ارشيف من : 2005-2008
الحوار ينحصر بالبند الرئاسي... واختلاف الفرقاء لم ينحسر
عون يترشح... جنبلاط لا يصعّد... جعجع يعترض... الحريري يرفض تشبيهه بـ"القاتل"
كتب نبيل هيثم
أبلغ ملخص عن نتائج جولة الحوار امس، ما قالته تعابير وجوه اركان الاكثرية المطالبين بالتغيير الفوري لرئيس الجمهورية: عبوس تام، ما يعني عدم نجاحهم في تحقيق اختراق نوعي، يقنع "المانع الاساسي" الماثل امامهم، سواء بضرورة هذا التغيير او ببديل التغيير، وببرنامج التغيير.
اكدت جولة الامس، على ثابتة ومسلمة لدى جميع الفرقاء ان لا بديل عن الحوار، على الرغم من الطروحات التي تأتي من هنا وهناك باعتماد "لغات حوارية" اخرى للخلاص من الرئيس اميل لحود، ولا سيما منها اللغة الصعبة والمكلفة، اي العودة الى الشارع.
وما اكدته الجولة ايضا ان لا اتفاق بين فرقاء الحوار على ان ليس ثمة مانع لدى الاطراف من تغيير رئيس الجمهورية.. خلافا لما يجري تصويره من قبل بعض فريق الاكثرية.
فريق التغيير جاء الى الحوار بذات الموقف: تغيير رئيس الجمهورية فورا على اعتبار انه يشكل المشكلة الاساسية، ويعطل البلد (لدى فريق الاكثرية فكرة ان يقدم كل طرف مرشحه او مرشحيه للرئاسة، ولينتخب مجلس النواب واحدا من بينهم.. واكدت مصادر مطلعة ان فريق الاكثرية طرح اسماء في المشاورات الجانبية.. بينها اسم النائب السابق نسيب لحود، فضلا عن اسم النائب بطرس حرب الموجود الى الطاولة). وفي الوقت ذاته، كما تقول مصادر مطلعة، عكس هذا الفريق التمسك بمبدأ "المقايضة"، وعبر عن شعور بالاحباط، جراء عدم تجاوب فريق الاقلية مع ما سبق لفريق الاكثرية ان "منحه" لفريق الاقلية في السلاح الفلسطيني، وفي مزارع شبعا: أعطَينا أعطَينا، ولم نأخذ شيئا!
وفي هذا السياق، حسب المصادر المطلعة ان عضوا بارزا في الاكثرية، وهو في الوقت ذاته احد المشاركين في الحوار، اقر بوجود ازمة، راميا المسؤولية على فريق الاقلية لعدم تجاوبه، والذي يشكل الضمانة والحماية لبقاء اميل لحود في القصر الجمهوري.. ونسبت المصادر الى العضو البارز قوله: "نعلم ان الازمة في داخلنا، لكنهم (فريق الاقلية) ورغم ما قدمنا، لا يساعدوننا، بل على العكس يمسكوننا من يدنا التي تؤلمنا".
تؤكد المصادر ان حوار الامس سار بين منطقين متناقضين، حتى ليس ما يجمع بينهما، سوى الخلاف، فضلا عن انه تأثر بالموقف الذي صدر بالامس عن البطريرك الماروني نصر الله صفير عن رئاسة الجمهورية ومخاطر اللجوء الى الشارع، ولفح ذلك بشكل خاص المحاورين المسيحيين الذين يقرأون جيدا كلام البطريرك صفير.
قالت المصادر ان الدخول الى قاعة الحوار (قبيل انطلاقه) كان اشبه بالدخول الى ساحة المواجهة قبل لحظات من اندلاعها: المتحاورون في اماكنهم متحضرون، وينتظرون ما لدى الفريق الآخر، خصوصا ان الساعات الماضية أشرت من خلال المواقف التي ابدوها الى حوار ناري. لكن المجريات تبدلت مع الانطلاقة التي اعلنها الرئيس نبيه بري بكلمة مقتضبة كان لها المفعول التبريدي للسخونة التي كانت بادية، شدد فيها على مخاطر فشل الحوار، ولفت الى الحرص العربي والدولي الواسع على الحوار ونجاحه، مشددا في الوقت ذاته على انه لا يجوز على الاطلاق، ونحن على باب القمة العربية (التي امل ان يلقى لبنان فيها فسحة حوار بين القادة العرب) ان نذهب الى توتير او تفجير.
