ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية لليوم الخميس 25 أيار/ مايو 2006

تعليقات الصحف اللبنانية لليوم الخميس 25 أيار/ مايو 2006

ـ السفير ـ‏

المقاومة للوطن المقاومة بالوطن خصّت "السفير" عنوانها الرئيسي عن التحرير والمقاومة, فقالت : يتبدى عيد التحرير، هذا العام، كأنه قيد "الإقامة الجبرية"، لا يُراد له أن يصل إلى أهله جميعاً في كل لبنان ببهاء نصر الإرادة فيه. لقد أصاب عيدَ الانتصار غير المسبوق على العدو الجبار الذي ترسخ اليقين بأنه لا يُهزم، شيء من الشحوب أتاه من "الداخل" وأقيمت أمامه الحواجز والسواتر والسدود حتى يسهل تصويره كأنه عيد لجهة أو لفئة أو لدولة أخرى(!!)، بينما "إسرائيل" عدو الجميع، وبينما لكل مواطن في العيد نصيب، وبينما النصر تأكيد لوحدة الأرض والشعب والدولة، والمجتمع الذي يحمي بتنوعه قدراً من الديموقراطية التي كانت رافعة للمقاومة وحصناً حصيناً لها. لكأنما يُراد منع لبنان من أن يكون له عيده المغزول بدماء شهدائه وعذاب ضحايا الاحتلال الذي حاول توظيف الطائفية سلاحاً فأكد شعب لبنان بوطنيته أنه ليس "للمتعامل" حماية في فئويته، وأن فعل التحرير بالمقاومة إنما يتجاوز الفئوية إلى الأفق الرحب للانتماء الوطني ويحاسب على "الدور" وليس على‏

"الهوية الطائفية". لكأن على لبنان أن ينسى أشرف صفحات تاريخه الحديث، وأن يكف عن استقبال الذكرى السادسة للنصر على الاحتلال في 25 أيار 2000 كعيد وطني تجلله بالقداسة أرواح الشهداء ومجالدة أبطال الصمود في قراهم المدمرة، رجالاً ونساءً وأطفالاً يجتهدون ليتعلموا بنور عيون ذويهم والقناديل الراجفة. لقد أنهكت الانقسامات السياسية، التي سرعان ما يحوّلها "الزعماء" و"الأقطاب" التي منها يتعيّشون إلى مواجهات طائفية ومذهبية تفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل الأجنبي، الذي يتخذ دور حامي الأقلية مرة، ودور مساند "الأكثرية" مرة، ودور مناصر "السيادة" و"الاستقلال" في الغالب الأعم، مع تقديم الدعم اللوجستي شعارات وإعلاماً وأزراراً وأناشيد مترجمة. ولم يكن ممكناً شطب 25 أيار من قائمة الأعياد الرسمية لو أن الوطن معافى يعيش مردود انتصاره على العدو الإسرائيلي الجبار، في ظل وحدة وطنية صلبة، تجسّدها دولة تكتسب مناعتها من سلامة مؤسساتها، وتكتسب قدرتها على الإنجاز من التفاف شعبها حولها مؤمناً بنزاهة قضائها وتماسك حكمها وسلامة تشريعها والأداء الجيد لإدارتها. ومن المفارقات اللافتة والموجعة أن يكون العرب، في مختلف ديارهم وعلى اختلاف أنظمتهم، قد رفعوا لبنان بمقاومته، راية يستظلون بها ويتشرّفون بأن يتقرّبوا منها ويدعوا صلة ما معها، بينما يندفع أطراف من محترفي السياسة في لبنان في تأييد قرارات دولية، اتُّخذت ضمن ظروف معلومة وخدمة لأغراض معلومة، إلى حد تهديد وحدة البلاد، ملوّحين بفيدراليات الطوائف التي تستدعي حكماً الحماية الأجنبية، للتخلص من بعبع المقاومة وصواريخها ورجالها الملتحين. صحيح أن المقاومة التي شارك في انطلاقتها في سنواتها الأولى العديد من الأحزاب الوطنية والتقدمية، قد اقتصر تنظيمها المقاتل في السنوات الأخيرة على‏

"حزب الله" بشعاراته الإسلامية، إلا أن الصحيح أيضاً أن التوجه إلى مقاومة العدو الإسرائيلي لم يكن موضع إجماع لبناني في أي يوم، كائناً من كان حامل راياته. فالمقاومة مثلت خرقاً للمعادلات والتقاليد والمقولات والمفاهيم السائدة، على المستوي العربي عموماً، وفي لبنان خصوصاً، بعد مسلسل الهزائم التي مُني بها العرب في مواجهات "سرائيل" مع جيوشهم... وهكذا يتبدى كأن هذه المقاومة قد طوت صفحة العجز عن المواجهة، والهرب منها إلى الصلح المنفرد واتفاقات الإذعان سواء في أوسلو الفلسطينية أو خاصة في 17 أيار اللبناني. وكان طبيعياً بالتالي أن تعمد القوى التقليدية إلى الالتفاف على المقاومة، وإغداق شهادات التقدير والتبريك على إنجازها، تمهيداً لأن تقرع لها جرس الانصراف باعتبارها قد أدت ما عليها: عافاها الله، فلتذهب إلى التقاعد، تاركة الحكم لأهل الحكم!.. فإذا لم ينفع مثل هذا التوجه، إذاً فلتشترك في الحكم بموقع محدود التأثير يعطلها ولا تعطله، فتستهلك رصيدها بسرعة قياسية، لأن الحكم خصوصاً في لبنان عاقر، فكيف به لغير المحترفين وأصحاب الأنياب الزرقاء؟! مع الزلزال الذي صدع لبنان بوجوه حياته كافة، متمثلاً في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، توالت الارتدادات فبدلت في المواقع والعواطف والمواقف، حتى لم يعد أحد كما كان أو حيثما كان إلا المقاومة التي لم تنس للراحل الكبير دوره في حمايتها، عندما كان في الحكم أو خارجه، وفي انتزاع الاعتراف الدولي في شرعيتها من خلال تفاهم نيسان. ولقد تضافرت "جهود" كثيرة، دولية وعربية ومحلية لضرب المقاومة ودورها: فما دامت حليفة لسوريا فهي شريكة في الجريمة أو متسترة على مرتكبيها، وما دامت سوريا حليفة إيران وإيران هي مصدر الدعم الأهم للمقاومة، إذن فإن المقاومة إيرانية الولاء وإن لم تكن إيرانية الانتماء... وما دامت الكتلة العظمى من المقاومين هي من أهل الشيعة في الجنوب، إذن فالمقاومة شيعية وجنوبية، ولا تمثل من لبنان وفيه إلا فئة لا تشكل الأكثرية في أي حال. قيل إن المقاومة مجللة بانتصارها أكبر من أن يتسع لها لبنان، وإنها إن بقيت على حجمها تسبّبت بفرطه.. وقيل إن هذا "الصعود الشيعي" في لبنان لن يوصل إلا إلى الحرب الأهلية بدليل ما يقع من مذابح يومية في العراق الذي ضربته الفتنة نتيجة للاحتلال الأميركي الذي جاء وريثاً للطغيان. واستُخدمت "شيعية" المقاومة فزاعةً لا للبنانيين فحسب، بل لسائر العرب، ومن ثم للغرب باعتباره المقاتل الأول ضد الأصوليات. مع ذلك لم تسقط المقاومة، التي حظيت بقائد استثنائي في صلابته كما في كفاءته وفي وعيه الوطني، في الفخ الطائفي، ولم تستدرج إلى الفتنة، بل إنها قاتلت كل المحاولات المشبوهة، سواء أجاءت من الداخل أم من الخارج بمنتهى الضراوة حتى أسقطتها، بكشفها وفضح أهدافها الخبيثة. كذلك فإن هذه المقاومة، بقائدها العظيم الكفاءة، السيد حسن نصر الله، قد جاهدت لحماية الأمن، وناضلت لتوطيد الهدوء النفسي وتبديد المخاوف، لأنها تعرف أن الاستقرار إنجاز وطني، وأنه شرط حياة للبنان جميعاً، وشرط استمرار دورها مشرقاً بغير تشويه أو تخريب. إن المقاومة، وإن كانت الظروف قد حصرتها في بيئة بعينها، تدرك أن رصيدها متصل بأنها كانت للوطن، وبأن تبقى للوطن، وأنها قد حققت إنجازها العظيم بالوطن لا من خارجه. ولهذا سيبقى العيد للوطن، حتى لو حوصر بالقرارات البيروقراطية الداخلية أو بقرارات مجلس الأمن.‏

