ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الجمعة 21 نيسان/ أبريل 2006
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الجمعة 21 نيسان/ أبريل 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير": يبدأ الوفد اللبناني برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة محادثاته في نيويورك اليوم، في اطار زيارته للولايات المتحدة الاميركية، مركزا على ثلاثة ملفات رئيسية، تتناول المحكمة ذات الطابع الدولي، وتثبيت لبنانية مزارع شبعا، والدعم الذي ستقدمه الدول المانحة لمؤتمر بيروت واحد. في هذا الوقت، دعت الإدارة الأميركية سوريا إلى التفاوض مع لبنان حول مستقبل مزارع شبعا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك "إننا ندعو إلى حل عبر مفاوضات بين جميع الأطراف تحت رعاية الأمم المتحدة. كما ندعو أيضا سوريا ولبنان إلى إقامة علاقات دبلوماسية عادية". وأضاف أن "سوريا سعيدة جدا لترك الوضع على ما هو عليه" بالنسبة لمزارع شبعا، مشيرا إلى أنه "من المنصف القول إنهم
(السوريين) العقبة المعيقة الأساسية في حل هذه القضايا التي يمكن أن تؤدي إلى حل في العديد من المناطق". ووصل الرئيس السنيورة والوفد المرافق فجر اليوم بتوقيت بيروت الى نيويورك، حيث يباشر محادثاته مساء باجتماع مع مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال الذي كان قد زار لبنان سابقا، ثم يجتمع في السابعة مساءً بالامين العام للأمم المتحدة كوفي انان، على ان يلتقي مبعوث انان لتطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن في العاشرة مساءً بحضور الوزيرين فوزي صلوخ وشارل رزق لمناقشة التقرير الذي رفعه الى انان في ما خص القرار .1559 وكان السنيورة ختم محادثاته في واشنطن بلقاء مع مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ولش الذي قال بعد اللقاء ان "لبنان والولايات المتحدة لديهما أجندة جيدة وإيجابية لمواجهة المستقبل معاً، لبناء وطن قوي للشعب اللبناني تحت قيادة رئيس مجلس الوزراء وفريقه الإصلاحي". وخصص السنيورة معظم نشاطه في واشنطن امس للمؤتمرات والاحاديث الصحافية، ومما قاله: "أنا اعرف أن الرئيس الحريري هُدد، وهو قال لي ذلك. هو هدد من قبل الرئيس الأسد. أنا أقول الذي جرى، وهذا لا يعني أنني أتهم أي إنسان، فأنا ليس لدي أي إثباتات. انا لا أتهم سوريا ولا الرئيس السوري". ونفى الرئيس السنيورة في شكل مطلق "ان تكون المملكة العربية السعودية قد تدخلت في موضوع التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، في شكل مباشر أو غير مباشر، أو للتأثير على مجريات التحقيق". وعن زيارته المرتقبة الى دمشق قال: "نحن لا نستجدي هذه الزيارة، نحن بلدان متساويان في الحقوق وفي الواجبات أمام مصالح هذه الأمة العربية، وعندما ترى سوريا أنها أصبحت جاهزة نحن مستعدون، وبالتالي نحن لا نستجدي الزيارة ولا نرفضها". وقال ان "على اللبنانيين بناء استراتيجية حماية تكون السيطرة الكاملة فيها للحكومة من خلال الجيش وقوى الامن اللبنانية". في نيويورك وتكتسب زيارة السنيورة لنيويورك بعدا خاصا يتصل بتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي، التي ستنظر في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويبدو انها ستكون النتيجة العملية الوحيدة التي ستخلص إليها زيارة الوفد اللبناني الى الولايات المتحدة، باعتبار ان المسائل الاخرى تتطلب المتابعة على اكثر من صعيد، وهي تتصف بالتالي بطابع الوعود التي لا تتحقق سريعا، لا سيما ما يتصل بالدعم الاميركي الذي تعهد به الرئيس بوش. وذكرت مصادر مطلعة ان الولايات المتحدة قد تصدر قرارا بزيادة المساعدات التي تقدمها سنويا للبنان والتي تقدر بنحو 35 مليون دولار. لكن هذه الزيادة في رأي المصادر لا تسد شيئا من الثغرات المالية الكبيرة التي يعاني منها لبنان. وتوقعت مصادر الوفد اللبناني ان يتم الاتفاق مع المسؤولين في الأمم المتحدة على آلية المحكمة الدولية وطبيعة عملها، على ان يبدأ لبنان سريعا باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لتيسير عمل هذه المحكمة التي يرجح ان تستضيفها قبرص. ويفترض بلبنان ان يقر قانونا يقضي بإلغاء عقوبة الاعدام او استثناء المحكمة الدولية من هذه العقوبة على الاقل، فضلا عن إقرار الترتيبات المالية واللوجستية اللازمة في هذا الصدد. وأبلغ وزير العدل شارل رزق "السفير" مساء امس انه يحمل الى نيويورك ملفا شاملا حول انشاء المحكمة الدولية جرى إعداده بدقة وبدرجة عالية من التقنية العلمية، خلال الاجتماعات التي عقدت في بيروت مع الامين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال، وخلال زيارة الوفد القضائي اللبناني الى نيويورك. وكشف رزق ان مشروع المحكمة الدولية بات شبه جاهز، لكن يقتضي التعامل معه بكثير من الدقة والسرعة وعدم التسرع في آن معا. وأضاف: اننا على عجلة من أمرنا لإنجاز هذا الاتفاق بعد موافقة مجلس الوزراء ومجلس النواب، على ان يتم توقيعه في ما بعد بين لبنان والأمم المتحدة. في هذه الأثناء لم يرشح ما يؤكد قيام رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج برامرتز بزيارة سوريا اليوم ولقاء الرئيس بشار الأسد. وفي حين تكتمت المصادر الرسمية السورية بشدة على هذا الموضوع، لم توح أجواء دمشق بحصول الزيارة اليوم، إلا ان مصادر مطلعة في بيروت استبعدت مساء امس هذه الزيارة وأبلغت "السفير" ان برامرتز ما يزال في نيويورك، وان الموعد في دمشق لم يتحدد بعد. تقرير لارسن في هذه الاثناء استمرت ردود الفعل على تقرير مبعوث الامين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن حول القرار ,1559 الذي يناقشه مجلس الامن الدولي في السادس والعشرين من الشهر الجاري. ووصف الرئيس إميل لحود اقتراح لارسن دمج المقاومة بالجيش ونشره على الحدود الجنوبية، بأنه "طرح قديم هدفه إنهاء دور المقاومة اللبنانية والغاء قدرة لبنان على مواجهة الاحتلال الاسرائيلي". وعن التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري تساءل لحود: لماذا لم يمكنوا القضاة من سماع إفادة الشاهد محمد زهير الصديق الذي قيل عنه "الشاهد الملك"؟ لماذا أفرجوا عن
