ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم 10 آذار/ مارس 2006
صحيفة السفير
قالت "السفير" إنه لن يكون سهلاً على أحد تحمل مسؤولية تطيير مؤتمر الحوار الوطني يوم الاثنين المقبل. اللبنانيون باتوا يعلقون الآمال عليه و"الاصيلون" سيحضرون حتماً، ولكن المسارات اللاحقة باتت مهددة، برغم "حفلة التصريحات الليلية والنهارية" المستمرة حول أهمية الحوار، ذلك أن جدول الأعمال وترتيب الاولويات وقواعد التوافق واتخاذ القرارات الوطنية كلها باتت أموراً مطروحة للنقاش، ما يعني أن المؤتمر سيبدأ من البديهيات وربما من "نقطة الصفر"، وهذا المناخ دفع بالرئيس نبيه بري صاحب المبادرة إلى التحذير من "أن الحوار قام على أسس وثوابت وأي إخلال بها يعرّض أصل الحوار للانهيار". وفهم أن المقصود من كلام بري عن "أسس وثوابت" ليس جدول الأعمال بحد ذاته، بل الرد على نظرية وليد جنبلاط بالتصويت بالأغلبية على القضايا التي يتعذر الإجماع عليها في مؤتمر الحوار. وفهم أن مراجعات عدة حصلت، طوال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، بين النائب سعد الحريري والرئيس نبيه بري وقيادة "حزب الله" حول المقصود من هذا الطرح، فإذا كان النائب جنبلاط يصر على عدم الإجماع "لا ضرورة للحوار، بل نعود إلى المؤسسات الدستورية، إلى مجلسي النواب والوزراء، وهناك يتم التصويت وتتخذ القرارات المناسبة، أما إذا قلنا إن ما نحن أمامه هو حوار وطني على قضايا خلافية أساسية، فإن مضمون الحوار ميثاقي بكل معنى الكلمة ويحتاج إلى الإجماع، وكل ما عدا ذلك يعني وجود قرار مسبق بتطيير الحوار بعد التئامه". وعلم أن الحريري أجرى أكثر من اتصال بالنائب جنبلاط وطلب منه التخفيف من حدة تصريحاته في ما يخص قضية لبنانية مزارع شبعا وسلاح المقاومة. وجاءت استجابة جنبلاط جزئية ومشروطة، اذ أعلن في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، انه وعد الحريري بأنه لن يذكر كثيراً "المزارع" حتى لا يخرّب الحوار"، لكنه أردف مضيفاً إلى مواقفه السابقة، بأن "المزارع" ليست خارج السيادة اللبنانية وحسب، بل انه حصل على مستندات وخرائط و"معلومات جديدة مثيرة للاهتمام" تعزز موقفه قبل قدومه إلى الولايات المتحدة حول وقوع "المزارع" تحت القرار 242 وان ملكيتها غير لبنانية، باستثناء منطقة صغيرة فيها، وانه سيتركها للاثنين، حيث سيقدمها للمتحاورين، مؤكداً أنه "غير موافق على الموضوع الأساسي وهو موضوع شبعا، ولن أستطرد كما سبق ووعدت الشيخ سعد الحريري"! وقالت مصادر دبلوماسية عربية في نيويورك لـ"السفير" انه كان من المقرر أن يعقد جنبلاط مؤتمراً صحافياً في واشنطن، لكنه ألغي في آخر لحظة، وذلك في ضوء اتصالات رفيعة المستوى، تبلّغت خلالها قيادة المملكة العربية السعودية أن توقيت رحلة جنبلاط كان مقرراً قبل تحديد موعد مؤتمر الحوار، ولدى مراجعة البعض في السفارة الاميركية النائب جنبلاط أكثر من مرة حول إمكانية التأجيل ليصار إلى تحديد مواعيد له في وقت لاحق، أجاب انه حزم حقائبه ولا ينوي إجراء أي تعديل وأنه سيكلف من ينوب عنه على طاولة الحوار. وعلم أن السفير الاميركي في بيروت، حرص خلال الاجتماعات التي عقدها في بيروت في الساعات الأخيرة على إبلاغ المعنيين بموقف بلاده وقال حرفياً "إن من يخرج من الحوار يعزل نفسه ونحن حريصون أكثر من أي وقت مضى على نجاح الحوار وان يحقق النتائج المرجوة". وقالت مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية إن بعض من راجعوا وزارة الخارجية الفرنسية حول موقفها من توقيت رحلة جنبلاط الاميركية، سمعوا جواباً واضحاً: "نحن مستاؤون من هذا التوقيت السيئ ومن الخطاب الذي لا يتناسب واللحظة السياسية التي يمر فيها لبنان". وفهم أن موقف السفير الفرنسي في بيروت برنار ايمييه لم يكن بعيداً عن موقف السفير فيلتمان، وكذلك مواقف بعض السفراء العرب في بيروت، وقالت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت في معرض تعليقها على المواقف المتشنجة "ان الجميع يحاولون رفع سقوفهم السياسية وفي النهاية سيجلسون الى الطاولة". وجاء إعلان جنبلاط عن حصوله على مستندات وخرائط ومعلومات جديدة مثيرة للاهتمام بشأن مزارع شبعا، بعد لقاء عقده صباح امس مع الموفد الدولي الخاص بالقرار 1559 تيري رود لارسن الذي سيزور بيروت في غضون الاسابيع القليلة المقبلة، في إطار التحضير لإصدار تقرير جديد بشأن القرار الدولي. وقالت مصادر دبلوماسية عربية في نيويورك إن لارسن استفاض في طرح الأسئلة حول شحنات الاسلحة التي صادرها الجيش اللبناني مؤخراً وكانت متجهة الى الجنوب (المقاومة). وان جنبلاط نقل تعهدات حصل عليها من قائد الجيش العماد ميشال سليمان بأن ذلك لن يتكرر نهائياً من الآن وصاعداً (أكد ذلك لاحقاً في المؤتمر الصحافي). وفهم أن تقرير لارسن سيتضمن عرضاً وافياً لموضوع الاسلحة والاشارة الى خطورة الموقف الذي صدر عن قيادة الجيش في الآونة الاخيرة! يذكر أن جنبلاط التقى في نيويورك سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي على "ترويقة صباحية غير رسمية". كما اجتمع ببعض المسؤولين في مكتب الامين العام للامم المتحدة. وفيما كان ين
تظر أن يصدر موقف نوعي ما عن جنبلاط في ضوء تعهدات قطعها النائب سعد الحريري على نفسه في الساعات الاخيرة، لوحظ أن الاجتماع الذي عقدته "لجنة المتابعة لقوى الرابع عشر من آذار(شباط)" في قريطم برئاسة الحريري للمرة الاولى، جاء نوعاً من الاستعاضة عن اجتماع موسع كان من المقرر عقده في الساعات المقبلة، وتحوّل في جزء كبير منه الى اجتماع تضامني مع مواقف جنبلاط. وقالت مصادر اللجنة لـ"السفير" انه تبين ان لا حاجة الى الاجتماع الموسع، "فالمواقف متطابقة بين قوى الرابع عشر من آذار (شباط) والتنسيق كامل بين الجميع وهناك إحاطة كاملة بموقف جنبلاط ولا إمكانية للفصل بينه وبين الحريري". وأكدت المصادر ان المجتمعين اتفقوا على عدم تنظيم أي تحرك سياسي وشعبي لمناسبة الرابع عشر من آذار. وفي بيان وزع مساء أمس من قريطم، نسب إلى جنبلاط "توضيحه" انه لم يقصد بدعوته إلى التصويت بالأغلبية، التصويت كما يحصل في اجتماع مجلس الوزراء
"بل انني أوافق على أن تصوّت الأغلبية ومن ضمنها قوى 14 آذار ضد وجهة نظري، ولا علاقة لموقفي بمسألة الأغلبية في مجلس الوزراء كما أوحى بذلك بيان الرئيس بري، وكل ما في الأمر أنني مستعد أن أكون في صف الأقلية حتى وحدي بمعزل عن حلفائي وقوى 8 آذار إذا اتفقوا على أمر ما". وجدد جنبلاط في المؤتمر الصحافي الذي عقده في نيويورك مطالبته بنزع سلاح المقاومة، وقال: "لا وجود لدولة أخرى في التاريخ قبلت وجود ميليشيات منظمة داخل الدولة أو مقاومة منظمة داخل الدولة. ويوم تحرير فرنسا من النازية، قامت الحكومة الفرنسية بتجريد المقاومة من سلاحها، لو تذكرنا اليونان آنذاك لم يكن هنالك من اتفاق وقد أدى ذلك الى حرب أهلية بين الميليشيات واليونانيين، لا أظن أن أحداً يرغب في حرب أهلية". ورداً على سؤال عما اذا كان حزب الله ميليشيا أم مقاومة، أجاب جنبلاط: "حسناً انها مقاومة ولكن ما الفرق بين المقاومة والميليشيا لا شيء". وأردف: "أنا لا أجد ضرورة لاستمرار هذا النضال العسكري"، وقال "اذا قدم الاميركيون دعماً معنوياً للبنان فأنا لا أخجل بذلك". من جهتها، استغربت كتلة الوفاء للمقاومة "ان يطلب السيد وليد جنبلاط الدعم الصريح والمساعدة من الاميركيين اليوم وهو يعرف مدى التزامهم بمصالح وأمن اسرائيل على حساب لبنان وكل المنطقة، وفي الوقت نفسه يزعم أنه يريد الاستقلال والسيادة للبنان". وقالت الكتلة انها إذ ترفض وتدين أي استقواء بالأجنبي وتعتبر ذلك تعقيداً للأزمة ومنزلقاً خطيراً من شأنه وضع العصي في دواليب الحوار إن لم نقل تعطيله، "تدعو الجميع لإقفال جميع منافذ التدخل الخارجي ومواصلة الحوار بإيجابية ومسؤولية وطنية لأن ذلك هو الطريق الوحيد لحفظ الوطن وصون وحدته وتحقيق مصالح أبنائه". وشدد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس على أهمية استمرار الحوار الوطني بين اللبنانيين، معتبراً أن التوصل الى "حل 20% من المسائل يشكل بداية جيدة لمتابعة الحوار من أجل التوصل الى حلحلة كل المواضيع المطروحة". وأكد في حديث الى "فرانس برس" ان "الفشل ممنوع"، "واذا لم نتمكن من الاتفاق على الحد الأدنى سيكون وضع لبنان صعباً جداً لأنه لا بدائل للاتفاق". وقال جعجع انه يرفض المنطق الذي طرحه جنبلاط بالاحتكام الى الاغلبية والاكثرية في مؤتمر الحوار ونفى وجود أي "فيتو" على ترشيح العماد عون للرئاسة وقال اننا نرفض مقولة عون أو لحود. ودعا تكتل الاصلاح والتغيير بعد اجتماعه امس برئاسة العماد عون القادة المشاركين في الحوار الى اعتماد منطق الشراكة في المصير الوطني الواحد، محذراً من أن انهيار الحوار "خسارة للجميع ونجاحه نصر للبنان السيد الحر المستقل". يذكر أن الرئيس نبيه بري استقبل امس السفير المصري حسين ضرار وممثل الامين العام للامم المتحدة غير بيدرسون والسفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي اجتمع ايضا بالعماد ميشال عون ونقل اليه تقدير الولايات المتحدة لمواقفه. وأعلن كل من فيلتمان وضرار وبيدرسون دعمهم وتشجيعهم لمتابعة الحوار. وتابعت "السفير" تقول, لقد قرر مجلس الوزراء، في جلسته امس، تشكيل الوفد اللبناني الى القمة العربية في الخرطوم نهاية هذا الشهر برئاسة رئيس الجمهورية اميل لحود والرئيس فؤاد السنيورة (اذا استطاع) ووزير الخارجية فوزي صلوخ وسفير لبنان في الخرطوم شربل اسطفان وسفير لبنان في القاهرة عبد اللطيف المملوك. كما قرر تكليف الامين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بطرس عساكر وسفير لبنان في المكسيك نهاد المحمود والقائمة بالاعمال اللبنانية في نيويورك كارولين زيادة بتمثيل لبنان في الجلسة التي سيعقدها مجلس الامن الدولي في الخامس عشر من الجاري ويستمع فيها الى التقرير الفصلي لرئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي سيرج براميرتز. يذكر أن براميرتز سيزور دمشق اليوم أو غداً من أجل استكمال إجراءات الاتفاق الذي تم بينه وبين الجانب السوري في الاسبوع الماضي.
