ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 15 آذار/ مارس 2006

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 15 آذار/ مارس 2006

صحيفة "السفير"‏

كتبت "السفير" تقول أظهرت مقررات مؤتمر الحوار الوطني المفتوح على مصراعيه، في يومه السابع، وجود قوة دفع لبنانية وعربية ودولية داعمة للتوصل إلى نتائج ملموسة حول معظم القضايا الخلافية بين اللبنانيين، من دون أن تبرز حتى الآن أية مؤشرات إلى وجود مخارج جاهزة للملف الرئاسي الذي بقي معلقاً، كما موضوع سلاح المقاومة، بانتظار فسحة جديدة من الوقت والمشاورات الداخلية والعربية. وحمَل يوم الرابع عشر من آذار بصمة سياسية استثنائية، تمثلت بخروج مؤتمر الحوار الوطني برزمة سياسية من التفاهمات الوطنية أبرزها إعادة تثبيت ما تضمنه اتفاق الطائف حول العلاقات اللبنانية السورية المميزة "وعدم جعل سوريا مصدر تهديد لأمن لبنان أو جعل لبنان مصدر تهديد لأمن سوريا وسلامة مواطنيهما في أي حال من الأحوال"، وتبني مقررات مجلس الوزراء بشأن إنهاء وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في مهلة قدرها ستة أشهر ومعالجة قضية السلاح داخل المخيمات. وتوافق المجتمعون أيضا على "بديهية" لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وفوّضوا الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة العمل من أجل تثبيت ذلك قانونياً أمام الأمم المتحدة وأن يزور سوريا لهذه الغاية في أقرب فرصة ممكنة. وبعد إخراج موضوع "المزارع" والسلاح الفلسطيني من سلة القرار 1559، بقيت نقطتان أساسيتان عالقتان أمام المتحاورين، هما الملف الرئاسي وسلاح المقاومة، وتقرر أن تجري معالجتهما في جلسة تعقد في الثاني والعشرين من الجاري. إلا ان ذلك لم يمنع الرئيس نبيه بري من القول إن المتحاورين أجمعوا "على وجوب مناقشة معالجة أزمة الحكم القائمة في البلد"، نافياً بالتالي وجود أي ترابط بين الملف الرئاسي وبين سلاح المقاومة، وقال إن خيار المقاومة "باق حتى يتحرر آخر شبر من أرض لبنان". وحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن الساعات القليلة الماضية تخللتها اتصالات مكثفة محلياً وعربياً، ساهمت الى حد كبير في تليين الموقف المتشدد للنائب وليد جنبلاط، وأبرزها لرئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الذي أسهم موقفه في تحقيق الإجماع الذي خرج به المتحاورون. وكان لافتاً للانتباه خلال اليوم الحواري السابع تأكيده المتكرر على الطاولة "ان الفشل ممنوع لأنه سينعكس سلباً علينا جميعاً". وتابعت المصادر أن الحوار اللبناني حقق نتائج أساسية، ويمكن القول انه وصل الى الخواتيم المطلوبة، وصار مؤسسة في حالة انعقاد دائم، <<أما البحث الرئاسي المرجأ الى الاربعاء المقبل، فإن الطاولة المستديرة ليست المكان الطبيعي لتناول الموضوع الرئاسي إلا بالعناوين فقط، وأما التفاصيل، فهي خاضعة لما اتفق على تسميته بـ"الكولسة" المحلية والمشاورات الخارجية". واللافت للانتباه ما قالته المصادر من ان الباب أصبح مفتوحاً على احتمال مبادرة عربية، من أجل إعادة تنظيم العلاقات اللبنانية السورية وصولاً الى إعطاء دور لدمشق في المسائل المتبقية على جدول الاعمال الحواري اللبناني. السنيورة لـ"السفير": نحن أمام إنجاز تاريخي وقال الرئيس السنيورة لـ"السفير" إن مبدأ زيارة العاصمة السورية وإجراء مشاورات مع المسؤولين السوريين، قد أقر بالإجماع في المؤتمر، لكن لم يتم تحديد المواعيد بعد والأمر يحتاج إلى مشاورات وتحضيرات. وأعلن رئيس الحكومة انه سيزور العاصمة البلجيكية يوم الاثنين المقبل، للاجتماع بالممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، وذلك من أجل إطلاعهم على خطة الحكومة الاقتصادية التي سيناقشها مؤتمر "بيروت واحد"، والتي تم توزيعها أمس على الوزراء والسفارات والبعثات الدبلوماسية في بيروت والمنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية المعنية، علماً ان بعض المصادر المقربة من رئيس الحكومة أكدت لـ"السفير" ان السنيورة سيزور لندن يوم الثلاثاء المقبل من أجل الاجتماع بنظيره الانكليزي توني بلير. وقال السنيورة‏

لـ"السفير" إن ما صدر عن مؤتمر الحوار "هو إنجاز تاريخي بكل معنى الكلمة، وهو ينسجم مع البيان الوزاري للحكومة وقراراتها من موضوع إقامة علاقات مع سوريا، على أساس التعاون والندية والاحترام المتبادل وموضوع السلاح الفلسطيني والتحقيق الدولي ومزارع شبعا التي طالما دعونا إلى تثبيت لبنانيتها بالحديث مع الاخوة السوريين... ولقد حكّمنا العقل من دون التخلي عن أي من مسلّماتنا الوطنية". ورأى السنيورة أن نتائج مؤتمر الحوار تصب في خانة دعم الحكومة وإفساح المجال أمامها للانطلاق بالتحضير لمؤتمر بيروت. وكان السنيورة قد أطلع، مساء أمس، السفير السعودي في بيروت د. عبد العزيز خوجة على نتائج المؤتمر. وأشاد خوجة بقدرة اللبنانيين على حل مشاكلهم بأنفسهم، مؤكداً على دعم المملكة الدائم للقاء اللبنانيين مع بعضهم البعض وتفاهمهم وحوارهم ووحدتهم "لكي يصلوا الى حل جميع مشاكلهم" ورأى انه بمجرد اجتماع اللبنانيين على طاولة واحدة "فهذا شيء عظيم، وقد ثبت ذلك بنجاح مؤتمر الحوار الوطني". وأعرب خوجة عن سروره الكبير "بما توصلت اليه القيادات اللبنانية من نتائج طيبة تبشر بطي صفحة الازمة، التي سببت ألماً لمحبي لبنان وأصدقائه".‏

لارسن: أسابيع حاسمة في المنطقة‏

من جهته، أثنى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، تيري رود لارسن، على نتائج الحوار الوطني، لافتاً الانتباه إلى أسابيع "حاسمة" في الشرق الأوسط يحدد خلالها ما إذا كانت المنطقة ستتجه إلى الاستقرار أو إلى مزيد من التردي. وأمل لارسن بعد اجتماعه بمنسق شؤون السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص إلى عملية السلام في الشرق الأوسط مارك أوتيه في بروكسل، "بتحقيق المزيد من التقدم في لبنان، الامر الذي من شأنه إرسال إشارات مهمة إلى بقية المنطقة". ورحب بإعلان الرئيس بري "عن التوصل إلى اتفاق لتجريد التنظيمات الفلسطينية من سلاحها وإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا".‏

صحيفة "الديار"‏

كتب شارل أيوب في "الديار" يقول تراجعت قوى 14 آذار أمس عما كانت تنادي به بعد انتهاء جلسات الحوار التي تأجلت الى 22 ‏آذار المقبل، ففي 14 شباط الماضي، نزلت قوى 14 آذار تنادي «بالثأر لبيروت و«البحر ‏أمامنا والعدو وراءنا، فيما نرى اليوم ان هذه الشعارات «زاحت على طاولة الحوار وحل ‏محلها الوفاق مطالبة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالذهاب الى دمشق لطلب المساعدة حول ‏موضوع مزارع شبعا التي أصبحت لبنانية بإجماع من المتحاورين خصوصاً المشككين بلبنانيتها.‏ فكيف سيثق الناس بقوى 14 آذار بعدما طالب سعد الحريري بإسقاط النظام السوري وقال ‏جنبلاط بالثأر من بشار، وكيف سيثق الناس بقرنة شهوان التي طالبت بإسقاط النظام الامني ‏اللبناني السوري وهم يطلبون اليوم من السنيورة الذهاب الى دمشق لطلب المساعدة.‏ كانوا يهاجمون «الديار ويقولون انها عميلة لسوريا بينما كانوا المستفيدين الوحيدين من ‏سوريا فيما «الديار كانت ولا تزال تنادي بالعلاقة اللبنانية السورية الجيدة.‏ هم غيّروا وأما «الديار فبقيت على مبادئها.‏ المهم ان العروبة انتصرت ، والمهم ان دمشق قلب العروبة انتصرت، المهم ان العلاقة ‏اللبنانية السورية انتصرت، المهم ان الشعب اللبناني انتصر، وفي المقابل سقطت 14 آذار ‏بمصداقيتها، فماذا سيقولون للناس؟ أرسلونا امام لجنة التحقيق وقالوا ان «الديار تدافع عن سوريا، بينما كنا دائماً نقول ‏باستقلال لبنان وبالتحالف مع سوريا.‏ هم لا يخجلون فيما هم يتراجعون، فعلى الاقل ليعتذروا من «الديار وليعتذروا من الشعب ‏اللبناني، وليعتذروا من دم الشهيد الرئيس رفيق الحريري.‏ لكن هنالك مثلاً يقول «إذا كنت لا تستحي فافعل ما تشاء ‏(تفاصيل المانشيت)‏ كتب المحرر البرلماني ‏14 آذار امس في ساحة النجمة لم يكن رمزاً رقمياً لفريق سياسي او لاصطفاف سياسي، بل كان ‏تعبيرا واضحا على قدرة اللبنانيين الى صياغة مواقف مشتركة اذا ما احتكموا الى الحوار، ‏وابتعدوا عن لغة التصعيد والتحدي او لغة الغالب والمغلوب.‏ ‏14 آذار أمس شكل خطوة مهمة نحو التوافق على مواضيع حساسة اثارت في الأشهر الماضية جدلا ‏قويا كاد يطيح بكل شيء ويذهب بالبلاد الى المجهول.‏ فقد نجح الرهان على الحوار الوطني، وخرج المتحاورون بعد ظهر امس من ساحة النجمة مرتاحون ‏للنتائج التي توصلوا اليها. وكان يوم أمس يوماً مشهوداً بعد ان حققت المبادرة الحوارية ‏التي اطلقها الرئيس نبيه بري تقدما كبيرا من خلال الاتفاق على ثلاثة ارباع جدول الاعمال ‏بدءا من الحقيقة حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مرورا بموضوع السلاح ‏الفلسطيني، والعلاقات اللبنانية - السورية، وانتهاء بمزارع شبعا.‏ واعلن الرئيس نبيه بري بعد الجلسة ان المتحاورين وانطلاقا من وثيقة الوفاق الوطني ‏اتفقوا على التالي:‏ ‏- معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لجهة إنهاء وجود السلاح الفلسطيني خارج ‏المخيمات في مهلة ستة اشهر ومعالجة قضية السلاح داخل المخيمات اضافة الى حث الحكومة على ‏متابعة جهودها في معالجة المسائل الحياتية والاجتماعية الانسانية بالنسبة للفلسطينيين داخل ‏المخيمات.‏ ‏- اقامة علاقات مميزة مع سوريا والتأكيد على ضرورة التنسيق والتعاون بين البلدين في شتى ‏المجالات بما يحقق مصلحتهما في اطار سيادة واستقلال كل منهما.. واقامة علاقات نديّة بين ‏الدولتين تتجسد بانشاء علاقات ديبلوماسية على مستوى السفارات.‏ ‏- اجمع المتحاورون على لبنانية مزارع شبعا واكدوا دعمهم للحكومة في جميع اتصالاتها لتثبيت ‏لبنانيتها مع تلال كفرشوبا.‏ وقال الرئيس بري انه جرى نقاش ولكن لا يزال بحاجة الى متابعة في موضوع رئاسة الجمهورية ‏وما يتعلق بسلاح المقاومة ولذلك ارجئت الجلسة الى الاربعاء في 22 الجاري. وكما عبر اكثر من ‏مشارك في الحوار فان هذا النجاح كان نجاحا للجميع وللبنان الذي كاد يصل قبل 2 آذار الى ‏مرحلة الانفجار والعودة الى لغة الحرب والتقاتل.‏ صحيح ان المتحاورين لم يتفقوا على كل شيء، وانهم ارجأوا موضوعين بارزين الى يوم الاربعاء ‏المقبل هما موضوع رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، ولكن الصحيح ايضا ان احداً لم يكن يتوقع ‏الوصول الى اتفاق ببنود محددة حول ثلاثة مواضيع حساسة هي: مزارع شبعا، والعلاقات ‏اللبنانية - السورية، والسلاح والوجود الفلسطيني في لبنان.‏ لقد احرز الحوار الوطني اللبناني بعد أقل من سبعة ايام قضاها المتحاورون الى الطاولة ‏المستديرة ما لم تحرزه جهود وتحركات على مدى سنة كاملة، لا بل ان الرهان على الجلوس الى ‏هذه الطاولة كان رهانا ناجحا وصائبا بعد ان كان مجرد الكلام عن مثل هذه الفكرة او ‏المبادرة يثير عند البعض موجة من الشكوك والتشكيك. وعلى أية حال فان النجاح يعود لجملة ‏عناصر أولها رغبة الاطراف المتحاورة في عدم الخروج من دائرة الحوار من دون نتائج ايجابية ‏وآخرها الدعم العربي لهذا الحوار المتمثل بشكل رئيسي بموقفي السعودية ومصر، اضافة الى ‏التأييد الدولي وان كان هذا

