ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية اليوم الثلاثاء 21 آذار/ مارس 2006
"السفير"
كتبت "السفير" تقول ان الأنظار تتوجه إلى الجولة الحوارية الجديدة التي ستلتئم غدا في ساحة النجمة، وتتناول موضوعي الرئاسة وسلاح المقاومة، وما قد يستجد من عناوين أبرزها الموضوع الاقتصادي والاجتماعي، وخطة الحكومة الإصلاحية المرتبطة بمؤتمر "بيروت واحد"، والقانون الانتخابي الجديد، وهو الامر الذي لاقى، امس، ترحيبا واضحاً من أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي قال "إننا نذهب بانفتاح الى الحوار وبسؤال كبير حول كيفية حماية لبنان في المستقبل من الخطر الإسرائيلي". وبدا من خلال اجتماع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، أمس، في بروكسل، بوزراء خارجية خمس وعشرين دولة في الاتحاد الاوروبي، ان هناك رهانا خارجيا كبيرا على نتائج الحوار وبالتالي مصير مؤتمر "بيروت واحد"، وقال رئيس الحكومة ان تحديد موعد المؤتمر "مرتبط بتفاهم اللبنانيين على السياسة الاصلاحية". وشددت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي بنيتا فيريرو فالدنر امام السنيورة على اهمية مؤتمر الحوار وضرورة تطبيق الاصلاحات في هذا البلد، معتبرة ان الحوار بين اللبنانيين وبرنامج الاصلاحات الذي يرغب رئيس الحكومة بإقراره هما "الطريق الجيد الواجب سلوكه". واضافت ان الحوار الوطني "يشكل قاعدة جيدة جدا وسيقدم امكانية التقدم في مجال الاصلاحات". وتابعت "السفير" قائلة ان اللافت للانتباه، عشية انطلاقة المؤتمر، كان تأكيد أكثر من فريق مشارك على رفض فكرة المقايضة بين سلاح المقاومة والموضوع الرئاسي، ما يعني أن كل ملف سيكون قائما بذاته وفق الترتيب الذي سيقره المؤتمرون. كما كان لافتا للانتباه، تلويح البعض من فريق الرابع عشر من آذار بإعادة الموضوع الرئاسي إلى الشارع، إذا لم يتوصل المتحاورون إلى مخرج يضمن التغيير الرئاسي، وعلى أساس مرشح ينتمي إلى معسكر الأكثرية، وهو الأمر الذي بدا أن موقف فريق التحالف الشيعي والعماد ميشال عون اصبح حاسما بشأنه لجهة رفض الإتيان بأي مرشح ينتمي إلى فريق الاغلبية.ولوحظ أن بعض العواصم العربية قد حُمّلت في الموضوع الرئاسي ما لا تحتمل من أسماء وصيغ ومواعيد، لا بل هي عبرت بشكل صريح عن تذمرها من تلويح البعض باللجوء مجددا إلى الشارع. ونقلت محطة "المنار"، مساء أمس، عن السفير السعودي في بيروت د.عبد العزيز خوجة امتعاضه من المناخات السلبية التي تحصل عشية انطلاق الحوار مجددا. وقالت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة لـ"السفير" إنها تستغرب اشد الاستغراب استعجال البعض من اللبنانيين طرح الملف الرئاسي بالطريقة التي يطرح فيها، وأبدت عدم ارتياحها لذلك، وقالت إنها كانت تفضل التروي في هذه المسألة حتى تختمر الأمور ويتم التوافق داخلياً على الموضوع، فضلاً عن إنضاج الاتصالات الجارية لإزالة التوتر في العلاقات اللبنانية السورية. وأضافت هذه المصادر أن الموضوع الرئاسي في لبنان كان دائما يتصف بالحساسية كلما اقترب موعد الاستحقاق الرئاسي، وهو اليوم أكثر حساسية من أي وقت مضى، وبالتالي المطلوب التعامل معه بالكثير من الحكمة والدقة والدراية. وقالت المصادر نفسها إن الملف اللبناني سيكون أولوية في قمة الخرطوم مثل العراق وفلسطين، وستؤخذ نتائج مؤتمر الحوار بعين الاعتبار، وستشكل الأساس الصالح لانطلاق أية مبادرة عربية في المستقبل بطلب من الحكومة اللبنانية والمتحاورين أنفسهم سواء في الموضوع الرئاسي أو في ملف العلاقات اللبنانية السورية. في هذه الأثناء، لوحظ أن بعض قوى فريق الأكثرية بدأ يتصرف على أساس انه لن يتمكن من فرض منطقه على الطاولة، ولذلك، راح يروّج في الساعات الأخيرة كلاما عن زيارات وهمية قال ان اركان التحالف الشيعي قاموا بها الى العاصمة السورية، وانهم اجتمعوا الى الرئيس السوري بشار الاسد وان "النتائج ستترجم تصعيدا في المواقف على طاولة الحوار"! وفي هذا الاطار، تحدث قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع، امس، عن "تعليمة" لعرقلة التغيير وقال "إذا كان البعض يحاول مراعاة مواقف خارجية فهذا شيء يتنافى مع كل مبدأ الحوار القائم". واضاف: "موضوع التغيير الرئاسي نهائي ولن يحصل أي تراجع أو تأجيل أو تسويف وإذا لم نتوصل إلى حل لكل فريق حرية التصرف بالشكل الذي يراه مناسبا، ونحن سنكمل تحركنا المستقل". وسئل: هل ستعودون للشارع، فأجاب "طبعا بكل الوسائل التي يسمح بها الدستور". وقال جعجع ردا على سؤال حول ما إذا كان الحوار سيفجر إذا لم يحصل اتفاق على الموضوع الرئاسي بانه لا يدري ما سيحصل، معتبرا ان الوضع اصبح صعبا بعد وصول الامور الى هذا الحد في مواضيع واضحة كرئاسة الجمهورية. في هذه الاثناء، قال قيادي في "التيار الوطني الحر"
لـ"السفير" ان "التيار"، سيبادر مع حلفائه ايلي سكاف وميشال المر
و"الطاشناق" الى تسمية العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية اذا اقر مبدأ التغيير، وسيصار الى طلب الحصول على موقف محدد من الآخرين، واذا رفضوا سيقال لهم: "لماذا ترفضون هذا الخيار؟ حددوا موقفكم بوضوح طالما انتم تقولون برئيس ومؤتمر "صنع في لبنان" الا اذا كنتم تنتظرون امرا يأتيكم من الخارج". واضاف القيادي في "التيار" ان موقف المطالبين بالاتيان بعون رئيسا للجمهورية سيكون واضحا وذلك على قاعدة طرح سؤال محدد على فريق الاكثرية: "لقد حاصرتمونا بقانون الالفين وتحالفاته ثم باقصائنا عن الحكومة، فلماذا ترفضون الاعتراف بواقع ما يمثله العماد عون من حيثية تمثيلية حقيقية في الشارع المسيحي، وهل تريدون تكرار مسلسل الإحباط الذي عاشه المسيحيون منذ الطائف حتى الآن"؟. بدوره، اعلن امين عام
"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاستمرار بالحوار ايا تكن نتائجه وموضوعاته وزمانه حتى لو طال لانه لا خيار امام اللبنانيين سواه، ورحب في كلمة القاها، امس، في احتفال اقيم في الضاحية الجنوبية لمناسبة اربعين الامام الحسين، بمناقشة المؤتمرين للملف الاقتصادي والاجتماعي وقانون الانتخاب، مستغرباً الخطوات السريعة والمستعجلة لخصخصة قطاع الخلوي المربح. وشدد نصرالله على صعوبة حل الموضوع الرئاسي في الشارع، رافضاً مقايضته بسلاح المقاومة، وقال انه تم تأجيل هذين الموضوعين ليس لترابطهما بل لحساسيتهما ودقتهما وتعقيدهما واهميتهما، واضاف: نحن ذاهبون بانفتاح الى الحوار وسؤالنا الكبير كيف نحمي لبنان اذا اعتبرنا ان اسرائيل دولة عدوة ولديها اطماعها في لبنان، وسأل من يضمن لنا انها لن تهرب الى الامام اذا واجهت انتفاضة جديدة في فلسطين او توترات جديدة هناك؟ واعتبر ان المدخل الطبيعي والوحيد لمناقشة سلاح المقاومة هو الاستراتيجية الدفاعية الوطنية التي تجيب على سؤال كيفية حماية لبنان
"وليس هناك باب آخر للنقاش". وانتقد نصرالله ضمناً القائلين بالعودة الى اتفاقية الهدنة والضمانات الدولية ودعا الى الاقتداء بما جرى في سجن اريحا وكيف اقتحم بالتواطؤ مع الاميركيين والبريطانيين المفترض انهم كانوا يشكلون ضمانة معطاة للسلطة الفلسطينية وتساءل "اهذه هي الضمانات التي ستحمي بلدنا في المستقبل؟". واكد ان المقاومة غير معنية بطمأنة العدو الاسرائيلي او تقديم خدمات مجانية له، لا بل يجب أن يفهم أن في لبنان مقاومة لا يمكن أن تترك أسراها في السجون، او تنسى أرضها المحتلة او تصبر على الاعتداءات والانتهاكات "وأنا أؤكد له اياً تكن جهوزيته واستنفاراته، سوف يأتي اليوم أو الليلة الذي سنحقق فيها وعدنا لسمير القنطار وإخوانه في السجون، للأسرى والمعتقلين، باستعادتهم للحرية وان زمام المبادرة سيبقى بأيدينا". الى ذلك، اكد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي على تمسكهم بالتنفيذ الكامل للقرارين 1644 و1559 وشجعوا الحكومة اللبنانية على فرض سيادة الدولة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كافة ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وأكدوا دعمهم لوحدة وسيادة لبنان ولعملية الحوار وإطلاق عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي. من جانبه، التقى السنيورة في بروكسل وزراء خارجية الدول الاوروبية ال25 وبحث معهم الوضع في لبنان وخصوصا برنامج الاصلاحات الاقتصادية واتفاق الشراكة الاوروبية اللبنانية، والمساعدة الممكن ان تقدمها اوروبا الى لبنان خلال مؤتمر بيروت 1، لإنعاش اقتصاده. واكد السنيورة بعد اللقاءات على الدعم الاوروبي لـ"مؤتمر بيروت 1" الا انه قال ان تحديد موعده "مرتبط بتفاهم اللبنانيين على السياسة الاصلاحية التي نعتمدها وعندما نتفق نستطيع توجيه الدعوات، وانا واثق انه خلال اسابيع قليلة نستطيع ان نوجه الدعوة". واشار السنيورة الى ان دعم المؤتمر غير مرتبط بشروط سياسية من قبل الاوروبيين، الا انه يحتاج الى اصلاح الوضع السياسي الداخلي. وفي كلمته امام الوزراء الاوروبيين، اكد السنيورة ان لبنان يستحق بالفعل رئيسا رؤيويا قادرا على النظر الى المستقبل، ويكون منتخبا بحرية ووفق الدستور ليرافق ويساعد في توجيه هذه الحقبة التاريخية للتغيير والاصلاح في لبنان ويحافظ على الوحدة الوطنية. والمسألة الثانية تتعلق بالتوصل الى توافق وطني حول دور سلاح المقاومة اللبنانية، وذلك في اطار بلورة استراتيجية دفاعية للبنان، تضمن الدولة من خلالها السلام والاستقرار على كل أراضيها.
