ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لليوم الجمعة 30 حزيران/ يونيو 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير", لقد تجاوز المشاركون في الجلسة التاسعة للحوار الوطني، أمس، حساسياتهم الخاصة ولامسوا في موقف إجماعي ما يجري من حرب إبادة على أرض فلسطين، ووقعت مداخلات معظم المشاركين تحت تأثير المشهد الفلسطيني، فضلاً عن إطلاق موقف تضامني واضح مع سوريا في مواجهة الرسائل الإسرائيلية التي تستهدفها. وقد اتسمت مناقشات المؤتمر على مدى الساعات الأربع بخطابية سياسية، فيما كانت صينية "البرازق"، التي حملها الرئيس نبيه بري من دمشق وتولى وضعها النائب سعد الحريري على الطاولة حديث السياسيين والإعلاميين خارج الجلسة. أما أبرز العناوين التي ناقشها المتحاورون فهي الآتية:
أولا: أدان المؤتمر بالإجماع العدوانية الإسرائيلية المتمادية "التي تمثل أعلى درجات إرهاب الدولة"، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء الهجمة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، كما أن لبنان شعباً ومجلساً نيابياً وحكومة يعلن تضامنه الأخوي مع الشعب الفلسطيني. وطالب المؤتمر الحكومة اللبنانية بالتعاون مع الدول العربية بتحريك مجلس الأمن والأمم المتحدة إزاء هذا الاجتياح والحرب المعلنة التي يتعرض لها الفلسطينيون. وفور خروجه من الجلسة، أجرى رئيس الحكومة اتصالات بكل من الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ورئيس الوزراء القطري.
ثانيا: لم يبادر الرئيس نبيه بري إلى إطلاع المتحاورين على طبيعة الزيارة المفاجئة التي قام بها إلى سوريا أمس الأول، ونتائج اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد، مكتفياً بالقول انه لا يقوم "بزيارات شم هوا" إلى سوريا ومصر، مشيراً إلى زيارات جديدة سيقوم بها من أجل الدفع باتجاه تنفيذ مقررات الحوار، مؤكداً أن حركته تلقى قبولاً وتقدماً.
وحظي كلام الرئيس الأسد لـ"الحياة" بحيز أساسي من تصريحات المشاركين من فريق الأكثرية بعد انتهاء الحوار وخاصة النائب الحريري الذي علّق على كلام الأسد أن أبواب دمشق مفتوحة، بالقول إن زيارته لسوريا "غير واردة في هذه اللحظة، ذلك ممكن في المستقبل، أنا لا أفوض نفسي وأذهب من دون تكليف إما من مجلس النواب وإما من لجنة الحوار، وإما لا أذهب، لأن من يكلف نفسه دوراً فيجب أن يكون ممثلاً من المجموعة التي تقرر. أنا لا أقيم ارتباطاً جزئياً مع دولة". وأشار إلى انه عندما ننتهي من التحقيق والمحكمة الدوليين "نرى". وبدا الرئيس نبيه بري حريصاً على لفت انتباه النائب جنبلاط إلى إيجابيات في حديث الأسد لـ"الحياة"، إذ انهم كانوا يقولون قبلا "ان رؤيتك مستحيلة واليوم صاروا يقولون إنها صعبة".
ثالثا: طرح النائب غسان تويني تحويل مؤتمر الحوار إلى لجنة إنقاذ وطني سعياً إلى تحصين لبنان في مواجهة الخطر الإسرائيلي، وقد تلقف طرحه السيد حسن نصر الله من زاوية مختلفة عندما اعتبر في موقف سياسي يتماهى مع موقف العماد عون، أن حكومة الوحدة الوطنية هي حكومة الإنقاذ الوطني، ولم يصدر أي رد عن ممثلي الأكثرية باستثناء النائب وليد جنبلاط الذي دعا إلى ترك موضوع حكومة الوحدة الوطنية إلى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة.
رابعاً: تسلل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من البوابة الفلسطينية إلى البوابة الجنوبية للإشارة إلى اقتراب موعد التجديد لقوات الطوارئ الدولية في مجلس الأمن بعد خمسة عشر يوماً وضرورة تشكيل القوة المشتركة اللبنانية الدولية التي طالب بها مجلس الأمن، مشدداً على عدم إعطاء أية ذريعة لـ"إسرائيل"، مطالباً المقاومة بالحذر والانضباط. ورد عليه السيد نصر الله بأن "إسرائيل" صاحبة مصلحة أكثر من لبنان بالتجديد للطوارئ وقد وضع المجتمع الدولي منذ زمن بعيد شروطاً كثيرة وهم لم يلزموا "إسرائيل" بشيء.
خامساً: أثيرت على الطاولة قضية تسلل عناصر تنظيم "القاعدة" إلى لبنان انطلاقاً مما ورد في مقابلة الاسد مع "الحياة". وقد تم التركيز على التسلل عبر الحدود السورية (الامر الذي تحدث عنه صراحة وزير الداخلية أحمد فتفت عبر برنامج "كلام الناس" مساء امس) وألمح بعض المشاركين الى أن التسلل لا يقتصر على الحدود البرية وإنما يتم أحيانا عبر مطار بيروت حسب الأمين العام لـ"حزب الله"، فيما كان النائب وليد جنبلاط يحذر من أبعاد إشارة الرئيس السوري لموضوع "القاعدة" على الصعيد الأمني والسياسي، إلا أن نصر الله قدم مداخلة حذر فيها من خطر "القاعدة" ومنبهاً إلى المضامين التحريضية التي حذفت من بعض التسجيلات التي تسلمتها فضائية "الجزيرة"، داعياً إلى جهد أمني أكبر في مواجهة هذا الخطر. وكان اللافت للانتباه الرد الذي جاء على لسان النائب الحريري وقال فيه بحدة إن "القاعدة" مجرمون وليسوا مسلمين. وهؤلاء الخوارج قتلة، مشيراً إلى أنهم يعملون في لبنان وانه ألقي القبض على البعض منهم وهم يحملون رسائل إلى "أمراء لبنانيين" (أشار فتفت الى إلقاء القبض على شبكتين حتى الآن). وخارج القاعة، أطلق الحريري موقفاً مندداً بأية محاولة للتساهل مع موقوفي أحداث 5 شباط أو الشبكة التي حاولت اغتيال السيد نصر الله قائلاً "إن من يرتكب خطأ كهؤلاء يجب أن يدفع الثمن".
سادسا: تقدم الرئيس أمين الجميل والنائب بطرس حرب بمداخلات حول الاستراتيجية الدفاعية، حيث دعا الأخير قيادة الجيش إلى تقديم رؤيتها، فيما بادر النائب جنبلاط إلى تسليم مطالعته إلى العماد عون. وشدد الحريري على معالجة قضية سلاح المقاومة بهدوء، فيما سجل تبديل ملحوظ في لهجة النائب جنبلاط الذي وجه رسالة سياسية واضحة المعالم إلى قيادة "حزب الله" في معرض إشادته باقتداء الفلسطينيين بالنموذج اللبناني المقاوم من خلال عملية أسر الجندي الإسرائيلي في غزة. وقدم العماد عون مداخلة أشار فيها إلى أن المقاومة وليدة ظروف موضوعية وما دامت هذه الظروف مستمرة فيجب أن تبقى المقاومة، مؤكداً انه لا بديل عن دولة قوية قادرة، وعندما تقوم السلطة المركزية تستطيع وحدها الضغط على الزناد وعندها فقط لا داعي للبحث عن مسألة سلاح المقاومة. واذ تريث نصر الله في الرد على المداخلات التي قدمت، اكتفى بالتأكيد أن الجيش هو المسؤول عن الامن الوطني، داعياً الى شراكة بين الجيش والمقاومة، معتبراً أن من يحمي البلد هي عملية بناء الدولة القادرة القوية المطمئنة العادلة والمقاومة على حد تعبير النائب تويني، وسأل: هل بناء دولة قوية يسهّل بحث موضوع المقاومة أم إلغاء المقاومة يؤدي الى بناء الدولة، معتبراً أن وجودية المقاومة وإلغاءها لا تتم بكبسة زر.
سابعا: قيّم المشاركون إيجاباً الالتزام بميثاق الشرف واستدعى ذلك تجديد الاتفاق على الالتزام به وذلك بمبادرة من النائب الحريري.
ثامنا: تم الاتفاق على الخامس والعشرين من تموز موعداً لاستئناف الحوار، وألمح الرئيس بري الى أنه بعد الانتهاء من الحوار "سينصرف المؤتمر الى مساعدة الحكومة على تنفيذ البنود المتوافق عليها، أما مسألة طرح بنود جديدة على جدول الاعمال فلا بد أن يكون هناك إجماع عليها".