التأييد يبقى موضع حذر بسبب الانقلابات والمحاولات الانقلابية ‏على الحلول التي تعودنا عليها من قبل بعض هذه الجهات الدولية.‏ اجواء الجلسة كل شيء بدأ في جلسة الحوار أمس بشكل مريح فالمتحاورون تصافحوا قبل ان يجلسوا الى الطاولة ‏المستديرة وكانت هناك مصافحة بين النائب وليد جنبلاط والسيد حسن نصر الله كما حصل اول ‏امس ايضا وكانت هناك «قفشات متبادلة بين المتحاورين قبل الدخول في مناقشة المواضيع ‏المدرجة على جدول اعمال الجلسة، وكانت هناك ايضا عبارات متبادلة لا تخلو من المزاح الذي ‏يعبر عن «مزاج جيد في الحوار.‏ مزارع شبعا لبنانية هذا في الشكل اما في المضمون فقد اكدت المعلومات حسب مصادر مطلعة ان المتحاورين استأنفوا ‏النقاش في جلسة الامس حول موضوع مزارع شبعا بشكل معمق، وتركز النقاش في البداية على ‏تأكيد لبنانية مزارع شبعا بعد المداخلة المفصلة التي قدمها الرئيس بري مساء اول امس ‏والمدعومة بخرائط ووثائق والتي لاقت صدى ايجابيا لدى المتحاورين وارخت بثقلها في اليوم ‏الثاني ما جعل الجميع امام حقيقة من الصعب نكرانها وهي لبنانية هذه المزارع. ثم دار ‏نقاش حول آلية تثبيت هذه الهوية اللبنانية وكيفية تعاطي الحكومة مع هذا الامر.‏ واوضح رئيس الحكومة ان ملفا جاهزا وكاملا بات موجودا لدى الحكومة لرفعه الى الامم المتحدة ‏من اجل تثبيت لبنانية مزارع شبعا، وهنا دار جدل حول ترسيم الحدود في مزارع شبعا وكاد ‏يطيح بالاتفاقات لا سيما ان استخدام كلمة ترسيم يثير حساسية «ونقزة لدى سوريا على حد ‏قول احد المحاورين، وحسب المعلومات ايضا فان السيد نصر الله اقترح استخدام عبارة اخرى لكي ‏لا يكون الامر صدامياً . وفي المعلومات ايضا انه انطلاقا من ذلك جرت الاستعانة بكلمة على ‏غلاف الكتاب الذي كان تزود به المتحاورون حول مزارع شبعا للباحث الدكتور عصام خليفة. ‏وحسب المعلومات ايضا فان وثائق جديدة عرضت منها تعود للعام 1923 وهي عبارة عن محاضر في ‏عهد الانتداب الفرنسي تؤكد لبنانية هذه المزارع وفق «تحديد لهذه الاراضي، وهي الكلمة ‏المستخدمة ايضا في هذه الوثائق، وهي تستخدم في لغة العقارات كما تستخدم كلمة اخرى هي ‏‏«تحرير . وخلال النقاش بدا واضحا انه لا يمكن الهروب من الاجماع على لبنانية مزارع شبعا ‏لكن النائب جنبلاط كرر القول انه ليس مهما ان نقول المزارع لبنانية وسيادتها غير ‏لبنانية. وفي ضوء النقاش الذي لعب فيه الرئيس بري دورا حاسما جرى الاجماع على وجوب ‏التأكيد بان مزارع شبعا لبنانية ومن ثم الذهاب الى الامم المتحدة لتثبيت هذه الهوية.‏ العلاقات اللبنانية ـ السورية وزيارة مرتقبة للسنيورة‏ اما في موضوع العلاقات اللبنانية - السورية فان المتحاورين كانوا توصلوا الى شبه صياغة ‏نهائية اول امس، لكن النقاش تركز امس حول كيفية التعاطي مع هذا الموضوع في ظل التوتر ‏الحاصل حاليا في العلاقات بين الحكومة اللبنانية ودمشق.‏ وشدد الثنائي الشيعي خلال النقاش على انه لا يمكن الولوج في هذا الموضوع في ظل هذا المناخ ‏الحالي وانه لا بد من خلق اجواء ايجابية ليس للتعاطي في موضوع العلاقات الثنائية بين ‏البلدين بل ايضا في موضوع مزارع شبعا. وتقرر بنتيجة النقاش ان يقوم رئيس الحكومة فؤاد ‏السنيورة بزيارة الى دمشق يحدد موعدها في وقت لاحق بعد اجراء الاتصالات اللازمة لهذه ‏الغاية، وطلب المساعدة كما جرى التأكيد في ملف المزارع على ان تقوم بعض القيادات ‏بمساعدة الحكومة في ترطيب الاجواء بين البلدين.‏ السلاح الفلسطيني اما في موضوع السلاح الفلسطيني فقد تم التوافق على الصيغة النهائية للاتفاق الذي كان اقر ‏مبدئيا في اليوم الثاني من الحوار وتبلور بشكل كامل اول امس. ويرتكز الاتفاق على ‏قرارات مجلس الوزراء في هذا الشأن وعلى اعطاء الحقوق المدنية للفلسطينيين، ورفض التوطين، ‏وانهاء مشكلة السلاح خارج المخيمات خلال ستة اشهر من خلال الحوار، ومعالجة السلاح الفلسطيني ‏داخل المخيمات ايضا بالحوار.‏ دور بري وموقف الحريري وحسب المعلومات التي توافرت لـ«الديار فقد جرى النقاش امس ايضا في اجواء هادئة وان ‏الرئيس بري لعب دورا كبيرا للخروج بنتائج عملية وقدم مداخلته في هذا الشأن شدد فيها ‏على وجوب ان يكون الجميع امام مسؤولياتهم وقال ان الشعب يتطلع الينا وينتظر منا الخروج ‏بنتائج عملية ولا يقبل بشيكات من دون رصيد، علينا ان نخرج بقرارات لان الوضع لا يحتمل ‏الدوران في حلقة مفرغة.‏ وقالت المعلومات ايضا ان المتحاورين ابدوا رغبة في الخروج بنتائج ملموسة وانهم تجاوبوا في ‏هذا الشأن، وان النائب سعد الحريري لعب دورا مهما في الوصول الى نتائج ايجابية حول ‏النقاط التي نوقشت من خلال تليين مواقف جنبلاط وجعجع في بعض النقاط ولعب دور الوسط. ‏وقالت مصادر مطلعة ان المملكة العربية السعودية لعبت دورا مهما في التأثير على الحريري ‏ولعب هذا الدور. واجمع المتحاورون على ان ما تم امس يعتبر انجازا مهما يجب استكماله وقال ‏احد المشاركين في الحوار «المهم ان الحوار بقي مفتوحا ول

