ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الاربعاء 24 أيار/مايو 2006

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الاربعاء 24 أيار/مايو 2006

صحيفة النهار:‏

ـ نصرالله يرى ثنائية المقاومة ـ الجيش "حلاً وحيداً " والحكومة تطرح اليوم نزع السلاح خارج المخيّمات‏

ـ مذكرة الجلب وصلت ليلاً وجنبلاط يُشيد ببري وعون‏

ـ رايس: سوريا لم تنصت إلى القرار 1680 وتعامل لبنان كتابع‏

كتبت "النهار" تقول انه بينما بلغ الصخب ذروته نهارا في مجلس النواب، على خلفية مذكرة الجلب السورية عبر الانتربول في حق رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، مما أدى الى تعطل الجلسة النيابية وتأجيلها الى الثلثاء المقبل، أوصل الليل هذه المذكرة الى مكتب الانتربول في بيروت.‏

وعلمت "النهار" انها أحيلت على القضاء ليضع مطالعته فيها تمهيدا لرفعها الى السلطات المختصة. ورأت المصادر التي استقت منها "النهار" هذه المعلومات ان استخدام سوريا هذا المسار القصير لايصال المذكرة يظهر تعذر سلوكها المسار الدولي الذي يحدد شروطا لا تستوفيها الخطوة السورية. في هذا الوقت تستعد قوى 14 آذار لمتابعة هذا الموضوع في اجتماع طارىء تعقده اليوم على ان تكون المذكرة محورا اساسيا في الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء التي تعقد عصرا والمقررة اصلا للبحث في بند واحد هو النقل.‏

وأعلن وزير الاتصالات مروان حماده انه قرر طرح "موضوع المذكرات والتجاوزات القانونية والميدانية السورية على مجلس الوزراء (اليوم) لاتخاذ قرار بموقف حازم منها". والى هذا العنوان الذي كانت له في الساعات الاخيرة تداعيات اميركية وفرنسية، ابلغت مصادر حكومية الى "النهار" ان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة سيقترح على مجلس الوزراء اليوم اصدار قرار يطلب من السلطات المختصة بما فيها الجيش، بدء الاتصال بالجانب الفلسطيني للبحث في سبل تسليم الدولة اللبنانية السلاح الموجود خارج المخيمات انفاذا لقرارات الحكومة ومؤتمر الحوار والتي حددت مهلة ستة اشهر تكاد تتآكل من غير ان تسجل اي خطوات في اتجاه التنفيذ.‏

وتحدثت المصادر عن سلسلة خطوات ايجابية اتخذها لبنان حيال الفلسطينيين ولم تلق صدى حتى الان، ومنها خصوصا جولة الوزراء على المخيمات لملاحقة الملف الانساني، وتحريك مساعدات "الاونروا" مع الدول المانحة، وفتح ممثلية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت. ولفتت الى ان الصدامات الاخيرة بين الجيش و"فتح – الانتفاضة" وما اسفرت عنه من استشهاد احد افراد الجيش، ستأخذ طريقها ايضا الى البحث الحكومي. وكانت قيادة الجيش – مديرية التوجيه اكدت امس مجددا ان القضاء اللبناني "هو المخول بيان الحقيقة"، فيما رفضت "فتح – الانتفاضة" تسليم سلاحها متهمة الجيش ب"الاستفزاز"!‏

اما في مجلس النواب، فقد كان هناك امس مشهد يذكر بمشهد مجلس الوزراء في السرايا يوم 10 تشرين الثاني 2005 عندما انسحب وزراء حركة "امل" و"حزب الله" اثر اصرار وزراء الاكثرية على طرح موضوع هجوم الرئيس السوري بشار الاسد في ذلك اليوم على الرئيس السنيورة متهماً اياه بأنه "عبد مأمور لعبد مأمور". اما في الجلسة النيابية، فكانت المناقشات تنحو الى اصدار موقف من مذكرة الجلب السورية في حق النائب جنبلاط والتي كانت ستحظى بتصويت مؤيد من نواب تكتل "التغيير والاصلاح" الذي يرأسه النائب العماد ميشال عون لولا انسحاب رئيس المجلس نبيه بري بعد مشادة مع عضو كتلة "المستقبل" النائب بهيج طبارة الذي اخذ على رئيس المجلس تبريره عدم اتخاذ موقف ب"عدم تبلغ شيء".‏

ورأى طبارة ان ذلك "يقتضي ان يتخذ مجلس النواب او السلطات القضائية المختصة قراراً فورياً بأن ذلك يتعارض مع الانتظام العام اللبناني. وعرّج طبارة على حديث بري الى الزميلة "السفير" امس والذي ورد فيه "ان ابواب سوريا مشرّعة للرئيس السنيورة" سائلاً: "هل ابواب السجون هي المشرعة ام ماذا؟". وقد رفض رئيس مجلس النواب هذا الكلام قائلاً لطبارة: "انت لا تستطيع ان تحاسبني". ثم انسحب معلناً "رفع الجلسة" بطريقة لم يسمعها الجميع، الامر الذي حمل عضو كتلة "القوات اللبنانية"النائب جورج عدوان على دعوة النواب الى الاستمرار في الجلسة. وحصل جدل بينه وبين النائب علي حسن خليل عضو كتلة الرئيس بري. وبذلت مساع للتهدئة ساهم فيها الرئيس السنيورة. وبلغت هذه المساعي منتهاها في تصريح أدلى به النائب جنبلاط ل"النهار" ليلا وقال فيه: "(...) اذا كنت أثمن موقف الوزير (السابق) بهيج طبارة، اضافة الى موقف النائب عدوان وغيره من نواب وقوى 14 آذار، فاني أقدّر في الوقت نفسه موقف الرئيس بري ولا أريد ان أعرضه لاحراج، مع علمي انه في الاساس يرفض هذا النوع من الاستدعاء السياسي في حقنا".‏

وكشف جنبلاط ان "النائب ميشال عون اتصل به بعد ظهر امس معلنا تضامنه معه "أيا تكن التباينات السياسية في بعض المواقف على أساس ان هذا الامر يتعلق بالسيادة والاستقلال". وعلق قطب في 14 اذار على ما جرى امس قائلا ان الانطباعات المتأتية من الجلسة تفيد ان جوا حرا يسود الحياة السياسية. كما ان مجلس النواب اللبناني والبرلمان الكويتي هما وحدهما في المنطقة العربية يشهدان حيوية لا مثيل لها، علما ان ليس في لبنان مثل الكويت أمير يمكنه حل المجلس.‏

وكان النائب عدوان زار عصرا قصر العدل والتقى في مكتب الوزير شارل رزق المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. ونقلت مصادر قضائية عن ميرزا انه "اذا طلب مني مجلس النواب او سواه شيئا فانني أجيب حسب الاصول القانونية". اما اوساط الوزير رزق، فاوضحت انه "ليست لديه صلاحيات تبليغ نائب لديه حصانة بل يبلغ مواطنا عاديا، وبالتالي فان الموضوع في عهدة مجلس النواب ولا موقف خاصا للوزير". وبالتزامن مع جلسة مجلس النواب، كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يستبق جلسة الحوار المقبلة في 8 حزيران والمخصصة للبحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، بالدعوة الى "الحفاظ على المقاومة (...) الى جانب الجيش والتنسيق بينهما وهذا هو الحل الوحيد والمتاح امامنا".‏

وابرز نصرالله القوة الميدانية ل"حزب الله" قائلا: "في مثل هذه الايام في بنت جبيل قلت المقاومة تملك اكثر من 12 الف صاروخ، وانا اقول اكثر. انا اعترف بان لدى المقاومة منذ سنوات طويلة، منذ عام 1992، قوة صاروخية محترمة ومعتد بها (...) وشمال فلسطين المحتلة بكله وكلكله يقع تحت مرمى صواريخ المقاومة". واضاف انه "اذا تحدثت على شاشة التلفزيون ووجهت كلامي الى سكان شمال فلسطين المحتلة باسم حزب الله انصحكم خلال ساعتين ان تنزلوا الى الملاجىء، نراهم خلال ساعتين يصبحون في تل ابيب".‏

وتابعت "النهار" قائلة انه على صعيد آخر، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان المجتمع الدولي من خلال قرار مجلس الامن 1680 طالب سوريا بالتوقف عن معاملة لبنان كدولة تابعة، وان تحترم سيادته واستقلاله وان تقوم بترسيم حدودها معه واقامة علاقات ديبلوماسية طبيعية". ورأت ان تدخل سوريا عسكريا في لبنان من خلال تنظيم فلسطيني تابع لها غداة التصويت على القرار 1680 يبين ان "سوريا لم تنصت. والقرار لم يقل ادعموا تنظيما فلسطينيا واحدا في لبنان. القرار قال عاملوا لبنان كجار مستقل وسيد يستحق ان تكون له حدود مرسومة ومحددة، ويستحق ان يكون له اتصال على مستوى السفراء، ويستحق ان تكون له علاقات ديبلوماسية. هذا ما يطلب من سوريا".‏

واضافت رايس في مقابلة مع فضائية "العربية" ان "سوريا عاملت لبنان والشعب اللبناني لوقت طويل كأنهما تابعان لها. لبنان دولة فخورة ومستقلة ولها تراث رائع لمختلف الفئات التي تعيش في ذلك البلد. واذا سمح للبنان بان يتصرف بشكل مستقل عن مثل النفوذ الاجنبي الذي مارسته سوريا في العقد الاخير، فانه سوف يكون ديموقراطية جيدة ومزدهرة في الشرق الاوسط.... وهذا ما يقوله العالم لسوريا: توقفي عن معاملة لبنان كتابع او كدولة تابعة. عاملي لبنان كجار مستقل وكدولة سيدة، وعندها نستطيع ان ننتقل الى مستقبل مزدهر وسلمي للشعب اللبناني". وسئلت هل هناك موعد محدد لتطبيق البند المتعلق بنزع سلاح حزب الله في القرار 1559، فأجابت: "هذا ما يبحث فيه في سياق عملية سياسية... اللبنانيون يدركون ان عليهم واجبات وفقا للقرار 1559، واعتقد انهم سينفذون بالفعل هذه الواجبات التي تشمل نزع سلاح الميليشيات. لكنهم يمرون في مرحلة انتقالية ونحن ندرك ذلك. لذلك فان فسح المجال للبنان للعمل على هذه المسألة امر بالغ الاهمية".‏

