ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الثلاثاء 4 نيسان/ أبريل 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير" انه في انتظار الثامن والعشرين من الجاري، الموعد النهائي الذي حدده رئيس المجلس النيابي نبيه بري لحسم الملف الرئاسي "سلباً أو ايجابا"، قبل الانتقال الى النقطة الاخيرة على جدول الاعمال الحواري، سيكون الاتفاق المبدئي بين المتحاورين على تمرير المرحلة الانتقالية الفاصلة عن نهاية نيسان، بأكبر قدر من الهدوء وضبط النفس، موضع اختبار بدءاً من اليوم، خاصة لجهة القدرة على ضبط الخطاب السياسي في مواجهة الاغراءات الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة، وكذلك القدرة على تمرير جلسات مجلس الوزراء العادية والاستثنائية بأقل قدر من التوتر السياسي. وفي انتظار الثامن والعشرين من نيسان، سيفتقد الرأي العام اللبناني للمادة السياسية الأسبوعية الدسمة التي يتم تسريبها من طاولة الحوار، في ظل استمرار رهانه على ان يحمل الحوار، ما ينقل البلاد من التأزم السياسي الى البدء بملامسة قضاياه الملحة معيشياً وخدماتياً، سيما وان الورقة الاصلاحية لمؤتمر بيروت الموعود، تحمل في طياتها سلة ضريبية معطوفة على إجراءات وتدابير اقتصادية وإدارية، بدأت تلوح في الافق بوادر اعتراض عليها، سواء من داخل مجلس الوزراء او من الهيئات الاقتصادية والنقابية، كانت باكورتها اعلان روابط المعلمين في المدارس الابتدائية والمتوسطة الرسمية قرار الاضراب التحذيري بعد غد الخميس، مع التلويح بالنزول الى الشارع تظاهراً واعتصاماً، اذا لم تتراجع الحكومة عن مشروع التعاقد الوظيفي. وفي انتظار الثامن والعشرين من نيسان أيضاً، فإن المشاورات، على خط بيروت دمشق ستستمر بوتيرة هادئة، وذلك في اطار التحضير للزيارة التي ينوي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة القيام بها الى العاصمة السورية، بعد انجاز جدول اعمالها بالتفاهم بين البلدين من جهة، وبعد الحصول على اجماع لبناني واضح عليه من جهة ثانية، وخاصة في مؤسسة مجلس الوزراء اللبناني "والا فإن دمشق غير متفائلة بحصولها في وقت قريب" كما تقول مصادر اعلامية رسمية سورية. وعلى الصعيد الداخلي، بدا ان الاجازة الحوارية، لمدة خمسة وعشرين يوماً، ستشكل مناسبة لعدد من اقطاب الحوار لتلبية دعوات رسمية الى الخارج، اذ يتوجه رئيس المجلس نبيه بري الاحد المقبل الى تركيا ومنها الى ايران في زيارتين رسميتين، كما يتوجه رئيس الحكومة الاحد المقبل الى الكويت، على رأس وفد وزاري ونيابي كبير من اجل تهنئة القيادة الكويتية الجديدة والتباحث في ملف العلاقات الثنائية، فيما الاتصالات مستمرة مع بعثة لبنان في نيويورك وبعض الدول والمؤسسات المانحة من اجل محاولة تنظيم اجتماع أو لقاءات دولية في نيويورك بحضور رئيس الحكومة في اطار التحضير لمؤتمر "بيروت واحد"، من دون ان يبت هذا الامر حتى الآن. وفي الوقت نفسه، من المفترض ان يلبي قادة آخرون بينهم رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون دعوة مطلع الاسبوع المقبل الى قطر وربما الى دولة ثانية حسب اوساطه، فيما ينوي عدد من قادة الاكثرية وبينهم النائب سعد الحريري، القيام ببعض الزيارات الخارجية. وتابعت "السفير" تقول انه من الواضح ان الطاولة الحوارية التأمت على وقع التطورات الممتدة من الخرطوم الى زيارة الأمين العام للجبهة الشعبية "القيادة العامة" احمد جبريل، مروراً بجلستي مجلسي النواب والوزراء الاخيرتين، وبينهما الاتصالات لتحديد موعد زيارة رئيس الحكومة الى دمشق وكلام السيد حسن نصرالله حول قطع يد وعنق من يريد نزع سلاح المقاومة بالقوة. وبدا أن اجتماع قيادات الرابع عشر من آذار، في قريطم، عشية استئناف الحوار، عكس نفسه على الطاولة، سواء بالشعور العام بأن الملف الرئاسي وصل الى طريق مسدود، وانه لا يمكن سلوكه الا بممر اجباري هو اما اقناع الرئيس لحود بالاستقالة او بطرق ابواب دمشق مباشرة، او عبر بروز تباينات واضحة بين قوى الرابع عشر من آذار في طريقة مقاربتها لهذا الملف، خاصة مع قول بعضها ان فرص اكمال لحود ولايته تزداد يوماً بعد يوم. وقد احتلت عملية "توضيح المواقف والنوايا" حوالي نصف وقت الجلسة التي استمرت نحو اربع ساعات، قبل ان تنتقل الى الملف الرئاسي عبر تلميح مدير الحوار الرئيس بري الى امكان طرح الاسماء، فراح البعض يطرح اسماء والبعض الآخر يقول انه سلّم بكركي لائحته. وحسب المعلومات، فإن النائب ايلي سكاف سأل "القوات" عن اللائحة التي اودعتها الى بكركي وتتضمن اربعة اسماء. ورد ممثلو
"القوات" ايجاباً لكنهم رفضوا الافصاح عنها. وحذر النائب غسان تويني من تحويل انتخابات رئاسة الجمهورية الى استعراض لملكات الجمال، مشيراً الى انه ليس في نادي المرشحين حتى الآن سوى العماد عون. وقد سارع النائب بطرس حرب للقول بأن المقاربة لا تتم بهذا الشكل، "والدستور لا يلزم بالترشيح وهناك أكثر من مرشح صاروا معروفين مثل العماد عون ومثلي انا ومثل نسيب لحود ونايلة معوض". وجدد النائب وليد جنبلاط تمسكه بخريطة طريق الرئيس المقبل، قائلاً "انها اهم من الاسماء"، وتشمل سلاح المقاومة وسلاح الفسطينيين والترسيم والعلاقات مع سوريا.
وقال الرئيس امين الجميل ان الرئيس لحود اعلن استعداده للاستقالة اذا جاء النائب عون رئيساً للجمهورية. وهنا رد النائب ميشال المر بأن "هذا الكلام كان يمكن ان يصح قبل الخرطوم. أما بعدها فانا لم أزره، لأعرف موقفه". وكان ملاحظاً أنه بخلاف الجلسات السابقة، لم يقل احد بترك الامر رهن الكواليس الداخلية ولا الخارجية، مثلما لم يمر أحد من المشاركين على موضوع التحركات العربية، الامر الذي يعني حسب احد اركان الحوار ان جلسة الثامن والعشرين من الجاري ستكون حاسمة ومصيرية لانها ستقدم جواباً واضحاً على الملف الاساسي بالنسبة للاكثرية، وهو جواب لن يكون ايجابياً، ما يعني ضمناً اعلان مؤتمر الحوار التعامل مع لحود كرئيس للجمهورية الى حين انتهاء ولايته في خريف العام 2007، على أن يقرر المتحاورون بعد ذلك خياراتهم وأبرزها قرار الانتقال للبحث في بند حماية لبنان. يذكر ان العماد عون وسمير جعجع اجتمعا، امس، حول مأدبة غداء في احد مطاعم العاصمة وناقشا مطولاً الملف الرئاسي، حيث بدا الثاني مصراً على حسم الموضوع قبل الثامن والعشرين من الجاري، داعياً
"الجنرال" الى وضع مشروع برنامج يجيب فيه كل مرشح عن عدد من القضايا مثل سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني وملف العلاقة مع سوريا والاصلاح الاقتصادي والعلاقة بين السلطات والتوازنات الداخلية وغيرها وبعد ذلك يطرح البرنامج على الطاولة ويتم تبني المرشح على اساس البرنامج. وعلمت "السفير" انه في هذه الاثناء، تضاربت المعلومات حول أسباب تأجيل الجلسة الاستثنائية التي كانت مقررة، أمس، للبحث في برنامج الحكومة للاصلاح المالي والاقتصادي الذي سيعرض على مؤتمر بيروت واحد، الى يوم غد الاربعاء. وفي حين رد البعض السبب الى ان الرئيس السنيورة هو الذي طلب تأجيلها تحسباً من عقد جلسة مسائية لمؤتمر الحوار الوطني، قال آخرون إن السبب هو محاولة اخضاع البرنامج الاصلاحي لمزيد من النقاش في ضوء وجود اعتراضات وملاحظات لرئيس الجمهورية وعدد من الوزراء على بعض ما جاء فيه ومنها قانون التعاقد الوظيفي الجديد، ومشاريع الخصخصة لبعض القطاعات لا سيما الهاتف الخلوي. وقال بعض الوزراء انهم حصلوا على نسخة موجزة من البرنامج تحمل فقط العناوين من دون الرؤية التفصيلية والآلية التنفيذية لبعض المقترحات مثل تحفيز النمو وخصخصة الكهرباء والهاتف، وهذا الامر دفع باحدهم للقول "اننا سنكون ايجابيين بقدر اقتناعنا بالتصورات المطروحة وقدرتها على المساعدة على معالجة الازمة الاقتصادية والاجتماعية والعكس صحيح"، لافتاً الانتباه الى ان الرؤية "عبارة عن ورقة نوايا تفتقر بصورة حاسمة الى سياسات قطاعية وبالتالي سنسعى الى تعديل ما يمكن تعديله وتصويب ما يمكن تصويبه وهذه مسؤولية الهيئات الاقتصادية والنقابية والرأي العام كما المجلس النيابي الذي ستحال اليه رزمة كبيرة من مشاريع القوانين بعد اقرارها في مجلس الوزراء".
وقررت لجنة العمل الحكومي في "حزب الله" تحديد موقفها من الورقة في ضوء اجتماع تعقده اليوم. وعلم ان الرئيس اميل لحود، الذي قرر ترؤس جلسة الغد، كلّف بعض مستشاريه بدرس البرنامج تفصيلياً مع بعض الخبراء لتحديد موقفه منه. الى ذلك، نقل زوار البطريرك الماروني نصرالله صفير عنه امس، ان الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة يوم غد الاربعاء، سيطلق صرخة كبيرة تعبر عن وجع الناس ازاء ما آلت اليه الاوضاع السياسية والاجتماعية. كما نقل زوار صفير عنه انه لن يدخل في لعبة التسميات الرئاسية وسيكتفي بالحديث عن المواصفات. وعندما سأله احدهم: وماذا اذا تم تفويضك باختيار الرئيس الجديد؟، اجاب "اذا توافقوا بالاجماع على طاولة الحوار، وخاصة ممثلي المسيحيين، عندها يمكن ان اعطي رأيي، علما ان التجارب السابقة لا توحي بالتفاؤل".
