ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية اليوم الاثنين 20 آذار/ مارس 2006
"السفير"
كتبت السفير تقول: قبل يومين من الجولة الثالثة لمؤتمر الحوار بعد غد الأربعاء، احتدم السجال حول الملف الرئاسي على خلفية الحديث "الهجومي الدفاعي" المتلفز الذي ادلى به رئيس الجمهورية اميل لحود الى قناة "الجزيرة" الفضائية مساء السبت الماضي، وعكس ردود فعل متباينة رفعت من حدة النقاش الى اعلى المستويات. الا ان معظم المتحاورين رجحوا الا يؤثر هذا السجال على مصير جولة الاربعاء، باعتبار ان النتائج تكاد تكون معروفة سلفا، لجهة استبعاد الحسم في هذه الجولة، سواء بالنسبة للملف الرئاسي ام على صعيد ملف المقاومة، لعدم نضوج الحل النهائي لهذين الملفين، وهو ما اشار اليه الرئيس نبيه بري مساء امس حيث قال
لـ"السفير" إن الحل النهائي للملف الرئاسي لن يكون فوق الطاولة، وإنما تحتها. وتؤكد مصادر مطلعة ان جولة الاربعاء سترفع الجلسات نحو اسبوعين، في انتظار تبلور العديد من المعطيات والاستحقاقات خلال هذه المرحلة، ومنها القمة العربية في الخرطوم وجولة موفد الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن الذي يزور لبنان أواخر هذا الاسبوع وجلسة مجلس الامن الدولي الخميس المقبل المخصصة لمناقشة موضوع المحكمة الدولية، فضلا عن اعطاء فرصة لـ"الكواليس" لبلورة الملف الرئاسي خارج الطاولة المستديرة. بري: تحت الطاولة الرئيس نبيه بري استغرب الربط بين جلسة الحوار الاربعاء المقبل، والجلسة النيابية العامة المخصصة للاسئلة والاستجوابات، مؤكدا ان لا علاقة بينهما على الاطلاق. وقال بري
لـ"السفير": إن جلسة الاسئلة والاجوبة مداها ساعة ونصف ساعة كأقصى حد، ولذلك ليس ما يمنع ابدا بعد انتهاء حوار الاربعاء، اذا ما اقتضت الضرورة، ان نعود لاستئناف الحوار بعد ظهر الخميس. ولا يفهم بري معنى الكلام حول تأجيل الحوار، وقال "ان الحوار قائم الاربعاء المقبل في موعده، كما ان الحوار مستمر وبشكل مكثف حتى يحقق اهدافه، وباجماع الكل. ان الحوار مفتوح، حتى ولو استمر الحوار ثلاثة اشهر، المهم اننا نسير في الطريق السليم، وحتى تحقيق اهداف الحوار". وحول الموضوع الرئاسي، كرر بري التأكيد على موقفه السابق في هذا المجال بأنه يقف خلف البطريرك الماروني. وأكد ان معالجة الموضوع الرئاسي لا يمكن ان تتم من خلال الضغط في الشارع. وقال: ان الموضوع الرئاسي مسألة بالغة الحساسية، ومعالجته تفترض اعتماد آلية معينة، او حركة اتصالات في لبنان وخارج لبنان. فهذا الموضوع لا يحل على هذه الطاولة، ونستطيع ان نتكلم حول هذا الموضوع الرئاسي قدر ما نشاء، إلا ان الحل النهائي ليس على طاولة الحوار. لا نستطيع ان نختبئ خلف إصبعنا. هذا الامر يبحث كما قلت من تحت الطاولة وليس من فوق الطاولة، وعبر ما يسمى
بـ"الكولسات". السجال الرئاسي في هذه الاثناء كان السجال محتدما حول الملف الرئاسي انطلاقاً من حوار الرئيس لحود مع قناة "الجزيرة". رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط حمل بشدة على رئيس الجمهورية، وقال "ان كلامه يعني ربط مصير لبنان لعقود، كما يرهن مصير الدولة اللبنانية بالإرادة السورية". وبعد أن اتهم لحود بـ"العمالة" للمخابرات السورية، قال "ان لحود لا يبالي بفلسطين وإنما بمصالح النظام السوري". وتناول جنبلاط مزارع شبعا فاعتبر انه "ما لم تحدد المزارع كي تكون تحت السيادة اللبنانية فلا علاقة لنا بها". وغمز من قناة حزب الله حين قال: المقاومة كما قال السيد (نصر الله) تقوم بأعمال تذكيرية.. غريب، مقاومة وتقوم بأعمال تذكيرية. غريب هذا الالتصاق الكامل بالنظام السوري على حساب الدولة اللبنانية. العماد ميشال عون أبدى تفهمه لما قاله الرئيس لحود، لافتا الانتباه الى "ان رئيس الجمهورية يتعرض منذ فترة طويلة لهجمات قاسية بلغت أحيانا حدا مبتذلا، ولذلك فمن الطبيعي أقله على المستوى الانساني ان يدافع عن نفسه بعدما التزم الصمت طويلا". وأشار العماد عون لـ"السفير" الى ان الاضطهاد الزائد للحود جعل الناس يتعاطفون معه، متسائلا عما اذا كانت جماعة "الاكثرية" التي تتهمه بكل مساوئ
"الدهر"، قد هبطت على الارض بلباس ملائكي، ولم ترتكب الخطايا، ولم تكن شريكة لرئيس الجمهورية في تنفيذ السياسة السورية في لبنان طيلة الحقبة الماضية. ولا يتوقع عون تطورا نوعيا يوم الاربعاء المقبل على طاولة الحوار، رافضا ان يُستعمل منطق التسوية او الصفقة في مقاربة قضية الرئاسة، مشددا على ان "هذا الموقع يجب ان يكون منزها عن مثل هذا النوع من المقاربات بحيث تحكمه فقط المعايير الموضوعية". ودعا عون الى معالجة أزمة الحكم التي تطال كل المؤسسات الدستورية في البلد دفعة واحدة، من خلال سلة متكاملة، مفتاحها الانتخابات النيابية المبكرة على أساس قانون جديد، وإذا شاؤوا إجراءها بموجب قانون الالفين لا بأس، وعندها من يحصل على الاكثرية الحقيقية، فليأت بالرئيس الذي يريده ونحن لن نقف في طريقه. (ص 3) رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع رأى أن نتائج الحوار هي التي دفعت الرئيس لحود الى الخروج بما خرج به. وقال: بعد التصعيد الذي شهدناه لا أدري اذا كان ثمة مكان بعد لمعالجة ازمة الحكم على الطاولة. وردت مصادر قصر بعبدا على المواقف التي صدرت امس تعليقا على كلام الرئيس لحود، فرأت ان المستوى المتدني الذي وصلت اليه الردود عبر الشتائم والتجريح تثبت عجز هذه القوى عن مواجهة الحقائق التي عرضها رئيس الجمهورية، وتهدف الى خلق مناخات معينة للتأثير على مداولات مؤتمر الحوار الوطني يوم الاربعاء وتوجيهها في "الاتجاه الذي يريدون". السنيورة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة قال لـ"السفير" ان اللبنانيين كانوا يتوقعون من الرئيس لحود "مفاجأة سارة" لم يحددها لكنه لم يقدم هذه المفاجأة، بل قدم وجهة نظره المعروفة من كل الامور المطروحة، خاصة في موضوعي رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، وهما من المواضيع المطروحة على جدول اعمال الحوار، وقد استبق بذلك الجولة المقبلة من الحوار بتحديد مواقف حول الموضوعين. وعما اذا كان يعتقد ان كلام لحود سيؤثر سلباً أو ايجاباً على مؤتمر الحوارقال: لا أعتقد انه سيؤثر سلباً، لان مواقفه ليست جديدة، بل اكد على اشياء سابقة. سنذهب الاربعاء الى المجلس النيابي من دون استباق اي امر، وبانفتاح تام على كل ما يطرح. ونفى علمه بوجود مقترحات او افكار معينة باتت جاهزة لتقدم على الطاولة. وعن موعد زيارته المقررة الى دمشق وهل تتم بعد القمة العربية، قال السنيورة: انا من اقترح في جلسات الحوار زيارة الشام، لكن بهدف السعي للتوصل الى نتائج محددة وواضحة حول الامور العالقة، وليس لـ"قياس الطريق"، ولذلك من المبكر القول ان الزيارة ستتم قبل القمة او بعدها، لان المهم النتائج لا الزيارة بحد ذاتها. ويفترض ان يتم التحضير لها جيدا لتؤتي نتائج ايجابية. وأكد انه لم يقرر بعد ما اذا كان سيشارك في الوفد الرسمي الى القمة العربية، لكنه قال انه اعطى التعليمات اللازمة لانجاز الحجوزات لمكان الاقامة، حتى اذا قرر المشاركة تكون الامور جاهزة. وأضاف انني اقوم بكل التحضيرات وكأنني ذاهب الى القمة. وأوضح انه سيسافر في طائرة خاصة وليس في طائرة الوفد الرسمي التي سيستقلها الرئيس لحود. يذكر ان وزيري خارجيتي لبنان وسوريا فوزي صلوخ ووليد المعلم اتفقا في اتصال بينهما مساء امس الاول على اللقاء في الخرطوم على هامش القمة العربية الاسبوع المقبل. الرئيس السنيورة يسافر صباح اليوم الى بروكسل للاجتماع بوزراء دول الاتحاد الاوروبي والتداول في البرنامج الاصلاحي والمساعدات التي يمكن ان تقدمها الدول الاوروبية للبنان. ووصف السنيورة هذا الاجتماع الذي سيضمه الى ممثلي 25 دولة اوروبية بأنه مهم وغير مسبوق، مشيرا الى ان اتفاق الشراكة بين لبنان وأوروبا سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من اول نيسان المقبل. وفي باريس ذكر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ان السنيورة سيلتقي وزراء الاتحاد لمناقشة الاوضاع في لبنان والعلاقات بين لبنان والاتحاد، لا سيما اتفاق الشراكة، وستكون فرصة لعرض عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي الجارية في لبنان وتشجيعها مع تأكيد المساندة الاوروبية للحوار الوطني والحكومة ولجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري. وأشار المتحدث الى ان اللقاء في بروكسل اليوم سيبحث ايضا فكرة عقد مؤتمر اوروبي حول لبنان، وهو المستفيد الرابع من مساعدات الاتحاد، من خلال برنامج "ميدا" لتنمية الاقتصاد والموارد البشرية وحقوق الانسان
(74 مليون يورو) الى جانب 10 ملايين يورو لمساندة عملية الاصلاح في هذا البلد. جولة لارسن في هذه الاثناء وصل موفد الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن الى القاهرة مساء امس منهيا زيارة للمملكة العربية السعودية استمرت يومين. واجتمع لارسن على الفور بوزير الخارجية المصرية احمد ابو الغيط. وأكد أبو الغيط حرص مصر من حيث المبدأ على تنفيذ قرارات مجلس الامن والتي تشكل أساسا مهما للشرعية الدولية في كل مناطق الصراعات دون استثناء. وأضاف أن اللقاء انصب كذلك على موضوع سوريا ولبنان والعلاقة في ما بينهما والحوار اللبناني الداخلي والقضايا المطروحة على هذا الحوار، وفرص النجاح واحتمالات لم الشمل السوري اللبناني في المستقبل القريب. وقال أبو الغيط إن مصر تشجع الحوار اللبناني، معربا عن أمله في توصل كافة أطراف المعادلة اللبنانية إلى تفاهمات داخلية تحسم المسائل المطروحة ومسائل معروفة كمسألة الحدود اللبنانية السورية ومزارع شبعا والحوار اللبناني السوري ووضع حزب الله ووضع الفصائل الفلسطينية الموجودة على الارض اللبنانية، وكذلك احتمالات لقاء سوري لبناني وإن أمكن أن يعقد مثل هذا اللقاء. ومن جانبه صرح لارسن بأنه سيلتقي خلال زيارته لمصر الرئيس حسني مبارك للاستماع لوجهة النظر المصرية حول السبل الكفيلة لدفع تنفيذ القرار 1559. وقال لارسن إن وزير الخارجية أوضح له ضرورة القيام بذلك دون المساس بالسلم الاهلي في لبنان والاستقرار في المنطقة، وضرورة إيجاد توافق لبناني داخلي حول المسائل الجوهرية وعدم الاكتفاء بدفع الحكومة لتنفيذ بنود القرار دون أخذ الوضع اللبناني الداخلي في الاعتبار. وكان لارسن اجتمع في الرياض الى ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية، والتقى في جدة الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمال الدين احسان اوغلو. وأكد لارسن في تصريح له امس ان الخط الازرق على الحدود اللبنانية هو المعترف به حتى الآن من الامم المتحدة. وقال ان مسألة مزارع شبعا، هي مسألة خاصة بالدولتين المعنيتين (سوريا ولبنان) وإذا تم التوافق على شيء بينهما يمكنهما الذهاب الى الامم المتحدة لاصدار قرار بذلك. وحتى يحدث ذلك لا بد من احترام الخط الازرق. وأشار لارسن الى أنه سوف يزور العديد من الدول ومنها لبنان، وسوف يلتقي بعدد من المسؤولين فيه كما سبق له أن زار خلال الأسابيع الماضية عواصم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في ما يخص القرار 1559. وعبر لارسن عن تفاؤله من التوافق الذي لقيه في آراء هذه الدول حول القرار موضوع الجولة، وعن سعادة الأمين العام للأمم المتحدة بالحوار اللبناني الذي تم قبل أسبوعين ويستأنف هذا الأسبوع، وشكر رئيس البرلمان اللبناني على بادرته بضرورة إجراء هذا الحوار بين اللبنانيين الفرقاء مضيفاً أنهم أيدوا هذه الخطوة.
