ارشيف من : 2005-2008
مستوطن إسرائيلي في رسالة الى موفاز: "أنت وأمثالك تكرّسون الثكل والموت"
في ظل استمرار العدو الاسرائيلي وإمعانه بانتهاج سياسة القتل والاحتلال والتدمير تبدو الإدارة الإسرائيلية في مأزق ليس فقط نتيجة إرادة وصمود الشعب الفلسطيني واستمرار عمليات المقاومة في عمق الكيان الصهيوني، بل أيضاً نتيجة انقلاب المستوطنين على المسؤولين الصهاينة، في مشهد يثبت مدى الرعب الذي تخلفه عمليات المقاومة في نفوس المحتلين.
ولعل في رسالة أحد المستوطنين الإسرائيليين لوزير حرب العدو شاؤول موفاز ما يؤكد عمق المأزق الصهيوني جراء سياسته العدوانية، إذ أن المستوطن بيني غيفن بعث برسالة غاضبة إلى موفاز، عنونها بعبارة "أنت وأمثالك تكرّسون الثكل والموت"، وجاءت الرسالة رداً على رسالة تقليدية بعثها موفاز بمناسبة ما يسمى "يوم تخليد ذكرى الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في الحروب" الذي يصادف الأسبوع المقبل.
وجاء في الرسالة "إنني أعيد إليك بأسف رسالتك التقليدية التي تلقيتها وهي رسالة فارغة من المضمون ومليئة بالشعارات الفارغة". وأضاف أن "قوتنا العدوانية الملعونة قتلت ابني إلياف سدى، عندما كنت جاهلاً آمنت بالقوة العدوانية لكنّي صحوت".
وتابعت الرسالة "أنت وأمثالك تعرفون طريقاً واحدةً فقط هي القوة وتضربون بلكماتكم حائط الإسمنت مرة تلو الأخرى، وتبنون الجدران الإسمنتية الشرّيرة والغبيّة، ولستم قادرين على إرفاق ممارساتكم بتفكير".
وقال غيفن في رسالته: "لقد اغتلتم موسوي زعيم حزب الله السابق وجاءكم بدلاً منه نصر الله الأذكى، إنكم تغتالون وتغتالون ولا تدركون أن الحرب والكراهية والموت ستبقى حتى يحقق جيراننا الحد الأدنى المعقول من الاستقلال والكرامة" على حد تعبيره.
وأضاف غيفن "ألا تدرك وتدركون أن تأييدكم للمستوطنين المنفلتين والدعم الذي تمنحونه لهم يصعّد الكراهية والرغبة في الانتقام وسفك الدماء؟، أليس واضحاً لكم أنّ كلّ إذلال وملاحقة عند الحواجز التي تفتقر لأيّة قيمة أمنية في الضفة الغربية إنما تحرّض وتدفع نحو العنف فحسب، أم أنكم تدركون ذلك وتسعون إلى نتائج مدمّرة لتبرير الحاجة إليكم؟".
وقال غيفن متوجها لموفاز "أنت وأمثالك تكرّسون الثكل والموت، بناء على ذلك ها أنا أعيد رسالتك إليك وحاول لطفاً التخلّص من جمودك
الفكري- العدواني".
وخلص غيفن في رسالته إلى القول "لقد فقدت ابني إلياف لكن لست مستعداً بأيّ حال من الأحوال أن أشكّل خطراً على حياة أحفادي حتى لو كان ذلك من أجل أن تبقى بأيدينا مستوطنات: تبواح ويتسهار وإيتمار وغيرها من الأورام السرطانية التي ترعاها". وختم غيفن رسالته إلى موفاز بالقول "بأسف وبدون احترام".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018