ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم السبت 29 نيسان/ أبريل 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير" ان مؤتمر الحوار الوطني لم ينجح في جولته الجديدة، أمس، سوى باتخاذ قرار بان يبقى منعقدا، وبدرس امكان نقل "الطاولة" من ساحة النجمة إلى مقر آخر على الارجح سيكون عين التينة، كي لا يؤثر استمراره في وسط العاصمة على موسم السياحة والاصطياف. أما في الملف الرئاسي، فقد كرّس المتحاورون مجددا فشلهم في تحقيق أي خرق في جدار الأسماء والمرشحين والآليات، لا بل تحوّلت جلسة الأمس، إلى جلسة "حساء" رئاسي، حيث تعدى عدد الأسماء التي رميت على الطاولة العشرة أسماء، فيما طرحت أكثر من آلية لكن الحصيلة كانت صفرا. وعلى الرغم من التعهد الذي كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قطعه بحسم الأمر الرئاسي سلباً أم إيجاباً في جلسة الأمس، ارتأى بالاتفاق مع باقي المشاركين تخصيص جلسة جديدة له، في السادس عشر من أيار المقبل، قبل الانتقال إلى البند الأخير المتبقي رسميا على جدول الأعمال وهو سلاح المقاومة. غير أن اللافت للانتباه، انه في موازاة رغبة رئيس المجلس النيابي بالاستمرار بالحوار، معطوفا على دفع عربي ودولي، جاء في سياقه اتصال الموفد الدولي تيري رود لارسن به، عشية جلسة الأمس، من المتوقع أن تتحول جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الثلاثاء المقبل، إلى جلسة "ساعة الصفر" للإعلان رسمياً عن إطلاق الآليات التنفيذية للمقررات السابقة لمؤتمر الحوار، وهو ما أظهره توافق رئيسي الجمهورية والحكومة على جعله نقطة أولى في جدول أعمال الجلسة، فضلا عن تأكيد رئيس المجلس امكان الاستفادة من الفرصة الممتدة من الآن حتى السادس عشر من الشهر المقبل، "كي يشعر اللبنانيون جميعا أن الاتفاقات ليست حبراً على ورق".
ماذا في تفاصيل جلسة الأمس، التي استمرت حوالي الأربع ساعات وربع الساعة؟ بعد مداخلة افتتاحية من الرئيس بري، تحدث رئيس الحكومة عما اسماها التداعيات الاقتصادية الخطيرة جدا للازمة السياسية في البلاد، محذراً من أننا نسير نحو كارثة إذا فشل الحوار. ورد بري أننا جئنا الى الحوار لنتقدم الى الامام وليس للعودة الى الوراء. وبعد ذلك أثير موضوع مزارع شبعا تحديدا وترسيما، حيث حصل نقاش بين السيد حسن نصرالله والنائب وليد جنبلاط تدخل خلاله كل من الرئيسين بري والسنيورة، واستدعى طلب المحاضر الرسمية... ولدى تلاوتها من عدد من المشاركين تبين ان النص يؤكد إجماع المتحاورين على تحديد المزارع وليس ترسيمها. بعد ذلك، انتقل المتحاورون إلى الموضوع الرئاسي، حيث طلب الرئيس بري من سمير جعجع إطلاع المتحاورين على وجهة نظر البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، فرد جعجع بأنه طرح أمام صفير أسماء اربعة مرشحين هم ميشال عون وبطرس حرب ونسيب لحود ونايلة معوض (رد عون في سياق الجلسة بان صفير ابلغه بانه لن يدخل نهائيا في لعبة الاسماء). وعلى الفور فتح الباب على مصراعيه امام بازار اسماء رميت من قبل قوى الرابع عشر من آذار ووصلت الى 10 اسماء هم بالإضافة الى حرب ولحود ومعوض، روبير غانم وشبلي الملاط وجان عبيد وميشال اده ورياض سلامه وشارل رزق وغطاس خوري. وطرح ميشال المر اسم ميشال عون. وتدخل عدد من المشاركين داعيا الى الاتفاق على الآلية قبل الاسماء، فطرح بري فكرة التوافق على اربعة او خمسة اسماء يقوم وفد بتسليمها الى رئيس الجمهورية ويختار واحدا منها، ورد آخرون بان يطلب من لحود ان يسمي عددا من الاسماء ويقرر مؤتمر الحوار احدها. وقد رفض كل من جنبلاط وجعجع الصيغتين واعتبرا ان لحود غير شرعي ولا يحق له ان يختار وعليه ان يستقيل ومن ثم يقرر المتحاورون البديل! وعندما اصر بري على تقليص لائحة المرشحين، اجاب جعجع بانه يمكن الاكتفاء بترشيح بطرس حرب ونسيب لحود من قوى الرابع عشر من آذار، مسقطا بالتالي اسم نايلة معوض. واقترح ايلي سكاف ان تسمي قوى 14 آذار رئيس الحكومة وان تسمي باقي القوى رئيس الجمهورية "طالما القصة طائفية". وهنا عاد جنبلاط الى قصة "خريطة الطريق" الرئاسية (المواصفات) قبل الدخول في الأسماء، ووافقه الرأي محمد الصفدي، فيما قال النائب حرب ان رئاسة الجمهورية هي احد وجوه الأزمة وليست الازمة كلها. وطرح نصرالله مخرجا وحيدا يتمثل بالتوافق على اسم واحد من قبل المتحاورين وبعدها "انا على استعداد ان اصعد الى القصر الجمهوري واقول للرئيس تفضل واترك القصر (ضاحكا)". وبعد اخذ ورد حول الآليات، طلب بري تاجيل البت بالموضوع الى الاسبوع المقبل، فرد السنيورة بانه ملتزم بمواعيد خارجية وكذلك جنبلاط، فطرح بري موعد التاسع او العاشر من ايار، فرد عون بانه سيكون مسافرا الى سوريا. وعندما ابدى الحاضرون استغرابهم، قال متهكما "نعم اعلام المستقبل قرر تسفيري الى سوريا في هذا التاريخ". وفي مداخلة قصيرة، اكد سعد الحريري اننا لا يجب ان نفقد الامل، وعلينا أخذ بعض الوقت، "ولا يحصل شيء اذا طولنا بالنا قليلا". وجرى التوافق على موعد السادس عشر من ايار، الا انه حصل نقاش حول المكان ربطا بتحفظات من قبل رئيس الحكومة والنائب سعد الحريري من اجل عدم تاثير المؤتمر والاجراءات الامنية على موسم السياحة والاصطياف ووردت اقتراحات بنقله الى السراي الكبير او مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وقال الرئيس بري لـ"السفير" ليلا انه يدرس الفكرة ولكنه لم يتخذ بعد أي قرار نهائي الى ذلك، تابعت
"السفير" قائلة, عممّت الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء على الوزراء، جدول اعمال جلسة يوم الثلاثاء المقبل ومن ضمنها القرارات الأربعة التي توافق عليها المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني "حتى تاريخه" وتتعلق بالآتي:
أولا: موضوع الحقيقة ومتفرعاتها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري (لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الدولية وتوسيع مهام لجنة التحقيق).
ثانيا: الموضوع الفلسطيني.
ثالثا: موضوع العلاقات اللبنانية السورية.
رابعا: موضوع مزارع شبعا.
وقد أشار رئيس الحكومة في الكتاب الموجه إلى الوزراء إلى انه تكريسا للإجماع على المقررات الأربعة وترجمة لها يقتضي على الحكومة بدورها أن تتخذ موقفا منسجما مع موقف الحوار الوطني، عبر الموافقة على هذه المقررات لتلتزم الحكومة بمضمونها والعمل على حسن تنفيذها.