ه وأصبح خارج السجن في فرنسا وهو الذي أدت إفادته التي تراجع عنها في ما بعد، الى توقيف الضباط الاربعة؟ لماذا لا يسمح للقضاء اللبناني باستجواب هذا الشاهد وتتم مواجهته مع الضباط الموقوفين ولو اقتضى الامر نقلهم لهذه الغاية الى فرنسا؟ المهم ان نصل الى الحقيقة فإما يدان الضباط او يرفع الظلم عنهم اذا كانوا ابرياء. فأنا كما لا اقبل ان اغطي احدا، كذلك لا اقبل ان يلقى الظلم على احد>. وانتقد حزب الله على لسان النائب حسين الحاج حسن تقرير لارسن وقال إن التقرير يتوافق مع المطالب والمؤامرات الاسرائيلية. وفي دمشق انتقدت صحيفة "الثورة" السورية ما أسمته "الدور المشبوه" الذي يقوم به المبعوث الدولي تيري رود لارسن، وقالت الصحيفة
"ان مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن تخلى عن دوره كمبعوث اممي يفترض به الموضوعية والحياد، فانحاز الى طرف في ما يدور من سجال لبناني داخلي على حساب طرف آخر، وأقحم نفسه في مواضيع تخص سوريا ولبنان ولا يحق لأحد التدخل فيها". وأضافت الصحيفة ان ما جاء في تقرير رود لارسن المكلف متابعة تنفيذ القرار الدولي 1559 "يعتبر خروجا عن المهمة الموكلة إليه وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لسوريا ولبنان". وقالت "الثورة" ان هذا القرار "شكل وما زال العامل الاساسي لتوتير الاوضاع بين اللبنانيين وان اصرار البعض على المضي في تطبيقه بما يستهدفه من ضرب للمقاومة وتجريدها من سلاحها سيقود الى وضع المستفيد منه هو "اسرائيل".
ـ النهار ـ
النهار قالت: تبدأ اليوم في نيويورك الجولة الثانية المهمة من زيارة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة للولايات المتحدة، ومن المقرر ان يلتقي الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وموفده لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري – رود لارسن الذي اصدر قبل يومين تقريره الثالث، والمستشار القانوني للامين العام نيكولاس ميشال المعني بملف انشاء المحكمة الدولية للنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وستتركز محادثات السنيورة في الامم المتحدة على ثلاث قضايا اساسية هي: طرق اثبات لبنانية مزارع شبعا، انشاء المحكمة الدولية، وموضوع القرار 1559. في غضون ذلك نقل مراسل "النهار" في واشنطن هشام ملحم عن مصادر أميركية شاركت في محادثات السنيورة في واشنطن ان ترجمة الدعم الاميركي القوي الذي أكده الرئيس جورج بوش ومساعدوه الكبار للبنان ولحكومته ولبرامجها الاصلاحية، لن يتحقق فورا، "ولكن لبنان سيحصد ما زرعه السنيورة في واشنطن في المستقبل المنظور" انْ لجهة الدعم الاميركي الديبلوماسي والسياسي للبنان في الامم المتحدة (تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة) او لجهة الدعم الاقتصادي والامني المباشر، ودعم الجهود الدولية في سياق التحضير لمؤتمر بيروت – 1 المرتبط بدوره ببرامج وخطط الاصلاح اللبنانية. ورأت المصادر التي تحدثت معها "النهار" ان الرئيس بوش قصد من لقائه السنيورة ووفده والذي استمر اكثر من ساعتين (المواضيع راوحت بين الاوضاع في لبنان، وموقف واشنطن من دمشق، والوضع في المنطقة بما في ذلك معنى فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية، والملف النووي الايراني) ان يؤكد للبنان ولدول المنطقة، وتحديدا سوريا وايران، وحتى لاصدقاء واشنطن مثل السعودية ومصر، ان "التحديات التي نواجهها في العراق، وانشغالنا بالملف النووي الايراني، وضغوط الاوضاع الفلسطينية – الاسرائيلية ومتطلباتها المتأزمة باستمرار، كلها لن تقلّص ابداً التزامنا سياساتنا المعروفة حيال لبنان وسوريا". واذ اشارت المصادر الى تصميم واشنطن على مساعدة لبنان لاستعادة استقلاله وسيادته واحياء اقتصاده، اوضحت ان بوش ومساعديه ابدوا ارتياحهم الى افكار السنيورة "الذي شرح بدقة تعقيدات الوضع في لبنان، وطلب دعماً اميركياً ليس فقط للحوار – وهذا دعم اعربنا عنه علناً بالقنوات الخاصة – ولكنه طلب ايضاً دعماً اميركياً لاي اتفاق يمكن ان يتوصل اليه لبنان مع سوريا تأكيداً للبنانية مزارع شبعا". ولكن المصادر الاميركية قالت ان المسؤولين الاميركيين لم يتخذوا موقفاً من افكار السنيورة حول شبعا، اذ لا يزال موقفهم عملياً مماثلاً لموقف الامم المتحدة منذ عام 2000 حين اقامة "الخط الازرق" المبني على تقويم الامم المتحدة القائل ان اسرائيل انسحبت من الاراضي اللبنانية وفقاً للقرار 425. ويقول الاميركيون انهم لا يريدون استباق الامم المتحدة. وقد لاحظوا ما جاء في تقرير المبعوث تيري رود – لارسن حول القرار 1559 وتحديداً البنود 13 الى 37 والهامش رقم 11 منه والتي تقول انه لا يمكن اعتبار المزارع لبنانية بل سورية تحت الاحتلال الاسرائيلي، الا اذا تم ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان بطريقة تؤكد لبنانية المزارع، وتم ايداع الوثائق الامم المتحدة. وفي هذا السياق ردت المصادر على تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول ترسيم الحدود الذي تساءل: "هل سنرسل الاشخاص بالمظلات لترسيمها؟" بقولها "ان ترسيم معظم الحدود بين البلدين يمكن ان يتم بسرعة اذا توافرت النية الحسنة، اما حدود شبعا فإن الامم المتحدة قادرة على القيام بدور في هذا الشأن كطرف محايد". ولاحظت ما جاء في تقرير رود – لارسن حول ترسيم الحدود بما في ذلك مقابلة الرئيس بشار الاسد مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية في 23 حزيران 2001 من ان القانون الدولي يلحظ قيام الدول المجاورة بترسيم حدودها وايداع الوثائق الامم المتحدة، وان مسؤولية تحديد هوية شبعا تقع على عاتق سوريا ولبنان وليس على اي طرف آخر. واضافت المصادر: "صحيح انه لم توقّع اي اتفاقات، ولم تصدر عن اللقاءات اعلانات كبيرة، وهذا لم يكن هدف الزيارة، ولكن المحادثات وفرت الفرصة للسنيورة للبناء على علاقات قوية كان قد رسخها رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري الذي صادف انه قابل الرئيس بوش في 18 نيسان 2002". واستغربت المصادر ما وصفته بـ"الضجة المفتعلة" في بيورت من البعض حول تزامن وجود السنيورة في واشنطن مع الذكرى العاشرة لمجزرة قانا، وشددت على "ان ذلك كان محض مصادفة، وانه يجب عدم اعطاء الامر اي مغزى سياسي". "ليس ورقة" وافادت روزانا بو منصف التي ترافق الرئيس السنيورة ان اليوم الاخير من زيارة رئيس الحكومة لواشنطن اتسمت بطابع المتابعة واستكمال ما تم بحثه مع الرئيس بوش ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونائب مساعدها لشؤون الشرق الادنى ديفيد ولش. وافادت مصادر ديبلوماسية اميركية "النهار" ان أهم النقاط البارزة في المتابعة الاميركية للوضع في لبنان تتمثل في مساعدة لبنان من ال
داخل عبر دعم الحوار والخطوات التي تتخذها الحكومة اللبنانية وحماية لبنان من الخارج ومن التدخلات الاقليمية في شؤونه، وان مجلس الامن يلعب دورا مهما في هذا الاطار. واضافت هذه المصادر ان واشنطن تعتبر ان لبنان لا يمكن ان يكون ورقة لا في الخرطوم ولا في واشنطن ولا صفقة من اي نوع يمكن ان يخشاها اللبنانيون ويمكن ان تجريها الولايات المتحدة مع اي طرف اقليمي لان هذه الادارة لا تعتمد هذا الاسلوب. وذكرت ان الولايات المتحدة لا تنظر الى ايران من زاوية الملف النووي فحسب، بل كذلك من زاوية طموحاتها في الدول العربية وتدخلها في المنطقة وعلاقتها مع سوريا التي تبدلت عما كانت ايام الرئيس السوري حافظ الاسد حين كانت ايران ورقة قوية في يد سوريا وقد اصبح الوضع معكوسا كليا الآن. وشددت على ان لا شروط مسبقة او اي شروط يمكن الحديث عنها لدعم لبنان، وما يرد من كلام على تعاون امني بين البلدين مشروط بطلبات اميركية في ملفات قديمة محددة تدرجها الولايات المتحدة في اطار عدم التنازل عن حقها في الدفاع عما نال مواطنيها في وقت من الاوقات بقطع النظر عن الاعتبارات القانونية التي تحكم هذه الملفات. وليلاً، حضت الادارة الاميركية سوريا على التفاوض مع لبنان على مستقبل مزارع شبعا. وقالت ان تسوية في هذا الشأن قد يكون لها تأثير واسع على صنع السلام في الشرق الاوسط. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك: "اننا ندعو الى حل تفاوضي بين الاطراف في اشراف الامم المتحدة (...) وندعو ايضا سوريا ولبنان الى اقامة علاقات ديبلوماسية طبيعية بينهما". لكنه بدا متشككا في امكان التوصل الى حل لقضية مزارع شبعا. وقال ان سوريا "سعيدة جدا بترك الوضع كما هو". واضاف: "انه تقويم عادل، ان نقول انهم (السوريون) العقبة الاساسية امام حل هذه القضايا التي يمكن ان تقود الى حل في قضايا اخرى". دمشق ومن دمشق افاد مراسل "النهار" شعبان عبود انه في الوقت الذي يصل رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيرج برامرتس الى دمشق للاجتماع بالرئيس بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع، قال مصدر سوري مطلع ان "لا حرج لدى دمشق في استقبال برامرتس لان المهم بالنسبة الينا هو كشف الحقيقة". اما في ما يتعلق بالموقف من التقرير الاخير لتيري رود – لارسن، فقد شدد المصدر على ان "التقرير كان أسوأ من التوقعات اذ لم يكن موضوعيا عدا كون رود – لارسن يسعى منذ مدة الى تجاوز الصلاحيات المحددة له في متابعة تنفيذ القرار". ولاحظ ان "العلاقة الثنائية بين سوريا ولبنان والتمثيل الديبلوماسي مسألتان سياديتان تخصان البلدين ولا يتعين على المبعوث الدولي بحسب مهماته المحددة تضمينها تقريره". وعن مزارع شبعا تساءل المصدر السوري "لماذا لا يطلب رود – لارسن من الاسرائيليين الانسحاب من المزارع بحسب القرارات الدولية ذات الصلة ليسهل ترسيم الحدود؟ ولماذا لا تقوم الامم المتحدة بدور حيال اسرائيل التي تحتل اراضي عربية لتنفيذ القرارات الدولية يوازي الحماسة التي يبديها رود – لارسن لترسيم الحدود بين سوريا ولبنان". واضاف: "ليست هناك مشكلة بين سوريا ولبنان حول هوية المزارع، فقد أعلنا اكثر من مرة انها لبنانية، والمشكلة هي في الاحتلال الاسرائيلي لها". الى ذلك قال المنسق العام في مركز الشرق للعلاقات الدولية سمير التقي، وهو مؤسسة بحثية جديدة انشئت لتكون على مقربة من صانعي القرار في سوريا ومن وزارة الخارجية تحديدا، "نحن نميز بين برامرتس والمحقق السابق ديتليف ميليس، لأن برامرتس بدأ من الحدث وراجع كل القرائن والادلة وقاطع المعلومات في اطار سعيه الى كشف الحقيقة، بعكس ميليس الذي انطلق من فرضية اتهام سوريين ولبنانيين ثم أكمل عمله". وقال: "المهم بالنسبة الينا كسوريين هو الحقيقة، واذا كان برامرتس حِرَفيا ويحترم السيادة والقوانين السورية، فليس هناك ما يزعجنا".