م يقفل، واننا سنعود لمناقشة ‏الموضوعين الباقيين: رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة يوم الاربعاء المقبل ووصف مصدر آخر ما تحقق بانه «تقدم كبير بغض النظر عن الاتفاق الذي حصل لان ما جرى امس ‏اظهر ان اللبنانيين قادرون على التوصل الى تفاهمات ويمكن وصف ما جرى بانها بداية شراكة ‏حقيقية وحسب مصادر مطلعة فان الاسبوع الذي يفصلنا عن استئناف الحوار سيكون فترة زمنية جيدة ‏لافساح المجال امام اجراء المزيد من النقاش حول موضوع رئاسة الجمهورية الذي لم يبحث ايضا ‏امس وبقي خارج النقاش على طاولة الحوار، لكنه لم يكن خارج التداول في الكواليس.‏ واضافت المصادر انه على الرغم من خروج اسماء مرشحة من التداول ودخول اسماء اخرى ‏للرئاسة في اوساط فريق 14 آذار فان هذا الموضوع بقي ثقيلا على كاهل هذا الفريق بسبب ‏كثرة الترشيحات داخله والهاجس الذي شكله موقع العماد ميشال عون التمثيلي لا سيما في ‏الشارع المسيحي. ورأت المصادر انه يمكن التقدم في هذا الموضوع اذا ما تم التوافق على بديل ‏يرضي الجميع، والا فان هذا الامر سيبقى في دائرة مفرغة.‏ ونقل زوار بكركي امس عن اجواء البطريرك صفير انه يؤيد رئيسا للجمهورية وفق معيارين ‏اساسيين : الشراكة، اي ان يكون توافقيا ما بين 14 و 8 آذار وان يكون قويا في طائفته.‏ اما في خصوص سلاح المقاومة فان النقاش المتوقع وان كان سيأخذ مداه فانه من المنتظر ان ‏يصل الى نتيجة تتعلق باستراتيجية الدفاع كما حصل في وثيقة التيار العوني وحزب الله لا ‏سيما ان الاتفاق على لبنانية مزارع شبعا قد جعل هذا البند اقل صعوبة مما كان عليه مع ‏بداية الحوار. ويتوقع أن تجري خلال الايام المقبلة اجتماعات ولقاءات بين اركان الحوار، وقد ‏التقى العماد عون والنائب سعد الحريري بعد جلسة الحوار أمس الى مائدة غداء ودار الحديث ‏حول الكثير من القضايا ومنها موضوع الرئاسة.‏ واعربت مصادر قصر بعبدا عن ارتياح رئيس الجمهورية العماد اميل لحود لما توصل اليه ‏المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني، آملة في أن يحمل المؤتمر في اجتماعه المقبل المزيد من ‏التوافق حول بقية المواضيع المطروحة.‏ واشارت هذه المصادر الى أن ما اكد عليه المؤتمرون يلتقي مع مواقف رئيس الجمهورية، إن لجهة ‏حرصه على اقامة افضل العلاقات على اساس احترام سيادة واستقلال كل من البلدين، وعدم جعل ‏اي من البلدين مصدر تهديد للآخر. وسجلت المصادر ارتياح رئيس الجمهورية لتوصل المجتمعين الى ‏الاجماع على لبنانية مزارع شبعا. كما أعربت عن املها في أن يتوصل المتحاورون الاسبوع ‏المقبل الى موقف اجماعي ايضا حول موضوع سلاح المقاومة ودورها على نحو ينسجم مع القناعة ‏اللبنانية باستمرار هذا السلاح ريثما يعود ما تبقى من الارض اللبنانية المحتلة الى ‏السيادة الوطنية الكاملة، ويتحقق السلام العادل والشامل والدائم الذي يضمن وحدة الامن ‏والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها. اما بالنسبة الى موضوع رئاسة الجمهورية فقد أكدت ‏المصادر ان حله يكون بزوال الأزمة التي افتعلها بعض الاطراف لا سيما المشارك منهم في مؤتمر ‏الحوار من خلال تعاطيهم الخاطىء مع موقع الرئاسة الاولى وشخص رئيس الجمهورية طالما أن هذه ‏المواقف التي اتخذت بالاجماع في مؤتمر الحوار الوطني هي نفسها المواقف التي نادى وينادي بها ‏الرئيس لحود.‏ ولدى مغادرة جنبلاط قال ان اللغة العربية غنية فهناك ترسيم وتحرير و«انشاالله بيتوفق ‏السنيورة بدمشق. وعلم ان حمادة قال لجنبلاط اظهر وجها باسماً للإعلام فأجابه جنبلاط هل هذا ‏مطلوب ايضاً.‏ تقرير برامرتز على صعيد آخر، قدم القاضي البلجيكي سيرج برامرتز تقريره حول اغتيال الرئيس الحريري الى ‏الأمين العام للأمم المتحدة والى الدول الأعضاء في مجلس الأمن للإطلاع على مضمونه.‏ وقد علم أن التقرير تضمن اشارات واضحة حول تعاون سوريا مع لجنة التحقيق الدولية، وان ‏محققين سيلتقون مسؤولين سوريين لمتابعة التحقيق.‏ وقالت المعلومات ان اللجنة اصبحت أقرب الى فهم أشمل وكيف أدى كل من المنفذين في يوم ‏الهجوم مهامه.‏ من جهته، قال السفير فيصل المقداد لـ«الديار ان تقرير برامرتز مختلف عن التقارير ‏السابقة، فهو مهني ورئيس اللجنة ماضٍ في التحقيق مع العلم انه لم يتوصل الى نتيجة بعد.‏ أما في ما يتعلق بالتعاون السوري، فقد أشار المقداد الى ان من مصلحة سوريا التعاون ‏للتوصل الى معرفة مَن ارتكب هذه الجريمة.‏ وأفاد تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج برامرتز، الذي قدمه للامم المتحدة ‏امس، ان سوريا تتجاوب مع كل طلبات المساعدة تقريباً التي تقدمت به لجنة التحقيق الدولية ‏في اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.‏ وجاء في التقرير ان «الحكومة السورية تعاونت ولا سيما خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، مع كل ‏طلبات المساعدة تقريبا التي تقدمت بها اللجنة .‏ واوضح التقرير ان دمشق وفرت اجوبة على عدد من المسائل المحددة التي اثارتها اللجنة مشيرا ‏خصوصا الى انها دققت في ارشيف الاستخبارات العسكرية السورية وراجعت السجلات الم

تعلقة ‏بالوضع السياسي في لبنان كما كان مطلوبا. واضاف التقرير «رغم هذه الخطوات المشجعة تجدر ‏الاشارة الى ان المفوضية ستحكم في النهاية على تعاون السلطات السورية على اساس قيمة ‏المعلومات التي قدمت والسرعة التي لبيت فيها هذه المطالب‏ وذكر التقرير ان «اللجنة اصبحت اقرب الى فهم اشمل لكيفية اجراء العمل التمهيدي وكيف ‏ادى كل من المنفذين في يوم الهجوم مهامه وما كانت هذه المهام قبل الهجوم وخلاله وبعده ‏واسلوب العمل الذي اتبعه مرتكبو الهجوم بصفة عامة. واشار الى عملية الاغتيال بوصفها ‏‏«عملية ارهابية شديدة التعقيد وقال ان اولئك الذين شاركوا في تنفيذها يتصفون «بحرفية ‏شديدة في اسلوبهم حيث خططوا لضمان نسبة عالية لنجاحها واجروا العملية بمستويات عالية ‏من الانضباط الشخصي والجماعي. واضاف انه «يتعين الافتراض بأن بعض المشاركين على الاقل يرجح ‏ان لهم خبرة في هذا النوع من النشاط الارهابي. وقال التقرير ان اللجنة والسلطات ‏السورية ستعقد اجتماعات عمل منتظمة حول مسائل التعاون.‏ لقاء مع الأسد وجاء في التقرير أيضاً ان سوريا وعدت بحصول لقاء مع الرئيس بشار الاسد «خلال شهر. واوضح ‏التقرير المرحلي الثالث للجنة ان «وزير الخارجية السوري وليد المعلم ابلغ رئيس اللجنة ‏في التاسع من اذار 6002 ان لقاء مع الرئيس السوري ولقاء اخر مع نائب الرئيس السوري ‏فاروق الشرع سيحصل خلال شهر.‏ وبحسب التقرير فان برامرتز التقى مرتين مسؤولين سوريين. المرة الاولى في دمشق والتقى خلالها ‏وزير الخارجية ونائب وزير الخارجية والمستشار القانوني لوزارة الخارجية ورئيس اللجنة ‏القضائية السورية الخاصة في 32 شباط 6002. ومن ثم في بيروت حيث التقى نائب وزير الخارجية ‏السوري والمستشار القانوني في السابع من اذار.‏‏

