ارشيف من : 2005-2008

وزير الاتصالات غائب عن العدوان الاسرائيلي على شبكات الخلوي في الجنوب ومتفرّغ لسوريا وقصة تهريب السلاح والقافلة التي تنكر لها «التقدمي» واثارت فيلتمان وعرض نصرالله اعادتها ‏لأصحابها فرفضوا

وزير الاتصالات غائب عن العدوان الاسرائيلي على شبكات الخلوي في الجنوب ومتفرّغ لسوريا وقصة تهريب السلاح والقافلة التي تنكر لها «التقدمي» واثارت فيلتمان وعرض نصرالله اعادتها ‏لأصحابها فرفضوا

كلام نصرالله عن «قطع اليد» صرّح به امام جنبلاط في بنت جبيل فلماذا هزّ برأسه وصفّق له‏

ياسر الحريري‏

الهجوم على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري من قبل ‏رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومساعده وزير الاتصالات مروان حمادة اضافة ‏للمواقف التي صدرت عن بعض نواب الاكثرية الوهمية هو هجوم سياسي يتلاءم مع التزامات ‏فريق 14 شباط الدولية وخصوصاً امام الولايات المتحدة الاميركية التي جلّ همها تأمين مصلحة ‏اسرائيل الأمنية والسياسية على حساب لبنان والمنطقة العربية والاسلامية وما قاله الامين ‏العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يكن بجديد في حقيقة الامر، ذلك ان الحديث عن قطع اليد ‏التي ستمتد لنزع سلاح المقاومة بالقوة اعلن للمرة الاولى في حضور رئيس التقدمي النائب ‏وليد جنبلاط في مهرجان بنت جبيل قبل الانتخابات النيابية في بعبدا ـ عاليه وحينها «هز ‏جنبلاط رأسه موافقاً وصفّق بيديه لهذا الكلام الواضح». لكن على ما يبدو إن كلام نصرالله ‏المقبول قبل الانتخابات والالتزامات لم يعد مقبولاً بعدها.‏‏

اما بخصوص كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مجلس النواب ثم ‏رفع الجلسة، ففي الحقيقة ان «ابو مصطفى» امّن المخرج اللائق للسنيورة ليعود عن خطيئته ‏الوطنية في الخرطوم، وبدليل ان بري لم يسمح بالكلام للنائب علي عمار عضو كتلة الوفاء ‏للمقاومة والقيادي في حزب الله بأن يتحدث بعد كلام السنيورة، ولو تلقف السنيورة الكلام ‏كما قال له الوزراء بعد «تطيير الجلسة» التي جرى فيها سيناريو التهجم على الرئيس اميل ‏لحود. لكان الخلاف انتهى باعتراف رئيس الحكومة نفسه لأنه تمنى لو انه وضع في الاجواء كي ينسق ‏مع الرئيس بري لينهي الخلاف وهذا ما لم يلتقطه «ابو وائل السنيورة» بعد سؤال النائب ‏علي حسن خليل تحديداً وليس اي «خليل» غيره. لذلك كلام جنبلاط في مقابلته على «ال. بي.سي» ‏مع الزميل مرسيل غانم ثم كلام الوزير حمادة لبرنامج «نهاركم سعيد» للزميلة دوللي غانم لا ‏معاني سياسية حقيقية له سوى الاثارة السياسية بعد حالة الوهن التي اصابت فريقهم في 14 ‏شباط بعد سنة من اخفاقهم في تنفيد ما وعدوا به رايس وولش وفيلتمان.‏‏

وهم على حد تعبير المصادر القيادية الرفيعة المستوى في حركة امل وحزب الله التي اضافت على ‏ما تقدم من كلام تمت الاشارة اليه اعلاه يحاولون بصراخهم المستجد ان يقولوا للسفير فيلتمان ‏ثم للسفير ايميه اننا ما زلنا قادرين على السير بما اتفقنا عليه، لكن يبدو انه «سـبق ‏السيف العزل» ذلك ان الاميركيين بدأوا يرتبون حساباتهم على اساس ان فريق 14 شباط في ‏لبنان اي جماعة «ثورة الارز الاميركية» اصبحوا خارج «الكريديت» الاميركي في المنطقة، وفي ‏القريب القريب سيتظهر هذا الموقف.‏‏

تهريب السلاح..‏‏

والقصة الثانية التي ما يزال جماعة 14 شباط يهولون بها على الرأي العام، عبر اثارة ‏مسألة المعابر مع سوريا وعبر حديثهم المستمر عن تهريب اسلحة وادوات والى ما غير ذلك، ‏فتكشف مصادر 8 آذار قصة شحنة الاسلحة التي اثارها اعلام 14 شباط على انها قافلة سلاح ‏للمقاومة وبناء عليه قام السفير الاميركي بزيارة الى وزير الدفاع وقيادة الجيش واعلن ‏موقفاً شاجباً لتلك القافلة مبدياً امتعاضاً كبيراً محذراً من منع المساعدات عن الجيش فما هي ‏الحقيقة وقصة هذه القافلة.‏‏