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول انه بين جولة الحوار التاسعة في مجلس النواب وجلسة مجلس الوزراء التي اعقبتها في المقر الموقت في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، تجنّد لبنان السياسي والرسمي امس للانخراط في جهود عربية ودولية تهدف الى طلب انعقاد مجلس الامن وتحريك المجتمع الدولي لوقف الهجوم الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية. ومع ان احدا لم يكن يتوقع انجاز المناقشات المتصلة ببند الاستراتيجية الدفاعية في الجولة الحوارية التاسعة، فان ما فاجأ المتحاورين فعلا هو اعتصام رئيس مجلس النواب نبيه بري بمزيد من الكتمان حيال زيارته لدمشق اول من امس، اذ اكتفى بتأكيد الاجواء الايجابية واحالة سائليه على البيان المقتضب الذي اصدره بعد عودته من العاصمة السورية. وتبين ان خلوة قصيرة جمعت بري والسنيورة على هامش جولة الحوار، لكن رئيس الحكومة نفى ان يكون تبلغ اي دعوة جديدة لزيارة دمشق. واوحى كلامه بعد جلسة مجلس الوزراء، من حيث "رفضه الاعتذار" عن اي موقف اتخذه، بأن اي جديد لم يطرأ. وتوقع الرئيس بري ليل امس في تصريح ل"النهار" عقد جلسة واحدة بعد للحوار في موضوع الاستراتيجية الدفاعية "بعدما ادلى الجميع بدلوهم"، مذكرا بأنه سيقدم مداخلته في الجلسة الختامية التي حدد موعدها في 25 تموز المقبل. واذ لم يخف تباشير تفاؤله ب"التقدم الذي حصل عبر اتفاق جميع المتحاورين واقرارهم بأن اسرائيل هي العدو"، كانت المداخلة الرئيسية في الجولة التاسعة في هذا المجال للرئيس امين الجميل الذي قدم ورقتين عن رؤية حزب الكتائب للاستراتيجية الدفاعية ولموضوع المجنسين. وطرح "ثوابت" ترتكز على "سيادة الدولة على قرارها مبدئيا وممارسته على نحو لا يكون فيه شريك ولا قرار لغيرها". ومن ابرز الوقائع التي شهدتها هذه الجولة تشديد النائب غسان تويني، في ضوء مناقشة الوضع الفلسطيني، على تحويل هيئة الحوار هيئة انقاذ وطني. وكذلك توزيع النائب وليد جنبلاط ورقة "اللقاء الديموقراطي" على المتحاورين وانتقاده الحديث الاخير للرئيس السوري بشار الاسد سائلا الرئيس بري: "اين هي الايجابيات فيه؟". كما استرعى الانتباه تشديد الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله على "بناء الدولة القوية القادرة باتباع سياسة الخطوة خطوة وبناء الدولة هو الذي يوصل الى حسم موضوع سلاح المقاومة". وخلال حديث نصرالله عن مفهوم المواطنية، سأل الرئيس الجميل: "ما هو المقصود بالوطنية، وخصوصا اذا ربطناها بكلام الرئيس اميل لحود الذي استعمل هذا التعبير لوصف الجيش اللبناني حاليا، فهل هذا يعني ان الجيش لم يكن وطنيا ايام اللواء جميل لحود وايام العماد ميشال عون؟". واعتبر ان "من الاساءة تصنيف محطات تاريخية بانها وطنية ومحطات اخرى بانها غير وطنية". واوضح السيد نصرالله "ان المقصود بالوطني هو البعيد عن الطائفية والمذهبية". كما استوقف المتحاورين ايضاح العماد ميشال عون لما عناه بالحوار "العقيم"، فقال في مداخلة له: "نحن مع الحوار والتفاهم ولكن اذا استمررنا هكذا يخلق الوضع مللا عند الناس وتأثيرات سلبية على الوضع الاقتصادي، لذا لا بد من تطبيق عملي لقرارات الحوار". واضاف ان "المقاومة اوجدتها الظروف"، وتسائل: "هل زالت هذه الظروف؟ ومن يأخذ القرار في المقاومة". واكد ان "السلاح في ذاته ليس ردعيا ولكن من يضغط الزناد هو القوة الرادعة". ورأى ان "الحل يكون بقيام سلطة مركزية قوية بعيدة عن المحسوبيات، يكون الزناد في يدها، اي دولة قادرة تبسط قوتها المركزية". وقد اثنى النائب جنبلاط على هذا الكلام. ودعا رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع الى "تجزئة تنفيذ الخطة الدفاعية ولنبدأ بالبنود التي يجمع عليها جميع الاطراف، اما البنود التي تتطلب درساً فيمكن اخضاعها للدرس اكثر". واثنى بري على اقتراحه. واعلن بري في البيان الختامي للجولة التاسعة ان مؤتمر الحوار طالب الحكومة، بالتعاون مع الدول العربية في تحريك مجلس الامن والامم المتحدة مؤكداً "تضامنه الاخوي مع الشعب الفلسطيني ازاء هذا الاجتياح والحرب المعلنة عليه". واضافت "النهار" , اما في جلسة مجلس الوزراء، فطغت ايضاً مناقشة التدهور الميداني في الاراضي الفلسطينية على القضايا المحلية. وعرض رئيس الحكومة الاتصالات التي اجراها مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الموجود في بوسطن بالولايات المتحدة، موضحاً انه يتجه الى الدعوة الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين غداً وربما لاحقاً على مستوى وزراء الخارجية الاحد المقبل. وقال السنيورة انه اتصل ايضاً بالممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الموجود في موسكو، وبرئيس الوزراء القطري كون بلاده عضواً غير دائم في مجلس الامن. وافادت اوساط حكومية ليلاً ان رئيس الحكومة استكمل الاتصالات التي كان قد اجراها واطلع عليها مجلس الوزراء بتكليف من هيئة الحوار الوطني، واجرى مساء اتصالاً هاتفياً بالامين العام للام
م المتحدة كوفي انان ونقل اليه "استنكار لبنان الهجوم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني"، وطالبه باسم الحكومة اللبنانية ب"التدخل لوضع حد للارهاب والاجرام الاسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني ومؤسساته الدستورية". كما اطلعه على اجواء الاتصالات التي اجراها مع موسى وسولانا ورئيس الوزراء القطري، وعلى اجواء التحرك الذي ستقوم به الجامعة العربية. واضافت الاوساط الحكومية ان انان "ابدى تفهماً كاملاً للمخاوف اللبنانية والعربية، وتضامناً مع هذه المطالب. وابلغ الى السنيورة انه سيجري اتصالاً برئيس مجلس الامن للتشاور في كيفية معالجة هذا الامر وطرحه"، ثم عاد السنيورة وابلغ الى موسى مضمون اتصاله بانان.