صحيفة "النهار"‏

كتبت النهار تقول : 4 آذار 2006: في اليوم السابع من مؤتمر الحوار الوطني، وبعد 12 جولة، اتفاق على 3: لبنانية مزارع شبعا، العلاقات مع سوريا وانهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. والعودة بعد اسبوع للاتفاق على 2: معالجة أزمة الحكم وسلاح المقاومة. رسائل مصدر بارز في المؤتمر قال امس لـ"النهار" ان ما حققه القادة امس هو مجموعة رسائل: - الى اللبنانيين، تأكيد انهم بلا وصاية أنجزوا ما يؤكد انهم أصبحوا خارج الوصاية. - الى العرب، ان لبنان لبى طلبهم بالحوار وعليهم الآن احتضانه والمبادرة الى مساعدته. - الى اسرائيل، ان المقاومة لم تفقد الاجماع وهناك سبل لانتهاجها تندرج المقاومة ضمنها. - الى سوريا، دعوة الى قيام علاقات ندية وترسيم الحدود في مزارع شبعا لمنح لبنان القدرة على تحديد مساره السلمي او العسكري. - الى رئيس الجمهورية اميل لحود، ان موضوعه اصبح قيد البحث. - الى المجتمع الدولي، ان لبنان جاد في السعي الى تطبيق القرار 1559 بما يتلاءم ومقتضياته الوطنية. إنجاز مهم ويرى المواكبون لأعمال المؤتمر ان ما انتهى اليه يمثل "انجازا مهما" من طريق حصول اقرار جماعي بلبنانية مزارع شبعا مع التمسك بالحصول على اثباتات من سوريا وهو ما سيكون هدف الزيارة المقبلة لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى دمشق بما يكفل توجه لبنان الى مجلس الامن الدولي بملف كامل. كذلك حصول اجماع على انهاء الوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيمات خلال 6 اشهر، على ان يخضع هذا السلاح داخل المخيمات لسيادة الدولة وفق اتفاق الطائف. وتحقيق اختراق كبير على صعيد العلاقات مع سوريا باقرار مبدأ تبادل التمثيل الديبلوماسي بينهما والذي سيصبح النافذة الوحيدة للعلاقات الثنائية بعيدا من منطق التدخل السابق. واخيرا اعتراف بأزمة الحكم والذهاب الى موضوع البحث عن البديل من الرئيس اميل لحود. ولاحظ المراقبون ان ملفات شبعا والعلاقات مع سوريا والسلاح الفلسطيني سبق للرئيس السنيورة ان طرحها في مناسبات سابقة واثارت جدلا ولكنها اصبحت اليوم تحت مظلة اتفاق القادة اللبنانيين. وعلم ان نصف الساعة الاخير من جلسة الحوار امس كانت الاهم ودار خلالها جدل حول عبارتي "التحديد" و"الترسيم" في ما يتعلق بالاثباتات السورية للبنانية المزارع. كما ادرج في اللحظة الاخيرة موضوع "ازمة الحكم" في البيان الختامي الذي اذاعه رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبعدما تم التوافق على بند العلاقات اللبنانية – السورية طرحت فكرة معاودة التواصل بين بيروت ودمشق وقد تترجم هذه الفكرة بزيارة يقوم بها الرئيس فؤاد السنيورة الى العاصمة السورية. وقد سألت "النهار" اوساط السنيورة عن الموضوع فأجابت "بأن المسألة تتطلب تحضيرا وطبيعي ان يتم كل شيء في وقته". على صعيد آخر ابدى رئيس الحكومة ارتياحه الى ما تم التفاهم عليه من خلال جلسات الحوار واعتبره "انجازا مؤكدا "ان الرابح هو الوطن". الحريري اما اوساط رئيس كتلة "تيار المستقبل" سعد الحريري فأعربت بدورها عن ارتياحها الى التقدم الذي سجل في الحوار. وتحدثت عن "اختراق ايجابي وجدي" في ملف العلاقات اللبنانية – السورية في اشارة الى التفاهم على التبادل الديبلوماسي وذلك للمرة الاولى في تاريخ البلدين. واشارت مصادر اخرى الى ان الحديث عن تحديد مزارع شبعا يعني ترسيم الحدود وهذا ما تمناه النائب وليد جنبلاط في كلامه المقتضب عندما تحدث عن غنى اللغة العربية او عندما دعا "بالتوفيق" للرئيس السنيورة في دمشق. وقالت المصادر نفسها "ان الاجماع على وجوب حل ازمة الحكم يعني اجماعا على وجوب تنحية رئيس الجمهورية". واشارت الى ان الاسبوع المقبل سيشهد بحثا جديا وعمليا في آلية هذه التنحية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. لحود في المقابل قال الرئيس لحود في مقابلة مع صحيفة "لاكروا" الفرنسية في عددها الذي يوزع اليوم انه يدعم العماد ميشال عون لمنصب الرئاسة مؤكداً انه يتمتع "بصفات عدة لا يتمتع بها معظم المرشحين المحتملين". واضاف: "يمتلك الجنرال عون الخبرة السياسية وعدداً من الصفات التي لا يتمتع بها معظم المرشحين المحتملين للرئاسة. لهذا السبب يتعرض للهجوم من الذين يهاجمونني اليوم". وتابع: "سيتعرض للهجوم اكثر مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي (الرئاسي) السنة المقبلة"! جولة على صعيد آخر يتوجه الرئيس فؤاد السنيورة الاثنين المقبل الى بروكسل تلبية لدعوة من وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي من اجل البحث في التحضيرات لمؤتمر دعم لبنان الذي يتوقع ان يعقد في بيروت. ومن المرجح ان ينتقل السنيورة مساء الاثنين او صباح الثلثاء الى لندن للقاء نظيره البريطاني طوني بلير. عن هذه الجولة قال السنيورة لـ"النهار" انه سيلتقي في بروكسل 25 وزير خارجية وان جدول اعماله يتضمن شقين واحداً ذا صلة بالاوضاع في لبنان وبالحوار وبالتطورات، وآخر بالتحضير لمؤتمر بيروت لدعم لبنان. وعلم ان موعد زيارة السنيورة الى لندن لم يتأكد نهائياً بعد، وسيتحدد اليوم، وهو مرتبط بالموعد مع رئيس ا

لوزراء البريطاني طوني بلير.‏

صحيفة "المستقبل"‏

كتبت المستقبل : اكد رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، سيرج براميرتس في تقريره الاول الذي رفعه الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس، ان اللجنة حققت تقدماً في التحقيق وانها ماضية بفاعلية في متابعة عملها معربة عن اعتقادها ان "ارهابيين متمرسين شاركوا في المؤامرة". وكشف ان اللجنة "اقتربت من الظروف الدقيقة واسلوب التفجير لكنها لا ترى مناسبا كشف تفاصيل اكثر لعدم تهديد الشهود وافساد التحقيق". كما تحدث براميرتس عن حصول لقاءين على مستوى عال في دمشق وبيروت مع مسؤولين سوريين خلصا الى اتفاق مع سوريا على مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع و"سيتم اختبار هذا التفاهم في الأشهر المقبلة". كما اوضح ان بنك المدينة يبقى موضع "مزيد من التحقيق". وقال براميرتس في التقرير، وهو الثالث المرحلي للجنة، ان "وزير الخارجية السوري (وليد المعلم) ابلغ رئيس اللجنة في التاسع من اذار (مارس) 2006 ان لقاء مع الرئيس السوري ولقاء اخر مع نائب الرئيس السوري (فاروق الشرع) سيحصلا خلال شهر". وتحدث عن لقاءين لبراميرتس مع مسؤولين سوريين، "الاول في دمشق التقى خلاله وزير الخارجية ونائب وزير الخارجية والمستشار القانوني لوزارة الخارجية ورئيس اللجنة القضائية السورية الخاصة في 23 شباط (فبراير) 2006. ومن ثم في بيروت حيث التقى نائب وزير الخارجية السوري والمستشار القانوني في السابع من اذار (مارس)". واشار التقرير الى ان "الحكومة السورية تعاونت ولا سيما خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، مع كل طلبات المساعدة تقريبا التي تقدمت بها اللجنة"، وان دمشق وفرت اجوبة على عدد من المسائل المحددة التي اثارتها اللجنة، مشيرا خصوصا الى انها دققت في ارشيف الاستخبارات العسكرية السورية وراجعت السجلات المتعلقة بالوضع السياسي في لبنان كما كان مطلوبا. لكن التقرير يضيف في هذه النقطة انه "على الرغم من هذه الخطوات المشجعة تجدر الاشارة الى ان اللجنة ستحكم في النهاية على تعاون السلطات السورية على اساس قيمة المعلومات التي قدمت والسرعة التي لبيت فيها هذه المطالب"، لافتا الى ان اللجنة والسلطات السورية ستعقد اجتماعات عمل منتظمة حول مسائل التعاون، حيث "توصلت اللجنة الى تفاهم مشترك مع سوريا حول الاطار القانوني لتعاونهما وبعض الاجراءات العملية لتسهيل تطبيق طلبات المساعدة التي تتقدم بها اللجنة بسرعة. وسيتم اختبار التفاهم في الاشهر المقبلة". وقال التقرير ان سوريا "اعربت عن نيتها احترام القرارات الدولية التي تطلب من سوريا السماح للجنة بالاطلاع على كل الوثائق والمعلومات الحسية والادلة التي في حوزتها والتي تعتبرها اللجنة مفيدة لتحقيقاتها". اضاف ان سوريا "اكدت انها ستلبي كل الطلبات المتعلقة بتوقيف اي مسؤول سوري او فرد يشتبه بضلوعه في التخطيط والتنظيم والتنفيذ". وقال براميرتس في تقريره إن التحقيق في التفجير "حقق مزيدا من التقدم"، مشددا على أن لجنة التحقيق "اقتربت .. من الظروف الدقيقة للانفجار"، ومشيرا إلى وجود جثة في مسرح الجريمة لم يتم التعرف إليها "يحتمل أن تكون لأحد المشاركين" في العملية. كما أفاد أن اللجنة درست أيضا فرضية التفجيرين، تفجير فوق الأرض وآخر تحت الأرض أو مزيجاً من التفجيرين. لذلك، بحسب التقرير، لا بد من إجراء مزيد من الدراسات الجنائية لمسرح الجريمة. كما أشار إلى الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات التقنية والشرعية للشريط الذي ظهر فيه الفلسطيني أحمد أبو عدس زاعما مسؤوليته عن اغتيال الحريري. واوضح أن اللجنة تتابع "خيوطا واعدة" حيال المعلومات المتناقضة عن الانفجار أو الانفجارين وعن أشغال محتملة على الطرق المحيطة بمنطقة الاغتيال "قبل التفجير". وشدد على أنه يبدو أن الأشخاص الذين شاركوا في هذه الجريمة هم من "المحترفين جدا، حيث إنهم خططوا العملية بحيث تكون نسبة نجاحها مرتفعة، ونفذوها بمستويات رفيعة من الانضباط الفردي والجماعي. ويجب الافتراض أن بعض المتورطين، على الأقل، مجربون في هذا النوع من النشاط الإرهابي". وذكر أن "اللجنة تعتقد بوجود حلقة من المتآمرين تربط المخططين بالمنفذين. وتستمر اللجنة أيضا في "التحقيق وتقييم" ارتباط بعض الاتصالات الهاتفية بتورط شخصيات معينة في الاغتيال، إضافة إلى تقييم سبب خفض الحراسة الأمنية التي كانت مخصصة للرئيس الحريري، كما تراجع اللجنة تسلسل الأوامر الصادرة عن قيادة قوى الأمن الداخلي لوضع الحريري تحت المراقبة. وقال التقرير إن بنك المدينة، يبقى موضع "مزيد من التحقيق" كما موضوع الصندوق المزعوم الذي كان يديره مدير عام الأمن العام الموقوف اللواء جميل السيد. وتضمن التقرير لائحة بالتفجيرات الـ14 التي جرت في لبنان منذ محاولة اغتيال وزير الاتصالات مروان حمادة في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) العام 2004 إلى اغتيال النائب جبران تويني في 12 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وهي المرة الأولى التي يتم فيها تضمين هذه "الأعمال ا