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول انه لم تجر رياح الجولة السادسة من الحوار الوطني كما تشتهي سفن التوقعات المتشائمة اذ انتهت الى موعد جديد في 16 ايار المقبل وعلى جدولها مجددا بند التغيير في رئاسة الجمهورية، مما يفتح الافق مرة اخرى امام فرصة لاحراز نجاح على هذا الصعيد بعدما شاع عشية الجلسة ان الصفحة ستطوى، وان الرئيس اميل لحود بات في منصبه حتى نهاية فترته الممددة. وفي خلاصة لما انتهت اليه الجلسة ان المؤتمرين اجمعوا على ضرورة انهاء وضع الرئيس لحود والشروع في البحث بآلية تنحيه. وعلمت "النهار" ان فريق 14 آذار انتهى الى الابتعاد عن مسألة الاسماء مشددا على آلية تنحي لحود. وفي الوقت نفسه، كان هناك ترحيب بالنائب العماد ميشال عون مرشحا من ضمن مرشحين ترددت اسماؤهم امس، على ان يكون الحسم وفق الآلية الدستورية في مجلس النواب. واذ شرعت الجلسة البحث في آلية تنفيذ القرارات المتخذة بالاجماع، بما فيها قرار نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، تحدث احد المشاركين في المؤتمر عن "جو جديد" يسود الحوار بعدما تبين ان الخيار البديل هو "الفشل من دون افق". لكن ذلك لا يعني ان "المهمة سهلة" لتحقيق هدف التغيير في الرئاسة الاولى. الا ان هذا التبدل في الاجواء لم يمنع عضو في المؤتمر من التساؤل: هل حدث تحول خارجي انعكس داخليا؟ اذا الجلسة التي انعقدت بكل الاعضاء تميزت بمداخلات تخللها طرح اسماء مرشحين للرئاسة الاولى كاعلان رئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اسماء عون، الوزيرة نايلة معوض، النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود بعدما أوردها اثر لقائه قبل الجلسة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، ومبادرة احد المؤتمرين الى طرح اسم المحامي شبلي ملاط ودخول النائب ميشال المر على الخط باسم النائب السابق جان عبيد والاعتراض على اسم نسيب لحود. واكتفى عون بالتساؤل: ماذا يمنع الاتفاق على مرشح واحد؟ اما الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله فتكلم على ضرورة ان يكون هناك اكثر من مرشح. واقترح رئيس مجلس النواب نبيه بري الدفع في اتجاه انهاء هذه القضية لان "العالم كله يعرف اهمية هذا المؤتمر". ولوحظ ابتعاد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري عن الدخول في حلبة الاسماء. اثر ذلك جرى التركيز على آلية التغيير الرئاسي بدفع من اركان 14 آذار. واقترح "حزب الله" الصعود الى قصر بعبدا لطرح الاسماء البديلة على الرئيس اميل لحود، فاعترض النائب وليد جنبلاط قائلا انه لا يعترف بشرعية لحود. ورأى جعجع ان ترسل الاسماء الى البطريرك صفير ثم الى الرئيس لحود. لكن العماد عون لم ير ضرورة اقحام بكركي في الامر ما دام البطريرك قال انه لا يريد الدخول في الاسماء. وسط هذه الطروحات، رأى قطب مشارك ان الفترة التي تفصل عن الجولة السابعة ستشهد مشاورات لبلورة الصيغة الفضلى حول الآلية المطلوبة لحسم التغيير الرئاسي. وعلى هامش هذا الملف، قال النائب غسان تويني ان "العماد عون صرح سابقا بأنه يجب دعوة الرئيس اميل لحود للمشاركة في المؤتمر اذا لم يحسم امر تنحيته. فهل هذا الاقتراح جدي ام طرفة؟ ثم اذا دعونا لحود، فماذا سنطرح عليه؟". كما كانت دردشة بين تويني والنائب الياس سكاف الذي نُسب اليه في "نهار" امس قوله انه سيبادر الى طرح اسم عون مرشحا. فنفى سكاف علمه بذلك، لكنه لم يثابر على النفي عندما واصل تويني طرح الاسئلة عليه. وتابعت "النهار" قائلة , ومن ملف الرئاسة الاولى، الى ملف القرارات السابقة التي اتخذها المؤتمر. وكانت هناك شكوى من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من عدم مؤازرته في متابعة تنفيذ هذه القرارات. وهنا اخذ الرئيس بري على عاتقه التسهيل. ودعا النائب جنبلاط "كل من له اصدقاء خارج الحدود الى ان يساعدنا". وحمّل النائب الحريري "حزب الله" المسؤولية عن معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وقال: "ان الجميع التزم تنفيذ هذا القرار في 6 اشهر، فاذا ما انسحب الحزب من هذا الالتزام فهذه مشكلة، واذا لم ينسحب فيجب ان يضع حدا لاحمد جبريل الذي استغل اللقاءات التي جرت معه في بيروت ليطلق مواقف واتهامات". ثم كان جدل بين جنبلاط ونصرالله حول كلمتين "الترسيم" والتحديد" فيما يتعلق بمزارع شبعا. وبعدما شرح كل منهما وجهة نظره دخل الرئيس بري على الخط مستوعبا النقاش في اطار الاجتهاد اللغوي. واثر الجلسة التي استمرت من الخامسة عصرا حتى التاسعة مساء اعلن الرئيس بري "ان القرارات التي اتخذت يجب ان تكون موضع عناية ومتابعة للتنفيذ ومؤازرة الحكومة في هذا التنفيذ (...) سواء أكان في موضوع العلاقات مع الاخوة السوريين او بالنسبة الى الموضوع الفلسطيني (...) كي يشعر اللبنانيون جميعا ان القرارات ليست حبرا على ورق".
ـ الديار ـ
قالت "الديار", لقد انتهت جلسة الحوار التي كان مقرراً لها حسم الملف الرئاسي الى فتح هذا الملف من جديد لجولة نقاش طويل لم ينته امس بعد أربع ساعات الى أي اتفاق او نتيجة بسبب الاختلاف في الرأي بين المتحاورين والبلبلة السائدة في صفوف فريق 14 شباط الذي كانت لبعض أطرافه آراء متنوعة حول التعاطي مع هذا الملف. ولعل أصدق تعبير حول محصلة جولة الحوار أمس ما لخصه أحد المشاركين في الحوار لـ"الديار" بالقول "جئنا الى الطاولة المستديرة اليوم على أساس اننا نتجه الى اقفال هذا الملف سلباً أو ايجاباً فوجدنا أنفسنا نفتح هذا الملف من جديد على مصراعيه لنقاش يبدو انه لن يكون قصيراً وانطلاقاً من نتيجة النقاش الذي كان هادئاً قرر المتحاورون استئناف الحوار حول هذا الملف في 16 أيار المقبل على امل التوصل الى نتيجة معينة، مع الاشارة الى ان الخلافات في الرأي بقيت على حالها في جلسة الأمس من دون تحقيق اي تقدم يذكر. وما جرى في جلسة الأمس أكد أن موضوع رئاسة الجمهورية ليس موضوعا مرشحا للحسم في ظل تباعد المواقف حوله، لكن قرار استئناف الحوار في 16 أيار المقبل أكد ايضا الحاجة الى إبقاء الحوار وعدم قطع شعرة الحوار لكي لا يبرز الوجه الآخر من ليل لبنان وتفتح البلاد على تطورات غير معروفة النتائج لا سيما على الصعيد الاقتصادي والمعيشي. وحسب المعلومات المتوافرة لـ"الديار" فإن المتحاورين جاؤوا الى جلسة الامس وكل فريق متحفظ وينتظر ان يخطىءالفريق الآخر ليحمله مسؤولية فشل الحوار لكن الرئيس نبيه بري صاحب المبادرة كان قد استبق الجلسة بسلسلة اشارات اكد فيها على أمرين: اولا ان لا بديل عن الحوار، وثانيا انه لا يمكن ان ننظر الى هذا الحوار من منظار تشاؤمي وعلينا ان نبقى في دائرة التفاؤل. أما في خصوص النقاش حول القرارات السابقة لاسيما الموضوع المتعلق بتحديد الحدود في مزارع شبعا والذي تحول الى سجال بين النائب وليد جنبلاط والسيد حسن نصرالله فقد حسم في بداية الجلسة بوقت قصير بالتأكيد على بيان الرئيس بري في حينه والذي تضمن كلمة "تحديد" وفي وقائع الجلسة بدأ الرئيس بري الجلسة بالسؤال للمتحاورين حول ما اذا كان هناك اشكالية عند البعض حول تفسير القرارات التي صدرت سابقا عن المتحاورين. وتكلم بعد ذلك النائب وليد جنبلاط متسائلاً: علينا ان نعرف بوضوح ما اذا كان قد جرى الرجوع عن القرارات التي صدرت سابقا عن مؤتمر الحوار. واحدد هنا موضوع ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية ومزارع شبعا والعلاقات الديبلوماسية بين البلدين. * ورد السيد نصرالله قائلا: عليكم ان تعرفوا جيدا اننا حددنا في قراراتنا حول هذا الموضوع الكلام واستخدمنا كلمة «تحديد "وهي كلمة واضحة. واذكر انك قلت ان اللغة العربية غنية. واكد نصرالله على انه استخدمت كلمة «تحديد "وان الترسيم بعد التحرير النهائي. * وتكلم العماد ميشال عون فأشار الى استخدام كلمة «تحديد " في القرارات، واضاف: احب ان الفت الى ان مزارع شبعا لم تحتل في حرب 1967 بل احتلت بعد اكثر من شهر من هذه الحرب وهي بالتالي لا تخضع للقرار 242 بل للقرار 425 وكنت يومها ضابطا وأعرف الامور في هذا الشأن عن كثب. * وبعد النقاش الذي لم يأخذ وقتاً طويلاً اتفق المتحاورون على السير بالقرارات التي اتخذت والاعتماد على النصوص الحرفية التي أعلنها الرئيس بري في هذا الصدد، وانه اذا حصل سوء تفاهم في التفسير أو أي شيء حول هذه القرارات فانه يصار الى التفاهم من خلال الاتصال المباشر بين الاطراف وليس اللجوء الى الحملات الاعلامية، او انتظار جلسة الحوار التي هي تحسم مثل هذه الامور. * وبعد أن انتهى المتحاورون من هذا الموضوع دخلوا في نقاش ملف رئاسة الجمهورية وكانت للرئيس بري مداخلة استهلالية ذكر خلالها المجتمعين بأن هناك رئيساً للجمهورية وعلينا ان نناقش الأفكار المطروحة حول هذا الملف انطلاقاً من ذلك مع الاخذ بعين الاعتبار ان هذا الاستحقاق يجب التعاطي معه من خلال الاتفاق والتوافق. وقال هناك افكار عديدة طرحت منها مثلا ان يذهب المتحاورون الى الرئيس لحود بإسمين ويأخذوا رأيه في الموضوع. * وردّ بعض فريق 14 شباط بأن مثل هذا الأمر غير عملي. * بطرس حرب: يمكن أن يصعد المتحاورون الى بعبدا ويبلغوا الرئيس لحود بأن هناك أزمة سياسية وان موضوع الرئيس وجه من اوجه ازمة الحكم، وان هناك اجماعا على استقالة رئيس الجمهورية. * واقترح الدكتور سمير جعجع ان يصار الى تحديد ثلاثة أسماء والصعود الى بعبدا لابلاغ الرئيس لحود بموقف المتحاورين على ترشيح هؤلاء الثلاثة، وبالتالي الطلب منه تقديم استقالته على هذا الاساس. ويصار قبل ذلك الى اخذ بركة غبطة البطريرك صفير. * عون: علينا أن نجمع على اسم واحد من أجل ان نبلغ الرئيس لحود مثل هذا الموقف لكي يقدم استقالته، واذكر ايضاً بأنني زرت غبطة البطريرك صفير منذ أيام وأبلغني انه لا يدخل في الأسماء. * جعجع: نعم غبطته لا يدخ