"الديار"
قالت "الديار" , لقد احتدمت الاجواء وتصاعدت المواقف، قبيل بدء الجولة الثالثة من الحوار الوطني والمقررة يوم الاربعاء المقبل والمخصصة لبحث ملفين اساسيين: رئاسة الجمهورية وسلاح حزب الله. وبدا ان الكلام الذي اشاعه فريق «14 شباط " بان الجولة المقبلة ستشهد مقايضة بين ضمان سلاح المقاومة واقالة الرئيس اميل لحود، انما لم يكن يعكس حقيقة الواقع السياسي، بل تمنيات لا ترجمة عملية لها. وصدرت في هذا الاطار مواقف لمسؤولين في حزب الله ترفض عزل الرئيس والاتيان برئيس آخر. وعلمت «الديار " من مصادر غير مؤكدة ان اتصالات جرت بين اركان فريق 14 شباط حول تنسيق المواقف وكيفية التعاطي مع الجولة الثالثة للحوار الوطني في ظل المواقف التي ظهرت حول رئاسة الجمهورية. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «الديار " فان اطرافاً في فريق 14 آذار اقترحت الدخول الى الجلسة والمبادرة الى طرح موضوع رئاسة الجمهورية فورا وبشكل واضح، وانه اذا شعر فريق 14 اذار، بان هنالك محاولة لتسويف الموضوع فعندها يطلب الانسحاب من الجلسة ويعلن سحب موافقته على ورقة التفاهم التي اعلنت الاسبوع الماضي. الا انه ظهر توجه آخر لدى هذا الفريق حيث اعتبر البعض ان سحب موافقته عن موضوع كان جرى الموافقة عليه سيعرض مصداقية هذا الفريق للتشكيك، وانه بدلا من ذلك يمكن اعتماد مواقف متقدمة تتجاوز البنود الواردة في ورقة التفاهم. وقد بدا هذا المنحى واضحا امس مع كلام النائب وليد جنبلاط الذي قال انه اذا لم تحدد او ترسم حدود مزارع شبعا كي تكون تحت السيادة اللبنانية فلا علاقة لنا بشبعا. واضاف جنبلاط في معرض التفافه على ورقة التفاهم بان ملكية شبعا لبنانية لكن السيادة عليها تقع تحت القرار 242 . من جهته، علّق العماد عون على حديث الرئيس لحود خصوصاً لجهة تسميته رئيساً للجمهورية، فقال اشكر للرئيس تأييدي، ولكن اذا اعتبر البعض ان هذا يحرقني يكونون مخطئين، لانني غير قابل للاحتراق. اما عن دعمه لمرشح من الاكثرية فقال «انا لن اعطي رصيداً لأي شخص، بل التزم الحياد واضاف، عندما يأتي رئيس قوي تقوى الدولة ويضعف الجميع بمن فيهم الرئيس، والسؤال المطروح اليوم هو من يضع الدولة تحت سقف القانون والدستور. اما رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع فاشار بان التصعيد الحاصل يظهر وكأن بعض الاطراف قاموا بخطوة الى الوراء في الموضوع الرئاسي ولفت الى انه اذا وصلنا الى يوم الاربعاء وتأكدنا من ذلك فلن يكون لنا خيار الا استكمال ما نفكر به. وفي المقابل، أعربت مصادر قصر بعبدا عن عدم استغرابها للحملة المبرمجة التي انطلقت تعليقا على حديث رئيس الجمهورية العماد اميل لحود لقناة «الجزيرة وقالت مساء اليوم ان المتضررين من الحقائق التي أوردها الرئيس لحود في المقابلة التلفزيونية والنقاط التي وضعها على الحروف، سارعوا الى استنفار أبواقهم وأصدروا لها الامر لشن هجمات مضادة على رئيس الجمهورية وطلب الى بعضهم استعمال العبارات والنعوت والاوصاف التي تنضح بما فيهم من حقد وتبعية. وفي الوقت نفسه صدر الامر الى وسائل الاعلام الناطقة باسم هؤلاء المتضررين لنشر رسوم وصور تعكس المستوى المتدني الذي وصل اليه هؤلاء المتضررين في التعاطي مع المسائل الوطنية والمواقف السياسية التي تثبت مرة أخرى عجزهم عن مواجهة الحقائق التي أوردها رئيس الجمهورية بعدما حاولوا حجب مقابلة الرئيس عن الرأي العام باساليب ملتوية لا تنسجم مع ادعاءاتهم بالحرص على الديموقراطية واحترام رأي الاخر ومقارعة الحجة بالحجة. وتوقعت هذه المصادر ان ترتفع وتيرة الشتائم وحملات التجريح والشكاوى على رئيس الجمهورية خلال اليومين المقبلين بهدف خلق مناخات معينة تسبق انعقاد الجلسة الثالثة من مؤتمر الحوار الوطني، وذلك بغية التأثير على مداولات المؤتمر ومحاولة توجيهها في الاتجاه الذي يريده هؤلاء، لا سيما بعدما برزت بوضوح حال الافلاس التي وصلوا اليها نتيجة تجاهل قيادات لبنانية بارزة لطروحاتهم ومطالبهم والتشكيك باهدافهم وغاياتهم، اضافة الى عدم تجاوب غالبية اللبنانيين مع حملات التحريض التي يشنونها على رئيس الجمهورية وعلى الخيارات الوطنية والقومية التي اعلن التزامه بها مرارا واكد عليها مرة جديدة في المقابلة التلفزيونية. واكدت المصادر نفسها ان لا الحملات التي «استحضرت " اليوم ولا التي برمجت في الماضي ولا تلك التي ستحصل في المستقبل ستؤثر على قناعات الرئيس لحود التي حددها بوضوح ليلة امس فأضاء كلامه على الحقيقة التي يخشاها المتحاملون ويسعون الى طمسها وتشويهها وتجاهلها فضلا عن انه عبر بأمانة وصدق عن مشاعر غالبية اللبنانيين الذين اكتشفوا من خلال كلام الرئيس لحود كم كانوا مخدوعين بشعارات لا تأتلف في الواقع مع المصلحة الحقيقية للبنان التي سيظل الرئيس لحود يدافع عنها مهما تطاول المتطاولون. وسط هذه الاجواء عاد الوضع في الجنوب الى دائرة الضوء مع التحذ
ير الذي اطلقه وزير الدفاع الاسرائيلي. فلقد لفتت الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز الى المنطقة الحدودية حيث وجه تحذيرا شديد اللهجة الى حزب الله من اي محاولة لتسخين الوضع الامني على الحدود. واضاف «انني انصح حزب الله بالحرص على ابقاء الهدوء لاننا لن نقبل باي تصعيد وسنرد على الفور وسجل امس خرق طائرة استطلاع اسرائيلية للاجواء اللبنانية حيث حلقت فوق مناطق صور والنبطية وبنت جبيل. يذكر ان امين عام الامم المتحدة كوفي انان كان قد تحدث في وقت سابق عن وجود معلومات بان الوضع في المنطقة يمكن ان يزداد توترا ليصل الى مواجهة كبيرة على طول الحدود. كما ان قائد قوات الطوارئ الدولية في الجنوب الجنرال آلان بليغريني كان وصف الوضع على الحدود بانه متوتر مشيرا الى ان الجيش الاسرائيلي لا يزال في حالة تأهب. وتابعت "الديار" قائلة , ان الساحة السياسية في لبنان انشغلت في تقييم كلام رئيس الجمهورية على قناة الجزيرة، وسط ردود فعل عنيفة من جانب فريق 14 شباط، لا سيما من قبل النائب جنبلاط والدكتور سمير جعجع ونواب في كتلة المستقبل واللقاء الديمقراطي. النائب وليد جنبلاط قال في ندوة صحفية عقدها انه من جملة ما قاله لحود ان سلاح المقاومة باق الى ان تحل القضية الفلسطينية وكأن هذا السلاح في لبنان سيبقى يتعارض وبناء الدولة واصفاً الرئيس لحود بانه عميل لسوريا. واضاف جنبلاط ان ما فهمه من كلام لحود يعني انه لن يكون هناك دولة بسلاح خارج المخيمات ولن يكون هناك حل للسلاح داخل المخيمات وفق الحوار واعطاء الشعب الفلسطيني اللاجئ الحقوق المدنية وسيبقى السلاح في الجنوب للمقاومة تحت ذريعة مزارع شبعا. وقال جنبلاط في ما يشبه الالتفاف على مقررات مؤتمر الحوار الوطني: اذا لم تحدد او ترسم حدود مزارع شبعا كي تكون تحت السيادة اللبنانية لا علاقة لنا بشبعا وملكية شبعا نعم لبنانية لكن السيادة عليها تقع تحت القرار 242 السيادة سورية، والخرائط واضحة، وعندما يوافق حاكم النظام السوري على التوقيع على الخارطة عندئذ نذهب الى الامم المتحدة، ونفاوضها، حينذاك ربما تكون السيادة لبنانية على شبعا وبالتالي يتم شمول شبعا بالقرار 425. وتابع جنبلاط في اطار رده على كلام الرئيس لحود: انه يرهن مصير الدولة اللبنانية بالارادة السورية لعقود. وبعد ان تحدث عن تقاطع بين المصالح السورية والاسرائيلية في لبنان اضاف: يريد النظام السوري تقويض دعائم بناء الدولة في لبنان ومحاربة اسرائيل حتى آخر لبنان وهذا اذا كان هناك من حرب مذكراً بان المقاومة كما قال السيد تقوم باعمال تذكيرية وهو ما اعتبره جنبلاط امراً غريباً. رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قال انه بعد التصعيد، فهو لا يدري ما اذا كانت ثمة امكانية لحل ازمة الحكم عن طريق الحوار على الطاولة. وتابع جعجع: كنا أوقفنا كل تحركاتنا عندما حصلت بعض الوعود بأنه بدلا من أن تحلّوا الموضوع الرئاسي بواسطة طريق طويلة، تعالوا الى طريق قصيرة بواسطة الحوار. وبالفعل حصل على طاولة الحوار وخارجها في المرحلتين الاولى والثانية بعض التقدم في الملف الرئاسي. لكن اذا جرى التراجع بما في ذلك عن القرار المتخذ بضرورة ايجاد حل لأزمة الحكم سنعود الى التحرك. وأوضح الدكتور جعجع ان المقصود بأزمة الحكم هو أزمة رئاسة الجمهورية تحديدا بدليل ان الرئيس نبيه بري عندما كان يتلو المقررات الثلاثاء الماضي قال: «أما بالنسبة الى رئاسة الجمهورية (...) فإن المجتمعين يواصلون البحث عن حلول لأزمة الحكم وقال جعجع: لو كانت الحكومة هي المقصودة لقلنا أزمة حكومية، وفي لبنان معروف ان الحكم يعني رئيس الجمهورية، وبالتالي الازمة المقصودة هي أزمة رئيس الجمهورية. ورأى ان التصعيد يظهر وكأن بعض الاطراف قاموا بخطوة الى الوراء في الموضوع الرئاسي. ولفت الى انه اذا وصلنا الى يوم الاربعاء وتأكدنا من ذلك لن يكون لنا خيار الا استكمال ما نفكر به، وفي كافة الاحوال لن يحصل اي تراجع او تسويف في موضوع رئاسة الجمهورية. وأكد انه اذا استمرت الاجواء على هذا النحو، فإنها ستؤثر بشكل سلبي على مجمل عملية الحوار. وكان عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب ابو زينب اعلن ان طرح عزل الرئيس لحود والاتيان برئيس اخر غير مقبول. وقال: نريد ان نعرف من هو الرئيس وما هو البرنامج وما هي المسائل السياسية التي يجب ان نتفق عليها وما هو النظام الانتخابي السياسي المستقبلي لأن لكل ذلك علاقة بحماية المقاومة. اما ان نساهم في اسقاط الرئيس اميل لحود الذي حمى المقاومة والذي ما زال يتحمل الى الآن كل الضغوطات لانه يقف مع المقاومة ولأنه اتخذ منذ كان قائدا للجيش كل المواقف الى جانب المقاومة هذا بعيد بعد الارض عن السماء. لذلك نناقش بموضوع سياسي. يمكن ان يؤمن للمقاومة لبنان نحو المستقبل. على صعيد آخر، تسلم وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالة جوابية على الدعوة التي كان قد وجهها الى