"الديار"
كتبت "الديار" تقول, لقد بدأت تتصاعد المواقف السياسية قبل بدء الحوار يوم غد الأربعاء، ما ينذر بأن لقاء المتحاورين الأربعاء لو جرى، سيؤجل الى موعد آخر بسبب التعقيدات التي تحول دون التوصل الى توافق حول بندي رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة. فالتيار الوطني الحر الذي اعتبر رئاسة الجمهورية جزءاً من أزمة الحكم الحالية، حذّر قوى 14 شباط من فرض رئيس للجمهورية من خارج المعادلة القائمة، وحمّل السلطة القائمة مسؤولية معالجة المشاكل المتفاقمة. فيما اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أن لا تراجع أو تأجيل لموضوع رئاسة الجمهورية، وان عرقلة التغيير ليست مصادفة وفي هذه الحال فإن العودة للشارع ممكنة، ولن ندفع ثمناً لأحد مقابل الرئاسة. الى ذلك فقد اعتبر السيد حسن نصرالله ان لا مقايضة بين سلاح المقاومة والموضوع الرئاسي وهذا وهم نريد أن نزيله من الأذهان. وقال السيد نصرالله انه عندما نناقش سلاح المقاومة يجب علينا مناقشة كيف نحمي لبنان، والمدخل الطبيعي لمناقشة هذا الموضوع هو الاستراتيجية الدفاعية الوطنية التي تجيب عن سؤال كيف نحمي لبنان. أما في ما خص الحوار، فقال «اننا مستمرون في الحوار لأن لا خيار عند اللبنانيين الاّ بالحوار. من جهة أخرى، فقد تكثفت المواقف الدولية أمس، وكلها ركزت على تنفيذ القرار 1559 ومتابعة الحوار. وفي هذا الإطار، فقد أشاد الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن بالحوار ودعا لبنان وسوريا للإتفاق على ملكية مزارع شبعا لكي تنظر الأمم المتحدة في الأمر وتتخذ قراراً، فيما اعتبر الممثل الشخصي لأنان غير بدرسون أن الأمم المتحدة سوف تقبل بما يتفق عليه لبنان وسوريا حول المزارع. وقد كان اللافت في تصريح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس من بروكسل حول سلاح المقاومة عندما قال ان التوافق على سلاح المقاومة ىأتي في إطار استراتيجية دفاعية، وقال ان الحوار ارادة محلية، معتبراً ان الإسهام في مؤتمر بيروت واحد من قبل الدول المعنية ليس مربوطاً بأي شروط سياسية. وتابعت "الديار" تقول ان كل المؤشرات تدل على أن الجولة الثالثة من الحوار الوطني المقررة غدا لن تخرج بنتائج ملموسة لا سيما بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية الذي يبقى يراوح مكانه. وحسب الاجواء السائدة عشية استئناف هذه الجولة فان الاحتمال الاقوى هو تعليق الحوار الى موعد آخر ربما بعد اسبوع أو اسبوعين او أكثر. وعلى الرغم من إمكانية متابعة الحوار مساء الخميس باعتبار ان هناك جلسة اسئلة واستجوابات ظهر اليوم نفسه، فان المصادر المطلعة تعتقد ان متابعة الحوار في ظل عدم وجود حلول أو اجواء توافق حول البندين الباقيين (رئاسة الجمهورية، وسلاح المقاومة) غير ذي جدوى، والافضل ان يكون التأجيل لفترة معقولة ليصار خلالها الى مزيد من التداول في الحلول. وحسب المصادر ايضا فان الاتصالات التي جرت مؤخراً ركزت على ابقاء الحوار في مناخ ايجابي وتفادي وصول الجولة الثالثة الى طريق مسدود، وبالتالي اللجوء الى خيار التأجيل كخيار مقبول لابقاء الوضع في اجواء ايجابية. وعشية استئناف الحوار بدت المواقف في وتيرة متصاعدة لا سيما بعد عودة النائب وليد جنبلاط الى تصريحاته السابقة التي تشكك بلبنانية مزارع شبعا وتصعد من اللهجة ضد سوريا والمقاومة. وفيما جدد رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الحديث عن اللجوء الى الخيارات الاخرى في حال لم يتوصل الحوار الى اتفاق حول رئاسة الجمهورية، حذر تكتل الاصلاح والتغيير برئاسة النائب العماد ميشال عون قوى 14 شباط «من النتائج البالغة السلبية " التي قد تترتب على محاولة هذه القوى «فرض رئيس الجمهورية من خارج المعادلة القائمة وخارج قاعدة التوافق الوطني التي انتجت قيادات تمثيلية لشرائح معينة... الامر الذي يعمق الخلل في التوازن الوطني المفقود منذ أكثر من 15 عاماً، ويعيد حال الاحباط التي فرضت على هذه الفئة منذ استيلاء دولة الوصاية مطلع التسعينات ورأى التكتل ان قضية رئاسة الجمهورية هي «جزء من ازمة الحكم الحالية المتكونة من كم متراكم من المشكلات، والازمات التي نجمت اصلا عن اعادة استحضار قانون انتخابات العام 2000 المعروف «بقانون غازي كنعان الذي استولد بدوره اكثرية نيابية غير واقعية وغير تمثيلية واعتبر ان الحكومة «اثبتت عجزها في مواجهة الازمات الكبرى المتحكمة بالبلاد، وليست ازمة الحكم القائمة سوى جانب من فشل السلطة الاجرائية في معالجة مشكلاتها الداخلية والاقتصادية والاجتماعية واكد ان لا مخرج الاّ بحكومة أقطاب تتولى إدارة الحوار وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. من جهته اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في احتفال اقامه الحزب مساء امس بذكرى الإمام الحسين ان لا مقايضة بين سلاح المقاومة والموضوع الرئاسي. وقال مستمرون في المشاركة في الحوار وملتزمون بنتائج هذا الحوار وليس فقط بمضمو
نه السياسي بل بأدبياته ايضا. اضاف: مستمرون في الحوار ايا تكن موضوعاته وايا تكن نتائجه حتى ولو طال الحوار لأن ليس هناك خيار عند اللبنانيين الا الحوار. وقال : نذهب الى الحوار، ليس من موقع المناورة السياسية وانما نذهب للحوار من موقع الارادة الجدية الحريصة على التوصل الى نتائج لان هذه مصلحة لبنان. واكد نصرالله ان من الاولويات ايضا مناقشة الوضع الاقتصادي. وكذلك مناقشة قانون الانتخابات لان من اهم اسس قيام الدولة العادلة هو قانون انتخاب صحيح. وقال في موضوع الرئاسة: اريد ان ازيل من الاذهان وهماً وتهمة، بأن المطروح يوم الاربعاء هو مقايضة بين سلاح المقاومة وموضوع الرئاسة، البعض يتكلم بهذه الصراحة فهذا من قبلنا غير صحيح. اضاف: قوى 14 شباط او 14 اذار تريد تغيير رئيس الجمهورية، هذا موضوع للنقاش، وفي الشارع لا يمكن فعل ذلك، وفي البرلمان الصيغة المطروحة تقصير ولاية رئيس الجمهورية وهذا يحتاج الى ثلثي اعضاء المجلس وهذا غير متوفر لفريق 14 اذار وفي النهاية هم بحاجة للاتفاق بحد ادنى مع احد الكتل الثلاث التي هي خارج هذه القوى. وقال نصرالله «نحن ذاهبون الى طاولة الحوار لنتحدث عن سلاح المقاومة ليس لتحقيق مكاسب حتى نقول بماذا نقايضها، ولذلك لا نتحدث عن مكسب حزبي او طائفي بل نتحدث عن مكسب وطني اضاف «علينا مناقشة كيف نحمي لبنان ولذلك هناك اسئلة مهمة ونحن نجلس على طاولة الحوار وهي: هل نعتبر ان اسرائيل عدوا؟ ثانيا اذا اعتبرنا اسرائيل عدوا فهل ما نزال نعتقد ان لاسرائيل اطماعاً بأرضنا ومياهنا؟ ولذلك نحن معنيون بالتوقف عند هذه الاسئلة وقال :نحن نتحدث عن حماية اشخاص ولكن نتحدث عن حماية لبنان وشعب لبنان ومستقبل لبنان، هل بالعودة الى اتفاق الهدنة تحمي لبنان وهل تركت اسرائيل شيئا من هذا الاتفاق. كل شيء قابل للنقاش والمدخل الطبيعي الوحيد لمناقشة سلاح المقاومة هو الاستراتيجية الدفاعية الوطنية التي تجيب على سؤال كيف نحمي لبنان. وقال «نحن ذاهبون الى الحوار متسلحون بالمنطق وليس بالسلاح وسنحكي بالخيارات المتاحة وما هي الخيارات وفي هذا السياق يمكن الدخول الى ما سمي ازمة حكم واكد ان المقاومة لن تترك اسراها في السجون ولا يمكن ان تترك ارضها محتلة اما الدكتور جعجع فاكد «ان لا تراجع او تسويف او تأجيل بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية وقال «انه في حال لم يتم التوصل الى اتفاق على طاولة الحوار فلكل فريق حرية التصرف بالشكل الذي يراه مناسبا،. ورأى ان لا مقايضة بين موضوع الرئاسة وموضوع سلاح حزب الله واتهم جعجع بعض الاطراف بمحاولة عرقلة التغيير الذي يجب ان يحصل على مستوى رئاسة الجمهورية. واعتبر ان آخر انتخابات مبكرة تحتاج الى عدة اشهر. نحتاج الى قانون انتخاب جديد ويذهب الى مجلس الوزراء وبعدها الى مجلس النواب ثم هناك قانون المهل ووضع البلد ككل ونقل النائب ميشال المر عن البطريرك صفير قوله انه «لا يعتبر ان لديه شخصا افضل من الاخر وهو يفضل التوافق حول رئاسة الجمهورية وكشف انه يقوم بخطوة توافقية وانه لا يحمل اسماً معيناً، لكنه يعمل على توحيد القرار المسيحي في معركة رئاسة الجمهورية، وقال «عندما يتفق المسيحيون على شخصية معينة ويضعوه على طاولة الحوار لا احد يعترض اضافت "الديار" انه على صعيد اخر وعشية الحوار بدأ السفير الاميركي جيفري فيلتمان