ـ النهار ـ‏

كتبت "النهار" تقول انه عشية الذكرى السادسة لتحرير الجنوب، في ما عدا مزارع شبعا المحتلة، اكتسب البيان السياسي الذي أصدره مجلس الوزراء مساء امس أهمية استثنائية، سواء من حيث مضمونه المتصل بعيد المقاومة والتحرير انطلاقا من اجماع مؤتمر الحوار الوطني على "رسم السياسات المستقبلية التي تحمي انجازاتنا الوطنية"، أم من حيث مواقفه الحاسمة من قضيتي "مذكرات الاحضار" السورية في حق نواب وصحافيين لبنانيين، واعتداء منظمة "فتح – الانتفاضة" على الجيش. ففي موضوع ذكرى التحرير، حرص مجلس الوزراء الذي انعقد برئاسة رئيسه فؤاد السنيورة على توجيه تحية الى "كل المناضلين والمقاومين على مدى العقود السابقة، والذين جاء التحرير تتويجا لتضحياتهم وصمودهم"، وكذلك الى الجيش "الداعم للمقاومة". وتمنى "التنفيذ العملي" لكل بنود الاتفاق الذي تم التوصل اليه بالاجماع في هيئة الحوار الوطني، لافتا الى ان "الارادة الوطنية الجامعة والشركة الوطنية ساهمتا في تحقيق التحرير، ونتطلع الى تكريسهما في العمل على رسم السياسات المستقبلية التي تحمي انجازاتنا من جهة وتكرس سيادة لبنان واستقلاله وحريته ونظامه الديموقراطي وتطوره وانمائه من جهة أخرى". ويشار الى ان رئيس الجمهورية اميل لحود قام امس بزيارة لمعتقل الخيام في ذكرى التحرير. وناقش المجلس طويلا موضوع مذكرات الاحضار السورية في حق رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والملابسات القانونية والسياسية التي أثارتها. وحضر جانبا من الجلسة النائب العام التمييزي سعيد ميرزا الذي تولى شرح الجانب القانوني من هذه القضية. كذلك أطلع وزير الاتصالات مروان حماده الوزراء على القانون الاساسي للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية – انتربول ولا سيما منه المادة الثالثة التي تنص على الآتي: "يحظّر على المنظمة حظراً باتاً ان تنشط او تتدخل في مسائل او شؤون ذات طابع سياسي او عسكري او ديني او عنصري". وعكست المناقشات اقتناعاً عاماً بمخالفة هذه المذكرة كل الاعراف والقوانين المحلية والدولية. وقالت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء ناقش المذكرات القضائية السورية الصادرة في حق جنبلاط وحماده والصحافي فارس خشان منذ فترة. اما المذكرة التي صدرت في حق جنبلاط اخيراً، فهي غير المذكرات السابقة وصادرة عن محكمة في اللاذقية وقد تأجلت الجلسة حتى السادس من حزيران ولم تعمم على الانتربول الدولي بل على الانتربول العربي عبر شعبة اتصال مجلس وزراء الداخلية العرب، وهي لم تصل الى الانتربول الدولي في ليون الا كنسخة عن تلك المعممة على الانتربول العربي، وهي ليست ذات جدوى قانونية لانها مبنية على خلفية سياسية. واوضحت المصادر ان النائب العام التمييزي لا يمكنه ان يبلغ اصحاب العلاقة لان مجرد ابلاغهم يعتبر تطبيقاً للمذكرة، لذلك سيرفع المذكرات الى وزير العدل الذي يحلها على مجلس النواب "وهو سيد نفسه" وعليه ان ينطلق في موقفه من الحصانة التي يتمتع بها النائبان جنبلاط وحماده. كما جرى البحث في المجرى القانوني بالنسبة الى الصحافي خشان وكان تأكيد ان هناك اتفاقاً موقعاً بين لبنان وسوريا يحاكم بموجبه المدعى عليه في بلده. واعلن مجلس الوزراء في بيانه "رفضه واستهجانه لهذا الاسلوب في التعاطي ولاستهداف خصوصية لبنان وميزاته وقيمه من خلال الاصرار على استهداف حرية السياسيين اللبنانيين والاعلام في لبنان". ورأى ان مذكرات الاحضار "لا تساهم في توفير الاستقرار ولا تفتح الطريق للمعالجات العقلانية للمشكلات التي تعتري العلاقات بين البلدين الشقيقين اليوم". اما في موضوع اعتداء منظمة "فتح – الانتفاضة" على عناصر من الجيش، فقد اتخذ مجلس الوزراء موقفا متشددا في تأييده للجيش و"الالتزام العملي لما تم الاتفاق عليه بالاجماع في هيئة الحوار الوطني والاسراع في تنفيذ سحب السلاح الفلسطيني الموجود خارج المخيمات" والذي وصفه بانه "بات عنصرا مساهما في خلق مناخات سلبية ومتوترة". واذ اتسم موقف مجلس الوزراء بطابع متشدد، علم ان اتصالات ديبلوماسية وسياسية ستتكثف في الايام المقبلة سعيا الى معالجة الموقف على النحو الذي يوفر بدء تنفيذ قرار مؤتمر الحوار. واشارت "النهار" انه في غضون ذلك برز امس موقف روسي رافض للتعرض للنائب جنبلاط وعبّر عن هذا الموقف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الفيديرالي الروسي ميخائيل مارغيلوف لدى استقباله رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري. وقال مارغيلوف ان جنبلاط "صديقنا العزيز والحميم وصديق لروسيا ... ومعاقبة هذا الشخص جنائياً تعتبر امرا ساذجا". واضاف: "سنتابع هذا الموضوع عن كثب وطبعا اذا كان هناك اي شيء متطرف من هذا النوع فسيكون رد الفعل من روسياً قوياً".‏