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك، رداً على سؤال عن مذكرة الجلب التي اصدرها القضاء السوري عبر الانتربول في حق النائب جنبلاط: "انها استفزاز من الحكومة السورية". وأضاف: "أجدى لهم ان يرتبوا أمورهم الداخلية قبل اطلاق مذكرات جلب في حق مسؤولين سياسيين في لبنان". وفي باريس، علق الناطق الرسمي للخارجية الفرنسية جان باتسيت ماتيي على المذكرة السورية قائلاً انه "ليست لدى فرنسا تفسيرات خاصة. وهناك اجراءات تجري وتتعلق بالانتربول الدولي. وعلى السلطات اللبنانية متابعة هذا الموضوع".‏

صحيفة السفير :‏

ـ اتصالات "ترشيدية" تحفظ "عيد التحرير" وتقنع السنيورة بإرجاء مجلس الوزراء‏

ـ "مذكرة الإنتربول": خطأ تكتيكي مع بري يعطل الجلسة وجنبلاط لا يصعّد‏

ـ صر الله يشرح الخطة الدفاعية: للجيش دوره والمقاومة بصواريخها تردع إسرائيل‏

قالت "السفير" ان لبنان يحتفل غداً بالعيد السادس للتحرير، من الاحتلال الإسرائيلي، في ظل انقسام سياسي، يتعمق يوماً بعد يوم ويسحب نفسه على الشارع والمؤسسات الرسمية والسياسية والأهلية، فيما يستعد المشاركون في الحوار الوطني لمناقشة قضية الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان من الخطر الإسرائيلي، وهي النقطة التي قال عنها احد أقطاب الحوار بأنها "أم البنود" في جدول أعمال الحوار الذي سيستأنف في الثامن من حزيران المقبل. وعشية الذكرى، بدا أن لهذا "العيد" أصحابه، فيما البقية تريد لنفسها "أعياداً" أخرى، ولعل أحد أبرز مظاهر الانقسام الرسمي، ما حصل من سجال كاد يخرج إلى العلن خلال اليومين الماضيين، بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبعض الوزراء من خارج فريق الأكثرية، حول مسالة إلغاء العطلة الرسمية في عيد التحرير من جهة وقرار عقد جلسة لمجلس الوزراء بالتزامن مع الاحتفال المركزي بالذكرى في صور يوم غد الخميس من جهة ثانية. وقد أثمرت اتصالات الساعات الأخيرة، قراراً اتخذه رئيس الحكومة بتأجيل جلسة يوم غد الخميس إلى الجمعة وتكليف وزير الخارجية فوزي صلوخ بتمثيله في مهرجان صور الذي يقيمه "حزب الله" وسوف يتحدث فيه أمينه العام السيد حسن نصر الله ويتطرق فيه إلى عدد من القضايا الداخلية.‏

وفي موازاة ذلك، علمت "السفير" انه ينتظر أن تأتي جلسة مجلس الوزراء الخاصة بمناقشة ملف النقل، بعد ظهر اليوم، استكمالا للجلسة النيابية العامة التي كانت مخصصة للأسئلة والأجوبة النيابية، حيث أعلن وزير الاتصالات مروان حمادة باسم قوى الأكثرية انه قرر طرح موضوع المذكرات والتجاوزات القانونية والميدانية السورية (مذكرة الجلب الدولية الصادرة عن القضاء العسكري السوري بحقه والنائب وليد جنبلاط) على مجلس الوزراء، اليوم، "لاتخاذ قرار بموقف حازم منها".‏

وإذ لوحظ أن الوزراء الشيعة محمد فنيش ومحمد جواد خليفة وطراد حمادة وطلال الساحلي هم في مهمات رسمية في الخارج، تردد أن الوزير فوزي صلوخ سيكون منسجما مع التوجه الذي كان قد عبر عنه، أمس، رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالمضي في العريضة النيابية المنددة بخطوة إصدار مذكرة جلب بحق جنبلاط وحمادة، قبل اندلاع "الإشكال الكلامي" الذي أدى إلى تطيير الجلسة، ثم تم في وقت لاحق الاتفاق مع رئيس المجلس على موعد جديد لها يوم الثلاثاء المقبل من اجل إعادة طرح العريضة نفسها. وكانت الأكثرية النيابية قد أخفقت في دفع المجلس النيابي، في جلسة الأسئلة والأجوبة، أمس، إلى تبني توصية تعلن رفض المجلس صدور مذكرة الجلب الدولية بحق النائب جنبلاط، واعتبار هذا الأمر مسا بكرامة المجلس النيابي والشعب اللبناني الذي يمثله. وتحول، المجلس النيابي إلى ساحة مواجهة مباشرة بين الأكثرية وبعض الأقلية تطور فيها النقاش إلى عراك كلامي عنيف، كاد أن يقارب حد الاشتباك بالأيدي، على صورة ما يجري في بعض البرلمانات الآسيوية، وتحديدا بين النائب عن حركة "أمل" علي حسن خليل ونائب "القوات اللبنانية" جورج عدوان.‏

وجاء ذلك، في أعقاب السجال الحاد الذي دار بين الرئيس نبيه بري ونائب "المستقبل" بهيج طبارة الذي أورد كلاما، في مداخلته، من خارج حدود الأعمال، أدى إلى استفزاز بري، خاصة لجهة تمسك طبارة بسؤاله بري "هل أن أبواب دمشق مشرعة، أمام اللبنانيين أم أبواب السجون السورية هي المشرعة أمامهم" وذلك عطفا على الحديث المنشور لرئيس المجلس في عدد "السفير" أمس.. وبدا أن مداخلة طبارة وفّرت لبري "رمية من دون رام"، إذ سارع إلى تلقّفها، ومن ثم "تكبيرها"، ليندلع سجال، بينهما، انتهى إلى رفع بري الجلسة ومغادرة القاعة منفعلا بينما كان وزير الإعلام غازي العريضي يحاول ثنيه وإمساكه من اجل المضي بالجلسة وسط ذهول النواب الحاضرين في القاعة. ومع خروج بري، تحمس النائب "القواتي" عدوان، فدعا زملاءه "الأكثريين" إلى البقاء في القاعة، وخاطبهم قائلا: "فلنبق هنا ونحن نستطيع أن نأخذ قرارا وحدنا". وهو الأمر الذي اعتبر "فاولا" إضافيا ل"فاول طبارة" لا بل هو "يمس صميم صلاحيات رئيس المجلس" على حد قول احد نواب كتلة بري، فاندلع سجال حاد بين عدوان والنائب علي حسن خليل، حال النواب دون أن يتطور إلى ما هو أبعد من "الكلام الكبير" الذي قيل بعدما كانت المحطات التلفزيونية قد قطعت بثها المباشر فور مغادرة بري قاعة الهيئة العامة. ودخل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، والذي بدا متحمسا جدا لإقرار التوصية، على خط تهدئة الخواطر، وقام بجولة مكوكية بين مكتب رئيس المجلس والقاعة العامة، ونجح لاحقا في اصطحاب كل من طبارة وعدوان إلى مكتب رئيس المجلس حيث أنجزت المصالحات وتبودلت القبلات.‏

وفي الخلاصة طارت الجلسة إلى الثلاثين من أيار الحالي. وحسب مسار الجلسة، فإن الأجواء كانت تميل إلى إقرار التوصية، وحاول بري، ومن خلال النائب خليل الوصول إلى صيغة وسط، تقوم على توقيع عريضة نيابية وفق مضمون التوصية النيابية التي وضعها نواب الأكثرية في اجتماع لهم سبق انعقاد الجلسة، لكن العريضة لم تلق قبولهم. إلى أن جاءت مداخلة طبارة، وشكلت فرصة ثمينة جدا للخروج من "الإحراج" فطارت الجلسة.‏

واشارت "السفير" انه وفق مصادر نيابية بارزة، فإن جدول أعمال الجلسات النيابية "يحدده رئيس المجلس النيابي، وله وحده هذه الصلاحية، وليس لأحد آخر، وبالتالي فإن إدراج أمور من خارج جدول الأعمال، مرهون بموافقته، وبالتالي، يستطيع أن يوافق أو يرفض. وجدول الأعمال لم يتضمن من الأساس بندا يتعلق بإصدار توصية حول أي أمر، وهذا يعني أن محاولة الأكثرية "فرض توصية"، يمكن إدراجها في خانة المس بصلاحية الرئاسة التي لها وحدها الحق بذلك".‏

والملاحظ أن أوساط رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط حاولت عدم تكبير ما حصل في جلسة مجلس النواب، وقالت ل"السفير" إن مذكرة الجلب الدولية تتناقض والمادة الثالثة في احكام الانتربول حول شروط الملاحقة الدولية.‏

وأضافت انه كان يمكن تفادي ما حصل من إشكال "وفي كل الأحوال وصلت الرسالة السورية معطوفة على التوقيفات في الداخل السوري وحادثة ينطا البقاعية". وحذرت أوساط جنبلاط من محاولات استهداف من نوع جديد بعد نجاح الضغوط العربية والدولية في وقف الاغتيالات، وقالت إنها تملك "معلومات حول احتمال اعتماد وسائل جدية للاستهداف، غير السيارات المفخخة، وأن عناصر خارجية دخلت الى لبنان عبر الحدود في الآونة الأخيرة". إلى ذلك، اشارت مصادر قضائية لبنانية بارزة الى ان المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا لم يتلق أية مراجعة من اية جهة في موضوع مذكرة الانتربول، كما لم تصل الى مكتبه من قبل أي مصدر رسمي ام سياسي. من جهته، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك مذكرة الاعتقال الدولية التي أصدرتها سوريا بحق جنبلاط، بأنها "خطوة استفزازية".‏

وقال: "أعتقد أن على الحكومة السورية أن تركز أكثر على تطبيق القرارات الواضحة لمجلس الأمن". وأضاف "يمكنهم أن يقوموا بخطوة أولى ويفتحوا فعلا سفارة في بيروت، وهو أمر فشلوا في القيام به حتى الآن، برغم أن اللبنانيين طالبوهم بالقيام به". وأضاف "أجدى بهم أن يرتبوا امورهم الداخلية قبل إطلاق مذكرات جلب في حق مسؤولين سياسيين في لبنان".‏