بعد عودته من واشنطن تحركا لاستكشاف الوضع بعد جولتي الحوار والنتائج التي ترتبت عنهما، ولفت في تصريحه بعد لقاء الوزير مروان حماده قوله «انه لاحظ ان هناك بنودا في أجندة الحوار في حاجة كما تم اعلانه، الى مناقشة. واننا نتطلع الى ان نشهد تقدما في البنود المطروحة هذا الاسبوع واذ جدد تأييد الولايات المتحدة الاميركية القوي للحوار الوطني اللبناني، ذكر بموقف بلاده من القرار 1559. من جهة اخرى استبق الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة في شأن تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن وصوله الى بيروت بعد غد الخميس بإشادته بالحوار الوطني، داعيا لبنان وسوريا للاتفاق على مزارع شبعا لكي تنظر الامم المتحدة وتتخذ قرارا بهذا الشكل. اما الممثل الشخصي للأمين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون فقد نقل امس للرئيس نبيه بري رسالة من انان تؤكد على تشجيع الحوار، وقال ردا على سؤال حول مزارع شبعا ان الامم المتحدة سوف تقبل بما يتفق عليه لبنان وسوريا في ملكية المزارع. وحسب معلومات "الديار" انه من بروكسل اكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في كلمة امام مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي العزم على اعادة بناء الدولة القوية والقادرة وقال «تجري بلورة موقف وطني حول المواضيع السياسية الوطنية الاساسية وان المبادرة الى اجراء حوار وطني تستند الى ارادة محلية ومن دون تدخل خارجي تعد سابقة في تاريخ لبنان. اضاف «لقد نجح الحوار الذي لم ينته بعد في التوصل الى توافق على عدد من الامور المهمة... وسوف يستأنف الحوار الوطني في الايام المقبلة ليعالج مشكلة ا
لتمديد لرئيس الجمهورية. وقال ان لبنان يستحق بالفعل رئيسا رؤيويا قادرا على النظر الى المستقبل ويكون منتخبا بحرية ووفق الدستور ليساعد في توجيه هذه الحقبة التاريخية للتغيير والاصلاح والمسألة الثانية حول توافق وطني حول دور سلاح المقاومة الوطنية في اطار بلورة استراتيجية دفاعية للبنان تضمن الدولة من خلالها السلام والاستقرار على كل اراضيها. وقال السنيورة ان نجاح لبنان في مسيرته نحو الحرية والاستقرار والديمقراطية والازدهار الاقتصادي سيكون انتصارا للاعتدال على التطرف وانتصاراً للتسامح على الكراهية وانتصارا للحوار على التصادم وانتصارا للانفتاح على التقوقع والانعزال. واجتمع السنيورة في بروكسل مع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الذي جدد التزام بلاده دعم لبنان والحوار والوصول الى نتائج ايجابية بشأنه. وقال ان فرنسا تدعم سيادة لبنان الكاملة على اراضيه. وعن اتهام الرئيس لحود لفرنسا بالتدخل في شؤون لبنان قال ان فرنسا لها علاقات دولية ومعنية بتطبيق القرارات الدولية وستساعد لبنان في هذا الشأن وكذلك في التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. كما اجتمع السنيورة مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ومفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.
"النهار"
قالت "النهار" ان الثابت في مؤتمر الحوار الوطني هو معاودة جلساته غدا، لكن المتحول هو النتائج المرتقبة منه. عشية عودة المتحاورين ال14 الى الطاولة كانت المواقف المعلنة تحدد الاتجاه: صراع بين اولويتين: ازمة الحكم التي تراها الاكثرية السياسية والنيابية متمثلة في الرئاسة الاولى، واولوية سلاح المقاومة التي يدفع اليها "حزب الله" وتكتل "التغيير والاصلاح" مقترنة بجدول اعمال جديد عبّر عنه مساء امس الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله والمتضمن الاقتصاد وقانون الانتخاب المفتوح على مناقشة لا نهاية منظورة لها. وسط هذا الضباب السياسي، انكشفت رسالة امنية موجهة الى دارة قريطم قبل عودة رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الى بيروت من الرياض حيث يقوم بزيارة خاصة. وفي المعلومات ان احد المواطنين عثر مساء امس مصادفة قرب مكب للنفايات في الشارع الموازي لشارع اللبان، لجهة الحمراء، على بعد300 متر من دارة الحريري، على كيس اسود في داخله 3 قذائف هاون من عيار 81 و60 و55 ملليمترا عليها كتابات بالعبرية ومعها بطاريتان عسكريتان ولكن غير موصولتين بالقذائف. وقد بلّغ المواطن دورية لقوى الامن كانت مارة بالمكان فتولت على الفور معاينة المتفجرات ونقلها الى مكان آخر. والى مشهدي الطاولة الحوارية والرسالة الامنية، ثمة مشهد ثالث بدأ يحتل الواجهة هو كلمة لبنان امام مؤتمر القمة العربية في الخرطوم والمقرر في 28 و29 الجاري. فرئيس الجمهورية اميل لحود لم ينل حتى الآن تفويضا من مجلس الوزراء للتكلم باسم لبنان. وابلغت مصادر حكومية "النهار" ان الرئيس لحود اذا ذهب الى القمة من دون اطلاع مجلس الوزراء على كلمته (الموعد الوحيد هو بعد غد الخميس) فمعنى ذلك انه لن يعبّر عن موقف لبنان، وسيزيد تفاقم ازمة الحكم. وقد تزامن هذا الجو المأزوم مع بشائر من بروكسيل التي يزورها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي التقى 25 وزير خارجية لدول اوروبية عبّروا عن دعم شامل للبنان في كل المجالات. وفي معلومات ل "النهار" فان مصادر قيادية في قوى 14 آذار استغربت "لجوء فريق 8 آذار الى الممارسة نفسها التي عيّروا فيها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط لاطلاق مواقف نهائية من خارج طاولة الحوار حول مواضيع مطروحة وبشكل اساسي موضوع رئاسة الجمهورية". ولاحظت "باستغراب شديد" لجوء نصرالله الى "طرح الشأنين الاقتصادي والاجتماعي وقانون الانتخاب ليكونا بندين يضافان الى جدول الاعمال، بطريق الاعلام وليس بالوسيلة الطبيعية باقتراحهما على المتحاورين حول الطاولة". وتضيف المصادر: "فهمنا الآن لماذا تعهد الموضوع الاقتصادي رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بواسطة "النهار" امس وكأنه ورقة اقتصادية من"تيار المستقبل" و"اللقاء الديموقراطي" ستتوجه الى الحوار. بينما في الواقع لا وجود لاي كلام حول ورقة من هذا النوع". هذا في الشكل، اما في المضمون – تتابع المصادر باستغراب – كيف يتحدث نصرالله عن الازمة الاقتصادية من دون اشارة لا من قريب ولا من بعيد الى المسبب الفعلي للازمة، والمسبب الحقيقي لها معروف، وهو الشخص الذي حارب باريس – 1 واحبط باريس – 2 ووضع يده على الادارة وعرقل كل مشاريع الاصلاح الاقتصادي وهيمن على مقدرات البلاد بواسطة نظام الوصاية وادواته الامنية القمعية ليمارس فيها النهب المنظم لخيراتها". كما استغربت "لجوء نصرالله الى القول ان لا مقايضة بين رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، وهذا شيء صحيح، حتى يطرح عرض مقايضة ضمنية قوامها: اعطوني سلاح المقاومة فاعطيكم قبولي الكلام على ازمة الحكم، انه يقايض ببند على طاولة الحوار بمبدأ الحوار. وهذا انقلاب على الحوار". وكان نصرالله حمل في احتفال بأربعينية الامام الحسين مساء امس على ما سماه "الخطوات السريعة" لخصخصة قطاع الاتصالات مع "انه يأتي بموارد"، واصفاً الامر بأنه "غريب عجيب". ورفض ان يتحول الاقتصاد الى "حصص تموينية" وقال ان "الاولوية هي لتأمين فرص العمل"، ونوّه باقتراح "مناقشة قانون الانتخاب على طاولة الحوار" الذي طرحه التكتل الطرابلسي". ورفض "المقايضة بين سلاح المقاومة والرئاسة الاولى"، ورأى ان القدرة على "تقصير مهلة الرئاسة الاولى غير متوافرة لقوى 14 آذار"، والامر منوط بالاتفاق مع احد أطراف: "امل"، كتلة المقاومة وعون. واذ بيّن اهمية سلاح "حزب الله" الذي "يخيف" اسرائيل التي تستنفر قواتها على الحدود مع لبنان قال: "سيأتي اليوم او الليلة عندما نحقق وعدنا لسمير القنطار والاسرى باستعادة حريتهم". وخلص الى القول: "لا يمكن ان نطمئن عدونا. ان زمام المبادرة سيبقى في ايدينا". وقالت مصادر وزارية في الاكثرية ان كلام نصرالله عن الخصخصة يبعث برسالة رفض الى ما كان يدعو اليه الاوروبيون امام الرئيس السنيورة من السير بالاصلاحات كشرط لانطلاق الدعم. واعتبرت ان كل المعلومات تشير الى "ان الموقف السوري مكربج كل شيء". وهذا يتطلب ضغطا عربيا ودوليا على سوريا لترفع يد