كان الحاضر الاساسي في مستهل الحوار التصريحات والتشنج الذي ساد في الايام الماضية، ودخل الكل في حفلة عتاب عما بدر من الفريق الآخر، بدءا من كلام النائب وليد جنبلاط، الى كلام الرئيس اميل لحود، الى سمير جعجع، الى كلام نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، وغالب ابو زينب، الى موقف ميشال عون.. وصولا الى ابداء الشكوى من الاعلام ومسؤوليته في زيادة التشنج...
النقاش (العتاب) استحوذ على مساحة زمنية كبيرة في حوار الامس، واتسم بحدة بين عون وجعجع، وبين عون وسعد الحريري. وتركز على ما نسب للنائب عون من قوله انه على طاولة الحوار "يوجد رستم مال... ورستم اقطاع".
واكدت المصادر ان الحريري عبر عن رفضه الكلام الذي صدر بحقه، رافضا ان يشبهه احد بقاتل والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومشددا على انه لا يسمح لأحد بان يشبهه بقاتل والده الرئيس الشهيد.. وملوحا بالانسحاب من الجلسة فيما لو استمرت الامور على هذا النحو.
واشارت المصادر الى تدخل للرئيس بري لترطيب الجو، داعيا الى ان نستمع الى كلام الجميع، فكرر الحريري التشديد على رفضه القبول بان يتم تشبيهه بقاتل الرئيس الشهيد.
وحسب المصادر ان عون في مداخلة له، شكا من ان الوسائل الاعلامية التابعة للنائب الحريري لم تقصر بحقه، وانها كل يوم تهاجمه وانها كل يوم تنعته وتشبهه بأمور كثيرة، وانها لا تترك ستراً مغطى. ولا يتكلم. واكد عون ان الكلام الذي نسب اليه لم يطرح بالشكل الذي نشر فيه، مشيرا الى ان وسائل الاعلام في الخارج تقول امورا كثيرا وتحور اشياء كثيرة.
وحسب المصادر المذكورة ان جعجع اخذ الكلام من زاوية اعتراضية على ما قاله عون، معتبرا ان ما قيل ضده وضد سعد الحريري خطير، ثم اشار الى عدم امكانية الاستمرار في الحوار والى الوصول الى حائط مسدود.
وهنا تؤكد المصادر كان مصرا على النأي بالحوار عن اية محاولة لتعطيله، ورافضا بالتالي نسف الحوار، ملوحا بتحميل المسؤولية لاي طرف يحاول نسف الحوار. وفي معرض كلامه، ذكر بتلويح جعجع بالنزول الى الشارع، ثم استشهد بكلام البطريرك صفير الذي لا يحبذ النزول الى الشارع.
حسب المصادر ان عون اعطى للمتحاورين توضيحا، شدد فيه على انه في الكلام الذي يدلي فيه يتحدث في السياسة ولا يتناول الشأن الشخصي. وانه في كلامه لا يعتمد ابدا التجريح الشخصي، وهو ليس في هذا الوارد اصلا. تقول المصادر ان بري بعد هذا التوضيح اثنى على موقف عون.
ولخصت المصادر مواقف الاطراف المشاركة في معرض نقاش "ازمة الحكم"، بالاشارة الى ان الرئيس فؤاد السنيورة عرض للمتحاورين اجواء محادثاته في بروكسل، ونقل جوا اوروبيا داعما للحوار وضرورة ان يصل المتحاورون الى اتفاق.
كان وليد جنبلاط هادئا، ولم يصدر عنه موقف لافت في القاعة علما ان موقفه معروف حيال من يصفه ب"بقية مرحلة".. ونقلت المصادر عنه قوله: لدي خارطة حول المطلوب من رئيس الجمهورية، نحن نريد ان نعرف شخصية الرئيس التي تلزم بهذه الامور، حول سحب سلاح المقاومة، حول العلاقات مع سوريا، حول الحقيقة وحول الفلسطينيين..
