهها من اجل طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة من التعاون. في غضون ذلك، واصل اعضاء مجلس الامن الدولي مشاوراتهم الجانبية حول كيفية مقاربة الملف اللبناني - السوري في جلسة المجلس اليوم في ضوء المشروع الفرنسي - الاميركي الذي تعارضه الصين وروسيا. وكانت المشاورات افضت الى تخفيف لهجة المشروع باستبدال ما كان نص عليه من "الطلب" الى سورية ترسيم حدودها مع لبنان واقامة علاقات ديبلوماسية معه، بعبارة "يشجع المجلس....". الا ان مندوب "الشرق" في نيويورك عهد بكري، نقل عن مصادر ديبلوماسية ان روسيا ما زالت تصر على رفض ذكر موضوعي الترسيم والعلاقات الديبلوماسية في القرار، وقد جرت بين المندوبين الروسي والاميركي مشادة بهذا الشأن. وتوقعت المصادر ان يمتنع المندوبان الروسي والصيني وقطر عن التصويت في حال طرح المشروع، علماً ان موقف الدول الثلاث يحول دون اصدار بيان رئاسي عن مجلس الامن لحاجته الى اجماع جميع الأعضاء. وكان ديبلوماسي عربي رفيع قام باتصالات مع اعضاء مجلس الامن للدفاع عن وجهة النظر السورية التي تؤكد انها انسحبت من لبنان وليست بحاجة لقرار ضاغط عليها، كما تؤكد سورية ان اصدار قرار من مجلس الامن يدعو الى ترسيم حدودها مع لبنان واقامة علاقات ديبلوماسية معه تشكل سابقة في التدخل في شؤون الدول. وبدا بحسب الديبلوماسي العربي ان فرنسا متفهمة لهذا الموضوع، بينما الولايات المتحدة متمسكة بمشروع القرار، في حين ترى الصين ان المنطقة لا تحتمل اصدار قرار يطاول احدى دولها. وفي خلاصة لقاءاته استنتج المصدر وجود تقارب في الافكار حول عدم اصدار قرار. على صعيد آخر، علقت نقابة الأفران مساء امس الاضراب المفتوح الذي كانت قررت تنفيذه اعتباراً من مساء امس. وعلم ان وزير الاقتصاد سامي حداد سيصدر قراراً اليوم بتخفيض زنة ربطة الخبز. وكان رئيس اتحاد نقابات اصحاب الافران والمخابز كاظم ابراهيم حمل مسؤولية الاضراب لوزير الاقتصاد متهماً اياه "برفض تحقيق مطالب الاتحاد". وكانت الافران شهدت زحمة فور الاعلان عن الاضراب، وتقاطر البقاعيون ارتالاً على المخابز ليلاً طلباً لربطة الخبز، وقد دفعت زيادة الطلب على الرغيف بعض المخابز الى مضاعفة قدرة انتاجها، ولم تنجح تطمينات اصحاب الافران للمواطنين بأن اليوم هو يوم عمل طبيعي في الحد من الطلب على الرغيف وقد تزود البعض بأكثر من ربطة خبز لعائلته.
ـ البيرق ـ
كتبت "البيرق" تقول , لقد طوى الحوار ملف رئاسة الجمهورية لعدم الاتفاق عليه وفتح ملف سلاح المقاومة , المرشح , هو الآخر , لعدم حصول توافق عليه ايضا . لكن هذا الواقع لن يمنع قوى 14 آذار من الاستمرار في طرح الموضوع الرئاسي كلما سنحت لها فرصة , وهي اعلنت ذلك صراحة على ان تقرن ذلك بسجالات مع قوى 8 آذار حول المقاومة وسلاحها , بحيث تبقي هذين الملفين مفتوحين الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا . و"المفعول" في رأي مصادر مطلعة , هو ان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود سيكمل ولايته حتى نهايتها , بدليل ان المتحاورين توافقوا على الطلب الة الرئيس السنيورة تفعيل التنسيق مع الرئيس لحود بما يخدم مصالح الناس .