ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الأربعاء 5 نيسان/ أبريل 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير" إن البلاد خرجت من دائرة "الحوار المعلّق"، لتدخل اعتباراً من اليوم في دوامة الورقة الإصلاحية الممهدة لمؤتمر بيروت 1، والتي يبدو انها ستشكل مادة خلافية بين القوى السياسية، انطلاقاً من البنود "الموجعة" التي تتضمنها وتطال مختلف الفئات، في وقت بلغت فيه الازمة المعيشية حدا لا يحتمل الانتظار. فالضرائب الجديدة والفوائد والخصخصة ورفع الدعم عن المحروقات وبعض الزراعات وإصلاح الكهرباء والضمان الاجتماعي وتجميد الاجور وغيرها من البنود التي تشملها هذه الورقة، كلها عناوين حساسة تستحق إعادة النظر بها، لكنها عناوين شكلت في الماضي وتشكل الآن محطات تستولد الكثير من الصراعات السياسية، خصوصا اذا كانت الطبقات الفقيرة والمتوسطة سيجري تحميلها مزيدا من الاعباء التي تنوء اصلا بحملها الحالي. وفي حين يؤكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة "الانفتاح لمناقشة اي بدائل تطرح علينا"، بدا واضحاً أن مختلف القوى خارج فريق الاغلبية، تأهبت للمواجهة "الايجابية" ومناقشة هذه الورقة بكل بنودها، ويفترض ان تكون ساحة مجلس الوزراء اعتباراً من اليوم الميدان الرئيسي لهذا النقاش. وأشارت مصادر قصر بعبدا و"حزب الله" و"أمل" و"التيار الوطني الحر" وقوى أخرى، الى أن لديها الكثير من الملاحظات على هذه الورقة وستجري مناقشتها بـ"المفرق" لا بالجملة. وعلم ان الحكومة ستخصص أكثر من جلسة للبرنامج الاصلاحي، بينها جلسة خاصة بصندوق الضمان الثلاثاء المقبل. كما تجري اتصالات بين الرئيس السنيورة
و"حزب الله" وحركة "امل" تحضيراً لاجتماع يخصص لدراسة اوضاع "أليسار" والمنطقة التابعة لها والمشاريع التي يمكن القيام بها في هذه المنطقة. وقال الرئيس السنيورة لـ"السفير" ان جلسة مجلس الوزراء اليوم مخصصة لمناقشة الورقة الاصلاحية، مشيراً الى ان موعد مؤتمر بيروت 1 لم يحدد بعد بانتظار التوافق الداخلي، وهو يمكن تحديده خلال اسابيع قليلة بعد التوافق على البرنامج الاصلاحي من قبل المسؤولين في لبنان، حتى لا يتكرر ما حصل بعد مؤتمر باريس 2. وأكد السنيورة ان الورقة التي ستناقشها الحكومة عرضت مع مختلف الهيئات الاقتصادية والنقابية والخبراء والقطاع المصرفي، وقد "أخذنا ببعض الملاحظات المطروحة من قبل بعض الهيئات، غير اننا نجد أن الخطوات المقترحة لا بدائل لها حتى الآن لإجراء العملية الاصلاحية". وإذ لم يستبعد السنيورة حصول مناقشات واسعة حول الورقة، نفى علمه بوجود محاولات ظاهرة للتعطيل السياسي للبنود الاصلاحية، مؤكداً "انني منفتح لمناقشة اية بدائل تعرض علينا من اي طرف أتت، من دون التفريط بالفرصة المتاحة أمامنا لإجراء العملية الاصلاحية التي يحتاج إليها لبنان للنهوض من ازمته المالية والاقتصادية". واعتبر السنيورة، رداً على سؤال، ان خطوات زيادة الايرادات وتقليص النفقات امر اساسي لتقليص العجز في الموازنة وتقليص كلفة الدين العام، وان خطوة الخصخصة لا رجوع عنها كعملية اصلاحية، وكمورد لتقليص كلفة وأساس المديونية العامة. وشدد على ان البنود الاصلاحية هي في متناول الناس والمجتمع الذي يعرف ان التأخر في اي خطوة يزيد الكلفة على المجتمع. وكشف السنيورة رداً على سؤال آخر حول تأثير الإجراءات المطروحة على الوضع الاجتماعي أن "هناك تعديلات تجري دراستها على الشق الاجتماعي في الورقة، بما يؤمن تحسين التقديمات وتخفيف الهدر، ويحقق توفيراً على المواطنين في النفقات الاجتماعية، وكذلك يؤمن توحيد التقديمات ومعاشات التقاعد والحماية الاجتماعية". وحول رفض المصارف اقتراح إلزامها المساهمة بمبلغ 4 مليارات دولار عن طريق الاكتتاب بسندات الخزينة بفائدة صفر بالمئة لمدة معينة، كما حصل لإنجاح مؤتمر باريس 2، قال السنيورة: "الكل يريد الاصلاح، ولكن كل واحد يحيل القضية على الآخر. فعملية الاصلاح هي مساهمة الجميع، ولكن الكل يقول ان القصة عند غيره". وخلص السنيورة الى القول ان قضية الضمان الاجتماعي لن تبحث ضمن مناقشة الورقة الاصلاحية، وإنما في اجتماع خاص يوم الاثنين او الثلاثاء المقبلين. وكشف السنيورة ايضاً عن تحضيرات لعقد اجتماع اولي لوزراء الدول المانحة في نيويورك، نافياً عقد اجتماعات مماثلة في باريس، وقال ان موعد زيارته الى نيويورك لم يحدد بعد. من جهته، قال رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور فرانسوا باسيل لـ"السفير": لقد سبق للمصارف ان رفضت خلال مناقشة مضمون الورقة الاصلاحية اية مساهمات شبيهة بما حصل بعد باريس 2، اي شراء سندات خزينة بفائدة صفر في المئة بمبلغ 4 مليارات دولار، نظراً لخطورة الخطوة على القطاع الذي سيخسر بالتأكيد. وأضاف: "ابلغت رئيس الحكومة، في حضور حاكم مصرف لبنان، أنه لا أحد يستطيع إرغام المصارف على خطوات من هذا النوع، باعتبار ان المصارف عندما ساهمت في باريس 2 بمبلغ 4 مليارات بفائدة صفر، كانت تحمل سندات بأحجام كبيرة وبفوائد تصل الى حوالى 16 و14 في المئة، وبالتالي كانت مساهمتها ممكنة، مراعاة للوضع المالي ومساعدة في العملية الاصلاحية التي لم تحصل، ومن دون تأثير كبير عليها وعلى ودائع القطاع". وكشف باسيل ان المصارف اعترضت على موضوع زيادة الضرائب على الفوائد من 5 الى 7 في المئة، محذرة من انعكاس ذلك على الودائع، باعتبار ان المصارف الاقليمية والعربية بدات تدفع فوائد على الدولار، قريبة من نسب الفوائد التي تدفعها المصارف في لبنان. ورداً على سؤال آخر حول مدى مساهمة المصارف، قال باسيل: "نحن مستعدون للمساعدة في عملية الاصلاح بإجراء الخصخصة وتمويل عملية المشاريع التي تحتاج إلى إصلاح، والدخول في مساهمات مباشرة او غير مباشرة في قضية تخصيص بعض المؤسسات والمصالح المستقلة". وجدد باسيل باسم القطاع المصرفي رفض عملية الاكتتاب بسندات بصفر في المئة، محذراً من عملية استفراد بعض المصارف في مثل هذه العملية، بعدما ترددت معلومات عن محاولات للبحث في الضغط على القطاع المصرفي لتكرار تجربة باريس 2. وتابعت "السفير" تسأل : ماذا في ابرز عناوين الورقة التي ستكون موضع نقاش داخل مجلس الوزراء اليوم؟ 1 التصحيح المالي: يركز محور التصحيح المالي على بندين أساسيين هما: تقليص النفقات والعجز في الموازنة عن طريق إلغاء بعض المؤسسات ووقف النفقات غير المجدية، وهو شعار لم تنجح الحكومات المتعاقبة في تنفيذه طوال السنوات الماضية نتيجة الخلافات السياسية. وتركز الورقة على وقف الهدر ومكافحة الفساد، إعادة النظر في الرواتب والامتيازات في بعض المؤسسات بما فيها النواب والاسلاك العسكرية، والهدر المتصل باستهلاك البنزين
وتكاليف الاتصالات في القطاع العام. زيادة الإيرادات عن طريق الضرائب والرسوم. إصلاح مؤسسة الكهرباء: وتقضي الاقتراحات بتغيير الإدارة لتحسين الفعالية، وتزويد معامل الطاقة بالغاز. وهذه التدابير لن تكفي لتقليص العجز البالغ حوالى 800 مليون دولار في نهاية العام 2005، والمرجح ان يصل الى حوالى مليار دولار في حال استمرار ارتفاع اسعار النفط العالمية. وطبيعي ان تترافق هذه الخطوة مع مضاعفة تعرفة الكهرباء باعتبارها مدعومة حالياً بنسبة تفوق الضعف، بين كلفة الانتاج وأسعار البيع. وهذا احد اقتراحات صندوق النقد الدولي بإعادة التوازن المالي عن طريق تعزيز الجباية البالغة حالياً حوالى 59 في المئة نتيجة الهدر والسرقة على الشبكات. وهذا الامر لا يمكن لفئات الشعب تحمله في ظل الظروف المعيشية الخانقة، وتوقف زيادات الاجور منذ العام 1996 وحتى اليوم. 2 في موضوع الضرائب: تحمل الورقة في موضوع الضرائب جملة تعديلات كانت نقاطاً خلافية وموضع اعتراض من قبل الهيئات الاقتصادية التي ترفض اية زيادات جديدة للضرائب. وقد اعلنت ذلك الهيئات وجمعيات التجار والصناعيين، اضافة الى الاتحاد العمالي العام، وكانت مقترحات الهيئات كما تقول اركانها ان تعمل الدولة على تعزيز الجباية من المؤسسات والمكلفين الحاليين والمكتومين، ما يؤمن نحو 700 مليار ليرة من الايرادات الاضافية قبل زيادة الضرائب. وأبرز عناوين الضرائب المقترحة هي:
1ـ زيادة الضريبة على الفوائد من 5 إلى 7 في المئة بدءا من نيسان الحالي. رفع معدلات الضريبة على أرباح الشركات من 15 إلى 20 في المئة مع إلغاء ضريبة ال10 في المئة على توزيع الارباح في العام 2007، وهي امور لن تحصل في مواعيدها لأنها تحتاج الى قوانين. زيادة الضريبة على القيمة المضافة من 10 إلى 12 في المئة في العام 2006 وإلى 15 في المئة اعتباراً من العام 2008. رفع الدعم عن البنزين تدريجا وصولا إلى تحريره في 2008، وتعني هذه الخطوة ان سعر صفيحة البنزين سيصل الى حوالى 32 الف ليرة على أساس الاسعار العالمية للنفط حالياً وعلى اساس الضريبة السابقة والرسوم التي كانت تتقاضاها الدولة. وكذلك هو الامر بالنسبة لأسعار المازوت الذي تقارب أسعاره كلفة البنزين وهو معفى من الضريبة.