ها عن لبنان". ولفتت الى "ان محادثات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاخيرة في موسكو أظهرت تصلب سوريا في موضوع مزارع شبعا مما يعني ان النجاح الذي أحرزته الجولة الثانية من الحوار يصطدم بالجدار السوري". ولاحظت وجود "لقاء موضوعي بين الرئيس لحود وحزب الله والنائب عون". في بروكسيل، أكد وزراء الخارجية للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي وفي بيان لهم "تمسكهم بالتنفيذ الكامل لقراري مجلس الامن الدولي 1644 و1559، بما في ذلك نزع سلاح كل الفئات اللبنانية وغير اللبنانية"، وأبدوا "تشجيعهم لعمل الحكومة اللبنانية من أجل ان تفرض الدولة سيادتها على كل أراضي البلاد". وعبّر الوزراء الاوروبيون عن "دعمهم لوحدة لبنان وسيادته ولعملية اطلاق الحوار الوطني اللبناني التي تساهم في تأمين استقرار البلاد، والحفاظ على وحدتها واطلاق عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي". وأبدى هؤلاء "تأييدهم الكامل لهذه العملية وتشديدهم على ضرورة ان تكون ذات صدقية وفاعلية". ورحبوا بتقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية المكلفة التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ودعوا الاطراف كافة الى "التعاون الكامل وغير المشروط لالقاء الضوء على حقيقة هذا الامر، وكذلك على وقائع بقية عمليات الاغتيال التي وقعت في لبنان العام الماضي". كما رحب الوزراء "بقرب انطلاق المفاوضات بين بروكسيل وبيروت ضمن سياسة الجوار، والتطلع الى عقد الاجتماع الاول للوفدين اللبناني والاوروبي في هذا الاطار، من أجل المساهمة في دعم مسيرة الاصلاح الشامل في لبنان". بدورها شددت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي بنيتا فيريرو فالدنر التي التقت السنيورة أمس على أهمية مؤتمر الحوار الوطني في لبنان وعلى ضرورة تطبيق الاصلاحات في هذا البلد. وقالت: "نشهد تطورات ايجابية في لبنان"، معتبرة ان الحوار يمكن ان "يساهم في اقرار المزيد من الاستقرار". واضافت بعدما التقت السنيورة ان الحوار بين اللبنانيين وبرنامج الاصلاحات الذي يرغب رئيس الحكومة اللبناني في اقراره هما "الطريق الجيد الواجب سلوكه". وقال "ان الحوار الوطني يشكل قاعدة جيدة جدا وسيقدم امكانا للتقدم في مجال الاصلاحات". واضافت "النهار" الى ان السنيورة اشار في مؤتمر صحافي مشترك مع فالدنر الى ان اول نيسان المقبل سيشهد "دخول اتفاق الشراكة بين الاتحاد الاوروبي ولبنان حيّز التنفيذ، بالاضافة الى بدء مفاوضات سياسة الجوار بين الجانبين". واشار الى انه يسعى "لاطلاع المسؤولين الاوروبيين على تطورات الاوضاع في لبنان والحصول على الدعم الاوروبي"، مؤكداً "ان هذا الدعم ليس مشروطاً". وحول "حزب الله"، قال السنيورة انه "حزب لبناني لعب دوراً مهماً في انهاء الاحتلال وهو ممثل في البرلمان والحكومة والحوار الوطني يناقش هذا الامر". واوضح انه ناقش مع فالدنر ايضاً ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشيراً الى ان الحكومة اللبنانية "وافقت على فتح منظمة التحرير الفلسطينية مكتباً لها في بيروت، كما ان لبنان يتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين". وذكر انه وفقاً لاتفاق الطائف "ينبغي نزع سلاح كل الفصائل في لبنان ونحن نسعى الى تحقيق ذلك من خلال الحوار". واشاد السنيورة في مؤتمر صحافي مشترك مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا "بالدعم الذي لاقاه من وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي، للبنان على الصعيدين السياسي والاقتصادي". وقال انه ناقش مع سولانا "تطورات الاوضاع في لبنان وما تم انجازه حتى الآن في اطار الحوار الوطني، بالاضافة الى اتفاق الشراكة بين لبنان والاتحاد الاوروبي والذي يدخل حيز التنفيذ في اول نيسان المقبل بالاضافة الى بدء مفاوضات سياسة الجوار بين الجانبين". وقال السنيورة "ان الجميع ينظر بايجابية الى الحوار الوطني وهو عملية متواصلة"، نافياً ان تكون هناك شروط سياسية من اي جهة لمساعدة لبنان اقتصادياً. ورفض التعليق على عقد المعارضة السورية اجتماعات في بروكسيل في مسعى لتغيير النظام في سوريا، مكتفياً بالقول "ان لبنان لا يقبل ان يتدخل اي طرف في شؤونه الداخلية ولا يتدخل هو في شؤون احد". ومن جانبه، اكد سولانا "دعم الاتحاد الاوروبي الكامل للحوار الوطني في لبنان، وكذلك للاصلاح الاقتصادي الذي تتبناه الحكومة اللبنانية". وقال سولانا ان العلاقات بين لبنان والاتحاد الاوروبي "جيدة للغاية ونسعى لدعمها بشكل اكبر في كل المجالات".
"الأنوار"
رأت "الأنوار" ان المواقف التصعيدية التي سجلت في موضوع رئاسة الجمهورية امس، قبل يوم من استئناف الحوار في مجلس النواب خرقها ليلا نبأ امني يتعلق بالعثور على قذائف هاون قرب قصر الحريري في قريطم. ولاحظت مصادر سياسية ان العثور على القذائف امس يأتي بعد حوالى الشهر من العثور على قذائف صاروخية في جوار دارة آل الحريري في مجدليون قرب صيدا مما يحمل على تفسيرات قد يكون لها ارتباط بالحوار. فقد عثر مواطن بعد ظهر امس بطريق الصدفة على كيس اسود قرب مكب للنفايات على بعد 300 متر من دارة آل الحريري في قريطم، وفي داخله 3 قذائف (هاون) واحدة من عيار 81 ملم، وثانية من عيار 60 ملم، وثالثة من عيار 55 ملم، وبجانبها بطاريتان غير موصولتين بالقذائف. وتحمل القذائف عبارات بالعبرية. وقد تم ابلاغ دورية لقوى الامن التي استدعت خبير متفجرات تولى معاينة القذائف ونقلها. على صعيد آخر، سجل امس موقف بارز لتكتل التغيير والاصلاح بعد اجتماعه برئاسة العماد عون. وقال بيان صدر عن الاجتماع (ان التكتل يحذّر من النتائج البالغة السلبية التي قد تترتب على محاولة قوى الرابع عشر من شباط فرض رئيس للجمهورية من خارج المعادلة القائمة وخارج قاعدة التوافق الوطني التي انتجت قيادات تمثيلية لشرائح معينة، مما يشكل تخطيا لحق شريحة واسعة وأساسية في التساوي بسواها والتعامل معها بمعيار مختلف، الامر الذي يعمّق الخلل في التوازن الوطني المفقود منذ اكثر من 15 عاما، ويعيد حال الاحباط التي فرضت على هذه الفئة منذ استيلاء دولة الوصاية مطلع التسعينات. وأضاف البيان: ان لا مخرج من المأزق الذي اوصلت الاكثرية البلاد اليه إلاّ بحكومة اقطاب تتولى ادارة الحوار وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وقانون انتخابات جديد تليه انتخابات نيابية مبكرة، تأتي بمجلس نيابي تمثيلي ينتج سلطة تنفيذية موحدة وقوية تقود البلاد الى ضفة الخلاص والانقاذ. بدوره، قال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع: ان لا تراجع ولا تأجيل او تسويف بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية. وأشار الى انه في حال لم يتم التوصل الى اتفاق على طاولة الحوار فلكل فريق حرية التصرف بالشكل الذي يراه مناسبا. كما اكد ان لا مقايضة بين الرئاسة وموضوع سلاح حزب الله. وتابع: موضوع رئاسة الجمهورية لا يحتمل التأجيل، وهذا الموضوع بات الكثيرون يتاجرون به وهناك من يريد ان يأخذ اثمانا. نحن لن ندفع لأحد. لان موضوع رئاسة الجمهورية يجب ان يتم بشكل ديمقراطي وكيفية حصول ذلك معروف. وقالت "الأنوار" انه في هذا الوقت، اكد السيد حسن نصرالله في كلمة ألقاها مساء امس (اننا مستمرون بالحوار وملتزمون بنتائجه لان ليس (هناك خيار للبنانيين سوى الحوار). وقال (اريد ان ازيل من الاذهان وهماً وتهمة وكأن المطروح يوم الاربعاء (غدا) هو مقايضة بين سلاح المقاومة وبين الرئاسة، وهذا غير صحيح على الاطلاق). وقال: هناك رسائل كثيرة وصلت الى طاولة الحوار والى المتحاورين من الهيئات الاقتصادية والاجتماعية تطالب بمناقشة الوضع الاقتصادي الاجتماعي. وهذا حق ويجب ان يحصل لأنه يجب النظر الى الامر كواحد من الاولويات. وأضاف: هناك اولويات وطنية يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار ومن ضمنها الوضع الاقتصادي الاجتماعي المتردي والصعب. ويجب ان نناقش السياسات التي ستتبعها السلطة سواء في ما يتعلق في
(مؤتمر بيروت 1) او في ما يتعلق بالخصخصة وخصوصا ان هنالك على ما يبدو خطوات سريعة تتخذ باتجاه خصخصة قطاع الاتصالات. وهذا امر غريب وعجيب انه اهم قطاع منتج ويأتي بواردات مهمة الى خزينة الدولة هناك استعجال لخصخصته، كيف ولمن? هذا بالحد الادنى يحتاج الى توقف، الى تأمل، الى نقاش. وتابع: سمعت امس ان التكتل الطرابلسي يدعو ايضا الى مناقشة قانون الانتخاب نحن موافقون على ذلك، لأن قانون الانتخاب هو المدخل الصحيح والطبيعي لبناء ما نتفق عليه.