نصر الله يلوّح بالقوة الصاروخية للمقاومة من جهته، أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله أن دمج المقاومة في الجيش يعرض الدولة بكل مؤسساتها للاعتداء من قبل إسرائيل، ورأى أن الخيار المطروح للاستراتيجية الدفاعية هو إنشاء جيش قوي يوازي قوة الجيش الإسرائيلي او الاحتفاظ بالمقاومة التي لا يستطيع الجيش الإسرائيلي ضربها. نصر الله، وفي كلمة له أمام المشاركين في "مؤتمر ثقافة المقاومة"، في الكومودور، أمس، قدم شرحا للاستراتيجية الدفاعية التي عرضها خلال جلسة الحوار الأخيرة، بعدما تسربت بعض مضامينها بصورة غير دقيقة، وجدد الالتزام بقضية الأسرى وقال: "بالمقاومة سنستعيد أسرانا بلا شك. وأنا عندما قلت قريبا جدا جدا، أعني ما أقول وما كنت أقول". وقال نصر الله "نعم أنا اعترف أن لدى المقاومة منذ العام 1992 بالتحديد قوة صاروخية محترمة ويعتد بها كماً ونوعاً وبالتالي أستطيع أن أقول إن شمال فلسطين المحتلة بكله وكلكله يقع تحت مرمى صواريخ المقاومة".‏

وأضاف "طبعا هذا في الحد الأدنى أما في ما هو ابعد من الشمال فأمر مسكوت عنه لا داعي أن نقول يوجد أو لا يوجد. هذا الشمال اليوم هو في مرمى صواريخ المقاومة وموانئه، قواعده، مصانعه، كل ما فيه وبالتالي هذا يحدث توازنا بين شمال فلسطين وجنوب لبنان وكل لبنان". وأردف قائلا "في مثل هذه الأيام.. أنا قلت إن المقاومة تملك أكثر من 12 ألف صاروخ. الذي أود قوله لكم إن أكثر من 12 ألف صاروخ لا يعني 13 ألفا". وقال نصر الله "نحن لا ندعي أننا نملك قدرة تدميرية كقدرة إسرائيل أبدا ولكن لا نحتاج لان نملك قوة تدميرية مشابهة يكفي أن يكون لدينا قدرة أن ندمر في شمال فلسطين المحتلة أهدافا مهمة وحساسة جدا".‏

صحيفة الديار:‏

ـ مذكرة الجلب بحق جنبلاط قنبلة تفجر جلسة المجلس النيابي‏

ـ بري لا يسمح لطبارة بتجاوز الحدود البرلمانية ويرفع الجلسة للثلثاء‏

ـ ‏14 آذار تحاول استغلال المذكرة واستثمارها في واشنطن وباريس‏‏

كتبت "الديار" تقول , لقد حاولت قوى 14 آذار أمس القفز فوق الآلية القانونية التي يجب ان تتبع في قضية مذكرة الجلب ‏بحق جنبلاط التي ارسلها القاضي الأول العسكري السوري الى الانتربول الدولي في دمشق، وعلى رغم ‏الشرح الذي ادلى به الرئيس بري عن الموضوع قائلاً ان المجلس لم يتسلم بعد أي شيء، لا المذكرة ‏الأولى ولا المذكرة الثانية، ولذلك فلننتظر، الاّ ان فريق 14 اذار طلب الكلام وحاول طرح ‏توصية برفض المذكرة والتصويت عليها.‏ وقد بلغ التصعيد ذروته حين تكلم الوزير طبارة سائلاً الرئيس بري عن تصريحه بأن أبواب ‏دمشق مشرعة للبنانيين، حيث قال له عن أية ابواب مشرعة يتحدث؟‏

وقد فجرت كلمة الوزير طبارة الجلسة حين أصر على الكلام على رغم إصرار الرئيس بري عليه ‏بالتوقف، مما حدا برئيس المجلس الى الخروج من الجلسة ورفعها الى الثلثاء قائلاً للوزير طبارة ‏‏«مش انت بتعلمني الوطنية ‏ واذا كانت ابواب دمشق مشرعة للبنانيين كما قال الرئيس بري، فإن ما قام به النائب ‏جنبلاط منذ اغتيال الرئيس الحريري وحتى الآن من هجومات على النظام السوري واتهامه، الى ‏تحريض المجتمع الدولي ضده وأحيانا ًالعربي، الى اجتماعه مع الاخوان المسلمين في لبنان ‏والتصريح عن ربيع دمشق الآتي، ومحاولته لعب دور يسيء الى العلاقات اللبنانية السورية، لم ‏يترك مجالاً لدمشق الاّ بإصدار هذه المذكرة بحق جنبلاط.‏‏

فريق 14 آذار حاول أمس استغلال مذكرة الجلب بحق جنبلاط خصوصاً كتلة سعد الحريري وكتلة ‏جنبلاط، محاولين استثمار هذه المذكرة في واشنطن وباريس اللتين تفتشان عن ورقة اضافية ‏للضغط على سوريا خصوصا ًمع اقتراب تقرير القاضي البلجيكي سيرج برامرتز، وإثارة كل ‏موضوع ضد سوريا عبر المجتمع الدولي للتأثير فيها في قضية التحقيق.‏ الا ان اللافت هو موقف القوات اللبنانية والدكتور سمير جعجع المتمايز عن موقفي سعد ‏الحريري ووليد جنبلاط، حيث بدا في اكثر من مرحلة موضوعياً ومنطقياً وبعيداً من المأزق الذي ‏وقعت فيه باقي قوى 14 آذار.‏‏

تابعت "الديار" قائلة , لقد حملت الاكثرية النيابية امس مذكرة الجلب السورية بحق النائب وليد جنبلاط مادة متفجرة الى ‏ساحة النجمة لرميها في مجلس النواب الامر الذي ادى فعلا الى انفجار جلسة الاسئلة والاجوبة، ‏وحصول مشادة كلامية عنيفة بين رئيس المجلس نبيه بري والنائب بهيج طبارة الذي تخطت مداخلته ‏موضوع المذكرة ليطاول بالانتقاد كلام الرئيس بري عن الابواب المشرعة في دمشق لرئيس الحكومة ‏فؤاد السنيورة، ما حدا برئيس المجلس للرد عليه بعنف وتأكيده على انه مستعد للكلام عن ‏هذه الابواب، ثم مخاطبته له قائلا «مش انت اللي بتعلمني الوطنية ‏ وفي ضوء هذه المشادة وبسبب اصرار طبارة على الكلام في هذا الموضوع وعدم التزامه بالنظام ‏الداخلي للمجلس رفع الرئيس بري الجلسة وخرج من القاعة العامة ما ادى الى هرج ومرج لا ‏سيما بعد حث النائب جورج عدوان النواب اصدار توصية برفض المذكرة السورية في غياب ‏الرئيس بري، وهذا ما جعل النائب علي حسن خليل، وبعض النواب الاخرين يتصدون له ‏لارتكابه «فاولا دستوريا " ومسه مقام رئاسة المجلس ومسؤولياتها.‏ وتحرك الرئيس السنيورة وعدد من النواب بينهم الوزير مروان حماده والنائب بطرس حرب ‏لترطيب الموقف وشهد مكتب الرئيس بري حشدا كبيرا من النواب قبل ان يصطحب السنيورة كلا من ‏النائبين طبارة وعدوان الى مكتب رئيس المجلس لتطييب خاطره.‏‏

والبارز ايضا انه بعد الجلسة اعلن الوزير حماده انه سيثير موضوع مذكرة الجلب بحق جنبلاط في ‏جلسة مجلس الوزراء الامر الذي يعني ان الجلسة المقبلة ستكون ساخنة اذا ما تحول هذا الموضوع ‏موضوعاً سياسياً بامتياز يتخطى اطار المذكرة ليشمل الموقف من دمشق.‏‏

وبعد معالجة الانفجار في جلسة الامس تقرر عقد جلسة ثانية ظهر يوم الثلثاء المقبل لجدول ‏الاعمال الذي كان مطروحا بالنسبة الى الاسئلة ولمتابعة مناقشة موضوع المذكرة.‏ وبصرف النظر عن المشهد المتفجر لجلسة الامس فان ما سبق الجلسة كان يؤشر الى احتمال حصول ‏مثل هذا التوتر او الانفجار على رغم محاولة الرئيس بري التعاطي مع الموضوع بكل مسؤولية ‏ودراية باعتراف الكثير من اعضاء فريق الاكثرية نفسه.‏‏

وروت "الديار" ماذا حصل قبل وخلال وبعد الجلسة : بعد خبر مذكرة الجلب السورية الجديدة بحق النائب وليد جنبلاط وابلاغ الانتربول الدولي بها سرت ‏معلومات مساء اول امس بان فريق الاكثرية النيابية يعتزم تحويل جلسة الاسئلة والأجوبة ‏المقررة الى جلسة سياسية بامتياز تناقش موضوع المذكرة وتخرج بموقف للمجلس النيابي برفض ‏الخطوة السورية.‏‏

وقيل ان اتصالات جرت بين بعض اطراف هذا الفريق لتنظيم الموقف والمجيء الى ساحة النجمة بخطة ‏كاملة، لكن هذه الاتصالات لم تشمل الجميع فاضطر نواب هذا الفريق الى عقد اجتماع صباح امس ‏في مجلس النواب قبل عقد الجلسة، بينما ادلى النائب اكرم شهيب بتصريح طالب فيه رئيس المجلس ‏والمجلس باجراء اللازم فورا والمعاملة بالمثل، واستدعاء من هدد ويهدد لبنان واللبنانيين ‏ ومنذ مساء اول امس اجرى الرئيس بري بعد اذاعة خبر مذكرة الجلب الجديدة اتصالا بالوزير ‏مروان حمادة للاستفسار منه عن الامر فأبلغه الاخير انه لم يحصل تبليغ رسمي بالمذكرة، وكذلك ‏كان رد وزير العدل قبل الجلسة بحوالى الساعة.‏ ومع بداية الجلسة طالب النائب أكرم شهيب مناقشة موضوع المذكرة واصدار توصية من المجلس ‏برفضها.‏‏