2ـ مساهمة القطاع المصرفي: شراء المصارف سندات حكومية بقيمة 4 مليارات دولار لـ3 سنوات بفائدة صفر في المئة مما يوفر 200 إلى 300 مليون دولار سنويا، وهذا امر يرفضه القطاع المصرفي او انه لا يقبل مناقشته مع الدولة سواء حصل مؤتمر بيروت أو لم يحصل.
3ـ خصخصة قطاع الخلوي: بالنسبة لقطاع الهاتف الخلوي وخصخصة قطاع الاتصالات، تقضي الورقة بإجراء استدراج عروض نهاية أيار 2006 وإعلان الفائزين نهاية حزيران. وهذه مشكلة لها اكثر من جانب سياسي واقتصادي ومالي. فعلى الصعيد السياسي هناك ملفات يحضرها اكثر من فريق يرفض الخصخصة شكلاً ومضموناً، ويفضل الابقاء على خصخصة الادارة. وهناك تلمحيات صدرت عن حزب الله وغيره من الاطراف السياسية القريبة له حول شكل الخصخصة وطريقة التلزيم والمشاركة. وثمة جهات تشكك في مصداقية أداء الوزارة الحالية، باعتبار ان آلية الخصخصة تفترض التعاقد مع مصارف دولية لتسويق دفاتر الشروط، وتحديد الشركات المقبولة فيما لم تعيّن الهيئة الناظمة لقطاع الاتصالات حتى الساعة، نتيجة الخلافات السياسية. وهناك نقطة اخرى اقتصادية مالية عالقة تتعلق اولاً بضمان مستقبل العاملين في القطاع، فضلا عن مشكلة المتوجبات على الدولة للشركات السابقة من جراء التحكيم، لا سيما شركتي "ليبانسيل" و"سيليس"، بمبالغ تصل الى اكثر من 500 مليون دولار، سُوي جزء منها والباقي يمكن ان يعطل اي عملية للخصخصة في حال عدم المصالحة مع "ليبانسيل" التي لها اكثر من دعوى بعدما ربحت التحكيم.
4ـ الإصلاحات الاجتماعية: تشمل هذه الإصلاحات توحيد الصناديق الضامنة بحدود العام 2007، واعادة النظر بتقييم دعم القمح والسكر والتبغ، وإعادة النظر بهذا الدعم الذي تعتمد عليه قطاعات واسعة من المزارعين الباحثين أساساً عن زراعات قابلة للتصدير، وهي تشكو تراجعاً في حجم الصادرات الزراعية يصل الى اكثر من 10 في المئة سنويا، على امل اقتراح بدائل مع نهاية 2006، وهذا امر غير متيسر من حيث الوقت والقدرة. 5ـ إصلاح الأنظمة التقاعدية: يتضمن هذا البند:
أ ـ إغلاق أنظمة التقاعد الحالية في الخدمة المدنية والعسكرية أمام الموظفين الجدد، لينضموا إلى نظام التقاعد الجديد الموحد.
ب ـ تحديد المعاش التقاعدي في النظام الجديد ب50 و60 في المئة من اساس الراتب، مع زيادة الاشتراك من 8,5 في المئة يدفعها صاحب العمل (لفرع نهاية الخدمة) حالياً، إلى 17,5 في المئة موزعة بين 12,5 في المئة على صاحب العمل و5 في المئة على العامل. ويعني هذا التوجه إلغاء نظام التعويضات في نهاية الخدمة وإلغاء تعويضات الصرف في القطاع العام وزيادة الاشتراكات على اصحاب العمل، لقاء تسوية في شأن المبالغ المتراكمة لفرع نهاية الخدمة، وهي تقدر بآلاف المليارات من الليرات وإحالتها الى نظام التقاعد والحماية الاجتماعية من دون ان تحدد الدولة مساهمتها في الفرع الجديد، وهو امر خلافي كبير بين القطاعات العمالية والموظفين مع الدولة.
موقف بعبدا
في هذا الوقت ذكرت مصادر رئيس الجمهورية اميل لحود الذي سيرأس جلسة اليوم انه "سيقدم مقاربات إيجابية للمشروع الاصلاحي، لأنه مؤيد لأي خطوة اصلاحية ادارية او اقتصادية، الا انه سيطرح استفسارات حول الآليات التنفيذية لبعض المشاريع المقترحة، مثل الخصخصة ومكافحة الفساد ووقف الهدر، لأن الورقة تتضمن عناوين عامة تحتاج إلى توضيحات، كما ان لرئيس الجمهورية رؤيته للإصلاح وسيطرحها للبحث، ومنها السير مثلا في مشروع وسيط الجمهورية الذي اقر ولم ير النور، وستكون ملاحظاته مستوحاة ايضاً من ردورد فعل الاطراف المعنية". وأكدت المصادر ان الرئيس لحود ذاهب الى الجلسة بروحية التفاعل الايجابي لا التعطيل او افتعال مشكلة. على صعيد آخر، علمت "السفير" ان الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري التقى في دمشق امس الاول، نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ونقل إليه مقترحات الرئيس السنيورة لجدول الاعمال المقترح للقاء بين الجانبين اللبناني والسوري، وتقرر درس هذه المقترحات وتزويد خوري بالرأي السوري حولها، واقتراحات سوريا لجدول الاعمال خلال اليومين المقبلين، وهو الامر الذي يستدعي بقاء خوري في دمشق.