ـ الديار ـ‏

قالت "الديار" ان لبنان يحتفل اليوم بالذكرى السادسة لتحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال ‏الاسرائيلي. وسط اجواء داخلية تشير الى ان الساحة السياسية تتجه نحو مزيد من «شد الحبال " ‏على خلفية العديد من الملفات الاساسية السياسية وغير السياسية، وكل ذلك يحصل قبل ايام ‏من التئام مؤتمر الحوار الوطني لمناقشة البند الاخير المتعلق باستراتيجية الدفاع عن لبنان ‏وسلاح المقاومة والتي يتوقع ان تشهد سخونة في النقاشات والمواقف نظرا للتباين الحاصل بين ‏فريق 14 شباط من جهة وباقي الاطراف من جهة اخرى وبالاخص حزب الله.‏ وينتظر ان يشهد عدد من المناطق اللبنانية احتفالات اليوم بعيد التحرير ابرزها الجولة ‏التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري في عدد من قرى ومدن الجنوب لافتتاح عدد من ‏المشاريع التي اقامها مجلس النواب وكذلك الاحتفال المركزي الذي سيقيمه حزب الله في مدينة ‏صور بهذه المناسبة.‏ ويتوقع ان يتحدث بالمناسبة كل من الرئيس بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن ‏معاني التحرير واهمية استمرار المقاومة، كما لا يستبعد ان يتناولا الملفات الاخرى المطروحة ‏داخليا وسياسيا بما في ذلك ما يتصل بتداعيات مذكرة الجلب السورية بحق رئيس ‏اللقاءالديمقراطي النائب وليد جنبلاط.‏ وكان لافتا امس المداخلة التي ادلى بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مستهل جلسة مجلس ‏الوزراء والتي فيها تغليب طابع الهدوء مما يؤشر الى مرحلة التعايش والتطبيع التي ستحصل في ‏المرحلة المقبلة بينه وبين رئيس الجمهورية العماد اميل لحود.‏ وقد شكلت مذكرة الجلب السورية بحق جنبلاط ابرز مواضيع البحث في جلسة مجلس الوزراء مساء ‏امس حيث اكد المجلس رفضه واستهجانه لهذا الاسلوب في التعاطي ولاستهداف خصوصية لبنان في ‏التنوع والتعددية والديموقراطية والحرية.‏ واعرب المجلس في مجال اخر عن دعمه لخطوات الجيش في البقاع الغربي في مواجهة ما حصل مع عناصر ‏حركة فتح الانتفاضة رافضا التعرض للجيش وعناصره، مجددا تأكيده على ضرورة سحب السلاح ‏الفلسطيني من خارج المخيمات تنفيذا لما اتفق عليه في مؤتمر الحوار الوطني.‏ وعشية عيد التحرير قام رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بجولة في الجنوب شملت معتقل الخيام ‏وثكنة القوة الامنية المشتركة في مرجعيون وعدد من القرى الجنوبية واكد انه بفضل صلابة ‏موقف المقاومة ودعم الجيش الوطني والشعب اللبناني تمكن لبنان من تحقيق انجاز سيدرج في كتب ‏التاريخ.‏ واعتبر ان كل من يطلب اليوم نزع سلاح المقاومة يكون وللاسف، متآمرا على لبنان «لاننا نملك ‏الحق بان نرفع رأسنا ونقول بان لا احد يتجرأ علينا لاننا نملك قوة رادعة بامكانها الوقوف ‏في وجه الاعتداءات ‏ وقال «ان قوتنا في لبنان هي في وحدتنا. ويجب على كل اللبنانيين ان يقتنعوا ان تخلينا عن ‏قوتنا الرادعة لاسرائيل هو كارثة علينا ‏ وتساءل رئيس الجمهورية عن السبب الذي دعا ممثل الامم المتحدة الى عدم زيارة قصر بعبدا، ‏واضاف :«الجواب هو انه كان يعرف رفضنا لفكرة دمج المقاومة بالجيش، لان ما يمكن للمقاومة ‏ان تحققه لا يمكن للجيش ان يحققه، والعكس صحيح ايضا ‏ ورأى «ان المقاومة تكمل الجيش عبر التنسيق بينهما، ومن خلال هذا التنسيق تحقق التحرير، ‏وهذا ما ازعج الكثيرين، خصوصا بعض اللبنانيين الذين كانوا يعتبرون ان العين لا يمكنها ‏مقاومة المخرز ‏ وعلمت «الديار " ان زيارة لحود قد تقررت قبل اول من امس، اي قبل ساعات من حصولها وذلك ‏لاسباب امنية.‏ وقد عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية برئاسة الرئيس السنيورة كانت مخصصة اصلا لبحث ملف ‏النقل لكنها توسعت لبحث الملفات السياسية وبالاخص موضوع مذكرة الجلب التي صدرت عن المحكمة ‏العسكرية السورية بحق النائب جنبلاط.‏ واستمرت قرابة اربع ساعات وغاب عنها اربعة وزراء شيعة بينهم وزيرا حزب الله محمد فنيش ‏وطراد حمادة والوزيران محمد خليفة وطلال الساحلي.‏ وفي المعلومات الرسمية التي اذاعها وزير الاعلام غازي العريضي بعد الجلسة ان الرئيس ‏السنيورة استهل الجلسة بمداخلة مطولة تحدث في بدايتها عن المنتدى الاقتصادي الذي عقد في ‏شرم الشيخ منذ ايام وشارك فيه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء فقال : ‏خلافا لكل الكلام الذي قيل عن وفود متعددة اريد التأكيد مجددا انه في مثل هذه المؤتمرات ‏ليس ثمة وفود رسمية بل دعوات توجه الى شخصيات مختلفة من قبل الجهات الداعية وبالتالي لم ‏يكن ثمة وفود لبنانية متعددة او انقسامات في الوفد اللبناني بل لبت الشخصيات الدعوات ‏التي وجهت اليها للحضور وكان تواصل بيني وبين رئيس الجمهورية. وقد اجرينا لقاءات مختلفة ‏مع عدد من المسؤولين وكان تأكيد بيننا على ضرورة ازالة كل المعوقات من امام جعل لبنان ‏مركز استقطاب للسياحة وللمنتديات والاقتصادية والعالمية، وهذا يتطلب سلسلة من ‏الاجراءات لا بد من اتخاذها في القريب العاجل.‏ واشار السنيورة الى ما طرح عن زيارته الى سوريا في اطار تناول العلاقات اللبنان