وزير الخارجية والمغتربين اللبناني فوزي صلوخ. وقد تضمنت الرسالة الجوابية الشكر على دعوة الوزير صلوخ لزيارة دمشق والتأكيد على تلبيتها في موعد يتفق عليه الطرفان بعد القمة العربية المقررة في الخرطوم. جاء ذلك خلال استقبال الوزير المعلم للأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني السيد نصري الخوري. بعد ردود الفعل التي ظهرت اثر نشر «الديار " خبر منع وزير الاعلام غازي العريضي بث مقابلة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود مع قناة الجزيرة عبر تلفزيون لبنان رغم الترتيبات التقنية التي كانت قد انجزت، تراجع امس العريضي عن قراره، واوعز الى ادارة تلفزيون لبنان بإعادة بث المقابلة كاملة بعد نشرة الاخبار عند الثانية والنصف من بعد الظهر. وقد نفى الوزير العريضي ان يكون قد امر بوقف بث المقابلة، مشيرا الى ان السبب يعود الى تلقي شريط المقابلة قبل الموعد بوقت قصير، وانه في تلفزيون لبنان لا توجد آلة لنسخ الشريط، كما انه كان هنالك برنامج آخر.
"النهار"
كتبت "النهار" تقول انه قبل 48 ساعة من بدء الجولة الثالثة من مؤتمر الحوار الوطني في مجلس النواب الاربعاء المقبل، يبدو ان سلسلة المواقف التي اطلقها رئيس الجمهورية اميل لحود مساء السبت عبر محطة "الجزيرة" وهاجم فيها بعنف قوى 14 آذار، باتت بندا ثالثا في جدول اعمال المؤتمر. وقوبلت مواقف لحود بانتقادات شتى وسط مخاوف من ان تلقي بثقلها على عزم المؤتمرين التوصل الى نتائج ملموسة في البندين الرئيسيين: سلاح "حزب الله" ومصير رئيس الجمهورية. وبحسب معلومات ل"النهار" فان ركنا في المتحاورين يتوقع ان تطرح على المؤتمر ورقة اقتصادية تردد ان "تيار المستقبل" و"اللقاء الديموقراطي" تبنياها وسيطرحانها على الافرقاء الآخرين، وكانت اعدت سابقا وهي غير الورقة الاصلاحية التي ستتقدم بها الحكومة في مؤتمر "بيروت – 1". ووفقا للركن نفسه فان طرح الورقة الاقتصادية يرمي الى ابراز اهمية هذا الجانب في الحوار السياسي الدائر في مجلس النواب، من غير استبعاده ان تكون جزءا من التسوية الشاملة التي يجري البحث فيها، خصوصا ان الهدف منها وضع خطة اقتصادية – اجتماعية لتعزيز الثقة بالاقتصاد اللبناني وتشجيع الاستثمارات ووقف الهجرة واطلاق عجلته وربطه بالتفاهم السياسي بحيث يشكل مؤتمر الحوار مظلة لسلة تفاهمات سياسية واقتصادية ودستورية (مصير الرئيس الحالي). يترافق ذلك مع مغادرة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليوم الى بروكسيل لاجراء محادثات مع 25 وزير خارجية لدول الاتحاد الاوروبي تتصل بالاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعتزم الحكومة اجراءها، ويسعى الى الحصول على موافقة الاتحاد الاوروبي على خطته تمهيدا لانعقاد مؤتمر "بيروت – 1" الذي لم يتحدد موعده بعد. ويبدو بحسب قريبين من مؤتمر الحوار ان نجاح المتحاورين في اقرار تسوية سياسية شاملة بما في ذلك الجانب الاقتصادي منها يشق الطريق امام انعقاد مؤتمر "بيروت – 1" بلا عقبات داخلية نظرا الى حجم التباين في وجهات النظر وخصوصا بالنسبة الى مقاربة الاصلاحات الاقتصادية، بين افرقاء الحوار. وتستمر زيارة السنيورة لبروكسيل يوما واحدا، وسيعرض لمحدثيه هناك مسار الوضع اللبناني وما آل اليه الحوار الوطني على صعيد تقدم الزعماء اللبنانيين في ايجاد الحلول لمشكلاتهم الداخلية. وعكس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في عظة الاحد أمس أهمية الترابط بين الحوار السياسي والمسألة الاقتصادية، وهو اذ لاحظ ان "الحوار القائم بين اهل السياسة عندنا يتقدم في جو من التفاهم المتبادل"، شدد على ان "ينصرف المتحاورون الى معالجة وضع الشعب المعيشي الذي بات لا يتحمل التسويف والتأجيل، وايجاد فرص عمل للاجيال الطالعة للحيلولة دون هجرتها هجرة قد لا تعقبها عودة ورغم ما اشيع عن ان جلسة الاربعاء ستقتصر على يوم واحد ويؤجل المؤتمر، اوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري ل" النهار" ليل أمس ان جلسات الحوار مستمرة، وانه قد يدعو الى جلسات اخرى بعد ظهر الخميس (اذا لم ينعقد مجلس الوزراء) والجمعة والسبت وحتى الاحد من "اجل استكمال هذا الحوار حتى وان اقتضى شهوراً". وردا على سؤال حيال امكان تطرق بعض المتحاورين الى الحديث التلفزيوني لرئيس الجمهورية اكد بري ان دور مؤتمر الحوار هو الدخول في صلب المواضيع الرئيسية المتفق عليها في جدول الاعمال وليس الامور الطارئة، مستبعدا ان يكون ثمة من يريد التذرع بكلام لحود لعرقلة الحوار، قائلا: "ان ذلك ربما يشكل دافعاً لحل المشكلة". ورفض ما يردده البعض ان اطالة امد مؤتمر الحوار ترمي الى حلوله محل المؤسسات الدستورية، فلفت الى ان انعقاد مجلس النواب قبل ظهر الخميس هو لتأكيد استمرار عمل المؤسسات الدستورية تبعا لصلاحياتها، و"ان احداً لا يحل محل احد". ولكنه شدد على ان الاتصالات مستمرة بعيدا عن الاضواء لانجاح الجولة الثالثة، مع تركيزه على ان القرارات تتخذ بالاجماع وليس بالتصويت. على ان رئيس المجلس نفى اي محاولة لاجراء مقايضة في ما بين بندي حوار الاربعاء، واكد "ان ما قرره المتحاورون في الجولة الثانية سواء بالنسبة الى سلاح الفلسطيني خارج المخيمات أو لبنانية مزارع شبعا او العلاقات اللبنانية – السورية لم يقترن باي مقايضة من اي نوع، وهذا ما سيحصل ايضا في جلسة الاربعاء، وان بندي سلاح المقاومة والرئاسة سيصار الى مناقشتهما على اساس ان لكل منهما معطياته وحلوله، مذكرا ب"المقايضات التي جربناها في الماضي، وعرفنا الى اين وصلت بنا". وعلمت "النهار" وفق معلومات عن اتصالات متعددة الاتجاه بين الافرقاء المتحاورين لاستعجال بت بندي سلاح المقاومة والرئاسة الاولى من خلال التلميح الى إمكان حصول تنازلات متبادلة. الا ان اياً من ملامح هذا الاتفاق غير واضحة تماماً نظراً الى العقدة المستحكمة بالموضوع الرئاسي وبالاتفاق على اسم الرئيس الذي سيخلف الرئيس الحالي. وكان نُقل الى بعض المتحاورين من خارج فريق 14 آذار اسمان محتملان للرئاسة، احدهما اقترحه "تيار المستقبل" والآ
خر حزب "القوات اللبنانية". على ان بت الملف الرئاسي يشكل الخطوة التالية للاتفاق على مصير سلاح المقاومة ليس لناحية تكريس احتفاظ "حزب الله" به بعد الاجماع على لبنانية مزارع شبعا، وانما تحديد مدته وظروفه. الا ان مواقف الافرقاء المتحاورين من مصير الرئيس الحالي حافظت على تباينها، وبدا هذا التباين يهيئ جلسة الاربعاء المقبل لمزيد من السجال بعدما ضاعف المعنيون من تصلبهم. وساهمت في هذا التصلب المواقف المتشنجة لرئيس الجمهورية الذي لم يكتف في المقابلة التلفزيونية بمحاولة الدفاع عن نفسه، وانما وضع نفسه فريقاً مباشراً في الحملات الاعلامية المتبادلة مع فريق 14 آذار. وسرعان ما اتى الرد من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. فوصف الاول رئيس الجمهورية بأنه "رئيس عميل للمخابرات السورية ولبشار الاسد"، داحضاً ما ذكر لحود من ضرورة استمرار سلاح المقاومة الى ان تحل القضية الفلسطينية، وملاحظاً انه "ما دامت هوية مزارع شبعا لم تحدد ولا تزال غامضة تحت شعار الصراع العربي – الاسرائيلي، ولم يذهب الجيش الى الجنوب ولم يلغ السلاح الفلسطيني خارج المخيمات فإن مسيرة الاستقلال متعثرة (...) وما دام ثمة نظام ديكتاتوري (سوريا) فلن يرتاح لبنان ولن يرتاح بلد ديموقراطي يجاوره نظام ديكتاتوري". اما جعجع فرأى ان لحود "لم يأخذ المبادرة الى الكلام من تلقائه، وان موقفه يعبر عن مواقف جهات خارجية بانسجام مع مواقف بعض اطراف الحوار اللبناني. وفي تقديري ان الموقف داخل مؤتمر الحوار هو الذي جعل لحود يخرج بالموقف الذي خرج به، وان بعض الاطراف سيستمر في استخدام ورقة لحود للابتزاز". ولمح الى ان تعثر الحوار في بت مصير لحود يعني "ان ابواب الحل تُسدّ. وسنكون مضطرين الى العودة الى الخطة الاصلية وهي الوسائل الشعبية".