لإرهابية" في تقرير صادر عن لجنة التحقيق الدولية. وخلص التقرير إلى أن التحقيق توصل إلى عدد مهم من الخيوط في كانون الثاني (يناير) الماضي ما أدى إلى "تقدم أسرع من المتوقع"، وأن اللجنة "واثقة من أن دعمها للسلطات اللبنانية سيؤدي إلى نتيجة ناجحة .. في إطار زمني واقعي". اما على الصعيد المحلي بخلاف "مناخ القلق" الذي ولّده الإعلان عن تعليق الحوار بعد مرحلته الأولى الأسبوع الماضي، فقد جاء إعلان رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمس عن مرحلة ثالثة للحوار الوطني في 22 آذار الجاري، أي الأسبوع المقبل، مدعّماً بانفراج سياسيّ تمثّل في إعلان التوافق حول بنود رئيسيّة مطروحة على طاولة الحوار. فإذ أعاد مؤتمر الحوار في نهاية مرحلته الثانية أمس تأكيد الإجماع حول "الحقيقة ومتفرّعاتها" أي لجنة التحقيق الدوليّة والمحكمة الدوليّة وتوسيع مهام التحقيق الدولي، وهو الإجماع المتحقّق أصلاً منذ الجلسة الأولى، فإنّه توصل إلى مجموعة إجماعات رئيسيّة أخرى. فقد أجمع المتحاورون على "لبنانية مزارع شبعا"، وقرّروا "دعم الحكومة في جميع اتصالاتها لتثبيت لبنانيّة المزارع وتلال كفرشوبا وتحديدها وفق الإجراءات والأصول المعتمدة المقبولة لدى الأمم المتحدة"، كما قال الرئيس برّي الذي أوضح انّ رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة "سيذهب إلى الأمم المتحدة لتقديم الطلب وفي ضوء ذلك يرى ما هي الإجراءات التي يجب أن يقوم بها والاتصالات اللازمة". هذا في حين علّق رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط على النتيجة في هذا الموضوع بالقول انّ "اللغة العربيّة غنيّة جداً، وقد انتقلنا من الترسيم إلى التحديد والله يوفّق (الرئيس) السنيورة في الشام". وأجمع المتحاورون أيضاً واستناداً إلى مرجعيّة وثيقة الوفاق الوطني على "إنهاء وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيّمات في مهلة ستّة أشهر" وفقاً لقرار الحكومة وعلى "معالجة قضيّة السلاح داخل المخيّمات، ودعم جهود الحكومة للتوصّل إلى ذلك من طريق الحوار". وفي بند العلاقات اللبنانيّة ـ السوريّة، وإذ أكّد مؤتمر الحوار الوطني استناده إلى ما ورد في اتفاق الطائف بشأنها، قرّر المتحاورون "إقامة علاقات ندّية بين لبنان وسوريّا مبنيّة على الثقة والاحترام المتبادلين، تتجسّد في أقرب وقت بإنشاء علاقات ديبلوماسية على مستوى السفارات". وفيما أحال المؤتمر موضوعَي رئاسة الجمهوريّة وسلاح المقاومة إلى مزيد من النقاش، أعلن برّي توصّل المتحاورين إلى إجماع على "وجوب مناقشة موضوع رئاسة الجمهوريه لمعالجة أزمة الحكم القائمة في البلد". في مناخ هذه القرارات الرئيسيّة، أكّد رئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري انّ "ما تحقّق في يوم 14 آذار (أمس) مهم للشعب اللبناني"، مضيفاً انّ "الشعب في 14 آذار 2005 كان يأمل التوصّل إلى هذا الإجماع في لبنان واحد ولبنان أولاً". وإذ لفت إلى "أهميّة أن يكون هناك إجماع في كلّ المواضيع وأن تكون كلمة واحدة وقرار واحد لشعب واحد ووطن واحد"، شدّد الحريري على انّ "موضوع رئاسة الجمهوريّة سوف يحلّ"، وسأل "هل يبقى (رئيس الجمهورية) جالساً في مكانه؟". وأوضح "انّنا قلنا (في بيان المؤتمر) انّ هناك أزمة حكم ويجب إيجاد حلّ لهذه الأزمة، ولا حلّ لهذه الأزمة طالما انّه موجود في الرئاسة (..)". من جهته، قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "نحن راضون عن النتائج الواقعيّة التي عكست الجدّية والصراحة الكاملة والعمق في مقاربة المواضيع الحسّاسة"، وأضاف "نأمل من خلال تطبيق النتائج أن نتوصّل إلى تحقيق الاستقرار السياسي". ورأى رعد انّ "المقاربة حول سلاح المقاومة هي مقاربة واقعيّة ومنطقيّة وتعكس التفهّم للظروف والمناخات التي تسمح لهذا السلاح أن يكون له دور في حماية الاستراتيجيّة الوطنيّة"، وقال "ما يعنينا انّ كلّ اللبنانيين ومن خلال مؤتمر الحوار أكّدوا سيادة لبنان على مزارع شبعا والهويّة اللبنانية للمزارع(..)". وبينما انفرد رئيس "تكتّل الإصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون في تفسير القرار الذي اتخذه المؤتمر بمناقشة رئاسة الجمهوريّة "لمعالجة أزمة الحكم"، على انّه "قرار بمناقشة أزمة الحكم ولا يعني رئاسة الجمهوريّة في حدّ ذاتها"، معرباً مع ذلك عن تفاؤله بالنتائج التي تمّ التوصّل إليها، قال رئيس الهيئة التنفيذية في "القوّات اللبنانية" سمير جعجع "أنا راض عن النتائج"، مضيفاً انه "النتائج جيّدة ومن كان منذ يومين يتوقّع أن نتوصّل إلى قواسم مشتركة؟". وأكّد انّ "هناك تقدماً مهماً وهو مقدمة مهمّة لمسيرة أطول"، ورأى انّ "المؤتمر مستمرّ بشكل متقطع(..)". قوى 14 آذار وبالتزامن مع الحوار في جلسته الثانية عشرة أمس، أعلنت لجنة المتابعة لقوى 14 آذار في بيان أصدرته بعد اجتماعها في فندق "البوريفاج"، انّها "تتطلّع إلى أن ينتهي الحوار بوضع الحلول اللازمة لنجاحه". وأكّدت انّه "أيّاً تكن النتائج، فهي تعتبر انّ مسيرة استعادة رئاسة الجمهوريّة قرار ثابت سوف يتحقّق اليوم أو غداً بعد أن اتخذت أكثريّ

ة اللبنانيين هذا القرار بشكل لا لَبس فيه".‏

صحيفة "الأنوار"‏

كتبت الانوار :الجولة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني انتهت امس، باعلان سلسلة قرارات، اعتبرت انجازات، في مواضيع العلاقة مع سوريا ومزارع شبعا والسلاح الفلسطيني. وستعالج الجولة الثالثة يوم الاربعاء من الاسبوع المقبل، موضوع رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة. وقال الرئيس نبيه بري في مؤتمر صحافي: في الثاني من آذار في بداية الحوار انتهى ذلك اليوم باعلان ان المتحاورين اجمعوا على موضوع الحقيقة ومتفرعاتها في ما يخص الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي اقر موضوع لجنة التحقيق الدولية، وموضوع المحكمة الدولية، وموضوع توسيع مهمات لجنة التحقيق. بعد ذلك، وعلى مدى ايام عديدة توصل المتحاورون الى اجماع وتوافق تام على مواضيع عدة لا تقل اهمية في ما يتعلق بالموضوع الوطني عما سبق ان اقر. وقال: في الموضوع الفلسطيني، اتفق المجتمعون على ما يأتي: اولا- حث الحكومة اللبنانية على متابعة جهودها في معالجة المسائل الحياتية والاجتماعية والانسانية بالنسبة الى الفلسطينيين داخل المخيمات والفلسطينيين المقيمين خارجها في لبنان، مع ما يقتضيه ذلك من تسهيلات قانونية ومن متابعة جادة لدى المجتمع الدولي وتحمل مسؤولياته لتأمين العيش اللائق الكريم للفلسطينيين الى حين عودتهم الى ديارهم. ثانيا- بناء على قرار مجلس الوزراء في موضوع معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتزامه لجهة انهاء وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في مهلة قدرها ستة اشهر، ومعالجة قضية السلاح داخل المخيمات مع تأكيد مسؤولية الدولة اللبنانية والتزامها حماية المخيمات الفلسطينية من اي اعتداء، التزم المجتمعون العمل الجدي لتنفيذ ما ورد اعلاه ودعم الحكومة للتوصل الى ذلك من طريق الحوار. اضاف الرئيس بري: (اما في موضوع العلاقات اللبنانية-السورية، اتفق المجتمعون على ان تنمية هذه الروابط تقتضي إرساءها على قواعد ثابتة وواضحة تؤدي الى تصحيح ما شاب هذه العلاقات من خلل، وذلك عبر: اولا- عدم جعل سوريا مصدر تهديد لأمن لبنان او جعل لبنان مصدر تهديد لأمن سوريا وسلامة مواطنيهما في اي حال من الاحوال، ومن اجل ذلك يقتضي ضبط الحدود بينهما من الجانبين ودعوة الحكومة اللبنانية الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك من جهتها. ثانيا- تكريس قاعدة عدم تدخل اي من الدولتين في شؤون الدولة الاخرى الداخلية. ثالثا- اقامة علاقات ندية بين الدولتين مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين تتجسد في اقرب وقت ممكن بانشاء علاقات ديبلوماسية بين سوريا ولبنان وعلى مستوى السفارات. رابعا- تفعيل ودعم اللجنة المشتركة بين البلدين لمتابعة انهاء ملف المفقودين والمعتقلين في البلدين بالسرعة الممكنة. اما على صعيد ما يتعلق بمزارع شبعا، فقد اجمع المتحاورون على لبنانية المزارع، وأكدوا دعمهم للحكومة في جميع اتصالاتها لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتحديدها وفق الاجراءات والاصول المعتمدة المقبولة لدى الامم المتحدة. ويبقى ايضا انه جرى نقاش ولكن لا يزال ايضا في حاجة الى متابعة، في موضوع رئاسة الجمهورية، وقد اجمع المتحاورون على وجوب مناقشة الموضوع لمعالجة ازمة الحكم القائمة في البلد. كذلك في ما يتعلق بسلاح المقاومة لا يزال هذا الامر قيد النقاش. ومن اجل ذلك ومن اجل امور اخرى ايضا لا تزال في حاجة الى علاج، ارجئت الجلسة الى الاربعاء في 22 الجاري. لحود يدعم عون وفي موضوع رئاسة الجمهورية، اعلن الرئيس اميل لحود انه يدعم العماد ميشال عون الى منصب الرئاسة، مؤكدا انه يتمتع (بصفات عدة لا يتمتع بها معظم المرشحين المحتملين)، وذلك في مقابلة مع صحيفة (لاكروا) الفرنسية في عددها اليوم الاربعاء. وقال لحود للصحيفة (يملك الجنرال عون الخبرة السياسية وعددا من الصفات التي لا يتمتع بها معظم المرشحين المحتملين الى الرئاسة). واضاف (لهذا السبب يتعرض للهجوم من قبل الذين يهاجمونني اليوم)، وقال (سيتعرض للهجوم اكثر مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي (الرئاسي) العام المقبل). وفي دمشق، دعت صحيفة تشرين السورية امس القيادات اللبنانية المشاركة في الحوار الدائر في بيروت الى عدم ادراج مسألتي سلاح حزب الله وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا في الحوار القائم. وقالت (الحوار فرصة ثمينة لانقاذ لبنان. يجب تجنب المواضيع المشبوهة التي لا تهم اللبنانيين والمفروضة من الخارج). ورأت ان طرح موضوع سلاح حزب الله وترسيم الحدود على طاولة الحوار يخدم (مخطط الشرق الأوسط الكبير) الاميركي. ولاحظت الصحيفة ان (ما اتضح من خلاصة جلسات الحوار الوطني التي علقت الاسبوع الماضي واستؤنفت أمس، ان الأرض والمقاومة كانتا عنوان (بازار سياسي) لبعض أطراف الحوار). واضافت ان مناقشة (هذه الطروحات ليست بريئة، فوراءها ما وراءها من خفايا أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها خدمة لمخطط الشرق الأوسط الكبير، إذ ليس هناك عاقل في الدنيا يتخلى عن سلاح يحميه او عن ارضه مجانا).‏

