ارشيف من : 2005-2008

خواطر ... في عيد التحرير

خواطر ... في عيد التحرير

صحيفة "السفير"/ كتب الياس سابا‏

ألف تحية وتحية لكل من ساهم في تحرير أرض الوطن من العدو المغتصب، سواء بسلاحه، أو بدمه وحياته، أو بفكره وعقله وقلمه.... وألف تحية وتحية للمقاومة الباسلة، ولكل مقاوم في أي موقع كان. وعهدنا ان نبقى أوفياء لكم جميعاً، بخاصة في الظروف الحالكة التي يمرّ بها بلدنا والمنطقة، وفي ظلّ الهجمة الجديدة التي بدأت منذ أن بدأ استغلال واستثمار حوادث 11 أيلول/سبتمبر, 2001 وما زالت مستمرة، وإن كانت قد تجاوزت قمّتها.‏

إن لبنان اليوم يجد نفسه في ظروف مشابهة لتلك التي وجد نفسه فيها أوائل الثمانينيات، مع الفارق ان عناصر مناعته الداخلية والخارجية لم تعد بالقوة التي كانت لها سابقا، اللهم باستثناء عنصر المقاومة الباسلة وقدرتها الدفاعية المشهودة وقوة الردع التي تمتلكها. أما باقي المشهد فلا يبشّر بالخير كثيراً.‏

فالانقسام الداخلي حول هوية البلد ووحدته مشابه لما كان قائما في السابق، مع فارق انحياز البعض للهجمة الجديدة في حين كان مناوئا لها في الماضي. أما الواقع العربي فمؤسف ومؤلم. يكفي أن نتذكر وضع العراق المعذّب، والواقع الفلسطيني الذي ينذر بأسوأ النتائج، وانبطاح معظم الأنظمة العربية الأخرى خوفا على نفسها وطمعا بدعم لن ينفعها كثيرا أو طويلا. أما الذي أضعف ويضعف المناعة اللبنانية قبل كل شيء فهو ما تعرّض له‏

الاقتصاد من سياسات طيلة أكثر من خمس عشرة سنة، كان همها وهدفها المقصود والمدروس هو إخضاع لبنان لديون مرهقة وانكشافه كليا على الخارج الذي هو تحت سيطرة الغير. وإذا بنا نجد نفسنا نتنقّل من عاصمة إلى أخرى، ونلجأ من مؤسسة دولية إلى أخرى، طلبا للمساعدة وللدعم الذي، وإن جاء، لن يفيد سوى في تعميق أزماتنا، وتأجيل استحقاقاتها، وزيادة كلفتها الاقتصادية والاجتماعية والوطنية!!!‏

ومع ذلك، وبالرغم من كل ما يحاك ضد الوطن الصغير من أجل تغيير هويته وجلدته، فإنه بإذن الله لن يرضخ ولن يركع. فكما هزم المحاولات السابقة، فإنه لا بدّ سيهزم كل محاولة جديدة، بصلابة مقاومته، ومنعة الشرفاء من أبنائه، وغربة المشاريع المطروحة عليه!‏

2006-10-30