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول انه في الجولة الخامسة استراح مؤتمر الحوار الوطني على ان يعود الى العمل في 28 الجاري. وهو اذا لم يستطع ان يقدم جوابا عن بند الرئاسة الاولى الذي لا يزال على جدول الاعمال بلا انجاز، فقد قرر ان يكون حاسماً عندما يلتئم مجددا "سلبا او ايجابا" كما قال الناطق باسم المؤتمر رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي فتح كوة "بين ساعة واخرى ربما الفرج. لا احد يدري". مضيفا ان البحث سينتقل تلقائياً الى بند سلاح المقاومة، وهو ما تبقى على الجدول. واذا كان المؤتمر قد اخذ هذه الاجازة، فان السعي الى الحوار اللبناني – السوري لا يزال قائما ولكن تغشاه اجواء سلبية عبرت عنها دمشق اعلاميا، اضافة الى ان "حزب الله" قال في جولة الحوار امس ان طرح موضوع الترسيم في شبعا "غير مستحب" سوريّاً الامر الذي يفقد محادثات رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، المرتقبة في دمشق عنصرا مهما له علاقة بالامم المتحدة التي قالت مرارا ان الترسيم المشترك اللبناني – السوري هو الشرط الاساس للبدء في مسعى لبننة مزارع شبعا. وترى اوساط في المؤتمر ان هذه المواقف هي برسم الاشقاء العرب. وقال الرئيس السنيورة، لدى سؤال "النهار" له مساء امس عن حقيقة ما تردد حول موعد قريب لزيارته سوريا: "لا شيء رسميا عندي. فاذا كان الامر كذلك، فكيف يعرف من يردد. جديا لا شيء جديدا بالنسبة الى هذا الموضوع. فهو كله تبصير". واوضح ان تأجيل جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية امس الى الاربعاء مرده الى عدم معرفة كم كانت ستستغرق جولة الحوار. ويشار الى ان رئيس الجمهورية اميل لحود سيترأس جلسة الحكومة غدا على ان "يترأسها كلها إذا وجد حاجة الى ذلك تبعا لجدول الاعمال"، وفق ما ذكرت اوساطه امس. الى ذلك يتوجه رئيس السنيورة الاحد المقبل الى الكويت على رأس وفد وزاري ونيابي لتهنئة اميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح بتوليه الامارة. وكان طرح سابقا ان يتوجه الرئيس بري الى الكويت لكن زيارتيه المرتقبتين لتركيا وايران اضطرتاه الى تعديل برنامجه. وبالعودة الى جولة الحوار وما دار فيها، علم ان بند الازمة الرئاسية كان موضوع افتتاحية الرئيس نبيه بري الذي قال ان هذا البند هو الاساس ويجب التركيز عليه. وبعد تداول طويل تبيّن انه من المتعذر الآن ومن السابق لأوانه طرح الاسماء والبرامج حول الطاولة. ومن المستحسن ان يأخذ البحث الوقت الكافي قبل معاودة النظر في هذا البند لذلك جرت الموافقة على اقتراح التأجيل حتى 28 الجاري ريثما تنقضي عطلة الاعياد في الاسبوعين المقبلين. واذا كان الموضوع اصبح ناضجاً عند معاودة البحث، تطرح النتائج التي تتفق عليها وجهات النظر، او يطوى الموضوع ويبحث آنذاك في سلاح المقاومة، وما وصلت اليه اللجنة المكلفة نزع السلاح الفلسطيني الموجود خارج المخيمات لمواكبة الحكومة في مهمتها التي تمتد 6 اشهر. وعندما بادر احد المؤتمرين (تردد انه النائب الياس سكاف) الى السؤال عن اسباب عدم طرح اسم مرشح للرئاسة قائلاً انه يتبنى ترشيح النائب العماد ميشال عون، تكلم غسان تويني (الذي عاود مشاركته في المؤتمر بعد ابلاله من الوعكة الصحية) داعياً الى تبني آلية للترشيح على غرار ديموقراطيات عريقة كأن يشترط ان يرشح 10 نواب احداً ويبلغوا المجلس اسمه، او الترشيح بعرائض شعبية توجه الى المجلس في ضوء برامج تعبر عن آفاق ورؤى من يسعى الى هذا المنصب. وكانت مداخلة للنائب بطرس حرب قال فيها انه غير صحيح ان لا احد بادر الى ترشيح نفسه، مشيراً الى انه سبق له ان فعل ذلك وكذلك الوزيرة نايلة معوض وآخرون. كذلك علم ان الرئيس امين الجميل دعا الى "اخذ الحذر من كل مبادرة اخوية او صديقة في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، لاننا لا نعرف اين ينتهي مدى الدعم والمساعدة، واين يبدأ الاملاء والفرض"، مذكراً بالتجارب السابقة "غير المشجعة التي كانت تبدأ بالمساعدة وتنتهي بوضع لبنان امام الامر الواقع". واضاف: "الانسب لنا ان نلملم امورنا الداخلية، واذا كان هناك بُعد خارجي للازمة، فالمتحاورون الموجودون حول طاولة الحوار لهم امتدادات وعلاقات متفاوتة الحجم ويمكن ان يتم التفاهم داخلياً حول الطاولة كما يمكن الذين لديهم اتصالات خارج الاطار الداخلي ان يستعملوها لمصلحة الحل الداخلي وخصوصاً اننا نسمع كلاماً ليس معروفاً مدى جديته وصدقيته عن استعداد رئيس الجمهورية للاستقالة اذا ما توصل الحوار الى التوافق المطلوب". اما بالنسبة الى الرئيس فؤاد السنيورة الذي كلّف الذهاب الى دمشق موفداً من مؤتمر الحوار، فقد دعا الرئيس الجميل الى "عدم تحميله اي مسؤولية اذا ما فشل في مهمته، وعدم القاء الموضوع على عاتقه"، معتبراً ان هناك مشاركين على طاولة الحوار "فمن لديهم علاقات صداقة مع سوريا يجب ان يتحملوا مسؤوليتهم في اطار الحوار". وقال انه "تم الاتفاق على بعض بنود الحوار بالاجماع، وهذا يعني ان كل المشاركين على طاولة الحوار معنيون بهذه القرارات، وبكيفية تحقيقها وتنفيذها، ومنها البنود التي تتعلق بسور
يا او بشكل مباشر بالفلسطينيين المرتبطين مباشرة بدمشق، فيكون الحوار مع دمشق باسم المؤتمر ويشارك فيه كل عناصر المؤتمر، ويصبح النجاح بالتالي لكل المؤتمر وكذلك الاحراج، ولا يعود احد قادراً على ان يحمل الغير المسؤولية في هذا المجال". وتابعت "النهار" قائلة , لقد طرح احد المتحاورين قضية اللقاءات التي أجراها الأمين العام ل"الجبهة الشعبية – القيادة العامة" احمد جبريل مع المراجع الرسمية في لبنان، مستغرباً ان تكون الأدوار قد انقلبت فيصبح خلالها جبريل الوسيط بين الحكومة ودمشق، في حين ان الحكومة تطلب من دمشق نزع سلاحه وازالة المواقع التي يسيطر عليها خارج المخيمات ولا سيما في حارة الناعمة. وطلب من رئيس الحكومة ان يدلي بمعلوماته حول الموضوع ليكون المؤتمر على بيّنة من هذا الامر، باعتبار ان نزع سلاح الفلسطينيين الموجودين خارج المخيمات هو احد قرارات المؤتمر. وبعد مناقشة الموضوع اطلع السنيورة المؤتمرين على فحوى اللقاء مع جبريل والذي بنتيجته "حسنت" الاجواء، وربما ساهمت في تحسين الاستعداد السوري للحوار. وكان هناك رأي آخر يقول بان الحوار الحكومي يجب ان يكون حصراً مع المراجع الفلسطينية المسؤولة ويتحاشى عدم الوقوع في الهوة القائمة بين بعض الفصائل والمراجع مع ما هناك من تفاوت في المواقف. وقد ارجئ البحث في هذا الموضوع الى وقت لاحق. وعلم ان جبريل صرح أمس انه في موقع الوساطة على خط العلاقات اللبنانية – السورية. أما على صعيد تداعيات ما جرى في مؤتمر الخرطوم، فقد عرض الرئيس السنيورة بهدوء ما جرى في الخرطوم ثم في بيروت. كما بادر الرئيس بري الى طرح وجهة نظره في هذين الشأنين. وقد لفت رئيس الحكومة الى انه كان مترددا حتى آخر لحظة في الذهاب الى السودان تداركا لما قد يحصل. وبعد ارفضاض المؤتمر شوهد العماد ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع يتناولان الغداء في أحد مطاعم الوسط بمشاركة النائبة ستريدا جعجع. ولفت المراقبين توجيه الانتباه في قناة "المنار" التلفزيونية التابعة ل"حزب الله" مساء امس، نحو الخلاف في الرأي بين رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وسمير جعجع من جهة، ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة من جهة اخرى، على خلفية المحادثات التي أجراها الاخيران مع جبريل. وأوضح هؤلاء ان "حزب الله" كان أعلن في وقت سابق ان أمينه العام السيد حسن نصرالله هو من سعى الى تحقيق هذه المحادثات.
