ارشيف من : 2005-2008
"الجنرال نصرالله" في جلسة الحوار: هذه صيغتي للدفاع عن لبنان
كتب رضوان عقيل:
بدا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في جلسة مؤتمر الحوار امس جنرالا يحاضر في دورة اركان عسكرية في حضور كبار الضباط، اذ قدم مطالعة استمرت ساعة ونصفا ولا يصلح لها الا عنوان "كيف نحمي لبنان من الاعتداءات".
وممتلكا فن الخطابة في تقديم افكاره واسنادها تركزت نقاط كلام حسن نصرالله على وضع لبنان وامكاناته في "مواجهة العدو الاسرائيلي" انطلاقا من تحديد عدو لبنان. ومن هذه النقطة دخل الى الاستراتيجية الدفاعية التي توفر الحماية للبنان بصرف النظر عن مزارع شبعا المحتلة ومستقبلها. ومصير قضية الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية.
واستفاض في الحديث عن تهديدات اسرائيل واطماعها في الاراضي اللبنانية، فضلا عن ثروته المائية واستغلالها المستمر للظروف السياسية والتطورات التي تمر بها المنطقة وفي مقدمها القضية الفلسطينية.
وشرح ان هذه التهديدات تتمثل في اشكال عدة من العدوان من حصار واجتياحات وخروق مستمرة تمارسها اسرائيل ضد لبنان في البر والبحر، فضلا عن انها تسعى دائما الى اشاعة اجواء التقاتل بين مختلف الافرقاء اللبنانيين.
وشدد على ضرورة وضع استراتيجية دفاعية شاملة لا تقتصر حسب رأيه على الجانب العسكري بل تشمل جوانب سياسية وديبلوماسية واعلامية، الى جانب الافادة من عوامل الاستقرار الاقتصادي وتوفير الامن الداخلي وصولا الى البعد العسكري. ورأى انه في حال توفر كل هذه العناصر والمقومات يصبح لبنان قادرا على الدفاع عن ارضه وحماية مواطنيه.
"تفاهم نيسان"
وقدم مثالا "تفاهم نيسان" الذي توصل اليه لبنان عام 1996، "عندما اجتمعت روح المقاومة مع الديبلوماسية، الى التنسيق بين المقاومة والجيش والاحتضان الشعبي، وكل هذه العوامل اثمرت صمودا بمواكبة من التحرك الديبلوماسي الذي مارسته الحكومة آنذاك".
وقال السيد نصرالله ان "كل هذه الامور تدخل اطار الاستراتيجية الدفاعية التي نتحدث عنها".
ووسط اصغاء المشاركين الذين كان بعضهم يسجل ملاحظاته، انتقل الى الكلام على الميزات ونقاط القوة لدى كل من لبنان واسرائيل، وركز على ان لبنان معتدى عليه منذ اعوام عدة لذلك يجب وضع الاستراتيجية الدفاعية التي تحصن موقعه، مشيرا الى ان لبنان يمتلك نقاط قوة "رغم القدرات العسكرية والقوة لدى العدو الاسرائيلي".
وتناول المدى الحيوي الذي يفيد منه لبنان وهو "التأثير في معنويات الاسرائيليين المقيمين في شمال فلسطين المحتلة، وهذه المنطقة تعتاش من قطاعي الزراعة والسياحة، ومؤسسات حيوية واقتصادية".
وفي المقابل استعان السيد نصرالله بنظرته لرئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين عندما قال ان "جغرافيا جنوب لبنان محصنة وتصعب السيطرة عليها رغم تهديدنا المستمر لها".
ومن الموضوع العسكري انتقل الى السياسة ليقول ان اللبنانيين يفيدون جدا من هامش الحريات والتعددية في بلادهم وان هذا الامر مصدر قوة ويدخل الحسابات الايجابية عند اللبنانيين".
وعاد الى الشؤون العسكرية وتوازن القوى ليقول ان "لبنان غير قادر على مواجهة عدوان او حرب كلاسيكية مع اسرائيل، ومن غير المسموح له، للاسباب المعروفة، تزود الاسلحة المتطورة التي تردع العدو وتمنع تهديداته المستمرة. والدولة اللبنانية في الوقت نفسه غير قادرة على شراء الاسلحة لاسباب مالية"، ليصل الى القول ان "المقاومة تستطيع البقاء الى جانب الجيش من ضمن الاستراتيجية التي نعرفها".
واورد العديد من وقائع المواجهات مع اسرائيل من عام 1948 الى اجتياح عام 1982 ووصول الجيش الاسرائيلي الى قلب بيروت، وتناول "مسيرة المقاومة التي استطاعت الضغط على اسرائيل ودفعتها الى الانسحاب". وتحدث عن "تراكم خبرات رجال المقاومة وتجربتها في هذا الحقل وعلاقتها بالجيش التي انتجت صيغة يعتز بها لبنان واثمرت في 25 ايار عام 2000"، مشيرا الى "ان المقاومين ينتشرون اليوم على كامل الحدود وجغرافيا الجنوب ويعرفون تضاريسه فضلا عن قدراتهم وامكانات العدو".
وتوجه السيد حسن نصرالله اخيرا الى اركان الحوار بالقول: "هذه الصيغة التي نقدمها يا اخوتي في موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي وفرت توازن رعب اعترف به العدو، ومن يمتلك غير هذه الصيغة فليطرحها علينا".
ورد كثر من المتحاورين بعبارة "هذا الكلام مهم يا سيد"، على ان يناقشوا مضمونه بالتفصيل في جلسة 8 حزيران المقبل.
المصدر: صحيفة النهار اللبنانية 17 ايار/مايو 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018