ية - ‏السورية فقال : لقد سئم العالم من تكرار القول الدائم اننا حاضرون للذهاب الى دمشق ‏ونحن كنا وسنبقى منفتحين ولن نيأس ولكن بعد لقاء الرئيس بشار الاسد في الخرطوم استدعيت ‏الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري وحملته جملة افكار نراها مناسبة لتحسين ‏الاجواء بين البلدين ولم اره بعدها الا مرة واحدة قال لي فيها ان الموضوع لا يزال قيد ‏الدرس "، اضاف «نحن حريصون ان تكون علاقاتنا جيدة وان تهدأ الاجواء وهذا ما نفعله ولكن ‏نحن ملتزمون بالوقت ذاته بما اتفقنا عليه في الحوار. وانتقد السنيورة مذكرات الحلب ‏السورية بحق عدد من السياسيين والصحافيين اللبنانيين معتبرا انها تمس جوهر الديموقراطية في ‏لبنان وحصانة السلطة التشريعية ولا يمكن ان نرضى بذلك.‏ واوضح الوزير العريضي انه بعد مناقشة التطورات اصدر المجلس البيان التالي:‏ اولاً: توقف مجلس الوزراء عند المناسبة الوطنية الكبرى عيد المقاومة والتحرير التي تصادف ‏يوم غد (اليوم) وهو اذ يحيي كل المناضلين والمقاومين على مدى العقود السابقة ومنذ بدء ‏الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والذي جاء التحرير تتويجا لتضحياتهم وصمودهم ولموقف ‏الجيش اللبناني الداعم للمقاومة يخص بالتحية الشهداء الابرار والجرحى والمعوقين (..) كما ‏شكر مجلس الوزراء الاسرى في سجون الاحتلال وعلى رأسهم الاسير سمير القنطار واستمرار سعيه ‏لاستعادة ما تبقى من ارض محتلة ولتحرير الاسرى انطلاقا مما تم اقراره في مجلس الوزراء اولا ثم ‏الاتفاق عليه بالاجماع في هيئة الحوار الوطني متمنيا التنفيذ العملي لكل بنود الاتفاق ).‏ ثانيا: ناقش مجلس الوزراء مذكرات الاحضار السورية الصادرة عن القضاء العسكري السوري ‏والموجهة ضد النائبين وليد جنبلاط ومروان حمادة والصحافي فارس خشان. واكد مجلس الوزراء ‏رفضه واستهجانه لهذا الاسلوب في التعاطي ولاستهداف خصوصية لبنان للتنوع والتعددية ‏والديموقراطية والحرية وميزاته وقيمه من خلال الاصرار على استهداف حرية السياسيين ‏اللبنانيين والاعلام في لبنان اضافة الى القوانين اللبنانية والحصانة التي يتمتع بها النواب ‏‏(..) ورأى مجلس الوزراء ان ما يجري اليوم مع جنبلاط وحماده والصحافي خشان قد يحصل مع غيرهم ‏غدا من قبل الجهة ذاتها او غيرها من الجهات، معربا عن تطلعه لعلاقات جيدة ومتينة مع ‏سوريا كما نص على ذلك اتفاق الطائف واجمع عليه اللبنانيون. واعتبر ما جرى في مذكرات ‏الاحضار لا يساهم في توفير الاستقرار ولا يفتح الطريق للمعالجات العقلانية للمشاكل التي تعتري ‏علاقات البلدين الشقيقين.‏ ثالثا: توقف مجلس الوزراء عند تداعيات اعتداء عناصر حركة فتح -الانتفاضة على الجيش ‏اللبناني في منطقة البقاع واستشهاد العريف مصطفى مثلج يتقدم المجلس من قيادة الجيش ‏وعائلته الكريمة باحر التعازي وهو شهيد من شهداء الوطن يؤسفنا انه سقط في غير الموقع ‏الصحيح وبالسلاح الذي لا يخدم القضية التي رفع من اجلها.‏ وبعد اطلاعه على المعلومات من قبل رئيس الحكومة ومنها البيان الصادر عن فتح - ‏الانتفاضة والذي يتهم الجيش بالاعتداء على عناصرها وباستفزازهم ومن وزير الداخلية على ‏اجواء اجتماعات لجنة الدفاع النيابية اليوم (امس) اكد مجلس الوزراء تأييده التام ‏للجيش وقناعته بان ما ورد في كل البيانات الصادرة عن قيادة الجيش اللبناني يعبر عن ‏حقيقة ما جرى على الارض وهو يؤكد عليه ويدعو اللبنانيين جميعا الى الالتفاف حول المدرسة ‏العسكرية الوطنية التي كانت ولا تزال تؤكد ان عدوها الاساس هو اسرائيل والى تأكيد ‏التزامهم العملي بما تم الاتفاق عليه بالاجماع في هيئة الحوار الوطني والاسراع في تنفيذ سحب ‏السلاح الفلسطيني الموجود خارج المخيمات مع الاستمرار في استكمال ما بدأته الحكومة من حوار ‏مع كل الفصائل (...).‏ رابعا: قرر مجلس الوزراء ارسال القاضيين رالف رياشي وشكري صادر الى نيويورك للتنسيق مع ‏الامين العام المساعد للشؤون القانونية نيقولا ميشيل للمساهمة في اعداد مسودة مشروع نظام ‏المحكمة ذات الطابع الدولي التي تقرر انشائها.‏ وعلمت "الديار" من مصادر وزارية ان وزير العدل اصطحب معه مدعي عام التمييز سعيد ميرزا الى الجلسة ‏الذي وضع المجلس في الاجواء القانونية لمذكرة الاحضار السورية بحق جنبلاط واشار الى ان هناك ‏دعوة سابقة بحق جنبلاط وحماده وخشان كانت بتاريخ سابق وهي غير مذكرة الجلب السورية بحق ‏جنبلاط وتم تعيين موعد جديد لها في ستة حزيران في محكمة سورية، واوضح ان مذكرة الجلسة بحق ‏جنبلاط لم تعمم على الانتربول الدولي بل اقتصر تصميمها على الانتربول العربي مؤكداً ان لا ‏قيمة قانونية لها.‏ واوضحت المصادر ان القاضي ميرزا سيحيل مذكرة الجلب الى وزير العدل الذي سيحيلها بدورها ‏الى مجلس النواب عبر رئاسة المجلس بحيث يصار الى اهمالها هناك على ان يصار الى اتخاذ موقف عن ‏مجلس النواب برفض مذكرة الجلب.‏ وقالت المصادر ان الوزير مروان حمادة عرض نص قانون الانتربول لا سيما المادة الثالثة منه ‏والتي تنص على

ان الانتربول لا تتعاطى بالقضايا السياسية والعسكرية والدينية.‏ واشارت الى انه لم يحصل اي اعتراض على الموقف الذي اتخذه مجلس الوزراء من موضوع مذكرة الجلب ‏بحق جنبلاط والمذكرات الاخرى بحق جنبلاط وحماده بما في ذلك وزير الخارجية فوزي صلوخ.‏ على صعيد آخر قال رئيس «تيار المستقبل" النائب سعد الحريري انه «بالرغم من الانجازات ‏التي حققها لبنان غير انه لم يصل الى بر الامان فهو يحتاج الى وضع علاقته مع سوريا على ‏الطريق الصحيح وارساء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال لكل منهما ‏ ورأى الحريري في محاضرة القاها امس في موسكو انه للمرة الاولى منذ اكثر من ثلاثين سنة يحكم ‏اللبنانيون انفسهم بانفسهم بالرغم من الخلافات بينهم بعض الاحيان وهم يختلفون ويتفقون في ‏ظل نظام ديموقراطي، انما ايضا بعدما حققوا تحرير بلادهم من الاحتلال الاسرائيلي وهذا الانجاز ‏يحتفل به الشعب اللبناني اليوم وهذا يدعوني بالمناسبة ان اوجه التحية الى المقاومة ‏اللبنانية والى كل من ساهم في تحقيقه ‏ ولفت الى اصرار الشعب اللبناني على معرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق ‏الحريري، لان معرفة الحقيقة ستشكل رسالة سياسية قوية الى الجهات التي تعمل على ضرب ‏الاستقرار في لبنان.‏‏