صحيفة الديار
كتبت "الديار" تقول ان الإشارات الداخلية والدولية بدأت تنذر باحتمال فشل مؤتمر الحوار الوطني، ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
1 ـ تصريحات النائب جنبلاط في واشنطن بخصوص مزارع شبعا، وحصوله على مستندات من الأمم المتحدة تبيّن ان المزارع تابعة للقرار الدولي 242. 2 ـ طلب جنبلاط مساعدة أميركية للتخلص من النظام السوري من خلال فرض عقوبات اقتصادية وديبلوماسية، وتأكيده انه ليس خجولاً من أي دعم اميركي.
3 ـ ردود فعل عنيفة من حزب الله الذي اعتبر طلب جنبلاط خطيراً ومداناً ويفسح في المجال امام اطراف دولية اجنبية ان تتدخل لمصلحة فريق ضد فريق آخر.
4 ـ تخوف الرئيس بري الذي يدير الحوار من بعض الطروحات التي تؤكد ذهاب البعض الى عدم الرغبة بالحوار حيث تصبح العودة الإثنين غير ذات معنى، وأي اخلال في القواعد والثوابت يعرض الحوار للإنهيار. وفي هذا الاطار تحركت المملكة العربية السعودية وأبلغت سعد الحريري بالوقوف الى جانب قرار تثبيت لبنانية مزارع شبعا، والمضي في هذه النقطة مع النائب جنبلاط أو بدونه. وقد استبق النائب جنبلاط هذا التحرك العربي باقتراحه مخرجاً على سعد الحريري الذي لا يستطيع رفض الطلب السعودي، حيث يكون المخرج برفض جنبلاط للبنانية مزارع شبعا وموافقة الحريري على لبنانيتها من خلال التصويت، وتحدثت بعض المصادر عن مواقف ضبابية. وبذلك يكون جنبلاط قد اقترح مخرجاً لائقاً لانفصاله عن سعد الحريري. وتعقيباً على التحرك العربي وخصوصاً السعودي المصري، ووفق هذه المعطيات المستجدة، فإن المملكة العربية السعودية تتجه لإقامة حلف ثلاثي سني شيعي مسيحي من كتلة تيار المستقبل وكتلة حزب الله وكتلة تيار العماد ميشال عون يكون قد استكمل بعد لقاء التفاهم في مار مخايل بين عون ونصر الله، وهذا الحلف يدير الأزمة اللبنانية بعد فشل قوى 14 آذار في ادارة البلاد. ويقول المراقبون ان التحرك السعودي في هذا الاطار ينبع من تخوف المملكة من تداعيات الاحداث في العراق وانعكاسها على الساحة اللبنانية التي قد تؤدي الى فتنة سنية شيعية تكون نتائج ارتداداتها قوية على المنطقة، خصوصاً في الجزيرة العربية. وتساءلت "الديار" انه بعد هذه المعطيات هل ينعقد الحوار نهار الإثنين أم يؤجّل الى موعد لاحق، واذا انعقد ماذا ستكون مواقف الأطراف المجتمعة من النقاط الساخنة التي تهدد بفشل الحوار، ومن جهة أخرى من الانفصال المحتمل بين سعد الحريري ووليد جنبلاط؟ هل أخذ وليد جنبلاط يغرّد خارج سرب فريق 14 آذار أم أن لعبة أدوار محبوكة تجري داخل هذا الفريق للمناورة خلال الجلوس الى طاولة الحوار؟ المعلومات المتوافرة من مصادر مختلفة اكدت لـ"الديار" ان أحد ابرز حلفاء جنبلاط النائب سعد الحريري أبلغ عددا من المسؤولين منذ انفضاض جلسات الحوار وحتى أمس انه سعى ويسعى الى ثني جنبلاط عن اسلوبه الذي يتبعه في اطلاق التصريحات النارية خصوصا حول مزارع شبعا، وانه لا يحبذ مثل هذا الاسلوب بل يريد ان يدلي جنبلاط بما عنده الى طاولة الحوار بشكل موضوعي وبعيدا عن التشنجات. وحسب المعلومات ايضا، فان الحريري حاول طمأنة بعض القيادات الذين اتصل بهم بأنه سينجح في احتواء تصعيد جنبلاط وبالتالي العودة الى طاولة الحوار من دون اية مواقف او شروط مسبقة. وقد كرر جنبلاط في مؤتمر صحفي عقده في نيويورك مساء امس موقفه من مزارع شبعا لكنه لم يتوسع في الحديث عن هذا الموضوع قائلا انه وعد النائب الحريري بأن لا يتناول هذا الموضوع لكي لا يخرّب الحوار. وحسب المعلومات التي توافرت ايضا فان اجواء بلبلة تسود صفوف فريق 14 آذار عشية مرور سنة على بلورة هذا التجمع، حيث تبرز العقدة الاساسية المتعلقة بمسألة رئاسة الجمهورية. ووفق المعلومات ان هناك مواقف اتخذت في دائرة ضيقة داخل هذا الفريق تناولت طرح اسماء واستبعاد أسماء اخرى لرئاسة الجمهورية بعد الاطاحة بالرئيس لحود. وحسب هذه المعلومات فان مثل هذا الانتقاء الضيق قد تسرب الى بعض المرشحين حيث حل مؤخرا حسب هذه الدائرة الضيقة النائب السابق نسيب لحود كمرشح قوي وتراجعت اسهم النائب الحالي بطرس حرب. واضافت المعلومات ان واشنطن ليست بعيدة عن هذه المسألة، وهي شجعت الدائرة الضيقة على المضي في غربلة الأسماء لتضييق الخيارات اذا ما تمكّن فريق الاكثرية من الاطاحة بالرئيس لحود. اما في خصوص الاتصالات الجارية لتحسين الاجواء من اجل انعقاد جلسة الحوار يوم الاثنين المقبل وبالتالي خروج المتحاورين بنتائج ايجابية، فقد كشفت مصادر مطلعة لـ"الديار" ان هناك ما يشبه الافخاخ قد نصبت على طريق هذه الجلسة ابرزها ما صدر اول امس عن النائب جنبلاط من نيويورك حول دعوته الى اتخاذ القرارات في الحوار بالاغلبية بدل الاجماع لا سيما حول مزارع شبعا، وقد اعتبرت هذه الدعوة من اوساط الثنائي الشيعي في الحوار بانها مناورة مكشوفة لوضع العراقيل مسبقا امام الحوار ذلك ان اتباع مثل هذا النهج لا يتلاءم مع منطق وروح الحوار الذي يرتكز الى قاعدة الوفاق والتوافق. واعتبرت هذه الاوساط انها محاولة للهروب الى الامام وللسير في مسار لا يؤدي بالحوار الى النتيجة المرجوة، مشيرة الى ان هناك قضايا ومسائل اساسية لا يمكن الحديث حولها بلغة كتلك التي استخدمها جنبلاط في تصريحاته. ومن بين الافخاخ التي رصدت في الساعات الثماني والاربعين الماضية محاولة تسويق مطلب نقل الحوار من مجلس النواب الى السراي الحكومي بحجة الافساح في المجال امام المحلات والمطاعم في الوسط التجاري لفتح ابوابها يوم الاثنين المقبل. وقالت مصادر مطلعة ان اقفال هذه المطاعم والمحلات ليوم او يوم
ين من اجل نجاح الحوار لا يوازي ذرة من حجم الايجابيات التي ستحقق اذا ما نجح الحوار، مشيرة الى الدعم الذي تلقاه مؤتمر الحوار من قبل الهيئات الاقتصادية كافة والاتحاد العمالي العام. وقالت ان مثل هذه المحاولة تستهدف خلق مناخ نفسي يتعارض مع استمرارية الحوار والاجواء الايجابية التي انطلق منها، وهي بالتالي لا يمكن ان تخفي محاولات لنسف الحوار من الداخل. وفي غمرة الاتصالات المكثفة التي استمرت لاستئناف الحوار الاثنين في مناخ ايجابي تخوف الرئيس بري من «ان بعض الطروحات تؤكد ذهاب البعض الى عدم الرغبة بالحوار وبالتالي تصبح العودة الاثنين غير ذات معنى، لا بل هي تبرئة ظاهرة للذمة وقال ان الحوار قام على اساس قواعد وثوابت واي اخلال بها يعرض الحوار للإنهيار، فاذا كان مجرد اللقاء الخميس في 2 اذار حدثا مهما فهو يوم الاثنين لم يعد كافيا دون اجماع اللبنانيين على ما يقررون ويعلنون حول مشاكلهم وقضاياهم وفي لقائه مع ممثل الامين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون عرض الرئيس بري للمسؤول الدولي بالوثائق والخرائط تاريخ المزارع وطريقة اللجوء للامم المتحدة ولكن مع الحفاظ على امرين: ملكية مزارع شبعا اللبنانية التي لا تناقش وكذلك السيادة اللبنانية على هذه المزارع، واكد ايضا ان الذي حرر الجنوب وهو المقاومة هي من الثوابت حتى التحرير الكامل. واستقبل الرئيس بري السفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي اكد له دعم الولايات المتحدة لجهوده في جمع القيادات اللبنانية حول طاولة الحوار، وتشجيعها متابعة هذا الحوار في الاسبوع المقبل. اما السفير المصري فاعلن بعد لقائه بري استعداد مصر والسعودية للمساعدة من اجل انجاح الحوار الجاري، معتبراً ان المبادرة العربية تبقى احتياطياً لتقديم المساعدة المطلوبة. ووصفت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها امس برئاسة النائب محمد رعد كلام جنبلاط في واشنطن لجهة طلب الدعم والمساعدة من الاميركيين بانه خطير ومدان ولا يعبر عن موقف اللبنانيين كما يضر بمصالحهم لانه يفسح المجال امام اطراف دولية اجنبية ان تتدخل في بلادهم لمصلحة فريق ضد فريق. واستغربت الكتلة ان يطلب جنبلاط الدعم الصريح والمساعدة من الاميركيين وهو يعرف مدى التزامهم بمصالح وامن اسرائيل على حساب لبنان وكل