"المستقبل"
كتبت "المستقبل" تقول انه على مسافة ثلاثة أيّام من استئناف مؤتمر الحوار الوطنيّ في جولته الثالثة، وبينما كانت أوساط رئيس المجلس النيابي نبيه برّي توصل إلى فريق 14 آذار رسالة مفادها انّ تعيين جلسة للاستجوابات الخميس المقبل لا يعني سعياً إلى تعليق الحوار بعد يوم الأربعاء وانّ المؤتمر يمكن أن يستمرّ الخميس أيضاً، وفي وقت قُرأ الشريط المتلفز للرئيس اميل لحود على شاشة "الجزيرة" مساء أوّل من أمس على انّه إشارة إلى موقف سوريّ هدفه تعويق الحوار الوطني، سجّل أمس تصعيد من قبل "حزب الله" و"التيّار الوطنيّ الحرّ" في مسألة رئاسة الجمهورية خصوصاً، حيث التقى الطرفان على تفسير واحد هو انّ أزمة الحكم في مقرّرات الجولة الثانية لا تعني رئاسة الجمهوريّة، كما التقيا في الهجوم على الأكثريّة، مع إصرار من "التيّار" على انّ مواصفات الرئيس المقبل متوافرة فقط في رئيسه النائب العماد ميشال عون. وفي أجواء هذا التصعيد اللحّودي ـ العونيّ ـ الحزب اللّهي، رد كل من "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذيّة في "القوّات اللبنانية" سمير جعجع على شريط لحود من ناحية وعلى التصعيد السالف الذكر من ناحية ثانية، فاعتبر جنبلاط ان "لحود يأتمر بأوامر النظام السوريّ وهو عميل للمخابرات السورية ولبشار الأسد ويرهن مصير الدولة بالإدارة السوريّة"، فيما أكّد جعجع في تصريح لـ"المستقبل" انّ "فريق 14 آذار سيكون مضطراً إلى العودة إلى خطة التحرك التي علّقها لدى الدخول إلى مؤتمر الحوار في مسألة رئاسة الجمهوريّة"، مشتمّاً "تراجعاً من بعض أطراف الحوار بالانسجام مع موقف "جهات خارجيّة"، مشدّداً على انّ "أزمة الحكم تعني أزمة رئاسة الجمهورية بالتحديد". ردّاً على سؤال عن تأثير كلام لحّود على مسار الحوار في جولته الثالثة المقبلة، قال جعجع "في رأيي ليس لحّود مَن أخذ المبادرة من تلقاء نفسه للكلام. فموقفه يعبّر عن مواقف جهات خارجيّة بانسجام مع مواقف بعض أطراف الحوار اللبناني. وفي تقديري انّ الموقف داخل مؤتمر الحوار هو الذي جعل لحود يخرج بالموقف الذي خرج به، ولذلك فإن كلامه مؤشّر إلى انّ بعض الأطراف ستستمرّ في استخدام ورقة لحود للابتزاز". وعمّا إذا كان مستمراً في تفاؤله بأن يحسم مؤتمر الحوار الأربعاء المسألة الرئاسية، أجاب جعجع "بعد التصعيد أوّل من أمس وأمس، لا أدري ما إذا كان ثمّة إمكانيّة لحلّ أزمة الحكم عن طريق الحوار على الطاولة، بيد انّ ذلك لن يثنينا عن عزمنا على السير بما كنّا نفكّر به أصلاً بهدف الوصول إلى التغيير الرئاسي المنشود". وأضاف "كنّا أوقفنا كلّ تحركاتنا عندما حصلت بعض الوعود بأنّه بدلاً من أن تحلّوا الموضوع الرئاسي بواسطة طريق طويلة، تعالوا إلى طريق قصيرة بواسطة الحوار. وبالفعل، حصل على طاولة الحوار وخارجها في المرحلتين الأولى والثانية بعض التقدّم في الملفّ الرئاسيّ. لكن إذا جرى التراجع بما في ذلك عن القرار المتّخذ بضرورة إيجاد حل لأزمة الحكم سنعود إلى التحرّك". وأوضح جعجع انّ المقصود بأزمة الحكم هو أزمة رئاسة الجمهوريّة تحديداً بدليل انّ الرئيس نبيه برّي عندما كان يتلو المقرّرات الثلاثاء الماضي قال "أمّا بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية (...) فإن المجتمعين يواصلون البحث عن حلول لأزمة الحكم". وقال جعجع "لو كانت الحكومة هي المقصودة لقلنا أزمة حكوميّة، وفي لبنان معروف انّ الحكم يعني رئيس الجمهورية، وبالتالي الأزمة المقصودة هي أزمة رئيس الجمهوريّة". ورأى انّ "التصعيد يُظهر وكأنّ بعض الأطراف قاموا بخطوة إلى الوراء في الموضوع الرئاسي". ولفت إلى انّه إذا وصلنا إلى يوم الأربعاء وتأكدنا من ذلك لن يكون لنا خيار إلاّ استكمال ما نفكّر به، وفي كافّة الأحوال لن يحصل أيّ تراجع أو تسويف في موضوع رئاسة الجمهوريّة". وأكّد انّه "إذا استمرّت الأجواء على هذا النحو، فإنّها ستؤثر بشكل سلبيّ على مجمل عمليّة الحوار". وردّاً على سؤال أوضح انّ الوسائل التي يتحدّث عنها هي "الوسائل الشعبية"، لافتاً إلى انّ "ما ظهر بين أوّل من أمس وأمس يعني انّ أبواب الحلّ تسدّ وسنكون مضطرين مكره أخوك لا بطل إلى العودة إلى الخطّة الأصليّة". وإذ أشار إلى انّ "من شأن سدّ أبواب الحلّ أن تخلق خيبة أمل كبيرة"، شدّد على انّ "مَن يضعون العصي في دواليب التغيير الرئاسي المنشود سيتحملون مسؤولية خيبة الأمل هذه". ونفى جعجع علمه بتحرّك عربي يسبق الجولة الثالثة من الحوار الأربعاء المقبل، وأعرب عن اعتقاده انّه "إذا كان ثمّة تحرّك عربي فباتجاه سوريّا وليس باتجاه لبنان لأن ليس لدينا ما نعطيه في نهاية المطاف". وختم بالقول انّه يأمل "أن تترجم الإيجابيّة التي برزت في الموضوع الرئاسي خلال الجولتين السابقتين، وإلاّ سنضطرّ إلى متابعة الموضوع الرئاسيّ وحدنا كفريق 14 آذار". من جهته، اعتبر جنبلاط انّ ما قاله لحود "يعني انّه لن تكون هناك دولة في لبنان". ورأى انّ "السلاح خارج المخيّمات والسلاح داخل المخيّما
ت، وسلاح المقاومة بعضه على الأقلّ، ذريعة كي يبقى السوريّ يرسل إلى لبنان سلاحاً وذخيرة ومرتزقة على حساب بناء الدولة". وقال "إذا لم تحدّد أو تُرسّم حدود مزارع شبعا كي تكون تحت السيادة اللبنانيّة فلا علاقة لنا بها، الملكيّة لبنانيّة نعم لكن تحت القرار 242". وأضاف انّه "عندما يوافق حاكم النظام السوريّ على ان يوقّع على الخارطة التي زوّرت، نذهب إلى الأمم المتّحدة ونفاوضها، وحينذاك ربّما يتمّ شمول المزارع بالقرار 425". ولفت جنبلاط إلى انّ "النظام السوريّ يريد المحاربة تحت شعار الصراع العربي ـ الإسرائيلي، ويريد تقويض دعائم بناء الدولة في لبنان ومحاربة إسرائيل حتّى آخر لبناني". وأشار إلى انّ "السيّد حسن نصرالله قال انّنا نقوم بأعمال تذكيريّة"، وسأل "مقاومة وتقوم بأعمال تذكيريّة؟"، وقال "غريب هذا الالتصاق الكامل مع النظام السوريّ على حساب الدولة اللبنانية". وأعلن رئيس "اللقاء الديموقراطي" انّ "السيد بشّار (الأسد) ليتفضّل ويوقّع على انّ مزارع شبعا لبنانية"، مشيراً إلى انّ "الأمم المتحدة لا تستطيع أن ترسّم إلاّ إذا اتفقنا مع سوريّا(..)". وقال انّه "طالما انّ هناك سلاحاً يتدفّق عبر الحدود السوريّة وطالما انّه يوجد رئيس عميل للمخابرات السوريّة ولبشار الأسد (..) وطالما انّه يوجد نظام ديكتاتوري إلى جانب لبنان فلن يرتاح لبنان، لن يرتاح بلد ديموقراطي يجاوره نظام ديكتاتوري وحفنة من العائلية السياسية تقبض على سوريا ومصيرها(..)". من ناحيته، رأى عضو كتلة "تيّار المستقبل" النائب وليد عيدو انّ "ليس هناك رئيس جمهوريّة واحد في التاريخ توجّه إليه الاتهامات والأوصاف اللاذعة من الشعب بغالبيته ويبقى يتحدّث عن إرادة الشعب كما يفعل اميل لحود". وأضاف ان "ليس هناك رئيس في العالم يُقدم على تزوير التاريخ والوقائع بمثل ما يفعل اميل لحود". ووصف عيدو كلام لحود بأنّه "حديث مَن يشعر بأنه انتهى"، وقال انّ "لحود نعى أمس (أوّل من أمس) رئاسة الجمهوريّة(..)". في هذه الأثناء، اعتبر "حزب الله" انّ "أزمة الحكم هي الأزمة السياسيّة التي نراها". وقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم "أمّا أن يحكمنا القانون في كلّ شيء أو لا يكون هناك قانون بل اعتماد للهوبرة والتظاهرات". وأضاف "طالما انّ الحكومة والمجلس موجودان بحكم القانون وكذلك رئاسة الجمهوريّة موجودة وشرعيّة بحسب القانون فإمّا أن يمشي القانون على الجميع أو لا"، وأوضح انّه "إذا اعتبرنا انّ رئيس الجمهوريّة مزوّر قانوناً فإنّ المجلس النيابي مزوّر قانوناً أيضاً". وسأل "هل يقبل أحد أن نعيد النظر بكلّ ما جرى منذ التمديد حتّى الآن؟"، وأكّد انّ "المشكلة ليست في رئيس الجمهورية بل في من قبل به لولاية ثانية وتعاون وتعاطى معه". وأعلن قاسم انّ "مَن لا يعتبرون ان المشكلة متمثّلة برئيس الجمهوريّة يمثّلون شريحة واسعة بل يمثّلون ثلثي الشعب". وقال "نقول لهم إذا استطعتم وفق القواعد القانونية أن تكونوا أغلبيّة نيابيّة قانونيّة وحكومة قانونية، وفي رئاسة الجمهورية، فقوموا بما تريدون لكن ليس أغلبيّة عندما تظبط معكم وتريدون شيئاً آخر عندما لا تظبط(..)". من جهته، رحّب "التيّار الوطني الحرّ" بشريط لحود التلفزيوني. ورأى عضو كتلته النيابيّة النائب نبيل نقولا انّ "حديث لحود وضع النقاط على الحروف وكان صريحاً ووضع كلّ شخص أمام مسؤوليّاته وذكّر كلّ شخص بموقعه". وشكر لحود على "قول الحقيقة في ما يتعلّق بالعماد عون خصوصاً انه رأي نابع من المؤسّسة العسكريّة التي سعت دوماً إلى حماية الديموقراطية في لبنان". ورأى انّ "تغيير رئيس الجمهوريّة لن يغيّر شيئاً لأنّ أزمة الحكم اليوم تشمل الحكومة والمجلس الدستوريّ والقضاء"، مضيفاً انّ "ثمّة أزمة ناتجة من وجود أشخاص كوّنوا أكثرية موقتة يحاولون الاستئثار بالسلطة وبدلاً من أن يؤسّسوا دولة يؤسّسون شركة خاصة". وقال انّه "إذا أتى رئيس للجمهوريّة تابع للأكثرية فهذا يعني انّ لبنان ذاهب إلى الخراب(..)". وفي السياق نفسه، رأى عضو كتلة "التيّار" النائب ابراهيم كنعان انّ "ما من أحد يستطيع أن يضمن الشراكة الوطنيّة وخصوصاً بين 8 و14 آذار إلاّ العماد عون". وإذ اتّهم الأكثرية بأنّها "كانت تراهن على قرارات دوليّة بتغيير الواقع واتهام سوريّا"، أكّد ان"المواصفات الرئاسية موجودة في العماد عون.