"المستقبل"
قالت "المستقبل" ان مؤتمر الحوار الوطني يعود إلى الانعقاد غداً في جولة ثالثة هي الأصعب والأخطر في آن، لأنّ نجاح الحوار في البتّ بالتغيير الرئاسي بما يسمح بانتقال لبنان إلى مرحلة جديدة، لا يبدو متحققاً في ظلّ المواقف الأخيرة التي أبداها بعض فرقاء الحوار لا سيّما "حزب الله" و"التيّار العونيّ". وفي هذا الاطار، توقّفت أوساط قوى 14 اذار عند ما تضمّنته خطبة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله مساء أمس من مواقف، رأت فيها هذه الأوساط قلباً لاتجاهات الحوار. وإذ أضاف نصرالله بنداً اقتصادياً ـ اجتماعياً إلى بنود الحوار، متحدثاً بحقّ عن وجود أزمة اقتصاديّة ـ اجتماعيّة، فإنّه بحسب أوساط 14 آذار لم يقدّم بالرغم من شفافيّته المعهودة مع جمهوره خاصّة، أيّة إشارة إلى المتسبّب بهذه الأزمة. وهكذا لم يقل للجمهور مَنْ الذي وجّه الضربة تلو الأخرى إلى كافّة مشاريع الإصلاح والإنقاذ الاقتصاديّ منذ مؤتمر باريس ـ 1 مروراً بإفشال باريس ـ 2، وصولاً إلى وضع اليد بقوّة الاستخبارات والوصاية على الملفّ الاقتصادي وعلى الإدارة، وتجيير كل مقدّرات البلاد لمصالح الناهبين في النظام الأمنيّ المشترك في لبنان ووراء الحدود. وإذ استغربت الأوساط تغافل نصرالله عن ذلك، لفتت إلى انّ الأمين العام لحزب الله "استخدم" الأزمة من دون ذكر المسبّب، وذلك لقلب اتجاهات الحوار. ورأت انّه اقترح جدول أعمال طويلاً، ولم يأتِ على أيّة إشارة إلى موضوع رئاسة الجمهوريّة إلاّ قوله بعد حديث مسهب عن سلاح المقاومة انّه مستعدّ من هذا المدخل للبحث في أزمة الحكم، لكأنّه يقول انّه غير مستعد قبل الحديث عن سلاح المقاومة للبحث في أزمة الحكم، مع العلم انّه نفى ما يشاع عن مقايضة بين سلاح المقاومة ورئاسة الجمهوريّة. وكان نصرالله رأى انه "المدخل الطبيعي إلى مناقشة مسألة السلاح هو الاستراتيجيّة الدفاعيّة الوطنيّة التي تجيب عن سؤال كيف نحمي لبنان". وفيما لفت إلى انّه "لم يُقل لأيّ مقاومة في التاريخ هاتِ سلاحك"، قال نصرالله "لا نسعى إلى مكسب حزبيّ لكن لا ضمانات لدينا، فلا الضمانات الدوليّة تطمئن ولا اتفاقيّة الهدنة للعام 1949"، مشيراً إلى انّ "في جوارنا دولة قويّة متعسكرة تحظى بحماية دوليّة وبدعم دوليّ". وإذ أكّد "الاستمرار في المشاركة في الحوار والالتزام بنتائجه"، أعلن ان "ليس صحيحاً انّ ثمّة مقايضة بين سلاح المقاومة ورئاسة الجمهوريّة"، لافتاً إلى ان "تأجيل الموضوعين معاً إلى الجولة الثالثة ليس سببه ارتباطهما أو ان مصير أحدهما مرتبط بمصير الآخر، بل لأنّهما حساسان". وأشار إلى "اننا نذهب إلى النقاش متسلّحين بالمنطق والحجّة والدليل والتجربة الواقعية وليس بالسلاح(..)". اضافت "المستقبل" انه في ما يتعلّق ب "حوار الأربعاء"، أبدى العديد من المراقبين اعتقادهم انّ الرئيس اميل لحود استدرج حلفاءه على الطاولة إلى فخّ إعلان النتائج مسبقاً وقبل بدء الحوار، أي أنّ "حزب الله" و"التيّار العوني" بادرا خلال اليومين الماضيين إلى اعتماد ما سبق لهما أن اتّهما به رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط قبل الجولة الأولى من الحوار. ويرى المراقبون أنّه إذا كانت مواقف "حزب الله" والنائب العماد ميشال عون على الطاولة غداً الأربعاء مطابقة لما أعلناه أخيراً، فإنهما يتحمّلان مسؤولية استمرار التدخّل السوريّ في الشؤون اللبنانية لأنّهما يدافعان عن رئيس عيّنته دمشق ومدّدت له، وكان شريطه التلفزيوني الأخير عبر قناة "الجزيرة" بطلب منها. ويضيفون أنّ من شأن ذلك أن يؤدّي إلى عودة شبح سقوط المقاومة في فخّ التعارض مع الإجماع الوطنيّ قبل انعقاد جولة الحوار، مع ما يرتّبه ذلك من نتائج. وأكّد عضو "اللقاء الديموقراطي" وزير الاتصالات مروان حمادة انّ تفاؤله "قد بدأ يزول عشيّة حوار الأربعاء" واعتبر حمادة انّ "تعليمات وصلت من النظام السوريّ إلى لحود وكذلك توجيهات أو عتاب ربّما إلى بعض القوى حول الطاولة"، ورأى انّ "ثمّة محاولة لنسف موضوع رئاسة الجمهوريّة من جدول الأعمال وربّما وقف الحوار". وإذ شدّد على انّ "المطلوب رحيل اميل لحود لأنّ انتظار البلد 18 شهراً هو حكم بإعدام البلد وبالقضاء على آمال قيام دولة"، وأكّد انّ "قضيّة الرئاسة تحتلّ المرتبة الأولى في حوار الأربعاء"، أعلن حمادة انّ "قوى 14 آذار ستعود إلى شنّ حملة سلميّة لكن شعبيّة هذه المرّة". وكشف حمادة انّه "ستكون للمبعوث الدولي تيري رود ـ لارسن أثناء زيارته إلى بيروت لقاءات بالنوّاب الذين صوّتوا قسراً على قرار التمديد وسيطلب منهم إفادات كأنّه لجنة تحقيق". وأعرب عن اعتقاده انّ "كلّ ذلك سيضرم النار في قضيّة الرئاسة إن على الصعيد المحلّي أو على الصعيدين العربي والدوليّ(..)". بدوره، أكّد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع انّه "يظهر وكأنّ ثمّة تعليمة ما تذكّرنا بالسنوات الخمس عشرة السابقة. وإذ شدّد على انّ "لا تراجع ولا تأجيل أو تسويف بالنسبة إلى موضو
ع رئاسة الجمهورية"، مضيفاً انّ "لا مقايضة بين موضوع الرئاسة وموضوع سلاح حزب الله"، لفت جعجع إلى انّه "إذا لم نتوصل إلى نتيجة فلكلّ فريق حرّية التصرّف وسنكمل تحرّكنا"، موضحاً "سنكمل على طاولة الحوار إنّما في ما يتعلّق برئاسة الجمهورية سنكمل تحرّكنا المستقلّ". وقال انّ "هناك مَن يريد أثماناً ونحن لن ندفع لأحد"، مضيفاً "إذا كان البعض ينتظر أن يأخذ أثماناً منّا يكون مخطئاً وإذا كان البعض الآخر يحاول مراعاة مواقف خارجيّة فهذا يتنافى مع كلّ مبدأ الحوار القائم"، معلناً "لا أريد أن أكشف ما حصل حول طاولة الحوار في ما يتعلّق بضرورة حصول تغيير في رئاسة الجمهورية(..)". في هذا الوقت، وفي ما يؤكّد التوجّه إلى نسف بند رئاسة الجمهوريّة، رأى "تكتّل الإصلاح والتغيير" برئاسة النائب العماد ميشال عون انّ "قضيّة الرئاسة الأولى هي جزء من أزمة الحكم الحاليّة المتكوّنة من المشكلات والأزمات التي نجمت عن إعادة استحضار قانون العام 2000 الذي استولد أكثريّة نيابيّة غير واقعيّة وغير تمثيليّة". وحذّر من "النتائج السلبيّة" التي قد تترتّب على ما سمّاه "محاولة قوى 14 آذار فرض رئيس للجمهورية من خارج قاعدة التوافق الوطنيّ". وأعلن ان "لا مخرج من المأزق إلاّ بحكومة أقطاب تتولّى إدارة الحوار وتنفيذ ما يتمّ الاتفاق عليه وقانون انتخاب جديد تليه انتخابات نيابيّة مبكّرة(..)". في غضون ذلك، أي في وقت كان "اللغم السوريّ" مسيطراً على أجواء ما قبل الجولة الثالثة من الحوار الوطنيّ، حمل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة قضيّة المسار الاستقلالي والديموقراطي في لبنان إلى بروكسيل، حيث ألقى أمام مؤتمر وزراء خارجيّة دول الاتحاد الاوروبي كلمة أكّد من خلالها انّ "لبنان يستحقّ بالفعل رئيساً رؤيوياً قادراً على النظر إلى المستقبل ويكون منتخباً بحريّة ووفق الدستور". وربط السنيورة موضوع السلاح بالبحث الجاري في
"استراتيجيّة دفاعيّة تضمن الدولة من خلالها السلام والاستقرار على كلّ أراضيها".