ل في الأسماء ولكن يمكن نحن أن نسمي ونأخذ بركته. * ورداً على طرح بضعة أسماء على الرئيس لحود بقرار من الحوار لافساح المجال أمام استقالة لحود سأل النائب محمد الصفدي: لنفترض انكم طرحتم على الرئيس لحود ثلاثة أسماء أو أربعة أو أكثر، وطلب هو الاتفاق على مرشح واحد فماذا تفعلون؟ * وهناك طرحت أسماء المرشحين المعروفين من قبل عدد من الحاضرين وقيل ان اسماء المرشحين المعروفين: العماد عون، النائب السابق نسيب لحود، النائب بطرس حرب، النائب نائلة معوض، واضيف عليهم ايضاً الوزير السابق جان عبيد، ثم أضاف النائب ميشال المر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وأضاف أيضاً النائب غسان تويني اسم روبير غانم، وطرح النائب جنبلاط اسم شبلي ملاط. * لكن جنبلاط قدم مداخلة كرر فيها موقفه مطالباً بخريطة طريق للرئيس الجديد، وانه ليس المهم الاسم اذا لم نتفق على خريطة طريق للرئيس الجديد، كما عارض طرح الاسماء على الرئيس لحود معتبراً ان ذلك يعطيه الشرعية. وتكلم السيد نصرالله معلقاً على اقتراح جعجع بالاتفاق على ثلاثة أسماء، فقال: ليست المسألة ان نختار ثلاثة أسماء ومن ثم نلجأ الى انتخاب واحد منهم، المسألة ليست بهذه البساطة انها «نكتة حلوة " اذا كانت على هذا الشكل، فاذا سرنا بمثل هذه الفكرة «نكون قد دخلنا واصبحنا في حملة فلّ (الاشارة الى دعوات فريق 14 شباط لترحيل الرئيس لحود). اضاف نصرالله: ليس الموضوع بهذه البساطة ولا يمكن ان نتعاطى به على هذا الشكل، علينا ان نتناول هذا البند بكل جوانبه فمثلا يمكن ان تختاروا اسماً واحداً وعندها يصعد المتحاورون ويبلغوا الرئيس لحود انهم اتفقوا على اسم واحد فيأخذ رئيس الجمهورية موقفه على هذا الأساس. * وكانت للنائب سعد الحريري تدخلات قصيرة شدد فيها على مبدأ تنحية الرئيس لحود، مبررا مثل هذا الموقف الذي يساعد على تحسين الوضع في البلاد وبالتالي الانتقال الى مرحلة افضل. وتجنب الدخول في طرح أسماء معينة بوضوح. * أما طرح الدكتور جعجع بالصعود الى بعبدا بثلاثة أسماء فكان اشارة واضحة الى تسمية عون ونسيب لحود وبطرس حرب. * واستمر النقاش يدور في حلقة مفرغة فعلق النائب تويني قائلا: «اننا نضيّع الوقت ولا جدوى من هذا النقاش فلننتقل الى الموضوع الآخر * لكن المتحاورين حرصوا على الاستمرار في النقاش حول هذا الملف من دون ان يتوصلوا الى اتفاق حوله فتقرر متابعة النقاش في جلسة تعقد عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم 16 أيار المقبل. * وطرح خلال الجلسة ايضاً مساعدة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على موضوع تنفيذ المقررات السابقة المتعلقة بالعلاقة مع سوريا وتحديداً بموضوع زيارته الى دمشق بالاضافة الى موضوع السلاح الفلسطيني، وجرى التأكيد على ذلك من قبل الجميع. * وطرح النائبان جنبلاط والحريري نقل الحوار من المجلس النيابي الى مكان آخر، واتفق على درس الموضوع دون ان يتم البت به. وخرج المتحاورون بعد أربع ساعات من النقاش من دون التوصل الى اتفاق حول الملف الرئاسي، وبدا لدى البعض ان هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها بأن هذا الموضوع غير قابل للحل او التوافق في الوقت الحاضر، وان ثمة من يراهن على الوقت او المعطيات الخارجية عل في ذلك تأتي «الحلول السحرية " أو «الوصفات السحرية الدولية غير المتوفرة حالياً وحتى اشعار آخر وتابعت "الديار" , وكالعادة فقد عقد الرئيس بري مؤتمرا صحفياً في نهاية جلسة الحوار ووصف النقاش بأنه كان «وديا عكس الذي كان سائداً خلال فترة الغياب عن طاولة الحوار. وقال ان الحوار كان صريحاً، مشيراً الى انه كان من المنتظر حسم موضوع رئاسة الجمهورية في هذه الجلسة غير ان النقاش عاد ودار بشكل مكثف واستغرق الجلسة بالكامل. ولم يحصل اتفاق بشأن الموضوع، وتقرر متابعته في 16 أيار المقبل. واوضح أن القرارات التي اتخذت سابقا اتفق على انه يجب أن تتابع خلال هذه الفترة ومؤازرة الحكومة من اجل تنفيذها. ورداً على سؤال قال الرئيس بري ان الجنرال عون مرشح «جيد جداً وهناك مرشحون آخرون ايضاً، وشدد ان القرارات التي اتخذت ستكون موضع متابعة للتنفيذ. وردا على سؤال حول تهديد عون بانه لن يحضر بعد هذه الجلسة قال الرئيس بري: ان العماد عون لم يهدد بذلك، وان مثل هذا الكلام غير دقيق، وان تصريحه مجتزأ. وردا على سؤال حول العلاقات الصحية بين لبنان وسوريا قال الرئيس بري: الافضل القول علاقات طبيعية لأنها تشمل العلاقات المميزة والصحية، وان الكلام عن أن سوريا رفضت العلاقات الديبلوماسية غير دقيق على الاطلاق، ولكن نحن نعلم ان العلاقات تتم عندما يكون هناك جو ودي، واذا افترضنا انه اذا كانت هناك علاقات ديبلوماسية ولم يكن هناك جو ودي فان هذه العلاقات تنقطع، لا بدّ من عودة الجو الودي في العلاقات وان لا تفرّق مصلحة لبنان عن مصلحة سوريا ومصلحة سوريا عن مصلحة لبنان. وصرح جعجع بعد الجلسة فأشار الى انه «بالنظر الى اهمية الموضوع فاننا اتفقنا أن نستمر في بحثه وقال
«ان كل يوم يستمر فيه الرئيس لحود في رئاسة الجمهورية هو خسارة كبيرة للبنان واللبنانيين، ومن هذا المنطلق طرحنا ضرورة التغيير " ملاحظاً انه الى الان ليس هناك اتفاق على ذلك. واستبقت جلسة الحوار امس بحركة اتصالات ومشاورات في اكثر من اتجاه وسلسلة مواقف من البنود المطروحة، فاعتبر العماد ميشال عون انه من الخطأ الاعتقاد بان ذهاب رئيس الجمهورية العماد اميل لحود سيحل المشكلة لاننا بذلك نكون بصدد حل جزء من الازمة، ملاحظا ان الازمة مكونة من عناصر مهمة هي سرقة الاكثرية للسلطة بقانون لم يتم التوافق حوله وتعطيل المجلس الدستور والحكم بشكل غير متوازن. وشدد عون في حديث له امس على ضرورة ايجاد البديل قبل تنحية الرئيس لحود لافتا الى انه سيستمر في ترشحه للرئاسة لان المعركة ستبقى مفتوحة لمدة سنة ونصف داعيا الى انتخابات نيابية مبكرة والى ان ينتخب رئيس الجمهورية من الشعب وشدد عون على ضرورة تصفية الخلافات مع سوريا تمهيدا لبناء العلاقات الديبلوماسية. وانتقد عون في معرض تعليقه على كلام السفير الاميركي جيفري فيلتمان والتنكر للتمثيل الشعبي واصفا ذاك بالوقاحة. وامس زار رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع بكركي واجتمع مع البطريرك صفير قبيل انعقاد الجلسة الحوارية الذي قال بعد اللقاء اذا لم يتم حل موضوع الرئاسة اليوم (امس) سيصار الى الانتقال الى موضوع سلاح حزب الله كاشفا انه طرح في جلسات الحوار الاربعة اسماء مرشحيه للرئاسة ومن ضمنها النائب العماد ميشال عون ، ثانيا ان تكون جلسة الحوار ليوم امس «آخر جلسة ولاحظ مشاركة الوزير جو سركيس في جلسات مجلس الوزراء ستبقى على حالها طالما بقي الرئيس لحود يترأس الجلسات، ودعا «من لديه اقتراحات جدية بخصوص حكومة افضل من الحالية الى طرحها ومن جهتها رأت كتلة المستقبل النيابية بعد اجتماعها امس برئاسة النائب سعد الحريري ان النتائج التي توصل اليها المتحاورون اصبحت بمثابة ثوابت وطنية لا يمكن تجاوزها او الرجوع عنها. ودعت اطراف الحوار كافة الى الالتزام ومتابعة تنفيذ هذه الثوابت ودعم الحكومة في محاولاتها لوضعها موضع التنفيذ. واشارت "الديار" انه في مجال اخر، قام رئيس الجمهورية العماد اميل لحود امس بجولة تفقدية عاين خلالها انتهاء العمل في المرحلة الاخيرة من اوتوستراد المتن السريع. ودعا الرئيس لحود خلال جولته الى ايواء احتياجات المواطنين واقضاياهم الاهتمام اللازم لانهم شبعوا من السياسة ويريدون عيشا هانئا وطرقا ورعاية صحية وتربوية ولقمة العيش معرباً عن امله في ان يتمكن في ما تبقى من ولايته الرئاسية ان يحقق اماني اللبنانيين وتطلعاتهم، لا سيما في الانماء المتوازن الذي يحقق العدالة والمساواة بين المناطق اللبنانية كافة. وبدا ان الرئيس لحود اراد توجيه رسالة سياسية حيث تحدث بوضوح عن اكمال ما تبقى من ولايته وما يأمل من تحقيقه في هذه الفترة.