"الأنوار"
قالت "الأنوار" ,لقد سجلت امس سلسلة ردود فعل عنيفة من قوى 14 اذار على حديث الرئيس اميل لحود التلفزيوني، تضمنت اتهامات وانتقادات، وتمسكا بحسم موضوع رئاسة الجمهورية. وفي اطار هذه الردود، هاجم النائب وليد جنبلاط رئيس الجمهورية وكشف عن ان المتحاورين اعطوا الرئيس فؤاد السنيورة تفويضا بناء على طلبه لبحث موضوع مزارع شبعا مع دمشق. وقد ردت قوى 14 اذار على تصريحات رئيس الجمهورية بعنف امس، وقال النائب وليد جنبلاط ان كلام لحود يتعارض وبناء الدولة، وانه يرهن مصير الدولة بالارادة السورية. وقال جنبلاط: طالما هناك سلاح يتدفق عبر الحدود السورية، وطالما يوجد رئيس عميل للمخابرات السورية وبشار الاسد، وطالما لم تحدد هوية مزارع شبعا، والجيش لم يذهب الى الجنوب... فان مسيرة الاستقلال متعثرة، ولبنان لن يرتاح. وكشف عن ان الرئيس فؤاد السنيورة طلب تفويضا حول موضوع مزارع شبعا واعطيناه في الحوار هذا التفويض. ويعني ذلك ان يذهب الى دمشق ويقول لهم تفضلوا وقعوا على الخريطة التي اخرجتموها عام 2000 ووسعت حدود لبنان الى مزارع شبعا.. فليتفضل اليوم السيد بشار ويوقع بأن المزارع لبنانية. وقال ان عدم ترسيم الحدود يعني ان السلاح خارج المخيمات يبقى وان تزود تلك العناصر التي لا علاقة لها بفلسطين، بالسلاح والذخيرة والمرتزقة. ويعني اجهاض كل محاولة لبناء دولة، والسيطرة على كل الاراضي اللبنانية وعلى بعض المرافق، وحتى المطار اليوم نظريا هو بإمرة الدولة، اما عمليا فهو بإمرة احزاب اخرى. اما الوزير غازي العريضي فقال امس (بالصدفة كنت اشاهد بعض المحطات التلفزيونية وكان هناك برنامج مع الفنانة العربية المشرقة اللامعة يسرى واعتقد ان الذين استمعوا الى هذه المقابلة مع يسرى استفادوا اكثر من الذين استمعوا الى تصريح رئيس الجمهورية ومقابلته على محطة (الجزيرة). وقال عضو كتلة المستقبل النائب وليد عيدو ان ما قاله رئيس الجمهورية ليس الا حديث من يشعر انه انتهى، ويذكرنا بالمؤتمر الصحافي الاخير والشهير للمدير العام السابق للامن العام وعنترياته بعد سنة تماما على هذا المؤتمر. واضاف ان لحود دخل كتاب (غينيس) لأن ليس هناك رئيس جمهورية في التاريخ توجه اليه الاتهامات والاوصاف اللاذعة من الشعب بغالبيته، ويبقى يتحدث عن ارادة الشعب كما يفعل اميل لحود... ليس هناك رجل واحد في العالم يحاضر عن نظافة الكف وهو غارق في بحور الفضائح كما يفعل اميل لحود. وقال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان الرئيس لحود لم يأخذ المبادرة من تلقاء نفسه للكلام، اذ ان موقفه يعبّر عن مواقف جهات خارجية هي في انسجام مع بعض اطراف الحوار اللبناني. واعتبر جعجع ان الموقف داخل مؤتمر الحوار هو الذي دفع لحود الى الخروج بالموقف الذي خرج به. وقال ان كلام لحود مؤشر الى ان بعض الاطراف ستستمر في استخدام ورقة لحود للابتزاز. وتابع: لا ادري ان كان ثمة امكانية بعد لحل ازمة الحكم عن طريق الحوار على الطاولة. ولكن ذلك لن يثنينا عن عزمنا على السير في ما كنا نفكر فيه اصلا بهدف الوصول الى التغيير الرئاسي المنشود. وقال الوزير بيار الجميل (ان كلام الرئيس لم يكن مقبولا، لا في الشكل ولا في المضمون، واسف ان يلجأ الى التعرض الشخصي كأن يقول مثلا ان النائب سعد الحريري يستغل دم والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويتحرك بدافع الثأر). واضاف (ان بداية الحل هي مجيء رئيس جديد). اما النائب جورج عدوان فقال بعد لقائه البطريرك صفير امس ان موضوع الرئاسة سوف يبحث الاربعاء المقبل على طاولة الحوار وهناك مسيرة تتقدم نحو هذا الموضوع ولكن كم من الوقت تحتاج، فهذا الموضوع غير مرهون بفريق ولا بشخص بل بأكثر من فريق. البطريرك صفير وتابعت "الأنوار" قائلة ان البطريرك صفير قال في عظة الاحد امس (يسرنا ان نرى ان الحوار القائم بين اهل السياسة عندنا يتقدم في جو من التفاهم المتبادل. ويبقى ان ينصرف المتحاورون الى معالجة وضع الشعب المعيشي الذي بات لا يحتمل التسويف والتأجيل، وايجاد فرص عمل للاجيال الطالعة للحيلولة دون هجرتها هجرة قد لا يعقبها عودة. وهذه هي خسارة الوطن الكبرى. واما التراشق بالكلام المحموم، فيفسد جو الالفة، وينأى عن الموضوع، ويترك اثارا قد لا يمحوها الزمن. اعاننا الله على سلوك السبيل القويم). في هذه الاجواء، تردد ان جلسة الحوار يوم الاربعاء المقبل ستقتصر على يوم واحد، يرفع النقاش بعدها الى موعد لاحق. ويقول نواب ان رئيس المجلس مهد لذلك بالدعوة الى جلسة استجواب للحكومة يوم الخميس، فيما ينعقد مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم نفسه لمناقشة كلمة لحود امام القمة. الا ان مصادر رئيس المجلس اوضحت ان الامر متروك للمتحاورين، وان لا شيء يمنع جلسة يوم الخميس او الجمعة برغم جلسة الاستجواب. كما ان لا شيء يمنع تعليق الحوار لاسبوع او اكثر كما قالت هذه المصادر.