ـ الأنوار ـ‏

قالت "الأنوار" , لقد هنأ مجلس الوزراء اللبنانيين بعيد المقاومة والتحرير امس، فيما قام الرئيس اميل لحود بزيارة معتقل الخيام في المناسبة، وأكد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اهمية الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان. ومع دخول البلاد في اجواء احتفالات عيد التحرير، ظل موضوع مذكرات الإحضار السورية مدار اهتمام رسمي وسياسي. فقد ناقش مجلس الوزراء في جلسته مساء امس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، موضوع مذكرات الإحضار السورية الصادرة عن القضاء العسكري السوري، وأكد رفضه واستهجانه لهذا الاسلوب في التعاطي، ولاستهداف خصوصية لبنان في التنوع والتعددية والديمقراطية والحرية، من خلال الاصرار على استهداف حرية السياسيين اللبنانيين والاعلام في لبنان، اضافة الى القوانين اللبنانية والحصانة التي يتمتع بها النواب. ورحب مجلس الوزراء بالمواقف الصادرة حتى الآن والمؤكدة الدفاع عن هذه القيم والالتزام بها. وكان الرئيس سليم الحص قد قال امس انه رغم‏

اننا لا نتفق مع السيد وليد جنبلاط في معظم المواقف التي يتخذها... فان الاجراء الذي اتخذه القضاء العسكري السوري اقل ما يقال فيه انه غير واقعي ولا قيمة تنفيذية له، وهو اجراء متسرع ومرفوض لبنانيا، ويؤدي الى عكس النتائج المتوخاة منه. وقال النائب سعد الحريري من موسكو: انه شيء مؤسف ولا يساعد في بناء علاقات بين البلدين. وبرأيي هذه هرطقة سياسية وهلوسة بشكل ما... وأمر مؤسف وأسلوب لا اعلم من اي قرن سابق. وعبّر النائب ابراهيم كنعان عن موقف تكتل التغيير والاصلاح، وقال: بمعزل عن علاقتنا مع النائب جنبلاط، سنقف الى جانبه عندما يتعلق الامر بانتهاك السيادة اللبنانية. المسألة مبدئية ولا تتعلق بشخص، بل هي في صلب قناعاتنا ولا نساوم عليها. كذلك اعلن مجلس الوزراء تأييده للجيش وقناعته بان ما ورد في كل البيانات الصادرة عن قيادته يعبّر عن حقيقة ما جرى على الارض. كما دعا اللبنانيين جميعا للالتفاف حول المؤسسة العسكرية. ومساء امس قالت حركة فتح الانتفاضة ان الجريح الذي اصيب في اشتباك ينطا الاسبوع الماضي، توفي في دمشق. واضافت "الأنوار" انه على صعيد آخر، وعشية عيد التحرير زار الرئيس اميل لحود معتقل الخيام وثكنة القوة الامنية في مرجعيون. واعتبر (ان كل من يطلب اليوم نزع سلاح المقاومة، يكون ويا للاسف، متآمرا على لبنان، لاننا نملك الحق بأن نرفع رأسنا ونقول ان لا احد يتجرأ علينا، لاننا نملك قوة رادعة بامكانها الوقوف في وجه الاعتداءات). بدوره، ادلى السيد حسن نصرالله بحديث الى (اذاعة النور) قال فيه انه في الخامس والعشرين من ايار، دُق آخر مسمار في نعش مشروع اسرائيل الكبرى الذي انتهى وسقط، وابتداء من هذا التاريخ تم التأسيس الثقافي والمعنوي والوجداني والسياسي والنفسي والجهادي للانتفاضة في داخل فلسطين المحتلة التي باتت تهز بعنف مشروع اسرائيل العظمى. وحول مؤتمر الحوار الوطني قال نصرالله (دخلنا في النقاش بشكل جدي وسوف نرى في الثامن من حزيران ما هي الافكار المتوفرة عند اطراف الحوار المختلفة)، مقدرا ان هذا الموضوع سيكون مثار نقاش وخلاف، مبديا عتبه على بعض اطراف الحوار لانهم طلبوا مهلة للمناقشة والتأمل والدراسة لكنهم في اليوم التالي بدأوا يقدمون اجوبة في المهرجانات والخطابات على ما طرحه من استراتيجية دفاعية. ولفت في هذا الاطار (اننا نتحدث عن وضع خاص استثنائي في لبنان وهو ان هناك تهديدا اسرائيليا وعدوانا واطماعا اسرائيلية فكيف نواجهها? وقال اذا كانت الدولة لوحدها قادرة على تحمل هذا العبء، فيجب ان تثبت ذلك وحينئذ لا نقاش في المبدأ. وأضاف: نحن نتحدث عن استراتيجية لحماية لبنان، لبنان الذي يملك هذه المعطيات وهذه الظروف، ونقاط الضعف ونقاط القوة هذه، تلك هي الاستراتيجية المتاحة امامنا، آملا الوصول الى اتفاق. وقال انه سيطلب من اطراف الحوار ان يقدموا هم طرحهم للاستراتيجية الدفاعية التي تحمي لبنان وتطمئن اللبنانيين وتمنع الاسرائيلي من العدوان على لبنان، وحينئذ سيكون هناك اكثر من استراتيجية فنبدأ ونناقش ونختار في نهاية المطاف. وردا على من يتهم حزب الله بثنائية المشاركة في الحكومة والمعارضة خارجها، قال نصرالله ان هذا الامر ليس جديدا، بل هو من الاعراف السياسية اللبنانية وأغلب هؤلاء المشاركين في الحكومة الآن هم كانوا يفعلون ذلك فيما مضى، وما نفعله الآن هو حق قانوني وطبيعي لنا، مضيفا: نحن في الحكومة اقلية نناقش الامور ولكن في نهاية الامر عندما تصل المسائل الى التصويت، هم يصوتون كأكثرية. ومن حقنا لندافع عن الآراء التي نرى فيها مصلحة لبنان ان نناقش في مجلس الوزراء وان نتظاهر خارج مجلس الوزراء للضغط على الحكومة وإفهامها بان هذه القرارات التي تودون اتخاذها تلقى معارضة شعبية كبيرة. وأضاف: ما لا نفعله نحن، كانوا هم يفعلونه بأنهم كانوا يصوتون على امر في مجلس الوزراء ثم يتظاهرون ضده، مؤكدا ان ما نصوت عليه في مجلس الوزراء نحميه خارج مجلس الوزراء، اما ما نعترض عليه داخل مجلس الوزراء نعترض عليه خارج مجلس الوزراء اعلاميا وشعبيا بالتظاهر وبالاضراب وأنا اعتقد انه حق طبيعي.‏