ـ الأنوار ـ
قالت "الأنوار" ان التراشق الحاد الذي ميّز الايام القليلة الماضية بين بعض المتحاورين او القوى والكتل المنتمين اليها، اختفى امس، وحل مكانه على الطاولة المستديرة جو ودي وصريح ادى الى تفاهم على مواصلة الحوار. ورغم ان موضوع الرئاسة لم يحسم امس، وارجئ استكماله الى يوم 16 ايار المقبل، فان مصادر المتحاورين كشفت عن ان الجديد كان اعلان العماد ميشال عون ترشحه للرئاسة، وطرح متحاورين آخرين اسماء ترشحهم الاكثرية او هم اعلنوا عن ترشيح انفسهم وهم: الرئيس امين الجميل، بطرس حرب، نايلة معوض، نسيب لحود، جان عبيد وشبلي ملاط. وقالت المصادر ان الامين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصرالله اقترح البحث والتوافق على اسم واحد، في حين ان الرئيس نبيه بري دعا الى جعل الاستحقاق الرئاسي لبنانيا والاتفاق على مرشح. الا ان النائب وليد جنبلاط كرر المطالبة بوضع (خارطة طريق) قبل طرح اية اسماء. وذكرت المصادر ان رأيا آخر طرح وهو ان لا فراغ دستوريا في منصب الرئاسة رغم الخلاف على وضع الرئيس اميل لحود. وفي حين اكتفى العماد عون بالقول (اتفقنا على الاختلاف)، قال الدكتور سمير جعجع (اننا مستمرون في الحوار طالما الموضوع الرئاسي مطروح على الطاولة، ومستمرون به بالوسائل السياسية والديمقراطية. ولكن برأينا فانه لا يمكن تحقيق اي تقدم طالما وضع رئاسة الجمهورية على ما هو عليه. وكان الرئيس نبيه بري اعلن بعد جلسة مساء امس في مؤتمر صحافي عن تأجيل البحث الى 16 ايار المقبل. (وقال: طبعا بعد طول غياب نسبي، كما تعلمون، عقدت جلسة الحوار بجميع أعضائها، النقاش كان وديا على عكس الذي كان سائدا خلال فترة الغياب، والحوار كان صريحا وكان من المنتظر ان يحسم موضوع رئاسة الجمهورية، غير ان النقاش عاد وتركّز ودار بشكل مكثّف حول هذا الموضوع. وحتى الآن لم يصر الى اتفاق حول موضوع الرئاسة، وبكل صراحة وبكل شفافية أردت أن أقول ذلك. وتقرر متابعة هذا الموضوع، وطبعا بعده الموضوع الأخير المتبقي على جدول الاعمال، ألا وهو موضوع المقاومة وذلك في السادس عشر من شهر أيار المقبل. وقال: ان المقررات السابقة يجب ان تكون موضع عناية ومتابعة بالتنفيذ ومؤازرة الحكومة في هذا التنفيذ سواء أكان على اي خط من الخطوط التي كانت فيها موضوع القرارات، سواء في العلاقات مع الاخوة السوريين، او الموضوع الفلسطيني او بالنسبة الى المساعدات التي يجب ان تقدم ايضا للاخوة الفلسطينيين وغير ذلك، بمعنى آخر ان موضوع متابعة المقررات ايضا ليست هي شأن محصور برئاسة الحكومة او برئيس الحكومة. المطلوب المساعدة او المؤازرة، وبالتالي، يمكن ان نستفيد من هذه الفرصة الجديدة، 15 يوما ايضا كي يشعر اللبنانيون جميعا ان القرارات ليست مجرد حبر على ورق، ولكن ما اتخذ من مقررات يجب ان تكون له متابعة، والدعوى كما نعلم تربح مرتين، مرة في الحكم ومرة في التنفيذ. وبالتالي يجب ان تربح بالكامل.
ـ صدى البلد ـ
كتبت "صدى البلد" تقول انه كما كان متوقعاً لم تسجل جلسة الحوار المؤجلة 25 يوماً أي اختراق في موضوع رئاسة الجمهورية وبدا إنجازها الوحيد في مجرد انعقادها ثم في اتفاق المتحاورين على استئناف أبحاثهم في 16 أيار المقبل أي بعد أكثر من أسبوعين بقليل. إلا ان أمراً مهماً بدا انه تحقق مع إقرار الجميع بالبنود التي تم الاجماع عليها ما ينهي جدلاً أثاره أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على خلفية البند المتعلق بتحديد حدود مزارع شبعا، ومع اتفاقهم على السير في تنفيذ هذه البنود في شقيها السوري والفلسطيني وتقديم المؤازرة والمساعدة للحكومة ورئيسها في هذا المجال. وقال مشاركون في الجلسة التي استغرقت قرابة أربع ساعات مساء أمس انها دارت في حلقة مفرغة في ما يتعلق بنتائج مقاربة الملف الرئاسي من قبل مختلف الأطراف، ولاحظ النائب فريد الخازن ان أحداً ليست لديه مصلحة في ان يقر بهذه النتيجة، لان أحداً لا يستطيع ان يعطي شرعية سياسية للوضع القائم على مستوى السلطة عموماً. وتطرق النقاش حول موضوع الرئاسة الأولى الى بعض الاقتراحات التي قد تساهم في ان يبادر الرئيس لحود الى الاستقالة، من مثل اقتراح ان تتم زيارة رئيس الجمهورية من قبل بعض المتحاورين ويحملون له أسماء المرشحين للرئاسة الأولى، ولكن هذه الأفكار وصفتها بعض مصادر المشاركين في انها تأتي في سياق الأفكار والآراء التي يتم تداولها من دون ان تعكس بالضرورة أي تقدم في شأن بند الرئاسة. وقال وزير الطاقة محمد فنيش ل "صدى البلد" ان جلسة الحوار كانت هادئة وشهدت نقاشا مستفيضا في بند الرئاسة الأولى و"لم يتم التوصل الى نتائج نهائية والبحث مستمر"، ولم يستبعد فنيش ان "تشهد الجلسة المقبلة فتح النقاش في ملف سلاح المقاومة، من دون ان يعني ذلك إغلاق ملف الرئاسة الأولى". وفي مسألة ترسيم وتحديد الحدود اللبنانية السورية في مزارع شبعا، تم استحضار النص الذي تضمن مقررات مؤتمر الحوار في جلسته الأخيرة وتم التأكيد عليه، من دون ان يعني ذلك عدم وجود اجتهادات مختلفة في قراءة هذا النص". وفي المعلومات ان أسماء جديدة طرحت في سياق استعراض أسماء المرشحين للرئاسة، مثل الوزير السابق جان عبيد والنائب روبير غانم فضلاً عن الأسماء المتداولة في فريق 14 آذار وفي هذا السياق نفى النائب الخازن ما أشيع عن ان النائب الياس سكاف أعلن ترشيح العماد ميشال عون في الجلسة وقال: ان النقاش أفتتح في الملف الرئاسي "من خلال التداول في معالجة هذه القضية في أوجهها المختلفة". وأجمعت مصادر المتحاورين على القول ان