ـ الديار ـ
كتبت "الديار" تقول انه لم تظهر في جلسة الحوار الخامسة امس اية اشارات او بوادر على امكانية حسم موضوع رئاسة الجمهورية على طاولة الحوار في المدى المنظور نظرا لاستمرار الخلاف بين اطرافه من جهة ولاستحالة تحقيق «الاكثرية " هدفها اي تنحية الرئيس اميل لحود بوسائل اخرى بدءاً من اللجوء الى الشارع وانتهاء بالعملية الدستورية. وفي ظل هذه الاجواء رمى المتحاورون هذا الموضوع الى 28 الجاري وقرروا ان يكون هذا التاريخ حاسما سواء الاتفاق او عدم الاتفاق على هذا الموضوع، واعلان ذلك في تاريخه والانتقال الي موضوع سلاح المقاومة. واذا كانت جلسة الامس بمثابة «تقطيع وقت " على حدّ تعبير احد المشاركين فيها فان فترة ال 25 يوما التي تفصلنا عن الجلسة الحوارية السادسة ربما تشهد تطورات كثيرة تتعدى اطار بند او اكثر من بنود الحوار. وبانتظار ما يمكن ان يحصل من تطورات داخلية او خارجية فان جلسة الحوار امس شهدت نقاشاً تخللته مواقف ووقائع بارزة اهمها: - بروز تباين في الرأي في التعاطي مع زيارة الامين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة احمد جبريل داخل فريق 14 اذار لا سيما بين النائب سعد الحريري الذي التقى جبريل مرتين والنائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع. - مطالبة النائب ايلي سكاف المنضوي في كتلة العماد ميشال عون الفريق الآخر بطرح اسماء المرشحين الثلاثة الذين قدمهم للبطريرك صفير بالاضافة الى المرشح عون، ومرور النائب بطرس حرب في مداخلته على الاسماء الثلاثة: حرب، نسيب لحود، ونائلة معوض من دون حسم اسم واحد باعتبار ان مسألة الاسماء «غير مطروحة الآن على الطاولة - العتاب الذي جرى بين الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله وبين الرئيس فؤاد السنيورة حول ما جرى في قمة الخرطوم وما تلاه والذي انتهى الى ما يشبه عملية غسيل القلوب، رغم بعض المداخلات التي لم تخل من انتقادات متبادلة. - النقاش الذي اتسم في بعض الاحيان بالسخونة على خلفية التطرق الى المواقف الاخيرة، وحول موضوع العلاقات اللبنانية - السورية والمواقف والحملات المستمرة على دمشق من قبل بعض فريق 14 آذار. - وعلى هامش جلسة الحوار التقى العماد عون والدكتور جعجع بحضور السيدة ستريدا جعجع الى مائدة الغداء في احد المطاعم القريبة من مجلس النواب بعد الجلسة، كما عقد لقاء قبل الجلسة بين العماد عون والرئيس بري والسيد نصرالله بحضور النائب ابراهيم كنعان وعلي حسن خليل. وتساءلت "الديار" : ماذا جرى في جلسة الحوار؟ * بدأت الجلسة بعتاب حول ما جرى في قمة الخرطوم وما تلاها، واستهل السيد نصرالله الكلام سائلا الرئيس السنيورة عن موقفه في قمة الخرطوم حول المقاومة. وتطرق من هذا الموضوع الى كلام آخر قائلا: ان الممارسة في الخرطوم او في مجلس الوزراء لا تؤيد النية في مقاربة موضوع رئاسة الجمهورية بشكل صحيح. * وتكلم الرئيس السنيورة فكرر موقفه بأنه شدد على مقاومة الشعب اللبناني كله، وانه لم يكن موقفه ملتبساً في هذا الشأن. وقيل له: انه لم يذكر كلمة المقاومة في تعديله. * ثم اخذ الرئيس بري الكلام فقدم مداخلة حول ما جرى في القمة العربية وما تلاها لا سيما في مجلس النواب، وانتقد بعض ردود الفعل على ما قاله في جلسة الاسئلة والاجوبة وطريقة تعامله مع رئيس الحكومة ساخراً من هذه الردود، واوضح ان ما قام به لا يحتمل التأويل وانه اراد بعد سؤال النائب علي حسن خليل الشفهي حول قمة الخرطوم وما حصل فيها ان يوضح رئيس الحكومة موقفه امام المجلس على غرار ما حصل سابقا امام المجلس ايضا حين طلب الرئيس بري من الرئيس السنيورة توضيح موقف الحكومة من المقاومة وما اذا كانت تعتبرها ميليشيا وكان لرئيس الحكومة موقف واضح بهذا الشأن عاد على اثره و زراء حركة «أمل " وحزب الله عن اعتكافهم. وقال الرئيس بري انه بعد ان سمع ما قاله الرئيس السنيورة قدم مداخلة شدد فيها على ثوابت اساسية وواضحة تتعلق بالمقاومة والنقاش الدائر حولها، وان الرئيس السنيورة يعرف ذلك جيدا. * وقال السنيورة انه كان يتمنى لو أن الرئيس بري نزل الى مقاعد النواب وقال ما قاله. * وردّ الرئيس بري قائلا انه لم يكن هناك من مجال لتجاوز ما جرى وانه ما حصل في الجلسة كان افضل للجميع وللبلد. واوضحت المصادر انه جرى ما يشبه العتاب في هذا الشأن انتهى الى غسيل قلوب في اجواء غير متشنجة. * وبعد ذلك استأنف المتحاورون النقاش حول رئاسة الجمهورية وابرز ما جرى فيه هو اخذ النائب ايلي سكاف الكلام متوجها الى فريق 14 اذار بالقول: لقد سلمتم لغبطة البطريرك صفير اربعة اسماء مرشحة لرئاسة الجمهورية بينهم العماد ميشال عون، ونحن نؤكد على ترشيح العماد عون وما يمثله من ثقل في التمثيل. ونريد ان تطرحوا لنا الاسماء الثلاثة لمقاربة هذا الموضوع بشكل جدي. * ورد النائب بطرس حرب قائلا: علينا الا نعطي انطباعا للرأي العام اننا عاجزون رغم انها حقيقة في هذا الموضوع بالنسبة لتأمين
نصاب الثلثين لانتخاب رئيس جديد، ما هي المصلحة الوطنية في اظهار هذا الامر. علينا الا نضيع في موضوع ما اذا كانت هناك اسماء مرشحين مطروحة ام لا، مع العلم ان الاسماء المطروحة معروفة مثل الاستاذ نسيب لحود، السيدة نايلة معوض، انا مع العلم ان انتخاب رئيس الجمهورية لا يحتاج الى ترشيح. واضاف: علينا ان نحسم هذا الموضوع بانفسنا ونتعاطى معه بشكل جدي وان لا نظل ننتظر المساعدة الخارجية. * وتناول العماد عون الكلام فتساءل لماذا لا نقارب هذا الموضوع بشكل جدي، ولماذ الاستمرار في حلقة مفرغة. علينا ان نتعاطى بشكل جدي وواضح مع هذا الموضوع وان نضع النقاط على الحروف لا ان نستمر في الدوران والدوران. وقالت مصادر في تكتل الاصلاح والتغيير ان مقاربة هذا الموضوع التي قصدها العماد عون معروفة، مشيرة الى الرصيد الشعبي والسياسي الذي يملكه الجنرال على المستوى المسيحي وعلى المستوى السياسي. واشارت الى انه في جلسة سابقة كانت مداخلات لعدد من المتحاورين بينهم النائب جنبلاط حول ثقل تمثيل العماد عون، فلماذا لا يحسم الموضوع على اساس التمثيل وعلى اساس المرشح الذي يحظى بهذا الحجم من التمثيل، مشيرة الى استطلاعات الرأي الاخيرة التي نشرت في هذا الصدد. * وقالت المصادر انه كان لعدد من المتحاورين مداخلات حول موضوع رئاسة الجمهورية متطابقة مع المواقف المعلنة لهذه الاطراف منها الدكتور سمير جعجع الذي شدد على استعجال حسم الموضوع وعدم الاستمرار في المراوحة، معتبرا ان الوقت لا يسمح بان نستمر بذلك. وبنتيجة النقاش تبين للمتحاورين انه لم يحصل تطور معين لحسم الموضوع وبقيت الاراء دون مرحلة الحسم، وبالتالي فقد اتفقوا على تعليق الحوار الى بعد ظهر الجمعة في 28 الجاري واعطاء مهلة طويلة نسبيا نظرا للاعياد وزيارة الرئيس بري لتركيا وايران ولافساح المجال امام المزيد من الاتصالات خارج قاعة الحوار، على ان تكون الجلسة المقبلة حاسمة بالنسبة لهذا الموضوع. * وأثار الدكتور جعجع بعد ذلك زيارة الامين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة احمد جبريل واللقاءات التي اجراها مع عدد من المسؤولين والقيادات، منتقدا التعامل مع جبريل في موضوع الملف الفلسطيني، ومشيرا في هذا المجال الى مواقفه وما يمثله. * وتدخل النائب وليد جنبلاط مؤيدا موقف جعجع ومتسائلا: لماذا تفاوضون جبريل، وماذا يمثل في المعادلة الفلسطينية؟ الموضوع الفلسطيني يجب ان يناقش مع الجهات الفلسطينية المسؤولة والقيادية للشعب الفلسطيني. * وقد ظهر تمايز واضح في الرأي بين جنبلاط والنائب سعد الحريري الذي قال: لقد اتفقنا على مقاربة ومعالجة موضوع السلاح الفلسطيني خارج وداخل المخيمات، وكانت هناك قرارات صدرت عن مؤتمر الحوار في هذا الصدد، ومن الطبيعي ان نتعاطى مع هذا الموضوع من اجل معالجته مع كل الجهات المعنية، ومعلوم ان السيد جبريل والجبهة معنيان بموضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. * وقدم السيد نصر الله ايضا مداخلة في الاطار نفسه، مشيرا الى ان الجبهة الشعبية القيادة العامة معنية بالملف الذي نتعاطى به، وان ما جرى على هذا الصعيد ينسجم مع قرارات الحوار. واشار ايضا الى محاولات البعض العودة عن القرارات التي اتخذت في مواضيع اخرى، مؤكدا ان هذا الامر لا يتماشى مع الحوار والنتائج التي اخذت بالاجماع وبموافقة الجميع. * وبعد مداخلات قصيرة اشار الرئيس بري الى نتائج زيارة جبريل، وشدد المتحاورون بعد ذلك على المضي في تنفيذ القرارات الصادرة عن مؤتمر الحوار حول الملف الفلسطيني. * وقالت مصادر مطلعة ان البعض في فريق 14 آذار حاول الدخول بعد ذلك الى موضوع المقاومة من ابواب مختلفة فأثيرت زيارة الرئيس السنيورة المنتظرة الى دمشق من باب العمل على تحقيق هذه الزيارة واهدافها. * وقال جنبلاط ان ليس لديه من مانع في ان يساعد السيد نصرالله والرئيس بري على تحقيق هذه الزيارة من اجل حسم القضايا المتعلقة بالعلاقات اللبنانية - السورية وترسيم الحدود لا سيما في مزارع شبعا وتثبيت لبنانية هذه المزارع عبر محضر موقع بين الجانبين. * ورد نصرالله: كيف تريدون علاقات نديّة وسوية مع سوريا وانتم تقولون ما تقولون عن سوريا وتتهجمون عليها. انتم تتكلمون عما تقوله مجلة «الاقتصادية السورية وصحفها، ولكنكم لا تلتفتون الى ما تقولونه انتم مباشرة يوميا بحق سوريا. كيف يمكن ان يساعد ذلك على مقاربة موضوع العلاقات الثنائية؟ * وتدخل الرئيس بري مشيرا الى ان هذا العمل ليس من عمل مؤتمر الحوار اي ترتيب تفاصيل الزيارة الى دمشق بل هو من عمل الحكومة التي تتفق مع القيادة السورية على ترتيبات هذه الزيارة وجدولها. * وتكلم العماد عون فقال: لقد حصل تحول كلي في النظام وخرج السوريون من لبنان، وفي وقت نتكلم عن العلاقات اللبنانية - السورية هل يجوز الاستمرار بهذا الجو من التشنج بين البلدين، وهل يمكن ارساء علاقات ندية وسوية بين لبنان وسوريا في مثل هذا التشنج الحاصل؟ *
واثار الدكتور جعجع بعد ذلك تصريحات السيد نصرالله الاخيرة حول قطع يد ورأس من يريد نزع سلاح المقاومة بالقوة معتبرا ان هذا يشكل مصدر قلق لنا. * ورد نصرالله طالبا اعطاء مثل واحد عن استخدام سلاح المقاومة في الداخل، واشار الى انه تكلم عن الجهات او الدول التي تريد ان تنزع سلاح المقاومة بالقوة، متسائلا هل يعني اننا قصدنا طرفا داخليا بذلك، وهل تريد ان تنزع سلاح المقاومة بالقوة؟ وتحدث عن مزارع شبعا التي أثار موضوعها النائب جنبلاط فقال: ان هذه المزارع لبنانية وان المقاومة مستمرة بعملياتها فيها واذا قلتم عنها انها غير لبنانية، فإن المقاومة ستتوقف فيها، ولكن سلاح المقاومة شأن اخر، فسلاح المقاومة متعلق بالاستراتيجية الدفاعية للبنان وهو سيكون موضع نقاش. * وقالت المصادر انه في نهاية الجلسة اعيد فتح موضوع قمة الخرطوم فاوضح السنيورة ما حصل قائلا : انا في الاساس لم اكن اريد الذهاب للمشاركة في قمة الخرطوم، ولكنني عدت وذهبت لانني رئيس السلطة التنفيذية، ولم اطلب اذنا من احد ولا حتى ما سأقول لان موقفي يبقى هو هو ولا يتغير ولم يتغير. هناك من حاول افتعال انتصار مما حصل ويحاول ان يكبّر المسألة. الرئيس لحود تحدث عن استغلال لدم الرئيس الحريري قالها في مقابلة «الجزيرة " ورددها اكثر من مرة. المسألة ليست هكذا، فالنص الذي جاءني من وزير الخارجية كان مجتزءا ولم يكن كاملا وموقفي المبدئي لا يتغير، ليس فقط بالنسبة للبيان الوزاري بل في ما يخص موضوع المقاومة، ولكن اتمنى ان لا يطلب مني اجراء فحص دم في كل مرة حول هذا الموضوع فكلامي واضح حتى في اللقاءات الثنائية البعيدة عن الاعلام، والكل يعرف موقفي. * نصرالله : ان ما حصل في الخرطوم يعتبر خسارة كبيرة للبنان ولقضيته وللمقاومة وللتذكير فان الخطورة تأتي من ناحية ان ما يجري التداول به في بيان القمة انما سينسحب من قمة الى اخرى وبالتالي سيصبح لازمة لا يمكن الرجوع عنها، وهذه ليست مسألة صغيرة بالنسبة لنا. وتطرق نصرالله الى موضوع مجلس الوزراء فقال : حين اعتكف وزراء حركة امل و«حزب الله بقي مجلس الوزراء يجتمع ولم تحصل اية مشكلة على صعيد اجتماعات مجلس الوزراء، ولكن ما فوجئنا به انه في المدة الاخيرة طارت جلستان لمجلس الوزراء مرة في المتحف ومرة اخرى الاسبوع الماضي وهذا لا يجوز ان يحصل ويجب ان نعرف ما المقصود وماذا يحصل في الزوايا.