ـ الديار ـ
الديار كتبت تقول : بدا المشهد السياسي العام في البلاد قبل اسبوع من جولة الحوار الوطني التي ستعقد في 28 الجاري اكثر وضوحا بالنسبة الى الملف الرئاسي الذي بات محسوما لصالح «المساكنة بين رئيس الجمهورية العماد اميل لحود والحكومة بعد فشل فريق الاكثرية في معركة تنحية الرئيس لحود. وفيما واصل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة زيارته الولايات المتحدة الاميركية وانتقل مساء الى نيويورك حيث يلتقي الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم، كانت لرئيس الجمهورية اطلالة اعلامية كبيرة من قصر بعبدا تعبر عن الارتياح الذي بات يشعر به بعد تراجع الضغوط التي تعرض لها في الاشهر والاسابيع الماضية. وتحدث الرئيس لحود للاعلاميين المنتدبين في القصر الجمهوري عن مختلف الملفات مجددا التأكيد على ضرورة كشف الحقيقة الكاملة حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانزال اشد العقوبات بمرتكبي هذه الجريمة. ودعا في هذا المجال الى تمكين القضاء اللبناني اوالدولي من استجواب الشاهد محمد زهيرالصديق الموجود في فرنسا ومواجهته مع الضباط الاربعة الموقوفين ولو اقتضى نقلهم الى فرنسا، مستغربا استمرار توقيفهم على اساس افادة كاذبة. وقال «كما اني لا اغطي احدا ولا احمي احدا وسأحاسب كل مرتكب مهما علا شأنه، كذلك فاني لا اقبل ان يقع الظلم على احد فالمتهم بريء حتى تثبت ادانته . واذ اشار الى ان لبنان يتعرض لهجمات من قبل اعدائه لا سيما اسرائيل قال «ان الحفاظ على المقاومة يشكل ضمانة في يد لبنان لمنع حل القضية الفلسطينية على حسابه من خلال توطين الفلسطينيين على ارضه وتساءل «لدينا قوة بين ايدينا نستطيع ان نستخدمها للمحافظة على استقلالنا وسلامة اراضينا وحقنا في المياه والتحرير، فهل يجوز التخلي عنها حتى تربح اسرائيل؟ اين الخيانة العظمى في موقفي؟ اين خرقي للدستور اذا حافظت على قسمي ودافعت عن وطني؟ واضاف «كانوا يطالبون بالحقيقة ويرفعونها شعارا، ثم نسوها واصبحوا يرفعون شعارات ومطالب اخرى منها المطالبة باستقالتي . واكد لحود «ان مصلحة لبنان تكمن في افضل العلاقات مع سوريا، لكن المهم ان تكون هذه العلاقة كما اردتها، علاقة تقوم على اساس احترام سيادة واستقلال كل من البلدين الشقيقين. والذين نسمعهم اليوم ينتقدون ويهاجمون سوريا، كانوا قبل سنة خلت يزرعون الارض ذهابا وايابا بين بيروت ودمشق، ويتعاطون مع السوريين في شكل مخجل لهم، على عكس ما يدعون اليوم من بطولات وهمية . ووصف رئيس الجمهورية اقتراح ممثل الامين العام للامم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن دمج المقاومة مع الجيش ونشره على الحدود الجنوبية بانه طرح قديم هدفه انهاء دور المقاومة اللبنانية والغاء قدرة لبنان على مواجهة الاحتلال الاسرائيلي . وعن العلاقة مع العماد ميشال عون قال «قلت مرارا ان العماد عون من المدرسة نفسها التي انتمي اليها، واذا حالفه الحظ فانه سيقف في وجه الفساد ويصون استقلال لبنان، ويكمل الطريق التي بدأناها . وحول العملية الاصلاحية قال :«المهم ان تأخذ اي عملية اصلاحية في الاعتبار مصالح الشعب وحاجاته الحقيقية والا تكتفي الدولة بفرض الضرائب والرسوم بل تقدم للمواطن ما يحتاجه وما يمكنه من العيش بكرامة. ومن اولى ضرورات الاصلاح القضاء على الفساد والهدر . حزب الله وتقرير لارسن وغداة صدورتقرير موفد الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن صدرت مواقف انتقدت ما تضمنه التقرير ووصفت مصادر حزب الله لـ«الديار بأن لارسن يتحدث في تقريره وكأنه المندوب السامي، فهو يتدخل في كل الشؤون اللبنانية ولم يبق الان ان يعيّن من يريد بحيث بات لارسن فريقا في الساحة الداخلية اللبنانية ويحرض هذا الفريق ضد ذاك الفريق. ولاحظت المصادر ان التقرير جاء يدعم في شكل واضح الرؤية الاميركية في كل ما يتعلق بالوضع اللبناني وبالتالي فهو يمثل صدى للمخطط الاميركي في المنطقة وتجاه لبنان. وسألت المصادر اين الذين يتحدثون عن السيادة تجاه سوريا واين هم الان حيال ما تضمنه تقرير لارسن ويبدو انهم لم يجدوا اي حساسية تجاه تدخل لارسن في كل صغيرة وكبيرة. السنيورة اليوم في نيويورك على صعيد آخر انهى الرئيس السنيورة مساء أمس زيارته واشنطن وانتقل الى نيويورك حيث يلتقي اليوم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وكبار المسؤولين في الامم المتحدة. وفي حفل استقبال اقامته السفارة اللبنانية في واشنطن تكريما له وللوفد المرافق اشاد الرئيس السنيورة بالحوار الوطني، مؤكدا انه يجب «ان نعمل ونستمر في سلوك طريق الحوار الهادئ لانه من الممكن ان نصل الى نتائج بالطرق السلمية وليس بالخصام وبالصوت العالي، بل نستطيع ان نصل الى ما نبتغيه من طريق الحوار وبهدوء وبما يؤدي الى تحصين وحدة لبنان وليس الى بث الفرقة والخصام بين اللبنانيين وقال «ان معركتنا طويلة من اجل اعادة بناء لبنان وتأسيس الدولة القادرة والعادلة والعصرية التي تستطيع ان