ـ الديار ـ
في افتتاحية "الديار" سلسلة أسئلة : إلى اين ذاهبة هذه الحكومة، وكيف تطلب استقالة رئيس الجمهورية في حين انه هو الذي وقع على مرسوم تشكيلها؟ هل الحكومة صالحة للبحث في استقالة الرئيس لحود، ام انها هي التي يجب ان تستقيل؟ هل يستطيع الرئيس لحود ان يقدم استقالته للرئيس السنيورة الذي ذهب الى الخرطوم لاقناع القادة العرب بتنحيته على هامش القمة؟ وهل يعقل ان يقدم الرئيس لحود استقالته الى الوزير مروان حماده الذي وقف ليقول له في مجلس الوزراء انهم لن يحضروا جلسة ستكون برئاسته؟ اما لجهة الورقة الاصلاحية التي اعدها الرئيس السنيورة، والتي قبل مناقشتها في مجلس الوزراء اليوم لاقت رفضاً قاطعاً من العمال والطلاب والاساتذة، فاذا بها تهدد مصالح الناس وارزاقهم وتزيد عليهم الضرائب والرسوم وتبيع ممتلكات الدولة وأقل ما يقال فيها ان عنوانها الإصلاحي لا ينطبق على مفاعيلها عند التنفيذ. فعلى الحكومة التي تعول على الورقة الاصلاحية ان تحل قبل ذلك خسارة المليار دولار في الكهرباء، وعليها قبل ان تسعى الى عقد مؤتمر بيروت ان تحل الازمة المعيشية والاقتصادية للناس بدل زيادة الضرائب والرسوم عليهم، ويبدو ان مؤتمر بيروت 1 سيكون نهاية بيروت ونهاية لبنان من خلال سياسة الحكومة المتبعة. والسؤال المطروح: من استعجل الورقة الاصلاحية في ظل هذه الاجواء فأزمة الحكم موجودة والدول الداعمة للبنان لا يمكنها تقديم اية مساعدة قبل رؤية الحلول على صعيد الوضع السياسي؟ لذلك، فان التحرك الشعبي سيكون كبيراً فالعمال سيرفضون وسينزلون الى الشارع، والقطاع التربوي الرسمي اعلن اضرابا تحذيرياً يوم غد الخميس، والهيئات الاقتصادية تحذر من انفلات الوضع وتدعو لعرض الورقة الاصلاحية عليها، والشارع سيكون عرضة لأي اضطرابات تحدث جراء التظاهر والاضراب. من ناحية ثانية، فقد حدد الرئيس نبيه بري تاريخاً لنهاية البحث بموضوع رئاسة الجمهورية وهو 28 نيسان الحالي، وهناك فريقان احدهما يقول ان رئيس الجمهورية باق والاخر يعتقد انه يجب ان يستقيل، والمرشحون للرئاسة مثل نسيب لحود وبطرس حرب وميشال اده وغطاس خوري بدأوا يتحضرون لمعركة رئاسة الجمهورية، فهل هذا التاريخ جدي، ام انه فولكلور لتقطيع الوقت؟ فمجلس النواب يجب ان يكون للبحث السياسي للحوار، اما الحكومة فيجب ان تكون بعيدة عن السياسة وتهتم بأمور البلاد والمواطنين. الى ذلك، فقد اصبح فريق 14 آذار وكأنه يريد تقرير سياسة البلاد، مع انه في كل يوم تراه منقسماً حتى على ذاته واصبح 14 شباط، فيوماً يرفضون لقاء احمد جبريل القادم من دمشق للبحث في السلاح خارج المخيمات، وفي اليوم الثاني نرى احمد جبريل يلتقي سعد الحريري وقيادات اخرى، فكيف حصلت اللقاءات وماذا جرى لكي يرفضوا في البدء ثم يقبلوا؟ البلاد في ازمة حقيقية وهي في واد والورقة الاصلاحية في واد آخر، والضرائب اتية على الناس لإفقارها وتجويعها، وفريق 14 آذار يفكر بتنحية الرئيس لحود، مع العلم ان الحلول الدستورية مستحيلة لا بل معدومة. وتابعت "الديار" تقول ان الاستراحة التي اعطاها المتحاورون لأنفسهم قبل العودة لمناقشة موضوع رئاسة الجمهورية في 28 الجاري لن تكون هادئة بسبب «الورقة الاصلاحية " التي يندفع بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليوم الى مجلس الوزراء، والتي يتوقع ان تؤدي الى تطورات وتحركات شعبية ونقابية بدأت ملامحها تظهر مع اعلان قطاع التعليم الرسمي الابتدائي والثانوي والجامعي الاضراب غدا احتجاجا على هذه الورقة. ومن المقرر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية اليوم لمناقشة هذه الورقة التي تتضمن بنودا اقتصادية ومالية عديدة منها ما يتعلق بالخصخصة، ومنها ما يتعلق بزيادة الضرائب والتعاقد الوظيفي، وتغيير نظام التعاقد. وعشية الجلسة قالت مصادر مطلعة ل«الديار " ان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الذي يترأس الجلسة لديه استفسارات واستيضاحات حول الورقة التي تضمنت عناوين وغابت عنها الآلية والمنهجية التي ستعتمد في تطبيق هذه العناوين، علما ان مقاربته للموضوع ستكون من زاوية ايجابية لضرورة اصلاح صحيح. وستركز استيضاحات لحود على وقف الهدر ومكافحة الفساد وان ملاحظاته مبنية في ضوء دراسة هذه الورقة آخذة بعين الاعتبار الملاحظات التي ابداها عدد من السياسيين والهيئات الاقتصادية والنقابية التي يجب ان تكون شريكة في هذه الخطوات المعتمدة والتي لا بد من أخذ ملاحظاتها بعين الاعتبار. وسألت «الديار " مساء احد الوزراء عن الجلسة فقال اننا ذاهبون الى مجلس الوزراء لمناقشة الورقة التي اعدها رئيس الحكومة وفريق عمله، وستكون المناقشة معمقة وبندا بندا. وقال رداً على سؤال ان النقاش يحتاج الى وقت طويل ما يعني أن الجلسة ستطول او سيصار الى عقد جلسة أخرى. واوضح المصدر انه يفترض أن تناقش الورقة مع الهيئات النقابية والاقتصادية قبل اقرارها في مجلس الوزراء لأخذ رأي هذه الهيئات المعنية، وانه ليس على اطلاع ك
اف حول الورقة المطروحة اليوم على مجلس الوزراء. ومساء اتصلت «الديار " ايضا برئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن الذي حمل بشدة على «الورقة الاصلاحية، وقال ان الاتحاد يتعاطى مع الامر حتى الآن على ان هذه الورقة لم تتبلور ولم تصبح ورقة للحكومة. وفي كل الأحوال فإن الاتحاد العمالي والهيئات النقابية ستنزل الى الشارع في حال اقرت الورقة المذكورة لانها ضد الناس، وهذا الأمر غير مسموح المزاح حوله. وكان الاتحاد أصدر نهار أمس بيانا طالب فيه الحكومة بالبت بأول اجتماع لها بموضوع تصحيح الاجور بنسبة 47%. وكرر موقفه الرافض لأي زيادة للضرائب المباشرة وغير المباشرة وللتعاقد الوظيفي ولسياسة الخصخصة وبيع ممتلكات الدولة واستباحة الاملاك البحرية وتخفيض العاملين في القطاع العام والزيادة المقترحة على ضريبة القيمة المضافة وسواها من المقترحات التي تضمنتها الورقة. وينفذ قطاع التعليم الرسمي والجامعي وموظفو القطاع العام اضرابا تحذيريا ليوم واحد يوم غد الخميس ويشارك في هذا الاضراب 600 الف طالب وتلميذ من مختلف مراحل التعليم «وذلك احتجاجا على بنود الورقة الاصلاحية التي تطاول حقوق ورواتب وتعويضات وتقديمات العاملين في القطاع العام وبالاخص ما يتعلق بالتعاقد الوظيفي وزيادة الدوام دون زيادة الرواتب وصولا الى الغاء تعاونية موظفي الدولة. وقالت مصادر في نقابة المعلمين ل «الديار " امس ان الورقة الاصلاحية ستحول الدولة الى شركة محاصصة وصولا الى الغاء التعليم الرسمي واعتماد التعاقد الوظيفي. واشارت الى ان هذا الاضراب التحذيري سيليه خطوات تصعيدية بمجرد اقرار الورقة تشمل الاضرابات والتظاهرات يشارك فيها ايضا القطاع التعليمي الخاص. اما على الصعيد السياسي فان التحضير لزيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى دمشق لا يزال مستمرا من دون بروز اي تطور على هذا الصعيد بانتظار الاتفاق على جدول اعمال هذه الزيارة. وتردد ان وزير الخارجية فوزي صلوخ سيقوم بزيارة الى العاصمة السورية قبل زيارة السنيورة، وقد سألت «الديار " مساء الوزير صلوخ عن ذلك فقال انه ليس لديه شيء حتى الآن. وحول زيارة الرئيس السنيورة قال «ان التحضيرات مستمرة ودعونا ننتظر ، وقالت المعلومات ان الرئيس السنيورة زود الامين العام لمجلس الوزراء بالنقاط المطروحة على جدول اعمال زيارته المرتقبة الى دمشق ليضع الشق اللبناني من برنامج الزيارة، وانه سيصار الى وضع الحكومة السورية الشق السوري من هذا البرنامج. وقالت مصادر وزارية مطلعة حول شرط موافقة رئيس الجمهورية على بنود جدول الاعمال، ان هذه البنود اقرها مؤتمر الحوار الوطني وان الرئيس لحود اعلن موافقته عليها. وعلمت «الديار " ان الجواب السوري للرئيس السنيورة بانه لا مانع من البحث في كل القضايا الا ان الامور التنفيذية يجب ان تمر من خلال المجلس الاعلى اللبناني - السوري والذي يتولى المسؤولية في هذا الشأن بين البلدين .واشارت مصادر نيابية ان طبيعة العلاقة بين البلدين تستوجب ان يتولى المجلس الاعلى اللبناني - السوري الاجراءات التنفيذية لا سيما في موضوع ترسيم الحدود والتمثيل الديبلوماسي والنقاط الاخرى المطروحة. على صعيد آخر امل وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل في توصل لبنان وسوريا الى تنظيم علاقاتهما في اطار الاستقلال والتعاون. وقال تابعنا باهتمام الحوار الوطني القائم بين فئات الشعب اللبناني ونأمل ان يحقق الحوار اهدافه في استقرار الاوضاع السياسية والامنية على الساحة اللبنانية. ونأمل ان يتوصل البلدان الجاران سوريا ولبنان الى تنظيم علاقاتهما المبنية على الصدقية والاخوة في اطار الاستقلال والتعاون المتكافئ بينهما. وامس دعا الرئيس لحود القيادات السياسية اللبنانية الى العمل يدا واحدة من اجل تحصين الوحدة الداخلية: وقال ان الفرصة متاحة اليوم لتحقيق هذا الانجاز الوطني المهم اذا وضعنا نصب اعيننا مصلحة لبنان وابعدنا المصالح الشخصية والاعتبارات الذاتية واسقطنا خيار تصفية الحسابات التي تقدم كلها خدمة مجانية الى المتربصين بلبنان واللبنانيين. واكد لحود ان لبنان لا يمكن ان يكون جزيرة معزولة واي محاولة لعزل لبنان عن محيطه العربي تعني عمليا انهاء الدور الذي تميز به منذ انشائه. واعتبر ان لبنان يجب ان يقيم افضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وفي مقدمها جارته سوريا في اطار السيادة والاستقلال. واشار الى انه بحث مع الرئيس السوري بشار الاسد على هامش قمة الخرطوم في مستقبل العلاقات بين البلدين والسبل الآيلة الى ازالة الرواسب التي افرزتها تداعيات انسحاب القوات السورية من لبنان.