ـ المستقبل ـ
قالت "المستقبل" , لقد أنهى مؤتمر الحوار الوطني جولته الخامسة، من دون تحقيق أي اختراق في بندي رئاسة الجمهورية وسلاح "حزب الله"، بحيث استمرت حال المراوحة التي اتسمت بها الجلسات السابقة في ما يتعلق بالملف الرئاسي. فيما كان لافتا إعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن "تأجيل موعد الجلسة السادسة الى يوم الجمعة في 28 نيسان الجاري، لحسم ملف الرئاسة سلبا ام ايجابا". وفي حين أكد بري "ان هذا ما اتفقنا عليه، وعندئذ سواء حسم الموضوع سلبا ام ايجابا، سننتقل الى الموضوع الاخير المتعلق بسلاح المقاومة". أشار وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت انه "حتى حلول هذا الموعد هناك كولسة، ولقاءات واتصالات جانبية". فيما كشف النائب بطرس حرب عن ان "الاسماء والموضوع طرحت على الطاولة"، لافتا الى ان "كل الاسماء طرحت.. يعني كل الاسماء المطروحة في الصحف". وبالتزامن مع الجولة الحوارية، كشف وزير الاتصالات مروان حمادة عن وجود مذكرات دعوى لمحكمة بداية الجزاء السورية بحق عدد من القادة اللبنانيين، مشيرا الى "اننا سنضعها بتصرف لجنة التحقيق الدولية". ولم يقتصر التأجيل على الجلسة الحوارية فحسب، بل تعداها الى جلسة مجلس الوزراء، التي اعلن عن تأجيلها حتى يوم غد. في هذه الاثناء، اكد السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان خلال زيارة قام بها إلى "المستقبل" "ان الالتزام الدولي تجاه لبنان لا يزال قويا وغير قابل للتفاوض"، مشددا على ان "الخوف من صفقة على حساب لبنان ليس له ما يبرره" موضحاً ان هذا ما ابلغه للبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير عندما زاره الاسبوع الماضي". وقال: "يستحق لبنان رئيسا منتخبا بحسب الدستور، ومن دون تدخل اجنبي". وكشف فيلتمان "عن ان لدى الولايات المتحدة اليوم سياسة لبنانية، بعد ان كنا نتعاطى مع لبنان في السابق كجزء من سياستنا تجاه المنطقة". وقال: "نريد ان نرى سوريا تلعب دورا بناء حيال جيرانها في المنطقة ومن بينهم لبنان". واكد "استمرار الدعم الاميركي للبنان"، مشددا على "ضرورة قيام علاقة تقوم على الندية والتوازن بين لبنان وسوريا"، مكررا موقف وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس "باننا نريد ان نرى في لبنان رئيسا يتطلع الى المستقبل". واشار الى ان "لبنان يستحق رئيسا منتخبا بحسب الدستور، ومن دون تدخل اجنبي". واوضح بري في نهاية الجولة الحوارية، ما يعنيه بقوله "سلبا ام ايجابا"، فقال: "اما بالاتفاق حول هذا الموضوع، او عدم الاتفاق"، لافتا الى ان "هذا ما قلناه في الجلسة الماضية، عندما حددنا مهلة آخر نيسان". وتحدث في مؤتمر صحافي "عن عدة غايات لهذه المهلة الطويلة، السبب الاول هو الاعياد وهناك ايضا السفر لحضور مؤتمرات في الخارج"، مشيرا الى انه "تم التطرق سريعا لما جرى في قمة الخرطوم وفي جلستي الحكومة والمجلس النيابي". وقال: "اتفقنا اليوم على انه سواء توصلنا الى تفاهم حول بند رئاسة الجمهورية سلبا ام ايجابا، لن يؤثر على باقي البنود". وعما اذا كان التشبث بالمواقف هو الذي يمنع التوصل الى حل في ما يتعلق بالموضوع الرئاسي، قال: "لا استطيع ان اقول ماذا حصل على الطاولة، لكن يمكن الاستنتاج باننا عندما لم نتوصل حتى الآن الى نتيجة، فمعنى ذلك اننا لا زلنا بحاجة الى بحث، وبين سماعة وساعة يمكن ان يأتي الفرج، لا احد يعرف". وردا على سؤال حول ما اذا كانت المراوحة هي بانتظار اي مبادرة عربية او دولية، وقال: "ان الاستعانة بالمواد الاولية من الخارج لا يعني انها اصبحت مستوردة، او ان هناك من يفرض علينا"، مؤكدا "اننا نستفيد من مؤازرة ومساعدات، لكن يبقى العنوان صنع في لبنان". وخلال استراحة المتحاورين، كشف وزير الاتصالات مروان حمادة، للصحافيين "عن مذكرات دعوى لمحكمة بداية الجزاء السورية بحقه وحق رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط والزميل فارس خشان". وقال: "لقد وردتنا طبعا، لكني ليس بالطرق الرسمية لان القضاء اللبناني اعادها الى المرسل". وتساءل عما "اذا كان قانون الجزاء السوري او قانون جزاء هذا النظام في سوريا يعاقب التمرد على الاغتيال". واكد "وضع هذه المذكرات بتصرف لجنة التحقيق الدولية، على انها ايضا مذكرات تهديد جديدة في حق شخصيات لبنانية يعلم الجميع انها اصلا مهددة والبعض مر عليها ارهاب هذا النظام". اوغاسابيان وفي ما يتعلق بجلسة مجلس الوزراء، اكد وزير التنمية الادارية جان اوغاسابيان "عدم انسحاب الوزراء من جلسة مجلس الوزراء المؤجلة حتى الاربعاء"، مطمئنا الجميع الى ان "الحكومة باقية وستستمر ولن تتخاذل او تتراجع في هذه المرحلة الدقيقة".