أجواء الحوار كانت إيجابية ولم تؤثر الجدالات السابقة على سيرها. وقالت ان سبب إرجاء موعد اللقاء المقبل أسبوعين مرده ارتباطات بعض المشاركين بزيارات الى الخارج أو بأعمال معينة، مضيفة ان البحث في موضوع الرئاسة سيستمر ولو استغرق عاماً ونصف العام. وأوضح أحد المشاركين ل "صدى البلد" ان الجزء الأول من الاجتماع خصص للبحث في الفرق بين "التحديد" و"الترسيم" ودار نقاش شارك فيه النائب وليد جنبلاط والسيد حسن نصرالله الذي ذكر انه أحضر معه دراسة من 280 صفحة حول الاستراتيجية الدفاعية. وتم في حصيلة النقاش التأكيد على ما اتفق عليه في الجلسات السابقة. وأجمع المشاركون على متابعة موضوع الحدود مع الأمم المتحدة والطلب اليها توفير ما يلزم لتأكيد لبنانية مزارع شبعا. وفي موضوع الرئاسة قال المصدر نفسه ان اتفاقا ساد على ان مصلحة لبنان العليا تقتضي انتخاب رئيس جديد، وأكد ما تسرب من طرح أفكار مثل ذهاب وفد من المؤتمرين للتشاور مع الرئيس اميل لحود في عدد من الأسماء أو ابلاغه باسم معين يختاره المتحاورون، إلا انه لم يتفق على هذا الاقتراح فأرجئ البحث. وفي موضوع الأسماء أكد المصدر إياه طرح عدد من الاسماء وكشف ان النائب سعد الحريري أبلغ المجتمعين انه يسير في هذا الموضوع وراء البطريرك صفير. وما قيل عن الأجواء الايجابية أكده قطب شارك في الحوار ل"صدى البلد" ان أي عتاب حول السجالات الأخيرة لم يحصل بين بعض الأقطاب المتحاورين وخصوصاً بين الأمين العام لــ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط, وبين رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ورئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون, وقال ان المتحاورين دخلوا الى قاعة الحوار وكأن شيئاً لم يكن. وقال المصدر ان بعض الأفرقاء طرح معظم الأسماء المتداولة للمرشحين الرئاسيين مقترحاً ان تتم مفاتحة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بأمر ترشيح من يرغب من بينها على قاعدة ان هناك أزمة رئاسية ترزح تحتها البلاد ولا يجوز ان تستمر لكن النقاش الذي طال في هذا الموضوع بدا وكأنه يدور في حلقة مفرغة وبدا معه المتحاورون وكأنهم يبحثون في جنس الملائكة, ولفت المصدر الى ان المتحاورين لم يتطرقوا الى موضوع سلاح المقاومة لا من قريب ولا من بعيد. وفي معلومات ل "صدى البلد" ان المتحاورين اتفقوا على اعتبار أزمة رئاسة الجمهورية واحدة من
جوانب المشكلة اللبنانية وليست المشكلة كلها, اما في خصوص ترسيم الحدود بين لبنان وسورية فقد جرى نقاش طويل تبين في ضوئه ان ما كان اتفق المتحاورون في الجلسات السابقة هو "التحديد" وليس "الترسيم" الذي ورد فقط في وثيقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر". ولفت مصدر شارك في الحوار الى ان موضوع الرئاسة يمكن ان يحل عبر انتخاب العماد عون الذي يحل انتخابه مشكلة 70 في المئة من الشعب اللبناني, واستند المصدر في هذا المجال الى احصاء "صدى البلد" وقال: "عندها ستحل عقدة لحود وسيعالج الخلاف حول سلاح المقاومة خصوصاً وان عون توصل الى تفاهم مع "حزب الله" في هذا الشأن. وعلمت "صدى البلد" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري كان تحوط لاحتمال انفراط عقد الحوار عندما تبلغ مساء أمس الأول ان حضور العماد عون للجولة الحوارية التي انعقدت أمس سيكون الأخير, وابلغ الى الذين احاطوه علماً بهذا الأمر انه سيلتقي عون قبيل انعقاد الجلسة الحوارية, وقد التقاه أمس بالفعل. ونقل زوار بري عنه قوله ان الحوار سيستمر وان أحداً من الأفرقاء لا يمكنه ان يتحمل مسؤولية فشل هذا الحوار او ايقافه. وأكد بري في ختام الجلسة ان الجو كان "ودياً وصريحاً" وشدد ان "القرارات المتخذة يجب ان تكون موضع عناية ومؤازرة للحكومة في تنفيذها" وقال "يجب ان نستفيد من هذه الفرصة ليشعر اللبنانيون ان القرارات ليست حبراً على ورق". وأكد بري التزام جنبلاط ونصرالله والجميع ب"حرفية" ما أعلناه وقال ان تهديد عون بعدم الحضور غير صحيح وما نشر عن لسانه كان مجتزأ وغير دقيق. ورداً على سؤال عما اذا تم تكليف لجنة من المتحاورين لمساعدة السنيورة قال بري: "كلنا مكلفون وانا أولهم". وقبيل الجلسة سجلت أمس سلسلة مواقف أبرزها للدكتور سمير جعجع الذي لاحظ اثر خلوة عقدها مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير "ان اتجاه الأحداث جيد والامن متوافر" وقال: "اذا اقفلت الطريق امام موضوع معين فستفتح امام مواضيع أخرى وهذه ليست آخر الدنيا كما يحاول البعض ان يصورها". وأضاف: "نحن كنا نسعى بكل قوانا للوصول الى التغيير المنشود في موضوع رئاسة الجمهورية نظراً لانعكاساته التي ستكون ايجابية جداً, ان كان على المستوى الوطني العام او على المستوى المسيحي, وتمكنوا حتى الآن من عرقلة مساعينا, ولكننا سنستمر في متابعة هذا الموضوع". وأكد "ان موقفنا من هذه الحكومة ليس ايديولوجيا, وان أي حكومة أفضل منها نسير بها". من ناحيته الدكتور سمير جعجع واثر انتهاء الجلسة الحوارية شدد على "انه لا بد من تغيير رئيس الجمهورية لأن بقاءه في بعبدا خسارة كبيرة على لبنان واللبنانيين في كل المجالات". ورأى جعجع انه "اذا لم نستطع حل موضوع رئاسة الجمهورية فلا يعني فرط الموضوع بسببه". وقال ان الانتخابات المبكرة "ليست بأمر سهل وليس لدينا أي مانع بإجرائها من حيث المبدأ, ولكن الانتخابات النيابية الجديدة تحتاج الى رئيس جديد, وسلطة تتمكن من بسط سيادتها على كل الأراضي اللبنانية والا نكون قد كررنا تجربة انتخابات عام 2005".