"صدى البلد"
قالت "صدى البلد" ان كلام رئيس الجمهورية العماد اميل لحود والانقسام الذي أثاره وضع جولة مؤتمر الحوار يوم الأربعاء المقبل على المحك انعقاداً ومضموناً. فهذه الجولة يفترض أن تناقش بندين، الأول رئاسة الجمهورية تحت عنوان "أزمة الحكم"، والثاني مستقبل سلاح المقاومة في ضوء "تحديد" وضعية مزارع شبعا، وفي الحالتين رفع لحود السقف رافضاً أن "يفلّ إلا إذا فلّوا جميعاً" ومشترطاً لنزع السلاح اللبناني والفلسطيني نهاية النزاع مع اسرائيل وعودة اللاجئين الى أرضهم. وفيما بدت قوى "14 آذار" متمسكة بموقفها الداعي الى إقالة لحود وانتخاب رئيس جديد حاملة في نفس الوقت على تصريحات رئيس الجمهورية ومعتبرة انها تتعارض وبناء الدولة وتثبت فراغ الرئاسة معربة عن خشيتها من انهيار كامل للحوار، فإن فرقاء آخرين بدوا ميالين لتبني موقف لحود كل من منطلقه. وأكدت مصادر الرئيس بري انعقاد الجلسة في موعدها وأنها ستبحث في موضوع الرئاسة. إلا ان هذا الاطمئنان لم يخف قلقاً من أن يكون كلام لحود تعبيراً عن "موقف سوري" معترض على سير عملية الحوار نفسها، وهو ما جعل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يحذر من ان كلام لحود "يرهن مصير الدولة بإرادة النظام السوري"، وفي هذا الاطار حمّل النائب الياس عطالله إثر زيارة وفد كبير من حركة "اليسار الديمقراطي" المختارة أمس وبعد لقاء مطول مع جنبلاط من سيعرقل إزاحة لحود في جلسة الحوار المقبلة مسؤولية خدمة مصالح أجنبية على حساب المصلحة الوطنية. وتوالت أمس المواقف على مقابلة الرئيس لحود. ففي حين هاجمها فريق "14 آذار" بعنف فإنه كان للنائب ميشال عون ول "حزب الله" موقف مختلف. وشدد جنبلاط في لقاءاته أمس على ان "السلاح خارج المخيمات وداخلها وسلاح المقاومة، بعضه على الأقل، ذريعة كي يبقى السوري يرسل الى لبنان سلاحاً وذخيرة"، وأكمل: "نقولها للمرة الأخيرة ونردد ما قلناه بأن المقاومة قامت بكل واجباتها في التحرير وإذا لم تحدد أو ترسم حدود مزارع شبعا كي تكون شبعا تحت السيادة اللبنانية لا علاقة لنا بشبعا، وملكية شبعا نعم لبنانية لكن السيادة عليها تحت القرار 242، للسيادة السورية، والخرائط واضحة والقرارات الدولية واضحة". واعتبر ان "لحود يُؤمر" ودعاه "لتسليح المخيمات الفلسطينية في سورية واليرموك وغيرها، والى جانب مكاتب المنظمات ليفتتح مخيمات للتدريب ولتنطلق أعمال المقاومة على الحدود هناك من أجل تحرير الجولان". أما وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت فرأى ان كلام جنبلاط هو رد على الرئيس لحود. ورجح ان يتم تجاهل شريط الرئيس في جلسة الحوار باعتباره مادة خلافية. وتوقعت مصادر مطلعة أن تنعقد جلسة الحوار من غير أن تتوصل الى نتيجة لأن وجهات النظر متباعدة الى حد كبير. ورجحت استئناف الجلسة الأربعاء اللاحق أي بعد القمة العربية التي ينتظر أن تبحث الموضوع اللبناني في لقاءات هامشية. وذكرت هذه المصادر انه سيكون هناك فريقان على طاولة الحوار. الأول يطرح أسماء لرئاسة الجمهورية والثاني يطرح وجهة نظر ويسأل هل تمثل هذه الأسماء الغالبية المسيحية بمن فيها ميشال المر وميشال عون والياس سكاف؟ وسيسأل عن برنامج كل مرشح ونظرته الى مختلف المسائل الأساسية الداخلية اضافة الى العلاقات اللبنانية - السورية. وتخوف الدكتور سمير جعجع مما إذا كان حل أزمة الحكم ممكناً "على طاولة الحوار" معتبراً ان مواقف لحود مستوحاة من الخارج و"تنسجم مع مواقف بعض أطراف الحوار". وقالت أوساط جعجع انها ترفض الابتزاز في الحوار، وسألت لماذا لم يصر حلفاء لحود على حضوره الحوار فمشكلتنا ليست مع شخص الرئيس بل لأنه لا يوجد رئيس في بعبدا؟ وحمل "تيار المستقبل" في تصريح للنائب وليد عيدو على تصريحات لحود وقال: "ليس هناك رئيس في العالم يقدم على تزوير التاريخ والوقائع بمثل ما يفعل اميل لحود عن عهده، خصوصا في حديثه عن ترشيح الرئيس الشهيد رفيق الحريري له لرئاسة الجمهورية او عن رغبة الرئيس بالتمديد له". وبدوره اعتبر الوزير بيار الجميل ان كلام لحود "لم يكن مقبولاً لا في الشكل ولا في المضمون". واشار الى انه "في المضمون فان اخطر ما قاله الرئيس لحود هو ربطه سلاح المقاومة بالصراع العربي - الاسرائيلي، وبعودة اللاجئين الفلسطينيين الى فلسطين، محاولا في ذلك مسايرة "حزب الله" على حساب السيادة اللبنانية، لا بل مزايدا على موقف الحزب، الذي تحدث في خلال جلسات الحوار على منظومة دفاعية لبنانية، اما قول الرئيس لحود انه بنى الجيش اللبناني بمساعدة ودعم سورية فهو كلام يجافي الحقيقة". ورغم "التوتر" الذي أثارته تصريحات لحود والمخاوف التي طرحت بشأن مصير الحوار أكدت مصادر الرئيس نبيه بري ان الحوار سيستأنف في موعده الأربعاء وأضافت انه يمكن أن يتواصل ولن يعوقه انعقاد جلسة الاستجواب النيابية الخميس. ورفضت المصادر التعليق على كلام لحود إلا انها جددت التذكير بموقف بري القائل انه يقف وراء البطريرك الماروني مار نصرالله صفير في هذا الموضوع و
أكدت ان موضوع الرئاسة سيكون مطروحاً على طاولة البحث الأربعاء. في هذه الأثناء لم تستغرب مصادر قصر بعبدا "الحملة المبرمجة" على تصريحات لحود وتوقعت "ان ترتفع وتيرة الشتائم وحملات التجريح والشكاوى على رئيس الجمهورية خلال اليومين المقبلين، بهدف خلق مناخات معينة تسبق انعقاد الجولة الثالثة من مؤتمر الحوار الوطني، وذلك بغية التأثير على مداولات المؤتمر ومحاولة توجيهها في الاتجاه الذي يريده هؤلاء، لا سيما بعدما برزت بوضوح حال الافلاس التي وصلوا إليها نتيجة تجاهل قيادات لبنانية لطروحاتهم ومطالبهم والتشكيك بأهدافهم وغاياتهم". وبرز موقفان لحزب الله والعماد ميشال عون امس في هذا الخصوص. وفيما رفض نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم "المقايضة" بين سلاح حزب الله والرئاسة قال ردا على سؤال عن موضوع الرئيس لحود "اذا فرضنا وجود رئيس جمهورية مزور قانونيا فهذا يعني ان المجلس النيابي مزور قانونيا، هل نعيد النظر بما جرى منذ التمديد؟ موقفنا واضح، ازمة الحكم سببها الرغبة في ان تكون هناك سلطة وسيطرة للغالبية النيابية وليتفضلوا ويقوموا بما يريدون هل هم غالبية عندما "تزبط الامور" و"مش غالبية" عندما "لا تزبط". هناك قوى لا تعتبر المشكلة في رئيس الجمهورية وهؤلاء يمثلون شريحة واسعة في الشارع اللبناني والموضوع لا يناقش بطريقة "شيلوا الرئيس وبعد ذلك نتفاهم". واثنى على "تفاهم حزب الله مع التيار الوطني الحر". وقال "انه اهم ما جرى في لبنان منذ عشرات السنين حيث اجتمع فريقان كان بينهما تباعد كبير". من جهته، قدر العماد عون للحود انه ايده وقال انني "لا استحي بذلك". واعتبر "ان معركة الرئاسة لم تبدأ بعد فالمناورات تحصل وكل واحد يريد رئيسا مؤاتيا له انطلاقا من مصالح خاصة".
"اللواء"
كتبت "اللواء" تقول انه قبل 48 ساعة من العودة الى طاولة الحوار، وفيما يغادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى بروكسل اليوم، حاملاً تصوّر الحكومة لبرنامجها الاصلاحي لطرحه أمام وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، انشغلت الساحة اللبنانية بمجموعة غير متجانسة من المواقف في ما يتعلق بموضوع الرئاسة الأولى وسلاح المقاومة، بما يشبه رفع السقف السياسي عشية استئناف الجولة الثالثة من الحوار، وفي وقت أبلغ فيه أمين سر حركة "فتح" في لبنان العميد سلطان أبو العينين "اللواء" أن منظمة التحرير الفلسطينية بدأت تنفيذ خطة مدروسة لتنظيم السلاح في المخيمات وجمعه في مكان آخر، بما فيها الأسلحة الفردية، التزاماً بما تقرر في مؤتمر الحوار الوطني، فيما طرح مسؤول الجبهة الشعبية "القيادة العامة" في لبنان أن يكون السلاح الفلسطيني خارج المخيمات جزءاً من الاستراتيجية الدفاعيه للبنان· وأبرز ما سُجّل أمس من مواقف، الى جانب الردود على "الهجوم الفضائي" الذي شنّه الرئيس أميل لحود على خصومه السياسيين، عبر فضائية "الجزيرة"، إعلان "حزب الله" للمرة الأولى معارضته لتنحي الرئيس لحود، مؤكداً أن رئاسة الجمهورية موجودة وشرعية بحكم القانون، إلا أن هذا الموقف تزامن مع مواقف لنواب في كتلة "التنمية والتحرير" التي يترأسها الرئيس نبيه بري، كشفت عن تمايز حيال النظرة الى مسألة رئاسة الجمهورية، حيث لفت النائب غازي زعيتر أن طرح موضوع الرئاسة وتغيير الرئيس ليس من المحرّمات"، مشيراً الى أن هذا الأمر يعود للتوافق الإجماعي وليس لفريق واحد مهما كان تمثيله في المجلس النيابي ومهما كان عدد أصواته"· وكان نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قال أنه "طالما أن الحكومة والمجلس النيابي موجودان بحكم القانون، فإن رئاسة الجمهورية كذلك موجودة وشرعية بحكم القانون"· وقال قاسم في لقاء سياسي ل "حزب الله" في شمسطار:"إما أن يمشي القانون على الجميع أو لا، فإذا اعتبرنا أن رئيس الجمهورية مزوّر قانوناً، فإن المجلس النيابي مزوّر قانوناً، لأنه وقّع على قانون الانتخابات وتمّت على أساسه"· ومن ناحيته، رأى عضو المجلس السياسي في "حزب الله" غالب أبو زينب، أن طرح عزل رئيس الجمهورية هو طرح غير مقبول، وقال: "إذا كانت المسألة مسألة أزمة حكم يريدون لها حلاً فعليهم أن يملكوا مشروعاً وتصّوراً كاملاً"· أضاف: "نريد أن نعرف من هو الرئيس وما هي المسائل السياسية التي نتفق عليها وما هو القانون الانتخابي السياسي المستقبلي، لأن كل ذلك له علاقة بحماية المقاومة، اما نحن فلن نساهم في إسقاط الرئيس لحود الذي حمى المقاومة وما زال يتحمل الى الآن كل الضغوط لأنه يقف مع المقاومة"· وبدا واضحاً ان هذه المواقف من جانب "حزب الله" جاءت متزامنة، مع هجوم الرئيس لحود على خصومه السياسيين، الذين يطالبون باستقالته، مسمياً إياهم واحداً واحداً من النائب سعد الحريري، الى النائب وليد جنبلاط، الى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، من دون ان يوفر الرئيس الفرنسي جاك شيراك، متحدياً الاكثرية النيابية بأن توافق على اجراء انتخابات