كانت لسعد الحريري، اكثر من مداخلة استعجل فيها الاتيان برئيس جديد بديل للرئيس لحود، مشددا على ان لحود لا يعمل لمصلحة البلد.
ودعا بطرس حرب الى معالجة القضايا التي تعيق عمل المؤسسات، في حين كرر سمير جعجع هجومه على رئيس الجمهورية، معتبرا ان وضع الرئاسة شاذ.. في البلد ازمة رئاسية يجب ان تعالج.
امام الطروحات التي تقدمت بها الاكثرية، اكدت المصادر ان موقف السيد نصر الله جاء مغايرا لها تماما، حيث اشارت الى ان ما تقدم به فريق الاكثرية، لم تنجح في اقناعه والتجاوب مع فريق الاكثرية في مسألة تغيير رئيس الجمهورية.
تقول المصادر ان طرحا لافتا تقدم به احد المحاورين المسيحيين، ويلتقي مع توجه عون، وجاء على شاكلة سؤال امام الطروحات التي تقدم بها فريق الاكثرية وجاء فيه ما مفاده: هل المطلوب اليوم رئيس من دون خارطة طريق، ومن دون لون او رائحة، ومن دون اية نكهة عند المسيحيين، وذلك كي نرضي به كل الاطراف المتناقضة، ام ان المطلوب اعتماد النموذج الشيعي في انتخاب رئيس المجلس النيابي والنموذج السني في تكليف رئيس مجلس الوزراء، والاتيان برئيس قوي يعبر عن مجتمعه وعن طائفته، ويستطيع ان يدخل بالشراكة الوطنية، ويؤسس لبلد يُشعر الكل انهم فيه ويُشعر المسيحيين انهم داخل النظام. فلا يجوز ان يتمثل المسيحيون بمن لا لون ولا رائحة له، كي لا يزعج احدا. هذا منطق غير مقبول.
ويضيف: ان المقاربة الموضوعية والمنصفة التي هي لمصلحة الوطن هي ان تترك الاكثرية مجالا لتأخذ لعبة التوازن في البلد مداها، بدلا من ان تسعى للاستئثار بكل مواقع السلطة... ان المسيحيين خارج النظام منذ نحو 20 سنة، ولم يتمثلوا بزعاماتهم وقياداتهم، فهل المطلوب اليوم تهميشهم مرة ثانية وثالثة، ولمصلحة من؟
تقول المصادر ان النائب ايلي سكاف ادلى بمداخلة رشح فيها النائب ميشال عون صراحة لرئاسة الجمهورية، في حين اكد جعجع انه لا يجوز التمسك بشخص واحد.
وحسب المصادر ان عون ادلى بمداخلة قال فيها (متوجها الى جعجع): دائما تقولون عون او لا احد، وكأنكم تقولون انني ارفض احدا. على كل حال انا على استعداد لأن انسحب من الجلسة كي يتم الحديث عن رئاسة الجمهورية، وعن اسم الرئيس كي لا احرجكم. انا مرشح للرئاسة واذا كان هناك من احراج لكم فانا انسحب... فأكد بري انه ليس من احراج، مشيرا الى ان الموضوع يجب ان يناقش بدقة.
كان لافتا للانتباه في الجلسة الحوارية، طلب السيدة ستريدا جعجع الكلام، وقد سمح لها بري بالكلام "لأنها بتمون" كما قال.
تقول المصادر المطلعة ان الاجواء التي خلص اليها الحوار، اوجدت قناعة لدى المتحاورين بأنه لا بد من ان يأخذ هذا الموضوع موقعه، في "المدى العربي"، وبالتالي موقعه في المشاورات العربية سواء في القمة او محليا، ويقوم بها الرئيس نبيه بري.
لم يتناول المتحاورون بند سلاح المقاومة، وقد احيل الى ما بعد الانتهاء من بند الرئاسة، الذي يبدو انه لن يجد حلا على طاولة الحوار.