ورد الرئيس بري بمداخلة مفصلة شرح فيها ملابسات المذكرة السابقة بحق الوزير حمادة ‏والنائب جنبلاط، وكشف للنواب بان ما احيل اليه بواسطة وزير العدل مجرد ورقة لا تتضمن ‏الاصول التي نص عليها النظام الداخلي للمجلس وبالتالي فانه اعتبرها انها لا تعني شيئا ولا ‏تحتاج الى عقد جلسة مشتركة لهيئة مكتب المجلس ولجنة الادارة والعدل.‏ وجدد موقفه بالنسبة للحصانة النيابية مؤكدا ان هذا الموضوع «هو موضوع من قدس الاقداس، ‏ولا يمكن للرئاسة ان تسير به خطوة واحدة خاصة اذا كان الموضوع اهدافه سياسية، كائناً من ‏كان سواء كان من لبنان او من سوريا او من اي بلد آخر، ولكن لا استطيع ان آخذ موقفا ‏الا اذا كان الطلب امامي بصورة قانونية واصولية ‏ وافسح الرئيس بري المجال امام نواب الأكثرية للادلاء بدلوهم في هذا الموضوع، وعندما وجد ‏هؤلاء ان الشق القانوني للموضوع غير متوافر، اقروا بأن رئيس المجلس تعاطى معه بكل ‏مسؤولية وقانونية، لكنهم فتحوا الشق السياسي منه، وحملوا من خلاله بشدة على سوريا، ‏فطالب الوزير حمادة برفض الاجراء السوري «لأن سكوت المجلس يعني فتح الطريق امام النيابات ‏العسكرية التي ابطلنا مفعولها في لبنان .‏

واعتبر النائب بطرس حرب «أن ملاحقة القيادات اللبنانية لا يؤسس للعلاقات اللبنانية ـ ‏السورية وهو مسلك سيء ورأى في ملاحقة جنبلاط مسا بسيادة لبنان. وطالب بسحب القضاء ‏اللبناني هذا الملف من سوريا وفقاً للاتفاقية الموقعة بين البلدين.‏ وكانت للنائب نائلة معوض مداخلة مماثلة، اما النائب عدوان فخالف رأي الوزير حمادة بان ‏مصير المذكرة سلة المهملات داعياً الى استرداد الملف واصدار موقف سياسي من المجلس النيابي ضد ‏الخطوة السورية.‏ وحمل النائب وائل ابو فاعور بعنف على دمشق.‏

وقال: «بين مذكرات الجلب والسيارات المفخخة ‏نحن نختار مذكرات الجلب " ، ورأى ان جنبلاط «لا يختبىء وراء الحصانة النيابية وان حصانته ‏شعبية وتكلم ايضا النواب روبير غانم وغسان تويني ووليد عيدو في الاطار نفسه، وبقي الرئيس بري ‏يعطي الكلام للنواب للادلاء بدلوهم في هذا الموضوع الذي «أكل " جدول الاعمال الأصلي للجلسة ‏لكن المداخلة التي بدأها النائب بهيج طبارة فجرت الموقف عندما تحول عن موضوع المذكرة ‏ليتناول تصريح الرئيس بري عن الابواب المشرعة بين لبنان وسوريا ولزيارة الرئيس ‏السنيورة.‏‏

وتساءل: ما هي الابواب المشرعة؟‏

ورد الرئيس بري: اذا بدك تحاسبني انا حاضر.‏‏

النائب طبارة: اي ابواب مشرعة هل هي ابواب السجون أو ابواب..‏‏

الرئيس بري: اذا بدّك تعمل مشكلة بهذا الموضوع، سوف اقول لك ما هي هذه الابواب، فليأت ‏واحد لترؤس الجلسة وأنا أنزل لأقول لك ما هي الابواب.‏ أنت لا تستطيع ان تحاسبني يجب عليك أن تسكت، ولا اعطيك الاذن بالكلام.‏‏

طبارة: اعطيتني اذنا.‏‏

الرئيس بري: يجب أن تتكلم في الموضوع، واذا اردت ان تعرف الابواب انزل واشرح لك.‏‏

طبارة: تفضل.‏ الرئيس بري: عليك ان تغير الموضوع.‏ ثم رفع الرئيس بري الجلسة ونزل عن منصة الرئاسة موجها كلامه للنائب طبارة «مش انت اللي ‏بتعملني الوطنية ‏ وحاول الوزير غازي العريضي ثنيه عن مغادرة القاعة فلم يفلح.‏ وغادر رئيس المجلس الى مكتبه المجاور ولحقه تباعا حشد من النواب ورئيس الحكومة.‏ وفي هذه الاثناء وقف النائب جورج عدوان داخل القاعة العامة يخطب بالنواب، ودعاهم الى ‏البقاء في القاعة واصدار التوصية ولو كان الرئيس بري خارجها.‏ وهنا تصدى له النائب علي حسن خليل لمحاولته المس بمقام رئاسة المجلس، وكاد ان يحصل تصادم ‏بين النائبين وعلا الصراخ وبعض السباب الذي لم يسمع بوضوح، وتدخل عدد من النواب للتهدئة ‏وافلحوا في ذلك بعد دقائق.‏‏

وفي هذا الوقت نشط الرئيس السنيورة وعدد من النواب بينهم الوزير حمادة ونواب من ‏الاكثرية ابرزهم النائبان بطرس حرب ونائلة معوض في ترطيب الاجواء مع الرئيس بري الذي ‏غص مكتبه بالنواب من مختلف الكتل النيابية.‏ وبعد ثلث ساعة رافق النائب طبارة الرئيس السنيورة الى مكتب الرئيس بري، ثم رافق عدوان ‏الرئيس السنيورة ايضا الى مكتب رئيس المجلس حيث جرت معالجة الوضع، واعلن عن تأجيل الجلسة ‏الى الثلاثين من الشهر الجاري ظهراً.‏ اما كتلة الوفاء للمقاومة فقالت مصادرها انها لم تكن في اجواء طرح موضوع مذكرة الجلب، ‏وعندما طرح الموضوع قررت الاستماع الى آراء النواب وان يتكلم باسمها رئيسها النائب محمد ‏رعد لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب ما حصل.‏ وبعد الجلسة ادلى الرئيس السنيورة بتصريح وصف ما حصل بأنه «حيوية زائدة تؤدي الى ‏ارتفاع الحرارة " واعلن ان الامور عادت الى مجاريها وليس هناك من مشكلة.‏‏

اما النائب عدوان فحرص ردا على سؤال على القول انه والرئيس بري على علاقة ممتازة، ‏مؤكدا حرصه على النظام الداخلي للمجلس وعلى الدستور.‏ واعلن النائب ابراهيم كنعان بعد الجلسة ان تكتل الاصلاح والتغيير كان سيصوت مع التوصية ‏برفض مذكرة الجلب بحق جنبلاط.‏‏

وتابعت "الديار" قائلة انه على صعيد آخر، طرح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله المقاومة كخيار الى جانب الجيش ‏فهي تمتلك الميزات الايجابية وقال ان المقاومة استفادت من كل عناصر القوة المتاحة لبنانيا ‏وهي خيارنا لتحرير بقية الارض وقادرة على ذلك.‏ وأكد السيد نصر الله الحاجة الى استراتيجة دفاعية شاملة يشارك فيها الجميع لافتا الى ‏جغرافية لبنان واستعداد اللبنانيين للعطاء من اهم نقاط القوة فيه.‏ تحدث السيد نصر الله في مؤتمر ثقافة المقاومة امس فشدد على ضرورة تحديد العدو ومكامن القوة ‏والضعف لديه.‏ وقال: من يريد ان يلغي المقاومة عليه ان يجد جيشا يملك قوة توازي قوة الجيش الاسرائيلي.‏

‏اضاف : البديل هو بناء دولة قوية وقادرة وجيش قوي وقادر والخيار الثاني القوى ‏الشعبية، فالشعب اما ان يتحمل مسؤوليته او يتخلى عنها. ويكفي ان يقبل جزء من هذا ‏الشعب تحمل المسؤولية ويوجد مقاومة شعبية. واضاف سلاح المقاومة هو جزء من المقاومة، هي ‏جزء من استراتيجية وطنية للدفاع في اي بلد.‏ واوضح ان المقاومة اثبتت قدرتها وجدواها في التحرير واستفادت من كل عناصر القوة ‏المتاحة، مؤكدا انه بالمقاومة سنستعيد اسرانا قريباً جدا ونوّه بأن كل فعل عدواني يقابل ‏برد فعل مقاوم.‏ وكشف نصر الله ان لدى المقاومة منذ سنوات طويلة قوة صاروخية قوية وتعتد بها مذكرا بما ‏قاله في بنت جبيل من ان المقاومة تملك 12 الف صاروخ واكثر والاكيد اكثر من 13 الف ‏صاروخ، ولدى المقاومة منذ العام 92 قوة صاروخية محترمة ومعتد بها كما ونوعا مؤكدا ان ‏شمال فلسطين المحتلة كله يقع تحت نيران صواريخ المقاومة، هذا في الحد الادنى الامني ما هو ابعد ‏من الشمال فلا داعي لان نقول يوجد او لا يوجد الصمت افضل.‏‏

اضاف: الشمال واي شمال فلسطين المحتلة، اليوم في مرمى صواريخ المقاومة موانئه، قواعده، ‏مصانعه كل ما فيه اذن، هذا يحدث توازنا بين الشمال الفلسطيني وجنوب لبنان وفي هذا السياق قال رئيس الجمهورية العماد اميل لحود خلال استقباله وفد من المنظمات ‏الشبابية بذكرى التحرير ان الطلب الذي يرد من اطراف متعددة لدمج المقاومة بالجيش ليس ‏لمصلحة لبنان وليس لمصلحة الجيش اللبناني مشددا على انه «ممنوع على احد ان يفكر للحظة ‏بمواجهة الجيش الوطني لانه اذ ذاك يكون في مواجهة مع كل لبنان.‏ واعتبر «ان 25 ايار سواء اكان عطلة رسمية ام لا هو في ذاكرة جميع اللبنانيين وقلوبهم حتى ‏اولئك الذين يعارضون المناسبة يعرفون في داخلهم ان ما تحقق في 25 ايار كان انجازا عظيما ‏وتاريخيا. وعن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اكد رئيس الجمهورية انه «على ‏مدى قصير سيظهر للعالم كم كانت المؤامرة كبيرة على لبنان بهدف قلب الوضع رأسا على عقب في ‏البلاد ‏ ورأى ان توتر العلاقات مع سوريا وتوجيه الشتائم لها ليس في مصلحة لبنان بل في مصلحة ‏اعدائه، وفي مقدمهم اسرائيل، داعيا الى «اقامة علاقة اخوية متينة ووحدة حال ضمن سيادة ‏كل من البلدين واذ شدد على «اهمية الحوار واستمراره من دون شروط مسبقة« لفت الى ‏‏«وجوب ترك اللبنانيين يتفاعلون مع بعضهم البعض من دون اي تأثير خارجي لأنه لا يجوز ان ‏يفرض فريق شروطه على الاخر. ودعا الى «التفكير بقانون انتخابي صحيح يطبق على كل المناطق ‏بعدالة ومساواة ليعرف الناخب من ينتخب وبعد اقرار القانون تحصل الانتخابات وتحدد ‏الاكثرية الحقيقية واوضح انه من اول من قبل بفتح ملف بنك المدينة على مصراعيه ليعرف ‏اللبنانيون من سطا على احوال هذا المصرف على صعيد اخر نبهت قيادة الجيش الجهات التي تتناقل تصريحات غير واقعية تتعلق بالاعتداء ‏على دورية الجيش في ينطا من اعتباره بمثابة اخبار للقضاء لما تتضمنه من مغالطات وتحريض ‏وتهديد مبطن. واكدت ان المحاولات العبثية للتشكيك بولاء افراد الجيش لقيادتهم هي محاولات ‏يائسة وهي لن تتهاون مع المخلين بالامن وكل من يتطاول على الجيش.‏ واكدت ان التحقيق الجاري والذي تقوم به الاجهزة القضائية اللبنانية هو المخول تبيان ‏الحقيقة لكشف المسؤولين والفاعلين ولا سلطة على التحقيق الا سلطة القضاء اللبناني.‏ وفي هذا السياق قالت فتح - الانتفاضة في بيان لها امس ان الحادث نجم في اعقاب قيام دورية ‏من الجيش اللبناني بإطلاق النار من غير سبب باتجاه تجمع لمناضلي حركتنا «واعتبرت ان هذا ‏الاستفزاز غير المبرر وغير المسبوق اضطرنا الى الرد على مطلقي النار اضاف البيان: «ان هذا الاستفزاز الذي يضاف الى الاستفزازات المتكررة التي تحاول من خلاله ‏بعض الجهات فرض الامر الواقع والمس بالسلاح الفلسطيني في لبنان، لن تنجح طالما في جسم مناضل ‏من مناضلينا عرق ينبض، فالسلاح الفلسطيني سواء داخل المخيمات او خارجها يوازي سلاح ‏المقاومة ولن نسمح لأي كان وتحت اي ظرف المس بالسلاح الفلسطيني.‏