ـ صدى البلد ـ‏

كتبت "صدى البلد" تقول انه لم ينجل الغبار السياسي الذي اثارته مذكرة الجلب القضائية السورية في حق رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والوزير مروان حمادة وأدى الى تعطيل الجلسة النيابية أمس الاول, بل امتد الى جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية مساء أمس مترافقاً مع ردود فعل صدرت عن مواقع سياسية متعددة تندد بهذه المذكرة وتنتقد دمشق. وحسب المعلومات الرسمية التي اذاعها وزير الاعلام غازي العريضي فان مجلس الوزراء أكد ازاء المذكرات السورية "رفضه واستهجانه لهذا الاسلوب في التعاطي واستهداف خصوصية لبنان في التنوع والحرية من خلال استهداف حرية الصحافيين والسياسيين، اضافة الى الحصانة النيابية". ورحب المجلس بالمواقف الصادرة متمنيا "ان يكون هناك موقف وطني جامع لكي يتسنى لكل اللبنانيين الحفاظ على حرية معتقداتهم لأن ما حصل مع جنبلاط وحمادة وخشان اليوم ممكن ان يحصل غدا مع اشخاص آخرين". وأكد المجلس انه يتطلع الى "علاقات متينة مع سورية"، ورأى "ان ما جرى في مذكرات الاحضار لا يساهم في توفير الاستقرار ولا يفتح الطريق امام معالجة الامور بعقلانية". وازاء الاعتداء على الجيش اكد مجلس الوزراء "تأييده التام للجيش وقناعته بأن ما ورد في البيانات الصادرة عن قيادة الجيش يعبّر عن حقيقة ما جرى على الأرض". ودعا اللبنانيين الى "الالتفاف حول المؤسسة الوطنية التي كانت ولا تزال تؤكد ان عدوها الاساسي هو اسرائيل"، كذلك دعاهم الى "تأكيد التزامهم العملي بما تم الاتفاق عليه بالاجماع في هيئة الحوار الوطني في تنفيذ سحب السلاح الفلسطيني الموجود خارج المخيمات، مع الاستمرار في استكمال ما بدأته الحكومة في حوار مع الفصائل وما اتخذته من اجراءات لتحسين أوضاع الفلسطينيين في المخيمات". ودعا مجلس الوزراء اللبناني ايضا الى عدم الوقوع في افخاخ تنصب لهم فتظللهم معلومات تصدر من هنا وهناك لتشويه صورة الجيش، ومواقفه ومواقف الحكومة وقراراتها من قبل بعض المتضررين من قرارات الاجماع اللبناني في الحوار ومن سحب السلاح الذي بات عنصرا مساهما في خلق مناخات سلبية ومتوترة في العلاقات اللبنانية - الفلسطينية". وأعلن مجلس الوزراء انه "اذ يرفض الاعتداء على الجيش واستباحة سلامة وامن اللبنانيين من اي جهة من الذين يتمسكون بالسلاح خارج المخيمات واستخدامه في الوجهة الخطأ، فانه يؤكد تمسكه بمواقفه والقرارات الصادرة عنه ويراهن على ادراك اللبنانيين ووعيهم لحقيقة ما يجري". وتحت وطأة هذا الغبار الذي اثارته مذكرات الجلب السورية لم يطرأ أي معطى جديد في شأن زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة المقررة لدمشق, وبدا ان هذه الزيارة ماضية الى مزيد من التأخر بفعل استمرار الحملات بين دمشق والأكثرية النيابية المتزامنة مع ما يحصل من توترات سياسية من حين الى آخر بين هذه الأكثرية وفريق 8 آذار وحلفائه, ومنها توتر صامت يدور حالياً حول عيد المقاومة والتحرير الذي ألغاه رئيس الحكومة مستعيضاً عنه بالدعوة الى احيائه باحتفالات رمزية لا تعطل المؤسسات العامة ولا المدارس والجامعات ولا مؤسسات القطاع الخاص. اضافت "صدى البلد" انه في هذه الأجواء فاجأ رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الجميع بزيارة قام بها الى الجنوب وتحديداً الى معتقل الخيام معايداً الجنوبيين بمناسبة التحرير ومطلقاً جملة مواقف إزاء المقاومة وسلاحها فأكد انه بفضل صلابة موقف المقاومة ودعم الجيش الوطني والشعب اللبناني تمكن من تحقيق انجاز سيدرج ولا شك في كتب التاريخ". ورأى لحود ان "كل من يطلب اليوم نزع سلاح المقاومة يكون ويا للأسف متآمراً على لبنان لأننا نملك الحق بأن نرفع رأسنا ونقول ان لا أحد يتجرأ علينا لأننا نملك قوة رادعة في إمكانها الوقوف في وجه الاعتداءات". وشدد على بقاء المقاومة حتى تحقيق حل شامل وعادل في المنطقة، ودعا الى تنفيذ القرار الدولي الرقم 194 لأن من حق الفلسطينيين العودة الى ديارهم وعدم توطينهم في لبنان. وقال: "يجب على اللبنانيين ان يقتنعوا ان تخلينا عن قوتنا الرادعة لإسرائيل هو كارثة علينا". وأكد رفضه دمج المقاومة بالجيش "لأن ما يمكن المقاومة ان تحققه لا يمكن الجيش ان يحققه والعكس صحيح". وعلق رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الدين الحريري من موسكو التي يواصل زيارته لها على مذكرة الجلب السورية في حق جنبلاط فوصفها بأنها "هرطقة وهلوسة". والى ذلك تتجه الانظار اليوم الى صور لترقب المواقف التي سيعلنها رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله في الاحتفال الحاشد الذي سيقام في مناسبة عيد التحرير والمقاومة. وعشية الاحتفال بعيد التحرير قال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في حديث بثته اذاعة "النور" انه في الخامس والعشرين من أيار "دق آخر مسمار في نعش مشروع "اسرائيل" الكبرى الذي انتهى وسقط". وأضاف: "بعد تاريخ التحرير دخلنا في تحد جديد لأن القوى الكبرى في العالم ومعها "اسرائيل" حاولت الاستفادة من بعض المشكلات الد

اخلية في لبنان وتلك التي نشأت بين بعض اللبنانيين وسورية لتغطية مشروع أكبر واخطر وبالتالي تم العمل على استصدار القرار 1559". واشار الى "ان من يخطط على المستوى الإقليمي والدولي وجد بأن القرار 1559 لن يجد سبيلاً له للسلوك او الحركة الا من خلال احداث زلزال كبير جداً في لبنان وفي المنطقة فكان اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وقال: "ان الأميركيين والاسرائيليين أي أصحاب مشروع الهيمنة على المنطقة وجدوا أنفسهم أمام الصحوة الكبيرة والأمل الكبير الذي انبعث في المنطقة خصوصاً بعد الانتصار في لبنان أمام واقع يقول لهم: اذا اردتم ان تحافظوا على هيمنتكم وعلى مصالحكم عليكم ان تتواجدوا انتم بشكل مباشر, ولذلك نجد اليوم ان منطقتنا سواء المحيطات او البحار او اليابسة تعج بالأساطيل الأميركية والقواعد العسكرية الأميركية وهذا الأمر نجد انه حصل بعد العام 2000". وحول مؤتمر الحوار الوطني قال نصرالله: "دخلنا في النقاش في شكل جدي وسوف نرى في الثامن من حزيران ما هي الأفكار المتوفرة عند أطراف الحوار المختلفة". متوقعاً "ان هذا الموضوع سيكون مثار نقاش وخلاف", ومبدياً عتبه على بعض أطراف الحوار لأنهم طلبوا مهلة للمناقشة والتأمل والدراسة لكنهم في اليوم التالي بدأوا يقدمون أجوبة في المهرجانات والخطابات على ما تم طرحه من استراتيجية دفاعية". ومن جهته, وفي محاضرة القاها في جامعة العلاقات الدولية في العاصمة الروسية وجه النائب الحريري في مناسبة عيد التحرير "التحية الى المقاومة اللبنانية والى كل من ساهم في تحقيق التحرير" وقال: "رغم الانجازات التي حققها لبنان فانه لم يصل الى بر الأمان فهو يحتاج الى وضع علاقته مع سورية على الطريق الصحيح وارساء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل منهما". واعتبر ان معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ستشكل رسالة قوية الى الجهات التي تعمل على ضرب الاستقرار في لبنان.‏