ولم يبد اركان الاكثرية اي اعتراض عندما اثير الموضوع خلال الجلسة الحوارية . وعلمت "البيرق" ان صاحب الاقتراح في هذا المجال كان الرئيس بري الذي , رغم اقلاله والسنيورة في الكلام عن لقائهما اول من امس , جعل الجالسين الى طاولة الحوار يشعرون بشيء من التفاؤل حول امكان اتمام الرئيس السنيورة زيارته لدمشق قريبا . لكن الرئيس بري لفت المتحاورين الى ان ما يعوق انهاء الازمة بين لبنان وسوريا هو الحملات الاعلامية التي تشكو منها دمشق , مع العلم انه اشار الى وجوب توقف الجانبين عن هذه الحملات . واذ اثار بعض الحاضرين , وخصوصا من فريق 8 آذار , موضوع الحملات التي يتعرض لها رئيس الجمهورية ومقام الرئاسة , هدد العماد ميشال عون بانه لن يسكت بعد اليوم على كل من يهاجم رئاسة الجمهورية داعيا الى احترام مقامها . واشارت المصادر الى ان احدا من المتحاورين لم يقاطع السيد حسن نصرالله عندما ادلى بمداخلته الطويلة حول الاستراتيجية الدفاعية التي عرض فيها لواقع لبنان في الصراع العربي الاسرائيلي , مرورا بواقع المقاومة منذ انطلاقتها في مطلع الثمانينات , وصولا الى اليوم , مؤكدا ان الاستراتيجية الدفاعية تبدأ بعد تحرير مزارع شبعا وتحرير الاسرى ومعتبرا ان المسألة ليست مسألة سلاح المقاومة بل هي كيف نحمي لبنان من العدوان الاسرائيلي في الداخل وعلى الحدود . ولم تصدر عن المتحاورين اي اقتراحات او افكار اثر انتهاء نصرالله من مداخلته , مؤثرين درس هذه الاستراتيجية التي وزعت عليهم لتبدأ مناقشتها ابتداء من الجلسة المقبلة . وقد اعتبرت مصادر قصر بعبدا ان ما صدر عن مؤتمر الحوار الوطني بالنسبة الى موضوع رئاسة الجمهورية , يعني عمليا انهاء البحث في المسألة الرئاسية وسقوط المقولة التي روجتها الكثرية النيابية الوهمية طوال الاشهر الماضية عن وجود "اجماع" لبناني يطالب بتغيير رئيس الجمهورية . وتوقعت المصادر نفسها ان ترتفع وتيرة الحملات السياسية والاعلامية من الاكثرية الوهمية لتغطية فشلها في اقناع المتحاورين بوجهة نظرها , بالموضوع الرئاسي , ومحاولة ايهام الرأي العام ومناصريها بان الملف الرئاسي ما زال مفتوحاً.
ـ المستقبل ـ
قالت "المستقبل" ان مؤتمر الحوار الوطني لم يخرج ّ في جولته السابعة أمس عمّا كان منتظراً ومتوقعاً، إذ تمّ تعيين موعد جولة ثامنة في الثامن من حزيران المقبل بعد الانتهاء من بند رئاسة الجمهوريّة على خلاف بين طرفي الحوار والشروع في مناقشة البند الأخير المتعلّق بسلاح "حزب الله" والاستراتيجيّة الدفاعيّة وفق ما أعلن مدير الحوار رئيس مجلس النواب نبيه برّي. ولم تبرز في التصريحات التي تلت جلسة الأمس اختلافات، على اعتبار انّ أركان الحوار لجأوا في تصريحاتهم إلى تلخيص ما دار في الجلسة. غير انّه وفي ما يخصّ المسألة الرئاسيّة، وإذ أعلن الرئيس برّي انّ "موضوع الرئاسة لم يعد مطروحاً على طاولة الحوار" بعد تسجيل عدم الاتفاق بشأنه، أوضح أركان في 14 آذار انّ العودة إلى الموضوع الرئاسيّ ممكنة في ظروف متغيّرة. وهذا ما أوحى به رئيس "تيّار المستقل" النائب سعد الحريري بقوله "إذا برزت معطيات يمكن من خلالها مناقشة ملفّ رئاسة الجمهورية فستطرح"، بينما لفت رئيس الهيئة التنفيذية في "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع إلى انّ "انّنا سنواصل معركة رئاسة الجمهورية"، في حين تحدّث رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عن انّ "الظروف تتبدّل وتتغيّر". وكانت الجلسة شهدت نقاشاً مستفيضاً حول صيغة الإعلان عن انتهاء بند الرئاسة حيث رفض فريق 14 آذار استخدام كلمة "إقفال". بين إعلان برّي خروج البند الرئاسي من طاولة الحوار وبين اعتبار فريق 14 آذار انّ العودة إليه ممكنة في ظرف آخر إشارة إلى مواصلة المعركة السياسيّة ضدّ وجود الرئيس إميل لحود في بعبدا، انتقل مؤتمر الحوار إلى البند الأخير فاستمع إلى عرض مُسهب من الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله عن تصوّره لمسألة سلاح المقاومة ورؤيته لمواجهة الخطر الإسرائيليّ، على أن يبدأ النقاش في الجلسة المقبلة. وبين بند الرئاسة وبند الاستراتيجيّة الدفاعيّة، عرض برّي زيارته إلى دمشق ونتائجها، وأعلن انّ "جميع المتحاورين من دون