بري
استمرت جولة الحوار من الحادية عشرة ولغاية الثالثة والنصف بعد الظهر، وعقد الرئيس بري مؤتمرا صحافيا استهله بالقول: "منذ انطلاقة الحوار قلنا انه قام لا ليفشل بل لينجح، ولا يزال هذا الجو يخيم عليه. وتعلمون النتائج الجيدة التي توصل اليها الحواريون في المرات السابقة، وقد أرجئت الجلسة كما يعلم الجميع الى اليوم لمناقشة الموضوعين المتبقيين على جدول الاعمال، وهما رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، وبدأنا صبيحة هذا النهار بمناقشة موضوع رئاسة الجمهورية. صدقوني ان الكلام كان بمنتهى الصراحة، لا بل بلغ حد الصراحة اكثر من اي مرة اخرى، ولعل ذلك سببه حساسية الموضوع، ولكن هذا الواقع تمتع به جميع الاخوة الحاضرين.
اضاف: لقد كان النقاش عميقا من كل الجوانب التي يتطلبها موضوع رئاسة الجمهورية. وبالنتيجة وجدنا ان البحث في حاجة الى درس اكثر، وربما الى بعض الدراسات الاخرى غير السياسية والسياسية، لذلك اتفق الجميع على ان ترجأ الجلسة الى تمام الساعة الحادية عشرة من نهار الاثنين المقبل لمزيد من المشاورات، وبالتالي خابت توقعات الكثيرين الذين كانوا يعتبرون ان هناك طريقا مسدودا بالنسبة الى هذا الامر، وبالتالي أفل فألهم".
سئل: من هو الذي يرفض تنحي رئيس الجمهورية؟
اجاب: "ما رأيك لو اتيت وجلست معنا الى طاولة الحوار؟ أليس ذلك أفضل؟ مبدأ النقاش في هذا الموضوع اتخذ قبل الان ولا احد يزايد على احد في هذا الموضوع، ولا احد ضد احد. كلنا نرى اين مصحلة لبنان. انتم الاعلاميين من مشاكلنا المحببة، وتحاولون ان تأخذونا بالمفرق. خذونا بالجملة، وعندما اقول ان النقاش جدي فليس معنى ذلك اننا نتقاتل".
وعما اذا كان الحل للموضوع الرئاسي تحت الطاولة وليس فوقها.. اجاب: الموضوع يحل فوق وتحت وتحت وفوق. المهم ان يحل".
سئل: البعض يقول ان تأجيل الحوار هو لانتظار موضوع القمة؟ اجاب: "القمة العربية ستعقد الثلثاء المقبل، ونحن سنعقد جلستنا صباح الاثنين".
سئل: ربما ستؤجلون مرة اخرى وتكون العملية مجرد مماطلة؟
أجاب: "السادة الذين يشاركون في الحوار يخاطرون امنيا ويعطون وقتهم، وكان هناك شيء من التأخير يحصل بالنسبة الى جلسات مجلس النواب، وكذلك بالنسة الى مجلس الوزراء. فهل تعتقدون ان كل ذلك في سبيل لا شيء؟ حرام الظن الى هذه الدرجة".
سئل: هل موضوع رئاسة الجمهورية سيكون بالتوافق؟
اجاب: "بالتأكيد، يجب ان يكون هناك توافق على هذا الموضوع لان قراراتنا ليست تصويتية، والقرارات التي تؤخذ كلها يجب ان تكون بالاجماع. لا يستطيع احد ان يفرض رأيه على الاخر، وطاولة الحوار ليست مؤسسة. هنا، ثمة نقاش وطني على طاولة مستديرة، وبالتاكيد يجب ان يكون هناك إجماع".
سئل: البعض اعتبر ان ازمة الحكم هي ازمة رئاسة الجمهورية؟
اجاب: "قلت في كلامي بهذا الموضوع، ان هناك جدول اعمال مطروحا وهذا الجدول وضع قبل كل المناقشات طبعا هو ليس قرآنا كريما وليس انجيلا مقدسا، ولكن بعد ان وافق المتحاورون على الطاولة عليه بالاجماع اصبح بالنسبة لي واللبنانيين مقدسا، ولذلك اريد ان امشي بموجبه، البند الاول في القرار 1559 فقرة أ مكتوب فيه رئاسة الجمهورية، لذلك أقول رئاسة الجمهورية".