صحيفة المستقبل:‏

ـ براميرتس يمهّد لتقريره بتفقد أعمال تحليل الأتربة تحت أرض مسرح الجريمة‏

ـ الأكثريّة تطلب موقفاً سياسيّاً من "المذكّرات" السوريّة وبرّي يؤجّل الجلسة‏

ـ نصرالله يتمسّك ببقاء المقاومة الى مرحلة ما بعد المزارع ويعلن انّ "شمال فلسطين تحت مرمى صواريخنا" كتبت "المستقبل" تقول , هناك معطيان سياسيّان رئيسيّان طغيا أمس على مجمل الاهتمامات، الأوّل يتعلّق بالجلسة النيابيّة التي استحوذت مذكّرة الجلب السوريّة بحقّ رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط على وقائعها وأنهاها رئيس المجلس نبيه برّي قبل أن تصل إلى ما كانت تطالب به الأكثريّة النيابيّة أي التصويت على توصية بإدانة التصرّف السوريّ، والمعطى الثاني تمثّل بكشف الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله مضمون الاستراتيجية الدفاعيّة التي عرضها في الجلسة الأخيرة لمؤتمر الحوار الوطني وتتعلق بمرحلة "ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا وإطلاق سراح الأسرى"، وتقوم على استمرار المقاومة "التي تملك قوّة صاروخيّة محترمة ومعتدّ بها(..)".‏

وبين هذين المعطيين السياسيين، حدث قضائي تمثّل بزيارة رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس مسرح جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث عُلم انّ الزيارة كانت للاطلاع على أعمال تحليل التربة التي يجريها خبراء داخل خيمة أقيمت في المكان، وهي التحاليل التي طلبها براميرتس قبل فترة بعد أن أعاد الاعتبار لفرضيّة حصول التفجير تحت الأرض، وذلك قبل إصدار تقريره الثاني في 15 حزيران المقبل. في الجلسة النيابيّة، كان التوجّه لدى الأكثريّة النيابيّة إلى صدور بيان عن المجلس بادانة مذكّرات الجلب السوريّة، ورفض كل ما يصدر عن القضاء السوريّ حفاظاً على كرامة المجلس النيابيّ وكرامة لبنان وفقاً لما قرّرته لجنة التنسيق النيابيّة لقوى 14 آذار قبل بدء الجلسة.‏

وبالفعل تحدّث عدد من نوّاب 14 آذار لدى بدء الجلسة، منهم الوزير مروان حمادة والنوّاب أكرم شهيب وبطرس حرب ووائل أبو فاعور، والنائب وليد عيدو الذي قدّم باسم قوى 14 آذار مشروع التوصية المقترحة طالباً التصويت عليها. وفي الأثناء جرت "مفاوضات" بين الرئيس برّي ونوّاب الغالبيّة عبر عضو كتلته النائب علي حسن خليل الذي اقترح إعداد عريضة نيابيّة تُتلى في الجلسة بدلاً من البيان ـ التوصية، غير انّ الغالبيّة تمسّكت بموقفها المصرّ على موقف سياسيّ واضح من مجلس النواب. وإذ بدا انّ هذه "المفاوضات" لم تصل إلى نتيجة، وكان برّي تحدّث أمام الجلسة عن عدم تبلّغ المجلس بالمذكّرات السوريّة وفقاً للأصول، وعن موقفه من قدسيّة الحصانة النيابيّة، اشتبك برّي مع عضو "كتلة المستقبل" النائب بهيج طبّارة الذي كان في صدد ملاحظة التناقض بين كلام برّي عن أبواب دمشق مشرّعة وبين تشريع دمشق لأبواب السجون، فحاول مقاطعته على خلفيّة أنّ ما يقوله النائب طبّارة هو بمثابة محاسبة له. وانسحب برّي من الجلسة استباقاً للبت في التوصية على أساس انّ ذلك يعني تلقائياً رفعاً للجلسة ومن دون أن يعلن رفعها رسمياً إلا فيما بعد.‏

غير انّ اشتباكاً تفرّع عن ذلك بين النائب خليل وعضو كتلة "القوّات" النائب جورج عدوان الذي اعتبر انّ رئيس المجلس لم يرفع الجلسة، ودعا النوّاب إلى البقاء إلى أن يعود برّي إلى القاعة العامّة ليترأس الجلسة. على أيّ حال، أرجئت الجلسة إلى الثلاثاء المقبل، وفي الانتظار، بادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى معالجة "الاشتباكين" في مكتب الرئيس برّي، وأعلن بعد ذلك أنّه سيصار في الجانب القانوني وبموجب الاتفاقيّات اللبنانيّة ـ السوريّة إلى استرداد الملفات من دمشق، مؤكداً على الحصانة النيابيّة.‏

ومن جهته، أعلن الوزير حمادة أنّه في ضوء ارفضاض الجلسة النيابيّة من دون موقف، سيطرح موضوع المذكّرات والتجاوزات القانونيّة والميدانية السوريّة في جلسة مجلس الوزراء اليوم لاتخاذ "موقف حازم" منها. وفي الاطار نفسه، اعتبر وزير الاعلام غازي العريضي في حديث إلى "صوت لبنان" أنّ التهرّب من اتخاذ موقف "يشكّل سابقة". وتساءل "ماذا لو أصدرت ليبيا مذكرة جلب بحقّ الرئيس نبيه برّي وآخرين ممن طالبوا ليبيا بتحمل مسؤولياتها حيال اختطاف الإمام موسى الصدر؟". ورأى العريضي أن على اللبنانيين "أن يحموا حقّهم في الاختلاف كي يبقوا قادرين على الاختلاف". واشارت "المستقبل" انه في هذه الأثناء، وعلى قاعدة انّ ما تسرّب من عرض حول الاستراتيجية الدفاعية جاء مجتزأ، أوضح السيّد نصرالله انّ هذه الاستراتيجية مطروحة لمرحلة "ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وانتهاء الخروق". وإذ سأل "هل يبقى العدو الإسرائيلي بعد ذلك تهديداً أم لا؟"، أكّد انّ "التهديد قائم وفعليّ في أيّ لحظة ولأيّ حجّة من الحجج"، ودعا إلى "استراتيجيّة شاملة كلّ الأبعاد، ديبلوماسيّة وسياسيّة وإعلاميّة".‏

ورأى نصرالله انّه "لا يمكن بجيش متواضع أن نواجه أعتى جيوش الشرق الأوسط"، وشدّد على أهمّية "الدولة القويّة القادرة والجيش القويّ القادر على مواجهة العدوان الإسرائيلي". وأعلن انّ "لدى المقاومة قوّة صاروخية محترمة ومعتدّ بها"، لافتاً إلى انّ "شمال فلسطين المحتلة كله يقع ضمن مرمى نيران صواريخ المقاومة"، متحدثاً عن "13 ألف صاروخ .‏

صحيفة الأنوار:‏

ـ قيادة الجيش تحذر: لا تهاون مع المخلين بالامن والمتطاولينعلى السلطة‏

ـ البرلمان يتجاوز (الخناقة) ويعود الى قضية الملاحقة السورية لجنبلاط‏

قالت "الأنوار" ان مشادة كلامية حادة شهدها مجلس النواب امس اثناء بحث موضوع مذكرة الجلب السورية بحق النائب وليد جنبلاط، انتهت بانسحاب الرئيس نبيه بري وتعطيل الجلسة، ومعها الرد المنتظر على المذكرة. وقد جرت اتصالات سريعة لتطويق الاشكال وتم تحديد يوم الثلاثاء المقبل موعدا لجلسة تناقش موضوع مذكرة الجلب السورية. وجاء هذا التطور الجديد في وقت تستمر فيه تداعيات الاعتداء على الجيش في البقاع، وقد اذاعت قيادة الجيش بيانا امس حذرت فيه بأنها لن تتهاون مع كل من تسول له نفسه التطاول على الجيش وعلى سلطة الدولة وسيادتها. وكانت جلسة الاسئلة والاجوبة النيابية قد بدأت بطرح موضوع مذكرة الجلب جبرا التي اصدرها القضاء السوري بحق جنبلاط. وتقدم النائب وليد عيدو بنص توصية يرفض فيها مجلس النواب المذكرة حفاظا على كرامة المجلس والشعب الذي يمثله، مطالبا بطرحها على التصويت.‏