ـ الديار ـ
كتبت "الديار" تقول , لقد أصبح الشعب اللبناني يعرف أن الحوار بات من دون معنى، فهو يتأجل من شهر الى شهر، لا نتائج، لا تطبيق لبنوده، ولا حلول، واكثر من ذلك، فممنوع على المتحاورين الخلاف، وممنوع على المتحاورين رفض الحوار. حكومة تجتمع استثنائياً لطمر النفايات ومرة لبحث الموضوع البيئي، وجدول الوطن المتراكم بالمطالب الضرورية يرجأ بانتظار حلول سحرية لم تأت مرة واحدة على أرض الواقع. الشعب يعيش الانتظار القاتل، والشعب يراوح في الوقت الضائع، فكل الهموم المعيشية لا تبحث، فيما المسؤولون منشغلون بحوار أصبح دون معنى ودون فائدة، فيما الخلاف ممنوع عليهم. وتابعت "الديار" قائلة , لقد خيمت اجواء ايجابية على الجولة التاسعة لمؤتمر الحوار الوطني امس، وأكل المتحاورون البرازق السورية التي عاد بها مهندس الحوار الرئيس نبيه بري من دمشق في اعقاب محادثات «ناجحة وجيدة " مع الرئيس بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع. وقد وضع رئيس المجلس المتحاورين في اجواء هذه الزيارة في شكل مقتضب للغاية مؤكدا على استكمال تحركه العربي الذي يحرز المزيد من التقدم على حد قوله. وعلم ان كلام الرئيس بري عن زيارته دمشق لم يستغرق النصف دقيقة قال خلالها انه عندما زار القاهرة مؤخراً طلب من القيادة المصرية المساعدة في العمل على تنفيذ قرارات الحوار وموضوع العلاقات اللبنانية - السورية، وانه سمع من المسؤولين المصريين وعلى رأسهم الرئيس حسني مبارك كلاما ايجابياً لجهة بذل المزيد من الجهد في هذا الاتجاه والتواصل مع دمشق في هذا الخصوص.. واضاف رئيس المجلس انه منذ أيام قرأ المقابلة التي اجرتها صحيفة «الحياة مع الرئيس الاسد والكلام الايجابي الذي قاله، ووجد في ضوء ذلك ان هناك فرصة متاحة للتحرك من اجل تحسين العلاقة اللبنانية - السورية، وقرر طلب موعد لزيارة الرئيس السوري فكان تحديد الموعد والقيام بهذه الزيارة التي اجرى خلالها محادثات مع الرئيس الاسد وصفها بأنها كانت ايجابية وجيدة، مضيفاً «لقد قمت بواجبي وسأتابع تحركي ليس فقط مع سوريا ولكن باتجاه العديد من الدول العربية" مشيراً في ذلك الى ما تردد عن التحضير لزيارة سيقوم بها في وقت لاحق الى المملكة العربية السعودية. وعندما سئل الرئيس بري في اول الجلسة عما ذكر في احدى الصحف عن مفاجأة يحملها سأل رئيس المجلس «أية مفاجأة؟" نافياً ان يكون حمل مفاجأة الى المتحاورين . ولم يستوضح المشاركون في الجلسة عن تفاصيل الزيارة لدمشق واكتفوا بما قاله رئيس المجلس. واجمع المتحاورون على ان هذه الجولة كانت من افضل الجولات واخذت التطورات الخطيرة في فلسطين المحتلة والمنطقة حيزاً كبيراً في الجلسة تخطى الساعتين واجمع المؤتمرون من دون استثناء على ادانة العدوان الاسرائيلي ودعوة المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته. واتفق المتحاورون على اصدار بيان في هذا الخصوص شكل قسم منه مضمون الرسالة التي كان وجهها الرئيس بري صباح امس الى الاتحادات البرلمانية الدولية والاسلامية والعربية. ودان مؤتمر الحوار في بيانه «العدوانية الاسرائيلية المتمادية التي تمثل اعلى درجات ارهاب الدولة، داعياً المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته ازاء الهجمة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وما يحصل في غزة واكد ان لبنان شعباً ومجلساً وحكومة يعلن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، مطالباً تحريك مجلس الامن والامم المتحدة ازاء هذا الاجتياح. وفي جولة الامس قدم الرئيس امين الجميل دراسته المكتوبة عن الاستراتيجية الدفاعية. ولفت في جولة الامس تطرق المتحاورين الى موضوع وجود عناصر «للقاعدة" في لبنان، واكد النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله وجود مثل هذه العناصر. وقال الحريري: انه في الحديث مع دمشق يجب اثارة دخول عناصر من القاعدة عبر الحدود السورية - اللبنانية مع العلم ان سوريا قامت بضبط الحدود السورية - العراقية. ورد نصرالله: «ان عناصر القاعدة لا يدخلون فقط عبر الحدود بل ايضاً عبر مطار بيروت ، مشيراً الى وجود عناصر للقاعدة في المخيمات الفلسطينية. وهنا كشف سعد الحريري النقاب عن توقيف الاجهزة الامنية لعدد من عناصر القاعدة بينها مسؤول كبيرة لهذا التنظيم في لبنان وسوريا. وفي المداخلات التي قدمت، شدد الرئيس بري على الوحدة الوطنية، قائلاً قبل ان نتكلم عن سلاح المقاومة علينا ان نرى الاخطار المحدقة في المنطقة وما تقوم به اسرائيل اليوم فهي تغتال فلسطين مرة اخرى. اما الامين العام ل«حزب الله " السيد حسن نصرالله فقال انه لم يدع يوما ان المقاومة هي المسؤولة عن امن الوطن، مشددا على مسؤولية الجيش في هذا الصدد، وداعيا الى بناء الدولة القادرة والقوية والعادلة والمقاومة لانها هي المدخل الصحيح في كل المواضيع، وطالب بتشكيل حكومة انقاذ وطني او حكومة وحدة وطنية. وفي مداخلة نفى العماد ميشال عون الادعاءات والترويجات عن وقوفه ضد الحوار مذكرا بانه كان الاول الداعي للحوار منذ 15 سنة، وانه
كان الاول في رفض كل شيء غير حواري، لكنه انتقد «الرتابة في الحوار التي جعلت الانتظار عند الناس يصل الى مرحلة الشلل والملل ولفت في الجلسة تأكيد كل من جنبلاط وجعجع على وجوب اصدار موقف لادانة العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، واشادة زعيم المختارة بالعملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية واسرها الجندي الاسرائيلي. واذا كان النقاش في الاستراتيجية الدفاعية لا يزال في منتصف الطريق تقريبا فانه يسجل حتى الان ان هناك اجماعا من المؤتمرين على مختلف انتماءاتهم بشكل لا يقبل اللبس على ان العدو هو اسرائيل. خلال الجلسة حمل النائب سعد الحريري طبقا من البرازق السورية كان وضع الى جانب اطباق الحلويات الاخرى من «البتي فور " و«الكرواسان "التي توضع عادة للمؤتمرين وقصد الرئيس بري قائلا «شو جبتلنا من الشام؟ الرئيس بري : هذا شرف لا انكره، هذا شرف ادعيه، ثم اكل من البرازق واعطى الحريري من الحلوى التي كانت في صحنه. واخذ الرئيس بري بعد ذلك طبق البرازق ليقدم للنائب جنبلاط الذي اكل من الطبق بتلذذ. وهنا قال النائب اغوب بقرادونيان لجنبلاط : «شو طيبين؟ جنبلاط :«هذا من صنع الشعب السوري وانا ليس لدي اي شيء ضد الشعب السوري واخذ الرئيس امين الجميل طبق البرازق واكل منه ثم اعطى ايضا النائب الحريري مرة اخرى وكذلك الرئيس السنيورة وبعض المشاركين. وقال الرئيس بري في مؤتمره الصحفي عن هذا الموضوع ان جميع الذين يجب ان يأكلوا البرازق اكلوا من الطبق. وذكرت مصادر المجتمعين ان جعجع اكل من البرازق لكنه نفى ذلك معللاً السبب بالسكري. في بداية الجلسة شكر مدير طاولة الحوار رئيس مجلس النواب نبيه بري التزام الافرقاء كافة بميثاق الشرف، لافتا الى انه مهم وايجابي باستثناء الحكومة (مازحا) التي لا علاقة لها بميثاق الشرف. فرد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالقول «انا العاشق الوحيد * الجميل: ثم تحدث الرئيس امين الجميل فاشار الى موضوع الاحصاءات عن التجنيس التي وزعها وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت وتظهر نحو 203 الاف مجنس حيث تشير نظريا هذه الاحصاءات الى ان هناك نحو مئة فلسطيني مجنس ولكن هناك عددا كبيرا من مكتومي القيد ومن مواليد حيفا ويافا وقرى فلسطينية اخرى ما يجعل ان حجم التجنيس الفلسطيني هو اكبر من ذلك بكثير. وفي موضوع استراتيجية الدفاع وزع الرئيس الجميل ورقته على المشاركين وفيها تركيز على مسلمات ثلاثة: 1 - منطلقات اساسية للنظرة الى الموضوع الدفاعي. 2 - اتفاق الطائف ومدرجاته. 