ـ المستقبل ـ
كتبت "المستقبل" تقول انه في جلسة مؤتمر الحوار الوطني أمس، وكما كان معروفاً ومتوقعاً، لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق بشأن بند رئاسة الجمهوريّة، فيما تمّ الاتفاق على عقد جولة أخرى في 16 أيّار المقبل لمتابعة الموضوع الرئاسيّ والشروع في بحث بند سلاح "حزب الله". غير أنّ الجلسة التي استغرق معظمها في مناقشة رئاسة الجمهوريّة، توقّفت عند القرارات التي اتخذت في جولات سابقة بالإجماع. وفي هذا المجال، أعلن مدير الحوار رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي أن "الشيء الذي يقيّد لبنان ويلتزم به اللبنانيّون هو القرارات التي تصدر عن المؤتمر والقيادات الموجودة، وليست تلك التي تصدر عنّي كشخص أو أيّ زميل آخر كشخص". وأضاف أنّ "كلّ القرارات التي اتخذت ستكون بحرفيّتها موضع متابعة ولن نعود إليها"، لافتاً إلى أنّ "ما أعلن، ملتزمون به ولا مجال للعودة إلى الوراء". وأوضح الرئيس برّي أن "القرارات (السابقة) التي اتخذت يجب أن تكون موضع عناية ومتابعة للتنفيذ ومؤازرة الحكومة في هذا التنفيذ"، مشيراً إلى أنّ "متابعة القرارات ليست شأناً محصوراً برئيس الحكومة". وختم بتأكيد أنه "ليس من حق أيّ من المتحاورين بدءاً منّي أنا، نقض أيّ قرار من قرارات الحوار التي صدرت وقرأناها وتعرفونها جميعكم(..)". وفي ما يتعلق بجلسة أمس، أوضح مصدر قياديّ بارز في فريق 14 آذار أنّ "هذا الفريق رفض البحث في الأسماء المرشّحة لرئاسة الجمهوريّة وأصرّ على أنّ هناك قراراً بالإجماع في مؤتمر الحوار ينصّ على أنّ ثمة أزمة حكم هي أزمة رئاسة الجمهوريّة". وأضاف المصدر أنّ "أحد منطلقات هذا القرار هو أنّ هناك رئيساً جرى التمديد له ضدّ الإرادة اللبنانيّة وضدّ الإرادة الدوليّة"، وذكّر بأنّ هذا الموضوع هو "البند الأوّل في القرار 1559" وبأنّ "أزمة الرئاسة مستمرّة". وقال "طلبنا كفريق من الفريق الآخر على طاولة الحوار تشكيل لجنة مشتركة من المؤتمر للقاء الرئيس إميل لحود وإبلاغه القرار الإجماعي الذي يعتبر أنّه يجسّد الأزمة، فرفض الفريق الآخر هذا الطلب"، وأشار إلى أنّ "الجلسة رفعت على أن يبحث الأمر من جديد لاحقاً". وأوضح أنّه كان "ثمّة تأكيد في الحوار على مساعدة الرئيس فؤاد السنيورة في تنفيذ النقاط التي تمّ الإجماع عليها، أي تحديد مزارع شبعا والعلاقات الديبلوماسيّة والسلاح الفلسطيني خارج المخيّمات". ولفت إلى أنه "جرت مناقشة مع السيّد حسن نصرالله حول التحديد والترسيم، وكان تأكيد من الرئيس نبيه برّي على أنّ المصطلحين أي التحديد والترسيم يقودان إلى النتيجة نفسها وأنه لا بدّ من التفاوض مع سوريا". وقال "طلبنا من فريق 8 آذار المساعدة مع سوريّا في العناوين السابقة"، وأشار إلى إن "الجلسة رفعت لكن بعد الاتفاق على نقل الاجتماع المقبل لمؤتمر الحوار الوطني من وسط بيروت إلى مكان آخر". بين تلخيصي الرئيس برّي من جهة والمصدر البارز في 14 آذار من جهة أخرى، لخّص رئيس "التيّار الوطني الحرّ" النائب العماد ميشال عون حصيلة جلسة أمس بالقول "اتفقنا على الاختلاف"، أمّا رئيس الهيئة التنفيذية في "القوّات اللبنانية" سمير جعجع فقال إنّ "الموضوع ليس موضوع ، إنّما المشكلة هي المبدأ، ويبدو أن الآخرين ليست لديهم نيّة للتغيير(..)". واضافت "المستقبل" الى ان جلسة الحوار كانت مسبوقة أمس بمواقف عدة، فقد أكدت كتلة "نواب المستقبل" في اجتماع عقدته برئاسة رئيسها النائب سعد الحريري على "النتائج التي توصل إليها المجتمعون حول طاولة الحوار الوطني"، معتبرة أنها "أصبحت بمثابة ثوابت وطنية لا يمكن تجاوزها أو الرجوع عنها"، داعية أطراف الحوار كافة إلى "الالتزام ومتابعة تنفيذ هذه الثوابت ودعم الحكومة في محاولاتها لوضعها موضع التنفيذ". وإذ نوّهت بزيارة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة إلى الولايات المتحدة الاميركية، أكدت أن مؤتمر بيروت ـ1 "فرصة يجب ألا تضيع في زواريب السياسة الداخلية"، ورأت "أن أيّة محاولات لعرقلة نجاح الخطوات الإصلاحية الممهّدة لهذا المؤتمر هي محاولات لضرب الإنقاذ، ورميٌ للبلاد في مزيد من المشكلات والصعوبات، وتدميرٌ للإصلاح الذي يطالب به الشعب اللبناني بكل قواه وفئاته". في المقابل، أكد رئيس "تكتل الإصلاح والتغيير" النائب ميشال عون في حديث إلى إذاعة "النور" أنه "مستمر في ترشحه للرئاسة لأن المعركة ستبقى مفتوحة لمدة سنة ونصف"، ودعا إلى "انتخابات نيابية مبكرة وإلى أن ينتخب رئيس الجمهورية من الشعب". ونبّه على أنه "من الخطأ اعتقاد أن ذهاب الرئيس إميل لحود سيحلّ المشكلة لأننا بذلك نكون بصدد حلّ جزء من الأزمة"، وشدد على ضرورة "ايجاد البديل قبل طرح تنحية لحود"، مشيرا إلى ان "فريق "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" وافق الآخرين على البحث في أزمة الحكم، إلا أن الفريق الآخر أصرّ على أن الأزمة محصورة بوجود لحود ووجوب إزاحته". وعن جلسة الحوار، اعتبر عون أن "الرأي العام يجب أن يعرف من أفشل التفاوض"، ملمّحاً إلى أن مشاركته في الحوار "قد تك
ون للمرة الأخيرة، ذلك أن البحث بالأمور لم يكن جدّياً في الجلسات الأخيرة للحوار"، مكرّراً التحذير من "نزول الناس إلى الشارع"(..). وفي سياق متصل، واصل "حزب الله" حملته على رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، فاتهمه على لسان عضو كتلته النيابية علي عمّار بأنه "أدمن الانتقال من ضفة إلى أخرى نقيضة في سياق مشروع يتعارض مع الحفاظ على وحدة البلد واستقراره السياسي والأمني"، وبأنه لا يعمل "إلا بعقلية الأداة والزبائنية السياسية"، وقال "إن الجوقة السوداء التي اعتادت كيل الاتهامات لأعداء المشروع الأميركي في لبنان، ترفع عقيرتها مع كل تعثر لهذا المشروع وشعور بخسارة رهاناتها فتعود إلى لغة التوتير والاتهام لتبرّر مأزقها".
ـ اللواء ـ
وفقاً لما أشارت إليه "اللواء" أمس، لم تحسم الجولة السادسة للحوار الملف الرئاسي، لجهة تكريس بقاء الرئيس إميل لحود أو تنحيته، وبدا أن المحاور اللبناني قد أخذ بعين الاعتبار مجموعة الأجواء الدولية المتصلة بلبنان والمنطقة، متناغماً معها كي لا يصطدم بها· ومع أن الرئيس نبيه بري في الخلاصة التي أذاعها في نهاية هذه الجولة، وصف نقاشاتها بالودّية والصريحة، فإن تحديد مهلة طويلة نسبياً تنتهي في 16 أيار المقبل للعودة الى الطاولة، شكّل مخرجاً مقبولاً من قبل أطراف الحوار، حيث أبقى فريق 14 آذار ملف الرئاسة مفتوحاً، انسجاماً مع الموقف الدولي، في انتظار تطورات ما سوف يحصل في مجلس الأمن، أثناء مناقشة تقرير الموفد الدولي المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود - لارسن، ومصير مشروع القرار الفرنسي المطروح أمام المجلس، فضلاً عن الملف الإيراني، رافضاً مجرد البحث في آلية تنحية رئيس الجمهورية، بالرغم من أن العماد ميشال عون أعلن ترشحه في هذه الجولة، فرد عليه آخرون بترشيح أنفسهم، طارحين مجموعة من الأسماء بلغ مجموعها سبعة من دون أن يكون لذلك أية نتيجة عملية، طالما أن هذا الفريق رفض الخوض في بحث الآلية الدستورية للترشح والانتخاب بالطريقة الديمقراطية مصرّاً على ضرورة أخذ رأي الرئيس إميل لحود بالمشكلة، وبقي "غير مقتنع بضرورة تغيير الرئيس" على حد تعبير رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع· لكن فريق 14 آذار حصل في المقابل على التزام صريح من الفريق الآخر، بالقرارات الصادرة عن الحوار، وعلى تعهد بمساعدة الحكومة على تنفيذها، سواء في ما يتعلق بموضوع العلاقات مع سوريا أو الموضوع الفلسطيني أوالمساعدات التي يجب أن تقدّم للفلسطينيين، وهو ما أعلنه الرئيس بري في نهاية الجلسة، مشدداً على أنه "ليس من حق أحد من المتحاورين أن ينقض أي قرار من قرارات الحوار"، ومشيراً الى أن "موضوع متابعة تنفيذ القرارات ليس شأناً محصوراً برئاسة الحكومة أو برئيس الحكومة، بل المطلوب هو المساعدة والمؤازرة وذلك كي يشعر اللبنانيون أن القرارات ليست مجرد حبر على ورق"· واوضح بري انه على عكس ما كان سائدا خلال الفترة التي غاب فيها المتحاورون عن الطاولة منذ الثاني من نيسان، اي 26 يوما، فقد كان النقاش وديا وصريحا· وقال: "كان من المنتظر ان يحسم اليوم (امس) موضوع الرئاسة، غير ان النقاش عاد ودار بشكل مكثف حول هذا الموضوع الذي استغرق الجلسة بكاملها، لكن لم يتم الاتفاق حوله، فتقررت متابعة الموضوع في جلسة اخرى ستعقد في 16 ايار المقبل، حتى اذا تم الفراغ منه ننتقل الى موضوع سلاح المقاومة"· واكد ان المتحاورين ملزمون بالقرارات التي اتخذت، ولا مجال للعودة اليها على الاطلاق، نافيا وجود مشكلة بالنسبة الى مسألة مزارع شبعا، وقال ان ما اعلنه هو حول هذه المسألة الجميع ملتزم به· ونفى كذلك ان يكون تأجيل الجلسة حصل كي لا يؤثر الملف الرئاسي على ملف سلاح المقاومة، مشيرا الى ان ما نقل عن لسان العماد ميشال عون بأن هذه آخر جلسة يحضرها "غير دقيق" ووصف عون بأنه "مرشح جدي جدا" لكنه لفت الى وجود مرشحين آخرين غيره· وأكد بري ان سوريا لا ترفض اقامة علاقات دبلوماسية او انشاء سفارات، لكنه لاحظ ان العلاقات الطبيعية بين البلدين تحتاج الى "اجواء ودية"، مشيرا الى ان لكلا البلدين "مصلحة بقوة الآخر ومناعته"· وفي حين اكتفى عون بعد الجلسة بعبارة: "اتفقنا على ان نختلف"، لاحظ جعجع ان "الآخرين ليسوا مقتنعين بضرورة تغيير الرئيس، وهو ما يعوقنا"، مشيرا الى "اتفاق حصل على اكمال البحث في هذا الموضوع نظرا الى اهميته وتأثيره على البلد"· وقال جعجع: "ان كل يوم يستمر فيه اميل لحود في قصر بعبدا هو خسارة كبيرة على لبنان واللبنانيين في المجالات كافة، سواء على مستوى القرار اللبناني الحر او على المستوى الاقتصادي والمعيشي"· واشار الى انه من هذا المنطلق طرح ضرورة التغيير، ونحن مستمرون في هذا القرار بالوسائل السياسية البحتة والقانونية، وقال انه مستمر في المعركة حتى النهاية، بغض النظر عما اذا كانت ستحقق نتيجة بعد شهر او بعد خمسة شهور· ونفى أن يكون عون قد خرج من المعادلة أو أن تكون "القوات" قد حاولت اخراجه، مشيراً الى أنه لكل انسان الحق في الترشيح، لافتاً الى وجود عدة مرشحين من 14 آذار، وقد طرحنا أن تحصل العملية بالشكل الديمقراطي المعهود· وقال ان قوى 14 آذار لا تمثل مجموعة معينة من الناس، بل تمثل مشروعاً سياسياً، وهذا المشروع لا يزال قائماً ومستمراً· وعلمت "اللواء" ان الرئيس بري والأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله وعون، عقدوا خلوة في مكتب رئيس المجلس قبيل الصعود الى الطبقة الثالثة حيث كانت الطاولة المستديرة· وهناك تبادل الجميع المصافحات والابتسامات، وسجل حوار ضاحك بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والسيد نصر الله برد الأجواء التي سادت بينهما منذ قمة الخرطوم· في حين لم يسجل أي مصافحة أو كلام بين عون ورئيس كتلة "المس
تقبل" النائب سعد الحريري· وحسب المعلومات أيضاً، فإن الجلسة افتتحت بجولة من العتاب على ما كان حصل من سجالات في الأيام الماضية، وجرت توضيحات لما قيل من هنا وهناك، ثم سأل الرئيس بري عما اذا كان هناك من اشكالية لدى أحد حول القرارات السابقة، فرد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، بإثارة موضوع الالتزام بالقرارات التي صدرت بالاجماع، متهما سوريا بعرقلة ترسيم الحدود في مزارع شبعا، فرد عليه نصر الله بالقول: "نحن اتفقنا على التحديد وليس الترسيم اي علي الخارطة"، وتدخل بري مؤيدا جنبلاط، داعيا الى التهدئة· ثم انتقل البحث الي الموضوع الرئاسي، وشدد بري على ضرورة التوافق، مشيرا الى "اننا لسنا في صدد اجراء انتخابات"· وذكر ان عو طرح نفسه مرشحا للرئاسة، فجاءه جواب من قوى 14 آذار، بأنها لا تعترض على اسمه، لكن هناك مرشحين آخرين، وطرح النائب بطرس حرب ترشيحه، مشيرا الى وجود آخرين مثل الوزيرة نائلة معوض والنائب السابق نسيب لحود من قوى 14 آذار، وهناك النائب السابق جان عبيد من خارج 14 آذار، وكذلك شبلي ملاط الذي سماه جنبلاط، فرد نصر الله طالبا من فريق 14 آذار الاتفاق على طرح اسم مرشح واحد ليصار الى بحث الموضوع· في حين شدد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على ان ما يهمه هو خارطة الطريق للرئيس المقبل وليس الاسم· ورد عون معتبراً ظهور هذا العدد من المرشحين وكأنه رفض مباشر له، فاقترح جعجع تشكيل وفد لمقابلة لحود للاتفاق معه على اسم مقابل تخليه عن الرئاسة، فرفض جنبلاط ذلك، لانه "يعطي لحود حق المشاركة في تسمية المرشح، ومعني ذلك اننا اعطيناه شرعية جديدة"· ولفت النائب حرب الى آليات دستورية دعا الى الاتفاق عليها، مشيراً الى انه لدينا فرصة يمكن خلالها ان نتفق على اي مرشح· ووفق المعلومات ايضاً، فإن سعد الحريري جدد هجومه على لحود واتهمه بأنه يقف عائقاً أمام كل شيء، مؤكداً على ضرورة التوافق لحل الموضوع الرئاسي، من دون ان يسمى احداً· وتحدث نصر الله مخاطباً قوى 14 آذار وبما يشبه الرد المباشر على جعجع: "نحن حاضرون لكل شيء، وكنا نتمنى ان تتوافقوا على العماد عون كمرشح، لكن طرحكم عدة اسماء يعني انكم لا ترغبون بالوصول الى حلول، فانتم دائماً توجهون الينا الاتهام، ونحن نعترف بوجود ازمة حكم، لكن لا نعرقل، فتفضلوا واتفقوا على اسم محدد للرئاسة ونحن جاهزون للبحث، ثم ان الرئيس موجود، وحتى اذا اتفقنا في ما بيننا على مرشح فيجب ان نتفاهم عليه مع الرئيس لحود، لانه لا يوجد آلية لاقالته"· واثار هذا الاقتراح نقاشاً تداخل فيه الوزير محمد الصفدي وحرب تدخل فيه النائب غسان تويني، معتبراً ان هذا النقاش لا طائل منه، وطلب الانتقال الى مواضيع اخرى، واقترح الرئيس امين الجميل استكمال البحث في هذا الملف خارج طاولة الحوار ومن ثم العودة اليها، وبناء على ذلك اتفق على الموعد الجديد للجلسة المقبلة· وعلم ان الحريري وجنبلاط اقترحا تغيير مكان الجلسات بعيداً عن الوسط التجاري، فاتفق على درس الموضوع في الجولة السابعة.