تحمل اللبنانيين الى المستقبل وتعطي دورا متميزا للقطاع الخاص وتقوم بالاصلاحات اللازمة وختم داعيا الجميع ان يكونوا صفا واحدا في مواجهة التحديات المقبلة. لقاء نصرالله ـ عون في مجال اخر يتوقع ان يعقد في الايام المقبلة لقاء هو الثاني بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون عشية معاودة مؤتمر الحوار الوطني واشارت مصادر قريبة من الطرفين ان التواصل شبه يومي بينهما. ومن المقرر ان يزور القيادي في التيار الوطني الحر جبران باسيل حزب الله اليوم للقاء عدد من المسؤولين فيه. واوضحت المصادر ان اللقاء بين نصرالله وعون سيبحث في ملفين اساسيين: الاول يتعلق بالملف الرئاسي قبيل انعقاد مؤتمر الحوار الذي سيبحث هذا الملف كما سيبحث مرحلة ما بعد 28 نيسان وكيفية تعاطي الطرفين مع المرحلة المقبلة. هجوم عون على الحريري اما العماد ميشال عون فتابع هجومه على النائب الحريري ففي حديث لقناة الجزيرة الفضائية جدد تأكيده ان النائب سعد الحريري غير ناضج في السياسة. واضاف بأنه لا يقوم بتنويم الشعب على المغنطيس كما اتهمه بيان تيار المستقبل بل انه يقوم بتوعيتهم بأنهم كانوا اليد والذراع لسوريا وان والد سعد الحريري كان رئيسا للحكومة عندما حدث 7 آب سنة 2001. وتابع العماد عون ان هؤلاء لا يعيشون الاّ على الاشياء السلبية ولا يوجد لديهم اي شيء ايجابي يقدمونه للشعب اللبناني ولم يقدروا على معالجة موضوع الدين ولا الاقتصاد ولا موضوع الأمن ولا الامور السياسية ولم ينجحوا بأي قطاع من القطاعات ويريدون دائما ضحية. وقال العماد عون ان لديه الشجاعة لكي يقول انه مرشح احسن من الخبثاء الذين يدورون في الكواليس هم واصدقاؤهم. واضاف العماد عون: هم اكثرية مؤقتة ووهمية وبالرغم من ذلك فهم لا يريدون ان يعطوني اياها فمبروكة عليهم انا باق في المعارضة لينتخبوا رئيسا للجمهورية فما الذي يمنعهم ما داموا الاكثرية! وتابع: سيتعبون كثيرا سوف يدفعون ثمن اخطائهم المتتالية لانهم رفضوا كل اساليب الحوار ورفضوا المشاركة رفضوا ان يكون هناك توازن ورفضوا التمثيل الشعبي رفضوا ان تمارس دستورية القوانين اللبنانية لذلك هذا الحكم هو الحكم الديكتاتوري الذي نشبههم به بالذي سبق.
ـ الأنوار ـ
الانوار قالت: كانت الاكثرية النيابية و(تيار المستقبل) هدفا لحملات عنيفة من الرئيس اميل لحود والعماد ميشال عون امس، في وقت انتقل فيه الرئيس فؤاد السنيورة من واشنطن الى نيويورك حيث سيلتقي اليوم الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. وقد قال رئيس الحكومة ان محادثاته اليوم ستركز على اثبات حق لبنان في مزارع شبعا وعلى تشكيل المحكمة الدولية، وذكر انه لن يستجدي زيارة دمشق. وقد تميز يوم امس محليا بحملة شنها رئيس الجمهورية على المطالبين باستقالته، و(الذين يخترعون روايات ويوجهون اتهامات)، ورد على اقتراح المبعوث الدولي تيري رود لارسن دمج المقاومة مع الجيش ونشره على الحدود الجنوبية، بقوله انه طرح قديم هدفه انهاء المقاومة وانهاء قدرة لبنان على مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. وفي لقاء صحافي مع الاعلاميين المعتمدين في القصر، سئل الرئيس لحود عن الاسباب التي حالت دون دعوته الى الحوار، فاجاب: يوم حصل التمديد مباشرة، دعوت الجميع الى قصر بعبدا لبدء حوار يتناول كل المواضيع، وقلت لهم انه لا يوجد اي موضوع محرم على البحث، الا انهم رفضوا طلبي لأن ثمة اشياء ابعد من ذلك تحركهم وتدفعهم الى اتخاذ مواقف. حاولوا قلب الوضع في لبنان وسوريا على حد سواء، وراحوا يطلقون موعدا تلو الاخر، وبدا واضحا اليوم انهم يسعون الى الحصول على رأس رئيس الجمهورية ورأس المقاومة لتسهيل تنفيذ مآربهم والمخططات التي ارتضوا تطبيقها في لبنان. واضاف: كانوا يطالبون بالحقيقة ويرفعونها شعارا، ثم نسوها واصبحوا يرفعون شعارات ومطالب اخرى منها المطالبة باستقالتي. انا من يريد ان يعرف الحقيقة، كل الحقيقة، وانا اطالب منذ زمن بها، واليوم اقول لماذا لم يمكنوا القضاة من سماع افادة الشاهد محمد زهير الصديق الذي قيل عنه (الشاهد الملك)? لماذا افرجوا عنه واصبح خارج السجن في فرنسا وهو الذي ادت افادته التي تراجع عنها فيما بعد، الى توقيف الضباط الاربعة? لماذا لا يسمح للقضاء اللبناني باستجواب هذا الشاهد وتتم مواجهته مع الضباط الموقوفين ولو اقتضى الامر نقلهم لهذه الغاية الى فرنسا? المهم ان نصل الى الحقيقة فاما يدان الضباط او يرفع الظلم عنهم اذا كانوا ابرياء. فانا كما لا اقبل ان اغطي احدا، كذلك لا اقبل ان يلقى الظلم على احد. السنيورة على صعيد اخر، انتقل الرئيس فؤاد السنيورة الى نيويورك مساء امس وسيجري اليوم محادثات مع عنان يتطرق فيها الى المواضيع (التي تتعلق بحقنا الذي يجب ان يكون واضحا ويجب ان يتعاون الكثيرون معنا من اجل اثبات لبنانية حقنا في مزارع شبعا وبالتالي اخضاع مزارع شبعا للقرار 425 وبالتالي لضرورة وحتمية انسحاب اسرائيل من تلك الاراضي حتى تعود سيادة لبنان على مزارع شبعا كاملة غير منقوصة). وفي حديث الى محطة (الحرة) التلفزيونية الاميركية سئل السنيورة عن زيارته المرتقبة الى دمشق فقال: نحن لا نستجدي هذه الزيارة نحن بلدان متساويان في الحقوق وفي الواجبات امام مصالح هذه الامة العربية، وعندما ترى سوريا انها اصبحت جاهزة نحن مستعدون، وبالتالي نحن لا نستجدي الزيارة ولا نرفض الزيارة. هم يرسلون رسائل متناقضة. مرة يريدون حوارا، ومرة يرفضون الحوار، هذا رأيهم وانا احترمه وان كنت لا اوافقهم عليه. رد عون في هذا الوقت رد العماد عون بعنف على (تيار المستقبل) وحمل على النائب سعد الحريري والاكثرية النيابية، وقال في تصريح الى قناة (الجزيرة) التلفزيونية: (لم اود ان يكون هناك سجال. لكن في معرض حديثي