3 - القرارات الدولية الداعمة للبنان. وشرح الجميل مضمون ورقته بعدما وزعه على المشاركين واشار الى ان منطقة مزارع شبعا هي جغرافيا عسكرية بحت وان الامم المتحدة تطلب من سوريا ترسيم الحدود ونحن في انتظار قيامها بذلك. وركز على موضوع من يضع يده على الزناد ومن يعطي الامر في السلم والحرب، مشددا على مسؤولية الدولة في ذلك وقال ان موضوع حماية لبنان هي موجبات لبنانية شاملة. ووصفت المصادر ورقة جنبلاط بانها تتضمن استراتيجية دفاعية مستوحاة من النظام السويسري اي ان كل مواطن خفير. * واخذ النائب بطرس حرب الكلام فاكد على العيش المشترك والتضامن والا نكون متاريس في وجه بعضنا، لافتا الى انه كي نحرر شبعا يجب الا نخسر لبنان. * الحريري: ثم تحدث النائب سعد الحريري فقال: ان الوضع في غزة خطر سواء ما حصل هناك او تحليق الطيران فوق سوريا ما يعني ان اسرائيل بدأت مرحلة جنونية ويجب التصدي لها بوحدتنا الوطنية. بري: وهنا قال الرئيس بري: ان وحدتنا الوطنية مهمة جدا ونسمع يمنة ويسرة عن الحوار وعدم الوصول الى نتيجة فيه واود ان اشير الى ان هناك دولا بقيت نحو خمسة او ستة شهور لتحديد شكل طاولة الحوار. * الحريري: وهنا قال الحريري: هناك اناس بقيوا يفاوضون نحو عشرين سنة. بري: وهنا لفت بري الى انه الاجتماع التاسع. وفي الموضوع الفلسطيني طلبت المساعدة مني ومن النائب الحريري ومن السيد حسن السيد نصر الله وهذا يعني اننا هنا على طاولة الحوار نواكب تطورات الامور ومجرياتها. وقال: ان الكلام هنا يشبه لغاية الان الحب العذري الذي لا يوصل الى اي نتيجة لذلك سنواصل الجهود للوصول الى نتيجة. اضاف: ان الاسرائيليين ليسوا بحاجة الى حجة او ذريعة للقيام بعدوان والرسالة الى سوريا هي بسبب وجود احد قادة «حماس " فيها، واشار الى انه التقى الرئيس المصري حسني مبارك ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان وتم الاتفاق على القيام بخطوة ما * ثم قدم النائب العماد ميشال عون مداخلة قال فيها: نحن اكثر الناس واول الناس الذين تكلموا بالحوار، ولقد كرسنا الحوار بتفاهم، ولقد كنا اول من رفضنا كل شيء غير حواري، ولكن الرتابة بالحوار جعلت الانتظار عند الناس يصل الى مرحلة الشلل، وان حالة الانتظار الطويل تؤدي الى الملل بينما التطبيق العملي هو المفيد... والوحدة الوطنية من زمان وحتى اليوم نسمعها ونكررها وكأنها هي الحالة الوحيدة المفقودة، الوحدة س
ابقا كانت تعني المشاركة وازالة الغبن وبعدها صارت السيادة والاستقلال هي وحدة العيش والوحدة الوطنية. وقال المشاركة في الحكم هي الاساس وهي احساس يعني معنى الارتباط والهوية. واما في قضية المقاومة فهي تشكلت نتيجة ظروف موضوعية وعلينا البحث في ما اذا كانت هذه الظروف لا تزال موجودة او زالت ونقارب الموضوع من هذه الزاوية. واذا لم تنزل هذه الظروف فمعنى ذلك انه من الضروري ان تبقى، ولكن من ينسق بين الدولة والمقاومة؟ كيفية القرار؟ السلاح ليس من الضروري ان يكون ردعيا، السلاح بحد ذاته غير ردعي، من يضغط على الزناد هو القوة الردعية. ففي مقاومة ديغول كانت السكين هي القوة الردعية، اما في ايام ميتران فان السلاح النووي لم يكن قوة ردعية. وفي الدولة القادرة والقوية لا داعي للبحث في مسألة السلاح. اذن اساس بحثنا يجب ان يكون كيف نبني دولة تعطي طمأنينة وبالتالي كل شيء يصبح وارد بحثه. * المر: وتكلم النائب ميشال المر فأشار الى وجود مخطط اسرائيلي شارحا تطورات الاوضاع ومسارها وقال: «المسيحيون عم يزيتو البواريد شاعرين انو في شيء وهنا تدخل تويني وقال: «ابعتلي بارودة * وقدم السيد حسن نصرالله مداخلة استهلها مقترحا ان يخرج شيء عن طاولة الحوار تضامنا مع الشعب الفلسطيني، معتبرا ان ذلك يفيد كثيرا لبنان ويساهم في توازن الوضع. وفي هذا المجال يشار الى ان جنبلاط وجعجع شددا ايضا على الخروج بموقف تضامني مع الشعب الفلسطيني وادانة العدو الاسرائيلي. وقال السيد نصرالله: انا لم ادّعِ مرة ان المقاومة هي المسؤولة عن أمن الوطن، ولكن الجيش هو المسؤول عن امن الوطن. ولكن عندما تخلت الدولة عن مسؤوليتها فان مسؤولية الشعب كانت حكما المقاومة. وسأل: هل الدولة مع المقاومة هي الحل؟ هناك شيء مشترك والجميع مؤمن بدور الجيش. المقاومة بجانب الجيش ام هي جزء من تراتبية الجيش؟ فلنسأل الجيش ما هي نظرته، نحن نناقش، ولكن بداية قلت ان من يحمي هي الدولة القوية القادرة العادلة المقاومة. المدخل الصحيح في كل المواضيع هو بناء هذه الدولة ولنضع هذا الموضوع على طاولة النقاش. فلنتفق على بناء الدولة وعلى بناء الجيش بعقلية وطنية. لقد ذكر ان عدد السواح بلغ حوالى مليون وسبعمئة الف سائح اذن المقاومة ليست عقبة او عائق امام حركة السياحة. ان بناء الدولة القوية الوطنية لا يعيقه سلاح المقاومة، تعالوا نبني هذه الدولة. وطالب نصرالله بتشكيل حكومة انقاذ وطني او حكومة وحدة وطنية مضيفا: الموضوع الجوهري والاساسي هو بناء الدولة، وطاولة الحوار لا تتجاوز صلاحيات المؤسسات الدستورية. انني اقترح ان تفكروا من دون مناكفة بتشكيل حكومة وحدة وطنية. * جنبلاط: وقال النائب جنبلاط: نحن نتكلم عن الدولة المقاومة، سائلا السيد نصرالله عن الصواريخ المجهولة الهوية. وأيد كلام العماد عون في موضوع مَن يملك القرار بإطلاق النار. ودافع جنبلاط عن اتفاق الهدنة وقال: هذا لا يعني السلم. فأيده السيد نصرالله بذلك. وقال: عندما يكون اتفاق هدنة يعني هناك حالة حرب. وأيد بري ما قاله السيد نصرالله. * وتكلم الرئيس بري عن اتفاق القاهرة، مشيرا الى ان «الناس بدها ترتاح وبحسب الاحصاءات يجب ان يكون عديد الجيش اللبناني 80 الفا. واضاف بري: نحن قبل ان نتكلم عن سلاح المقاومة علينا ان نتكلم عن الاخطار في المنطقة، فها هي اسرائيل تغتال فلسطين، وعلينا ان نفكر كيف نحصن وضعنا. واشار الى انه لاول مرة يوجد في الجنوب هذا العدد من الجيش وقوى الامن الداخلي. * ثم تحدث الدكتور جعجع فأشار الى ان الوضع في غزة يتفاقم، وطلب من وزير الداخلية اعطاء صورة عن الوضع في الجنوب وعن واقع القوى الامنية والجيش. وأشار الى ان هناك بعض المناطق مقفلة لا تستطيع القوى الامنية دخولها، لافتا الى انه عمليا هناك نحو الف عنصر من القوة المشتركة موجودون في مختلف قرى الجنوب. * وهنا قال السيد نصرالله: عندما تكون هناك مناطق مقفلة اي ان المقاومة موجودة فيها فأنا مسؤول وأنا اؤكد أنه لا يطلق منها اي صاروخ. وقال جنبلاط: اتفقنا على ضبط السلاح الفلسطيني ومتفقون ايضا على ان كل الطوائف فيها عملاء! لافتا الى ان خطف الجندي الاسرائيلي من قبل الفلسطينيين عمل ممتاز. وهنا قال السيد نصرالله: عندما تكون هناك مناطق مقفلة اي ان المقاومة موجودة فيها فأنا مسؤول وأنا اؤكد انه لا يطلق منها اي صاروخ. وقال جنبلاط: اتفقنا على ضبط السلاح الفلسطيني ومتفقون ايضا على ان كل الطوائف فيها عملاء! لافتا الى ان خطف الجندي الاسرائيلي من قبل الفلسطينيين عمل ممتاز. وهنا قال السيد نصرالله: يجب تقوية الشبكات الامنية، منوها بما حققه الجيش في موضوع الشبكة الارهابية المرتبطة باسرائيل، مؤكدا ان لا علم له على الاطلاق بها. وقال جعجع: الصواريخ شيء غير مجد وامساك الشبكة شيء مهم. ولفت جنبلاط الى ان كلام الاسد عن «القاعدة "في لبنان خطير. وهنا قال الحريري: حدودنا مع سوريا حوالى 300 كلم يجب ضبطها لأن ال
حدود السورية العراقية المشتركة اطول من ذلك بكثير وتم ضبطها. (وجرى حوار حول وجود عناصر قاعدة في لبنان، النص في مقدمة العرض) وجدد الحريري التأكيد على الالتزام بميثاق الشرف، في حين اكد الرئيس السنيورة على عدم الاستدراج للتصعيد لأن هناك تجديداً للقوة الدولية بعد 15 يوما. فقال السيد نصرالله: هذا مهم ونحن نعرف ان المصلحة الاساسية في هذا الموضوع هي لاسرائيل. واشار تويني الى تجربته في الامم المتحدة في هذا الاطار. وعلم ان خلوة عقدت بين السيد نصرالله والعماد عون بعد جلسة الحوار. واضافت "الديار" انه بعد الجلسة عقد الرئيس بري مؤتمرا صحفيا تلا فيه بيانا باسم المجتمعين عن ادانة العدوان الاسرائيلي والتضامن مع الشعب الفلسطيني. ووصف المناقشات التي جرت في الجلسة بانها «سارت في شكل ايجابي ومتقدم ومطمئن على رغم كل ما قيل آملين ان يصار الى موقف واحد موحد ازاء سلاح العدوان وفي الوقت نفسه يعني ذلك ازاء الخطة الدفاعية اللبنانية. وسيتابع هذا الموضوع ايضا في جلسة اخرى تحدد موعدها في الخامس والعشرين من شهر تموز المقبل. وان سبب طول المدة الفاصلة عن الموعد انه كنا سنقرره في 11 و 13 تموز انما هناك بعض الارتباطات للمتحاورين جعلت الوقت المناسب للجميع هو 25 تموز اضاف: «واكد مؤتمر الحوار بالاجماع على الاستمرار في الالتزام بميثاق الشرف الذي سبق وتعهدنا به في المرة السابقة وردا على سؤال قال: «الحقيقة الايجابية التي تتعلق بالخطة الدفاعية استنتجتها من داخل المؤتمر وهي حرص الجميع على ان للبنان عدوا وان الكل لديهم الحرص نفسه للحفاظ على وحدة لبنان وسيادته والدفاع عنه، هذا الامر كان جليا وواضحا وصريحا من جميع المتحاورين من دون اي تمييز او