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول ان مجلس الوزراء العائد اليوم للالتئام استثنائياً بعد المواجهة المشهودة الخميس الماضي بين رئيس الجمهورية اميل لحود ووزراء الاكثرية، ينعقد بعد يومين من ارفضاض مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد العزم على حسم امر ولاية الرئيس لحود "سلباً او ايجاباً" في 28 الجاري، واذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قال بعد تأجيل المؤتمر انه "بين ساعة واخرى ربما الفرج"، فإن ما ورد على لسان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الى مجلة فرنسية على هذا الصعيد شكل تطوراً كبير الاهمية باعتبار ان المتحدث هو المرجع الديني لطائفة رئيس الجمهورية وكلامه في هذا الاستحقاق يحظى باجماع جميع الفئات داخلياً، والمراجع الخارجية. فقد اجاب البطريرك صفير عن مجموعة من الاسئلة وجهتها اليه مجلة "لوبوان" الفرنسية ونشرت في عددها الذي صدر في 30 آذار الماضي، واكدت صحتها مصادر بكركي امس ل"النهار". ومما قال: ان الرئيس لحود "لم يعد يملك الوسائل لملء مهماته، وقد فقد مكانته لانه مقاطع من الخارج والداخل. وهو عسكري وليس لديه المزاج لكي يخضع ويقدم استقالته بنفسه". ورداً على سؤال هل السوريون يدعمون الرئيس لحود قال صفير: "في كل الاحوال لقد ربط رئيس الجمهورية اميل لحود مصيره بهم". وعن رأيه بالاتفاق الذي وقع بين النائب ميشال عون و"حزب الله" قال: "ان المسيحيين لا يستطيعون ان ينعزلوا ويجب ان يتعاونوا مع كل اللبنانيين". وعن الشخصية التي يرشحها لتولي منصب الرئاسة بعد لحود قال: "لو اخترت انا فإن كل الموارنة لن يكونوا راضين باستثناء واحد منهم. لقد حددت الصفات المطلوبة وهي الكفاية والاستقلالية والصدق، وان يكون مقبولاً من الجميع". وهل يفضل ان يكون الرئيس المقبل عسكرياً ام لا قال البطريرك صفير: "لقد قلنا انه يجب الا يكون عسكرياً ولكن الجنرال عون قال لي انه لم يعد عسكرياً منذ عشرين سنة، وفي مطلق الاحوال على اللبنانيين ان يختاروا رئيسهم بأنفسهم". وعن الوضع السائد حالياً في لبنان قال: "ان القلق موجود وخصوصاً مع وجود فريقين قد يكون كلاهما مسلحاً. هناك اسلحة تعبر الحدود في اتجاه واحد ولا احد يختار الحرب. الدول العربية تبحث عن حل ودي للازمة اللبنانية وكذلك الولايات المتحدة الاميركية". وتابعت "النهار" تقول ان من جهته، رأى النائب العماد ميشال عون ان "الاوراق ستنكشف على طاولة الحوار في 28 نيسان الجاري، وان التفاهم في الموضوع الرئاسي قد يحصل في الساعات الاخيرة". وقال في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال": "التوافق يكون على اعتماد صيغة لاستقالة الرئيس اميل لحود بدل اقالته، والتراجع عن هذا المطلب ينبغي ان يرافقه مبرر من قوى الاكثرية امام الرأي العام". واذ اشار الى "عدم الاتفاق بعد على الاسماء"، اكد انه "نوقشت هويات سياسية خلال مؤتمر الحوار، وليس اسماء مرشحين". وسئل عما دار في الغداء الذي جمعه اول من امس برئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع، فأجاب: "كان هناك تحليل شامل لكل القضايا ونظرة عامة الى كل المسائل، ونحن على تواصل مع الجميع وقد تتبلور الاقتناعات في لقاءات قريبة". وردا على سؤال هل سيبقى الرئيس لحود اذا لم يتم الاتفاق على بديل منه، قال عون: "هذا التحليل خطر على الاكثرية (...)". ويغادر عون في العاشر من الجاري الى قطر في زيارة تستمر حتى الرابع عشر منه للمشاركة في مؤتمر عن التنمية. وعلى خط متابعة الملف الفلسطيني، اجتمع رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ليل اول من امس في قريطم مع وفد برئاسة امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان العميد سلطان ابو العينين بعد ايام من الاجتماع مع الامين العام لـ"الجبهة الشعبية – القيادة العامة" احمد جبريل. واعلن ابو العينين ان المنظمة "ستعمل بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والحكومة التي شكلتها حركة "حماس" لانجاح تطبيق مقررات الحوار الوطني اللبناني في شأن تنظيم الوجود الفلسطيني الموقت، وهي في صدد استعجال اجراءات فتح مكتب تمثيلي للسلطة في بيروت". تبقى مسألة مجلس الوزراء الذي ينعقد استثنائيا اليوم لمناقشة الورقة الاصلاحية التي اعدتها الحكومة لمؤتمر بيروت الذي تسبقه مواقف متعددة الاتجاه.فقد ابلغت مصادر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة "النهار" ان مشروعاً بهذا الحجم "مطروح امام الجميع ليدلوا بملاحظاتهم حوله. وليس من أجل اقراره في جلسة واحدة. على ان تكون الملاحظات بنّاءة. فاذا كان هناك من رفض لأفكار فلتكن هناك أفكار بديلة". وأكدت "ان المشروع لن ينجح إلا بموافقة الجميع باعتبار ان الاصلاح مسؤولية جماعية، وليس خاضعاً للمزايدة. واذا ما تأخر الاصلاح فليكن بقرار الجميع من أجل تحمل كلفة التأخير التي ستكون اكبر كلما طال الزمن". وأشارت الى ان المناقشة الحكومية هي "محطة على طريق تفضي الى مجلس النواب الذي ستصله مشاريع قوانين من اجل الاضطلاع بمسؤولياته حيالها". واشارت "النهار" انه في المقابل أوضحت مصادر الر
ئيس لحود الذي قرر ان يحضر جلسة مجلس الوزراء اليوم ليترأسها انه أجرى "سلسلة" مشاورات في الساعات القليلة الماضية، من اجل ان يكون النقاش داخل مجلس الوزراء ايجابيا وبناء، بعيدا من اجواء التشنج التي حصلت في الاسبوعين الماضيين". واكدت ان الرئيس لحود "يقارب الورقة الاصلاحية بايجابية مطلقة، وهو وضع بعض الاستيضاحات لطرحها في مجلس الوزراء كون الورقة تتضمن جملة عناوين اكثر منها تفاصيل، وبما ان الكثير من الاصلاحات يجب السير به، فمن الضروري توضيح بعض الامور سلفا، ولا سيما الآليات التي ستعتمد لتطبيق هذا البرنامج، قبل عرضها على مجلس النواب، كي تكون واضحة ولئلا تصبح عرضة للتغيير ولعدم التناسق بين الاجراءات الواجب اعتمادها (كالخصخصة هنا، وعدم الخصخصة هناك) في مسار تحويل الافكار الاصلاحية الى واقع". واشارت المصادر الى ان الرئيس لحود "يقف على رأي الخبراء الاقتصاديين، ليكون البرنامج الاقتصادي متكاملا، كونه خطوة مهمة جدا في تحديد خيارات لبنان الاقتصادية، ولا يجوز ان تكون هناك خطوات ناقصة في هذا المجال". وذكرت أوساط وزارية من الاكثرية ان المجلس سيلتئم اليوم لممارسة مسؤولياته. اما مقاطعة الخميس الماضي فكانت لرئيس الجمهورية "احتجاجا على تصرفه في الخرطوم". واضافت: "ان مجلس الوزراء هو نحن الوزراء اضافة الى رئيس المجلس، نكون السلطة الاجرائية. اما الرئيس لحود فهو يترأس اذا حضر ولا يصوّت". ومن المقرر ان ينعقد مجلس الوزراء غدا ايضا في جلسة عادية وعلى جدول اعماله 106 بنود.
ـ صدى البلد ـ
قالت "صدى البلد" ان الأسابيع الثلاثة التي تفصل عن موعد جلسة الحوار "الحاسمة رئاسياً" بدأت بموقف لافت للبطريرك الماروني مار نصرالله صفير ينتظر ان يستكمل اليوم في البيان الشهري لمجلس المطارنة الموارنة وبسلسلة اتصالات رئاسية ستتم على وقع تطورات موازية لكنها مرتبطة أشد الارتباط بالموضوع الرئاسي. فالاتصالات اللبنانية -السورية لترتيب لقاء بين حكومتي البلدين تسير ببطء ولا يرجح ان تتم زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى العاصمة السورية في وقت قريب "اذ لا مواعيد حتى الآن" في دمشق, وفي المقابل تنشط الاتصالات اللبنانية - الفلسطينية التي تنتظر وصول عباس زكي المسؤول في فتح أواخر الشهر لافتتاح مكتب منظمة التحرير في بيروت, وفي هذه الأثناء يترقب الجميع حركة الاتصالات والمواقف العربية والدولية التي لا تستثني الوضع اللبناني -السوري من أي لقاء او اجتماع. وأمس نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية تصريحات للبطريرك صفير, ذكرت مصادر بكركي انه أدلى بها قبل نحو شهر, وقال فيها ان الرئيس اميل لحود "لم يعد يملك الوسائل لملء مهماته وهو فقد مكانته (...) وربط مصيره بالسوريين". وسيناقش مجلس المطارنة الموارنة برئاسة صفير اليوم الأوضاع السائدة خصوصاً منذ بدء مؤتمر الحوار والتطورات التي رافقته وسيكون له موقف منها. وفي تصريح تلفزيوني قال العماد ميشال عون ان مؤتمر الحوار أقر صيغة "المطالبة باستقالة" وليس "إقالة" الرئيس. وقال انه قبل الاستقالة ينبغي تحديد اسم البديل. وقال مصدر قريب من عون ل"صدى البلد" ان المرحلة الفاصلة عن موعد الجلسة الحوارية المقبلة ستكون حافلة ب"الكولسة" وتجميع الأوراق لدى كل فريق من أجل ان يحسم خياراته قبل ذلك الموعد. وأشار المصدر الى ان فريق الأكثرية مطلوب منه تحديداً ان يحسم خياراته فإذا كان يريد لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود ان يتنحى عن سدة الرئاسة, فإنه يعرف ما ينبغي عليه القيام به من أجل تسهيل اجراء التغيير الرئاسي, أما اذا كان هذا الفريق يريد للرئيس لحود ان يكمل ما تبقى من ولايته فعليه ان يتحمل المسؤولية. وذكرت مصادر مطلعة على أجواء دمشق ان المسؤولين السوريين باشروا اعداد تصور حول جدول أعمال البحث مع الحكومة اللبنانية وهم يرون ان المعالجة يجب ان تكون شاملة وفي "سلة متكاملة وليس في نقاط مبعثرة". وترى هذه المصادر ان ما يتقدم على جدول البحث هو قيام أجواء من الثقة والرؤية المستقبلية كمدخل لمعالجة كل الأمور "وما اذا كان لبنان سيتعامل مع سورية كدولة عادية من ضمن علاقات مميزة وهذه النقطة بالذات ستترتب عليها مجموعة خطوات أخرى". وأضافت المصادر ان الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري سيتولى نقل النظرة السورية التي قد تستوجب عقد اجتماع للمجلس الأعلى يبحث أيضاً في نقاط "الورقة السورية". وأوضحت مصادر أخرى ان الرئيس فؤاد السنيورة كان أرسل الى دمشق جدول أعمال من ثلاثة بنود: 1 - التوقيع على خريطة تحديد الحدود في مزارع شبعا. 2 - المساعدة في معالجة ملف السلاح الفلسطيني في داخل المخيمات وخارجها. 3 - التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. وقالت مصادر سياسية في بيروت ان زيارة السنيورة الى دمشق لن تكون قريبة, كاشفة ان الجانب السوري يريد اطلاع الرئيس لحود على جدول الأعمال وأخذ موافقته عليه وربما أكثر من ذلك اي وقف حملة الأكثرية على لحود للمطالبة باستقالته. وفي المقابل قالت المصادر ان رئيس الحكومة سيحرص في حال حصول الزيارة على مشاركة فريق "8 آذار" المشارك في الحكومة في عداد وفده الى العاصمة السورية. واليوم يعقد مجلس الوزراء اجتماعاً مخصصاً لبحث الورقة الاصلاحية لمؤتمر بيروت -1، وقالت مصادر بعبدا ان لحود سيترأس الجلسة وسيطرح استيضاحات وملاحظات حول الورقة. وقال وزير الطاقة محمد فنيش ل"صدى البلد" ان الجلسة ستكون "مناقشة نوايا أكثر مما هي مناقشة خطة مفصلة لأن ما هو مطروح هو مجرد عناوين غير كافية.. ولا يمكن ان نوافق على عناوين من دون معرفة كيف سيتم تطبيقها". وعلى الخط الفلسطيني قالت مصادر فلسطينية عقب اللقاء الذي جمع امس الأول النائب سعد الحريري والعميد سلطان أبو العينين على رأس وفد فلسطيني انه "تطرق الى بحث الملف الفلسطيني في لبنان في مختلف جوانبه السياسية والأمنية والاجتماعية". وفي حين كان عنوان اللقاء تقديم أبو العينين واجب التعزية بالرئيس رفيق الحريري فقد قدم الوفد الفلسطيني الشكر للنائب الحريري للجهود التي بذلها لتسوية الملف القضائي بحق أبو العينين، فضلاً عن ملفات قضائية تجري تسويتها بشروط قانونية تطال فلسطينيين. وأبلغ الحريري الوفد انه "يشجع استمرار الحوار الفلسطيني الداخلي من اجل توحيد المواقف والتوصل الى تشكيل وفد موحد لبدء الحوار الرسمي مع الدولة اللبنانية"، مؤكداً "انه لدينا رغبة صادقة في معالجة المشاكل العالقة كافة وسنمضي قدماً في تخفيف معاناة اللاجئين عبر اصدار قوانين وتشريعات في مجلس النواب بغض النظر عن اي قضية أخرى،
لدينا قناعة ان الشعب الفلسطيني يجب ان يعيش في لبنان في ظروف انسانية جيدة ريثما تتم العودة".
ـ الأنوار ـ
كتبت "الأنوار" تقول ان مجلس الوزراء ينعقد في جلسة استثنائية اليوم لمناقشة المشروع الحكومي للاصلاحات الاقتصادية والمالية، على وقع تحرك سياسي عالي، واضراب تحذيري غدا ضد ما يتضمنه المشروع من بنود ضريبية وخفض للتقديمات والغاء للكادر الوظيفي. وينتظر ان تشهد الجلسة مناقشات مستفيضة حول موضوع الخصخصة الذي يشمله المشروع في ضوء معارضة (حزب الله) وهيئات سياسية اخرى له. وفي الموضوع الرئاسي كان للبطريرك صفير امس، موقف بارز في حديث ادلى به الى مجلة (لوبوان) الفرنسية وقال فيه ان الرئيس اميل لحود لم يعد يملك الوسائل لممارسة صلاحياته. وفي حين رأى العماد ميشال عون انه لا يمكن معرفة ما ستؤول اليه الامور على المستوى الرئاسي من الآن وحتى 28 نيسان، مع امكانية ان يحصل التفاهم في الساعات الاخيرة، فان الرئيس امين الجميل لم يستبعد ان يتم التوصل الى مخرج بالتفاهم مع الرئيس لحود. وقال الجميل في حديث الى محطة ال " ال.بي.سي. " مساء امس: اننا سنصل الى مرحلة نكون فيها مضطرين الى التفاهم مع بعضنا البعض على قاسم مشترك وعلى مخرج في هذا الامر، والمخرج يكون مع رئيس الجمهورية بالذات. وتابع يقول: اذا كان رئيس الجمهورية يريد تسهيل الامور بملء ارادته، فانه لن يسهلها بالمطلق، وانما ضمن اطار تفاهم معين. ونحن نستوعب ذلك. واضاف: عندما ذهب وفد من حزب الله الى القصر الجمهوري اعتبر البعض من رفاقنا ذلك مبادرة سلبية على اعتبار انها تدعم رئيس الجمهورية. وانا قد اعتبرها كدعم واستمرار للازمة، كما يمكن ان تكون لاعادة الربط مع رئيس الجمهورية من اجل تسهيل حركة التغيير، ويكون هذا الشيء بالتفاهم مع رئيس الجمهورية على ان يكون التداول حول الطريقة والخطوات اللاحقة ومنها اختيار الرئيس. على صعيد اخر اوردت وكالة (فرانس برس) من باريس ان البطريرك صفير اعلن في حديث الى مجلة (لوبوان) الفرنسية ان الرئيس اميل لحود لم يعد يملك الوسائل لممارسة صلاحياته. لقد فقد هيبته كونه مقاطعا من الخارج والداخل. وابدى البطريرك حذره حيال امكان استقالة لحود وقال (انه عسكري، وطبعه لا يدفعه الى التنازل، هل يدعمه السوريون? في اي حال، لقد ربط لحود مصيره بهم). وعن رأيه بالاتفاق الذي وُقّع بين النائب ميشال عون و(حزب الله) قال: ان المسيحيين لا يستطيعون ان ينعزلوا ويجب ان يتعاونوا مع كل اللبنانيين. وعن الشخصية التي يرشحها لتولي منصب الرئاسة بعد لحود اجاب: لو اخترت انا، فان كل الموارنة لن يكونوا راضين باستثناء واحد منهم. لقد حددت الصفات المطلوبة وهي الكفاءة والاستقلالية والصدق وان يكون مقبولا من الجميع. من ناحية اخرى، استقبل النائب سعد الحريري ليل امس الاول في قريطم أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان العميد سلطان أبو العينين وأمين سر الفصائل في الجنوب خالد عارف ومسؤول الاتحادات الشعبية في منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات ومسؤول العلاقات العامة الحاج محمود الاسدي، في حضور النائب بهية الحريري. وجرى خلال اللقاء بحث معمق في كيفية الانتقال من إجماع مؤتمر الحوار الوطني بشأن تنظيم الوجود الفلسطيني المؤقت على الأراضي اللبنانية، إلى آلية تطبيق مقررات الحوار الوطني. في هذا الوقت دعا وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني في حديث الى صوت لبنان الاساتذة الى عدم اللجوء الى الاضراب، طالما ان البرنامج الاصلاحي للحكومة لم يقر والمشاريع التي اطلعوا عليها لا تزال قيد نقاش واسع في البلاد. وعن البرنامج الاصلاحي الذي سيعرض اليوم على طاولة مجلس الوزراء قال: ان البرنامج يدور حول مختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي سبق لمجلس الوزراء ان اطلع عليها ، وهي موضع بحث لدى الاوساط الاقتصادية والاجتماعية في لبنان ، وبالتالي انه امر طبيعي ان يكون هناك نقاش وجدل حول هذا البرنامج الاصلاحي لانه يتناول مستقبل الحياة الاجتماعية والاقتصادية في لبنان. وردا على سؤال عن مدى توقعه اقرار هذه الورقة في جلسة مجلس الوزراء اليوم، قال: ليس بالضرورة، اعتقد ان هذا الامر سيأخذ مجالا واسعا من النقاش، فبعض البرامج الاقتصادية وبعض الاصلاحات قد يتم التوافق عليها اسرع مما قد يتم التوافق على بعضها الاخر. اضاف: انا متفائل بأن الوزراء سيتحملون مسؤولياتهم في ما يتعلق بالبرنامج الاصلاحي للحكومة لانه اساسي، ويتعلق بالقفزة النوعية للاقتصاد اللبناني وللمشاكل الاجتماعية في لبنان. وقد صدرت بيانات عن ندوة الاساتذة الثانويين في حزب الكتائب والمكتب التربوي لحركة (امل) ونقابة المعلمين ورابطة اساتذة التعليم الثانوي، تدعم الاضراب التحذيري غدا الذي دعت اليه هيئة التنسيق النقابية لروابط المعلمين. من ناحية اخرى امل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بتوصل لبنان وسوريا الى تنظيم علاقاتهما في اطار الاستقلال والتعاون. وتطرق في مؤتمر صحافي الى الحوار الوطني، قائلا: اننا نتابع باهتمام الحوار الوطني القائم بين فئات الشعب اللبناني
وطوائفه. ونأمل ان يحقق الحوار اهدافه في استقرار الاوضاع السياسية والامنية على الساحة اللبنانية. ونأمل ان يتوصل البلدان الجاران سوريا ولبنان الى تنظيم علاقات مبنية على الصداقة والاخوة في اطار الاستقلال والتعامل المتكافئ بينهما. واعلن الفيصل عن وجود اسير سعودي لدى السلطات الاسرائيلية مؤكدا ان بلاده تعمل مع المنظمات الدولية من اجل استعادته. وقال الفيصل ردا على سؤال عما تقوم به بلاده من اجل استعادة اسير سعودي لدى اسرائيل (نبحث مع كل المؤسسات الدولية : الامم المتحدة والصليب الاحمر والهلال الاحمر). واضاف (كل ما يمكن ان نعمله في هذا الاطار نعمله) دون ايضاح هوية الاسير. وكانت تقارير صحافية اشارت الى ان الاسير السعودي يدعى عبد الرحمن البلوي وهو من منطقة تبوك القريبة من الحدود السعودية الاردنية. واضافت ان القوات الاسرائيلية القت القبض عليه العام الماضي بعد تجاوزه الحدود الاردنية مع اسرائيل للقيام بعمل مسلح.