صحيفة "صدى البلد"‏

صدى البلد قالت:أرجأ مؤتمر الحوار بت موضوع رئاسة الجمهورية الا انه اعترف بوجود "أزمة حكم" واتفق على جملة بنود كانت أثارت خلافات واجتهادات في الأسابيع والأشهر الماضية إلا انها جميعاً شكلت عناوين لحركة رئيس الحكومة في المرحلة الماضية أضاف اليها المتحاورون مزيداً من "التحديد" خصوصاً في موضوع مزارع شبعا. واجمع المتحاورون الذين تحدثوا في ختام جلسة استغرقت نحو أربع ساعات ونصف الساعة على الاشادة بما تم التوصل اليه وفوضوا الى الرئيس فؤاد السنيورة زيارة دمشق لمتابعة موضوع المزارع والمعتقلين, وسينكب رئيس الوزراء الذي سيقوم الاثنين والثلثاء بجولة تشمل بلجيكا وبريطانيا على اعداد ملفاته للقاء المسؤولين السوريين في وقت تحدثت مصادر دبلوماسية عن احتمال انطلاق تحرك سعودي باتجاه دمشق. وقالت ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قد يزور العاصمة السورية خلال الأيام القليلة المقبلة. وبحسب مصادر المؤتمرين فإن الجديد في تفويض السنيورة هو تعهد هؤلاء بالوقوف جميعاً الى جانبه في حال تعثر مساعيه. وأشارت المصادر الى ان استبدال تعبير "الترسيم" بتعبير "التحديد" بشأن مزارع شبعا يؤدي المعنى نفسه وستقوم الحكومة بمساع في اتجاه الأمم المتحدة وسورية لتثبيت السيادة اللبنانية على هذه المنطقة بهدف استرجاعها بشتى السبل بما في ذلك المقاومة. واعتبرت مصادر مطلعة ان المتحاورين حققوا تقدماً ملموساً في النقاط التي أذيعت ولو انها تفاوتت في الدرجات. ففي الموضوع الفلسطيني تمّ حصر قضية السلاح خارج المخيمات عبر وضع مهلة زمنية لانهائه هي 6 أشهر. أما السلاح داخل المخيمات فقد قرر المجتمعون "معالجته" بالحوار بما يتجاوز البيان الوزاري الذي تحدث عن ضبط وتنظيم. وفي كل الحالات فان تحديد مرجعية الطائف للتعاطي مع الموضوع الفلسطيني كان هو الأساس. أما في العلاقات اللبنانية ــ السورية فسجلت هذه المصادر اقرار المجتمعين ضرورة إقامة علاقات دبلوماسية على مستوى تبادل سفارات, مشيرة الى ان هذه النقطة لم تكن سهلة على الإطلاق. واعتبرت انه تم احراز تقدم كبير في البند المتعلق بضبط الحدود بين البلدين والطلب من الحكومة اللبنانية اتخاذ الاجراءات الكفيلة بذلك وهذا ما يعتبر تكليفاً واضحاً للجيش والقوى الأمنية بمنع عبور المسلحين والسلاح. كذلك رأت هذه المصادر ان البند المتعلق بمزارع شبعا هدف الى نقل السيادة عليها من السيادة السورية الى السيادة اللبنانية. وفي هذا الإطار طلب الى الحكومة ان تطلب الى "المراجع المعنية" اثبات ذلك, حيث جاء تكليف المجتمعين الرئيس السنيورة زيارة دمشق لبحث هذه المسألة إضافة الى مسألة المعتقلين في السجون السورية. وأكدت هذه المصادر ان الموضوع الاخير الذي طرح على طاولة الحوار كان موضوع رئاسة الجمهورية. واعتبر المجتمعون في صياغتهم لهذا البند انها ستعالج في الاسبوع المقبل باعتبارها "أزمة حكم" اضافة الى الاستراتيجية الدفاعية بما تتضمن من موضوع سلاح المقاومة والاسرى اللبنانيين لدى اسرائيل. ورجحت مصادر سياسية مشاركة في الحوار ان تتكثف الاتصالات في الايام القليلة المقبلة لبلورة اسماء مرشحين عدة للرئاسة يمكن طرحهم على طاولة الحوار الاربعاء المقبل. واعتبرت ان اسم الرئيس يجب ان يكون جاهزا في جلسة الحوار الموعودة. وهل يؤدي احتمال عدم الاتفاق الاربعاء المقبل الى الغاء ما تم الاتفاق عليه؟ أجاب احد المشاركين في الحوار بالقول: ليس تماما، لكن النقاط المتفق عليها ستفقد غطاءها السياسي وستصير قائمة على الورق تقريبا. على صعيد آخر، اعلن الرئيس اميل لحود انه يدعم العماد ميشال عون الى منصب الرئاسة. وقال لحود لصحيفة "لاكروا الفرنسية": "يملك الجنرال عون الخبرة السياسية وعددا من الصفات التي لا يتمتع بها معظم المرشحين المحتملين الى الرئاسة". واضاف: "لهذا السبب يتعرض للهجوم من قبل الذين يهاجمونني اليوم"، وقال: "سيتعرض للهجوم اكثر مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي (الرئاسي) العام المقبل".‏

صحيفة "اللواء"‏

كتبت اللواء تقول : وفي الجلسة الثانية عشرة، خرج دخان الوفاق الأبيض من قاعة مؤتمر الحوار الوطني، وفقاً لما توقّعته "اللواء" أمس، والذي تناقلته وكالات الانباء ومحطات التلفزة والاذاعات، وحقق المتحاورون في هذه الجلسة، نقلة نوعية على طريق إعادة ترسيخ مفاهيم وفاقية جديدة على مبادئ ميثاقية حول الملفات الخلافية التي باعدت بينهم منذ فترة كادت ان تنعكس سلباً على أمن واستقرار البلد· حيث كان حاضراً بقوة في الجلسة التي يمكن ان توصف بالتاريخية، الدستور اللبناني واتفاق الطائف· الى جانب الميثاق الوطني عام 1943 وفكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونهجه· عند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر امس، خرج الرئيس نبيه بري من قاعة الحوار ليعلن "القرارات الدسمة" التي وعد بها امس الاول، مبشّْراً باتفاق المتحاورين بالإجماع على مجموعة من البنود التي تناولها النقاش على مدى الجلسات الحوارية الماضية·ويمكن تلخيص هذه القرارات بالآتي:في الموضوع الفلسطيني: أولاً: حث الحكومة اللبنانية على متابعة جهودها في معالجة المسائل الحياتية والاجتماعية والانسانية بالنسبة الى الفلسطينيين داخل المخيمات والفلسطينيين المقيمين خارجها في لبنان، مع ما يقتضيه ذلك من تسهيلات قانونية ومن متابعة جادة لدى المجتمع الدولي وتحمل مسؤولياته لتأمين العيش اللائق الكريم للفلسطينيين الى حين عودتهم الى ديارهم· ثانياً: بناء على قرار مجلس الوزراء في موضوع معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتزامه لجهة إنهاء وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في مهلة قدرها ستة أشهر، ومعالجة قضية السلاح داخل المخيمات مع تأكيد مسؤولية الدولة اللبنانية والتزامها حماية المخيمات الفلسطينية من اي اعتداء، والتزام المجتمعين العمل الجدي لتنفيذ ما ورد أعلاه ودعم جهود الحكومة للتوصل الى ذلك عن طريق الحوار· ثالثاً: اعتبارالفقرة الواردة في مقدمة الدستور لجهة ان لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين، جزءا من ميثاق العيش المشترك، وقد نصت الفقرة "ي" من الدستور على ان لا شرعية لأي سلطة تناقضها"·في موضوع العلاقات اللبنانية - السورية: اتفق المجتمعون على ان تنمية الروابط بين البلدين تقتضي ارساءها على قواعد ثابتة وواضحة تؤدي الى تصحيح ما شاب هذه العلاقات من خلل، وذلك عبر: اولاً: عدم جعل سوريا مصدر تهديد لامن لبنان او جعل لبنان مصدر تهديد لامن سوريا وسلامة مواطنيهما في أي حال من الاحوال، ومن أجل ذلك يقتضي ضبط الحدود بينهما من الجانبين ودعوة الحكومة اللبنانية الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك من جهتها· ثانياً: تكريس قاعدة عدم تدخل اي من الدولتين في شؤون الدولة الاخرى الداخلية· ثالثاً: إقامة علاقات ندية بين الدولتين مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين تتجسد في أقرب وقت ممكن بانشاء علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان وعلى مستوى السفارات· رابعاً: تفعيل ودعم اللجنة المشتركة بين البلدين لمتابعة انهاء ملف المفقودين والمعتقلين في البلدين بالسرعة الممكنة· في ما يتعلق بمزارع شبعا: أجمع المتحاورون على لبنانية المزارع، وأكدوا دعمهم للحكومة في جميع اتصالاتها لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتحديدها وفق الاجراءات والاصول المعتمدة المقبولة لدى الامم المتحدة· أما في موضوع رئاسة الجمهورية، فقد برز الاجماع على ضرورة التغيير في موقع الرئاسة الاولى من خلال الاعتراف بوجود أزمة حكم القائمة في البلد، وفق تعبير البيان الذي اذاعه الرئيس بري، بهدف إخراج البلد من المأزق الذي أوصله اليه التمديد لرئيس الجمهورية الذي فقد شرعية وجوده في بعبدا بإجماع مؤتمر الحوار· واعتبرت مصادر المتحاورين ان تأجيل البحث في بند رئاسة الجمهورية يهدف الى افساح المجال امام المزيد من المشاورات في لبنان والخارج لإنضاج طبخة البديل· وبقي من الملفات المؤجلة، ملف سلاح المقاومة، حيث لوحظ فصله عن موضوع مزارع شبعا، على اعتبار ان هذا الموضوع سيبحث في إطار مناقشة وضع استراتيجية دفاعية وطنية شاملة، وهو البند الذي ارجئ الى الجولة الثالثة التي تحدد موعدها يوم الاربعاء في 22 آذار الحالي· واللافت ان المؤتمر اجتاز لغم العلاقات اللبنانية - السورية بنجاح ملفت بتكريسه مبادئ صريحة وواضحة لعلاقات ندّية بين البلدين تقوم على الثقة والاحترام المتبادلين، وعدم جعل سوريا مصدر تهديد لأمن لبنان والعكس بالعكس· واستوقف المراقبين تعليق رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الخاطف، عندما تمنى للرئيس فؤاد السنيورة التوفيق في دمشق، في اشارة الى زيارة مرتقبة تقرر ان يقوم بها رئيس الحكومة الى العاصمة السورية قريباً· وتوقعت بعض مصادر المتحاورين ان يتحول مؤتمر الحوار الى مؤسسة دائمة تجتمع كلما دعت الضرورات الوطنية ذلك· وفي تقدير هؤلاء المراقبين ان المؤتمر نجح في توحيد الموقف اللبناني في يوم 14 آذار، وهو تاريخ مفصلي في الحياة اللبنانية، حيث لم تعد تفصل بين اللبنانيين لا ساحة الشهداء ولا ساحة