استثناء الامر الذي يشجع لانه عندما تكون المعطيات واحدة فستكون النتيجة موحدة وعن موقف العماد عون قال بري: - العماد عون ليس اقل حرصا لا بل اكثر حرصا على موضوع الحوار. ما قصده العماد عون ان التنفيذ بالنسبة الى الحوار لم يتم في الامور التي تقررت ولم ينفذ منها شيء وهذا امر صحيح، اوضحنا ان مهمة الحوار حتى لو انتهى جدول الاعمال متابعة التنفيذ ومساعدة الحكومة على ذلك، هناك التباس في الموضوع والعماد عون ليس اقل حرصا من غيره. وردا على سؤال قال رئيس المجلس: - سوريا كانت دائما رائدة في موضوع المقاومة ومدافعة عن المقاومة لا بل كانت جزءا مكونا من هذه المقاومة وانا كفصيل مقاوم اعترف انني تلقيت المساعدة من سوريا في موضوع المقاومة. على صعيد آخر، عقد مجلس الوزراء عصر امس جلسة له ترأسها رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وجرى في بدايتها نقاش سياسي تركز بشكل خاص حول الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة وما تقوم به اسرائيل من اعتداءات على قطاع غزة. كما سجل نقاش لم يخل من الحدة بين وزير الزراعة طلال الساحلي ووزير الاعلام غازي العريضي على خلفية مشكلة تعاونيات بيروت. وعلمت «الديار " ان الوزير الساحلي والذي ادلى بملف حول الموضوع قاطعه الوزير العريضي قائلا ان هذه المعلومات تشكل اهانة لمجلس الوزراء. فرد عليه الساحلي قائلاً: انا الوزير المسؤول عن هذا الملف واعني ما اقول فأجاب العريضي انه لم يكن يقصد الوزير في كلامه لكن مضمون التقرير. كذلك حصل نقاش حاد ما بين الرئيس السنيورة ووزير الصحة حيث تحدث السنيورة عن ضرورة ان يقوم لبنان بايفاء التزاماته المادية للخارج لا سيما في موضوع اقفال ملف المحرقة لان ذلك في حال لم يحصل فسينعكس سلباً على اسم لبنان في الخارج على صعيد الموضوع المالي وهنا تدخل خليفة قائلاً: بان هذا جيد لكن على الدولة قبل ذلك ان تفي بالتزاماتها المالية داخلياً وان تسدد للمستشفيات المستحقات التي اصبحت هائلة. وعندها جرى حديث في هذا الموضوع اتفق على اثره بان يجري دفع المستحقات المالية للمستشفيات عن العام 2005 على ان يجري تشكيل لجنة للتدقيق في حسابات المستشفيات من العام 2001 حتى العام 2004. وكانت جلسة مجلس الوزراء بدأت بمداخلة للرئيس لحود حول العدوان الاسرائيلي على غزة وقال ما يجري فيه اطاحة لكل القيم الانسانية ويشكل عملية ابادة جماعية للشعب الفلسطيني. واطلع السنيورة مجلس الوزراء انه اجرى سلسلة اتصالات مع امين عام الجامعة العربية عمرو موسى مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا، وانه سيتصل بالامين العام للامم المتحدة كوفي انان. واشار الى ان هذه الاتصالات تهدف الى العمل لتقديم شكوى الى مجلس الامن عن هذه الاعتداءات.
ـ الأنوار ـ
قالت "الأنوار" ان جلسة الحوار التي تميزت (بالهدوء والصراحة) امس كما قال المتحاورون، تطرقت الى مواضيع عدة تتناول شؤون الامن والدفاع وانتهت الى بيان يندد بالعدوانية الاسرائيلية المتمادية والتي تمثل اعلى درجات ارهاب الدولة. وقال الرئيس نبيه بري ان المناقشات سارت في شكل ايجابي ومتقدم ومطمئن على رغم كل ما قيل. وبدا المتحاورون من خلال اللقطات التي اتخذت لهم، في انسجام تام وهم يأكلون الحلوى السورية الشهيرة البرازق، وخاطب الرئيس بري الصحافيين عندما طلبوا تقديم البرازق لهم قائلا: عندما يأكل مؤتمر الحوار جميعكم تأكلون الذين يجب ان يأكلوا برازق، اكلوا. ثم عاد الحديث الى طابعه الجدي وقال الرئيس بري: دان مؤتمر الحوار الوطني العدوانية الاسرائيلية المتمادية التي تمثل اعلى درجات ارهاب الدولة، داعيا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته ازاء الهجمة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وما يحصل في غزة، كما ان لبنان شعبا ومجلسا نيابيا وحكومة يعلن تضامنه الاخوي مع الشعب الفلسطيني الشقيق. ويطالب مؤتمر الحوار الحكومة اللبنانية بالتعاون مع الدول العربية بتحريك مجلس الامن الدولي والامم المتحدة ازاء هذا الاجتياح والحرب المعلنة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني. واضاف انه خلال النظر بجدول الاعمال سارت المناقشات بشكل ايجابي ومتقدم ومطمئن رغم كل ما قيل ويقال، املين ان يصار الى موقف واحد موحد من سلاح العدوان وفي الوقت نفسه من الخطة الدفاعية اللبنانية، وسيتابع هذا الموضوع ايضا في جلسة اخرى حدد موعدها في الخامس والعشرين من تموز المقبل. وقبل ان تسألوني اقول لكم ان سبب طول المدة بين الجلستين هو ارتباط بعض المتحاورين وكان التاريخ المناسب لنا جميعا هو 25/7/.2006 ولوحظ ان تسريبات عدة وزعت عن مناقشات الجلسة امس، وعن مواقف كل من المتحاورين. وبعد الجلسة قال الرئيس فؤاد السنيورة ان المناقشات كانت على درجة عالية من المسؤولية والصراحة ودقة الموقف. وذكر ردا على سؤال حول زيارته لدمشق (طولوا بالكم، انا لست مستعجلا، وكل شيء يتم بهدوء). واعلن العماد ميشال عون: كان هناك توافق على الالتزام بميثاق الشرف. وعن الترحيب به في دمشق من قبل الرئيس بشار الاسد، قال عون ليس واردا في هذه اللحظة، بل يمكن ذلك في المستقبل وانا لا افوض نفسي واذهب من دون تكليف إما من مجلس النواب او من لجنة الحوار او لا اذهب لأن من يكلف نفسه بدور يجب ان يكون ممثلا للمجموعة التي تقرر وانا لا اقيم ارتباطا جزئيا مع دولة. وقال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع: اليوم اردت ان اتحدث لأن موضوع الحوار وأهميته اكبر بكثير مما يعتبر البعض، يمكن ان يعتبر بعض الناس ان هذه الجلسات تكون طويلة ويجري الحديث في خلالها في امور عدة وأنه صدرت قرارات لم ينفذ منها شيء وكأنه لم يصدر شيء. وهذا الكلام غير دقيق لان المواضيع المطروحة لا احد يتصور بأنها خلال جلسة او اثنتين. وكان المتحاورون قد اثاروا مواضيع التجنس واتفاق الهدنة واطلاق الصواريخ من الجنوب، والمعلومات عن وجود القاعدة في لبنان. وقد اشار الامين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصر الله الى ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية، فرد النائب وليد جنبلاط بالقول الجميع مشاركون في الحكومة باستثناء العماد عون الموجود معنا على طاولة الحوار، وهو عمليا مشارك في القرار، وتاليا دعونا نلعبها ديمقراطية ونترك الامر للانتخابات النيابية المقبلة التي تنبثق عنها مباشرة حكومة جديدة. على صعيد اخر عقد مجلس الوزراء جلسته العادية التي طغت عليها أحداث العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة فقررت الحكومة القيام بمبادرة مع الدول العربية في مواجهة الاعتداء الاسرائيلي. وقرر مجلس الوزراء تشكيل لجنة من وزيري الصحة والمالية لتحديد الديون المستحقة للمستشفيات من العام 2001 ولغاية العام 2004، بالاضافة لاجراء عقد مصالحة مع المستشفيات المتعاقدة مع وزارة الصحة لدفع مستحقاتها عن العام .2005 هذا وحذر رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري من خطورة تصاعد وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وقيام قوات الاحتلال الاسرائيلي باتباع اساليب قمعية جديدة لتقويض اسس السلطة الفلسطينية ومنعها من القيام بمسؤولياتها لاجل ابقاء احتلالها للاراضي الفلسطينية واجهاض كل مساعي الحلول السلمية لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال النائب الحريري: ان ما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والاستعدادات العسكرية الضخمة يتجاوز كل الادعاءات الاسرائيلية، وصولا الى القضاء على كل مقومات المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي وقطع الطريق على الجهود السياسية المبذولة لحل الازمة سلميا. اضاف: ان استنكار الاعتداءات لم يعد يكفي، بل ان الامر يتطلب تحركا عربيا على مستوى خطورة ما يحضر ضد الشعب الفلسطيني ولوقف هذه الاعتداءات ومنع اسرائيل من تنفيذ مخططاتها التوسعية وصولا الى
اعادة فتح الطريق امام مساعي السلام من جديد على اساس المبادرة التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في قمة بيروت العربية. وختم الحريري بالقول: ان العدوان الاسرائيلي المجنون يهدد بجر المنطقة بأسرها الى حلقة عنف خطيرة، مما يستدعي تحركا عاجلا وفاعلا من المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان الاسرائيلي وتداعياته المدمرة.