ـ المستقبل ـ
قالت "المستقبل" انه غداة تعليق مؤتمر الحوار الوطني حتى الثامن والعشرين من نيسان الجاري، وفيما كان فرقاء الحوار منكّبين على تقويم نتائج الجولات الخمس السابقة وآفاق الجولة السادسة المقبلة، برز موقف لافت لوزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل أعلن فيه "استعداد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لتقديم العون إلى لبنان وسوريا إذا طلب منه ذلك"، في حين أكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "حاجة فريق 14 آذار إلى برنامج صمود طويل المدى"، داعياً إلى "مصارحة كاملة مع الرأي العام الديموقراطي المتنوع والمتعدد الاتجاهات في لبنان، والذي أعطى الكثير، بأن المعركة طويلة"، ومشدّداً على "انعقاد اجتماعات مكثّفة لقوى 14 آذار على غرار الاجتماع الأخير في قريطم" مساء الأحد الماضي. ففي تصريح ل"المستقبل" وإذ لاحظ أن "الجوقة السورية الفارسية يعلو صوتها مجدداً"، لفت جنبلاط إلى أن "معركة استرداد السيادة طويلة وبداية الطريق هي ترسيم الحدود في منطقة المزارع". وأوضح أنه "من خلال ترسيم الحدود تحصل المعالجة الموضوعية لموضوع سلاح حزب الله". وقال "أما أن يبقى السلاح تحت شعار أن مزارع شبعا لا هي لبنانية ولا سورية كما قال (وزير الخارجية السوري) وليد المعلّم أو تحت عنوان أن تثبيت لبنانية مزارع شبعا ليس مهماً كما قال السيد حسن نصرالله، فذلك مرفوض". وأضاف جنبلاط أن "بقاء السلاح بدون ترسيم هو وسيلة النظام السوري لإلقاء القبض على القرار اللبناني، وللتأكيد على وحدة المسارات اللبناني والسوري والإيراني". وأكد أن "المسار الوحيد الذي نتمسّك به هو مسار الهدنة". وأشار إلى "الجوقة القومجية التي تجتمع في البريستول وتأتي لتحرر من لبنان، فليفتحوا جبهة من العريش أو من القنيطرة أو من طرابلس الغرب أو من بليدا ولتكن غرفة العمليات المركزية في الخرطوم". في هذه الأثناء، وبينما كانت حركة المشاورات السياسية والديبلوماسية جارية على نحو مكثّف، برز الموقف الذي أعلنه الأمير سعود الفيصل. فإذ أعرب عن "أمل المملكة في تحقيق الحوار نتائج من أجل استقرار الأوضاع في لبنان"، أمل في أن يتوصل لبنان وسوريا إلى "تنظيم علاقاتهما المبنية على الصداقة والاخوة في إطار الاستقلال والتعامل المتكافئ بينهما". وأبدى "استعداد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لتقديم أي عون للبنان وسوريا إذا طلب منه ذلك"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "المسؤولية تقع على عاتق مسؤولي البلدين ونيتهما وإرادتهما لتحقيق التعايش والتوافق بينهما"، مؤكداً "حرص المملكة على استقرار البلدين". وكان الوضع في لبنان وسوريا أحد محاور محادثات اجراها الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي الامير بندربن سلطان في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وتابعت "المستقبل" قائلة انه من ناحية أخرى، وفي إطار اللقاءات مع المسؤولين الفلسطينيين، وبناء على تكليف مؤتمر الحوار الوطني لعدد من القيادات بدعم جهود الحكومة اللبنانية لتنفيذ ما تم إقراره، التقى رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري مساء أول من أمس في دارته في قريطم وفداً من منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أمين سر فصائل المنظمة في لبنان العميد سلطان أبو العينين، في حضور النائب بهية الحريري. وفي بيان للمكتب الإعلامي للنائب الحريري أن "بحثاً معمقاً جرى لكيفية الانتقال من إجماع مؤتمر الحوار الوطني بشأن تنظيم الوجود الفلسطيني إلى آلية تطبيق مقررات الحوار الوطني". وأكد الوفد للحريري أن "منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين في الشتات، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والحكومة التي شكّلتها حركة حماس، ستعمل من أجل إنجاح تطبيق المقررات"، وأنها "في صدد تسريع إجراءات فتح مكتب لتمثيلها في لبنان". كما جرى بحث في جوانب الوضع الفلسطيني كافة. "حزب الله" في هذا الوقت، وفي إشارة الى "أزمة الحوار"، رأى رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "تعطيل جلسة مجلس الوزراء من قبل الأكثرية يؤكد أن الأزمة هي أزمة حكم وليست أزمة رئاسة". وفي مجال آخر، قال إن "العدوانية الإسرائيلية لا يمكن أن نواجهها لا بالرهان على مجلس أمن دولي ولا بقرارات تصدر عن الأمم المتحدة"، مضيفاً أن "الرهان الأساسي والحقيقي والفاعل هو على المقاومة وجهوزيّتنا للتصدي لأي عدوان".
ـ اللواء ـ
سبقت بكركي حركة المشاورات السياسية الدائرة في محورها، وفقاً لما أشارت إليه "اللواء" أمس، وعممت تصريحات البطريرك الماروني نصر الله صفير الى صحيفة "لو بوان" الفرنسية، التي اعتبر فيها ان الرئيس اميل لحود "فقد هيبته، ولم يعد يملك الوسائل لممارسة صلاحياته"، وانه "ربط مصيره بالسوريين"، لكنه لاحظ أن "طبعه العسكري لا يدفعه الى التنازل"· واعتبرت أوساط سياسية، أن كلام البطريرك صفير، والذي يأتي عشية الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة اليوم، بمثابة رفع الغطاء نهائياً عن استمرار وجود الرئيس لحود في بعبدا، الأمر الذي أفقده الشرعية الضرورية لتمثيل الطائفة المارونية في رئاسة الجمهورية· ولئن اعتبر عدد من الأقطاب الموارنة، أن تصريحات صفير ليست جديدة، إلا أن هؤلاء لاحظوا لدى سؤالهم من قبل "اللواء"، ولا سيما النائب بطرس حرب أن مواقف صفير زادت وضوحاً، وانها من دون أدنى شك ستؤثّر حتماً على حسم الملف الرئاسي إيجاباً في مؤتمر الحوار، ولا سيما ان أقطابه يعلنون دائماً انهم يقفون خلف البطريرك، في حين رأى الرئيس أمين الجميل ان هذا الكلام "أتى ليؤكد واقعاً كنا نشير اليه دائماً، لكن غبطته قاله بوضوح أكثر، لأن البلد في حالة مأسوية لم يعد يتحمل· مشيراً الى أن صفير "وضع الأصبع على الجرح النازف، وخصوصاً ان البعض ما زال يحاول الالتفاف على هذه الحالة التي وصلت اليها البلاد· وقال النائب السابق الدكتور فارس سعيد ان كلام صفير ليس جديداً، خاصة أن الجميع يتذكر أنه قبل ثلاثة أيام من التمديد للحود صدر بيان عن مجلس المطارنة يطلب من نواب الأمة احترام الدستور ومبدأ تداول السلطة وانتخاب رئيس جديد للبلاد، مشيراً الى أن ما قاله هو استكمال لموقف قديم ربط التمديد بما قامت به سوريا آنذاك بالضغط على النواب في اتجاه التمديد· أضاف: "أما إسقاط لحود فهو شيء يعود الى السياسيين والى الآليات الدستورية"· وعلمت "اللواء" أن البارز على صعيد الملف الرئاسي، جاء من قريطم، حيث نقل زوار رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري توقعه أن يشهد الشهر المقبل قرارات كبيرة، "وقد يشهد ولادة رئيس جديد للبلاد"· وأبلغ وفداً بيروتياً زاره مساء أمس، أنه كان في إمكانه أن يحسم الملف الرئاسي فوراً إذا قبل الدخول في تسويات لكنه رفض الدخول في صفقات لأن مصلحة البلد تقتضي مجيء رئيس لكل اللبنانيين، مشيراً الى أنه في السابق كان مجيء الرئيس لا يحظى بتأييد من كل المسيحيين وخصوصاً من البطريرك الماروني، وقال "إن المطلوب رئيس للبنان يحظى بإجماع اللبنانيين"· وعن تفاؤله بقرب الحلول ونجاح الحوار، قال سعد الحريري: "أنا إنسان متفائل، وعندي قناعة بأن لحود سيرحل، وأن مؤتمر بيروت-1 سيحصل، وأن أصدقاء لبنان مستعدون لدعمه، والمؤتمر لا يحتاج الى تسويق خارجي، بل الى تسويق داخلي"، مشدداً على ضرورة إيجاد المناخات اللازمة لإنجاحه· وحول الهجمة الأخيرة على رئاسة الحكومة قال الحريري: "الذي حصل مؤخراً في هذا المجال توقف، وإذا أراد البعض الاستمرار في التهجم على الرئيس فؤاد السنيورة فسيكون لنا كلام آخر"· وكان البطريرك صفير قد أعلن في حديث الى صحيفة "لو بوان" الفرنسية وزعته وكالة "فرانس برس" أن "الرئيس لحود لم يعد يملك الوسائل لممارسة صلاحياته، لقد فقد هيبته كونه مقاطعاً من الخارج والداخل"· وأبدى صفير حذره حيال إمكان استقالة لحود، وقال: "إنه عسكري، وطبعه لا يدفعه الى التنازل، هل يدعمه السوريون؟ في أي حال، لقد ربط لحود مصيره بهم"· وأضاف: "إن المسيحيين لا يمكنهم أن يشكلوا فريقاً منفرداً في الوضع السياسي الراهن"· وتابع رداً على سؤال حول تقويمه للتفاهم بين النائب العماد ميشال عون و"حزب الله": "عليهم (المسيحيون) أن يتعاونوا مع جميع اللبنانيين"· وسئل عن تفضيل جميع الاطراف اللبنانيين اللجوء اليه لتسمية الرئيس المقبل فأجاب "البعض يقول: لندع الخيار للبطريرك، وفي حال اخترت فلن يرضى جميع الموارنة باستثناء واحد، لقد ادليت بالصفات المطلوبة: ان يكون (الرئيس المقبل) مؤهلا ومستقلا وصادقا ومقبولا من الجميع"· وقال: "يقولون انهم يرفضون شخصا عسكريا، لكن الجنرال عون ابلغني انه لم يعد عسكريا منذ عشرين عاما، على اللبنانيين ان يختاروا بأنفسهم"· وتزامنت تصريحات صفير مع حركة ناشطة لاقطاب موارنة، اعلن بعضهم ترشحه للرئاسة مفتتحين بذلك معركة الرئاسة الاولى على مصراعيها، حيث اكد الرئيس الجميل ان موضوع رئاسة الجمهورية يبت بالتشاور بين الفرقاء جميعا، مشيرا الى ان "حزب الكتائب" لا يضع "فيتو" على العماد عون او على اي شخص آخر، ولفت الى ان التواصل مع الفرقاء المتحاورين ضروري، ولا احد سيفرض مرشحه على الآخر، وقد يكون المخرج بالاتفاق مع رئيس الجمهورية بالذات، معتبرا ان زيارة وفد "حزب الله" الى بعبدا قد تكون لاعادة الربط مع رئيس الجمهورية من اجل تسهيل التغيير"· اما العماد عون فقد ابدى ضمنا اعتراضه على وقف الحوار في الملف الرئاسي، مشيرا ال
ى ان فريق 14 آذار ليس لديه مرشح ثابت بعد، وهو يتحاشى ان يطرح ترشيح احد، لان عنده عدة مرشحين، ويجري محادثات جانبية حول الموضوع من الآن وحتى 28 نيسان· واعرب عون عن اعتقاده بأن الاوراق ستكشف على الطاولة في التاريخ المذكور، وان لا احد سيقول لم نتفق وينتهي كل شيء، لان هناك مسؤولية تقع على الجميع· ورأى في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" ان تراجع الاغلبية عن المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية يجب ان يكون له مبرر تجاه الرأي العام، لانه لا يمكننا القول ان ذلك كان خاطرا على بالنا والآن لم يعد كذلك"· واعتبر ان فريق 14 آذار كان يريد رئيساً من تجمعهم، وهم يقولون ان الرئيس يجب ان يستقيل وبعدها نبحث في الرئيس العتيد، بينما كان رأينا ان رئيس الجمهورية لا يستقيل الا بعد ان يعرف البديل· واذا كان يريد الاستقالة، فنحن لا نعرف ذلك"· ومن جهته أعلن النائب بطرس حرب ان ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية لا يزال قائماً، عندما كان هناك استحقاق رئاسي، وعندما مدد للرئيس لحود خارقاً للدستور· وقال انه يترشح الآن على اساس انه جزء من 14 آذار، مشيراً الى ان توجهاته اصلاحية لتكريس السيادة الوطنية وبناء ركائز دولة مستقلة· ولفت الى انه اذا كان موعد الجولة السادسة للحوار حاسماً في بند رئاسة الجمهورية، فإن ما بعد هذا الموعد سيكون مفتوحاً على جميع الاحتمالات خارج اطار طاولة الحوار في حال لم يبت المتحاورون ايجاباً في اتجاه التغيير في موقع الرئاسة الاولى· في المقابل، كان لافتاً تأكيد المعاون السياسي للامين العام ل "حزب الله" الحاج حسين الخليل ان موقف "حزب الله" من رئاسة الجمهورية قائم على ان الرئيس لحود هو رئيس الجمهورية وهو رئيس شرعي ودستوري· والحزب مع ان يكمل ولايته الى نهايتها· واشار الخليل في حديث له الى فضائية "العالم" ان مطالبة الآخرين بإبدال رئيس الجمهورية لا تنفي دستورية وشرعية الرئيس لحود، ولا تلغي انه سيكمل السنة والسبعة أشهر الباقية من ولايته· على صعيد آخر، لم يتبلغ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أي شيء، أمس، بخصوص التحضير للزيارة التي يزمع القيام بها الى دمشق، فيما قال مصدر مطلع أن الزيارة لن تكون سريعة أي خلال أيام، خصوصا وان هذه الزيارة ستتم وفق الاصول، بحيث سيقوم اولا وزير الخارجية فوزي صلوخ بزيارة لدمشق ويعمل مع نظيره السوري وليد المعلم على إعداد جدول اعمال محدد يصار على اساسه اللقاء المرتقب بين الرئيس بشار الاسد والرئيس السنيورة. وكشفت المصادر ان التريث في تحديد موعد زيارة الرئيس السنيورة لدمشق يعود في احد جوانبه الى وجوب اطلاع رئيس الجمهورية على جدول الاعمال ويوافق على مضمونه، وهذا ما يستوجب في الداخل اللبناني سلسلة اتصالات من اجل التوافق على جدول الاعمال هذا. ورأى المصدر ان الزيارة سيتم تحديدها بعد الجولة الجديدة من المشاورات العربية لا سيما منها تلك التي تقودها المملكة العربية السعودية ومصر في اتجاه سوريا وبالتعاون مع المجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة وفرنسا من اجل ترتيب العلاقات السورية - اللبنانية التي سيكون في مقابلها رأي لسوريا في الملفات اللبنانية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية مع العلم كما قال المصدر ان ذلك لن يعني بالتأكيد عودة امنية سورية الى الداخل اللبناني. في هذه الاثناء يواصل النائب سعد الحريري لقاءاته مع المسؤولين الفلسطينيين في لبنان في إطار تكليف مؤتمر الحوار الوطني لعدد من القيادات السياسية المشاركة فيه إجراء هذه اللقاءات لدعم جهود الحكومة اللبنانية لتنفيذ ما تم اقراره على طاولة الحوار في شأن الملف الفلسطيني· والتقى الحريري امس الأول في قريطم أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطيينة في لبنان العميد سلطان ابو العينين، وأمين سر الفصائل في الجنوب خالد عارف ومسؤول الاتحادات الشعبية في منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، ومسؤول العلاقات العامة محمود الاسدي في حضور النائب بهية الحريري، وتقدم الوفد بواجب التعزية الى النائب سعد الحريري في حضور النائب بهية الحريري باستشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وجرى بحث معمق لكيفية الانتقال من اجماع مؤتمر الحوار الوطني بشأن تنظيم الوجود الفلسطيني المؤقت على الاراضي اللبنانية الى آلية تطبيق مقررات الحوار الوطني· وأكد الوفد الفلسطيني أن منظمة التحرير الفلسطينية ستعمل جاهدة لإنجاح تطبيق هذه المقررات، وهي في صدد تسريع إجراءات فتح مكتب لتمثيلها في بيروت· وتناول اللقاء أيضاً بحث الشؤون الاجتماعية والحياتية للاجئين الفلسطينيين في لبنان وأوضاع المخيمات التي أكد النائب الحريري على وجوب تحسينها وتأمين الحقوق الاساسية للاجئين الفلسطينيين التي تكفلها شرعة حقوق الانسان وضمان العيش الكريم لهم وإجماع اللبنانيين على رفض التوطين والتمسك بحق العودة إنفاذاً لمقررات الشرعية الدولية· بدوره أكد أبو العينين في مؤتمر صحافي في مخيم الرشيدية "لدى بدء الحوار اللبناني - الفلسطيني سيكون هناك ورقة مطالب واح
دة، وأن مدير المكتب التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت والذي سيفتح قريباً سيترأس الوفد الفلسطيني الى الحوار"· وسجل للحكومة اللبنانية التفاتتها بنقل التعاطي مع الوضع الفلسطيني من الاطار الأمني الى الاطار السياسي، وقال: إن قرارها كان جرىئاً بنقل الملف الفلسطيني من الزاوية والبعد الامني الى الزاوية والبعد السياسي.