المنطقة وفي الوقت نفسه يزعم انه يريد الاستقلال والسيادة للبنان، داعية الجميع الى اقفال كل منافذ التدخل الاجنبي. واكدت الكتلة ضرورة المضي في الحوار ومسؤولية الجميع في توفير مستلزمات التوصل الى نتائج ايجابية تعكس حداً مقبولا من التوافق اللبناني ازاء القضايا السياسية المطروحة. وقال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم انه اذا لم يحضر واحد من الصف الاول فان الحزب لن يشارك الاّ على مستوى الصف الاول. من جهته من المتوقع ان يعود النائب وليد جنبلاط اليوم الى بيروت وقد اكد في مؤتمر صحفي عقده امس في نيويورك انه سيشارك في الحوار يوم الاثنين، ولم يتوسع بالحديث عن مزارع شبعا قائلا انه وعد النائب سعد الحريري بذلك لكي لا يخرب الحوار. واكد جنبلاط على مواقفه من مزارع شبعا والمقاومة واوضح ان محادثاته مع انان ورايس ركزت على عدم وجود فارق بين اتفاق الطائف والقرار 1559 وهو ان على الدولة اللبنانية ان تبسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية حتى في المخيمات الفلسطينية. كما ركزت على التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وقال جنبلاط: عندما نطبق الطائف وال 1559 نرسي سلطة الدولة على كامل اراضيها وذلك يعني ان لا وجود لميليشيات مسلحة. اضاف: لا توجد دولة تقبل بوجود ميليشيات منتظمة داخل الدولة او مقاومة منتظمة داخل الدولة ولفت الى انه اطلع في الامم المتحدة على معلومات وردت عبر «الانترنت " تقول ان مزارع شبعا لا تقع تحت السيادة اللبنانية مشيرا الى انها تخضع للقرار 242. وقال «هناك منطقة صغيرة هي ملكية لبنانية لكن الباقي ليس ملكية لبنانية والخرائط التي لدي في لبنان والتي وجدتها هنا من خلال «الانترنت " تؤكد ما سبق وذكرته في لبنان وسأقدم هذه المستندات نهار الاثنين للحوار بشكل هادئ جداً. وعندما نقول حوار يعني ان هناك نقاط خلافية وليس هناك حوار ينتهي بالاجماع. الا اذا كان الجميع وافقوا على كل شيء. انني غير موافق على الموضوع الاساسي وهو موضوع مزارع شبعا كي لا استطرد كما سبق ووعدت الشيخ سعد الحريري وتابع: «نحن نكتفي باتفاق الهدنة مع اسرائيل الموقع عام 1948 واوضح ان البند الاول في القرار 1559 ينص على ان لحود غير شرعي لان هناك دولة اجنبية. او فرض على لبنان بارادة غير لبنانية ويدعو القرار الى انتخابات حرة وعندما اعود الى لبنان ساستشير زملائي في المعارضة وفي مقدمهم سعد الحريري والدكتور جعجع وسنرى مع العماد ميشال عون كيفية الاستمرار في هذه المعركة من اجل ان يكون هناك رئيس منتخب من قبل اللبنانيين دون املاء خارجي. داعيا الى ما وصفه وضع حد لدخول شاحنات الاسلحة من سور
يا مطالبا السوريين والايرانيين ان يرفعوا ايديهم عن لبنان. وقال انه لم يغادر لبنان كي يخرب الحوار كما يدعي البعض مؤكدا انه ليس خجولا من اي دعم اميركي. ومن جهته اكد تكتل الاصلاح والتغيير بعد اجتماعه امس برئاسة العماد ميشال عون الاستمرار بالمشاركة في جلسة الحوار يوم الاثنين المقبل. وبذل كل الامكانات لتوفير الاجواء الملائمة دفعا للحوار الى خواتيمه التي يعلق عليها الشعب اللبناني امله لاخراج البلد من مآزقها. واهاب التكتل بكل القيادات المشاركة في المؤتمر ان يقدروا خطورة المرحلة التي يجتازها لبنان والمنطقة التي توجب التحلي باقصى درجات الوعي المسؤولية والوطنية وعدم التخوين والتشنج او وضع الشروط المسبقة والشروط المضادة. لان انهيار الحوار خسارة للجميع ونجاحه نصر للبنان السيد الحر المستقل ودعا المشاركين في المؤتمر الى اعتماد منطق الشراكة في المصير الوطني الواحد. وتغليبه على منطق المكاسب ومبدأ الربح والخسارة.
صحيفة الأنوار
قالت "الأنوار" ان اقتراح التصويت بالاكثرية على طاولة الحوار الذي طرحه النائب وليد جنبلاط اثار امس ردود فعل شديدة، استتبعت باجتماع وموقف لقوى 14 اذار وتوضيح من رئيس اللقاء الديمقراطي نفسه. ووسط الاتصالات التي كانت تجري لتطويق مضاعفات الاقتراح برزت مشكلة جديدة تحدث عنها الوزير غازي العريضي بعد جلسة مجلس الوزراء وهي اعلان عدد من اعضاء الحكومة معارضتهم ترؤس رئيس الجمهورية الوفد اللبناني الى القمة العربية في الخرطوم قبل اطلاع المجلس على الكلمة التي سيلقيها. وقد رد المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية بعنف على العريضي. ولليوم الثاني على التوالي استمر الحوار داخل الكتل النيابية تمهيدا للعودة الى الطاولة المستديرة، في وقت اعلن فيه الرئيس نبيه بري بعد ظهر امس (ان بعض الطروحات تؤكد ذهاب البعض الى عدم الرغبة في الحوار، وبالتالي تصبح العودة يوم الاثنين غير ذات معنى لا بل هي تبرئة ظاهرية للذمة. واضاف الرئيس بري: الحوار قام على اساس قواعد وثوابت، اي اخلال بما يعرض اصل الحوار للانهيار. فاذا كان مجرد اللقاء الخميس الماضي 2 اذار حدثا مهما، فهو اليوم ويوم الاثنين المقبل لم يعد كافيا دون اجماع اللبنانيين على ما يقررون ويعلنون حول مشاكلهم وقضاياهم. في هذا الوقت اجتمعت كتلة (الوفاء للمقاومة)، وتوقفت عند الكلام الذي ادلى به النائب وليد جنبلاط في واشنطن لجهة طلب الدعم والمساعدة من الاميركيين لفريق 14 اذار من اللبنانيين، فاعتبرته الكتلة كلاما خطيرا ومدانا ولا يعبر عن موقف اللبنانيين، كما يضر بمصالحهم لانه يفسح المجال امام اطراف دولية اجنبية ان تتدخل في بلادهم ولمصلحة فريق ضد فريق، الامر الذي يفضي الى انقسام واستقواء وفتنة وارتهان. ورفضت الكتلة ودانت اي استقواء بالاجنبي ودعت الجميع الى إقفال كل منافذ التدخل الخارجي ومواصلة الحوار بإيجابية ومسؤولية وطنية، لان ذلك هو الطريق الوحيد لحفظ الوطن وصون وحدته وتحقيق مصالح ابنائه. كذلك اجتمع (تكتل التغيير والاصلاح) برئاسة العماد ميشال عون واذاع بيانا اكد فيه الاستمرار بالمشاركة في جلسة الحوار يوم الاثنين المقبل، وما قد يتلوها من جلسات، وبذل كل الإمكانات لتوفير الأجواء الملائمة، دفعاً للحوار الى خواتيمه التي يعلق عليها الشعب اللبناني آماله لإخراج البلاد من مأزقها. واهاب التكتل بكل القيادات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ان يقدّروا خطورة المرحلة التي يجتازها لبنان والمنطقة والتي توجب التحلي بأقصى درجات الوعي والمسؤولية الوطنية وعدم التخوين والتشنج، او وضع الشروط المسبقة والشروط المضادة، لأن انهيار الحوار خسارة للجميع ونجاحه نصر للبنان السيد الحر المستقل. وتابعت "الأنوار" تقول انه في هذا الوقت اجتمعت لجنة المتابعة لقوى (14 اذار) في قريطم مساء امس، وشارك في جانب من الاجتماع سعد الحريري وصدر عن الاجتماع بيان اكد التمسك بالحوار، ومشاركتها به يوم الاثنين المقبل وعزمها على انجاحه توخيا للانقاذ الوطني والتغيير الديمقراطي. وقالت انها ستتوجه الى الحوار على قاعدة اولوية التمسك باتفاق الطائف فضلا عن الثوابت الوطنية المعلنة في بياناتها السابقة. وفيما قال النائب وليد جنبلاط في حديث من نيويورك امس وعد الحريري بعدم الحديث عن مزارع شبعا قبل استئناف الحوار، فانه حرص على توضيح اقتراحه حول اتخاذ القرارات في مؤتمر الحوار بالاكثرية وليس بالاجماع. وقال جنبلاط ردا على سؤال حول ردود الفعل التي اثارها اقتراحه ومعترفا بالخلاف مع حلفائه حول طروحاته لم اقصد ابدا التصويت كما يحصل في مجلس الوزراء، بل انني اوافق على ان تصوت الاغلبية، ومن ضمنها قوى 14 اذار ضد وجهة نظري. اي انني اوافق على ان يكون من هم في صف حلفائي على خلاف مع طروحاتي اذا ارتأوا ذلك، احتراما لمبدأ الديمقراطية وتنوع الرأي لأنني لا اتمسك بأن يوافقوا على رأيي اذا كان رأي الحلفاء مخالفا. اضاف: لا علاقة لموقفي، بمسألة الاغلبية في مجلس الوزراء، كما اوحى بذلك بيان الرئيس بري. كل ما في الامر انني مستعد ان اكون في صف الاقلية حتى وحدي، بمعزل عن حلفائي وقوى 8 اذار اذا اتفقوا على امر ما. على صعيد مجلس الوزراء، فقد عقد جلسته مساء امس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الذي نوه في كلمة له بالحوار الذي يتم دون رعاية او وساطة او وصاية، املا ببذل كل جهد لكي تنجح المبادرة الحوارية. وخلال حديثه عن المقررات، سئل الوزير غازي العريضي اذا كان المجلس بحث بمستوى التمثيل في القمة العربية بعد تردد معلومات عن امتعاض بعض الوزراء من دعوة الرئيس لحود، فقال: ليس امتعاضا لقد ابلغنا دولة الرئيس بأن الرئيس اميل لحود سيلبي دعوة الرئيس السوداني لحضور قمة الخرطوم. وانا شخصيا اعترضت على مبدأ مشاركته في ظل الظرف السياسي القائم حول وجود الرئيس وتمثيله. لأن صورته تمثل لبنان في الخارج عليها علامات استفهام. لكن هناك امورا اخرى كانت تحصل. فصورة لبنان في الخارج كانت صورة الوفود الطنانة الرنانة، وكانت ت