ـ صحيفة البيرق ـ‏

كتبت "البيرق" تقول , لقد اختلطت المواقف والاحتفالات بعيد التحرير بالتوترات السياسية الناجمة عن مذكرات الاحضار السورية في حق النائب وليد جنبلاط والوزير مروان حمادة والزميل فارس خشان , فصدرت مواقف من هنا وهناك دلت على ان الوضع السياسي مقبل على مزيد من التطورات وربما التشنجات , في حال لم يتم تطويق ذيول ما حصل في الجلسة النيابية اول من امس والمرفوعة حتى الثلاثاء المقبل . وقالت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" ان جلسة الثلاثاء محفوفة باحتمال عدم الانعقاد , في حال لم تتم لملمة الوضع , خصوصا ان الرئيس بري اعتبر ان ما حصل شكل اساءة اليه ويريد من مرتكبيها ان يراجعوا حساباتهم ويدركوا انه يدير حوارا وطنيا يشارك فيه الجميع , وقد اتخذ قرارات مهمة تحتاج الى تضافر الجميع لتنفيذها , حتى يسهلوا بذلك امكانات نجاح الجلسة في حال انعقادها . وفي ظل هذه الاجواء كانت زيارة الرئيس لحود المفاجئة الى الجنوب المحرر امس عشية عيد تحرير الجنوب حيث اعلن من معتقل الخيام مواقف يتوقع ان تكون لها انعكاساتها في الوسط السياسي . وجولة الرئيس لحود كانت بمثابة رسائل متعددة , ابرزها :‏

1- الاحتفال بمناسبة عيد المقاومة والتحرير‏

2- اهمية الاقتحام الرئاسي للمناطق الحدودية مع زيارة شكلت انعكاسا لوحدة الموقف بين الجيش والمقاومة ورفض كل الطروحات حول دمج المقاومة بالجيش .باعتبار ان لكل منهما خصوصية ودوره ردا على المطالبين بدمجهما .‏

3- الالتزام بحماية المقاومة تأكيدا لمواقفه وثوابته وخياراته في هذا المجال‏

4- رفض الصيغ المطروحة بشأن توطين الفلسطينيين‏

5- اشاعة الاطمئنان بين الجنوبيين مع تأكيد عدم حصول اي مناوشات او اعتداءات, وان وحدتهم هي الاساس في مواجهة التشكيك وعمليات الفرز الجارية عبر المواقف السياسية .‏

6- اشارة الرئيس لحود الى طروحات البعض والامم المتحدة ضمنا , على ان جانبا من هذه الطروحات يخدم "اسرائيل", وهي مرفوضة لبنانيا مثل دمج المقاومة بالجيش , ونشر الجيش على الحدود مع "اسرائيل".‏

7- رهان الرئيس لحود على التنسيق بين الجيش والمقاومة لاستكمال التحرير مع رفض التنازل عن مزارع شبعا . واشارت "البيرق" انه امس اكد السيد حسن نصرالله ان تداعيات الانتصار كانت كبيرة جدا , سواء على المستوى الداخلي او الفلسطيني او على مستوى الامة . وقال في حديث الى اذاعة "النور" انه في الخامس والعشرين من ايار دقّ آخر مسمار في نعش مشروع اسرائيل الكبرى الذي انتهى وسقط , وابتداء من هذا التاريخ تم التأسيس الثقافي والمعنوي والوجداني والسياسي والنفسي والجهادي للانتفاضة في داخل فلسطين المحتلة التي باتت تهز بعنف مشروع اسرائيل العظمى . اما بشأن جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت امس برئاسة الرئيس السنيورة , فقدتوزع البحث خلالها على مذكرات الاحضار السورية والاعتداء على الجيش في ينطا . وابدى المجلس رفضه واستهجانه للمذكرات ووجد فيها استهدافا للتنوع اللبناني داعيا الى موقف وطني جامع لئلا تتكرر مع آخرين في المستقبل . وتوقف المجلس عند مسألة الاعتداء على الجيش فابدى تضامنه معه والالتفاف حول المؤسسة العسكرية والتأكيد ان ما تعرضت له كان كمينا مسلحا من قبل عناصر فتح - الانتفاضة .واكد ضرورة الاسراع في تنفيذ ما اتفق عليه بمؤتمر الحوار الوطني لجهة جمع السلاح خارج المخيمات ومتابعة الحوار مع الفلسطينيين.‏