تكشف المصادر ان قافلة الاسلحة تلك جاءت عبر البحر وجرى تفريغ حمولتها وجهزت بشاحنات ‏كبيرة حيث سارت القافلة باتجاه الجبل، حيث منطقة نفوذ رئيس التقدمي النائب جنبلاط وفي ‏طريق سيرها ليلا اعترضتها القوى الامنية وأوقفتها ليعلن الى اين تذهب ولمن ستؤول هذه ‏الاسلحة على اختلاف انواعها وجرت اتصالات لمعرفة الجهة التي ستفرغ الحمولة عندها وقد جرى ‏سؤال حزب الله عن الشحنة واذا ما كانت عائدة له فنفى الحزب علمه بها، لكنه تابع الاتصالات ‏لمن ستذهب هذه القافلة المهربة لكن تابعت الاتصالات طريقها فتنصل منها الحزب التقدمي ‏والنائب جنبلاط وكذلك باقي الاطراف علما ان كل المعلومات اكدت ان هذه الشحنة الضخمة ‏كانت متجهة الى الحزب التقدمي الاشتراكي وان الحمولة سيجري تفريغها في قرية شوفية شهيرة ‏ليجري توزيعها وفيما بعد.‏‏

تتابع المصادر المطلعة على هذا الموضوع فتقول واستمرت الاتصالات كل الوقت الا ان الجميع ‏نفى ان تكون القافلة له، وجرى الاتصال مرة اخرى بالمقاومة فكان جوابها اذا تنصل الجميع ‏منها فنحن مستعدون لتسلمها واخذها الى محاور الجنوب وهذا ما حصل حيث تسلمت المقاومة ‏الشحنة ولما علم بعض فريق 14 شباط قاموا واعلنوا ان قافلة اسلحة جرى تهريبها للمقاومة ‏وهذا لا يجوز وبدأوا بالضجيج الاعلامي وصعد السفير الاميركي الى وزارة الدفاع حيث سمع ما لم ‏يعجبه في هذا الصدد ففوجئ بأن الاسلحة ليست لحزب الله انما لجهات متحالفة معه.‏‏

نصرالله يسأل على طاولة الحوار‏

والمفاجأة كانت صراحة السيد نصرالله على طاولة الحوار عندما جرى حديث عن السلاح والاسلحة ‏وغير ذلك حيث سأل السيد نصرالله فريق 14 شباط: لمن تعود هذه القافلة المسلحة وقال في ‏الحقيقة نحن لا نريدها ولسنا بحاجة اليها وان الفريق الآتية اليه يمكن ان نردها له مع ‏الشكر والامتنان فلسنا بحاجة اليها، وهنا صمت الجميع وتمنعوا عن الاعتراف بأنها تعود الى اي ‏منهم.‏‏

لذلك لاحظ الرأي العام والكلام للمصادر ان قضية تلك الاسلحة جرت التعمية فيما بعد ‏عليها ولن يتجرأ احد مرة ثانية على اثارتها بعدما انكشف امرهم انهم تحت عنوان الحدود ‏والتهريب يجلبون قوافل الى مناطقهم ثم يتحدثون عن التحرك السلمي الذي يقودونه. وهم ‏يعلمون على ما قالته المصادر نفسها انهم لو اعترفوا بأن هذه القوافل آتية الى طرفهم ‏لفضحوا امام الرأي العام وكونهم يضللون الرأي العام بأن التهريب «ماشي» من الجهة ‏السورية فيما هم يأتون بالبواخر المحملة بالاسلحة فيما المقاومة متجهة الى العدو يقومون ‏بتسليح انفسهم بالداخل والسؤال ضد من؟‏

اما قضية المعابر والطرقات التي يعبرونها ويفتحون نشراتهم عليها فليسألوا اهل عكار ‏والشمال عن اوضاعهم وعن المازوت وعن الألبسة الداخلية لإطفالهم وكذلك اهل عرسال وغيرها ‏عن ماذا يشترون ويهربون هل يهربون اسلحة ام مواد غذائية وألبسة لمنازلهم نتيجة الضائقة ‏المعيشية وحالة الفقر المدقع لمعظم العوائل.‏‏

اما بخصوص الحديث عن الاتصالات والخليوي والمحطات السورية التي يعتبر فريق 14 شباط وفي ‏طليعتهم وزير الاتصالات مروان حمادة ان سوريا تعتدي على سيادة لبنان في الاتصالات وقد حمل ‏الخرائط الى جلسات الحوار ليبين الإعتداء السوري «خلويا» على لبنان فإن التداخل بهذا الامر ‏ربما صحيح ويتطلب حلا. لكن هل ذهب الوزير حمادة الى المناطق الحدودية المرتفعة او الى منطقة ‏الوزاني وسهل سردا والماري ونقاط ومناطق لبنانية اخرى قريبة من فلسطين المحتلة لينظر ‏بهاتفه الخلوي ويرى اية شبكة ستظهر على هاتفه المحمول وأية اشارة رقم 425 مع النجمة ‏الصهيونية التي سوف تظهر على الشاشة مع الشركة صاحبة الشبكة الاسرائيلية فلماذا لا ‏يستعجل وزير الاتصالات لوقف الإعتداء الصهيوني على الشبكة اللبنانية ويطلب من الادارة ‏الاميركية او من «ناظر» القرار 1559 تيري رود لارسن للتدخل على الاقل نتيجة علاقات لارسن ‏العامة في اسرائيل التي تؤمنها له زوجته سفيرة النروج في اسرائيل مونا جول والقاطنة في ‏منتجع هرتسليا.‏‏

او ان المصادر تتساءل هل ان الوزير حمادة لا يعلم شيئا عن عدوان اسرائيل على الشبكات ‏اللبنانية وحينها ستكون المصيبة اعظم».‏‏

المصدر: الديار 3 نيسان/أبريل 2006‏

2006-10-30