نفيعات بينما نشاهد دولا اخرى اكبر منا واقدر منا تشارك بوفود متواضعة، وليست هي المرة الاولى التي اثير فيها هذا الامر. واضاف: ومن يمثل لبنان في هذا الظرف الدقيق سوف يلقي كلمة وحق مجلس الوزراء ان يطلع على هذه الكلمة التي ستلقى باسم لبنان، لذلك اعترضت، وكذلك فعل الوزراء، نعمة طعمة، نايلة معوض وميشال فرعون وتأكيد من قبل الجميع على الاطلاع على هذه الكلمة على ان ينسق هذا الامر رئيس الحكومة مع رئيس الجمهورية. هناك استطلاع يقول ان اكثر من 49% مع بقاء الرئيس. - في العام 1998 خرج استطلاع توج الرئيس اميل لحود منقذا ورأينا ما حدث في البلاد. ومساء صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: مرة جديدة يستغل وزير الاعلام غازي العريضي منبر مجلس الوزراء ليدلي بآراء ومواقف تعكس توجهاته الشخصية او توجهات الجهة الحزبية التي يمثلها داخل الحكومة متجاوزا بذلك الاصول والقواعد التي يجب ان يتقيد بها عندما يدلي، بتكليف من دولة رئيس مجلس الوزراء، بنتائج اجتماعات المجلس. غير ان الوقائع المتكررة تظهر ان وزير الاعلام يعمد في كل مرة الى اجتزاء ما يناسبه ويذيعه على وسائل الاعلام ويحجب مواقف اخرى يعبّر عنها السادة الوزراء. وتأسيسا على هذا الاسلوب الذي نشأ عليه الوزير العريضي يوم كان مشرفا على اذاعة صوت الجبل، في زمن هيمنة الميليشيات، تعمّد هذه الليلة خرق سرية مداولات مجلس الوزراء، ليهاجم رئيس الجمهورية مشككا بالثوابت الوطنية والقومية التي التزمها طوال عهده والتي يتنكر لها اليوم الوزير العريضي ومن يمثل، مراهنا بذلك على ضعف ذاكرة اللبنانيين، لا سيما اولئك الذين يدّعي الوزير العريضي، ومن يمثل النطق باسمهم. واذا كان من حق الوزير العريضي ان يروّج، من على غير منبر مجلس الوزراء، وجهة نظره فان ما ليس من حقه مطلقا هو ان يتطاول على مقام رئاسة الجمهورية وشخص الرئيس ويحرّف الوقائع الدامغة ويطلق التصنيفات، في محاولة منه لصرف اهتمام الرأي العام عن التداعيات السلبية التي خلفتها مواقفه وخيارات من يمثل على مصير مؤتمر الحوار الوطني، او لتبرير حالة الارباك والضياع التي يمر بها اركان الفريق الذي ينتمي اليه الوزير العريضي بعدما باتوا مكشوفين امام اللبنانيين الذين لن تخدعهم بعد اليوم شعارات جوفاء ومواقف مرتهنة ومواعيد صارت في الخيال، ولن ينسوا خصوصا تاريخ من يدعي اليوم البطولات الوهمية.
صحيفة النهار
كتبت "النهار" تقول ان القوى السياسية المشاركة في جلسات الحوار تسابقت الى اصدار بيانات هي بمثابة "اعلان نيات" حسنة وايجابية لمعاودة الجولة الثانية من الحوار الاثنين المقبل، مما يؤكد "تعويم" الحوار اقله من حيث عودة اقطابه الى الطاولة في الموعد المحدد له ومعاودة المناقشات من حيث توقفت عندها. لكن هذا "التعويم" لا ينسحب بالضرورة على النتائج التي تبقى رهن مجريات الجولة الجديدة في ضوء احتقانات وتعقيدات جديدة – قديمة يتمثل احدثها بالحوار "الطائر" او السجالات من بُعد بين "حزب الله" ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، فيما سجل تطور لافت امس مع دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري مباشرة على خط الرد على جنبلاط، وإن لم يسمه. وفي ما بدا تحذيرا قويا من "العودة الى الحوار كتبرئة ظاهرية للذمة"، رد بري على جنبلاط في مطالبته اعتماد الغالبية وليس الاجماع في اتخاذ القرارات فقال ان "اي اخلال بالقواعد والثوابت التي قام عليها الحوار يعرض اصل الحوار للانهيار". ورأى انه "اذا كان مجرد اللقاء الخميس الماضي حدثا مهما فهو يوم الاثنين المقبل لم يعد كافيا دون اجماع اللبنانيين على ما يقررون". وتزامن موقفه وبيان لكتلة "الوفاء للمقاومة" شدد على "ضرورة المضي في الحوار ومسؤولية الجميع في توفير مستلزمات التوصل الى نتائج ايجابية". ورد على كلام جنبلاط في واشنطن فوصفه بانه "خطير ومدان ويضر بمصالح اللبنانيين لانه يفسح في المجال امام اطراف دوليين واجانب لان يتدخلوا في بلادهم ولمصلحة فريق ضد فريق". على ان جنبلاط سارع ليلا من نيويورك حيث عقد والوزير مروان حماده مؤتمرا صحافيا في مبنى الامم المتحدة، الى التوضيح انه "لم يقصد ابدا في تصريحه حول التصويت بالغالبية كما يحصل في مجلس الوزراء بل انني اوافق على ان تصوت الغالبية ومن ضمنها قوى 14 آذار ضد وجهة نظري، اي انني اوافق على ان يكون من هم في صف حلفائي على خلاف مع طروحاتي اذا ارتأوا ذلك احتراما لمبدأ الديموقراطية وتنوع الرأي لانني لا اتمسك بان يوافقوا على رأيي اذا كان رأي الحلفاء مخالفا". واضاف: "لا علاقة لموقفي بمسألة الغالبية في مجلس الوزراء كما اوحى بذلك بيان الرئيس بري. كل ما في الامر انني مستعد لأن اكون في صف الاقلية حتى وحدي بمعزل عن حلفائي وقوى 8 آذار اذا اتفقوا على امر ما". واذ اعتبر جنبلاط ان "لا فرق بين المقاومة والميليشيا" وان مزارع شبعا تخضع للقرار 242، قال انه لن يتحدث عن موضوع شبعا قبل عودته الى طاولة الحوار بناء على وعد قطعه للنائب سعد الحريري. ونفى ان يكون غادر لبنان لنسف الحوار. واوضح انه لا يخجل من اي دعم اميركي داعيا الى التزام اتفاق الهدنة "ولا داعي الى الاستمرار في النضال العسكري". والتقى جنبلاط وحماده امس ممثل الامين العام للامم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود – لارسن، ثم التقيا الى فطور عمل دام ساعتين مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن. وتابعت "النهار" تقول ان لجنة المتابعة لقوى 14 آذار اكدت بعد اجتماعها في قريطم مساء امس تمسكها بنهج الحوار واعلنت انها ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني لدى معاودته اعماله صباح الاثنين "على قاعدة اولوية التمسك باتفاق الطائف بشقيه الداخلي والخارجي سقفا لأي من الحلول المنشودة". كذلك اعلن "تكتل التغيير والاصلاح" برئاسة العماد ميشال عون الاستمرار في المشاركة في مؤتمر الحوار و"بذل كل الامكانات لتوفير الاجواء الملائمة دفعا للحوار الى خواتيمه". ودعا القادة المشاركين فيه الى "اعتماد منطق الشراكة في المصير الوطني الواحد وتغليبه على منطق المكاسب او التجاذب ما بين ساحتي 14 و8 آذار". واعتبارا من مطلع الاسبوع المقبل تعود الاهتمامات ايضا الى التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقد علمت "النهار" ان رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتس سيتوجه الى نيويورك الاسبوع المقبل بعد زيارته المرتقبة لدمشق، لتقديم تقريره الاول الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في 15 من الجاري او في 16 منه على ابعد تقدير. كذلك علمت "النهار" ان موضوع انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي الذي بحثه مجلس الوزراء مساء امس يجري في شكل متقدم. وفي هذا السياق افادت معلومات ان مجلس الامن سيكلف الامين العام في فترة قريبة وضع الاتفاق المزمع عقده بين الحكومة اللبنانية وانان، ويرجح ان يكلف هذا الامر في اواخر آذار او مطلع نيسان على ابعد تقدير. وكانت مصادر سورية اكدت امس في دمشق ان برامرتس سيصل "قريبا جداً الى العاصمة السورية.