"صدى البلد"
تساءلت "صدى البلد " اذا كانت جلسة الحوار غداً الأربعاء ستتحول الى جلسة بروتوكولية؟ وهل يقبل فريق "14 آذار" وسط الهجوم الذي يتعرض له من جانب رئيس الجمهورية وشركاء الطاولة الحوارية بتضييع النقاش في مسألة الرئاسة أم يلجأ الى الانسحاب اعتراضاً ليعود الى "خطته الشعبية" كما لوح الوزير مروان حمادة والدكتور سمير جعجع؟ راعي الحوار الرئيس نبيه بري بدا مطمئناً الى سير العملية الحوارية و"لديه أكثر من وصفة" بشأن الاتفاق "على مرشح بديل للرئاسة" كما نقل عنه الوزير السابق فارس بويز, ومثله بدا الرئيس فؤاد السنيورة مطمئناً في حديثه أمام وزراء خارجية أوروبا الى نجاح الحوار في استبدال رئيس الجمهورية ووضع الاستراتيجية الدفاعية. وقالت "صدى البلد" ان الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله اكد تمسكه بالحوار حتى النهاية لأنه "لا بديل عنه". وعن المواضيع المطروحة الأربعاء قال ان رسائل وصلت تطالب ببحث الوضع الاقتصادي، وأضاف انه لا يجوز فقط ان نناقش ما يطلبه المجتمع الدولي, لأن هناك أولويات وطنية ومنها الوضع الاقتصادي المتردي والسياسات التي تتبعها السلطة خصوصاً بشأن الخصخصة وبيروت - 1. ورفض نصرالله "ما يشاع" عن مقايضة بين سلاح المقاومة ورئاسة الجمهورية مؤكدا انّ المعالجة لا تكون عبر قاعدة المقايضة بل عبر المصلحة الوطنية". الا ان نصرالله حرص على التذكير بما يجري على الحدود في إطار الانفتاح "على النقاش" مؤكداً أنه من مدعاة الفخر للبنان والمقاومة ان يشعر العدو بخوف دائم. من جهتها عبرت مصادر من فريق "14 آذار" عن خيبة أمل حيال المواقف التي صدرت خلال اليومين الأخيرين من قبل "حزب الله" تجاه التمسك بالرئيس اميل لحود. وفي حين لا تتوقع هذه المصادر جديداً على صعيد جلسة حوار الأربعاء لفتت الى ثلاثة عناوين ستكون موضع اهتمام كبير في برنامج فريق "14 آذار" وهي: 1 - اعادة تحريك الشارع في ظل عدم إمكانية الإقالة الدستورية لرئيس الجمهورية. 2 - الحث على تفعيل التحرك الخارجي العربي والدولي من أجل إقالة الرئيس لحود. 3 - مقابلة الأداء الذي يعطل التغيير الرئاسي بأداء يتضمن موقفاً مقابلاً ل "فريق 14 آذار" في قضايا أخرى. وتأتي جلسة الحوار المقررة غداً قبيل وصول المبعوث الدولي المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن الى بيروت بأقل من 24 ساعة يوم الخميس. وللمصادفة فإن البندين المطروحين على طاولة الحوار هما ما تبقى من القرار 1559: الرئاسة وسلاح المقاومة. وأعلن لارسن بعد لقائه أمس في القاهرة الرئيس حسني مبارك انه "يجب ان تعالج (قضية تطبيق القرار 1559) من خلال مبادئ اتفاق الطائف التي دعمها أيضاً قرار مجلس الأمن الدولي 1559 وينص كل منهما على ضرورة تفكيك ونزع أسلحة كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وستطرح القضية على طاولة الحوار". وقبيل وصول لارسن تلقى الرئيس نبيه بري دعماً دولياً للحوار الدائر, نقله اليه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون. وأوضح الوزير السابق فارس بويز بعد لقائه بري ان "لدى دولة الرئيس أكثر من وصفة ومن وسيلة "بشأن الاتفاق على مرشح بديل الى الرئاسة. وأبلغ الرئيس فؤاد السنيورة مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ان اللبنانيين عازمون على اعادة بناء الدولة القوية والقادرة لتواكب حركة المجتمع اللبناني (...) وانّ محاولات بلورة التوافق الوطني مستمرة". وتحدث السنيورة عما تم انجازه في مؤتمر الحوار موضحا انه "ستتم معالجة مسألتين مهمتين في الايام المقبلة: الاولى ايجاد حل لمشكلة التمديد لرئيس الجمهورية، فلبنان يستحق بالفعل رئيسا رؤيويا منتخبا وفق الدستور. والمسألة الثانية تتعلق بالتوصل الى توافق وطني حول دور سلاح المقاومة اللبنانية، وذلك في اطار بلورة استراتيجية دفاعية للبنان تضمن الدولة من خلالها السلام والاستقرار على كل اراضيها ودعا السنيورة الاتحاد الاوروبي الى دعم لبنان عبر مؤتمر بيروت "خلال الأشهر القليلة المقبلة" لأنّ اللبنانيين يرفضون الاستسلام لقوى التطرف واليأس". بدوره اعتبر الدكتور سمير جعجع ان "تغيير رئيس الجمهورية أمر نهائي ولن يحصل اي تراجع او تأجيل او تسويف في هذا الموضوع، موضحا انّ كل فريق، في حال عدم التوصل الى حلّ عبر الحوار، "حرّ في التصرف بالشكل الذي يراه مناسبا". وشدد جعجع على ان "لا مقايضة بين الرئاسة وسلاح المقاومة". وقال: "سأستمر في اعطاء المواعيد حتى نحقق ذلك
(التغيير الرئاسي) فاذا حصل في 24 آذار او 4 نيسان اين الفرق؟". وزير الاتصالات مروان حمادة تحدث عن "تعليمات وصلت من النظام السوري الى الرئيس لحود، فضلاً عن توجيهات وعتاب ربما الى بعض القوى التي كانت حول الطاولة في اجتماعات الحوار الاولى". ورأى "ان هذه التعليمات، محاولة لحذف موضوع الرئاسة من جدول الاعمال وربما وقف الحوار. وأظن ان التفاؤل الذي كان سائدا لدينا منذ بضعة ايام بدأ يزول عشية حوار الاربعاء". وأيد حمادة تلويح جعجع باللجوء الى "الخطة الشعبية" وقال انه في حال ارجاء حسم موضوع الرئاسة "فإن قوى 14 آذار ستعود خصوصا بعد الكلام المزيف للرئيس لحود، الى شن حملة سلمية لكن شعبية هذه المرة، وربما ستكون للسيد تيري رود لارسن في زيارته المرتقبة الى لبنان اجتماعات بالنواب الذين صوتوا قسرا على قرار التمديد وسيطلب منهم افادات كأنه لجنة تحقيق". وكشف النائب ميشال المر انه يعمل على توحيد القرار المسيحي في معركة الرئاسة، وقال اثر اجتماعه الى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير امس ان "المطلوب هو التوافق على اسم كما اتفق الشيعة بتمثيلهم بالرئيس بري والسيد حسن نصرالله والسنّة بالشيخ سعد الحريري والدروز بالنائب وليد جنبلاط".وتابع ان "المطلوب من المسيحيين الاتفاق على رئيس جمهورية كمرحلة اولى... وعندما يتفق المسيحيون على شخصية معينة ويضعونه على طاولة الحوار لا أحد يعترض". وحذر تكتل "الاصلاح والتغيير" برئاسة العماد عون في بيان لافت من "النتائج البالغة السلبية التي قد تترتب على محاولة قوى "الرابع عشر من شباط" فرض رئيس للجمهورية من خارج المعادلة القائمة وقاعدة التوافق الوطني التي انتجت قيادات تمثيلية لشرائح معينة". ورأى "ان لا مخرج من المأزق الذي اوصلت الاكثرية البلاد اليه الا بحكومة اقطاب تتولى ادارة الحوار وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وقانون انتخابي جديد تليه انتخابات نيابية مبكرة، تأتي بمجلس نيابي تمثيلي ينتج سلطة تنفيذية موحدة وقوية تقود البلاد الى ضفة الخلاص والانقاذ". ذكرت مصادر أمنية انه عثر مساء امس على بعد 300 متر من قصر قريطم في بيروت على 3 قذائف هاون من عيار 55 و60 و81 ملم. مع بطاريتين عسكريتين غير موصولتين وكانت القذائف موجودة في كيس. وحضرت دورية من قوى الأمن وخبير عسكري وتم ضبط الموجودات. وذكر تقرير قوى الامن انه وجدت على القذائف كتابات باللغة العبرية.
"اللواء"
كتبت "اللواء" تقول انه قبل 24 ساعة من موعد الجولة الثالثة من الحوار الوطني، طغت مشاعر الحذر والشك بين الأطراف المتحاورة، عكستها عودة الحدّة في المواقف والتصريحات التي أُطلقت خلال اليومين الماضيين، نتيجة تعثّر الاتصالات والمشاورات الجانبية التي تواصلت بعيد الانتهاء من الجولة الثانية من الحوار، والتي (أي الاتصالات) لم تؤدِ الى نتائج محدّدة أو مشجّعة حتى مساء أمس الاثنين· وأبدت أوساط مطلعة خشيتها من عودة الأمور الى نقطة الصفر، في حال عدم التزام أطراف الحوار بالتفاهمات التي تمّت في الأسبوع الماضي، والتي فتحت أبواب النجاح أمام الجولة الثانية للحوار، تلك التفاهمات التي شملت لبنانية مزارع شبعا والسلاح الفلسطيني، والعلاقات اللبنانية - السورية، وملف رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة· وأشارت هذه الأوساط الى حصول تعديل في المواقف من بعض أطراف الحوار، وخاصة من جانب التيار العوني وفريق 8 آذار من موضوع رئاسة الجمهورية، والذي تعتبره قوى 14 آذار أولوية وجزءاً أساسياً من سلّة التفاهمات التي تمّ التوصل إليها في الجولة الثانية من الحوار· واعتبرت هذه الأوساط أن مقابلة الرئيس إميل لحود لفضائية "الجزيرة" عززت الاعتقاد بحصول هذا التبدّل، وفتحت أبواب السجال من