ـ صدى البلد ـ
قالت "صدى البلد" , لقد انتهت جولة الحوار الخامسة الى اعطاء فرصة قد تكون الأخيرة لبت موضوع الرئاسة وإلا الانتقال الى بحث موضوع سلاح المقاومة في إطار الاستراتيجية الدفاعية للبنان. والموعد المقبل للحوار حدد في 28 نيسان الجاري. وحتى ذلك الموعد تكون قد توضحت صورة العلاقات اللبنانية - السورية وجدول أعمال زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي يعمل امين عام المجلس اللبناني -السوري الأعلى نصري خوري على اعداده, وكذلك صورة التحرك العربي باتجاه سورية وحصيلة الزيارة المرتقبة الى دمشق للرئيس المصري حسني مبارك ثم اجتماعه في 20 الجاري مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وستتضح ايضاً في هذه الفسحة من الوقت نتائج “اللقاء” الذي سيجمع رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس مع الرئيس السوري بشار الأسد وتوجهات تقرير الموفد الدولي تيري رود لارسن في التاسع عشر من نيسان الجاري. وحسب الرئيس نبيه بري فإن جلسة 28 نيسان ستحسم الملف الرئاسي سلباً او ايجاباً ليتم الانتقال الى البند الأخير المتعلق بسلاح المقاومة وحرص بري على التأكيد انه “اذا اتفقنا حول طاولة الحوار سواء كان الموقف اتفاقاً او عدم اتفاق فلن يؤثر ذلك على بقية البنود”. وفي معلومات ل “صدى البلد” ان جلسة الحوار التي استغرقت أكثر من أربع ساعات أمس في حضور جميع أركان “الباب الأول” تخللها حدثان: الأول كان على شكل مفاجأة فجرها الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي حمل معه جردة حساب مكتوبة للرئيس فؤاد السنيورة عرض فيها “الأخطاء التي اقترفها السنيورة بحق المقاومة” في محطات متعددة بدءاً من التشبث بعدم رفع صفة الميليشيا عنها قبيل أزمة “الاعتكاف” الوزارية, وصولاً الى مشكلة قمة الخرطوم. وقال نصرالله: “لا يمكن ان نسمح باستمرار هذه الأخطاء والهفوات التي يدل تراكمها على انها مقصودة وليست مجرد زلات عابرة”. وحمّل نصرالله ضمنا النائب سعد الحريري المسؤولية السياسية المترتبة على هذه “الأخطاء بحق المقاومة”. ولم تفلح محاولات الحريري الساعية الى التقليل من أهمية الأحداث التي اعتبرها نصرالله أخطاء، في تليين موقف نصرالله الذي صمم على طلب ما يشبه الضمانات لمنع تكرار مثل هذه الأمور التي اعتبر انها خطايا بحق المقاومة والبلد. أما الحدث الثاني فقد تمثل في تصدي رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع لنصرالله عندما سأله: “إذا كنت تعتبر بعض تصريحات السنيورة خطايا فماذا تقول عن تهديد بقطع الأيدي والرؤوس ونزع الأرواح من مَن يفكر بنزع سلاح المقاومة؟ ألا تعتبر ان ذلك يشكل تهديداً للداخل وانت الذي قلت وما زلت تقول ان سلاح المقاومة لم ولن يوجه الى الداخل؟”. فأجابه نصرالله: “كنت أتوجه بكلامي الى الأميركيين والاسرائيليين وان كان ثمة في الداخل من يعتبر انه معني بتهديداتي للأميركيين والاسرائيليين فهذا شأنه وتلك مشكلته”. فرد جعجع “انا لست معنياً لا بالاسرائيلي ولا بالأميركي ولا بغيرهما لكنني أعتبر ان كلامك كان موجهاً الى الداخل، وهذا ما فهم، على الأقل، من قبل الرأي العام اللبناني، خصوصاً وانك لم تصرح بوضوح انك توجه كلامك نحو الخارج”. وحاول الحريري التقليل من أهمية الاختلاف حول هذه النقطة بالقول: “قد يكون حصل خطأ في فهم كلام السنيورة لكن المهم ان نتابع النقاش الأساسي”، لكن جعجع كرر مطالبته بتوضيح كلام نصرالله قائلا: “لي عتب على السيد لانه ادلى بمثل هذه التصريحات”. وعندها تدخل النائب جنبلاط وطلب العودة الى طرح ملف الرئاسة “للتخلص من المشكلة الماثلة بوجود لحود قبل متابعة النقاش حول المواقف على اهميتها”، ولكن بري قال: “ان هناك مشكلة اساسية حول المرشح البديل” وأكد أن الأمر لم يحسم لا في 14 آذار ولا من قبل البطريرك صفير فضلا عن الأطراف الاخرى، فقاطعه جعجع مؤكدا ان “14 آذار حسمت امرها ولا مشكلة” واشار الى ان البطريرك لم يسم ولن يسمي مرشحا ولا داعي للتذرع بكلمة حسم من البطريرك. عندها قال العماد عون: “لكن رئيس الجمهورية لن يتنازل عن منصبه بارادته ما لم يؤمن بديل ملائم”. فرد جنبلاط: “البديل موجود ويمكن التوافق عليه”. فبادره عون بالقول: “الاتفاق عليه اساسي من اجل حل مشكلة لحود”. فقال جنبلاط: “يجب ان نصل الى حل ولكن ليس بموافقة لحود لأن دوره انتهى واذا كان سيقرر من هو الرئيس العتيد فليبق سنة ونصف وهذا افضل”. اثر ذلك اعتبر بري “ان المناخ لم ينضج وثمة اكثر من وجهة نظر، فلنعط فرصة للمشاورات ونعود في 28 من الشهر الجاري بعد ان يستكمل الفريق المسيحي والآخرون مشاوراتهم ونقف عند رأي البطريرك صفير وعندها نحسم الامر بالاستقالة مع بديل مقبول او يبقى الرئيس لحود، وننتقل عندها الى ملف سلاح المقاومة”. وتم التوافق على هذا الطرح وتقرر رفع الجلسة التي جرت بعدها سلسلة لقاءات جانبية كان العماد عون “الدينامو” فيها، وابرزها الغداء المشترك بينه وبين الدكتور جعجع والنائبة ستريدا في مطعم الساعة قرب البرلمان. وقالت مصادر اخرى ل “
صدى البلد” ان الاجواء كانت هادئة والنقاشات اتسمت بالايجابية، واوضحت ان الجلسة بدأت بعتاب بشأن ما جرى في قمة الخرطوم، حيث قدم رئيس الحكومة وجهة نظره ساردا الوقائع التفصيلية لما جرى، وفي المقابل قدم السيد نصرالله مداخلة في هذا الشأن وأوضح موقف حزب الله بخصوص ما صدر إثر القمة العربية ولجهة التضامن مع موقف الرئيس لحود. واتسمت هذه التوضيحات باختلاف في سرد الوقائع ولكنها لم تؤثر على ما يمكن ان يوصف بطي هذا الموضوع والسجال حوله برضى الجميع. أما في شأن مواقف الأمين العام للقيادة العامة أحمد جبريل، فقد رد رئيس “تيار المستقبل” النائب الحريري على تساؤلات حول ما جرى في اللقاء بينه وبين جبريل والمواقف التي أطلقها الأخير بعد هذا اللقاء، فأكد الحريري انه التقى جبريل وانه لم يكن لقاءً من أجل التفاوض بل مجرد لقاء ليس أكثر. وشدد السنيورة على انه التقى جبريل ولم يتفاوض معه مشيراً الى ان الملف الفلسطيني سيبحث مع الجهة الرسمية الممثلة للشعب الفلسطيني. وفي موضوع الرئاسة الأولى يبدو بحسب مصادر مشاركة ان هناك تسليماً بأن بقاء الرئيس لحود أمر واقع ومعالجته لم تنضج بعد وقد قيل كلام مكرر في جلسة الأمس بشأن الرئاسة. ولفتت هذه المصادر الى انفتاح في الحوار بين العماد عون والدكتور جعجع حول موضوع الرئاسة الأولى ولكن من دون ان يعني هذا الانفتاح إمكان التوصل الى حلول سريعة. وقالت مصادر أخرى شاركت في الحوار ان أسماء أربعة مرشحين طرحت على طاولة الحوار أمس هم بطرس حرب ونسيب لحود ونايلة معوض فيما طرح النائب ايلي سكاف اسم العماد ميشال عون، ولكن لم يتم البحث في هذه الأسماء باعتبار انها وردت عرضاً خلال مداخلة للنائب حرب الذي أعلن انه مرشح ثم سمى النائبة نايلة معوض والنائب السابق نسيب لحود. ونقل عن الرئيس بري قوله ان قوى 14 آذار لا تطرح تقصير ولاية الرئيس لحود وانما تطرح إقالته ما يعني ان هذا الملف يتوقف على موقف لحود ويجعله لاعباً أساسياً في هذا المجال يفرض على الجميع ان يأخذوا موقفه في الاعتبار. ورأت مصادر في “حزب الله” ان النقاش في موضوع الرئاسة الأولى لم يتقدم لجهة الاتفاق على رؤية مشتركة حيال مستقبل الرئاسة. ورداً على سؤال قال وزير الطاقة والمياه محمد فنيش ل”صدى البلد” ان “النقاش حول مبدأ المقاومة ليس وارداً, لأن المقاومة هي رد فعل على الاحتلال وطالما ان هناك أرضاً لبنانية محتلة فلا نقاش حول المقاومة وسلاحها, لكن المطروح بعد جلسة 28 الجاري هو النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية للبنان والسبل التي يجب ان تعتمد لحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة”. ولم يستبعد فنيش ان تشهد الأيام الفاصلة عن جلسة 28 الجاري مساعي عربية قد يهدف بعضها الى اقناع الرئيس اميل لحود بالاستقالة, بعد ان أيقن الجميع ان إمكانية الاقالة او فرض الاستقالة غير ممكنين وبالتالي يجب مقاربة هذا الموضوع من زاوية مختلفة. وذكرت أوساط مطلعة ل “صدى البلد” ان اجتماع قوى “14 آذار” في قريطم مساء امس الاول استعرض مختلف التطورات والمواقف وعرض مشاركون فيه امكانية تحوله الى اطار عمل دائم. وبعد نقاش في الخيارات قرّ الرأي على سلسلة توجهات ابرزها: - اعطاء فرصة للمبادرات العربية من دون صدام معها ومن دون مراهنات. - تفعيل الوضع الداخلي عبّر مؤسسة مجلس الوزراء ومجلس النواب ووضع خطط لمواجهة جميع الاحتمالات. - الاهتمام بقضايا الناس الحياتية والمعيشية. - التعاطي مع الايجابيات بايجابية والا الاعداد للتصدي السياسي للطروحات المحتملة. وقالت الاوساط ان بعض الحضور عبر عن عدم ارتياحه لصيغة استقبال الأمين العام للقيادة العامة وقال ان ليس على النائب سعد الحريري ان يلتقيه كما ان البحث معه ما كان يجب ان يتعدى السلاح خارج المخيمات فيما تعداه الى بحث مجمل الوضع الفلسطيني في المخيمات وخارجها. اما في الموضوع الرئاسي فقد خلص المجتمعون الى ربط هذا الامر بتطور العلاقة مع سورية باعتبار قراره “في يد سورية”. وتوافق المجتمعون على ان يكون رئيس الجمهورية المقبل من “14 آذار”. وامس عقد اجتماع للجنة مصغرة من “14 آذار” قوم الاجتماع الموسع وجلسة الحوار. وفهم ان هناك اتجاها للاستجابة التامة للمبادرة العربية “بعدما أُطلقت على خلفية وضوح الرؤية بعد الحوار”. وقالت مصادر المجتمعين “ان قوى 14 آذار” تدعم زيارة السنيورة الى دمشق وتنتظر حصولها لوضع اللمسات الاخيرة على المبادرة العربية بعدما لمست من خلال احد الوسطاء العرب تجاوباً سورياً”. وتجنب الرئيس لحود الحديث عن مؤتمر الحوار الذي كان يبحث في موضوع رئاسته وحمل على الذين يعطلون عمل المؤسسات. ورأى لحود: “اذا كان البعض يضمر عكس ما يعلن فان الأوان قد حان ليغير استراتيجيته ويحد من جنوحه الذي لن ينجح في ضرب المؤسسات”. ونفى المستشار الاعلامي للرئيس لحود رفيق شلالا ان يكون لتأجيل جلسة مجلس الوزراء امس، والمخصصة لبحث التحضير لمؤتمر بيروت - 1، اي علاقة بالرئيس لحود. وقال: “اظن ان الأمر ارتبط بتوقيت جلسة
الحوار ولتفادي حصول تضارب (...) وعندما تعقد سيحضرها الرئيس”. وأكد شلالا ان “هناك سقفاً معيناً وضع لموضوع الرئاسة حدده العماد عون وحزب الله وأشار اليه الرئيس بري... وهذا السقف يجعل حسم موضوع الرئاسة صعباً”.