عن السيد سعد الحريري كما ورد في رده، قلت انه غير ناضج في السياسة. وانا اؤكد انه غير ناضج في السياسة. اولا لأنه هو قالها بنفسه في اكثر من مناسبة وامام اكثر من شخص، ثانيا ايضا الذي ورد في الرد انني قلت عنه انه يمارس ديكتاتورية بعقل لا واع، ولكن من بعد جوابه على قناة الجزيرة بعد ان سئل لماذا لا تنتخبون العماد عون رئيسا ومعه 70% من الشعب اللبناني فكان رده (فليكن)، فاذن الذي لا يهمه 70% من الرأي العام اللبناني والشعب اللبناني، هو اكثر من ديكتاتور ويمكن لو بيده سيف كان ليقطع الرؤوس. وتابع عون يقول: انا الوحيد الذي كنت صريحا وعندي الشجاعة لاقول اني مرشح ولست مستكلبا على السلطة، وانا لي حق في السلطة نابع من التأييد الذي اعطاني اياه الشعب اللبناني. اذا لم يريدوا اعطائي هذا التأييد، فليكرسوه في اصواتهم الانتخابية، بالرغم من انهم لا يمثلون اكثرية، هم اكثرية موقتة ووهمية، وبالرغم من ذلك اذا هم لا يريدون ان يعطوني اياها، فمبروكة عليهم، انا باق في المعارضة، ولينتخبوا رئيسا للجمهورية. وفي دمشق، انتقدت صحيفة سورية امس ما اسمته (الدور المشبوه) الذي يقوم به المبعوث الدولي تيري رود لارسن الذي دعا دمشق في تقرير قدمه الثلاثاء الى الامم المتحدة، الى (اتخاذ التدابير الآيلة الى اقامة سفارات وترسيم الحدود مع لبنان). وقالت صحيفة (الثورة): (يبدو ان تيري رود لارسن تخلى عن دوره كمبعوث اممي يفترض به الموضوعية والحياد، فانحاز الى طرف في
ما يدور من سجال لبناني داخلي على حساب طرف آخر واقحم نفسه في مواضيع تخص سوريا ولبنان ولا يحق لاحد التدخل فيها). وقالت ان ما جاء في تقرير رود لارسن المكلف متابعة تنفيذ القرار الدولي 1559 (يعتبر خروجا عن المهمة الموكلة اليه وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لسوريا ولبنان).
ـ اللواء ـ
اللواء قالت:على غرار ما كان يحصل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بادر الرئيس اميل لحود، امس، الى إطلاق النار على زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى واشنطن ونيويورك، محاولاً قلب طاولة الوضع السياسي والتشويش على اجواء الحوار، قبل أسبوع من استئناف جلساته، مطلقاً سلسلة مواقف أثارت موجة نقد واستغراب في الاوساط السياسية، خاصة برفضه لاقتراح دمج المقاومة بالجيش اللبناني، معتبراً ان الجيش غير قادر على القيام بمهام المقاومة، ثم تكرار دفاعه عن الضباط الاربعة ومطالبته بإطلاق سراحهم، واستمرار بقائه في رئاسة الجمهورية· لكن لحود فاجأ مخاطبيه بتبنّي ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، "لأنه من المدرسة نفسها التي أنتمي إليها، وإذا حالفه الحظ سيكمّل الطريق التي بدأناها"· ووجّه قصفاً مركّزاً على الورقة الاصلاحية، داعياً الى "تغيير الذهنية السائدة"، الأمر الذي اعتبرته اوساط سياسية بأنه محاولة لإجهاض زيارة السنيورة، ولا سيما إحدى أهدافها وهو الحصول على دعم أميركي ودولي لمؤتمر بيروت -1، على غرار ما حصل مع مؤتمـــري باريس - 1 وباريس - 2 ·وتزامت تصريحات لحود، مع انتقال الرئيس السنيورة ليلاً بتوقيت بيروت من واشنطن الى نيويورك، حيث سيلتقي اليوم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وكبار مساعديه· في وقت نقلت فيه مندوبة "اللواء" في دمشق ناهد الحسيني عن مصادر مطلقة ان رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري المحقق البلجيكي سيرج براميرتس وفريقه الدولي سيلتقيان الرئيس بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع في اجتماعين منفصلين اليوم (الجمعة)· وذكرت المصادر ان اللقاءين يأتيان في سياق الاستماع الى وجهة القيادة السورية في ملابسات جريمة اغتيال الحريري· استناداً الى تسجيلات صوتية وشهود وأدلة دامغة تبرئ سوريا من دم الحريري· قالت ان القيادة السورية ستدحض كل الادعاءات القائلة بأن الرئيس بشار الاسد هدد الرئيس رفيق الحريري من خلال التسجيلات الصوتية المتوفرة لديها التي ستبث بالبرهان القاطع انه لا علاقة لسوريا بمقتل الحريري· لكن مصادر لبنانية، لم تؤكد المعلومات السورية التي تحدثت عن ذهاب براميرتس اليوم الى دمشق· السنيورة وكان اليوم الثالث للرئيس السنيورة في العاصمة الاميركية، اعلامياً بامتياز، فأجرى عدة مقابلات صحافية وتلفزيونية، كما عقد مؤتمراً صحافياً في نادي الصحافة الوطنية الاميركي، اعاد فيها تكرار مواقفه من الاوضاع في لبنان والقضايا التي اثارها مع المسؤولين الاميركيين، لكن الجديد فيها، ما كشفه لقناة "الحرة" الاميركية الناطقة باللغة العربية، في شأن التهديدات التي تعرض لها الرئيس رفيق الحريري من الرئيس السوري بشار الاسد، وروى انه ذهب للقائه في منزله في فقرا بعد عودته من زيارته للاسد، وكان برفقته المرحوم الدكتور باسل فليحان، وكنا ثلاثتنا، وقال لي الكلام الذي يعرفه الجميع، وهو ان الاسد قال له: "سأكسر لبنان على رأسك"، لكن السنيورة قال انه "لا يتهم اي انسان، وليس لديه اي اثباتات"· ونفى في شكل مطلق ان تكون المملكة العربية السعودية قد تدخلت في موضوع التحقيق في جريمة اغتيال الحريري في شكل مباشر او غير مباشر، او للتأثير على مجريات التحقيق، لافتا الى انها راغبة وساعية الى اعطاء التحقيق كل الوقت حتى يصل الى ما ينبغي ان يصل اليه وهو الحقيقة الكاملة· اما عن زيارته المرتقبة الى دمشق، فقد