ارشيف من : 2005-2008
هل تكون مفاجأة 28 نيسان على طاولة الحوار : تعليق الحوار أم ترشيح جان عبيد؟
كتبت ابتسام شديد
تساءلت اوساط سياسية مواكبة لمجريات الحوار عن المفاجأة التي يُبّشر بها بعض اركان الحوار في جلسة 28 نيسان وعما اذا كانت هذه المفاجأة ستكون بتعليق جلسات الحوار او الاعلان عن مرشح تسوية ليُصار الاتفاق حوله وهل ستكون «المفاجأة الموعودة» تبني ترشيح النائب والوزير السابق جان عبيد؟ ام ان رفض الدكتور سمير جعجع لرئيس من درجة ثانية او ثالثة قد «فرمل» هذا الطرح؟
هذا التساؤل مرده، كما تقول اوساط، الى معلومات عن تفاهم بين كتل الاكثرية على طرح اسم النائب السابق جان عبيد الذي تقول اوساط سياسية انه رتّب وضعه مع قوى الاكثرية، ويحظى بتأييد من كتلة «تيار المستقبل» و«اللقاء الديمقراطي» وقد عقد، كما تقول الاوساط، اجتماع بقي بعيداً عن الاضواء في الارز بين رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع وعبيد في هذا السياق.
وتضيف الاوساط ان طرح اسم عبيد ما يزال يحتاج الى التشاور مع كل اركان الاكثرية بمن فيهم الموارنة الذين هم مشروع ترشيح للرئاسة. ومن هنا فان الاتصالات ما تزال في اطارالسرية، ولذلك فان المواقف الصادرة من الاكثرية تقول اليوم ببقاء رئيس الجمهورية من اجل ان ينام الآخرون على حرير فيما هم يحضرون مشروع طرح مرشح من خارج 14 آذار.
لكن اين هو الرئيس نبيه بري وهل صحيح ما يتم تداوله في اوساط «تيار المستقبل» عن اتفاق ضمني بين المستقبل وبري للسير في هذا التوجه؟ تقول الاوساط ان رئيس مجلس النواب لا يجد صعوبة في تسويق عبيد لاعتبارين اساسيين اولاً لان اسمه لا يُشكل حساسية شيعية وايضاً لانه من خارج 14 آذار، وغير بعيد عن فرقاء في 8 آذار.
على ان ثمة تساؤلات كثيرة تطرح حول مدى التوافق بين اركان الاكثرية على طرح اسم عبيد وما هو موقف اركان «لقاء قرنة شهوان» ومن بينهم اكثر من طامح الى سدة الرئاسة من تزكية عبيد، وهل همهم فقط اطاحة اميل لحود بأي ثمن وبأي شخص، ومن التساؤلات ايضاً:
- الى اي مدى يستطيع بري التنصل من علاقته المزدوجة «بحزب الله» والعماد ميشال عون؟
- هل ان جان عبيد هو من المرشحين المقبولين للبطريرك الماروني وفي السابق كان بينهما تباعد وقطيعة رممت منذ فترة.
- الى اي مدى تستسيغ دمشق هذا الترشيح وماذا سيكون ردة فعل العماد عون وهل ان حزب الله على الرغم من احترامه الكبير لعبيد وعلاقته الجيدة به في وارد التخلي عن عون؟
ويبقى في النهاية موقف رئيس الجمهورية الذي يبدو مرتاحاً لوضعه ومطمئناً الى ان احداً لن يحول دون اكمال ولايته حتى النهاية. بدون شك فان عبيد هو احد المرشحين من خارج اصطفاف 14 و8 اذار الى جانب شارل رزق ورياض سلامه وهو مقبول كوجه سياسي معتدل لدى «حزب الله» لكنه لا يتقدّم كما تقول اوساط مطلعة على الرئيس اميل لحود بسبب مواقفه الداعمة للمقاومة خصوصاً بعد اشكال الخرطوم حيث يعتبر الحزب ان اطاحته تعني الاقتصاص منه بسبب هذه المواقف. كما انه في حالة تحالفية وثيقة مع «التيار الوطني الحر» ولا يرغب في تعكير هذه الحالة لا سيما اذا كان العماد عون يرفض هذا الخيار وهو لن يوافق خصوصاً ان المعلومات المتوفرة تؤكد ان الجنرال سوف يطرح ترشيحه على طاولة الحوار في جلسة 28 نيسان لحشر القوى مباشرة في آخر محاولة منه لكشف نوايا الاكثرية.
لكن ما هو الموقف الحقيقي للرئيس نبيه بري؟
مصادر مطلعة على ما يجري على طاولة الحوار تجزم ان اجتماع 28 نيسان سيكون لاعلان تعليق الحوار وان ظروف التطورات الاخيرة التي حصلت لا تُساعد على حصول اي تغيير في رئاسة الجمهورية بصرف النظر عن توفير ثلثي النواب لاحداث التغيير المطلوب خصوصاً ان البطريرك صفير يُحبذ ان تأتي المبادرة من رئيس الجمهورية، لا من اكثرية الثلثين في المجلس النيابي لان ذلك يُعتبر اقالة مبطنة وغير مباشرة ولاتحقق الاهداف الوطنية والسياسية، فكيف الحال اذا كانت عملية التغيير لن تقترن بموافقة فريقين اساسيين في لبنان «كحزب الله» و«التيار الوطني الحر»، والى ذلك تقول الاوساط ان حركة «امل» غير مستعدة لان تخوض في شأن مصيري كرئاسة الجمهورية من دون التنسيق اقليمياً مع دمشق وداخلياً مع حزب الله.
المصدر: الديار 23 نيسان/أبريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018