رياض الصلح· اما بالنسبة الى لبنانية مزارع شبعا التي اقرّها المجتمعون، فقد استطاعت الصيغة القانونية التي طرحها النائب بطرس حرب ان تتجاوز مواقع الخلاف بين المتحاورين، وهي نالت موافقة الجميع بمن فيهم النائب جنبلاط الذي اعتبر ان اللغة العربية غنية جداً بحيث سمحت باستبدال كلمة ترسيم بكلمة تحديد· وفهم ان المقصود من كلمة تحديد، تقديم الاوراق الثبوتية الى جهة قانونية للبتّ بملكية الاراضي، من خلال اعتراف دولي· وذكرت مصادر مطلعة ان النائب حرب استعان بهذه الكلمة من كتاب الدكتور عصام خليفة حول المزارع، باعتبار ان كلمة ترسيم قد تشكّل استفزازاً لسوريا· وعلم ان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله هو الذي اقترح عدم استعمال كلمة "ترسيم" مراعاة للجانب السوري· ووفق هذه المصادر فإن الصياغة التي انتهت اليها مسألة مزارع شبعا، كانت متوازية بشكل دقيق، ففي الوقت الذي وافق فيه فريق 14 آذار على لبنانية هذه المزارع، وافق الفريق الآخر على مسألة ترسيم الحدود، لكنه استبدل كلمة "ترسيم" بكلمة "تحديد" على أن يترك مسألة التثبيت للامم المتحدة من خلال آلية تبلغ الى لبنان ليعمل على تنفيذها وتأمين ما يتطلب ذلك من وثائق وبراهين· وشددت المصادر على ان كل الملاحظات التي طرحت على الطاولة لم تحصل عليها اي اعتراضات لا بل ظهرت مرونة لافتة في التعاطي مع كل القضايا من قبل الجميع· وفي مسألة التمثيل الدبلوماسي مع سوريا طرحت مسألة تبادل سفارات وطرحت في المقابل امكانية اقتصار الامر على مكتب تمثيل وبعد مناقشات اخذ بالرأي الاول· أما في ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني فقد جرت تنازلات من قبل الجميع خلصت الى اعطاء الحكومة مهلة ستة اشهر لمعالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات· وشددت المصادر على القول، بأن "القرارات الدسمة" في نهاية الجولة الثانية عشرة ليست نهاية المطاف، بل هي بداية اكثر من جيدة، باعتبار ان تجربة الحوار الوطني "صنع في لبنان" تعطي ثمارها رغم كل الصخب والاختلاف في الرأي، لكن هذه المصادر استدركت بأن هذه النتائج ما كانت لتكون بهذا الحجم وعلى هذا المستوى لولا الدور العربي وتحديداً الدور السعودي الضاغط في اتجاه اعادة لم شمل القوى السياسية في لبنان والحفاظ على استقراره السياسي والاقتصادي والامني وشعور الاطراف المتحاورة بضرورة الخروج بنتائج تنتشل الوضع السياسي من دوامة الازمة التي يتخبط بها البلد· وفي تقدير المصادر ان اي طرف من الاطراف المتحاورة لم يربح على الطرف الآخر بالنقاط، وإن كانت البنود التي تم الاتفاق عليها تظهر وكأنها جاءت مناصفة بين قوى الثامن عشر من آذار والرابع عشر منه، وفي المقابل تأكد ايضا ان الرهان على السلم الاهلي والوحدة الوطنية هو الرهان الصائب والمنتج· وفيما استمر المشاركون في المؤتمر على تكتمهم حيال ما جرى من مناقشات، فإن مصادر قريبة من احد الجالسين الى الطاولة، اكدت ان اجواء المناقشات كانت هادئة الى حد ان البعض فوجئ ببعض المواقف التي اعلنت والتي ادت الى ما انتهت اليه الجلسة من نتائج· وأكدت المصادر أن الملفين المؤجلين الى الاربعاء المقبل والمتعلقين برئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة ستكون مقاربتهما اسهل مما يتصوره البعض اذ كشفت ان موضوع الرئاسة "يُشغل" عليه وراء الكواليس على المستويات كافة، وان هذا "الشغل" اصبح في مرحلة متقدمة، حيث ان المرحلة الفاصلة من الآن الى الاربعاء المقبل ستكون كافية لانضاج الصيغة التوافقية حيال هذه النقطة· اما بخصوص سلاح المقاومة فإن صيغا عدة مطروحة وأن هناك اتجاها لترك هذا السلاح الى حين الانتهاء من معالجة قضية المزارع في الامم المتحدة، وهذا امر طبيعي في نظر الرئيس بري ونصر الله والفريق الذي يؤيدهما ما دامت هناك اراض محتلة، وهو ما عبر عنه الرئيس بري بوضوح في مؤتمره الصحافي، لكن جنبلاط في جلسة الحوار رفض ربط سلاح المقاومة بموضوع المزارع، مؤكداً بأنها قضية مفصولة الى حين تثبيت شرعيتها دولياً، ووضع استراتيجية دفاعية· وفي مقابل ذلك، لفتت مصادر اخرى الى عدم التقليل من التشابك القائم في المواقف حيال الملفين المؤجلين إلى الاربعاء المقبل معربة عن مخاوفها انه في حال لم يتم التوافق على المخارج لهما ان يؤثر ذلك سلبا على ما سبق واتفق عليه في المواضيع الاخرى· وعزا الرئيس بري تأجيل الحوار الى يوم الاربعاء، بدلا من الاثنين الى اضطرار الرئيس السنيورة على السفر الى خارج البلاد (اوروبا) يومي الاثنين والثلاثاء من الاسبوع المقبل· وفي موازاة النتائج التي اعلنها الرئيس بري، فقد وصف النائب سعد الحريري ما جرى بأنه "انتصار للبنان"، مشددا على ان "أي فريق لم يتنازل لصالح الآخر"· وقال: "المهم لبنان اولاً وقد تبين اننا اذا جلسنا كلبنانيين إلى طا ولة واحدة، وتحدثنا بجدية تحل كل الامور الخلافية"· وأكد ان موضوع رئاسة الجمهورية سيحل، مشيرا الى ان الرئيس لحود "لن يبقى في مكانه"· اضاف: "لقد قلنا ان هناك ازمة حكم، ويجب ايجاد حل لهذه الازمة، ولا حلّ لهذه الازمة

وهو (اي لحود) موجود في الرئاسة"· أما النائب ميشال عون فقال: "ما جرى هو مؤتمر حوار توافقي اما القرارات اتخذت بالاجماع وليس بالاكثرية، معتبرا ان إعلان القرارات في الرابع عشر من آذار بمثابة "هدية للبنان"· بدوره، اعرب رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد عن رضاه عن النتائج التي وصفها بأنها "واقعية لكنها ليست طوباوية"، مشيراً الى انها عكست جدية وصراحة كاملة وعمق في مقاربة المواضيع الحساسة· وكان لافتاً كلام جعجع الذي اعلن انه في حال لم يتم التوافق على حل موضوع رئاسة الجمهورية على طاولة الحوار فإن العودة الى الشارع لمعالجة هذا الموضوع تبقى واردة، لكن الامل كبير بأن يحل الموضوع على طاولة الحوار أو في الكواليس· يشار الى انه سجل على هامش الجولة الحوارية، غداء جمع عون والنائب الحريري الذي انتقل بعد ذلك الى احد المطاعم في الوسط التجاري حيث كان جعجع يتناول الغداء مع عقيلته النائب ستريدا جعجع وانضم اليهما لنصف ساعة من الوقت.‏

صحيفة "الشرق"‏

الشرق قالت:أسس الرابع عشر من اذار 2006 لمرحلة سياسية جديدة بعدما توصل مؤتمر الحوار الى قواسم مشتركة قرّبت المسافات بين معسكري «8 اذار و«14 اذارحول المسائل الخلافية التي تسببت بصدامات سياسية حادة طيلة عام مضى، كما ادت النتائج «الدسمةالى اعادة احياء المباردة العربية بقيادة المملكة العربية السعودية. ورأى المراقبون انه لا يمكن اعتبار النتائج التي اسفرت عنها الجولة الثانية من الحوار نصراً لفريق على اخر لسببين، الأول: صدور القرارات بالاجماع ومن دون تسجيل اي تحفظ عليها، والسبب الثاني هو اجماع المتحاورين على ان ما توصلوا اليه هي حلول «واقعيةمن دون اي تحيز لوجهة نظر دون اخرى. وفي الخلاصة، فان المنتصر الأكبر في الحوار هو المصلحة اللبنانية، ان من خلال حسم لبنانية مزارع شبعا مع ما يعني ذلك من تشريع لعمل المقاومة، او لجهة ترسيخ العلاقات اللبنانية - السورية المميزة وازالة الخلل الذي اعتراها وصولاً الى معالجة موضوع السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات بالحوار مع اعطاء مهلة زمنية معقولة لتحقيق هذا الهدف. ورأت مصادر نيابية ان نتائج المؤتمر حققت خطوة الى الأمام على صعيد خلق حال من الانفراج ستنعكس ايجاباً على الوضع العام في البلاد. وكان المؤتمر عقد جلسة يتيمة وطويلة أمس اذاع بعدها رئيس المجلس النيابي نبيه بري المقررات التي اتخذت «بالاجماع وبتوافق تام بين المتحاورين، وهي:‏

1- حض الحكومة اللبنانية على متابعة جهودها في معالجة المسائل الحياتية والاجتماعية والانسانية بالنسبة الى الفلسطينيين (...) ومعالجة قضية السلاح الفلسطيني لجهة الغائه خارج المخيمات في مهلة ستة اشهر، ومعالجة قضية السلاح داخل المخيمات وذلك بالحوار بناء على قرار مجلس الوزراء، مع تأكيد مسؤولية والتزام الدولة اللبنانية في حماية المخيمات الفلسطينية من اي اعتداء.‏