اعلن السنيورة انه لا يستجدي هذه الزيارة ولا يرفضها، وقال: "عندما ترى سوريا انها اصبحت جاهزة فنحن مستعدون" ملاحظاً انهم (اي السوريون) يرسلون رسائل متناقضة، مرة يريدون حواراً ومرة يرفضون الحوار، وقال: "هذا رأيهم وانا احترمه وان كنت لا اوافقهم عليه"· واكد انه يؤمن بعملية الفصل بين التحقيق وبين العلاقة بين دولتين شقيقتين مشيراً الى انه لا يريد التدخل في مجريات التحقيق، فهذا الموضوع هو الآن في يد المحقق الدولي ونحن عبرنا عن ثقتنا به، واعتقد ان سوريا والمسؤولين السوريين عبروا في اكثر من مناسبة عن ثقتهم بالمحقق الدولي سيرج براميرتس· وفي مجال آخر، اوضح السنيورة انه تمنى على الرئيس الاميركي جورج بوش ان يصار الى ممارسة الضغط اللازم على اسرائيل للانسحاب من منطقة مزارع شبعا، بالتزامن، وعلى خط متواز مع الجهد الذي سنبذله مع الامين العام للامم المتحدة من اجل تثبيت لبنانية مزارع شبعا، مع ما يقتضيه ذلك من عون سوري من اجل اتمام هذه العملية"· لكن السنيورة قال في مؤتمر الصحافي ان الرئيس بوش "لم يلتزم" بشيء تجاه ما طرحه بالنسبة للضغط على اسرائيل، الا انه "استمع بانتباه للمطالب اللبنانية وعبر عن تقديره لها"· واعلن انه على اللبنانيين القيام بأنفسهم ببناء استراتيجية وطنية لحماية لبنان، لكن هذا سيسير بالتوازي مع السماح للحكومة بأن تسيطر بالكامل، من خلال تأمين انسحاب اسرائيل مما تبقى من اراض محتلة، وعندها، الجيش اللبناني وقوى الامن اللبنانية وحدهما سيكونان مخولين بحمل السلاح في
البلاد· واكد ان الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية لم يكتمل بعد، مشيراً الى انه بعد توثيق لبنانية السيادة على المزارع، سنتوجه الى الدول الصديقة ولا سيما الى الولايات المتحدة لمساعدة لبنان عبر الطرق الدبلوماسية وبدعم من الامم المتحدة لتحقيق الانسحاب الكامل من هذه الاراضي المحتلة"· واستبعد الرئيس السنيورة بأن نجاح زيارته الى واشنطن سوف يعقد مهمته في سوريا، وقال: "نحن دولة سيدة ومستقلة ولدينا كامل الحرية، لأن تكون لنا علاقاتنا، وانا شخصياً اؤمن ان دولة مستقلة وسيدة يمكنها ان تكون مفيدة لنفسها ومفيدة ومساندة لسوريا وللقضايا العربية اكثر بكثير مما لو كانت دولة تابعة· ورداً على سؤال عما اذا كان لبنان سيعمد الى اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل في حال تم توقيع اتفاقية سلام· فأجاب: "نعم ولكن حين ننجز السلام" لافتا الى ان المبادرة العربية تتضمن بوضوح انه ستكون هناك علاقات طبيعية بين الدول العربية واسرائيل"· والتقى السنيورة في مقر اقامته في فندق "فور سيزن" في واشنطن، نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد وولش، الذي وصف الزيارة بأنها مميزة، مشيرا الى ان للبنان والولايات المتحدة "اجندة جيدة وايجابية لمواجهة المستقبل"· لحود في هذا الوقت، كان الرئيس لحود يجمع صحافيي القصر الجمهوري لاطلاق سلسلة مواقف، رد فيها على تقرير الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة تيري رود - لارسن، وعلى ما يطرح حول العلاقات اللبنانية - السورية، مضيفا بندا جديدا الى الاجندة السياسية المثقلة، حيث طرح قضية استمرار توقيف الضباط الاربعة، متسائلا عن سبب عدم مواجهتهم مع الشاهد السوري محمد زهير الصديق"، حتى لو اقتضى الامر نقلهم الى فرنسا"· ووصف لحود اقتراح لارسن دمج المقاومة مع الجيش ونشره على الحدود الجنوبية بأنه طرح قديم هدفه إنهاء دور المقاومة وإلغاء قدرة لبنان على مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وتساءل هل ما يجري هدفه إعادة لبنان الى الأجواء التي عاشها في العام 82؟ وهل الاستقرار الذي نعيشه اليوم لا يُعجب أفرقاء معينين يريدون ضربه خدمة لمصالحهم؟ وقال لحود في معرض رده على سؤال عن علاقته بالعماد ميشال عون: "عون من المدرسة نفسها التي أنتمي إليها، وإذا حالفه الحظ فإنه سيقف في وجه الفساد ويصون استقلال لبنان ويُكمل الطريق التي بدأناها"· وعما إذا كان يفضل حصول تغيير حكومي قريب قال: "أنا لا أتحرك من منطلقات شخصية، فإني أضع كل ثقلي لدعم أي حكومة يختارها المجلس النيابي، هذا ما فعلته في الماضي وما أفعله حاضراً وسأفعله في المستقبل"· وأكد ضرورة إقامة أفضل العلاقات مع سوريا في إطار احترام سيادة واستقلال كل من البلدين، وأشار الى أن عملية التمثيل الدبلوماسي مطروحة للبحث، وأن ما يحصل اليوم من حملات ضد سوريا لا يساعد إطلاقاً على الحوار· الحوار أما بخصوص جلسة الحوار المقررة بعد ظهر الجمعة في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، فإن الرئيس نبيه بري عاود بعد عودته من الخارج اتصالاته ومشاوراته مع المعنيين بغية تتويج نتائج هذه الجولة من الحوار بنتائج إيجابية· ونفت مصادر مقرّبة من الرئيس بري أن يكون الحوار محدد بوقت معيّن، وقالت إن الطاولة المستديرة ربما تتحوّل الى مؤسسة دائمة يتابع من خلالها البحث في الملفات الخلافية بعد التفاهم على تنظيم الخلاف، مستبعدة إمكانية التوصل الى اتفاق حول الموضوع الرئاسي الذي سيتابع عبر اتصالات ومشاورات بعيدة عن الأضواء، وليس بالضرورة الى طاولة الحوار· ولفتت المصادر الى أن الرئيس بري أجرى سلسلة اتصالات بعدد من القيادات لمناسبة عيد الفصح، وانه لمس حرصاً من الجميع على عدم التفريط بالشيء الذي حققته جلسات