نيابية مبكرة، معلناً بالفم الملآن: "بس يفلوا بفل"، الامر الذي يطرح تساؤلات على مصير الجولة الثالثة من الحوار التي يفترض ان تتصدى لمسألة تنحية الرئيس لحود، انطلاقاً من التوافق في الجولة الثانية على وجود "ازمة حكم"، ومفهوم هذه الازمة، في الوقت الذين اعلن فيه النائب العماد ميشال عون، ان معركة رئاسة الجمهورية لم تبدأ بعد، مميزاً بين "ازمة حكم" و"ازمة رئاسية"، معتبراً ان "تصحيح ازمة الحكم تكون بانتخابات مبكرة"· لكن اوساط رئيس المجلس النيابي نبيه بري اكدت ان الحوار قائم في موعده المحدد قبل ظهر الاربعاء، معتبرة انه من الطبيعي عشية كل حوار، ان يرفع كل فريق خطابه السياسي، انما هذا بالتأكيد لن يؤثر على جوهر هذا الحوار· ولفتت هذه المصادر الى ان تعليق الحوار او عدم تعليقه يعود للمتحاورين بعد التشاور، مشيرة الى امكانية استكمال الحوار بعد ظهر الخميس اذا ارتأى المتحاورون ذلك، باعتبار ان جلسة الاسئلة والاستجواب مدتها ساعة من الثانية عشرة حتى الواحدة والنصف بعد ظهر الخميس، ولذلك من الممكن استئناف جلسات الحوار عند الرابعة او السادسة من اليوم نفسه· وذكَّرت هذه الاوساط ان الرئيس بري كان بصدد تعليق الحوار من الثلاثاء الى اليوم (الاثنين) لولا مصادفة هذا اليوم مع وجود الرئيس السنيورة في الخارج، مشيرة الى ان تحديد موعد جلسة المساءلة تم بعد التشاور مع الرئيس السنيورة· وكان لحود هاجم بعنف في حديث مطول الى محطة "الجزيرة الفضائية" رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، ورئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ولم تسلم فرنسا من سهامه "التي ينطلق رئيسها جاك شيراك من حساباته الشخصية كونه متأثرا وعاطفيا ويسر في خط معين"، معلنا رفضه التنحي، مؤكدا بقاءه في منصبه حتى
آخر يوم من ولايته، ورأى وجوب "بقاء سلاح المقاومة حتى ينتهي النزاع مع اسرائيل ويتحقق حق عودة الفلسطينيين الى بلادهم"· وروى خلال اللقاء ما حدث معه يوم كان قائدا للجيش ثم رئيسا للجمهورية مع وزيري خارجية اميركا اولبرايت وباول وانه لم يرضخ لضغوطهما، وما حدث في قمة بيروت عام 2002 وعدم قبوله بترؤس القمة "وفي الدستور اللبناني نص واضح يرفض التوطين والتقسيم"· ورأى ان السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها يجب ان يحل بالحوار، وقال: "السلاح الفلسطيني خارج المخيمات يجب ان يحصل بحث مع الفلسطينيين حوله على اساس ازالة هواجسهم ومخاوفهم من حصول تعديات عليهم، والامر نفسه يحصل بالنسبة الى السلاح داخل المخيمات"· وتحدث عن علاقته بالرئيس الشهيد رفيق الحريري نافيا وجود خلاف شخصي معه متهما خصومه باستغلال دم الشهيد الحريري الذي اعطى الكثير للبنان، لكي يحققوا مكاسب تصب في مصلحة دول غير لبنان، مشيرا الى ان هناك اطرافا تعمل بالتنسيق مع الاميركيين لجهة نشر الجيش على الشريط الحدودي، وهناك من هو متأثر عاطفيا في استشهاد الحريري وهو النائب سعد الحريري الذي ينسق مع الرئيس الفرنسي شيراك، انه بسبب الخلاف الذي كان موجودا بين اميل لحود ورفيق الحريري يجب الاخذ بالثأر، من هنا المناداة برحيل لحود لتستقيم الامور· ودافع عن الضباط الموقوفين الاربعة واشار الى انه لم يسمح لاحد في لبنان ان يرى "الشاهد الملك" محمد زهير الصديق· وتساءل هل يحق لسمير جعجع ان يتكلم في الحوار بتنحي رئيس الجمهورية وباسترجاع الرئاسة لان الرئيس اساء لها، نحن نعلم تاريخ سمير جعجع ونعلم ما فعله من اغتيال داني شمعون مروراً بالزايك وطوني فرنجية وعائلته واعدام الضباط على الحائط، وصدور حكم بحقه في اغتيال الرئيس رشيد كرامي· وهاجم لحود وليد جنبلاط وقال: كان جنبلاط وسط الحقبة السورية· واذا حسبت كم مرة ذهبت الى دمشق تجد انها مرات لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة وهم كانوا يذهبون اسبوعياً، والآن غيروا مواقفهم لاسبابهم· ولكن هم كانوا في الوضع نفسه في السابق لذلك يجب "ان يفلوا كلهم اذا انا بدي فل"· وجدد التأكيد ان العماد ميشال عون هو من المدرسة نفسها والتفكير نفسه، وهو يكمل العمل الذي بدأناه لانه يلتزم كلمته ويكافح الفساد، واشار الى ان البطريرك صفير لا يريد الدخول في هذه اللعبة· وأبرز رد على لحود، جاء من جنبلاط الذي عقد مؤتمراً صحافياً في المختارة، وصف فيه كلام لحود بأنه "مجموعة اكاذيب" واتهم بأنه "يرهن مصير الدولة اللبنانية بالارادة السورية"· واعتبر ان كلامه باستمرار المقاومة حتى قيام دولة فلسطين، يعني ربط ورهن مصير لبنان ربما لعقود· ووصف لحود "بالجندي السوري المسكين الذي ضحى في لبنان وفي الجولان وصدق تلك الكذبة الكبرى للنظام انه يضحي من اجل فلسطين"، قائلاً "ان النظام السوري لا يعترف بالقرار الفلسطيني المحتل، وهو يزايد على فلسطين لكنه لا يقدم شيئاً"· وأكد مجدداً أن المقاومة قامت بكل واجباتها في "التحرير"، وملكية شبعا، نعم لبنانية، لكن السيادة عليها تحت القرار 242، وعندما يوافق النظام السوري على ان يوقع على الخارطة التي زورت وخرجت بعد التحرير، ايضاً خارطة جميل السيد، عندئذ نذهب الى الامم المتحدة ونفاوضها، حينذاك ربما تكون السيادة اللبنانية على شبعا، وبالتالي يتم شمول شبعا بالقرار 425 · اما جعجع فلم يصدر عنه موقف معلن من كلام لحود عنه، وهو كان شدد في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" السبت، ان موضوع رئاسة الجمهورية لا رجوع عنه"، وقال "إذا تسنى لنا تحقيق موضوع رئاسة الجمهورية من خلال الحوار يكون الامر اقل ثمنا من اية آلية اخرى"، لافتا الى ان البحث في اسماء المرشحين يتم في الكواليس وعبر لقاءات جانبية لجوجلة الاسماء، مشيرا الى ان الصورة ستتوضح الاربعاء· واعتبر ان دخول عون الى رئاسة الجمهورية هو "أمر جيد" لكن "لا إجماع عليه"· وأشار جعجع الى نظرتين على طاولة الحوار بشأن سلاح حزب الله، معلناً ان الموضوع سيأخذ مناقشات كثيرة لانه موضوع دقيق وحساس وكبير، واعتبر ان الحوار مجد، لكنه سيأخذ وقتا لان نظرة الفريقين اليه متباعدة"· وأكد على ضرورة التوصل الى قانون انتخابي جديد يمكن المسيحيين كما المسلمين من انتخاب نوابهم· في الموضوع الفلسطيني نقل مدير مكتب "اللواء" في الجنوب الزميل هيثم زعيتر عن امين سر حركة "فتح" و"فصائل منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان العميد الركن سلطان ابو العينين تأكيده ل"اللواء" البدء بتنفيذ خطوات عملانية مدروسة لتنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، بما يؤدي الى تخفيف المظاهر المسلحة داخل المخيمات، ما عدا المواقع التي لها مهام تنظيمية وسياسية· وشدد على انه لن يكون هناك بعد اليوم انتشار عشوائي للسلاح الفردي داخل المخيمات، بل بُدئ بوضع ضوابط له· العميد ابو العينين، وبعدما كان قد اعلن خلال مسيرة امس (الاحد) التي نظمت في مخيم الرشيدية بمشاركة الآلاف عن النية بتنظيم السلاح الفلسطيني، ك
شف ل"اللواء" ان هذا القرار اتخذته قيادة "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان، وستعمل على تطبيقه تدريجيا تأكيدا على اثبات حسن النوايا تجاه الاشقاء اللبنانيين، وخصوصا مع اقتراب عقد جلسة الحوار بين القيادات اللبنانية يوم الاربعاء المقبل، وحتى يتهيأ الناس نفسيا لوضع هذه القضية بشكلها الصحيح· واشار ابو العينين الى اهمية التعاطي مع الملف الفلسطيني في لبنان بكل جوانبه، وليس الاقتصار على الجانب الامني فقط، مطمئنا ان السلاح الفلسطيني والفلسطينيين بشكل عام لن يُزجوا بأية تجاذبات سياسية لبنانية داخلية، بل يعتبرون انفسهم ضيوفا في لبنان حتى تأمين عودتهم الى ارضهم التي هجروا منها، وان ذلك يتم بتنفيذ القرار 194، رافضا ان يكون الحوار مع الفلسطينيين وفقا للقرار 1559 · وختم العميد ابو العينين تصريحه ل"اللواء" بالتأكيد ان "منظمة التحرير الفلسطينية" هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي العنوان الذي على الجميع التعاطي معه، مشيرا الى ان المذكرة التي قدمها وفد المنظمة الى المتحاورين تضمنت استعراضا كاملا لكافة الجوانب المتعلقة بالملف الفلسطيني في لبنان، السياسية والاجتماعية والقانونية والمعيشية، فضلا عن السلاح· ومن المقرر أن يعقد الرئيس السنيورة اليوم في بروكسل لقاءات جانبية مع وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا فيليب دوست بلازي وجاك سترو وكذلك مع خافيير سولانا الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية، ثم يحضر غداء عمل بمشاركة كل الوزراء ليعود مساء الى بيروت· وأكد عشية سفره لوكالة "فرانس برس" انه سيوضح لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل "خطة الاصلاح الاقتصادي والسياسي التي يعتزم لبنان اتباعها ويطلعهم على نتائج الحوار الداخلي الجاري بين مختلف الأطراف· وتأتي زيارة السنيورة لبروكسل تلبية لدعوة الاتحاد الأوروبي قبل أيام قليلة من دخول اتفاق الشراكة بين لبنان ودول الاتحاد الأوروبي (25 دولة) حيز التنفيذ في الأول من نيسان وقبل أول اجتماع مشترك بين الطرفين مقرر عقده في 11 نيسان في لوكسمبورغ· وشدد السنيورة على "ضرورة الاصلاح الاقتصادي"· وقال "الاصلاحات ضرورية وليست ترفاً، اذا لم نبادر بها الآن كلفتها ستكون أكبر في المستقبل"· وأكد رئيس الحكومة التي ترزح بلاده تحت دين عام يفوق 38 مليار دولار (185% من اجمالي الناتج المحلي) على ضرورة مشاركة جميع الأطراف في عملية الاصلاح عن قناعة مشتركة"· وقال "الاصلاح يعني إحداث تغيير، والتغيير يعني تنازلاً عن مكتسبات معينة لاستعادتها مستقبلاً معرباً عن أمله في طرح هذا الموضوع على طاولة الحوار الذي يستأنف الأربعاء بين الأطراف اللبنانية· واعتبر السنيورة ان اجتماعه مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي "مفيد جداً للطرفين"· وقال "هو مناسبة لنا لنعرض ما جرى من تطورات وتحولات أساسية على مدى سنة كاملة حافلة بالمتغيرات ولنؤكد توجهنا نحو تحقيق المزيد من التعاون والاندماج مع الاتحاد الأوروبي".