ـ الشرق ـ
كتبت "الشرق" تقول ان ثلاث خلاصات مفاجئة انتهت اليها جلسة الحوار امس خلافاً للأجواء التي كانت سائدة خلال "الاستراحة" التي استمرت حوالى 26 يوماً، وهذه الخلاصات هي: 1 - عدم حسم ملف رئاسة الجمهورية لا سلباِ ولا ايجاباً عكس ما كان اعلن مدير الحوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري في اخر جلسة حوارية، وتقرر متابعة البحث في هذا الموضوع في الجلسة المقبلة التي تقررت في السادس عشر من شهر أيار المقبل. ودفع هذا التطور المراقبين الى الاستنتاج بأن شيئاً ما طرأ على ملف الرئاسة الأولى اقتضى تأجيل بته فيما برز موقف في هذا الاطار، لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لدى خروجه من الجلسة حول امكان المساكنة بينه وبين رئيس الجمهورية اميل لحود اذ اجاب ممازحاً "ان المساكنة لم تشرع بعد في لبنان". وينتظر ان تشهد فترة الاستراحة الجديدة مشاورات واتصالات بين الأطراف المعنيين بالموضوع الرئاسي وقد تمتد هذه الاتصالات الى خارج الحدود. 2 - طرح "قوى 14 اذار" على طاولة الحوار، اسماء مرشحيها للانتخابات ليتم التوافق على واحد منها، والمرشحون هم: وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، النائب بطرس حرب، والنائب السابق نسيب لحود اضافة الى رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" ميشال عون، الذي طرح نفسه مرشحاً لكن التوافق لم يحصل على اسم وحيد. 3 - اما الخلاصة الأهم فهي تخفيف عبء تنفيذ القرارات التي اتفق عليها في الجلسات السابقة عن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ومؤازرته في هذا الحمل لا سيما ما يتعلق بموضوع تحديد الحدود بين لبنان وسورية واقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، وهذا يفترض مساعدة اصدقاء سورية على طاولة الحوار وتحديداً حركة "امل" و"حزب الله" في تسهيل امر زيارة الرئيس السنيورة الى دمشق وتسويق مقررات الحوار لديها خلال الفترة الفاصلة عن جلسة الحوار المقبلة. وفي المقابل، ينتظر تهدئة الحملات المتبادلة بين بعض القوى في لبنان من جهة ودمشق من جهة اخرى، لتوفير الأجواء الملائمة لاعادة "العلاقات الطبيعية" بين البلدين بحسب مدير الحوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عقب الجلسة. وكانت جلسة الحوار بدأت الخامسة بعد الظهر وانتهت قرابة التاسعة ليلاً بحضور جميع الأطراف، وسيطر عليها الهدوء اجمالاً. واضافت "الشرق" من مصادر نيابيةان قوى 14 آذار طلبت خلال الجلسة اعادة تثبيت القرارات السابقة التي اتخذت في المؤتمر خلال جلساته الماضية، والتي تم التوافق عليها بالاجماع وهي تحديد مزارع شبعا، والتمثيل الديبلوماسي بين لبنان وسورية، وسلاح المخيمات. وأشارت المصادر الى انه تم التأكيد على هذه القرارات، وان لا رجوع او تراجع عنها، وان الحوار سيستمر حتى لو كان هناك اختلافات او تباينات لأنه ضرورة للجميع، وهذا الامر كما قالت المصادر عرضه الرئيس بري مع السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة خلال لقائه به قبل ظهر امس في عين التينة اذ تم التأكيد على المبادرة العربية وعلى الحوار وضرورة استمراره في هذه المرحلة. وفي حين اوضحت المصادر ان الجلسة لم تشهد اية انسحابات بل مصافحة مع ابتسامة بين النائب وليد جنبلاط والنائب ميشال عون، اطلع الرئيس السنيورة المتحاورين على نتائج زيارته الى واشنطن بطلب من فريق "8 اذار"، الا ان الامر لم يبحث بشكل مطول. وأشارت المصادر الى ان العماد عون طرح نفسه كمرشح جدي لرئاسة الجمهورية، فيما طرحت "قوى 14 آذار" مرشحيها المذكورين آنفاً، أما قوى 8 اذار "فقد ألمحت الى انها ضد اسقاط لحود، ويعود اليه قرار التنحي او عدمه، انما هي لن تسعى على الاطلاق الى هذا الموضوع نتيجة مخاطره على البلد، واشارت المصادر الى ان العماد عون هو من الأساس مرشح جدي، وان الجلسة المقبلة ستطرح موضوع سلاح المقاومة، من ضمن الاستراتيجية الدفاعية، الا ان مصادر اخرى اعتبرت ان جلسات مؤتمر الحوار ستبقى مستمرة الى حدود ليست معروفة وربما الى حين انتهاء ولاية الرئيس لحود، لأن المؤتمر يخلق جواً ايجابياً في البلد على الرغم من الاختلافات وتصاعد وتيرة التصريحات قبل انعقاد جلساته الا انه مفيد جداً وضروري. وفي الموضوع الرئاسي، ذكرت محطة "المنار" ان رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع طرح فكرة تشكيل وفد لزيارة لحود والبحث معه في ايجاد حل لهذه المسألة، فرفض النائب وليد جنبلاط الفكرة فيما ايدها رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري. وبعد الجلسة اوضح بري ان موضوع الرئاسة استغرق كامل الجلسة، لافتاً الى ان سلاح المقاومة سيبحث بعد الفراغ من الموضوع الأول. واكد "ان موضوع متابعة المقررات ليس شأناً محصوراً برئاسة الحكومة او برئيس الحكومة، المطلوب المساعدة والمؤازرة وبالتالي يمكن ان نستفيد من هذه الفرصة الجديدة كي يشعر اللبنانيون ان القرارات ليست حبراً على ورق"، مشيراً الى اننا "كلنا مكلفون بمؤازرة الحكومة وأنا اولهم". ورأى "ان العلاقات الصحية بين لبنان وسورية هي ان تكون طبيعية، والشيء غير الطبيعي ما هو قائم الآن"
واصفاً الكلام المتعلق برفض سورية اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، بأنه غير دقيق على الاطلاق. من ناحيته سئل السنيورة عن بعض المعاتبة من قبل الفريق الآخر على تصريحاته في واشنطن فقال ممازحاً "زهقت من العتاب، وحاجي تعاتبني"، واضاف "عند جهينة الخبر اليقين". بدوره، قال عون لدى خروجه "اتفقنا على الاختلاف" فيما اعتبر النائب حرب ان ملف الرئاسة شائك ويحتاج الى مزيد من النقاش. وأكد جعجع الاستمرار في قرار تغيير رئيس الجمهورية، لافتاً الى انه حتى الآن ليس الجميع مقتنعاً بهذا التغيير "وهذا ما يعوقنا". وقال "عندنا عدة مرشحين من 14 آذار، وقد طرحنا ان تحصل العملية بالشكل الديموقراطي المعهود "مشيراً الى ان قوى 14 آذار لا تمثل مجموعة معينة من الناس بل تمثل مشروعاً سياسياً وهذا المشروع لا يزال قائماً ومستمراً". وكان النائب عون اعتبر في حديث الى اذاعة "النور" انه "من الخطأ الاعتقاد بأن ذهاب الرئيس لحود سيحل المشكلة، لأننا بذلك نكون بصدد حل جزء من الأزمة"، معتبراً ان "الأزمة مكونة من عناصر منها هي سرقة الاكثرية للسلطة بقانون لم يتم التوافق حوله، تعطيل المجلس الدستوري والحكم بشكل غير متوازن". وأكد عون انه سيستمر في ترشحه للرئاسة "لأن المعركة ستبقى مفتوحة لمدة سنة ونصف". وانتقد تنكر السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان للتمثيل الشعبي، واصفاً ذلك "بالوقاحة"، وأكد ضرورة تصفية الخلافات مع سورية تمهيداً لبناء العلاقات الديبلوماسية. وفي المواقف، اعتبرت "كتلة المستقبل" بعد اجتماعها برئاسة النائب سعد الحريري ان "النتائج التي توصل اليها المتحاورون اصبحت بمثابة ثوابت وطنية لا يمكن تجاوزها او الرجوع عنها" داعية اطراف الحوار كافة "الى الالتزام ومتابعة لتنفيذ هذه الثوابت". وأبدت ارتياحها الى زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن ورأت ان "مؤتمر بيروت - 1" هو فرصة يجب الا تضيع في زواريب السياسة الداخلية". وترافق تأجيل البت في موضوع رئاسة الجمهورية مع تخفيف الحاح الأمم المتحدة على تنفيذ الشق المتعلق بسلاح المقاومة في القرار 1559. وقد عكس هذا التوجه الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الذي شدد على "اهمية تنفيذ هذا القرار بالكامل من خلال الحوار الوطني" لكنه لفت الى ان موضوع "حزب الله" يتطلب وقتاً ولا يحل في جولة واحدة من المناقشات لأنه يتعلق في سبل الدفاع عن لبنان وسيادته واستراتيجيته" وقال "دعونا نعطي اللبنانيين وقتاً من اجل هذا الموضوع". وأعلن بيدرسون بعد لقائه وزير الخارجية فوزي صلوخ انه "كان عرض لمسؤولية الجانب الاسرائيلي في احترام السيادة اللبنانية".
ـ البيرق ـ
كتبت "البيرق" تقول انه على مدى ما يقرب من اربع ساعات , دارت الجلسة الحوارية داخل حلقة مفرغة بموضوع رئاسة الجمهورية , مما استدعى الاتفاق على متابعة البحث في هذا الموضوع خلال جلسة تقرر عقدها ب 16 ايار المقبل . وعلمت "البيرق" ان المتحاورين من فريق 14 آذار طرحوا اسماء مرشحين رئاسيين على الطاولة , من بطرس حرب الى نايلة معوض ونسيب لحود وآخرين واقترحوا ان يتم عقد لقاء مع رئيس الجمهورية واثارة موضوع ازمة الرئاسة معه واشراكه في معالجتها من زاوية الطلب اليه ان يرشح او يختار اسما يرضى عنه . لكن هذا الاقتراح لم يلق تأييد فريق 8 آذار ولا رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون , فتقرر, في ضوء ذلك , ان يتم تأجيل البحث في هذا الملف الى جلسة 16 ايار . واشارت مصادر المتحاورين الى انهم شددوا ما كانوا قد اتفقوا عليه في الجلسات السابقة وعلى دعم الحكومة لتنفذ ذلك . وكانت دعوات ومواقف رئيس الجمهورية التي اطلقها امس في اثناء تفقده اوتستراد المتن السريع بمثابة رسالة , تزامنت مع جولة الحوار التي بحثت مصير الرئاسة ولم تحسمه .وبدا الرئيس لحود مطمئنا ومصمما على اكمال ولايته الممددة حتى النهاية , على ان يكون عهده عهدا بناء وانماء , بالتوازي مع دعوته الى فتح الصفحة الجديدة التي اطلقها اول من امس , كانه يرسم صورة المرحلة المقبلة , وفق ما ذكرته مراجع متابعة ل "البيرق" . وبالعودة الى جلسة الحوار , فقد اكد الرئيس بري التزام الهيئة الحوارية بالقرارات والبنود التي تم اتخاذها واعلن ان ملف رئاسة الجمهورية ما يزال قيد النقاش وسيستكمل في الجولة الحوارية المقبلة مع ملف سلاح المقاومة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018