ارشيف من : 2005-2008
أنباء عن استدعاء تشيني في قضية "بليم - غيت" وفضيحة فساد بطلها الرئيس الجمهوري لمجلس النواب
صحيفة "الحياة"/ واشنطن - جويس كرم
انزلقت الإدارة الاميركية والحزب الجمهوري في متاهة جديدة أمس بعد ورود أنباء عن احتمال استدعاء نائب الرئيس ديك تشيني أمام القضاء للإدلاء بشهادته في فضيحة "بليم - غيت" وتقرير لمحطة "أي بي سي" عن ضلوع رئيس مجلس النواب والزعيم الجمهوري دنيس هاسترت بفضائح مالية وتهم بالفساد. وذلك، رغم التغييرات التي أجراها الرئيس جورج بوش على طاقمه، في محاولة لتحسين شعبيته المتهاوية، والتي كان آخرها تعيين المعلق اليميني كارل زينسمستر مستشاراً للسياسة الداخلية.
ووصفت تقارير المدعي العام باتريك فيتزجيرالد تشيني بـ "الشاهد المنطقي"، في فضيحة تسريب اسم عميلة الاستخبارات فاليري بليم انتقاما من زوجها السفير جوزيف ويلسون بعد تفنيده مزاعم الإدارة في شأن صفقة أسلحة بين النيجر والعراق لتبرير الحرب. وخلصت التقارير المستندة الى اعترافات لويس ليبي (سكوتر) المدير السابق لمكتب تشيني الذي يخضع للمحاكمة في القضية، أن "منطق تشيني وأفكاره في القضية لهما دور مباشر" بقيام ليبي بتسريب الاسم للإعلام الأميركي في تموز
(يوليو) 2003.
وفيما رفض مكتب نائب الرئيس التعليق على هذه المعلومات، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مصادر قريبة إلى التحقيق أنه من المتوقع استدعاء تشيني للإدلاء بشهادته، لمعرفة كونه أوعز لليبي بتسريب اسم العميلة للصحافة الأميركية. ويحق لتشيني بناء على تفويض رئاسي أن يسرب معلومات سرية للرأي العام في الحالات التي تتعلق بالأمن القومي، إنما لا ينطبق هذا الأمر على مساعديه أو المواطن العادي.
في موازاة ذلك، نقلت محطة التلفزيون الاميركية "اي بي سي نيوز" عن مسؤولين كبار في وزارة العدل الأميركية ان رئيس مجلس النواب الاميركي دنيس هاستيرت، الزعيم المرموق في الحزب الجمهوري منذ 1999، يخضع لتحقيق بتهمة الفساد امام الشرطة الفيديرالية (اف بي اي)، الأمر الذي نفاه مكتب هاستيرت ووزارة العدل. وأصرت المحطة على صحة الخبر، مشيرة الى أن الأمر على صلة بقضية عملاق اللوبي الجمهوري جاك ابراموف، المحكوم عليه بالسجن بتهم التلاعب بالمال العام والتهرب من الضرائب. واشارت التقارير الى ان التحقيق يتعلق بقبض هاستيرت رشاوى قيمتها 26 ألف دولار من أبراموف لوقف بناء كازينو على ارض محمية هندية، كان سينافس الكازينو الذي تديره قبائل هندية اخرى يمثلها ابراموف.
وتنذر هذه التطورات بأزمة جديدة في الحزب الجمهوري قبل خمسة شهور من الانتخابات النيابية، وقد تحبط محاولات الرئيس بوش لضخ زخم جديد في ولايته الثانية، بعدما وصلت شعبيته الى 31 في المئة. وجاء تعيين كارل زينسمستر كمستشار للرئيس في القضايا الداخلية أول من أمس ضمن اطار التغييرات التي يقوم بها الرئيس لاجتذاب القاعدة الجمهورية واحياء الخط المحافظ داخل الحزب. ويعتبر زينسمستر من أبرز الأقلام المتشددة في الحزب الجمهوري، خلال عمله لمدة 12 سنة كرئيس تحرير لمجلة صادرة عن معهد «أميركان انتربرايز» المحافظ.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018