"الشرق"
قالت "الشرق" ان مواقف رئيس الجمهورية اميل لحود خلال المقابلة التي اجرتها معه قناة "الجزيرة" القطرية مساء اول امس، اثارت عاصفة من الردود التي اكدت ضرورة تنحيته لانهاء ازمة الحكم القائمة والاتفاق على بديل عنه من ضمن سلسلة اسماء وضعتها قوى 14 آذار بحسب ما اعلن عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور ورئيس اللجنة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع يستعرض على المتحاورين بعد غد الاربعاء. الا ان معلومات ترددت عن احتمال تأجيل جلسة الحوار واقتصارها على يوم واحد واستئنافها دورياً كل اسبوع او اسبوعين. وفي حال تحقق اي من الاحتمالين فان حسم موضوع الرئاسة الاولى الذي يحتاج الى وقت سيؤجل الى ما بعد القمة العربية في الخرطوم على اقل تقدير علما ان مجلس الوزراء سيناقش في جلسة يوم الخميس المقبل كلمة لحود امام القمة، كما يسبق الجلسة جلسة مساءلة للحكومة في المجلس النيابي. وينتظر ان تشهد القمة على هامشها لقاءات لبنانية - سورية للبحث في مقررات الحوار الوطني على صعيد مزارع شبعا والعلاقات اللبنانية - السورية، والمعلن حتى الآن من هذه اللقاءات هو اللقاء بين وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ونظيره السوري وليد المعلم. واعلن صلوخ انه اجرى ليل السبت الماضي اتصالا بالمعلم تناول العلاقات الثنائية بين البلدين والاتفاق على لقاء بينهما في الخرطوم. ونفى صلوخ ان يكون قد اعتذر عن عدم زيارة دمشق "وانما قبول للدعوة وتلبية لها في الوقت المناسب الذي تسمح فيه ظروف العمل". ولفت صلوخ الى انه اعلم الرئيسين لحود والسنيورة بأمر الدعوة "وبعد التداول ونظرا لكثافة برنامج عملي الاسبوع الطالع تم الاتفاق على الترحيب بهذه الدعوة المشكورة من نظيري الاستاذ المعلم وابلاغه في كتاب جوابي انني سألبيها في اقرب فرصة ممكنة". من جهته، لم يتخذ رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة حتى الآن قرارا بمشاركته شخصيا في القمة وقال في حديث "لوكالة الصحافة الفرنسية": "هي مناسبة للتشاور مع العرب، وانا افكر في المنافع التي تعود على لبنان من مشاركتي وآمل خيراً". وعن العلاقة مع سورية ذكر السنيورة بدورها الايجابي "في منع التقسيم وتحرير الارض" وربط زيارته المقبلة الى دمشق بضرورة "التحضير جديا لها وبأن تكون لها نتائج". وتابعت "الشرق" تقول ان الرئيس السنيورة يغادر اليوم الى بروكسل تلبية لدعوة من الاتحاد الاوروبي وذلك قبل ايام من دخول اتفاق الشراكة الموقع بين لبنان والاتحاد حيز التنفيذ في الاول من نيسان المقبل وقبل اول اجتماع مشترك بين الطرفين من المتوقع ان يعقد في 11نيسان في لوكسمبورغ. وقال السنيورة "سأشرح خلال زيارتي الى بروكسل تصورنا للاصلاحات على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتي تجعل لبنان قادرا على التلاؤم مع المتغيرات" ورأى انه "اذا لم نبادر بالاصلاحات فان كلفتها ستكون اكبر في المستقبل". وفي ما يتعلق بالردود على هجوم لحود الاستباقي لجولة الحوار المقبلة فقد كان اعنفها من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي جدد بالمناسبة موقفه من مزارع شبعا وسلاح المقاومة. واعتبر جنبلاط في ندوة صحافية في المختارة ان قول لحود "بأن سلاح المقاومة باق الى ان تحل القضية الفلسطينية، يعني ان هذا السلاح سيبقى يتعارض وبناء الدولة ولن تكون هناك دولة بسلاح خارج المخيمات، ولن يكون هناك حل للسلاح داخل المخيمات وفق الحوار واعطاء الشعب الفلسطيني اللاجئ الحقوق المدنية وسيبقى السلاح في الجنوب للمقاومة تحت ذريعة مزارع شبعا". وكرر جنبلاط قوله "ان المقاومة قامت بكل واجباتها في التحرير، واذا لم تحدد او ترسم حدود مزارع شبعا كي تكون تحت السيادة اللبنانية لا علاقة لنا بشبعا" وقال "نعم ملكية شبعا لبنانية لكن السيادة عليها تقع تحت القرار 242 السيادة السورية، والخرائط والقرارات الدولية واضحة". ورأى جنبلاط ان كلام لحود ليس بالغريب واصفا هذا الكلام ب"الاكاذيب في كل المواضيع" واستغرب قول الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بأن المقاومة تقوم بأعمال تذكيرية مطالبا بارسال الجيش الى الجنوب مشيرا الى "ان كل اللبنانيين قاوموا على طريقتهم من اجل لبنان" ورأى ان "مسيرة الاستقلال متعثرة (...) والطريق طويلة جدا جدا وصعبة". وكانت وفود سياسية وحزبية امت المختارة لوضع اكاليل زهر على ضريح الشهيد كمال جنبلاط في الذكرى التاسعة والعشرين لاغتياله. من جهته قدّر رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون للحود تأييده مؤكدا انه لا يستحي بذلك. واشار عون الى ان معركة رئاسة الجمهورية لم تبدأ بعد لافتا الى ان هناك مناورات ليأتي كل طرف برئيس مؤات له انطلاقا من مصالح شخصية وليست عامة. وقال "انا لست مستعجلاً على تغيير الرئاسة ولا على انتخابات، واذا كان لي رأي ويؤخذ به فهو تصحيح ازمة الحكم بانتخابات مبكرة بعد اقرار القانون الموجود امام لجنة قانون الانتخابات". ودافع نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نع
يم قاسم عن لحود وقال: "اذا فرضنا وجود رئيس الجمهورية مزور قانونياً فهذا يعني ان المجلس النيابي مزور قانونياً" مشيرا الى "ان هناك قوى لا تعتبر المشكلة في رئيس الجمهورية وهؤلاء يمثلون شريحة واسعة في الشارع اللبناني والموضوع لا يناقش بطريقة "شيلوا" الرئيس وبعد ذلك نتفاهم". وتلقف جعجع هذه المواقف وقال انه لا يدري اذا كان التصعيد يسمح بالقول بعد ان ثمة امكانية لحل ازمة الحكم عن طريق الحوار معتبرا ان "التصعيد يظهر وكأن بعض الاطراف قاموا بخطوة الى الوراء في الموضوع الرئاسي". ووسط احتدام السجال اللبناني الداخلي واللبناني - الفلسطيني حول السلاح وقبل يومين على انطلاق الجولة الثالثة من الحوار برز تطور فلسطيني لافت باعلان امين سر حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية في لبنان سلطان ابو العينين ان الحركة قررت جمع اسلحتها بطريقة منظمة في المخيمات الفلسطينية. وقال ابو العينين في احتفال في مخيم الرشيدية "ان الحركة قررت جمع كل الاسلحة التي تملكها بما فيها الاسلحة الفردية في مكان آمن (داخل المخيمات) التزاما بما تقرر في مؤتمر الحوار الوطني اللبناني" مؤكدا ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في لبنان. ووسط هذه المناخات السياسية والامنية بدأ المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة المكلف تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1559 تيري رود لارسن والوفد المرافق له جولة عربية واستهلها بالرياض حيث اجتمع الى الامير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ثم الى وزير الخارجية الامير سعود الفيصل. وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) ان اللقاء شهد "تبادل الاحاديث الودية وبحث الامور ذات الاهتمام المشترك". وقالت مصادر ديبلوماسية ان وجهات النظر كانت متطابقة بين الجانبين حول ضرورة تطبيق القرار 1559 المتعلق بلبنان. كذلك التقى رود-لارسن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الله العطيه، وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة. وعبّر العطية عن دعمه تنفيذ القرار 1559، مثنيا على عمل الامم المتحدة من اجل لبنان. ومن المقرر ان تشمل جولة رود لارسن تباعا كلا من مصر وقطر والاردن ولبنان قبل ان يقدم انان تقريرا امام مجلس الامن الشهر المقبل حول التقدم الجاري في تطبيق القرار. وبالتزامن مع جولة رود لارسن وجهت اسرائيل تحذيرا شديد اللهجة الى "حزب الله" من اي محاولة لتسخين الوضع الامني على جبهة الجنوب. وقال وزير الحرب الاسرائيلي شاوول موفاز خلال زيارة للقطاع الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة "انصح حزب الله بالحرص على ابقاء الهدوء على الحدود الشمالية لاننا لن نقبل بأي تصعيد وسنرد على الفور".
"البيرق"
كتبت "البيرق" تقول ان المواقف السياسية التي اعلنها الرئيس لحود ووضع فيها النقاط على الحروف بمواجهة الحملات التي يتعرض لها وما تلاها من ردود فعل من بعض القائمين بهذه الحملات , القت بظلال من الشكوك حول ما يمكن ان يكون عليه مصير الحوار في جولته الثامنة , بعد غد الأربعاء . وقالت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" ان الرئيس لحود اورد في حديثه المتلفز وقائع دامغة تدين خصومه وانه ما كان ليلجأ الى كشفها لو لم يطفح الكيل ببلوغ الحملات عليه حد القدح والذم والتشهير وتجاوز الدستور والقوانين التي تحظر على اي كان في الدولة من مسؤولين ومواطنين التعرض لرئيس الدولة الذي يعتبره الدستور رمز وحدة الوطن . على رغم ذلك فان الموقف الرئاسي لاقى ردود فعل سلبية لدى قوى 14 آذار , فغمز جنبلاط من قناة المقاومة ورأى ان كلام لحود رهن لبنان لعهود , فيما رأى الوزير بيار الجميل ان ربط الابقاء على سلاح المقاومة ريثما ينتهي النزاع العربي الاسرائيلي امر غير مقبول . اما الدكتور سمير جعجع فقد اعلن ان الرئيس لحود لم يأخذ المبادرة تلقائيا , فيما اعتبر النائب ميشال عون ان الأزمة ليست أزمة رئاسة . واكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رفضه المساومة بين سلاح المقاومة ورئاسة الجمهورية . من جهته ابدى البطريرك صفير سروره لتقدم الحوار ودعا المتحاورين الى معالجة الوضع المعيشي . الى ذلك اعلن امين سر حركة فتح في لبنان سلطان ابو العينين امس ان الحركة قررت جمع كل الاسلحة التي تملكها بما فيها الاسلحة الفردية في مكان آمن داخل المخيمات التزاما , بما تقرر في مؤتمر الحوار الوطني اللبناني.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018