صحيفة المستقبل
كتبت "المستقبل" تقول انه في وقت تستمر "استراحة الحوار" حتّى الاثنين المقبل، وفيما بدا جميع الفرقاء "مستنفرين" بأفق الجولة المقبلة، برزت أمس مواقف تؤكّد على مواصلة الحوار من جهة وتكشف عن "كباش" لا يزال مستمراً لا سيّما بين "اللقاء الديموقراطي" ورئيسه النائب وليد جنبلاط وبين "حزب الله" من جهة ثانية، وذلك بينما كان جنبلاط يوضح من نيويورك ما قاله أوّل من أمس حول الغالبيّة والإجماع، مؤكداً أنّه "يوافق على أن يصوّت حلفائي في 14 آذار ضدّ وجهة نظري" في موضوع مزارع شبعا "إذا ارتأوا ذلك". قوى 14 آذار، التي عقدت لجنة المتابعة المنبثقة عنها اجتماعاً في قريطم شارك في قسم منه رئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري أكّدت في بيان صادر عنها "تمسّكها بنهج الحوار الوطني"، ولفتت إلى أنّها كانت "سبّاقة للاستجابة إلى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني". وأشارت إلى تجاوزها العديد من الشكليات وكذلك "تجاوزها محاولات تشويه مواقف بعض قوى 14 آذار ومحاولة تحميلها مسؤولية تأجيل الحوار". وإذ أعلنت "مشاركتها في الحوار الاثنين المقبل وعزمها على إنجاحه"، شدّدت على أنّها تتوجّه إلى المؤتمر "على قاعدة أولويّة التمسّك باتفاق الطائف سقفاً للحلول المنشودة(..)". في هذه الأثناء، أبدى رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي "تخوّفه من أنّ بعض الطروحات تؤكّد ذهاب البعض إلى عدم الرغبة في الحوار". ورأى برّي أنّ "العودة يوم الاثنين تصبح غير ذات معنى لا بل تبرئة ظاهريّة للذمّة". وفي إشارة إلى جنبلاط من دون أن يسمّيه، لا سيّما دعوته إلى اعتماد الأغلبيّة وليس الإجماع، قال برّي إنّ "الحوار قام على أساس قواعد وثوابت وأيّ إخلال بها يعرّض أهل الحوار للانهيار". وأضاف أنّه "إذا كان مجرّد اللقاء الخميس في 2 آذار حدثاً مهماً، فهو اليوم ويوم الاثنين المقبل لم يعد كافياً بدون إجماع اللبنانيين على ما يقرّرون حول مشاكلهم وقضاياهم". وتابعت "المستقبل" بقولها انه بينما كان "حزب الله" وكتلته النيابيّة يحمّلان جنبلاط مسؤوليّة تأجيل الحوار، وإذ اعتبرت "الوفاء للمقاومة" أنّ "كلام جنبلاط في واشنطن خطير ومدان"، معلنة "استغرابها أن يطلب الدعم الصريح والمساعدة من أميركا"، وبينما ردّ مجلس قيادة "الحزب التقدّمي الاشتراكي" في بيروت على كل ذلك بإعلان "التمسّك بالحوار السياسي كإطار لمعالجة القضايا الخلافيّة"، وفيما ردّ عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور مستعرضاً "تصعيد حزب الله ضدّ جنبلاط".. جاء الموقف من نيويورك حيث عقد رئيس "التقدّمي" مؤتمراً صحافياً كشف خلاله عن اتصالات أجراها به النائب الحريري لتهدئة المواقف. أكّد جنبلاط بداية أنّ "الإيحاء بأنّ مغادرة وليد جنبلاط بيروت كانت نسفاً للحوار، مرفوض تماماً"، وأوضح أنّه عائد لـ"الاستمرار في الحوار ابتداء من يوم الاثنين المقبل". وإذ شدّد على أنّه "مع الحوار للتوصل إلى نتائج"، لفت إلى "اننا لا نتفق على جميع البنود". وأضاف أنّ "منطقة صغيرة من المزارع ملكيّتها لبنانية والخرائط التي لديّ تؤكد ما سبق أن ذكرته". وأشار إلى أنّه سيحمل هذه الوثائق معه الاثنين، لافتاً إلى أنّ "الحوار في هذا الموضوع ليس أكيداً أن ينتهي بإجماع". وإذ قال "وعدت الشيخ سعد بعدم الاستطراد في موضوع مزارع شبعا كي لا نُتّهم بتخريب الحوار"، أكّد جنبلاط على تطبيق اتفاق الطائف والقرار 1559، معلناً أنّه "حين يطبّق الطائف والقرار 1559 يمكن أن نرسي سلطة الدولة على كامل أراضيها". ورداً على سؤال حول ردود الفعل التي أثارها تصريحه أول من أمس حول التصويت بالأغلبية على القضايا التي يتعذر فيها الإجماع في مؤتمر الحوار قال جنبلاط "لم أقصد أبداً التصويت كما يحصل في مجلس الوزراء بل إنني أوافق على أن تصوّت الأغلبية، ومن ضمنها قوى 14 آذار ضد وجهة نظري، أي أنني أوافق على أن يكون من هُمّ في صف حلفائي على خلاف مع طروحاتي إذا ارتأوا ذلك، احتراماً لمبدأ الديموقراطية وتنوّع الرأي لأنني لا أتمسّك بأن يوافقوا على رأيي إذا كان رأي الحلفاء مخالفاً". أضاف أنّ "لا علاقة لموقفي، بمسألة الأغلبية في مجلس الوزراء، كما أوحى بذلك بيان الرئيس برّي. كل ما في الأمر أنني مستعد أن أكون في صفّ الأقلية حتى وحدي، بمعزل عن حلفائي وقوى 8 آذار إذا اتفقوا على أمر ما". وكان جنبلاط التقى في نيويورك أمس المبعوث الدولي تيري رود ـ لارسن على فطور عمل، والتقى أيضاً مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. في غضون ذلك، استعرض برّي مع ممثّل الأمين العام للأمم المتّحدة غير بيدرسون "تاريخ مزارع شبعا وطريقة اللجوء إلى الأمم المتّحدة"، ولفت رئيس المجلس في حديثه مع المسؤول الدولي إلى "الحفاظ على أمرين، ملكيّة المزارع التي لا تُناقش وكذلك السيادة اللبنانية على المزارع". وبينما كانت الكتل المشاركة في الحوار تعلن استمرارها فيه، أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الفشل ممنوع بالفعل"، مضيفاً أن "ليس
ضرورياً أن تحلّ على طاولة الحوار كل الأمور المطروحة"، لافتاً إلى أن "جولة الاثنين ستكون مقدمة لجولات أخرى نتقدّم فيها أكثر فأكثر". وكان لافتاً، أمس، ما أعلنه سفير جمهورية مصر العربية حسين ضرار بعد زيارته إلى عين التينة حيث قال إنّ "الدور العربي خارج الطاولة مستعد لبذل أي جهد ممكن من أجل إنجاح الحوار"، واصفاً الدور العربي بأنه "يشبه الاحتياطي الموجود خارج الملعب".
صحيفة صدى البلد
قالت "صدى البلد" , لقد فرضت الضرورات والاتصالات وربما المخاوف من تداعيات فرط الحوار على جميع القوى الإعلان عن تمسكها باستمرار هذا الحوار والتزام الحضور الى الجلسة المقررة في الحادية عشرة من قبل ظهر الاثنين المقبل. ورغم الأجواء التي تحدثت عن بقاء النقاط الشائكة محور اختلافات عميقة، فإن رئيس "كتلة المستقبل النيابية" النائب سعد الحريري بدا متفائلاً خلال لقائه أمس لجنة متابعة "14 آذار" بنجاح الحوار وذلك في الوقت الذي كان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يعلن من نيويورك انه لن يستفيض في الحديث عن مزارع شبعا "لأنني وعدت سعد الحريري بألا أتناول الموضوع لكي لا أتهم بأنني أخرّب الحوار". وذكرت مصادر جنبلاط انه سيحمل معه الى جلسة الاثنين "معطيات جديدة تتعلق بوضعية مزارع شبعا وبالوضع السياسي العام المحيط بلبنان". وفيما تساءلت أوساط في "14 آذار" ما إذا كان موقف الرئيس نبيه بري أمس "تملصاً من الحوار ونتائجه أو مجرد رد على فكرة التصويت التي طرحها جنبلاط"، بدا من زوار بري وبينهم سفيرا الولايات المتحدة ومصر وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ان بري مستمر في مبادرته وسط دعم وترحيب عربيين ودوليين. وكان بري تخوف من ان "بعض الطروحات تؤكد ذهاب البعض الى عدم الرغبة بالحوار، وبالتالي تصبح العودة يوم الاثنين غير ذات معنى، لا بل هي تبرئة ظاهرية للذمة". وقال في تصريح أمس: "ان الحوار يوم الاثنين المقبل لم يعد كافياً من دون إجماع اللبنانيين على ما يقررون ويعلنون حول مشاكلهم وقضاياهم". ونفى جنبلاط من نيويورك ان يكون غادر لبنان ليخرب الحوار، مؤكداً انه مع الحوار رغم عدم موافقته على البند المتعلق بمزارع شبعا، "التي تنضوي تحت القرار 242 وليس 425". وجدد جنبلاط مطالبته الرئيس اميل لحود بالاستقالة، وقال: "سأعود لمتابعة الحوار وسأستشير زملائي في المعارضة وعلى رأسهم سعد الحريري وسمير جعجع، إضافة الى الجنرال ميشال عون من أجل الاستمرار في معركة الرئاسة ليأتي رئيس منتخب من اللبنانيين من دون إملاءات من الخارج". واشارت "صدى البلد" الى ان هيئة المتابعة لقوى "14 آذار" اكدت في اجتماع عقدته مساء امس في قريطم في حضور النائب سعد الحريري "مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني لدى استئناف أعماله صباح الاثنين". وأكد مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي خلال اجتماع موسع امس "تمسكه بالحوار السياسي كإطار ملائم لمعالجة كل القضايا الخلافية" وشدد على "القرار الحاسم بالمشاركة في الحوار المقبل بهدف السعي الى بناء الدولة السيدة الحرة المستقلة القادرة على بسط سيادتها على كامل أراضيها وصاحبة قرارها الوطني المستقل بمعزل عن الوصايات الخارجية". وفي تصريح، استغرب عضو قيادة الحزب النائب وائل ابو فاعور كيف لم يستفز كلام جنبلاط المؤتمرين "في اليوم الأول للحوار واستفزهم في اليوم التالي؟ ام انه استفزاز مفتعل ام موحى به من خارج الحدود؟". وسأل أبو فاعور هل راعى "حزب الله" اجواء الحوار "وهل استضافة وزير سابق معروف بأنه ناطق رسمي باسم رستم غزالي على منبر حزب الله لشتيمة وليد جنبلاط وسعد الحريري هو موقف حواري؟ وهل توقفت الحملات الإعلامية ضد جنبلاط في تلفزيون المنار او اذاعة النور...". واعتبر الدكتور سمير جعجع ان "جولة الاثنين ستكون مقدمة لجولات أخرى نتقدم فيها في الاتفاق أكثر فأكثر (...) اقترح ان نحدد النقاط الخلافية ونتعهد باستمرار الحوار". وتعليقاً على ما طالب به جنبلاط لجهة اتخاذ القرارات "بالغالبية" لا "بالتوافق" قال جعجع: "لا يجب ان تؤخذ القرارات بمنطق الغالبية والأكثرية بل يجب ان نسعى الى اتفاق كل الفرقاء على حدٍ أدنى". وعن ترشح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية قال ان "عون يتمتع بشرعية شعبية للوصول الى رئاسة الجمهورية. ليس لنا فيتو على ميشال عون ليصل الى رئاسة الجمهورية على الإطلاق لكننا نرفض مقولة عون او لحود". وأكدت "كتلة الوفاء للمقاومة" ضرورة "المضي في الحوار ومسؤولية الجميع في توفير مستلزمات التوصل الى نتائج ايجابية تعكس حداً مقبولاً من التوافق اللبناني إزاء القضايا السياسية المطروحة". وأدانت الكتلة تصريحات جنبلاط واعتبرت انه "لا يعبّر عن موقف اللبنانيين" ورأت ان المسائل التي تناولها "والتي له رأيه الخاص حولها ما زالت محل نقاش على طاولة المتحاورين" مستغربة ان "يطلب الدعم الصريح والمساعدة من الأميركيين". وشدد البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير على ان الحوار يجب ان يكون مخلصاً وشفافاً وهذا لا يقوم به الا الذين يكونون مؤمنين بوطنهم وربهم ومستقبلهم. وناشد المفتي الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في بيان مشترك، القيادات تسريع التوصل الى قواسم مشتركة على قاعدة المصلحة الوطنية. واعتبر رئيس الجمهورية اميل لحود انه من غير الجائز ان يصل أول حوار لبناني بامتياز الى طريق مسدود مشدداً على ضرورة استئناف جلسات الحو
ار من دون إبطاء او شروط وأحكام مسبقة داعياً المتحاورين الى "وعي حجم المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتقهم". وعلمت "صدى البلد" من مصادر مقربة من لجنة التحقيق الدولية ان الوضع الأمني، والضرورة المهنية، يستدعيان التكتم حيال تحرك رئيس اللجنة سيرج براميرتس، لذلك فهو يتحفظ في الإجابة بوضوح عن برنامجه اليومي، ويعمل كالزئبق، وهو لا يتطرق الى مجريات التحقيق، ويأخذ ولا يعطي. وفي حين ذكرت معلومات عن توجّه براميرتس الى سورية اليوم، رددت معلومات أخرى ان براميرتس سوف ينتقل مطلع الأسبوع المقبل الى دمشق، قبل ان يتوجه لرفع تقريره المقرر الى أمين عام الأمم المتحدة، كوفي انان في منتصف الشهر الجاري. الى ذلك، وضع وزير العدل الدكتور شارل رزق مجلس الوزراء امس في أجواء المهمة التي أنجزها الوفد القضائي الذي التقى في نيويورك المعنيين، وبحث أمر المحكمة الدولية المرتقبة لمحاكمة المتورطين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأشار رزق الى ان تقرير نيكولا ميشال، المساعد القانوني لأمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان، والمتعلق بإنشاء المحكمة الدولية، سوف يتزامن مع تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتس، وفي حال وافق مجلس الأمن على هيكليتها ومكان مقرها، فسوف يتحدد الموعد لتوقيع الاتفاق بين الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية، بعد طرح الأمر على مجلس الوزراء.
صحيفة اللواء
كتبت "اللواء" تقول ان الاتصالات واللقاءات تواصلت من دون انقطاع وعلى أرفع المستويات المحلية والدولية لتذليل العقبات وضمان الإعداد والأجواء المناسبة للعودة الى طاولة الحوار الوطني يوم الاثنين المقبل، للخروج بنتائج الحدّ الأدنى، والتي تتضمّن أولويات الطرفين: 41 آذار، بالنسبة للرئاسة الأولى، والاعتراف بلبنانية مزارع شبعا وإيجاد صيغة لسلاح "حزب الله" بالنسبة الى قوى 8 آذار ومعها التيار العوني، في ظل مواكبة دؤوبة لسفراء الدول العربية والأجنبية، الذين كان لهم أكثر من لقاء واتصال، بينها علني وآخر بعيداً عن الأضواء، في محاولة لتشجيع أطراف الحوار على الاستمرار به وتوفير الإعداد الناجح له، وكان من أبرز هؤلاء سفيرا الولايات المتحدة وفرنسا، الى جانب السفيرين السعودي والمصري الذين توزعوا الحركة بين عين التينة والسراي والرابية· وأبرز النتائج التي شهدها نهار أمس، جاءت عبر سلسلة المواقف التي أعلنتها العديد من الأطراف المشاركة في الحوار، والتي أكدت رغبتها بالعودة الى الطاولة، ومن هذه القوى، لجنة المتابعة لقوى 14 آذار التي اجتمعت في قريطم بمشاركة رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري، وتشديد الرئيس نبيه بري من جهة ثانية على ضرورة إعداد الأجواء المناسبة لإنجاح الحوار، محذراً من ردود الفعل السلبية لعدم توافر الإجماع سواء من خلال الحضور والمشاركة، أي حضور رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط والأمين العام لـ "حزب الله" السيّد حسن نصر الله، أو بالنسبة لاتخاذ القرارات من المسائل الخلافية بما يضمن توافر الإجماع· وإذا كان الرئيس بري قد تخوّف من بعض الطروحات التي تؤكد ذهاب البعض الى عدم الرغبة بالحوار، وبالتالي تصبح العودة يوم الاثنين غير ذات معنى، لا بل هي تبرئة ظاهرية للذمة، في إشارة واضحة الى تصريحات النائب جنبلاط، التي دعا فيها الى اعتماد الأغلبية في الحوار، فإن رئيس "اللقاء الديمقراطي"، سارع من نيويورك، الى توضيح موقفه من التصويت بالأغلبية على القضايا التي يتعذر فيها الإجماع في المؤتمر، فقال "إنه لم يقصد أبداً التصويت كما يحصل في مجلس الوزراء، بل أنني أوافق على أن تصوّت الأغلبية، ومن ضمنها قوى 14 آذار ضد وجهة نظري، أي أنني أوافق على أن يكون من هم في صف حلفائي على خلاف مع طروحاتي إذا ارتأوا ذلك، احتراماً لرأي الديمقراطية وتنوّع الرأي، لأنني لا أتمسك بأن يوافقوا على رأيي إذا كان رأي الحلفاء مخالفاً"· وأضاف: "لا علاقة لموقفي بمسألة الأغلبية في مجلس الوزراء، كما أوحى بذلك بيان الرئيس بري· كل ما في الأمر أنني مستعد أن اكون في صف الاقلية حتى وحدي، بمعزل عن حلفائي وقوى 8 آذار اذا اتفقوا على امر ما"· ويبدو ان توضيح جنبلاط، الذي جاء في سياق المؤتمر الصحافي الذي عقده امس في نيويورك مع الوزير مروان حمادة، قصد به تسهيل الامر على حلفائه الذين قد يجدون بموقفه من مزارع شبعا، احراجاً لهم، بالرغم من ان مقاربة هؤلاء لموضوع المزارع ليست بعيدة عن توجهات جنبلاط، وان كانوا يربطونه بالعلاقات اللبنانية - السورية وبالامم المتحدة· ويفترض اذا حسنت النوايا، ان يسهم هذا التوضيح في تنفيس الاجواء التي سادت عين التينة، امس، التي لم تخف عدم ارتياحها من طرح اعتماد التصويت بالاغلبية وليس بالاجماع في ظل عدم وجود صفة رسمية لدى بعض المتحاورين (والمقصود هنا السيد نصر الله)، مشيرة الى ان هذه المواقف لا تشجع على الحوار وقد تكون "حرتقة" عليه· ولفتت اوساط الرئيس بري الى ان الحوار له اصوله وقواعده التي يجب ان تحترم، واي اخلال بها يعرض الحوار للانهيار· وكان الرئيس بري قد اعلن امس انه اذا كان اللقاء يوم الخميس الماضي حدثا مهما فهو اليوم ويوم الاثنين المقبل لم يعد كافيا دون اجماع اللبنانيين على ما يقررون ويعلنون حول مشاكلهم وقضاياهم· وعرض بري خلال لقائه ممثل الامين العام للامم المتحدة غير بيدرسون لتاريخ مزارع شبعا، مؤكدا على امرين: ملكية المزارع التي لا تناقش، وكذلك السيادة اللبنانية عليها، وجرى تأكيد وفق بري على ان الذي حرر الجنوب هو المقاومة وهي من الثوابت حتى التحرير الكامل· ولفت الانتباه كذلك في هذا السياق هجوم كتلة "الوفاء للمقاومة" على كلام جنبلاط الى حد وصفه بأنه "خطير ومدان ولا يعبر عن موقف اللبنانيين"، مستغربة ان يطلب الدعم الصريح والمساعدة من الاميركيين وهو يعرف مدى التزامهم بمصالح وامن اسرائيل· لكن الكتلة دعت الى مواصلة الحوار بايجابية ومسؤولية وطنية، معلنة رفضها اي استقواء بالاجنبي، وهذا الموقف شبيه بالموقف الذي اتخذه تكتل "الاصلاح والتغيير" الذي اجتمع برئاسة العماد ميشال عون واكد الاستمرار في المشاركة في جلسة الحوار يوم الاثنين، وبذل كل الامكانات لتوفير الاجواء الملائمة، معتبرا ان انهيار الحوار خسارة للجميع ونجاحه نصر للبنان السيد الحر المستقل· وعلمت "اللواء" ان الرئيس بري كان قد تبلغ امس تشجيعا اميركيا - مصريا على متابعة الحوار، حيت أعلن
السفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي زار عين التينة انه اكد للرئيس بري دعم الولايات المتحدة لجهوده في جمع القيادات اللبنانية حول طاولة الحوار، متمنياً استئناف هذا الحوار الاسبوع المقبل، واصفاً الكلام عن اعطائه توجيهات خلال الحوار "بالسخافة"· وقال: "إن هذا الحوار هو لبناني من كل جوانبه"· اما السفيرالمصري حسين ضرار فرأى ان الحوار قطع شوطاً كبيراً، وقال: "لقد فات الكثير ولم يبق إلا القليل"· واوضح ان الدور العربي خارج طاولة الحوار، لكنه مستعد لتقديم اي جهد لانجاحه، واصفاً هذا الدور "بالاحتياطي الموجود خارج الملعب"· وقال: "ما دام اللاعبون قادرين فالمباراة مستمرة"، مشيراً الى ان زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ورئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان "قائمة في حال وجود حاجة لذلك"· في مقابل ذلك، قالت معلومات أن هناك اتجاهاً بأن ينقل مكان الحوار من البرلمان الى السراي الكبير لتجنب الاجراءات التي اتخذت واعاقة العمل والحركة الاقتصادية والمالية في الوسط التجاري· اما جنبلاط، فقد اكد في مؤتمره الصحافي انه "عائد للمشاركة في الحوار يوم الاثنين"، نافياً ان يكون غادر بيروت الى الولايات المتحدة لإسقاط هذا الحوار"· وجدد جنبلاط الذي كان التقى هنري كسينجر على التأكيد بأن مزارع شبعا تقع تحت طائلة القرار 242، وانه سيقدم خرائط جديدة تؤكد موقفه من هذه المزارع، لافتاً الى وجود منطقة صغيرة في هذه المزارع ملكية لبنانية والباقي ليس ملكية لبنانية· إلا ان جنبلاط استدرك قائلاً: بأنه وعد سعد الحريري بعدم ذكر مزارع شبعا كي لا اضرب الحوار يوم الاثنين"· وإذ وجد انه لم يعد من ضرورة لسلاح المقاومة، قال: "ان هذا الامر سيناقش على طاولة الحوار"، لافتاً الى انه في الامكان التوصل الى اتفاق حول مواضيع محددة، وقد لا نتفق حول مواضيع اخرى، ولكن لنبقى على اتفاق بين اشخاص"· وأكد جنبلاط "انه ليس خجولاً في اي دعم اميركي" وقال: عندما يرفع الايرانيون والسوريون يدهم يحل السلام والاستقرار في لبنان"، داعياً الى انهاء ما اسماه جيوب الامن في لبنان وفي اقسام متعددة من بيروت، كاشفاً عن ان الجيش اللبناني تلقى امراً بتوقيف شاحنات الاسلحة التي تعبر الحدود الى لبنان من الآن وصاعداً· ودعا جنبلاط الى العودة الى اتفاق الطائف "المعبر الصريح بالنسبة الى اعادة ارساء اتفاق الهدنة الذي عقد بين اسرائيل ولبنان منذ العام 1949 · ولفت الى ان السلاح الفلسطيني داخل المخيمات قابل للنقاش والحوار· ومن جهتها، اكدت لجنة المتابعة لقوى 14 آذار خلال اجتماعها الدوري امس الذي شارك في جانب منه النائب سعد الحريري، تمسكها بنهج الحوار الوطني الذي واظبت على الدعوة الدائمة اليه منذ انطلاقة انتفاضة الاستقلال الهادفة الى استعادة السيادة وبناء الدولة الديمقراطية القادرة في لبنان· وجددت إعلان مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني لدى استئناف اعماله الاثنين المقبل، وعزمها على انجاحه توخياً للانقاذ الوطني والتغيير الديمقراطي· وقالت انها ستتوجه الى المؤتمر على قاعدة اولوية التمسك باتفاق الطائف بشقيه الداخلي والخارجي سقفاً لاي من الحلول المنشودة، فضلاً عن الثوابت الوطنية المعلنة في بياناتها السابقة"· وشدد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع على أهمية استمرار الحوار، معتبراً ان حل 20 في المائة من المسائل يشكل "بداية جيدة للمتابعة من أجل التوصل الى حلحلة كل المواضيع المطروحة· كما شدد على أن "الفشل ممنوع" وقال ان وضع لبنان سيكون صعباً جداً جداً اذا لم نتمكن من الاتفاق على الحد الأدنى· وأوضح في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" ان جولة الاثنين ستكون مقدمة لجولات أخرى نتقدم فيها في الاتفاق أكثر فأكثر· مضيفاً: "انطباعي انه في امكاننا التوصل الى حلحلة بعض الأمور في هذه الجلسة، اقترح أن نحدد النقاط الخلافية ونتعهد باستمرار الحوار"· واعتبر ان مجرد قبول "حزب الله" بطرح موضوع نزع سلاحه على طاولة الحوار بكل صراحة وشفافية هو موقف متقدم يساعد على الحوار· ولفت الى أن موضوع مزارع شبعا لا يتعلق فقط بالمحاورين اللبنانيين، بل بفرقاء خارجيين، وهذا موضوع خلافي، ولذلك هو موضوع أساسي على طاولة الحوار· وخالف جعجع رأي جنبلاط باعتماد الأغلبية، مشيراً الى انه لا يجوز أن تؤخذ القرارات بمنطق الأغلبية والأكثرية، بل يجب أن نسعى الى اتفاق كل الفرقاء على الحد الأدنى· وأعلن انه ليس لديه فيتو على ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، لكنه يرفض معادلة عون أو لحود· واضافت "اللواء" تقول ان الحوار لم يغب أمس، عن طاولة مجلس الوزراء الذي اجتمع مساء أمس في مقره المؤقت في مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي في الوسط التجاري، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة والذي لاحظ انه الوحيدة التي يجتمع فيها القادة اللبنانيون دون رعاية او وساطة او وصاية·· ووصف الحوار بأنه فرصة ذهبية للبنان ويجب ان يبذل كل جهد حتى تنجح هذه المبادرة الحوارية· واكد المجلس في مقرراته الرسمي
ة على موقفه السابق والثابت الذي يرى في الحوار الاطار الافضل والاسلم والاوحد لمعالجة قضايانا ومشاكلنا وتبرير كل المخاوف والهواجس، مشيرا الى ان الحوار العقلاني هو اللغة الوحيدة التي يجب اعتمادها لحماية الاستقرار والديمقراطية وتعزيز روح التفاهم والتعاون والتضامن بين اللبنانيين· وابلغ وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت مجلس الوزراء نتائج دراسة احصائية اشارت الى تراجع عمليات السرقة والنشل خلال اعمال مؤتمر الحوار· وأوضحت مصادر وزارية ان تشكيل الوفد الرسمي الى قمة الخرطوم كان مثار جدل واعتراض من عدد من الوزراء، لا سيما على ترؤس رئيس الجمهورية لوفد لبنان وإلقائه كلمة أمام القمة العربية وعلى تجاوزه الوضع الذي وصل اليه في عزلته وعدم شرعيته، على حد قول بعض هؤلاء، ومنهم الوزراء نائلة معوض ونعمة طعمة وميشال فرعون وغازي العريضي، وجان أوغاسبيان· واستغرب العريضي ان رئيس الحكومة الى جانب الرئيس لحود في عداد الوفد، مبدياً اعتراضه على المبدأ، وعلى الوفد الفضفاض ومصاريفه· وطالب هؤلاء الوزراء بوجوب إطلاع مجلس الوزراء على الكلمة التي ستلقى في القمة للموافقة عليها· ولم يجزم الرئيس السنيورة بمشاركته أو بعدمها في عداد الوفد تاركاً القرار في ذلك الى وقت لاحق· وعلم ان وزير الاعلام قد اثار الالتباس واللغط اللذين أثيرا حول مداخلة نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر الذي أذاع مضمونها على الصحافيين، قائلاً انه فعل ذلك وبحرفية ما قاله المر بناء على طلبه الشخصي وأمام عدد من الوزراء الذين يشهدون على ذلك· وقال انه اوضح هذه المسألة خلال جلسات الحوار في المجلس النيابي وامام صحافيين كبار كالاستاذ غسان تويني، وتحدى ان يكون هناك اي فرق في المداخلة التي وزعها على الصحافيين وبين تلك التي صدرت لاحقاً عن مكتب المر· واطلع وزير العدل مجلس الوزراء على نتائج زيارة الوفد القضائي الى نيويورك لبحث موضوع المحاكمة الدولية، وتوقف المجلس مطولاً امام هذه الزيارة وما توصل اليه الوفد من نتائج سريعة قد لا يحتاج الامر معها الى زيارة وفد من الامم المتحدة الى لبنان لمتابعة هذا الموضوع، وقد كان ذلك موضع تقدير وارتياح رئيس الحكومة وعدد كبير من الوزراء الذين اشار بعضهم الى ان امام الامم المتحدة مهمات كبيرة تجاه لبنان في الاسبوعين المقبلين· لا سيما لجهة ما سيتضمنه تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس· في هذا الوقت، بقيت مشكلة عقد الجلسات في مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي كمقر غير آمن ويؤدي الى شلل الوسط التجاري كل يوم خميس غير مبتوتة بعد· وفي حين اكدت مصادر وزارية ان الرئيس السنيورة قد اشار الى ان جلسة الامس قد تكون الاخيرة في المقر على ان يبت بمقر آخر خلال الاسبوع الجاري فإن عددا من الوزراء نفى علمه بالامر، من دون ان ينفي احتمال تغيير المقر· وتطرق المجلس كذلك الى الورقة الاصلاحية التي ستُقدم لعقد "مؤتمر بيروت واحد"، وكان تأكيد على ضرورة انجازها خلال هذا الاسبوع، على ان يتم عقد جلسات وزارية لتحقيق ذلك في اقرب وقت· كما تناول مجلس الوزراء موضوع الضمان الاجتماعي وتقرر عقد اجتماع وزاري الاثنين المقبل في السراي برئاسة الرئيس السنيورة وحضور 11 وزيرا لدرس هذا الملف.