جديد حول الملف الرئاسي، الى حدّ دفع بوزير الإعلام غازي العريضي الى اتهام لحود بنسف الحوار والمزايدة لتخريب الوفاق والمصالحة· وعلمت "اللواء" انه استناداً الى هذه الأجواء، توقعت مصادر المتحاورين أن تقتصر الجولة الثالثة على يوم واحد، ثم تُرفع الجلسة أسبوعين، أي الى ما بعد القمة العربية في الخرطوم، بهدف إفساح المجال أمام المزيد من المشاورات والاتصالات، ومواكبة ما يمكن أن يطرأ من تطورات على الصعيدين العربي والدولي من الملفين المطروحين أمام المؤتمر· وأشارت المصادر الى أن الأسباب المعلنة للتأجيل ستستند الى جلسة المساءلة النيابية يوم الخميس، ثم جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، التي ستعقد في اليوم نفسه، والتي يُفترض أن تناقش كلمة الرئيس لحود أمام قمة الخرطوم، علماً أن جدول أعمال هذه الجلسة الذي تضمّن 44 بنداً، معظمها بنود إدارية عادية· وبخلاف الجو الداخلي، بقي الموقف الدولي مسانداً للحوار، وقد عبّر عن ذلك بقوة السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان، بعد زيارته لوزير الاتصالات مروان حمادة، معتبراً أن ما أنجز الى الآن "مشجّع"، لكنه لاحظ أن هناك بنوداً في أجندة الحوار في حاجة الى مناقشة، وقال إنه "يتطلع الى أن نشهد تقدماً في البنود المطروحة هذا الأسبوع"· وإذ لفت الى أن البحث مع حمادة شمل بندي رئاسة الجمهورية وسلاح "حزب الله"، جدد دعمه لأجندة الحوار التي وضعها الرئيس نبيه بري الذي كان التقى الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الذي نقل اليه رسالة الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان وقال
"انه يشجع بشدة الحوار الوطني"، ولفت الى ان هناك التزاماً قوياً من قبل جميع القيادات اللبنانية لمتابعة الحوار، مبدياً اعتقاده بأن الجميع يبذل جهوداً جدية ويساهم مساهمة فعالة لإنجاح الحوار· وبالنسبة الى مزارع شبعا، كرر بيدرسون بأن الامم المتحدة سنقبل بما يتفق عليه لبنان وسوريا، في حين أعلن السفير الاميركي "اننا بحاجة الى النظر بمدى مطابقة القرارات المتخذة في هذا الشأن مع القرارات الدولية·· وعما إذا كانت واشنطن ستدعم مسعى لبنان لتثبيت لبنانية المزارع، قال فيلتمان: "اعتقد أن هذه القواعد مهمة للغاية· ونحن نتطلع الى دعم لبنان في هذا المسعى السياسي"· وتابعت "اللواء" تقول انه من جهة ثانية، أعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة انه لمس خلال الاجتماع الموسع مع وزراء خارجية المجموعة الاوروبية ان هناك استعداداً واضحاً لدعم لبنان في مؤتمر بيروت -1، إضافة الى دعم برنامج الاصلاحات والمبادرة الحوارية التي أدت الى نتائج ايجابية لم يكن يتصورها الكثيرون، لافتاً الى انه تلقى تأكيدات واضحة من وزراء الخارجية في المجموعة الاوروبية بأنهم سيكونون الى جانب لبنان في كل العمليات الاصلاحية وشدد على ان الإسهام في مؤتمر بيروت -1 ليس مشروطاً بأي شروط سياسية، وهذا يجب ان يكون واضحاً حتى لا تفسر الامور في شكل مختلف عن حقيقته· وأكد السنيورة ان عملية الحوار مستمرة وليست مقتصرة على اجتماع هنا وآخر هناك، ويجب ألا نكتفي بهذه السجالات التلفزيونية، لأنها ليست الطريقة المثلى لإجراء عملية الحوار· وكان الرئيس السنيورة، التقى وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والنمسا ومفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، وألقى كلمة امام مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي المنعقد في بروكسل، قبل ان يعود مساء الى بيروت· وأكد الرئيس السنيورة في كلمته أن "لبنان يستحق بالفعل رئيسا رؤيوياً قادرا على النظر الى المستقبل ويكون منتخباً بحرية ووفق الدستور"· ولفت الى ان الحوار الذي سيستأنف في الايام المقبلة سيعالج ايضا مسألة تتعلق بالتوصل الى اتفاق وطني حول دور سلاح المقاومة اللبنانية، وذلك في إطار بكورة استراتيجية دفاعية للبنان تضمن الدولة في خلالها السلام والاستقرار على اراضيها· وأوضح ان برنامج الاصلاح الاقتصادي يهدف الى تحرير الاقتصاد اللبناني وتنميته، والتخفيف من عبء خدمة الدين العام آملاً أن يدعمنا الاتحاد الاوروبي بما يتلاءم وخطتنا الاصلاحية الطموحة· في مقابل ذلك، لوحت قوى 14 آذار بالعودة الى شن حملة سياسية شعبية اذا فشل المتحاورون في حل مسألة الرئاسة، بما في ذلك اللجوء الى كل الخيارات، بما في ذلك الشارع الذي هو في نظر هذه القوى "ابغض الحلال"، واجمعت هذه القيادات على تأكيد اولوية انهاء ازمة الرئاسة وعدم القبول بأي مقايضة بينها وبين سلاح المقاومة· واكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان لا تراجع ولا تأجيل او تسويف بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية، معتبراً انه في حال لم يتم التوصل الى اتفاق على طاولة الحوار، فإن كل فريق سيكون حراً بالتصرف بالشكل الذي يراه مناسباً، ومشدداً على ان لا مقايضة بين موضوع الرئاسة وسلاح "حزب الله"· وقال جعجع في دردشة مع الاعلاميين: "هناك من يريد ان يأخذ اثماناً"، ونحن لن ندفع لأحد، لأن موضوع الرئاسة يجب ان يتم بشكل ديمقراطي، وكيفية حصول ذلك معروف"· لكن تكتل "الاصلاح والتغيير" فقد حذر من نتائج بالغة السلبية ستترتب على محاولة "قوى 14 شباط" في فرض رئيس الجمهورية من خارج المعادلة القائمة والتوافق الوطني، مما يعتبر تخطياً لحق شريحة واسعة واساسية في التساوي بسواها والتعامل معها بمعيار مختلف"· ورأى التكتل في بيان اصدره بعد اجتماعه برئاسة العماد ميشال عون ان قضية رئاسة الجمهورية هي جزء من ازمة الحكم الحالية المكونة من تراكم المشكلات والازمات التي نشأت عن اعادة استحضار قانون انتخابات العام 2000 المعروف باسم قانون غازي كنعان، والذي استولد اكثرية نيابية غير واقعية وغير تمثيلية، مما اثر سلباً على مبدأ المشاركة للمجموعات اللبنانية كافة في النظام· واوضح النائب سليم عون الذي تلا بيان التكتل ان "لا مخرج من المأزق الا بحكومة اقطاب تتولى ادارة الحوار وتنفيذ ما يتم التوافق عليه"· وفي خضم هذين الموقفين، لفت الانتباه قيام النائب ميشال المر، وهو من اعضاء تكتل عون، بزيارة البطريرك الماروني نصر الله صفير، مؤكداً ان المتحاورين لا يستطيعون الوصول الى نتائج، لأن الموضوع الاساسي هو موضوع رئاسة الجمهورية· ونقل عن صفير انه يفضل التوافق وليس لديه اسماً معيناً· واوضح المر انه "يقوم بخطوة توافقية، ولا يحمل اسماً معيناً وطالب المسيحيين بالاتفاق على رئيس للجمهورية، مثلما اتفقت باقي الطوائف على اسم يمثلها"· ومن جهته، اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الحزب سيستمر بالمشاركة في الحوار وملتزم بنتائجه، متسائلا "اذا عطلنا الحو
ار فإلى اين نذهب ببلدنا وشعبنا ومصالحنا الوطنية ومستقبل اولادنا واحفادنا"· ودعا السيد نصر الله في كلمة القاها في مجمع سيد الشهداء بمناسبة اربعين الإمام الحسين الى مناقشة السياسات التي ستتبعها السلطة وخصوصا ما يتعلق بمؤتمر بيروت -1 وما يتعلق بالخصخصة، مستغربا "تسريع الخطوات باتجاه خصخصة قطاع الاتصالات المنتج"· كما دعا نصر الله الى مناقشة قانون الانتخاب على طاولة الحوار، معتبرا ان من أهم اسس وبوابات قيام دولة قادرة وقوية وعادلة هو قانون انتخاب صحيح· ونفى الامين العام لحزب الله أي مقايضة بين سلاح المقاومة ورئاسة الجمهورية، مشيرا الى ضرورة ان يشمل الحوار كيفية حماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية، كما اوضح انه لم تجر مقايضة الاجماع على لبنانية مزارع شبعا بأي شيء، مشيرا الى ان المزارع ليست مكسبا حزبيا او طائفيا· وتطرق الى اطماع العدو الاسرائيلي لمصادر المياه، واكد ان المقاومة لن تترك اسراها في السجون الاسرائيلية، وهو وعد حسيني لسمير القنطار· على صعيد امني، عثر احد المواطنين مساء امس بطريق الصدفة على كيس اسود موضوع بقرب مكبّ للنفايات على بعد 300 متر من دارة آل الحريري في قريطم· وفي داخله ثلاث قذائف هاون من عيارات
(58 و60 و55 ملم) مع بطاريتين عسكريتين غير موصولتين بالقذائف، وكتب على القذائف عبارات باللغة العبرية· وقد تمّ إبلاغ دورية لقوى الأمن الداخلي، والتي استدعت بدورها خبير متفجرات كشف على القذائف ونقلها لإجراء التحقيق اللازم.