ـ صحيفة الشرق ـ‏

قالت "الشرق" انه بعد المجلس النيابي، حط موضوع مذكرات الجلب السورية بحق وزير الاتصالات مروان حماده والنائب وليد جنبلاط والصحافي فارس خشان في مجلس الوزراء الذي ناقشها بحضور النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، وغياب الوزراء الممثلين لحركة "امل" و"حزب الله" باستثناء وزير الخارجية فوزي صلوخ. كما غاب عن الجلسة، كعادته في كل جلسة يترأسها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وزير الدفاع الياس المر، كذلك غاب وزير التربية القاضي خالد قباني. واستمع المجلس الى شرح تفصيلي من قبل وزير العدل شارل رزق والقاضي ميرزا للنواحي القانونية المتعلقة بالمذكرات، فيما أدلى الوزير حمادة الذي اصطحب معه الى الجلسة قانون الانتربول بعض الملاحظات مكرراً قوله ان مصير المذكرات هو "سلة المهملات". وتوقف المجلس امام ما حصل في جلسة مجلس النواب اول امس، وخلص الى موقف رافض ومستهجن "لهذا الاسلوب في التعاطي ولاستهداف خصوصية لبنان في التنوع والتعددية والديموقراطية والحرية". واذ اكد المجلس تطلعه لعلاقات لبنانية - سورية قوية ومتينة ومميزة، رأى "ان ما جرى في مذكرات الاحضار لا يساهم في توفير الاستقرار ولا يفتح الطريق للمعالجات العقلانية للمشاكل التي تعتري علاقات البلدين الشقيقين اليوم". وعرض المجلس لتداعيات الاشتباك بين الجيش اللبناني وعناصر حركة "فتح - الانتفاضة" في البقاع، معرباً عن تأييده التام للجيش، وتأكيد الالتزام العملي بما تم الاتفاق عليه بالاجماع في هيئة الحوار الوطني والاسراع في تنفيذ سحب السلاح الفلسطيني الموجود خارج المخيمات". وتوقف المجلس امام مناسبة عيد المقاومة والتحرير التي تصادف اليوم موجهاً التحية "الى كل المناضلين والمقاومين على مدى العقود السابقة ومنذ بدء الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والذي جاء التحرير تتويجاً لتضحياتهم وصمودهم" مؤكداً استمرار السعي لاستعادة ما تبقى من ارض محتلة ولتحرير الأسرى انطلاقاً مما تم اقراره في مجلس الوزراء، وما تم الاتفاق عليه وبالاجماع في هيئة الحوار الوطني متمنياً التقيد العملي بكل بنود الاتفاق". وبسبب الاحتفالات بعيد المقاومة والتحرير ارجئت جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة اليوم الى غد الجمعة. وبهذه المناسبة، يقيم "حزب الله" مهرجاناً مركزياً بعد ظهر اليوم في صور في المكان الذي نفذ فيه الاستشهادي احمد قصير عمليته ضد مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي بجل البحر. وسيلقي الأمين العام حسن نصر الله كلمة في المهرجان الذي اعد له الحزب اعداداً دقيقاً ليشكل استفتاء شعبياً على المقاومة بحسب المنظمين. وبالمناسبة اكد نصر الله في حديث الى "اذاعة النور" يذاع اليوم ان تداعيات الانتصار كانت كبيرة جداً سواء على المستوى الداخلي او الفلسطيني او على مستوى الأمة، مشيراً الى انه "في الخامس والعشرين من ايار دق آخر مسمار في نعش اسرائيل الكبرى الذي انتهى وسقط". واضاف السيد نصر الله "بعد تاريخ التحرير دخلنا في تحد جديد لأن القوى الكبرى في العالم ومعها اسرائيل حاولوا الاستفادة من بعض المشكلات الداخلية في لبنان وتلك التي نشأت بين بعض اللبنانيين وسورية لتغطية مشروع اكبر وأخطر وبالتالي تم العمل على استصدار القرار 1559"، واشار الى "ان من يخطط على المستوى الاقليمي والدولي وجد بأن القرار 1559 لن يجد سبيلاً له للسلوك او الحركة الا من خلال احداث زلزال كبير جداً في لبنان وفي المنطقة فكان اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وأمل في ان يتوصل الحوار الى اتفاق حول استراتيجية الدفاع عن لبنان وقال "انه سيطلب من اطراف الحوار ان يقدموا هم طرحهم للاستراتيجية الدفاعية التي تحمي لبنان وتطمئن اللبنانيين وتمنع الاسرائيلي من العدوان على لبنان، وحينئذ سيكون هناك اكثر من استراتيجية فنبدأ ونناقش ونختار في نهاية المطاف". واضافت "الشرق" تقول ان البارز عشية الذكرى قيام رئيس الجمهورية اميل لحود بجولة جنوبية شملت معتقل الخيام وثكنة القوة الامنية المشتركة في مرجعيون، حيث عاين الأماكن التي كان يعتقل فيها الاسرائيليون المواطنين والمقاومين ويخضعونهم للتعذيب، كما اطلع على مواقع انتشار القوة الأمنية. وكان في استقبال لحود في الخيام رئيس "كتلة المقاومة والتحرير" النائب محمد رعد ومسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق وحشد من المواطنين الذين نثروا الأرز والورود عليه ورددوا زغاريد أثنت على مواقفه الداعمة للمقاومة. وبعد كلمة ترحيبية من الشيخ قاووق، تحدث لحود الذي اكد ان "بفضل صلابة المقاومة ودعم الجيش الوطني والشعب اللبناني، تمكن لبنان من تحقيق انجاز سيدرج في كتب التاريخ لأن ما حصل هنا لم يحصل في اي مكان آخر" معتبراً "ان كل من يطلب اليوم نزع سلاح المقاومة، يكون ويا للأسف، متآمراً على لبنان"، وأكد دعم المقاومة حتى تحقيق حل شامل وعادل في المنطقة. واعتبر "ان تخلينا عن قوتنا الرادعة لاسرائيل هي كارثة علينا"، مجدداً رفضه دمج الجيش بالمقاومة"، وقال "المقاومة تكمل الج

يش عبر التنسيق بينهما، ومن خلال هذا التنسيق تحقق التحرير (...) وانتصر لبنان، وهذا الانتصار سيستكمل باستعادة باقي الحقوق، أكان في عودة الأسرى والمياه اللبنانية والأراضي المحتلة في شبعا وجبل الشيخ وانجاز عودة الفلسطينيين الى ارضهم". ودخلت موسكو على خط مذكرات الجلب بموقف لافت لرئيس لجنة الشؤون الخارجية ميخائيل مارغيلوف الذي اشار الى ان "وليد جنبلاط يعتبر صديقنا العزيز والحميم وصديقاً لروسيا، ولدينا علاقات شخصية معه (...) ومعاقبة هذا الشخص جنائياً يعتبر امراً ساذجاً"، وقال "سوف نتابع هذا الموضوع عن كثب وطبعاً اذا كان هناك اي شيء متطرف من هذا النوع سيكون رد الفعل من قبل روسيا قوياً". موقف مارغيلوف جاء عقب لقائه رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري في مقر المجلس الفيدرالي الروسي بحضور النائب الأول لرئيس المجلس الكسندر توريستن والنائب السابق غطاس خوري. وبعد اللقاء اعلن مارغيلوف انه "توصلنا الى تفاهم مشترك، انه من المستحيل فرض الديموقراطية على اية حالة في العالم، ولا بد من ان تنضج الديموقراطية من الداخل، والمثال الفريد على ذلك هو المثل اللبناني". من جهته، وصف الحريري مذكرة الجلب السورية بحق جنبلاط بأنها "هرطقة سياسية وهلوسة بشكل ما". وفي محاضرة القاها في جامعة العلاقات الدولية في موسكو رأى الحريري انه "على الرغم من الانجازات التي حققها لبنان، فانه لم يصل الى بر الأمان"، فهو يحتاج الى وضع علاقته مع سورية على الطريق الصحيح وارساء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال لكل منهما" لافتاً الى ان معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "ستشكل رسالة سياسية قوية الى الجهات التي تعمل على ضرب الاستقرار في لبنان، وبأن عهود القتل والارهاب لن تتحكم بعد الآن بمصير هذا البلد، وان القتلة يجب ان ينالوا عقابهم الى اي جهة انتموا وفي اي موقع كانوا". على صعيد التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نقلت مصادر اعلامية عن اوساط مطلعة على التحقيق ان رئيس اللجنة الدولية القاضي سيرج براميرتس حقق تقدماً في سعيه للكشف عمن خطط ونفذ الجريمة، لافتة الى انه تم التوصل الى المزيد من الخيوط المتعلقة بالمنفذين الفعليين وبطريقة التنفيذ، وأدت هذه الخيوط الى بروز المزيد من المعطيات التي ضيقت الحلقة في شأن المخططين والمحرضين. وأشارت هذه المصادر الى ان براميرتس مرتاح جداً لمسار التحقيق وسيضمن تقريره المرتقب في الخامس عشر من حزيران المقبل الكثير من العناصر والأدلة. وكان براميرتس التقى القاضي ميرزا وعدداً من القضاة اللبنانيين والمسؤولين العدليين، ورشح عن هذا اللقاء معلومات تفيد بأن براميرتس سيواصل مهمته كرئيس للجنة التحقيق بعد تمديد فترة انتدابها لمدة سنة. ولفتت مصادر المجتمعين الى ان براميرتس ركز على ضرورة الاسراع في انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي، وقد لاقى هذا الطلب استجابة فورية من الجانب اللبناني، وتقرر لهذه الغاية ارسال القاضيين رالف رياشي وشكري صادر الى نيويورك للمساهمة في اعداد مشروع نظام المحكمة.‏

2006-10-30