استثناء أيّدوا هذه الخطوة"، وأكّد انه سيتابع الموضوع وانّ "أبواب دمشق مفتوحة ومشرّعة". وكان لافتاً في المؤتمر الصحافي الذي عقده انّ رئيس المجلس النيابي "أعاد الاعتبار" إلى المقرّرات التي سبق للحوار الوطنيّ أن توصّل إليها بالإجماع مشدّداً على أهميّتها، مذكراً بمطالبته السابقة ب"مؤازرة الجميع" لبنانياً وعربياً من أجل "حلّ" مسألة الرئاسة. وفي معلومات حصلت عليها "المستقبل"، انّه وبعد أن استمع المتحاورون إلى الرئيس بري عن زيارته إلى العاصمة السوريّة، وبعد أن ذكّر عدد منهم، وبرّي أساساً، بأنّ اتفاقاً سابقاً حصل داخل مؤتمر الحوار على انّ ما اتخذ من مقرّرات لا يصحّ تركه على عاتق الرئيس السنيورة وحده، وانّ مؤازرة جميع الأطراف لرئيس الحكومة ضروريّة، طرح برّي ونصرالله "تخفيف الحملات السياسيّة والحملات بين السياسيين"، بما يساعد في نجاح خطوات المؤازرة، ولمّحا إلى "تهدئة الأجواء". وهنا، طالب فريق 14 آذار برّي بالعمل على تحديد موعد لزيارة الرئيس السنيورة، وذكّروا بأن الحملات سوريّة وبأنّ المحاولات السابقة للتهدئة أفشلتها دمشق. ولدى التوصل في بند رئاسة الجمهوريّة إلى الاتفاق على إعلان الخلاف وعدم الاتفاق، بادر رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" النائب العماد ميشال عون إلى المطالبة ب"وقف الحملات على رئيس الجمهوريّة"، مشيراً إلى فريق 14 آذار الذي كرّر له انّ عدم التوصّل إلى اتفاق على التغيير الرئاسي لا يلغي الاتفاق على انّ ثمّة أزمة رئاسية، وانّ استمرار لحود في الرئاسة غير شرعيّ وغير دستوريّ. ولم يكتف عون بذلك بل غمز من تصريحات البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في باريس حول الشأن الرئاسي. وطالب عون أيضاً بإقرار قانون انتخاب جديد في أقرب وقت، داعياً إلى انتخابات نيابية مبكرة. وأثار رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الحملة التي يتعرّض لها وفد 14 آذار الذي زار الولايات المتحدة مؤخراً تحت عنوان مشاركته في تكريم المندوب الأميركي في مجلس الأمن جون بولتون، ولفت إلى خطورة الحملة التي استهدفت بشكل خاص عضو "كتلة المستقبل" النائب غازي يوسف في مسقط رأسه في الجنوب، محذراً من تعرّضه لأيّ أذى. فكان توضيح من السيّد حسن نصرالله قلّل من الأبعاد التي أشار إليها جنبلاط. وفيما لم يُفصح العديدون عن مضمون مداخلة الأمين العام لحزب الله في موضوع السلاح والاستراتيجيّة الدفاعيّة، ذكر بعضهم انّ نصرالله شدّد على ضرورة استمرار سلاح المقاومة في الوقت الحاضر حتى تحرير مزارع شبعا على الأقل وتحدّث عن ضرورة إنشاء منظومة دفاعيّة يُتفق عليها لحماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية. وبعد انتهاء العرض الذي استغرق نحو ساعة، أشار جنبلاط إلى انّه لا بدّ من دراسة الأبعاد السياسيّة للعرض المطوّل، وانّه لا بدّ من التعمّق في الجانب السياسيّ واعداً بتقديم أجوبته في الجلسة المقبلة. وأيّد المشاركون من فريق 14 آذار جنبلاط في ضرورة دراسة ما طرح قبل الشروع في
مناقشته. يشار إلى انّ جنبلاط طالب في الجلسة بنشر محاضر جلسات الحوار فيما لم يحبّذ نصرالله الأمر، ورأى برّي انّ نشرها ممكن بعد انتهاء الحوار. على أيّ حال، وبعيداً من المعلومات، فقد أعلن النائب الحريري انّه "تصافح مع السيّد نصرالله وتناقشا في بعض الأمور التي كانت موضع خلاف واتفقنا"، وأكّد انّه "لن يحصل أيّ خلاف (تصادم) مع حزب الله في المستقبل"، وردّ على الحملة التي استهدفت الوفد في أميركا بتأكيد انّ "جون بولتون بالنسبة إليّ يمثّل الولايات المتحدة التي دعمت القرارات المتعلّقة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018