"الشرق"
قالت "الشرق" , لقد تصاعدت حدة المواقف عشية الجولة الثالثة من الحوار التي ستبدأ غداً الاربعاء وتبحث، باقرار جميع المتحاورين، أصعب موضوعين وهما ازمة الحكم وسلاح المقاومة. وبينما تجري الاستعدادات للحوار برز تطور امني خطير، اذ عثر احد المواطنين عصر امس بطريق الصدفة على كيس اسود موضوع قرب مكب للنفايات على بعد 300 متر من دار آل الحريري في قريطم، وفي داخله 3 قذائف هاون من عيارات 81 و60 و55 ملم عليها كتابات عبرية مع بطاريتين عسكريتين غير موصولتين بالقذائف. وتم ابلاغ قوى الامن الداخلي بالأمر فحضرت دورية الى المكان، واستدعي خبير متفجرات قام بالكشف على القذائف التي وضعت قوى الأمن يدها عليها وفتحت تحقيقاً في القضية. وفيما لم تتضح صورة الحلول لمسألتي رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، الأمر الذي يشير الى طول أمد الحوار بشأنهما، سحب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله النقاش فيهما من سوق المقايضة، مؤكداً "اننا عندما ندخل الى مناقشة هذه المسائل لا ندخل على قاعدة المقايضة وانما على قاعدة المصلحة الوطنية". ولفت نصر الله خلال احتفال بأربعينية الامام الحسين في "مجمع سيد الشهداء" بالرويس، الى "ان النفس الموجود في الحوار كان هادئاً وايجابياً وشفافاً" وتمنى ان يستمر كذلك، داعياً الى الابتعاد عن منطق الغالب والمغلوب او تحقيق المكاسب، مشدداً على ضرورة بحث موضوع خيار المقاومة وسلاحها من زاوية حماية لبنان من الاعتداءات والأطماع الاسرائيلية. وفي حين تجنب نصر الله الخوض في موضوع الرئاسة الأولى، وضع "تكتل التغيير والاصلاح" و"القوات اللبنانية" سقف مواقفهما المتناقضة ازاء هذا الملف. وفي هذا السياق، اعتبر التكتل بعد اجتماعه برئاسة النائب ميشال عون مساء امس "ان قضية الرئاسة جزء من ازمة الحكم الحالية المتكونة من تراكم المشكلات والأزمات التي نجمت اصلاً عن اعادة استحضار قانون انتخابات العام 2000، الذي استولد اكثرية نيابية غير واقعية وغير تمثيلية" محذراً من "محاولة فرض قوى 14 آذار لرئيس من خارج المعادلة القائمة، وخارج قاعدة التوافق الوطني التي انتجت قيادات تمثيلية لشرائح معينة (...) الأمر الذي يعمق الخلل في التوازن الوطني المفقود ويعيد حال الاحباط التي فرضت على هذه الفئة منذ مطلع التسعينيات". ورأى التكتل "ان لا مخرج من المأزق الذي وصلت اليه البلاد" الا بحكومة اقطاب تتولى ادارة الحوار وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وقانون انتخابات نيابية جديدة مبكرة". في المقابل، اكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان لا تراجع ولا تأجيل او تسويف بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية، مشيراً الى انه في حال لم يتم التوصل الى اتفاق على طاولة الحوار فلكل فريق حرية التصرف بالشكل الذي يراه مناسباً، وقال "سنكمل على طاولة الحوار انما بما يتعلق برئاسة الجمهورية سنكمل تحركنا المستقل". وبرزت على هذا الصعيد وساطة للنائب ميشال المر "لتوحيد القرار المسيحي في معركة الرئاسة" كما اعلن عقب لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير. وشدد المر على انه لا يعتبر ان لديه شخصاً افضل من الاخر، مؤكداً انه لا يحمل اسماً معيناً. وترافق هذا التصعيد مع موقف لافت للسفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان الذي زار وزير الاتصالات مروان حماده، للاطلاع منه على نتائج الحوار، اذ لاحظ "ان هناك بنوداً في اجندة الحوار في حاجة الى نقاش" متطلعاً الى "ان نشهد تقدماً في البنود المطروحة هذا الاسبوع". وعن رأيه بالمقررات الصادرة عن الحوار الاسبوع الماضي في ما يتعلق بمزارع شبعا والعلاقات اللبنانية - السورية اشار فيلتمان الى انه "في حاجة الى درس الامور اكثر" لافتاً الى ان هناك قرارات لمجلس الامن والأمم المتحدة في ما خص مزارع شبعا. واوضح ان للأمم المتحدة قواعد مهمة للغاية لتثبيت لبنانية المزارع، مؤكداً دعم بلاده للبنان في هذا المسعى السياسي. من جهة اخرى، نقلت "وكالة الانباء السورية" (سانا) عن مصدر رسمي ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم تسلم رسالة جوابية من نظيره اللبناني فوزي صلوخ "تضمنت الشكر على دعوته زيارة دمشق، والتأكيد على تلبيتها في موعد يتفق عليه الطرفان بعد القمة العربية المقررة في الخرطوم". واوضحت الوكالة ان الأمين العام للمجلس الاعلى السوري - اللبناني نصري خوري نقل الرسالة الى المعلم. وموضوع الحوار والنتائج التي توصل اليها في جولتيه الأولى والثانية كانت محور محادثات رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مع عدد من مسؤولي المفوضية الاوروبية وعدد من وزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل. وشددت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بنيتا فيريرو فالدنر امام الرئيس السنيورة على اهمية مؤتمر الحوار الوطني وعلى ضرورة تطبيق الاصلاحات في هذا البلد. وقالت المسؤولة الأوروبية "نشهد تطورات ايجابية في لبنان" معتبرة ان الحوار في لبنان يمكن ان "يساهم في اقرار المزيد من الاستقرار". واضافت فيريرو ف
الدنر ان الحوار بين اللبنانيين وبرنامج الاصلاحات الذي يرغب رئيس الحكومة اللبناني باقراره هما "الطريق الجيد الواجب سلوكه". واضافت "ان هذا الحوار الوطني يشكل قاعدة جيدة جداً وسيقدم امكانية التقدم في مجال الاصلاحات". من جانبه، وبعدما شدد على التقدم الذي حققه مؤتمر الحوار الوطني في لبنان، اعلن السنيورة انه لا تزال هناك مسألتان اساسيتان تحتاجان لحل هما: مصير رئيس الجمهورية وسلاح حزب الله، مشيراً الى ان هاتين المسألتين تبحثان خلال الاجتماعات المقبلة في اطار الحوار". وكان الرئيس السنيورة التقى وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في حضور الوزير صلوخ ووزير الاقتصاد سامي حداد. ورحب دوست بلازي ب"النتائج الايجابية للحوار" آملاً في "ان تكون المناقشات المقبلة جيدة لمصلحة لبنان"، لافتاً الى انه "لا يمكن للبنان ان يلقى المساعدات الدولية من دون تحقيق الاصلاحات الاقتصادية وهذه الاصلاحات لا يمكن ان تتحقق الا من خلال رئيس الوزراء الذي يُهيىء نوعاً ما اطاراً سياسياً يسمح بتحقيقها". والتقى السنيورة وزير خارجية بريطانيا جاك سترو، واوضحت مصادر المجتمعين ان السنيورة لمس من سترو تفاؤلاً بالحوار الوطني والنتائج المرتقبة منه. وكان السنيورة ألقى كلمة لبنان امام وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اكد فيها "ان الحكومة اللبنانية احرزت تقدماً على طريق تطوير اجندة الاصلاح الاقتصادي"، لافتاً الى "ان برنامجنا يهدف الى تعزيز الاستقرار والتخفيف من عبء خدمة الدين العام". وأكد السنيورة "اننا لا نزال نؤمن بأن مبادرة السلام العربية تشكل ارضية حقيقية لسلام دائم". وعاد السنيورة مساء الى بيروت. في غضون ذلك، ربط الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن اوضاع لبنان بأوضاع المنطقة. وكان رود لارسن التقى الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة في اطار جولته العربية قبل زيارته لبنان. وشكر لارسن الرئيس مبارك نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان "على نصائحه الحكيمة"، وأثنى على جهود مصر "في سبيل السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، وقال "بحثنا الوضع في الشرق الاوسط الذي وصل الى مرحلة صعبة وحساسة، والأوضاع الحالية في المنطقة تؤثر على الوضع في لبنان، حيث ان الحوار الوطني الجاري ذو ايجابية عالية". وكان رود لارسن التقى ليل امس الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية احمد ابو الغيط، وغادر القاهرة الى الدوحة بعد الظهر للتشاور مع المسؤولين القطريين. يذكر ان قطر تمثل المجموعة العربية في مجلس الامن. على صعيد آخر، دخلت قضية استرداد رنا قليلات من البرازيل الاطار العملي. وأعرب السنيورة عن "ثقته الكاملة" باستجابة البرازيل لطلب الاسترداد، وقال "ثقتنا كاملة بهم ونحن على علاقة ممتازة مع السلطات البرازيلية"، مشدداً على ان لبنان يعتمد على مساعدة السلطات البرازيلية في هذه القضية. واضاف السنيورة "نعتمد على السلطات (البرازيلية) لابقائها (قليلات) موقوفة وبأمان حتى تسليمها الى لبنان"، موضحاً ان وثائق الاسترداد ارسلت عبر القنوات الديبلوماسية وستقوم سفارة لبنان في البرازيل بتسليمها الى السلطات المحلية.
"البيرق"
كتبت "البيرق" تقول انه على رغم المواقف المتتابعة والمتصادمة حول الموضوع الرئاسي , فان كل المعطيات تشير الى ان جولة يوم غد الحوارية ستكون عادية , وان كان بعض المتحاورين سيطرح الملف الرئاسي مستعجلا بته . وقالت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" ان المتحاورين سيناقشون في هذا الملف لكنهم لن يتمكنوا من الوصول الى خلاصات ومقاربات , لان المعطيات المائلة محليا واقليميا ودوليا , لا تشير الى ان هذا الملف مطروح من زاوية اجراء التغيير الرئاسي . اضافت المصادر ان بعض قوى 14 آذار اجرى عملية جس نبض بعض الجهات العربية المتعاطية مع الشأن اللبناني مباشرة , فاكتشف ان رياحها تسير بعكس خياراته , وهي تصب اما في خيار بقاء رئيس الجمهورية حتى نهاية ولايته الممددة واما في خيار انتخاب النائب العماد ميشال عون خلفا له . لكن هذه المصادر توقعت ان يطرح خيار الانتخابات المبكرة جديا على اساس انه سيكون المخرج الملائم للجميع , خصوصا في ظل غياب التوافق على مرشح رئاسي يحظى بالاجماع . وامس كشفت مصادر قصر بعبدا ل "البيرق" ان الرئيس لحود يعد ردا شاملا على المتهجمين عليه والمسيئين اليه والذين يتهمونه بتنفيذ " امر عمليات" يتلقاه . وفي مجال آخر , رد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية على موضوع عدم بث مقابلة رئيس الجمهورية على تلفزيون لبنان . واكد المكتب ان الاتفاق تم مباشرة بين تلفزيون لبنان ومحطة الجزيرة لتأمين شريط المقابلة الذي تم قبل ساعة وعشر دقائق من موعد بث المقابلة , فضلا عن جهوز الشريط تقنيا . ورأى المكتب ان التذرع بوصول الشريط متأخرا هو حجة ساقطة ولا تبرر عدم بث الحديث في حينه لان لدى تلفزيون لبنان تقنيات تمكنه من نقل المقابلة عبر الهواء مباشرة من خلال الربط عبر الاقمار الصناعية مع محطة الجزيرة . وفي عين التينة نقل الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون رسالة تشجيع ودعم للحوار الوطني من الامين العام كوفي انان الى رئيس مجلس النواب نبيه بري . وفي المواقف , حذر تكتل الاصلاح والتغيير من النتائج السلبية التي قد تترتب على محاولة قوى 14 آذار فرض رئيس للجمهورية من خارج المعادلة القائمة , ورأى ان لا حل للمأزق سوى بحكومة اقطاب تتولى ادارة الحوار . من جهته اكد الدكتور سمير جعجع ان لا تراجع ولا تأجيل بالنسبة الى موضوع رئاسة الجمهورية ولفت الى انه في حال لم يتم التوصل الى اتفاق على طاولة الحوار فلكل فريق حرية التصرف وبالشكل الذي يراه مناسباً.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018