2 - تأكيد ما ورد في اتفاق الطائف لجهة العلاقات اللبنانية - السورية المميزة بما يحقق مصلحة البلدين في اطار سيادة واستقلال كل منهما (...) وتصحيح ما شاب هذه العلاقات من خلل، وذلك بعدم جعل سورية مصدر تهديد لأمن لبنان او جعل لبنان مصدر تهديد لأمن سورية وسلامة مواطنيهما (...) وتكريس قاعدة عدم تدخل اي من الدولتين في شؤون الدولة الأخرى الداخلية، وانشاء علاقات ديبلوماسية بين سورية ولبنان على مستوى السفارات.‏

3 - الاجماع على لبنانية مزارع شبعا، ودعم الحكومة في جميع اتصالاتها لتثبيت لبنانية المزارع وتلال كفرشوبا وتحديدها وفق الاجراءات والأصول المعتمدة والمقبولة لدى الأمم المتحدة. وأدرج بري مسألة رئاسة الجمهورية في اطار «ازمة الحكم القائمة في البلد معلناً ارجاء الحوار الى يوم الاربعاء من الاسبوع المقبل لمتابعة بحث هذه المسألة الى جانب قضية سلاح المقاومة. ورداً على سؤال اكد بري «ان المقاومة باقية حتى تحرير آخر شبر من لبنان وينتظر ان ينقل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ما اتفق عليه المتحاورون بشأن العلاقات اللبنانية - السورية وتحديد مزارع شبعا، الى المسؤولين السوريين خلال زيارة محتملة للسنيورة الى دمشق قريباً. وقد ألمح الى هذه الزيارة رئيس «اللقاء الديموقراطيالنائب وليد جنبلاط متمنياً للسنيورة التوفيق. من جهته، اكد رئيس كتلة «المستقبل النائب سعد الحريري «ان الحوار جدي ووصلنا فعلاً الى نقاط، وأدركنا انه كلبنانيين اذا جلسنا الى طاولة واحدة وتحدثنا بكل جدية نستطيع حل الامور مع بعضنا البعض، وان شاء الله سترون ان النقاط المتبقية سنصل الى حلول لها ولفت الحريري الى انه «لم يريح أحد الا لبنان (...) ولم يساوم احد على مصلحته من جهته، رأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان مقاربة موضوع سلاح المقاومة كانت «واقعية ومنطقية وتعكس التفهم المتبادل للظروف والمناخات التي تسمح بأن يكون لهذا السلاح دور كبير في تحقيق استراتيجية الحماية الوطنية للبنان وفور اعلان نتائج الحوار كشفت مصادر مطلعة عن ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل سيقوم بزيارة الى دمشق في نهاية الاسبوع المقبل، وذلك بهدف احياء المبادرة العربية. كما علم ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سيزور العاصمة السورية في الاسبوع الاول من شهر نيسان المقبل، وهي الزيارة الأولى له لدمشق بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن ديبلوماسي عربي قبل انتهاء الحوار، تفاؤله بنتائج الحوار خصوصاً بشأن مزارع شبعا والعلاقات مع سورية. وقال المصدر ان «الموقف العربي الداعم لترسيم حدود مزارع شبعا بين لبنان وسورية سيساعد على توصل المتحاورين الى حل وسط وذكر المصدر بالدعم الدولي لهذه القضية والمتجلي في محادثات موسكو بين وزير الخارجية وليد المعلم وكبار المسؤولين الروس اضافة الى الممثل الخاص للأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن. واشار الديبلوماسي العربي الى «ان بيان وزراء الخارجية العرب نفسه تبنى اقامة علاقات اخوية ندية بين لبنان وسورية، رغم انه لم يذكر سورية بالاسم، مما سيسهل البت في هذه النطقة بين المتحاورين في اول تعليق له على نتائج الحوار عبّر رئيس الجمهورية اميل لحود عن ارتياحه لما توصل اليه المتحاورون بحسب ما نقلت عنه مصادره التي أملت في ان يحمل المؤتمر في اجتماعه المقبل المزيد من التوافق حول بقية المواضيع المطروحة. واشارت المصادر الى ان ما اكد عليه المؤتمرون يلتقي مع مواقف لحود «والتي كانت دائماً من الثوابت التي نادى بها وعمل من اجل تنفيذها من ناحية اخرى، اعلن لحود انه رئيس «تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الى منصب الرئاسة. وقال في مقابلة مع صحيفة «لاكرواالفرنسية «يملك الجنرال عون الخبرة السياسية وعدداً من الصفات التي لا يتمتع بها معظم المرشحين المحتملين الى الرئاسة واضاف «لهذا السبب يتعرض للهجوم من قبل الذين يهاجمونني اليوم، وقال «سيتعرض للهجوم اكثر مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي (الرئاسي) العام المقبل في المقابل، اكدت «قوى 14 آذاراستمرار تحركها لاسقاط لحود ولو اقتضى ذلك النزول مجدداً الى الشارع.‏

صحيفة "البيرق"‏

كتبت البيرق تقول: ماجرى امس في مجلس النواب كان تأكيد المؤكد لان المواضيع التي اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انه تم التوافق الاجماعي عليها كانت اصلا مبتوتة لدى اطراف الحوار ، باستثناء موضوع لبنانية مزارع شبعا التي لم تكن اساسا موضع جدل ولكنها صارت لاحقا كذلك لدى بعض اطراف 14 آذار وفي مقدمتهم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط . فمن موضوع المحكمة الدولية وتوسيع صلاحيات لجنة التحقيق الى السلاح الفلسطيني وحقوق الفلسطينيين المدنية والاجتماعية كل هذه المواضيع كانت موضع قرارات متخذة في مجلس الوزراء واتى المتحاورون ليشددوا عليها . اما موضوع اقامة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا فهي ايضا محسومة لدى كل الاطراف من 14 آذار وصولا الى حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة امل. اما البندان المتعلقان بسلاح المقاومة ورئاسة الجمهورية فلكل منها ابعاده الدولية والاقليمية وهذه الابعاد هي في رأي مصادر واسعة الاطلاع ما يؤخر الاتفاق الداخلي عليها . ولذلك فان الفترة الفاصلة عن الجلسة الحوارية المقبلة ستكون فرصة لمشاورات اقليمية وعربية ودولية قد تمتد الى القمة العربية وما بعدها وليل امس نقل زوار الرئيس بري عنه ارتياحه الى النتائج التي توصل اليها المتحاورون واعتبرها انجازا كبيرا . وعلمت " البيرق" ان بري عقد خلوتين مع جنبلاط اسهمت في ترطيب الاجواء وازالة اجواء التشنج.. وازاء ماصدر من نتائج عبرت مصادر قصر بعبدا عن ارتياح رئيس الجمهورية العماد اميل لحود لما توصل اليه المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في مجلس النواب معربة عن املها في ان يصل المؤتمر في اجتماعه المقبل المزيد من التوافق حول بقية المواضيع المطروحة . واشارت هذه المصادر الى ان ما شدد عليه المؤتمرون في البيان الذي صدر بعد ظهر امس يلتقي مع مواقف رئيس الجمهورية والتي كانت دائما من الثوابت التي نادى بها وعمل من اجل تنفيذها سواء تلك المتعلقة بضرورة كشف ملابسات جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية والمحكمة ذات الطابع الدولي او بالنسبة الى الموضوع الفلسطيني لاسيما ضمان حق العودة ورفض التوطين ومعالجة مسألة السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها من خلال الآلية التي اقرتها الحكومة اللبنانية عبر الحوار مع الجانب الفلسطيني اوبالنسبة الى العلاقا ت اللبنانية - السورية التي التزم الرئيس لحود ماجاء في اتفاق الطائف حول ضرورة كونها علاقات مميزة قائمة على التنسيق والتعاون . وفي هذا الاطار ، قالت المصادر ان رئيس الجمهورية حرص قبل الانسحاب العسكري السوري من لبنان وخلاله وبعده على ضرورة اقامة افضل العلاقات الاخوية على اساس احترام سيادة واستقلال كل من البلدين وتصحيح ماشاب هذه العلاقات من خلل نتيجة التداعيات التي حصلت بعد الانسحاب مشددا في الوقت نفسه على عدم جعل اي من البلدين مصدر تهديد للآخر وهذه النقاط اجمع عليها المؤتمرون في مجلس النواب علما ان هذا الالتقاء في النظرة اللبنانية الى هذا الموضوع يساعد على معالجة مستقبل هذه العلاقات وسائر النقاط العالقة فيها لاسيما مسألة المفقودين والموقوفين . واضافت الصادر : اما بالنسبة الى هوية مزارع شبعا فان الرئيس لحود سجل ارتياحه لتوصل المؤتمرون الى الاجماع على لبنانية هذه المزارع وهو الموقف الذي اكد عليه رئيس الجمهورية مرارا داخل لبنان وامام المحافل الاقليمية والدولية والتي كان اخرها في كلمة لبنان امام الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول الفائت وامام السلك الدبلوماسي المعتمد في لبنان وامام الوفود اللبنانية والعربية والاجنبية التي زارته في قصر بعبدا وبالتالي فان الرئيس لحود سيرعى كل تحرك ستقوم به الحكومة اللبنانية لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وفق الاصول المعتمدة . واعربت هذه المصادر عن املها ان يتوصل المتحاورون الاسبوع المقبل الى موقف اجماعي ايضا حول موضوع سلاح المقاومة الوطنية ودورها على نحو ينسجم مع القناعة اللبنانية باستمرار هذا السلاح ريثما يعود ما تبقى من الارض اللبنانية المحتلة الى السيادة الوطنية الكاملة ويتحقق السلام العادل والشامل والدائم الذي يضمن وحده الامن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها. اما بالنسبة الى موضوع رئاسة الجمهورية فقد اكدت المصادر ان حله يكون بزوال الازمة التي افتعلهاا بعض الاطراف لاسيما المشارك منهم في مؤتمر الحوار من خلال تعاطيهم الخاطئ مع موقع الرئاسة الاولى وشخص رئيس الجمهورية طالما ان هذه المواقف التي اتخذت بالاجماع في مؤتمر الحوار الوطني هي نفسها المواقف التي نادى وينادي بها الرئيس لحود ويعمل من اجل تحقيقها والبيان الذي صدر عن المؤتمرين خير دليل على وحدة الرؤية والتوجه بينهم وبين رئيس الجمهورية لاسيما وان مداولات اجتماعات مجلس النواب اكدت ماكان سبق للرئيس لحود ان شدد عليه من ان الحوار وحده طريق الخلاص لحل كل المسائل والمواضيع الخلافية ولا بديل عنه.‏

2006-10-30