ـ صدى البلد ـ
كتبت "صدى البلد" تقول , لقد طغى الوضع المتفجر في الاراضي الفلسطينية المحتلة على الجولة التاسعة لمؤتمر الحوار الوطني أمس، اذ تبادل المتحاورون خلالها "المواعظ" الداعية الى توحيد الصفوف لمواجهة ما يمكن ان يتلقاه لبنان من انعكاسات ما ارجأ البحث في الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان الى جولة جديدة تعقد في 25 تموز المقبل، في الوقت الذي وسّع مدير الحوار رئيس مجلس النواب نبيه بري جدول اعمال الحوار ليشمل متابعة تنفيذ مقرراته ومساعدة الحكومة على ذلك. وفيما قدم برّي الى المؤتمرين عرضا موجزا ومقتضبا جدا لنتائج زيارته الى دمشق امس الاول، مستعينا بتقديم حلوى "البرازق" الدمشقية الى المؤتمرين بهدف اشاعة مناخ هادئ ازاء موقف بعض اركان الحوار من دمشق، وكانت المفاجأة ان رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري بادر الى حمل "البرازق" وتقديمها الى الحاضرين، خصوصا بعدما قال له برّي: "كول برازق لانها أفضل من السنيورة" فعلّق رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط قائلا: "البرازق من صنع أهل الشام وليس النظام ولذلك سآكل منها". ومع ان بري لم يدخل في التفاصيل، الا انه اوحى ان زيارته الى دمشق اسست لارساء مناخ تهدئة على الجبهة اللبنانية - السورية سوف تتوّجه زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لدمشق على ان يسبقها "مخرج معين" ستتم بلورته في قابل الايام، علما ان بري ابلغ الى السنيورة في خلوة "على الواقف" بينهما، انه لم يحدد له موعدا لزيارة دمشق "لاني لم اكن منسقا لهذا الشأن معك مسبقا". وعلمت "صدى البلد" ان بري اتفق مع الحريري على هامش الجلسة الحوارية على لقاء يرجح ان يعقد بينهما اليوم، فيما سجلت خلوات جانبية قبيل انتهاء الجلسة وبعدها بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، وبين نصرالله ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وبعد ان وزع الرئيس امين الجميل على المتحاورين مذكرتين حول التوطين والاستراتيجية الدفاعية كانت لعون مداخلة حول الوحدة الوطنية التي قال انها كانت بداية تعني ازالة الغبن، ثم تدرجت تاريخيا لتعني المشاركة ثم السيادة والاستقلال لتصبح الآن المشاركة في الحكم. ومن جهته، ركز الحريري في اكثر من مداخلة له على الوحدة الوطنية مؤكدا وجوب ان "نقوي حالنا ونرص صفوفنا" لمواجهة اي انعكاسات يمكن ان تنجم عما ترتكبه اسرائيل ضد الفلسطينيين. اما النائب جنبلاط، فاشاد بالعملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية اخيرا وما تلاها من عمليات، وقال: "ان سلاح المقاومة ليس هو المهم، انما المهم هو المواءمة بين سلاح المقاومة والحكومة"، وتطرق الى موضوع العمالة لاسرائيل وقال: "ان العملاء يمكن ان يكونوا من كل الطوائف" وذلك في اشارة غير مباشرة منه الى الشبكة الارهابية المتعاملة مع اسرائيل التي ضبطتها مديرية المخابرات في الجيش اخيرا. وقال مصدر شارك في الحوار لـ "صدى البلد" ان احداث غزة والموجة التصعيدية الاسرائيلية تركت بصماتها على المتحاورين الذين رأوا ان هذه الموجة تتعدى غزة وقد تصيب شظاياها لبنان. ولفت المصدر الى ان الحديث عن "الاستراتيجية الدفاعية" لم يعد حديثا عن وهم او خيال بل ثمة مثال ظاهر كان ماثلاً في وعي المتحاورين. ولاحظ المصدر ان ما طرحه الرئيس الجميل حول الاستراتيجية الدفاعية, يتقاطع مع رؤيتي جنبلاط وجعجع وقال ان كل هذه الطروحات تختلف في أسلوب العرض والمفردات لكنها تتقاطع عند فكرة أساسية تنادي ب"مرجعية عسكرية واحدة". ورد السيد حسن نصرالله في مداخلته على الذين يعتبرون ان المقاومة تضعف دور الجيش اللبناني والدولة في الدفاع عن الوطن فقال: "الأصل هو ان الدولة هي المسؤولة عن الدفاع والجيش هو الأصل في حماية الدولة والوطن, لكن الدولة لم تستطع ان تدافع عن ابنائها, لذلك نريد ان نبني معاً الدولة العادلة والقادرة وللوصول الى هذه الدولة نحن في حاجة الى حكومة وحدة وطنية". وخاطب نصرالله المتحاورين: "دعونا نفكر كيف نبني الدولة العادلة والقادرة", وسأل: "هل يمكن للدولة اليوم ان تدافع عن لبنان في معزل عن المقاومة؟ واذا كان الجواب لا, فما المصلحة في إلغاء هذه المقاومة". وقال نصر الله: "فلنضع استراتيجية تصل بمؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية الى هذه النتيجة أي القدرة على حماية البلد من أي عدوان إسرائيلي وحينها يصبح ترك هذه المهمة الدفاعية لمؤسسات الدولة وحدها أمراً موضوعيا"ً. ولدى حديث نصرالله عن تشكيل حكومة وحدة وطنية علق جنبلاط على هذا الطرح رافضاً "ضم أتباع سورية". وذكر المصدر ان جعجع توقف عند مداخلة نصرالله ورأى "انها تشكل مدخلاً جدياً للتوصل الى تصور مشترك في شأن الاستراتيجية الدفاعية". وأيد معظم المتحاورين طرح جعجع ولم يبد أحد من الحاضرين أي اعتراض او ممانعة فبدا وكأن هناك اجماعاً على هذا الطرح. من جهة ثانية رد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لدى سفره أمس الى الولايات المت
حدة في زيارة راعوية على الانتقاد اللاذع الذي عبّر عنه الوزير السابق سليمان فرنجية ضد المطران يوسف بشارة, مبدياً أسفه "لمثل هذه الأقوال". وقال: "ان الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية هو ابن الكنيسة المارونية وابن زغرتا ويحرص على الكنيسة المارونية وعلى ابنائها وعلى هيبتها وعندما يتناول حبراً من أحبارها فأعتقد ان هذا التناول ليس في موضعه ولكن نأمل ان يكون هناك تفاهم ولا يمتد الأمر الى ما هو أبعد من ذلك".