ـ الأنوار ـ
كتبت "الأنوار" تقول , لقد أدى تمسك المتحاورين بمواقفهم من موضوع رئاسة الجمهورية امس الى تأجيل الحوار الى 28 نيسان الحالي في مهلة اخيرة لحسمه سلبا او ايجابا. وستكون فترة ال 25 يوما مجالا لمشاورات جانبية بين المتحاورين، بدأها العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع بلقاء الى طاولة غداء. وقال الرئيس نبيه بري في ختام جلسة الحوار امس (ناقشنا موضوع رئاسة الجمهورية من جوانبه المتعددة، وتم الاتفاق على تأجيل موعد جلسة الحوار المقبلة الى الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الجمعة في 28 نيسان الحالي لحسم الموضوع سلبا ام ايجابا. هذا ما اتفقنا عليه، وعندئذ سواء حسم الموضوع سلبا او ايجابا ننتقل الى الموضوع الاخير المتعلق بسلاح المقاومة). وذكرت مصادر المتحاورين ان جلسة امس لم تحقق اي تقدم في موضوع الرئاسة، اذ ان فرقاء 14 آذار استمروا في اصرارهم على ضرورة تنحية الرئيس اميل لحود، فيما واصل فرقاء 8 آذار اصرارهم على رفض ذلك. ومع انسداد افق التقدم تم الاتفاق على التأجيل. وتابعت المصادر ان المرحلة الخامسة من الحوار لم يكن الحديث فيها مقتصرا على موضوع الرئاسة فقط بل تعداه الى قضايا ومواقف ساخنة كانت مادة نقاش الاسبوع الماضي، بدءا مما جرى في الخرطوم، وفي مجلس النواب ومجلس الوزراء، وكانت ايضاحات متبادلة بين الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ووزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت. وقد ابدى الجميع حرصهم على سلامة العلاقات في ما بينهم، ولا سيما الرئيسين بري والسنيورة. كذلك تطرق النقاش الى جولة الامين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة احمد جبريل على عدد من الرسميين وخاصة على النائب سعد الحريري. وتابعت المصادر تقول انه خلال بحث الموضوع الرئاسي كانت مداخلة للنائب ايلي سكاف أشار فيها الى ان المرشح الوحيد المعلن لرئاسة الجمهورية هو العماد ميشال عون، فرد النائب بطرس حرب بالقول ان هذه الطاولة ليست لاعلان الترشيحات، بل هي للحوار. والرأي العام يعرف ان هناك مرشحين آخرين، وأنا منهم، وكذلك النائبة نايلة معوض والنائب السابق نسيب لحود وغيرهم. واضافت "الأنوار" انه في أعقاب جلسة الحوار، خرج الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون سوياً من مبنى البرلمان وتوجها برفقة النائبة ستريدا جعجع الى أحد المطاعم في الوسط التجاري حيث تناولا طعام الغداء وتابعا مناقشة التطورات السياسية ولا سيما الموضوع الرئاسي بعدما كان العماد عون ناقش هذا الموضوع في اجتماع مغلق مع الرئيس بري والسيد نصرالله. وبعد الغداء تحدث الدكتور جعجع الى الصحافيين مشيراً الى ان اللقاء مع العماد عون كان جيداً وبحثنا في المواضيع السياسية. ونفى ان يكون قد جرى خلال جلسة الحوار البحث في اي اسم في موضوع رئاسة الجمهورية. ورداً على سؤال حول امكانية ان يكون الحسم ايجابياً في 28 نيسان اجاب: آمل ذلك. واذا كان سلبيا قال جعجع: لكل حادث حديث. وفي كافة الأحوال سيكمل الحوار. وقد عكس النائب سمير فرنجيه امس توجها لدى قوى 14 آذار في حال فشل الحوار، وقال: عندما دخلنا الى الحوار كان لدينا في البداية خطة لا علاقة لها في مسألة الحوار، ودخلنا الى الحوار على اساس انه سبيل مهم للتوصل الى الحل المنشود. اما اذا فشل الحوار فسنعود الى حريتنا في التحرك. في هذا الوقت، واصل الرئيس اميل لحود حملته على وزراء الاكثرية وقال امس (ان ما حصل الاسبوع الماضي يجب ان يعطي عبرة بأن انتظام ادارة شؤون البلاد لا تكون بمثل ما حصل من تعطيل لعمل السلطة الاجرائية، في ظروف اجمعت القيادات السياسية والروحية في البلاد على اعتبارها معيبة وغريبة عن تقاليد الحياة السياسية اللبنانية، وبالتالي فلا خيار لهؤلاء المعطلين الا الاقلاع عن هذه السياسة الكيدية وعن الممارسات الملتوية والاستعراضات السطحية، لا سيما بعدما باتت مواقفهم مكشوفة امام الرأي العام الذي استهجنها ودانها في ردود فعل مختلفة). على صعيد آخر، اعلن الوزير مروان حمادة امس عن وجود مذكرات استدعاء قضائية سورية بحق النائب وليد جنبلاط وحقه وحق صحافي لبناني معتبرا انها تشكل تهديدا لأمنهم. وأوضح الوزير حمادة ان هذه المذكرات (لم تصله بالطرق الرسمية لان القضاء اللبناني اعادها الى المرسل)، مؤكدا ان اعتماد هذه الاساليب يشكل (تهديدا لسلامتنا وامننا بعد كل ما جرى سابقا). وأضاف (سنضعها بتصرف لجنة التحقيق الدولية على انها ايضا مذكرات تهديد جديدة في حق شخصيات لبنانية يعلم الجميع انها اصلا مهددة والبعض مر عليها ارهاب هذا النظام). وفي دمشق، طلبت صحيفة (الاقتصادية) السورية من الرئيس فؤاد السنيورة محاسبة السياسيين اللبنانيين الذين اساؤوا الى سوريا من خلال اتهامها باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وكتبت الصحيفة في عددها الصادر الاحد (قد يحصل السنيورة على تاييد عربي ودولي وموافقة من الحكومة السورية، لكنه لن يحظى باي تاييد شعبي سوري لكونه لم يقدم ايا من المجرمين الذين اغتالوا العلا
قات السورية اللبنانية الى القضاء، ولم يحاسب ايا من الذين اساؤوا الى سوريا). وقالت متوجهة الى السنيورة الذي اتهمته بانه (لا يزال موظفا لدى النائب سعد الحريري، نحن نقول له: لا تقف في الاروقة، اخرج الى العلن، فبإمكان لبنان اصلاح ما افسده تجار الحرب وتجار المواقف وتجار الدم). واضافت (الفرصة لا تزال قائمة والمحاسبة يجب ان تبدأ وتشمل كل الاطراف وكل من اساء الى العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين). واعتبرت انه من الممكن ان تكون هذه العلاقات (مميزة)، وقد يكون هناك سفارة سورية في بيروت واخرى لبنانية في دمشق، وقد يتم ترسيم الحدود والاستجابة الى المبادرات العربية، لكن لن يكون هناك اي (تطبيع) مع فئة المرتزقة في لبنان قبل ان يتم تقديم كل المجرمين الى العدالة ودون استثناء. وتابعت (الاقتصادية) ان (الشعب السوري سيبقى يتذكر تهمة (العدو الاول) للبنان ويتذكر دماء العمال السوريين وجثثهم ويتذكر الشعارات التي رفعت ولا تزال في بيروت لادانة سوريا وقيادتها).
ـ اللواء ـ
كتبت "اللواء" تقول , لقد أفسحت فرصة الحوار الجديدة التي ستمتد حتى 28 نيسان الحالي، المجال واسعاً أمام المساعي العربية المتوقعة لتخفيف التوتر في العلاقات اللبنانية - السورية، ومعالجة الملفات العالقة بين البلدين من جهة، ولإجراء سلسلة من المشاورات الداخلية، ستكون بكركي محورها لبحث ملف رئاسة الجمهورية من جهة ثانية· وستتوقف النتائج المرتقبة للجولات المقبلة للحوار، على ما ستسفر عنه المساعي مع دمشق والمشاورات مع بكركي، من دون أن يعني ذلك أن ما تبقى من بنود جدول أعمال الحوار، وهو موضوع سلاح المقاومة، ممكن أن يتأثر إذا جاءت نتيجة الجولة السادسة سلبية بخصوص ملف الرئاسة، حسب ما أكد "مدير الحوار" الرئيس نبيه بري في نهاية جولة أمس· على صعيد المشاورات العربية، فإن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لم يتبلّغ حتى مساء أمس أي معطيات جديدة بالنسبة لترتيبات زيارته الى دمشق، التي يتولى التفاهم على جدول أعمالها الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري الموجود في العاصمة السورية، علماً أن نجاح هذه الزيارة مرتبط بقبول الجانب السوري لجدول الأعمال المقترح من الرئيس السنيورة واستعداده لتنفيذه، حسب ما يرى فريق الأغلبية في الحكومة، وذلك انطلاقاً من بيان قيادات 14 آذار، الذي يشكل منعطفاً للتعامل مع ملف العلاقات اللبنانية - السورية على أساس الندّية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتبادل السفارات بين البلدين، فضلاً عن ترسيم الحدود انطلاقاً من مزارع شبعا وضبط الحدود· وفي رأي هذا الفريق أن تحرك الحكومة في اتجاه سوريا لتطبيق ما اتفق عليه على طاولة الحوار، لا يعني التخلي عن معركة الرئاسة الأولى، بل هو خطوة رئيسية في اتجاه استكمال معركة تنحية الرئيس إميل لحود، سواء تم الاتفاق على هذا الأمر أم لا، بالرغم من أن فريق الأكثرية يلحظ دلائل الى إشارات توحي بأن دمشق غير مستعجلة لزيارة السنيورة، وهي تعتمد سياسة تمرير الوقت في انتظار تحسين وضعها السياسي على الساحتين الإقليمية والدولية· وتنتظر أوساط نيابية في كتلة تيار "المستقبل" تحركاً عربياً تقوده المملكة العربية السعودية ومصر يهدف الى تعبيد الطريق امام الرئيس السنيورة للقيام بهذه الزيارة، ولا سيما ان بوابة انفراج الازمة اللبنانية، وفقا "لما تراه القاهرة والرياض تستند الى احراز تقدم على صعيد حل الاشكالات القائمة بين لبنان وسوريا، ليصبح في الامكان بعد ذلك معالجة الملفات الباقية بهدوء وروية وتعاون من البلدين"· وينتظر ان يقوم الرئيس السنيورة بزيارة تهنئة الى الكويت يوم الاحد المقبل، والبحث