وبعد مداخلات لعدد من النواب، تحدث النائب بهيج طبارة وسأل الرئيس بري عما قصده بحديث صحافي عن ان ابواب دمشق مشرعة امام الرئيس فؤاد السنيورة. وسأل اي ابواب مشرعة، اهي ابواب السجون. عندها اجاب الرئيس بري: اذا كنت تريد ان تحاسبني فليترأس غيري الجلسة وانا ارد عليك، ولكن انت تغير الموضوع لأن الجلسة غير مخصصة لهذه المسألة. وانسحب ولحق به وزير الاعلام غازي العريضي. وهنا طلب النائب جورج عدوان من النواب البقاء في القاعة لأننا اذا غادرنا نكون نحن من ساهم في فرط الجلسة، واذا لم يعد الرئيس بري فنحن سنقوم بهذا الانجاز.‏

وتدخل النائب علي حسن خليل غاضبا: عليك ان تحترم المقامات وتحترم نفسك. لا يجوز التعرض للمقامات. وهنا تعالت الاصوات وكاد النائبان عدوان وخليل ان يشتبكا بالايدي لولا تدخل زملائهم وشرطة المجلس التي عملت على فض الاشتباك. ثم استعيض لبعض الوقت عن الجلسة باللقاءات الجانبية، في حين غادر الرئيس بري القاعة الى مكتبه وتبعه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوزير مروان حمادة ووزير الاعلام العريضي. وانتظر نواب الاكثرية في القاعة بعد انسحاب نواب (حزب الله).‏

وبعد ثلث ساعة دخل رئيس الحكومة القاعة العامة وعقد خلوة مع النائب طبارة لترطيب الاجواء، كما حاول الرئيس السنيورة التحدث مع النائب عدوان. وعقدت خلوة بين نواب (القوات اللبنانية) والنائب بطرس حرب، وبدا النائب عدوان تصلبا في موقفه. وقد نجح الرئيس السنيورة في اصطحاب النائبين طبارة وعدوان الى مكتب الرئيس بري. وحدد ظهر الثلاثاء المقبل موعدا لجلسة تناقش فيها مذكرة الجلب جبرا. من ناحية اخرى، وعلى صعيد الاعتداء على الجيش في البقاع صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه البيان التالي: دأب بعض الجهات والمحللين على اطلاق تحليلات واراء غير واقعية تتعلق بالاعتداء الذي حصل على دورية للجيش اللبناني في منطقة عيتا الفخار - ينطا، والذي ادى الى استشهاد احد عناصر الجيش. تؤكد قيادة الجيش ان التحقيق الجاري والذي تقوم به الاجهزة القضائية اللبنانية، هو المخول تبيان الحقيقة وكشف المسؤولين والفاعلين، ولا سلطة على التحقيق الا سلطة القضاء اللبناني. وتنبه هذه القيادة بأن التصريحات التي يتناقلها البعض هي بمثابة اخبار للقضاء لما تتضمنه من مغالطات واتهامات وتحريض وتهديد مبطن ووعيد، وان المحاولات العبثية للنيل من الدور الوطني للجيش والتشكيك بولاء افراده لقيادتهم، ما هي الا محاولات يائسة لا تستطيع النيل من عمق التزام القيادة بالقرار السياسي ومتانة ولاء العسكريين وانصياعهم لقرار قيادتهم.‏

واذ تؤكد القيادة تمسكها بالثوابت الوطنية ومندرجات الحوار اللبناني التي ادت الى التفاف جميع اللبنانيين حول جيشهم وقيادته، فهي تحذر بأنها لن تتهاون مع المخلين بالامن والمتجاوزين للقانون، ومع كل من تسول له نفسه التطاول على الجيش وعلى سلطة الدولة وسيادتها. هذا، وذكرت (وكالة الانباء المركزية) ان وفدا من لجنة متابعة 14 اذار سيزور العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم الاربعاء قائد الجيش العماد ميشال سليمان، في زيارة تضامنية مع الجيش اللبناني في وجه الاعتداءات التي تستهدفه. ثم يزور الوفد ضريح الجندي المجهول لوضع اكاليل من الزهر. وقد اذاعت حركة (فتح الانتفاضة) التي تتخذ من دمشق مقرا لها بيانا امس رفضت فيه تسليم سلاحها في لبنان. واتهم دورية للجيش اللبناني باطلاق النار من غير سبب باتجاه تجمع لمناضلي حركتنا في وادي الاسود على مقربة من الحدود السورية، واعتبرت ان هذا الاستفزاز غير المبرر اضطرنا الى الرد دفاعا عن انفسنا. واقترحت فتح - الانتفاضة ان تشارك في التحقيق حول هذه المواجهات، لكن الجيش اللبناني رفض ذلك فيما انتقدت الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا هذا الاقتراح.‏

صحيفة صدى البلد:‏

ـ الانتفاضة" تصعّد ضدّ الجيش وقرارات الحوار‏

ـ نصر الله يلوّح بالصواريخ‏

ـ جلسة "الجلب" تحرج الرئيس بري فتخرجه العريضي : ماذا لو طلب القذافي توقيف منتقديه؟ "‏

ـ فتح الانتفاضة" تتّهم الجيش في حادث البقاع وتتمسّك بالسلاح كـ"المقاومة"‏

ـ مجلس الوزراء يصدر توصية اليوم والعدليّة تعدّ الموقف من مذكّرات الجلب‏

قالت "صدى البلد" لقد "حُشر" رئيس المجلس النيابي نبيه بري بقضية مذكرة الجلب السورية لأحد أركان المجلس النائب وليد جنبلاط ففرط الجلسة النيابية احتجاجاً على كلام النائب بهيج طبارة عن حديث بري عن "أبواب سورية المفتوحة", لينتقل موضوع المذكرات السورية الى مجلس الوزراء في جلسته اليوم, والذي سيجد نفسه وهو المدعو لمناقشة جدول أعمال عادي إضافة الى أوضاع قطاع النقل أمام تصعيد جديد تمارسه "فتح - الانتفاضة" التي سمحت لنفسها بعد أيام على استشهاد الجندي في الجيش اللبناني مصطفى مثلج باتهام الجيش بالاعتداء على مواقعها داخل الحدود اللبنانية في البقاع الغربي, وقالت هذه المنظمة التي تتخذ من دمشق مقراً لها انها لن تسمح "لأي كان وتحت أي ظرف المس بالسلاح الفلسطيني (...) سواء داخل المخيمات او خارجها" لأنه "يوازي سلاح المقاومة" (حزب الله).‏

وفي هذه الأجواء كرر "حزب الله" على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله, رفضه دمج المقاومة بالجيش محذراً من ان صواريخ المقاومة قادرة على ردع إسرائيل. ولن تتوقف مسألة "جلب جنبلاط" عند حدود ما جرى أمس في المجلس النيابي الذي سيعود الى الاجتماع الثلثاء المقبل, فالموضوع سيطرح اليوم أمام مجلس الوزراء حسبما أكد الوزير مروان حمادة, وسيجتمع المجلس في الخامسة عصراً في غياب أربعة من الوزراء الشيعة الذين يصادف وجودهم في الخارج ما عدا وزير الخارجية فوزي صلوخ الذي سيكون حاضراَ. وتعددت الاجتهادات حول أسباب انسحاب بري من الجلسة الا ان أغلبها تركز حول سببين:‏

ـ الأول، عدم رغبة بري في الاساءة الى الاتصال الذي بدأه مع القيادة السورية.‏

ـ الثاني، شعور بري ان كتلة العماد ميشال عون ستصوت الى جانب توصية أعدتها الأكثرية ضد مذكرات الجلب السورية ما يحرج "حزب الله" حليف بري والعماد عون على السواء. ورجح وزير الإعلام غازي العريضي ان يصدر المجلس موقفاً سياسياً يسجل فيه اعتراضه على مذكرة "الجلب جبراً" بحق النائب جنبلاط. وقال العريضي لـ"صدى البلد" ان هذا التصرف حيال جنبلاط "لا يستهدف شخصه بل يستهدف الجميع. وعلى جميع القوى السياسية ان تضع خطاً أحمر يمنع مرور هذه المذكرة من دون أي رد فعل, لأن هذا الموقف هو دفاع عن حق كل مواطن لبناني".‏

وقال العريضي: "ماذا لو خرج الرئيس الليبي معمر القذافي اليوم وطالب بجلب كل من انتقده او اتهمه من المسؤولين اللبنانيين باختطاف الإمام السيد موسى الصدر, علماً انه المتهم الأول في هذه القضية لذلك لا بد من عدم تمرير اصدار مذكرة جلب من دون موقف سياسي وقانوني". وأشار العريضي الى ان وزارة العدل بدأت اعداد الموقف القانوني والثلثاء المقبل سيجري التصويت على المذكرة القانونية في مجلس النواب.‏

في الاطار نفسه بحث النائب جورج عدوان مع وزير العدل شارل رزق مساءً في مكتبه في الوزارة موضوع مذكرات التوقيف بحق النائب وليد جنبلاط والوزير مروان حمادة. وأوضح عدوان ان الموضوع يتضمن شقين الاول يتعلق بدعوى اقامتها نقابة المحامين في سورية أمام المحكمة الجزائية ضد جنبلاط وحمادة، والثاني يتعلق بمذكرة الانتربول المعممّة الصادرة عن سورية وبالتحديد عن القضاء العسكري هناك وفق المعلومات الأولية وهي غير معممة على لبنان. وان المجلس النيابي سوف يبحث يوم الثلثاء المقبل في الشق الأول، فيما ينتظر المعنيون وصول التصميم الى لبنان لاتخاذ الاجراء المناسب.‏

وتابعت "صدى البلد" قائلة , لقد كانت الجلسة النيابية تعطلت امس على أثر انسحاب رئيس مجلس النواب نبيه بري اثر صدام كلامي حصل بينه وبين النائب بهيج طبارة الذي سأل بري عن ابواب دمشق التي قال انها مفتوحة امام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لكي يزورها، وتوجه اليه عما "اذا كانت ابواب السجون هي المشرعة ام غيرها امام اللبنانيين". فرد بري عليه معتبرا كلامه طعناً بوطنيته وطلب منه التحدث في مواضيع الجلسة فقط. ولكن طبارة رفض ذلك فانسحب بري من منصة رئاسة المجلس الى مكتبه لينشط السنيورة في وساطة انتهت برفع الجلسة الى الثلثاء المقبل فيما انعقد لقاء معه في مكتب بري في حضور طبارة والنائب جورج عدوان الذي كان دعا النواب الى البقاء في القاعة لاصدار توصية تدين مذكرتي الجلب السوريتين ضد جنبلاط وحمادة، فاشتبك مع النائب علي حسن خليل الذي دعاه الى احترام مقام رئاسة المجلس مؤكدا ان المجلس النيابي "ليس وكالة من غير بواب". وقلل السنيورة من خطورة ما شهدته الجلسة النيابية.‏