صحيفة البيرق
كتبت "البيرق" تقول , لقد تسابق مختلف الاطراف المتحاورون , امس , على تأكيد استمرار الحوار ومعاودته الاثنين المقبل . وترافق هذا السباق مع دعوات قوى وشخصيات سياسية الى استمرار هذا الحوار , ايضا , والتحذير من مغبة توقفه او افشاله . وقالت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" ان انكباب فريق الرئيس بري , امس , على التحضير للحوار لا يعني ان انعقاده مضمون يوم الاثنين , لان الاتصالات الجارية لمعالجة اسباب توقفه لم تؤت ثمارها بعد . واكدت هذه المصادر ان الكرة هي في ملعب النائب جنبلاط والنائب سعد الحريري . فالمطلوب من جنبلاط مواقف توضيحية والعودة عن مواقف اخرى , والمطلوب من الحريري ان يعالج الموقف مع جنبلاط بما يوفر مناخا ايجابيا للحوار عند انعقاده مجددا . وعلمت "البيرق" ان لقاء سيعقد قبل الاثنين بين الحريري وجنبلاط . وفي هذه الاثناء فان المشاورات متواصلة بين قيادتي حركة "امل" و "حزب الله " للبحث في ما سيكون عليه موقفهما من الحوار في جولته المنتظرة . وكان اللافت امس ما اعلنه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من ان السيد حسن نصرالله لن يحضر الحوار في حال غاب اي من قيادات الصف الاول عنه , علما بان اوساطا قريبة من الحزب تستبعد حضور نصرالله , ايا كان مستوى الحضور في المؤتمر. وعلى صعيد آخر , فقد بدا امس ان بكركي باتت موئل مصالحات قريبة ستتم بين الوزير السابق سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع . وقد تكشف ذلك خصوصا من خلال بعض التحركات في الصرح البطريركي . وفي اي حال ومنذ رفع جلسات الحوار , تحركت المساعي العربية , وتحديدا السعودية والمصرية , والدولية وتجديدا الاميركية والفرنسية من اجل حض القادة السياسيين على استئناف الحوار الذي يعكس رغبة اقليمية ودولية في حصوله من اجل اطلاق الوضع اللبناني من جموده على ابواب سلسلة استحقاقات اهمها التقرير الذي سيرفعه رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتز الى الامين العام للامم المتجدة كوفي انان في 15 آذار الحالي , واستحقاق القمة العربية في 28 و29 الحالي , واستحقاق انعقاد بيروت -1 . وفي هذا الاطار علمت "البيرق" من معلومات مطلعة عن لقاء عقد منذ الساعات القليلة الماضية بين العماد ميشال عون والسفيرالاميركي جيفري فيلتمان في الرابية , بعيدا عن الاضواء , جدد خلاله فيلتمان لعون دعم واشنطن واصرارها على متابعة الحوار . وعلى الخط نفسه اعتبر رئيس الجمهورية انه من غير الجائز ولا المقبول ان يصل اول حوار لبناني بتفوق الى طريق مسدود , مشددا على ضرورة استئناف جلسات الحوار دون ابطاء او شروط واحكام مسبقة , داعيا المتحاورين الى وعي حجم المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتقهم.
صحيفة الشرق
كتبت "الشرق" تقول انه بعد جرعة التفاؤل التي حقنت بها القيادات السياسية شرايين الحوار في محاولة لانقاذه من الانهيار، عاد التشاؤم ليلف مصير الجلسة التاسعة يوم الاثنين المقبل بعد مطلب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الجديد باتخاذ القرارات بالأغلبية وليس بالاجماع لدرجة ان مدير الحوار وناظمه الرئيس نبيه بري كاد ينعى الحوار جراء هذه الطروحات. وفي موازاة هذا الموقف، انتقدت "كتلة الوفاء للمقاومة" بشدة كلام جنبلاط في واشنطن، ووصفته بأنه "خطير ومدان" في حين لم يتأكد ما اذا كان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله سيشارك في جلسة الاثنين اذا ما انعقدت، علماً ان نصر الله يشترط حضور قيادات "الباب الاول" لمشاركته مجدداً قاصداً بذلك جنبلاط. وازاء هذه الأجواء السوداوية اوضح جنبلاط موقفه الاخير من التصويت داخل جلسات الحوار على القضايا التي يتعذر فيها الاجماع، وقال "لم اقصد ابداً التصويت ما يحصل في مجلس الوزراء، بل انني اوافق على ان تصوت الأغلبية، ومن ضمنها قوى 14 آذار ضد وجهة نظري، اي انني اوافق على ان يكون من هم في صف حلفائي على خلاف مع طروحاتي اذا ارتأوا ذلك، احتراماً لمبدأ الديموقراطية وتنوع الرأي لأنني لا اتمسك بأن يوافقوا على رأيي اذا كان رأي الحلفاء مخالفاً". اضاف "لا علاقة لموقفي، بمسألة الأغلبية في مجلس الوزراء، كما اوحى بذلك بيان الرئيس بري، كل ما في الأمر انني مستعد ان اكون في صف الأقلية حتى وحدي، بمعزل عن حلفائي وقوى 8 اذار اذا اتفقوا على امر ما". وأكد جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك عودته يوم الاثنين المقبل الى طاولة الحوار، وشدد على "ضرورة العودة الى اتفاق الطائف المعبر الى ارساء اتفاق الهدنة مع اسرائيل". ورأى في تطبيق اتفاق الطائف والقرار 1559 "عودة لسلطة الدولة اللبنانية على كامل اراضيها"، مشيراً الى ان الاتفاق والقرار متلازمان "وقد اكدت ذلك للسيدة رايس وللسيد انان". وأوضح جنبلاط انه التقى وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر لموضوع لا يخص لبنان فحسب بل يخص الشرق الأوسط. ورأى جنبلاط انه "لا وجود لدولة في التاريخ قبلت وجود ميليشيات منظمة داخل الدولة او مقاومة منظمة داخل الدولة"، مكرراً قوله ان مزارع شبعا تخضع للقرار 242 وليس ال425. ورداً على سؤال اشار جنبلاط الى انه وعد رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري بأنه لن يذكر مزارع شبعا كثيراً لكي لا اخرب الحوار، معتبراً ان "لا فرق بين المقاومة والميليشيا". واضافت "الشرق" ان الرئيس بري تخوف من "ان بعض الطروحات تؤكد ذهاب البعض الى عدم الرغبة بالحوار وبالتالي تصبح العودة يوم الاثنين غير ذات معنى، لا بل هي تبرئة ظاهرية للذمة"، مشيراً الى ان "الحوار قام على اساس قواعد وثوابت اي اخلال بها يعرض اصل الحوار للانهيار"، مشدداً على ضرورة "اجماع اللبنانيين على ما يقررون ويعلنون حول مشاكلهم وقضاياهم". وفيما لم يلق طرح جنبلاط قبولاً من معظم الفرقاء، اكد هؤلاء اهمية متابعة الحوار للوصول ولو الى حد ادنى من التوافق على المسائل الخلافية. وضمن هذا المنحى، اكد مجلس الوزراء "موقفه السابق والثابت الذي يرى في الحوار الاطار الأفضل والأسلم الأوحد لمعالجة قضايانا ومشاكلنا وتبديد كل المخاوف والهواجس"، معتبراً "ان الحوار العقلاني هو اللغة الوحيدة التي يجب اعتمادها لحماية الاستقرار والديموقراطية وتعزيز روح التفاهم والتعاون والتضامن بين اللبنانيين". وكان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي ترأس الجلسة في مقر المجلس الاقتصادي - الاجتماعي وصف في بدايتها الحوار بأنه "فرصة ذهبية بالنسبة الى لبنان ويجب ان يبذل كل جهد لانجاحه"، ورداً على طلب جنبلاط التصويت في جلسات الحوار قال السنيورة "لنسع للحصول على الاجماع". وفي المواقف من الحوار، اكدت "قوى 14 آذار" بعد اجتماع لجنة المتابعة لها في قريطم وحضر جانباً منه رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، مشاركتها في جلسة يوم الاثنين و"عزمها على انجاحه توخياً للانقاذ الوطني والتغيير الديموقراطي"، مذكرة بأنها ستتوجه الى المؤتمر على "قاعدة اولوية التمسك باتفاق الطائف بشقيه الداخلي والخارجي سقفاً لأي من الحلول المنشودة فضلاً عن الثوابت الوطنية المعلنة في بياناتها السابقة". من جهتها، ردت "كتلة الوفاء للمقاومة" على كلام جنبلاط في واشنطن مؤكدة رفضها وادانتها "اي استقواء بالأجنبي" معتبرة ذلك "تعقيداً للأزمة ومنزلقاً خطيراً من شأنه وضع العصي في دواليب الحوار ان لم نقل تعطيله"، ودعت الى "اقفال جميع منافذ التدخل الخارجي ومواصلة الحوار بايجابية ومسؤولية وطنية لأن ذلك هو الطريق الوحيد لحفظ الوطن وصون وحدته وتحقيق مصالح ابنائه". بدوره، شدد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع على اهمية استمرار الحوار، معتبراً ان حل عشرين في المئة من المسائل يشكل "بداية جيدة لمتابعة الحوار من اجل التوصل الى حلحل
ة كل المواضيع المطروحة". وأكد ان القرارات يجب الا تؤخذ بمنطق الاغلبية والاقلية، بل يجب ان نسعى الى اتفاق كل الفرقاء على حد ادنى". ونبه "تكتل الاصلاح والتغيير" الى ان انهيار الحوار يشكل خسارة للجميع، وخطراً على السلم الأهلي، وان نجاحه هو نصر للبنان الحر والمستقل، داعياً الى اعتماد منطق الشراكة في المصير الوطني الواحد وتغليبه على منطق المكاسب. وتواكبت هذه المواقف مع حركة ديبلوماسية ناشطة على مختلف الخطوط لدفع عجلة الحوار، وفي هذا السياق زار السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان والسفير المصري حسين ضرار الرئيس بري. وأكد السفيران تشجيعهما لمواصلة الحوار، ولفت ضرار الى انه "فات الكثير ولم يبق الا القليل". وأشار الى وجود تنسيق مصري - سعودي لمؤازرة الحوار. والتقى بري ممثل الامين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الذي جدد دعم المنظمة الدولية للحوار. وذكرت "الوكالة الوطنية للاعلام" انه جرى خلال اللقاء استعراض لتاريخ مزارع شبعا، وللخرائط ولطريقة اللجوء الى الأمم المتحدة ولكن مع الحفاظ على امرين: ملكية مزارع شبعا التي لا تناقش وكذلك السيادة اللبنانية على هذه المزارع. وقد قدم بري مزيداً من البراهين والقرائن في هذا المجال. وقالت الوكالة انه بالاضافة الى ذلك جرى التأكيد "ان الذي حرر الجنوب وهو المقاومة هي من الثوابت حتى التحرير الكامل". على صعيد اخر، شكل مجلس الوزراء الوفد اللبناني الرسمي الى القمة العربية في الخرطوم من رئيس الجمهورية اميل لحود ووزير الخارجية فوزي صلوخ وسفيري لبنان في السودان والجامعة العربية، فيما لم يحسم الرئيس السنيورة قراره بالمشاركة او عدمها. كما تقرر ان ينقل مجلس الوزراء جلساته الى مكان اخر غير المجلس الاقتصادي الاجتماعي بسبب احتجاج اصحاب المحلات التجارية في المنطقة، ومن الأماكن المرشحة لاستضافة مجلس الوزراء قصر منصور في المتحف.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018