في العلاقات الثنائية، مع وفد وزاري ونيابي يمثل مختلف الاطراف· اما بالنسبة الى بكركي، فينتظر ان تتجه اليها الانظار من الآن وحتى موعد الجولة المقبلة للحوار، لمعرفة ما اذا كانت ستحسم الموقف من مسألة بقاء الرئيس لحود حتى اكمال ولايته الممدة، او الضغط عليه للاستقالة، في حال توفر رأي عام ماروني موحد من هذه المسألة، علما ان البطريرك الماروني نصر الله صفير، ينأى بنفسه حتى الآن عن الدخول في لعبة اقتراح الاسماء، لكي لا يكرر تجربته السابقة في هذا المجال· لكن مصادر مطلعة لا تستبعد ان يعمد صفير الى تضييق المواصفات المطلوبة للرئيس، لكي يحصر عدد المرشحين المقبولين منه بثلاثة او اربعة مرشحين، بالرغم من ان ذلك لا يوفر حلا للملف الرئاسي اذا لم يتفق اطراف الحوار على آلية معينة تكفل انهاء ولاية الرئيس لحود، وهو الامر الذي ما زال مستبعدا· وعلمت "اللواء" انه حسب أوساط المتحاورين، فإن عدد المرشحين الى رئاسة الجمهورية يمكن حصرهم بثمانية: فريق 14 آذار يطرح أسماء النواب: بطرس حرب، نائلة معوض، والنائب السابق نسيب لحود· فريق 8 آذار يطرح اسم العماد ميشال عون، لكنه يفضل بقاء الرئيس اميل لحود· ومن خارج الفريقين هناك من يسمي: حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والنائب السابق جان عبيد، والوزير السابق ميشال إده· ولم تستبعد بعض المصادر ان يزور الرئيس لحود البطريرك صفير في عيد الفصح لعقد اجتماع معه لشرح وجهة نظره من التطورات علما ان لحود كان ابلغ المتصلين به انه سيواظب على حضور سائر جلسات مجلس الوزراء التي ستعقد من الآن فصاعدا· وكان مجلس الوزراء قد ارجأ الجلسة الاستثنائية التي كان مقررا ان تعقد امس لمناقشة ورقة العمل الاصلاحية الى مؤتمر بيروت-1 الى يوم الاربعاء المقبل، كما سيعقد المجلس جلسة اخرى عادية مساء الخميس في مقره المؤقت في مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي· ووفق ما اعلنه الرئيس بري في ختام الجولة الخامسة من الحوار الذي استأنف اعماله، امس، فإن الجولة السادسة التي تقرر ان تعقد في الخامسة من عصر يوم الجمعة في 28 نيسان الجاري ستكون ثابتة بالنسبة الى موضوع رئاسة الجمهورية سلبا او ايجابا، بعد ان اخفق قادة هذا الحوار على مدى ثلاث جولات حوارية من احداث اي خرق في جدار التباين الحاصل بين الافرقاء الجالسين الى الطاولة المستديرة حيال هذا الملف الذي م
ا زال يرزح تحت وطأة تعقيدات جعلت المتحاورين يقفون عاجزين امام تحديد اي مدخل يمكن من خلاله الولوج الى وضع الصيغة التي تمكنهم من تفكيك هذه العقد، التي باتت وفق المعطيات بحاجة الى مؤازرة عربية مباشرة لا تكتفي بتقويم النصح والمشورة فقط· وحسب قطب وزاري مشارك في الحوار، فإن محصلة الجولة كانت عبارة عن "مضيعة للوقت"، مشيراً الى انه لم يكن هناك شيء منظم في الحوار، اذ كان المتحاورون ينتقلون من موضوع الى آخر من دون منهجية واضحة للنقاش· ولفت الى ان النقاشات تركزت على عناوين اربعة: - عتاب حول ما جرى في قمة الخرطوم ثم تداعيات ذلك الى ما حصل في جلستي مجلسي النواب والوزراء· - الموضوع الفلسطيني من زاوية زيارة الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - "القيادة العامة" احمد جبريل الى بيروت· - زيارة الرئيس السنيورة المرتقبة الى دمشق· - مقاربة الملف الرئاسي· وقالت مصادر مشاركة في الحوار ل "اللواء" ، انه بالنسبة الى ما حصل في الخرطوم ثم تداعيات ذلك، فقد جرى عتاب متبادل وتفسير للمواقف من قبل الرئيس السنيورة، ومن قبل الرئيس نبيه بري والامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي حمل الى طاولة الحوار ملفا فند بواسطته مآخذه على السنيورة، فيما سجل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في المقابل مآخذ على نصر الله لتهديده بقطع يد ورأس من يريد نزع سلاح المقاومة بالقوة، وسأله عما اذا كان هذا الكلام موجهاً الى الداخل، فرد نصر الله بأن سلاح المقاومة لم ولن يوجه الى الداخل، وان هدفه معروف وهو تحرير الارض والدفاع عن لبنان في مواجهة أي عدوان اسرائيلي· واوضحت ان الرئيس السنيورة عرض وجهة نظره لما جرى مكرراً التوضيحات التي اعلنها سواء في الخرطوم او في مجلس النواب، مؤكداً ان مواقفه المبدئية واضحة من المقاومة، لكن ما حصل هو شيء مجتزأ في القمة، وقد ضخم الرئيس لحود الموضوع محاولاً ان يعمل منه انتصارات فهل من الممكن ان يتم كل يوم فحص دمي وطنياً؟ وفي هذا السياق، لفت انتباه المراقبين، ما اعلنه الرئيس بري في موتمره الصحافي، عندما عزا تضخيم ما جرى الى مزايدين تحدثوا عن عدم احترام لرئاسة الوزراء او لشخص الرئيس السنيورة، وقال ان "احترامي للرجل والمقام امر معروف، وانصحهم بأن يخيطوا بغير هذه المسلة"· اما زيارة جبريل، فلم تأخذ وقتاً، وقد بدأت عندما أثار جعجع الموضوع، وسأل لماذا تلتقي هذا الرجل ومواقفه ودوره معروف، وأيده رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط متسائلاً: ماذا يمثل احمد جبريل من الشعب الفلسطيني، ولماذا لا تتحاورون مع السلطة الفلسطينية مباشرة"· واصفاً جبريل بأنه "أداة سورية في لبنان"· واوضح رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري بأن هناك قرارات صدرت عن هيئة الحوار بخصوص الملف الفلسطيني، ويجب التعاطي معها لتنفيذها· وتساءل نصر الله: "إذا كنا لا نلتقي جبريل فكيف يمكن التعاطي مع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والكل يعرف من بيده قرار هذا السلاح· وفتحت مسألة زيارة السنيورة الى دمشق، الباب الى معاودة مناقشة العلاقة بين لبنان وسوريا ومسألة مزارع شبعا وغيرها من الملفات، وأكد جنبلاط على ضرورة تثبيت لبنانية هذه المزارع للدخول في موضوع سلاح المقاومة، فرد نصر الله بأن مسألة التثبيت تبدأ بالأمم المتحدة وليس بسوريا، وكرر مطالبة المتحاورين: "قولوا لنا ان المزارع ليست لبنانية ونحن مستعدون لوقف المقاومة، أما بخصوص السلاح فإنه يبحث من منطلق الاستراتيجية الدفاعية للبنان"· وحسب مصادر المجتمعين، فإن العتاب المتبادل وتوضيح المواقف أخذ من المتحاورين ساعة ونصف ساعة من الكلام، فيما لم يستغرق موضوع السلاح الفلسطيني اكثر من نصف ساحة، وكذلك الامر بالنسبة الى زيارة دمشق· اما الملف الرئاسي فلم يأخذ اكثر من ساعة، وقد انتهى النقاش فيه، عندما اقترح جعجع اقفال هذا الملف طالما لم نتفق عليه والانتقال الى بحث سلاح المقاومة، فرفض العماد ميشال عون بشدة متسائلا عن السبب، فرد جعجع قائلا لانكم لا تريدون ذلك· وهنا تدخل الرئيس بري طالبا رفع الجلسة· وسبق هذا النقاش، سؤال طرحه عدد من المتحاورين عن السبب في عدم الدخول في موضوع الاسماء· وطلب هؤلاء طرح اسماء المرشحين على الطاولة لنتفق على مرشح، لكن احدا لم يتفوه بكلمة· فسأل النائب غسان تويني الجالسين عما اذا كانوا يخجلون من طرح الاسماء، فأجابه النائب بطرس حرب: الأسماء معروفة، فهذه الطاولة ليست لإعلان الترشيحات، إنها للحوار، فهناك مرشحون كثر من بينهم أنا ونائلة معوض ونسيب لحود· وتدخل النائب ايلي سكاف فأشار الى ان المرشح الوحيد والقوي لرئاسة الجمهورية هو العماد ميشال عون· وتحدث جعجع فقال فلنبحث في موضوع الرئاسة بالمبادئ والمواصفات فإذا توصلنا من الآن وحتى آخر الشهر الى اتفاق نكون قد توصلنا وإذا لم نتوصل إلى اتفاق ننتقل إلى الموضوع الآخر وهو سلاح المقاومة· فرد سكاف لماذا نغرق في تمييع المواقف من الرئاسة، ولماذا لا نتكلم بصر
احة، أنتم فريق 14 آذار طرحتم أربعة اسماء على البطريرك صفير فيها اسم العماد عون، فلماذا تتهربون من طرح الاسماء على طاولة الحوار تفضلوا وقولوا من هي الاسماء التي طرحتموها على البطريرك· فرد جعجع: دع البطريرك على الحياد، فلماذا نزج اسمه في رئاسة الجمهورية فهو لا يتدخل ويعتبر كل المرشحين ابناءه، دعونا نتفق على موضوع الرئاسة من حيث المبدأ· سكاف: ما زلتم تناورون على الاسماء، فنحن نعرف ان هناك مرشحين موجودين على الطاولة فتفضلوا وقولوا انهم مرشحون للرئاسة ساعتئذ نكون قد بدأنا في بحث ملف رئاسة الجمهورية· وعاد حرب الى الكلام وقال: "صحيح ان المرشحين معروفون، ولكن لماذا ندخل البطريرك في الأسماء؟ فرد سكاف: ما دامت الاسماء معروفة لماذا لا يعلن عنها· حرب: صحيح إنهم معروفون وأنا واحد منهم، لكن موضوع الرئاسة وجد ليبحث على الطاولة وبحسب المعلومات فإن النائب تويني اقترح ان يتقدم عشرة نواب باسم مرشح للرئاسة يتم التوافق عليه، إلا ان هذا الاقتراح قوبل بالرفض· وهنا أبلغ الرئيس بري المتحاورين انه بصدد السفر إلى كل من تركيا وإيران وأن هناك عطل اعياد مقترحاً تحديد موعد للجولة السادسة من الحوار فارتُئي تحديد الموعد في الثامن والعشرين من الشهر الحالي على أن تخصص هذه الجلسة لحسم موضوع رئاسة الجمهورية سلباً أو إيجاباً.