ـ الشرق ـ
كتبت "الشرق" تقول ان "البرازق" التي حملها رئيس مجلس النواب نبيه بري معه الى طاولة الحوار من العاصمة السورية، طغت على مواضيع الزيارة واستراتيجية الدفاع التي كانت موضوع مؤتمر الحوار في جلسته التاسعة امس. وقد تحوّل موضوع من أكل "البرازق" ومن استنكف عن أكلها هو السؤال الذي تناقلته ألسنة الصحافيين خلال حواراتهم مع اطراف وقادة الحوار لدى مغادرتهم الجلسة. وقد حاول كل من المتحاورين أن يعطي لجوابه مغزى سياسياً عن مشاركته في هذه "الوليمة" بمن فيهم الرئيس بري الذي رمى الكرة في ملعب النائب سعد الحريري كدعابة ظاهرة. واللافت كما اشارت مصادر المتحاورين ان الجميع تناول البرازق باستثناء من تفاداها بسبب "السكّري". وإذ قصد الرئيس أمين الجميّل كما تقول المصادر بالتقاط الصورة وهو يشارك في هذه الوليمة، أوضحت أن الجلسة حملت ضيافات عديدة من قبل المتحاورين لبعضهم البعض. وفي حين سئل الرئيس برّي عن زيارته الى دمشق أول من امس، اكتفى بالقول انها كانت زيارة ايجابية، نافياً ان تطرح في الجلسة اية مفاجأة. وهكذا انعقدت الجلسة بلا مفاجأة وبلا كلام مطوّل على زيارة دمشق، بل انحصر البحث في الاستراتيجية الدفاعية، حيث قدّم كل من المتحاورين مطالعته بهذا الشأن. فتحدث الرئيس الجميّل عن رؤية الاكثرية للاستراتيجية وبلغة فهمت انها معقولة وترضي عدداً لا بأس به من الاطراف. وأعطى النموذج السويسري عن هذه الرؤية. كما تحدث النائب بطرس حرب عن الخطر الكبير الذي يحدق بلبنان جرّاء التطورات في المنطقة. كذلك كانت مداخلة للنائب غسان تويني أعاد فيها التذكير بما طرحه في الجلسة الماضية حول مشروع الامام موسى الصدر في السبعينيات. وأشارت المصادر الى ان الرئيس بري كان يرد على كل المداخلات النيابية وهو تحدث عن كل شيء عن الجيش والمقاومة، مدافعاً عنها وعن أهمية التصدّي للعدوان الاسرائيلي. ورأت ان هذا البند سيأخذ بحثه وقتاً مطوّلاً، وأن النائب ميشال عون طرح ضرورة تنفيذ مقررات الحوار الوطني سائلاً عن جدية التنفيذ، فكان الجواب ان كل الامور ستظهر نتائجها لاحقاً في المستقبل. ولفتت المصادر الى ان الرئيس بري تكلّم مطولاً في جلسة، امس، عن الاستراتيجية معلقاً على كل المداخلات التي لم تنته الى اي شيء جديد، بانتظار ما تحمله الايام المقبلة، علماً ان مشاورات واتصالات عدة ستجري من أجل بلّورة الصورة حول زيارة رئيس مجلس النواب الى دمشق ونتائجها. من جهة ثانية، ادان مؤتمر الحوار الوطني العدوانية الاسرائيلية المتمادية التي تمثّل اعلى درجات ارهاب الدولة، ودعا المجتمع الدولي الى تحمّل مسؤولياته ازاء الهجمة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وما يحصل في غزة، معلناً تضامن لبنان مع الشعب الفلسطيني، في حين رفع الرئيس بري جلسات المؤتمر الى 25 تموز المقبل بسبب ارتباط بعض المتحاورين بأمور عدة، كما اكد استمرار الالتزام بميثاق الشرف الذي سبق وتعاهد الجميع عليه. ولفت بري الى حرص الجميع على وحدة وسيادة لبنان، مؤكداً ان الجميع سيساعد الحكومة على تنفيذ مقرّرات الحوار. وتابعت "الشرق" قائلة , لقد استأنف مؤتمر الحوار اعمال جلسته التاسعة في الحادية عشرة قبل ظهر امس بحضور جميع القادة المشاركين. وكان اول الواصلين الرئيس بري، يرافقه النائبان سمير عازار وعلي حسن خليل، ثم تباعاً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، يرافقه الوزيران احمد فتفت وميشال فرعون، رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، يرافقه النائبان بهيج طبارة ونبيل دو فريج، الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يرافقه الوزير محمد فنيش والنائب محمد رعد، الرئيس الاعلى لحزب الكتائب امين الجميل يرافقه الوزير بيار الجميل والنائب انطوان غانم، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يرافقه الوزير مروان حمادة والنائب فيصل الصايغ، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يرافقه النائبان ستريدا جعجع وجورج عدوان، النائب بطرس حرب يرافقه النائب جواد بولس، رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب ميشال عون يرافقه النائبان فريد الخازن وعباس الهاشم، الوزير محمد الصفدي يرافقه النائب قاسم عبد العزيز، النائب ايلي سكاف يرافقه النائب حسن يعقوب، النواب: غسان تويني، ميشال المر، اغوب قصارجيان واغوب بقرادونيان ويغيا جرجيان. اثر انتهاء الجلسة الثانية والنصف بعد الظهر، وقبل ان يدلي الرئيس بري ببيانه مازحه الصحافيون بقولهم: لماذا لم تقدّموا لنا البرازق كما فعلتم على طاولة الحوار؟ اجاب: فلنتّكل على الله ونبدأ مباشرة. نحن طعمينا الشباب فوق. وعندما يأكل مؤتمر الحوار جميعكم تأكلون. والذين يجب ان يأكلوا برازق قد أكلوا. ثم تلا الرئيس بري بياناً باسم المتحاورين جاء فيه: "دان مؤتمر الحوار الوطني العدوانية الاسرائيلية المتمادية التي تمثّل أعلى درجات ارهاب الدولة، داعياً المجتمع الدولي الى تحمّل مسؤولياته ازاء الهجمة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وما يحصل في غزة
، كما ان لبنان شعباً ومجلساً نيابياً وحكومة يعلن تضامنه الاخوي مع الشعب الفلسطيني الشقيق. ويطالب مؤتمر الحوار الحكومة اللبنانية بالتعاون مع الدول العربية بتحريك مجلس الامن الدولي والامم المتحدة ازاء هذا الاجتياح والحرب المعلنة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني. ومن هذا المنطلق أيضاً، يتوجّه مؤتمر الحوار الى الاتحاد البرلماني الدولي واتحاد برلمانات دول منظمة المؤتمر الاسلامي واتحاد البرلمانات الآسيوية من اجل السلام، والاتحاد البرلماني العربي والجمعية البرلمانية الفرنكوفونية، مطالباً الجميع بالتحرّك الفوري لممارسة الضغوط على اسرائيل لوقف حربها المفتوحة على الشعب الفلسطيني وتحرير اعضاء المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينيين الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال الاسرائيلي". وتابع: "هذا اول الأمور التي شغلت بال المتحاورين هذا اليوم، وبعدما تناول الاخوة المتحاورون هذا الامر الجلل انتقلوا الى موضوع جدول الاعمال، وسارت المناقشات بشكل ايجابي ومتقدّم ومطمئن على رغم كل ما قيل ويُقال، آملين بأن يُصار الى موقف واحد موحّد من سلاح العدوان وفي الوقت نفسه من الخطة الدفاعية اللبنانية، وسيتابع هذا الموضوع ايضاً في جلسة اخرى حدّد موعدها في الخامس والعشرين من تموز المقبل. وقبل أن تسألوني أقول لكم إن سبب طول المدة بين الجلستين هو ارتباط بعض المتحاورين، وكان التاريخ المناسب لنا جميعاً هو 25/7/2006". وأكد "الاستمرار في التزام ميثاق الشرف الذي سبق أن تعاهدنا عليه في المرة السابقة". وسئل: هل تحدد موعد جديد للرئيس فؤاد السنيورة لزيارة دمشق؟ اجاب: "انا اتحدث اليوم عن مؤتمر الحوار، وما يتعلق بزيارتي لدمشق تحدثت عنه بالامس، وقلت تعاونوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، ولن تأخذوا مني اكثر من ذلك سوى القول ان الامور على خير ان شاء الله". وهل ستتابع بعد هذه الجلسة جولاتك العربية بهدف تنفيذ مقررات الحوار؟ اجاب: "هذا الامر جزء من واجبي ومن التحرك المطلوب مني ايضاً من هيئة الحوار، باعتبار ان ما قررناه كبير جداً لكنه يحتاج الى التنفيذ، فاذا لم يكن هناك من تنفيذ لاي قرار مهما كان كبيراً يصبح كانه لا شيء". وقيل له: ما هو الجديد بالنسبة الى موضوع الاستراتيجية الدفاعية، خصوصاً ان اطراف الحوار قدموا اوراقا جديدة في هذا الموضوع؟ اجاب: "اولاً الاستاذ وليد جنبلاط قدم ورقته منذ الجلسة الماضية. وهذه الورقة وزعت آنذاك، ولكن يبدو ان بعض الزملاء والاخوة المتحاورين قالوا انها لم تصلهم، فامن لهم نسخا منها،.واليوم قدمت ورقة جديدة هي عبارة عن شرح قدمه فخامة الرئيس الشيخ امين الجميل. كما كان هناك شرح لهذا الموضوع ايضاً من عدد من الزملاء الآخرين بينهم الزميل بطرس حرب والاستاذ غسان تويني، والوحيد الذي لم يستطع ان يقدم مطالعته في هذا الموضوع هو انا، اذ لم يتسن لي، وبالتالي سيكون ذلك ان شاء الله آخر العنقود". وسئل: تحدثتم عن ايجابية في هذه الجلسة. فهل هذه الايجابية نتيجة جولاتكم العربية؟ اجاب: "الحقيقة الايجابية التي تتعلق بالخطة الدفاعية استنتجتها من داخل المؤتمر ومن حرص الجميع على ان للبنان عدوا، وان الجميع لديهم الحرص نفسه لجهة الحفاظ على وحدة لبنان وسيادته وعلى الدفاع عنه، وهذا الامر كان جليا وواضحاً وصريحا من جميع المتحاورين، من دون اي تمييز، ومن دون اي استثناء، الامر الذي يشجع، لانه عندما تكون المعطيات واحدة تكون النتيجة ان شاء الله واحدة موحدة". وقيل له: سبق للعماد عون ان قال ان جلسات الحوار عقيمة وملهاة؟ قال الرئيس بري: "العماد عون ليس اقل حرصا، بل اكثر حرصاً على موضوع الحوار. وما قصده بكلامه هو تنفيذ القرارات التي اتخذها الحوار ولم ينفذ منها شيء، وهذا الامر صحيح، وقد اوضحنا ان مهمة الحوار حتى ولو انتهى جدول الاعمال، هي ان يتابع التنفيذ، وبالتالي مساعدة الحكومة على تنفيذ هذا الامر. وسئل: هل تنصح سورية بتبني خيار المقاومة بعد خرق الطيران الاسرائيلي لاجوائها؟ اجاب: "سورية كانت دائما رائدة في موضوع الحوار، ومدافعة عن المقاومة، بل كانت جزءاً مكونا من هذه المقاومة، وانا كفصيل مقاوم اعترف بانني تلقيت المساعدة من سورية في موضوع المقاومة". وسئل: هل يمكن ان تضاف بنود جديدة الى جدول اعمال طاولة الحوار؟ اجاب: "هذا الامر لا اقرره وحدي، انما يقرره جميع المتحاورين، ولكن في رأيي الشخصي اقول لك لا، الحوار له بنود، وعندما ينتهي منها سينصرف الى مساعدة الحكومة على تنفيذ هذه البنود، وهو ليس بالامر السهل. اما البنود الجديدة فلا بد وان يكون هناك اجماع عليها". وعن المقصود من تقديم البرازق للمتحاورين؟ اجاب مازحاً: "ما حدا عمل هذه الشغلة، الشيخ سعد الحريري هو اللي عمل هذه المصيبة، نحن جبناهم هدية فاستعملهم هو". وقيل له: هل اكل النائب وليد جنبلاط برازق؟ اجاب: "طبعاً اكل البرازق، وانا اول واحد طعميته".
ـ البيرق ـ
كتبت "البيرق" تقول , لقد حدد مدير الحوار الوطني الرئيس بري الثلاثاء 25 تموز المقبل موعدا للجولة الحوارية العاشرة , الامر الذي وضع حدا للتكهنات التي راجت في الايام الاخيرة متحدثة عن ان الحوار سيتوقف بعد انتهاء جولة امس . لكن ما ميّز جلسة الامس هو طغيان الوضع الفلسطيني عليها في ضوء الاجتياح الاسرائيلي لاراضي السلطة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية .ذلك ان المتحاورين ابدوا مخاوف حقيقية من ان تكون لهذا الاجتياح انعكاساته على لبنان والمنطقة , مما دفعهم الى تناول الاستراتيجية الدفاعية من زاوية ما يمكن ان يتعرض له لبنان من اوضاع مماثلة . وفي هذا الاطار , كانت للرئيس بري مداخلة لفت فيها الى ان الاجتياح الاسرائيلي لغزة اطاح الغطاء الدولي الذي كان الفلسطينيون يتمتعون به . فما الذي يمنع من ان تقدم اسرائيل على اطاحة الغطاء الدولي الهش الذي يتمتع به لبنان في يوم من الايام. ولفت في هذا المجال الى اهمية بقاء المقاومة , على الا يعني ذلك وقف البحث بالاستراتيجية الدفاعية , بل على العكس , ينبغي ان يستمر البحث للاتفاق على الاستراتيجية التي تؤمن حماية لبنان , ويبرز وجوب وضعها ذلك الذي يتعرض له الفلسطينيون اليوم . الى ذلك , فان تكتم بري على نتائج زيارته لدمشق ازاء الاعلام انسحب امس على المتحاورين اذ كان مقلا في الكلام عن هذا الموضوع , الامر الذي ولد لدى المتحاورين اعتقادا بانه يطبخ شيئا ما على صعيد انهاء الأزمة في القعلاقة اللبنانية - السورية, سوف يتبلور خلال الايام المقبلة . وقد اجمع مؤتمر الحوار الوطني في جلسته التاسعة امس على بناء الدولة القوية والقادرة والمطمئنة التي تحدد بنفسها مصير سلاح المقاومة وفق خطة دفاعية شاملة وكاملة يحميها جيش من 80 الف رجل . واللافت ان جميع المتحاورين بمختلف انتماءاتهم السياسية باتوا مجمعين على ان العدو هو واحد مما يساعد على خروج طاولة الحوار الوطني بنتائج يتوخاها وينتظرها اللبنانيون . وكانت التطورات الامنية التي استجدت في الاراضي الفلسطينية من الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزة , الى تحليق الطيران الاسرائيلي فوق القصر الرئاسي السوري في اللاذقية قد طغت على مناقشات طاولة الحوار الوطني , وان كانت هذه التطورات تصب بشكل او بآخر في موضوع الاستراتيجية الدفاعية للبنان . وفي ظل اجواء الحوار الوطني عقد مجلس الوزراء جلسة مساء امس برئاسة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود , واتسمت الجلسة بالهوء وابتعدت عن الحديث في السياسة الداخلية المحلية بينما طغى العدوان الاسرائيلي على مداخلات الرئيسين لحود والسنيورة والوزراء . وبرز في هذا الاطار تأكيد مشترك من الرئيسين لحود والسنيورة طلب انعقاد مجلس الامن الدولي في جلسة تخصص لبحث الاوضاع في غزة . واشارت مصادر وزارية انه خلال درس موضوع الديون المتوجبة على لبنان للخارج ولا سيما منها الديون للدولة الايطالية شدد الرئيس لحود على ضرورة البت ايضا في الديون المترتبة على الدولة داخل لبنان ولا سيما للمستشفيات , وبقدر ما على لبنان ان يلتزم بدفع ديونه الخارجية يجب ايضا وضع برنامج للتسديد في الداخل تفاديا لاي مضاعفات سلبية ويمكن اعتماد تسويات لدفع استحقاقات تدريجيا . الى ذلك امل البطريرك صفير بان يأتي الحوار بحلول للمشاكل التي يعاني منها البلد , رافضا مقولة ان الحوار عقيم مذكرا بما قاله سابقا لو ان المؤسسات الدستورية فاعلة لما كنا بحاجة الى هذا الحوار . وقد ابدى البطريرك صفير ردا على سؤال اسفه لما جاء على لسان الوزير السابق سليمان فرنجية آملا في ان يكون هناك تفاهم ولا يمتد الامر الى ما هو ابعد من ذلك . على صعيد آخر , من المقرر ان يزور وفد وزاري قبل ظهر اليوم مخيم عين الحلوة للاطلاع ميدانيا على الاوضاع الحياتية للاجئين الفلسطينيين تمهيدا لتقديم المساعدات اللازمة . وعلمت "البيرق" ان الاتصالات والمساعي استمرت في مخيم عين الحلوة حتى ساعة متقدمة من الليلة الماضية مع قوى التحالف الفلسطيني التي تضم حركتي حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية القيادة العامة لتعديل موقفها من زيارة اللجنة الوزارية , بعدم اعلنت هذه القوى مقاطعة هذه الزيارة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018