واكد ان الخلاف الذي حصل بين بري والنائب طبارة قد انتهى خلال لقاء عقد بينهما اثر رفع الجلسة النيابية. ولفت السنيورة الى ان هناك اتفاقا قضائيا بين لبنان وسورية تعالج من خلاله المواضيع القضائية، واشار الى انه "سيصار الى تطبيق هذا الاتفاق وطلب استرداد الملفات العائدة لذلك وهذا شأن طبيعي وقانوني". ودعا وزارة العدل الى طلب استرداد هذا الملف لدرسه وفقا للاتفاق القضائي مع سورية وأكد "التمسك بحرية الكلمة وهو امر مصان وحصانة النواب هي ايضا من المقدسات وبالتالي كان المطلوب ان يصار الى البحث فيها داخل قاعة الجلسات لاتخاذ الموقف اللازم منها" .‏

وقال: "نحن حريصون على كرامة سورية وحريصون ايضا على كرامة لبنان وعلى الحريات العامة فيه وبالتالي هذا الموضوع يجب ان يعالج بهدوء". وقال السنيورة انه لم يتلق بعد اي رد سوري حول جدول اعمال زيارته المقررة لدمشق. وكشف ان بري اكد له ان الاجواء جيدة في ضوء المسعى الذي قام به لدى القيادة السورية وقال: "نحن لا نزال في الانتظار". واعتبر ان القرار الدولي 1680 "يعتبر خطوة متقدمة لمصلحة لبنان وسورية". في غضون ذلك اطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جملة مواقف في مؤتمر "ثقافة المقاومة" الذي انعقد امس، جاءت مثابة شرح لمشروع الاستراتيجية الدفاعية الشاملة الذي طرحه في الجلسة الاخيرة لمؤتمر الحوار الوطني، فشدد على حاجة لبنان الى مثل هذه الاستراتيجية معتبرا "ان جغرافية لبنان واستعداد اللبنانيين للعطاء هما من اهم نقاط القوة لديه".‏

وقال: "اذا اردنا لبنان حرا مستقلا علينا بناء دولة قوية وجيش قوي". ورأى نصرالله "ان المقاومة اثبتت قدرتها وجدواها في التحرير واستفادت من كل عناصر القوة" واكد انه "بالمقاومة سنستعيد اسرانا بلا شك وتردد، وعندما قلت قريبا جدا اعني ما اقول" محذرا من ان "كل فعل عدواني يقاوم برد فعل مقاوم" كاشفا ان "لدى المقاومة منذ سنوات طويلة قوة صاروخية كبيرة وتعتد بها، وان شمال فلسطين المحتلة كله يقع تحت نيران المقاومة" واعتبر ان أي مقاومة تحت إمرة الجيش ستعرض الدولة للاعتداء المباشر.‏

وقال: "لا نملك قدرة تدميرية كقدرة اسرائيل ولكن لا نحتاج الى ذلك، يكفي ان يكون لدينا قدرة على ان ندمر في شمال فلسطين أهدافاً حساسة جداً". أضاف: "نحن جاهزون للقبول بأي بديل منطقي عملي يحمي هذا البلد ويطرح فكرة مختلفة" وأشار الى "اننا نتعاطى مع أمر مصيري تاريخي، وليس بسهولة تنتهي المقاومة ويؤخذ سلاحها". ومن جهته قال رئيس الجمهورية العماد اميل لحود لدى استقباله أعضاء المنظمات الشبابية والطلابية الذين هنأوه بعيد التحرير "ان توتير العلاقة مع سورية وتوجيه الشتائم لها ليس في مصلحة لبنان بل في مصلحة أعدائه وفي مقدمهم اسرائيل" ودعا الى إقامة علاقات أخوية متينة ووحدة حال ضمن سيادة كل من البلدين".‏

ورد لحود على دعوات بعض الأطراف الى دمج المقاومة بالجيش مؤكداً ان هذا الدمج ليس لمصلحة لبنان وليس لمصلحة الجيش الوطني الذي نعتز به ونفاخر". وشدد على انه "ممنوع على أحد ان يفكر للحظة بمواجهة الجيش الوطني لانه إذ ذاك يكون في مواجهة مع كل لبنان لان الجيش أصبح يمثل كل لبنان". وتناول لحود جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري فأكد انه "على مدى قصير، سيظهر للعالم كم كانت المؤامرة كبيرة على لبنان بهدف قلب الاوضاع رأسا على عقب في البلاد".‏

وقال: "نحن من يريد معرفة الحقيقة نريد معرفة ما حصل ونريد ترك التحقيق الدولي يقوم بعمله وليس اللجوء الى المحاكمات الواهية في وسائل الاعلام". وشدد على استمرار الحوار من دون شروط مسبقة داعيا الى "ترك اللبنانيين يتفاعلون بعضهم مع بعض من دون أي تأثير خارجي، لانه لا يجوز لفريق ان يفرض شروطه على الآخر". الى ذلك قال رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الذي يواصل زيارته لموسكو ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة "عبّر مرات عدة عن رغبته في زيارة دمشق لمناقشة ما أجمع عليه اللبنانيون على طاولة الحوار" ورأى "ان من المهم جداً ان تتم هذه الاتصالات لبدء علاقات دبلوماسية بين البلدين لكي تكون العلاقات بينهما على قدم المساواة" وإذ أشار الى ان لبنان وسورية هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية في ما بينهما، قال: "لا أفهم لماذا لا توجد علاقات دبلوماسية بين لبنان وسورية وان يكون المطلوب علاقات بين المخابرات في البلدين فقط".‏

ونفى الحريري في حديث الى صحيفة "الرأي العام" الكويتية تنشره غداً ان يكون دعا روسيا الى ممارسة الضغط على سورية لتنفيذ القرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1680 الأخير، وقال انه يتطلع الى "ان تمارس روسيا تأثيرها الايجابي على الأشقاء في سورية، فنحن كلنا عرب ونسعى الى علاقات طبيعية بين لبنان وسورية شأنها شأن العلاقات مع الدول العربية الأخرى التي تقيم علاقات دبلوماسية مع بلادنا ومع سورية".‏

الشرق : حماده يقرر نقل موضوع "مذكرة جلب جنبلاط" الى مجلس الوزراء اليوم شجار المجلس كاد يتحول اشتباكا بالأيدي بين نواب "أمل" و"القوات" السنيورة يتدارك الموقف ويصطحب طبارة وعدوان الى مكتب بري كتبت "الشرق" تقول , لقد شهد المجلس النيابي امس فصلاً خطيراً من المواجهات السياسية المفتوحة، وكاد أن يؤدي الى تعطيل السلطة الاشتراعية لولا تدارك رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الموقف وترطيب الأجواء بين رئيس المجلس نبيه بري والنائبين بهيج طبارة وجورج عدوان اثر المشادة التي حصلت بين بري وطبارة و"السابقة" التي حاول ان يمررها عدوان الذي كاد ان يتعارك بسببها مع النائب علي حسن خليل. وقد حصل الاشكال، الذي هو الأول من نوعه في تاريخ البرلمان اللبناني، على خلفية مناقشة موضوع مذكرة الجلب السورية بحق رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي طرح في الجلسة النيابية التي كانت مخصصة اصلاً لمساءلة الحكومة في مواضيع تتعلق بدفع فروق سلسلة الرتب والرواتب، وأضرار معامل نشر الاحجار وخفض تعرفة التخابر الخلوي وغيرها. لكن الجلسة تحولت عن مسارها وتحدث عدد من نواب الاكثرية عن الآثار القانونية لارسال السلطات القضائية السورية مذكرة الجلب الى مكتب الانتربول، وذلك بالرغم من تقليل وزير الاتصالات مروان حماده من اهميتها وتوقعه ان يرميها الانتربول "في سلة المهملات".‏

الا ان هذا "التطمين" لم يقنع نواب الاكثرية وطالبوا باسترداد الملف ودرسه واتخاذ موقف بشأن "الجرائم" المنسوبة الى جنبلاط، وذلك بحسب الاتفاقيات المعقودة بين لبنان وسورية. وأجمع هؤلاء النواب على ان الموضوع سياسي، وطلب عضو كتلة "المستقبل" النائب وليد عيدو التصويت على تصوية ترفض المذكرة بحق جنبلاط. الا ان الرئيس بري رد بأنه لم يتسلم شيئاً بشأن المذكرة وفقاً للأصول المحددة في المادتين 91 و92 من النظام الداخلي، مشيراً الى ان الجلسة غير مخصصة لهذا الموضوع، مقترحاً عقد جلسة له الاسبوع المقبل. وأوضح وزير العدل شارل رزق انه "عندما وصلت المذكرة الى وزارة العدل، درسنا الموضوع بشكل غير رسمي لمدة 15 يوماً، وبناء على طلب الزملاء، ارسلت المعاملة الى مجلس النواب من دون مطابقة، معرباً عن استعداده "ان تدرس النيابة العامة الملف وان تتخذ ما يلزم". وانبرى عضو كتلة "المستقبل" النائب بهيج طبارة للكلام لافتاً بري الى كلامه على ان ابواب دمشق مشرعة للرئيس السنيورة، وسأله "هل ابواب السجون هي المشرعة ام ماذا؟".‏

فرد بري "انت لا تستطيع ان تحاسبني، واذا اردت ذلك، فليترأس احد هذه الجلسة وانسحب أنا، انا لم اعطك الاذن بالكلام، عليك ان تتكلم في الموضوع المطروح. انت لا تعلمني الوطنية، وليس هذا الموضوع الذي نبحث فيه". وبقي النائب طبارة يتكلم، فخرج الرئيس بري من القاعة قائلاً "سأرفع الجلسة". وتبعه بعض النواب وحاولوا تهدئة خاطره.‏