الحوار، وكذلك الحرص على الاستمرار في الحوار من منطلق ان لا بديل عند اللبنانيين عن لغة التفاهم لحل مشاكلهم· وليلاً، استقبل الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، واستمر الاجتماع من التاسعة والنصف الى ساعة متأخرة، من دون ان يرشح شيء عن اللقاء، وان كان قد فهم انه لا علاقة بما يجري من تحضيرات استعداداً لجلسة الحوار· وكان نصر الله قد التقى امس الرئيس نجيب ميقاتي الذي دعا الى اتباع نهج الاعتدال، معلناً انه ضد الجبهة السياسية المعارضة في الشمال، من حيث الشكل لانه يمثل النهج المعتدل والرافض لأي فكر جبهوي· استهداف عطاالله اكد النائب الياس عطاالله، في اتصال مع "اللواء" امس، العثور على عبوة معدة للتفجير بالقرب من منزل شقيقه جميل في بلدة الرميلة· وإذ لفت عطاالله الى انه لن يدلي بأي تعليق الى حين انتهاء التحقيقات في الموضوع، اشار الى انه يسلك هذه الطريق عادة· وفي التفاصيل، حسب بيان لقيادة الجيش - مديرية التوجيه انه "عند الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم (امس) وعلى اثر ابلاغ احد المواطنين لمركز تابع للجيش في بلدة الرميلة عن وجود جسم مشبوه في بستان عائد للمدعو جميل عطاالله في البلدة المذكورة، توجهت دوري
ة من الجيش الى المكان حيث تبين لها وجود قذيفتي هاون عيار 82 ملم موصولتين بجهاز اشعال عادي مع فتيل صاعق وقطعتين من الديناميت، وموضوعتين داخل كيس نايلون وجاهزتين للاشعال لاحقاً، وقد حضر الخبير العسكري وقام بتفكيكهما وتجري التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات الموضوع".
ـ صدى البلد ـ
البلد قالت: استعجل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود توجيه رسائل عدة هجومية طالت شظاياها زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى واشنطن وتقرير الموفد الدولي تيري رود لارسن متناغما في ذلك مع المواقف التي اعلنها وزير الخارجية السورية وليد المعلم وعدد من اركان المعارضة الداخلية للحكومة. وتلقت هذه المعارضة ضربة مفاجئة من الرئيس نجيب ميقاتي الذي أعلن اثر لقاء مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله انه لن يشارك في الجبهة التي يسعى اليها الرئيس عمر كرامي وعدد من حلفائه رافضا الدعوات الى استقالة الحكومة، ولوحظ في المقابل تحفظ لدى حزب الله في تناول تقرير لارسن وعدم تعليق على زيارة السنيورة الى الولايات المتحدة، وردت مصادر مطلعة الامر الى مساع يقوم بها الرئيس نبيه بري وحرص من جانب السنيورة على اشراك اعضاء الوفد الوزاري بمن فيهم وزير الخارجية فوزي صلوخ في جميع اللقاءات والمباحثات. وفيما تردد ان رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس سيلتقي عددا من كبار المسؤولين السوريين اليوم في دمشق برز تطور خطير تمثل باكتشاف عبوات كانت تستهدف النائب الياس عطاالله وضعت على طريق يسلكها لدى زياراته الى بلدته الرميلة في ساحل الشوف، وذكر الخبراء الأمنيون ان عبوتين موصولتين بشريط وصاعق كانتا مجهزتين للتفجير عندما اكتشفهما احد العمال وابلغ عنهما قوى الجيش التي طوقت المكان على الفور وبدأت تحقيقاتها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الاخرى. من ناحية ثانية استذكر الرئيس لحود امس قضية الضباط الموقوفين, وسأل: "لماذا لا يسمح للقضاء اللبناني باستجواب الشاهد محمد زهير الصديق الموجود في فرنسا وتتم مواجهته مع الضباط الموقوفين ولو اقتضى نقلهم لهذه الغاية الى فرنسا". وفي رفض غير مباشر لزيارة السنيورة الى دمشق قال خلال حوار مع مراسلي وسائل الإعلام في القصر الجمهوري: "ان المجلس الأعلى اللبناني ــ السوري يبقى المرجعية الأعلى للعلاقات الأخوية بين البلدين", وأشار الى ان "الحملات ضد سورية لا تساعد على إطلاق الحوار بين البلدين". وقال ان اقتراح لارسن دمج المقاومة مع الجيش هدفه "انهاء دور المقاومة اللبنانية, وإلغاء قدرة لبنان على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي". وانتقل رئيس الحكومة من واشنطن الى نيويورك حيث سيلتقي اليوم الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان وسيتطرق معه في هذا اللقاء "الى المواضيع التي تتعلق بحقنا ووجوب ان يتعاون الكثيرون معنا من أجل اثبات لبنانية مزارع شبعا, وبالتالي اخضاعها للقرار 425". واعتبر السنيورة في حفل استقبال اقامته السفارة اللبنانية على شرفه والوفد المرافق "ان معركتنا طويلة من أجل اعادة بناء لبنان وتأسيس الدولة القادرة والعصرية والعادلة". وقال في حديث الى الزميل نديم قطيش على قناة الحرة عن زيارته الى دمشق: "نحن لا نستجدي (هذه الزيارة) نحن بلدان متساويان في الحقوق وفي الواجبات (...) هم يبعثون برسائل متناقضة, فمرة يريدون حواراً ومرة يرفضون الحوار". ورداً على سؤال في شأن تهديدات تعرض لها الرئيس رفيق الحريري من الرئيس بشار الأسد قال السنيورة: "أعرف ان الرئيس الأسد هدده وقال لي الرئيس الحريري الكلام (تهديد الأسد) الذي يعرفه الجميع سأكسر لبنان على رأسك... هذا ما جرى. ولا يعني انني أتهم أي إنسان فليست لدي إثباتات... ولا أتهم سورية ولا الرئيس السوري". وقال رئيس الحكومة انه تمنى على الرئيس جورج بوش "ان يصار الى ممارسة الضغط اللازم على اسرائيل للانسحاب من منطقة مزارع شبعا.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018