ـ الشرق ـ
قالت "الشرق" ان مجلس الوزراء يعقد جلسة استثنائية اليوم في مقر المجلس الاقتصادي - الاجتماعي برئاسة رئيس الجمهورية اميل لحود لمناقشة الورقة الاقتصادية التي ستقدمها الحكومة الى مؤتمر "بيروت - 1". وستشكل الجلسة وهي الأولى بعد الصدام بين لحود ووزراء 14 آذار، اختباراً للعلاقة بين الطرفين وأقله حتى الثامن والعشرين من نيسان الجاري، وهو الموعد الذي حدده مؤتمر الحوار لحسم ملف الرئاسة الأولى، إلا أن مصادر مطلعة اكدت ان الرئيس لحود سيكتفي باستيضاح بعض عناوين الورقة الاقتصادية وهو قرر ان يتعاطى بايجابية معها. ويعقد مجلس الوزراء جلسة ثانية غداً الخميس وعلى جدول اعمالها 110 بنود. وعلمت "الشرق" ان من بين ابرز الموضوعات على جدول الاعمال الموافقة على طلب السفارة الأميركية في لبنان اعفاءها من الرسوم الجمركية لخمسين سيارة لصالح السفارة. والى جانب مجلس الوزراء، يتجه الاهتمام الى اجتماع مجلس المطارنة الموارنة الشهري الذي ينعقد في بكركي اليوم لما سيصدر عنه من مواقف خصوصاً بعد الموقف المتقدم للبطريرك الماروني نصر الله صفير حيال الرئيس لحود وأزمة الرئاسة. فقد اعتبر صفير في حديث الى مجلة "لوبوان" الفرنسية "ان لحود لم يعد يملك الوسائل لملء مهامه وهو فقد مكانته لأنه مقاطع من الخارج والداخل"، لكنه اشار الى "ان الرئيس لحود عسكري وليس لديه المزاج لكي يخضع ويقدم استقالته بنفسه". ولفت صفير الى المواصفات المطلوبة في الرئيس المقبل وهي "الكفاءة والاستقلالية والصدق وان يكون مقبولاً من الجميع". وعما اذا كان الرئيس المقبل عسكرياً قال "لقد قلنا انه يجب الا يكون عسكرياً، ولكن الجنرال (ميشال) عون قال لي انه لم يعد عسكرياً منذ عشرين سنة". من ناحيته، اكد عون انه "من اليوم وحتى موعد 28 نيسان وفي ظل المشاورات المرافقة للحوار لا يمكن معرفة ما ستؤول اليه الامور على مستوى الرئاسة"، معتبراً "ان التفاهم قد يحصل في الساعات الأخيرة". واعلن ان "التوافق الوحيد الذي حصل في الحوار هو علي اعتماد صيغة استقالة الرئيس ولم تطرح الأسماء على الطاولة"، ورأى ان قضية الرئاسة تختصر بالاتفاق على الرئيس البديل. وأكد عون ان موقف "حزب الله" من رئاسة الجمهورية منبثق من وثيقة التفاهم القائمة بين الحزب و"التيار الوطني الحر" بالتأىيد للعماد عون. وعن لقائه مع رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" قال عون "كان هناك تحليل شامل لوضع القوى السياسية ونظرة كل واحد للموضوع الرئاسي". على صعيد آخر، وعلى الرغم من استراحة المتحاورين حتى 28 الجاري، تواصل الحوار الموازي بين رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والجانب الفلسطيني لوضع مقررات مؤتمر الحوار بشأن السلاح الفلسطيني والحقوق الانسانية للاجئين موضع التنفيذ. فبعد لقائه الأمين العام "للجبهة الشعبية - القيادة العامة" احمد جبريل، التقى الحريري في قريطم مساء اول امس وفداً من منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة امين سر الفصائل في لبنان العميد سلطان ابو العينين بحضور النائب بهية الحريري. واوضح المكتب الاعلامي للنائب الحريري ان الاخير يواصل لقاءاته مع المسؤولين الفلسطينيين في لبنان في اطار تكليف مؤتمر الحوار الوطني لعدد من القيادات السياسية المشاركة فيه اجراء هذه اللقاءات لدعم جهود الحكومة اللبنانية لتنفيذ ما تم اقراره على طاولة الحوار". واشار المكتب الى ان الوفد الفلسطيني قدم التعزية باستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وجرى بحث معمق في آلية تطبيق مقررات الحوار الوطني بشأن تنظيم الوجود الفلسطيني الموقت على الأراضي اللبنانية. واكد الوفد "ان منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين في الشتات بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والحكومة التي شكلتها حركة حماس ستعمل جاهدة لانجاح تطبيق هذه المقررات وهي في صدد تسريع اجراءات فتح مكتبها التمثيلي في بيروت". وتناول اللقاء الشؤون الاجتماعية والحياتية للاجئين الفلسطينيين في لبنان واوضاع المخيمات التي اكد النائب الحريري وجوب تحسينها. من جهته، ابدي ابو العينين ارتياحه وارتياح الفلسطينيين لأداء الحكومة الحالية "التي استطاعت ان تنقل الملف الفلسطيني من الزاوية الامنية الى بعده السياسي والاجتماعي". وكشف ابو العينين في مؤتمر صحافي عقده في مخيم الرشيدية "ان حركة "فتح" بدأت بتنظيم السلاح داخل المخيمات ووضع حد للسلاح الاستعراضي". ولفت الى "ان زيارة الأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة احمد جبريل لعدد من المسؤولين اللبنانيين جاءت بناء لطلب وموافقة لجنة الحوار اللبناني، وهي تكمل الجهد الذي بدأته منظمة التحرير من اجل تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني". وأكد ابو العينين "ان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات يعالج داخل الغرف المغلقة، وليس بالتراشق الاعلامي"، واشار الى ان "المكتب التمثيلي الفلسطيني هو الذي سيتولى قيادة الحوار الفلسطيني - اللبناني". في غضون ذلك، لا تزال زيارة الرئيس السنيورة الى دمشق
قيد التحضير، ونقلت "وكالة الأنباء المركزية" عن مصدر نيابي ان موعد الزيارة لن يكون قريباً اي في خلال ايام، خصوصاً انها ستتم وفق الأصول، بحيث يقوم اولاً وزير الخارجية فوزي صلوخ بزيارة لدمشق ويعمل مع نظيره السوري وليد المعلم على اعداد جدول اعمال محدد يصار على أساسه اللقاء المرتقب بين الرئيس بشار الأسد والرئيس السنيورة. وكشفت المصادر ان التريث في تحديد موعد زيارة السنيورة لدمشق يعود في أحد جوانبه الى وجوب اطلاع الرئيس لحود على جدول الاعمال وموافقته على مضمونه، وهذا ما يستوجب سلسلة اتصالات من اجل التوافق على جدول الأعمال هذا.
ـ البيرق ـ
كتبت "البيرق" تقول انه بعد توقف الحوار الوطني او ارجائه حتى 28 الجاري , بانتظار ان يؤدي " الحوار الموازي " الى حلحلة ما او الة فتح ثغرة ما في جدار الأزمة المسدود , يرى المعنيون انه من الضروري محاولة طرح الورقة الاصلاحية جديا بغية توفير المعالجات لها . وقالت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" ان هذه الورقة ستواجه بمعارضة مبدئية , من قبل الهيئات الاقتصادية والاجتماعية , مدعومة بقوى سياسية مهمة لحمل الحكومة على اعادة النظر فيها . وتوقعت المصادر موقفا بارزا . على هذا الصعيد , لوزراء حركة "امل" و "حزب الله" الذين اجتمعوا امس من اجل التنسيق بشأن هذا الموضوع . كذلك في المعلومات ان ممثلين عن الحركة والحزب اجتمعوا امس من اجل تنسيق الحركة المطلبية في هذا الشأن وعلم ان ابرز ما هو مرفوض لديهم : مشروع التعاقد الوظيفي والخصخصة العشوائية التي لا تبنى على دراسة منطقية . وفي المعلومات الخاصة ايضا ان الرئيس لحود ستكون له ملاحظات اساسية تصب في خانة الحرص على تحقيق اصلاح حقيقي في الدولة بما يوقف هدر المال العام اضافة الى وضع حد للفساد . من جهة ثانية , استمرت الاتصالات بشأن الزيارة التي ينوي الرئيس السنيورة القيام بها الى دمشق . وفي معلومات ل "البيرق" ان موعد هذه الزيارة يبدو انه متأخر لان الجانب السوري كان وما يزال يطرح امرين : اما ان يذهب السنيورة الى العاصمة السورية بجدول اعمال مقر في مجلس الوزراء خلال جلسة يرئسها رئيس الجمهورية او انعقاد المجلس الاعلى اللبناني - السوري في دمشق , بجدول اعمال لبناني - سوري تقر بموجبه كل الاتفاقات وتعالج كل الشوائب التي تعتري العلاقات بين البلدين . وفي موقف بارز حول الملف الرئاسي , رأى البطريرك صفير في حديث لمجلة " لوبوان " الفرنسية ان الرئيس لحود لم يعد يملك الوسائل لملء مهماته , مشيرا الى ان الرئيس لحود فقد مكانته لانه مقاطع من الداخل والخارج . لكن مصادر مطلعة اوضحت ان هذا الحديث يعود تاريخه الى شهر مضى وقد ادلى به قبل انعقاد القمة العربية . وذكرت المصادر ان البطريرك صفير سئل امس عن الحديث فاكد انه قديم وغير دقيق موضحة ان تيار المستقبل قد عمد الى ترجمته باللغة العربية وتوزيعه الى وسائل الاعلام سعيا لاستغلاله .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018