وهنا طلب النائب جورج عدوان من النواب البقاء في القاعة قائلاً "اذا غادرنا نكون نحن من ساهم في فرط الجلسة، واذا لم يعد الرئيس بري فنحن سنقوم بهذا الانجاز". وتدخل النائب علي حسن خليل غاضباً وخاطب عدوان بحدة "عليك ان تحترم المقامات وتحترم نفسك. لا يجوز التعرض للمقامات". وهنا تعالت الأصوات وكاد النائبان عدوان وخليل ان يشتبكا بالأيدي لولا تدخل زملائهم وشرطة المجلس التي عملت على فض الاشتباك. وتابعت "الشرق" قائلة , لقد أسرع الرئيس السنيورة الى مكتب بري الذي طلب منه احضار طبارة وعدوان (اتهمه بري بعقد جلسة على حسابه) للاعتذار "والا ستقع مشكلة كبيرة تعطل عمل مجلس النواب" بحسب ما افاد نواب حضروا الى مكتب بري. عندها عاد السنيورة الى القاعة واصطحب عدوان وطبارة الى مكتب بري وتم ترطيب الأجواء، فيما تقرر عقد جلسة يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة جدول اعمال جلسة الأمس.‏

وبعد الجلسة سئل السنيورة عن موقف الحكومة من موضوع رفع الحصانة، فأشار الى "ان هناك قانوناً واتفاقاً بيننا وبين سورية، واي مواطن لبناني مهما كان موقعه ومركزه في النهاية يلتزم هذا الاتفاق، وعلى وزارة العدل ان تطلب استرداد الملف لدرسه وفقاً للاتفاق القضائي مع سورية". واذ شدد السنيورة على ان النواب لهم حصانة ولهم الحق في الكلام السياسي بالشأن الذي يعتقدونه، أكد "الحرص على كرامة سورية وعلى كرامة لبنان والحريات فيه" داعياً الى معالجة هذا الموضوع بهدوء. ولفت الى ان الاجتماع بين بري وطبارة كان ودياً "وكان يقول له (لبري) النائب طبارة يا استاذي". غير ان "قوى 14 اذار" لم ترض بما آلت اليه الجلسة، اذ اعلن الوزير مروان حماده انه سيطرح موضوع مذكرات الجلب في جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية التي ستعقد اليوم وهي مخصصة لقطاع النقل وفق اقتراح قدمته وزارة الأشغال العامة لدرس سياسة النقل البحري والبري. واعلن المكتب الاعلامي للوزير حماده ان الاخير و"في ضوء انفضاض الجلسة النيابية، قرر ان يطرح موضوع المذكرات والتجاوزات القانونية والميدانية السورية على مجلس الوزراء لاتخاذ قرار بموقف حازم منها". ومن موسكو رأى رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ان "من المهم جداً ان تبدأ الاتصالات مع سورية لبدء علاقات ديبلوماسية بين البلدين"، ونفى ان "يكون دعا روسيا الى ممارسة الضغط على سورية لتنفيذ القرارات الدولية ولا سيما قرار مجلس الامن الدولي الاخير 1680".‏

وقال "لا نريد استخدام تعبير الضغوط بل نتطلع لأن تمارس روسيا تأثيرها الايجابي على الأشقاء في سورية". من جهة اخرى، تناول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال رعايته افتتاح مؤتمر ثقافة المقاومة - تحديات الواقع وآفاق المستقبل" موضوع استراتيجية الدفاع عن لبنان التي سيناقشها مؤتمر الحوار الوطني في الثامن من الشهر المقبل. واوضح نصر الله ان ما سرب في وسائل الاعلام حول ما طرحه في الجلسة السابقة للحوار كان مجتزأ وغير دقيق. وعرض نصر الله لأطماع اسرائيل في لبنان وقدراتها العسكرية ونقاط ضعفها متطرقاً الى وضع الجيش اللبناني وما يحتاجه من قدرات عسكرية وبشرية ليصبح بقوة الجيش الاسرائيلي. ورأى ان من يريد ان يزج بالجيش من دون ان يمكنه ومن دون ان يعده ويقويه ويسلحه في مواجهة مع العدو الاسرائيلي هو يدمر الجيش سواء كان يعرف ذلك او لا"، لافتاً الى ان المقاومة اثبتت قدرتها وجدواها في التحرير، واستفادت من كل عناصر القوة المتاحة مؤكداً "انه بالمقاومة سنستعيد اسرانا قريبا ًجداً".‏

وكشف نصر الله ان لدى المقاومة منذ سنوات طويلة قوة صاروخية قوية ويعتد بها، وان شمال فلسطين المحتلة كله يقع تحت نيران المقاومة، ورأى ان اي مقاومة تحت امرة الجيش سيعرض الدولة للاعتداء المباشر. في غضون ذلك، زار مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون مكافحة الارهاب هنري كرامبتون كلاً من الرئيس السنيورة ووزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت ووزير الخارجية فوزي صلوخ ووزير العدل شارل رزق ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون. وقال كرامبتون بعد لقائه السنيورة "تشكل شبكة القاعدة تهديداً للبنان وللولايات المتحدة. لقد عبّرت مجدداً عن رغبة الولايات المتحدة بمساعدة لبنان على مواجهة تهديد القاعدة". اضاف "لقد انتهزت الفرصة خلال لقائي مع الرئيس السنيورة لأقدم له تقييماً مخلصاً للقضايا الثنائية التي تقع ضمن نطاق مسؤوليتي خاصة موضوع مكافحة الارهاب (...) لقد عبرت ايضاً لرئيس الوزراء عن اهتمامي القوي بتوسيع التعاون بين بلدينا من اجل تعزيز امن شعبينا". كما قدم المسؤول الاميركي للرئيس السنيورة تعازيه باستشهاد الجندي مصطفى مثلج متأثراً بجروحه اثر الاشتباك الذي وقع بين الجيش وحركة فتح - الانتفاضة في ينطا. واعتبر كرامبتون "ان مثل هذه الأعمال تنتهك بشكل مباشر سلسلة قرارات دولية من ضمنها قرار مجلس الامن 1559 الذي يدعو الى احترام سيادة لبنان وسلامة اراضيه واستقلاله السياسي". وذكر ان القرار 1680 يفرض على سورية ان تتخذ اجراءات لمنع ادخال الاسلحة الى لبنان. في المقابل، اعلنت حركة فتح - الانتفاضة رفضها تسليم سلاحها. واتهمت الجيش اللبناني بأنه تسبب بالمواجهات الاخيرة التي حصلت في البقاع. وقالت الحركة في بيان "لن نسمح لأي كان وتحت اي ظرف المس بالسلاح الفلسطيني في هذه المرحلة".‏

واضاف البيان الذي تسلمت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه ان "السلاح الفلسطيني سواء داخل المخيمات او خارجها يوازي سلاح المقاومة". وهاجم البيان ضمنياً قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1559. واتهم دورية للجيش اللبناني "باطلاق النار من غير سبب باتجاه تجمع لمناضلي حركتنا" في وادي الاسود، واعتبر ان "هذا الاستفزاز غير المبرر اضطرنا الى الرد دفاعاً عن انفسنا". واقترحت الحركة ان تشارك في التحقيق حول هذه المواجهات، لكن الجيش اللبناني رفض ذلك.‏

البيرق : بري رفع الجلسة الصاخبة لمحاسبة الحكومة‏

لحود : من المعيب التفكير بمصير المقاومة ما دام السلام لم يتحقق السنيورة رأب الصدع بين رئيس المجلس والاكثرية‏

نصرالله : الحل ليس بالدمج بل بالتنسيق بين المقومة والجيش الحريري التقى بريماكوف وبطريرك روسيا‏

قالت "البيرق" ان انفراط الجلسة النيابية امس الذي حال دون صدور توصية سلبية ضد دمشق ردا على مذكرة الجلب السورية للنائب وليد جنبلاط ابقى للوسطاء خيط اتصال مع دمشق يعوّل عليه لتحديد موعد لزيارة رئيس الحكومة لها . وقالت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" ان جهودا كثيرة بذلت قبل الجلسة لاقناع الاكثرية بصرف النظر عن هذه التوصية ونرك الامر للمعالجة الثنائية اللبنانية - السورية , في ضوء الاتفاق القضائي المعقود بين البلدين , لكن بعض اركان هذه الاكثرية لم يتجاوب مع هذه الجهود , وهو ما ادى الى جعل جلسة مجلس النواب عاصفة لتنتهي الى نتيجة سلبية لا بد ان تؤدي الى مزيد من التأخير في زيارة السنيورة وفي العمل لتطبيع العلاقات اللبنانية - السورية . غير ان المصادر سجلت في هذا المجال موقفا ايجابيا لرئيس الحكومة تمثل بمبادرته سريعا الى رأب الصدع بين الرئيس بري والنائبين بهيج طبارة وجورج عدوان . وتحديدا بين بري وطبارة الذي كانت مداخلته سبب انسحاب بري من الجلسة ورفعها حتى الثلاثاء المقبل . ذلك ان طباره استفز رئيس المجلس في هذه المداخلة عندما شكك في مسعاه لفتح ابواب دمشق امام السنيورة سائلا اياه : هل ابواب السجون هي المفتوحة؟ فكان ان رد عليه الرئيس بري بدعوته الى التزام الحديث المواضيع المحددة في جدول اعمال الجلسة . فلم يستجب دعوته , الامر الذي دفع رئيس المجلس الى الانسحاب , وبالتالي رفع الجلسة . وفي بعبدا اعتبر الرئيس لحود ان من المعيب حقا ان يفكر احد في مصير المقاومة لجهة بقائها ام لا ما دام السلام العادل والشامل والدائم لم يتحقق في المنطقة, واكد انه عندما تدمج المقاومة بالجيش سيسقط دورها .‏

الى ذلك اكد السيد حسن نصرالله ان المقاومة هي قوى شعبية وان شعبنا له حق في المقاومة ونحن في الحكومة اذا اردنا لا نستطيع ان نسيطر على هذه القوى ومواجهتها ستؤدي الى حرب اهلية والى فتنة قد تتطور الى فتنة طائفية في البلد , ولفت الى ان الحل الوحيد والمتاح امامنا هو وجود المقاومة الى جانب الجيش والتنسيق بينهما وليس الدمج ووضع المقاومة تحت امرة الجيش لان الهامش بين الحكومة والقوة الشعبية يضيع .وشدد على ضرورة قيام استراتيجية دفاعية شاملة في لبنان يشارك فيها الجميع , معلنا انفتاحه على كل الطروحات التي قد يبديها المتحاورون في هذا الاطار .‏

على صعيد آخر , يواصل النائب سعد الحريري جولاته في موسكو على المسؤولين الروس . وقد التقى في هذا الاطار رئيس غرفة الصناعة والتجارة يفغيني بريماكوف , ةتطرق البحث الى الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة ودور موسكو في هذا الاطار . كما التقى مطران موسكو الكسي الثاني بحضور المطران اللبناني الاصل نيفون صيقلي .‏

2006-10-30