ـ الشرق ـ
قالت "الشرق" انه كما كان متوقعاً لم يتقدم الموضوع الرئاسي أي خطوة نحو الحل خلال جلسة الحوار الخامسة امس، فحدد موعد الجلسة المقبلة في الثامن والعشرين من نيسان الجاري ليكون الحسم "سلباً ام ايجاباً" بحسب ما اعلن مدير الحوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وحتى هذا الموعد، ينتظر ان يعكف المعنيون بالتغيير الرئاسي على بحث السبل الكفيلة بايصالهم الى مبتغاهم، عبر تكثيف اللقاءات والاتصالات في الداخل والخارج للدفع في هذا الاتجاه، ومحاولة التوصل الى مرشحين توافقيين محلياً واقليمياً ودولياً، علماً ان مقربين من الرئيس اميل لحود بدأوا بالترويج لفكرة المساكنة بينه وبين معارضيه حتى انتهاء الولاية. وكانت جلسة الحوار التي حضرها جميع قيادات الصف الأول، والتحق بهم النائب غسان تويني الذي غاب عن الجلسات السابقة لدواع صحية، عقدت في أجواء هادئة، وبدأت بطرح الموضوع الرئاسي، وتحدث رئيس "الكتلة الشعبية" ايلي سكاف الذي خاطب "فريق 14 آذار" بالقول "مرشحنا اصبح معروفاً، وهو اعلن ذلك مراراً (يقصد النائب ميشال عون)، قلتم انكم مع البطريرك (الماروني نصر الله) صفير في هذا الموضوع، اطرحوا لنا الأسماء". فقال تويني "هل انتم تستحون من طرح الأسماء؟" فأجاب النائب بطرس حرب "انا مرشح، ويعرف الرأي العام من هم المرشحون". ثم تم الانتقال الى موضوع المقاومة، فكرر النائب وليد جنبلاط ان مزارع شبعا ليست لبنانية ويجب تثبيت هويتها، وتناول مع آخرين موضوع المقاومة وعملياتها، فرد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله بأن هذا الامر يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية وبحماية لبنان، وسأل "من يرد العدوان الاسرائيلي في حال حصوله؟". وأخذ الكلام بري مؤكداً لبنانية مزارع شبعا، وان لا ضرورة للعودة الى الوراء طالما ان الموضوع تم بحثه في الجلسات السابقة وحسم. وهنا اقترح جنبلاط ان تدمج المقاومة بالجيش، لكن هذا الاقتراح لم يلق اي اهتمام. وأثار نصر الله ما جرى في قمة الخرطوم، وتداعياته في جلستي مجلس النواب والوزراء الأخيرتين، فرد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة موضحاً موقفه، ثم شرح بري وجهة نظره، وقال للسنيورة "ان ما حدث في جلسة مجلس النواب كان من اجل توضيح موقفك، وأنا تحدثت عن ثوابت اربع يعرفها الجميع، لذلك يجب الا يثير هذا الموضوع اي حساسية". وجرى عتب حول بعض المواقف التي اطلقت خلال الاسبوع الماضي، حيث تم توضيحها. وفي هذا السياق، عاتب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع السيد نصر الله لقوله "ان من يريد نزع سلاح المقاومة بالقوة سنقطع يده ورأسه وننزع روحه" وسأله "اذا كان هذا الكلام موجهاً الى الداخل وأنت القائل ان سلاح المقاومة لن يوجه الى الداخل". واجاب نصر الله بالقول "ان سلاح المقاومة لم ولن يوجه الى الداخل، واذا اعتبر البعض ان هذا الكلام موجه اليه فهذا يعني ان هذا البعض يشعر بالذنب او انه ارتكب خطأ". بعد ذلك طرح جنبلاط وجعجع موضوع زيارة الأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة احمد جبريل الى بيروت، واعتبر جعجع ان الحديث عن السلاح يجب ان يتم مع "منظمة التحرير الفلسطينية"، فكان الجواب ان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الذي يتم الحديث عنه عائد في معظمه الى الجبهة الشعبية - القيادة العامة. ثم طرح موضوع زيارة الرئيس السنيورة الى دمشق وضرورة بحث هذه الزيارة والملفات التي ستطرح خلالها في مجلس الوزراء. اضافت "الشرق" انه بعد الجلسة عقد بري مؤتمراً صحافياً اعلن فيه استئناف الحوار يوم الجمعة في الثامن والعشرين من الجاري الساعة الخامسة بعد الظهر "لحسم موضوع رئاسة الجمهورية سلباً ام ايجاباً لننتقل الى الموضوع الأخير المتعلق بسلاح المقاومة". وعزا بري سبب هذه الفترة الطويلة الى الأعياد وسفره الى تركيا وايران للمشاركة في مؤتمرات برلمانية وسفر بعض اركان الحوار. وأكد بري انه سواء كان الموقف من رئاسة الجمهورية "اتفاقاً او عدم اتفاق لن يؤثر على بقية بنود الحوار" موضحاً "اننا لا نزال في حاجة الى البحث في هذا الموضوع (الرئاسة) ويمكن ان يأتي الفرج بين ساعة وساعة". ورداً على سؤال اكد بري احترامه للرئيس السنيورة، ناصحاً "المزايدين ان يخيطوا بغير هذه المسلة". وبعد خروجهم من المجلس النيابي، توجه النائب عون وجعجع والنائب ستريدا جعجع الى احد مطاعم وسط بيروت حيث عقدوا خلوة فيما بينهم. من جهته، عرض وزير الاتصالات مروان حماده نماذج عن مذكرات جلب مرسلة من محكمة بداية الجزاء في دمشق بحقه وحق جنبلاط والاعلامي فارس خشان. وأوضح حماده ان هذه المذكرات "لم تصلنا رسمياً، لكن وصلتنا بطرقنا الخاصة" مشيراً الى انه سيضعها بتصرف لجنة التحقيق الدولية" على انها ايضاً مذكرات تهديد جديدة في حق شخصيات لبنانية. في غضون ذلك، صعد الرئيس لحود حملته ضد "قوى 14 آذار" ورأى "ان اي تعطيل لعمل مجلس الوزراء، لأي سبب كان، يتحمل مسؤوليته الفريق الذي يواصل افتعال الأزمات الواحدة تلو الأخرى، غير آبه بما يس
ببه ذلك من نتائج سلبية على كل الأصعدة"، معتبراً "ان لا امكانية لأحد بتجاوز دور المؤسسات الدستورية والقيمين عليها، الأمر الذي يفرض تعاطياً موضوعياً وواقعياً مع هذه الحقيقة التي تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم". على صعيد آخر، دخل اتفاق الشراكة اللبنانية - الأوروبية حيز التطبيق امس، ولهذه الغاية عقد الرئيس السنيورة وسفير الاتحاد الأوروبي باتريك رينو مؤتمراً صحافياً في السراي الكبيرة بحضور عدد من الوزراء والفعاليات الاقتصادية والمصرفية. وأكد السنيورة ان "هذه المناسبة تشكل خطوة اضافية على طريق نمو الشراكة بين لبنان وأوروبا على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية والتجارية". وأكد "اننا ملتزمون كلياً في التحضير لأول جولة من المفاوضات حول برنامج عمل لبنان في اطار سياسة الجوار"، لافتاً الى "ان جوهر سياسة الجوار ينص على اضطلاع الاتحاد الأوروبي بدور طليعي في دعم السلام والعدالة بين شعوب المنطقة". وأكد السنيورة ان اتفاق الشراكة يمكّن لبنان من التلاؤم مع المتغيرات"، مشيراً الى "ان هذه الفرصة ستمكن لبنان ايضاً من لعب دور اساسي لطالما لعبه على مدى العقود الماضية في هذا العيش المشترك، وفي ايجاد مساحة من الحوار والتطور بما يخدم العلاقات التاريخية التي تربط المنطقة العربية مع اوروبا". من جهته، اكد رينو ان "اتفاق الشراكة الأوروبية - اللبنانية يؤكد ان اوروبا يجب ان تبقى الشريك المتميز للبنان، وان لبنان في حاجة، اكثر من اي وقت مضى في تاريخه، الى تحديد الاصلاحات السياسية والاقتصادية وتطبيقها كي يتكيف مع محيطه الجديد ويبني استقراراً مستداماً". وكانت مداخلة رئيس اتحاد الغرف الوزير السابق عدنان القصار الذي رحب بالحوار الوطني لكنه طالب بأن يكون له حدود وان لا نضع الوسط التجاري رهينة له "لأن لا موسم تجارياً من دون الوسط التجاري". وشدد القصار على ضرورة ارساء هدنة اعلامية مع الحوار "لأن الكلام في الداخل شيء وفي الخارج شيء آخر، يجب ان ننتهي من المزايدات وتلزمنا امور جدية والا فالاقتصاد في خطر". وسأل القصار السنيورة "انت تهيىء لمؤتمر بيروت - 1 فكيف سينجح هذا المؤتمر في الأجواء الراهنة". ووعد السنيورة بنقل وجهة نظر القصار الى المتحاورين، متمنياً "على الجميع الاقلال من العبارات الصدامية التي ليس لها داع".
ـ البيرق ـ
قالت "البيرق" , لقد دخل الحوار الوطني في ما يشبه مرحلة تقييم محفوفة بشيء من الانتظار فرضتها, على ما يبدو , عملية التقاء مصالح بين المتحاورين تقضي بان ينتظروا الآتي من المبادرات والتحركات العربية والدولية خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة . وبناء على هذه المعطيات , توافق المتحاورون على تعليق جلساتهم الى 28 من الجاري , وكل ينتظر خلال هذه الفترة تولد عناصر تدعم طروحاته . لكن هذا التعبيق كشف التعقيدات التي ينطوي عليها موضوع رئاسة الجمهورية وهي تعقيدات كان الرئيس بري قد اشار اليها , مرارا , عندما وصف هذا الموضوع بانه كله عقد تبدأ من عدم وجود مرشح توافقي لدى المتحاورين وعدم وجود الوسائل الدستورية التي من شأنها ان تجيز اجراء التغيير الرئاسي . وعلمت "البيرق" ان جلسة الحوار كانت هادئة على رغم غوصها في الموضوع الرئاسي , وذكرت المصادر انه لم يكن هناك توجه للدخول في الأسماء لدى اي من الاطراف . وفي اطار البحث عن المعالجة للازمة اللبنانية , علمت "البيرق" ان الرئيس حسني مبارك سيزور دمشق قبل العشرين من الشهر الجاري مستبقا زيارة الرئيس شيراك للقاهرة من اجل البحث مع المسؤولين المصريين في الشأن اللبناني . هذا على صعيد الحوار , اما بالنسبة الى المجالات الاخرى , فيعقد مجلس الوزراء جلستين هذا الاسبوع , الاولى استثنائية غدا بدل يوم امس لمناقشة واقرار الاصلاحات الاقتصادية الخاصة بمؤتمر بيروت لدعم لبنان اقتصاديا وماليا والثانية عادية تعقد الخميس تخصص لدرس واقرار جدول اعمال عادي . الى ذلك اعتبر الرئيس لحود ان اي تعطيل لعمل مجلس الوزراء لاي سبب كان يتحمل مسؤوليته الفريق الذي يواصل افتعال الازمات الواحدة تلو الاخرى , غير آبه بما يسببه ذلك من نتائج سلبية على كل الاصعدة , مشددا على ضرورة ان تعالج الحكومة شؤون وحاجات اللبنانيين الضاغطة . من ناحية ثانية يعود امين عام المجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري غدا الاربعاء من دمشق ناقلا معه الاجوبة عن الورقة اللبنانية والتي على ضوئها ستتقرر زيارة الرئيس السنيورة لدمشق لاجراء محادثات مع نظيره السوري والاتفاق عليها , على ان يدعى المجلس الاعلى اللبناني - السوري للانعقاد برئاسة الرئيسين لحود والأسد ويحضرها رئيسا الحكومة في البلدين الى جانب وزراء الدفاع والخارجية والمال والاقتصاد في كلا البلدين من اجل اتخاذ قرارات تتعلق بتحديد مزارع شبعا وتثبيت لبنانيتها , رسم الحدود بين لبنان وسوريا , تبادل التمثيل الدبلوماسي, معالجة قضية الاسرى والمعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية , وكذلك المفقودين والمعتقلين السوريين في لبنان.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018