وردا على سؤال قال: ما اريد ان اقوله ان كل المبادرات العربية لمؤازرة ومساعدة لبنان هي مبادرات مشكورة ومطلوبة، ونحن ابدا لا نجافيها على الاطلاق، بالعكس نحن نرحب بها ونعرف كم ان الاخوة العرب محبون للبنان، ونعرف كم هو حرصهم على لبنان وعلى مستقبله وازدهاره، وهذا الامر سيظهر غدا في بيروت 1 كما ظهر في باريس 2".
سئل: هناك من هدد بالعودة الى الشارع اذا توافقوا على تنحية الرئيس لحود؟
اجاب: الطرح في الشارع او غير الشارع اقول لكم انه عندما يكون هناك موقف قبل الموقف على طاولة الحوار، فكل واحد حر ان يقول ما يريد انا حر ان آخذ الموقف الذي اريده وغيري كذلك، وطالما ان هذا الموقف هو ضمن الطريقة الديمقراطية وضمن المعايير الشعبية فانه غير مستهجن، ولكن عندما يؤخذ موقف على طاولة الحوار وتحصل مواقف اخرى متناقضة فهذا الشيء الذي نقف ضده، لذلك عليكم ان تحاسبوا بعد هذا الامر".
وفور مغادرته ساحة النجمة قال الرئيس الجميل للصحافيين: ما زلنا نبحث في كيفية مقاربة الموضوع الرئاسي، من جهة سندرس المبادىء العامة التي سنعتمدها ومن جهة ثانية سنبحث موضوع الشخص".
وقال وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي: "لم نبحث إلا في موضوع الرئاسة والنقاشات كالعادة كانت هادئة".
وقال رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري: ناقشنا موضوع رئاسة الجمهورية بكل ايجابية ولم يكن هناك من محرمات، الكل تحدث في هذا الموضوع بالطريقة التي يجب ان يجري الحديث فيها، وكلنا نعرف ان هناك ازمة في البلد ويجب ان نجد لها حلا. كان الحوار ايجابيا جدا وانا متفائل جدا في موضوع رئاسة الجمهورية، وان شاء الله نتمكن من ايجاد رئيس جديد لبلدنا الحبيب لبنان".
وردا على سؤال قال: "لم نقدم اسماء، وتحدثنا بإيجابية وبالطريقة التي يجب الحديث فيها".
سئل: هل صحيح انك تتصرف كما نقل عن الرئيس لحود بعقلية الثأر؟
أجاب: "لا أعرف ما هي المسرحية التي يقال فيها "حكى"، "حكى رئيس الجمهورية". انا لا اريد ان ارد على الرئيس اميل لحود، فقد قال كلاما، واعتقد ان كل اللبنانيين يعرفون ماذا يمثل ومن يمثل، وما هو الرمز الذي يعطيه في لبنان. اليوم الرئيس اميل لحود يمثل من يمثله، وهناك اناس تدافع عنه، ولكن في نهاية المطاف هناك ازمة حكم يجب معالجتها".
وردا على سؤال آخر قال: ان ما نتطلع اليه بالنسبة الى حل مشكلة رئاسة الجمهورية، هو لمصلحة لبنان وكيف سننقله من المرحلة التي يعيشها من الركود الاقتصادي والمهاترات السياسية والخلافات، كيف سننقله من مرحلة نكون اتفقنا فيها على كل شيء الى مرحلة فيها استقرار سياسي في البلد، وهذا الاستقرار غير ممكن بوجود شخص اميل لحود".
سئل: نقل عنك انك منزعج وتحديدا من "حزب الله" على خلفية انكم في الجولة الاولى أعطيتم اكثر وحتى الآن لم يعطكم هو شيئا؟
أجاب: "لا احد أخذ اكثر من الثاني، والذي أخذ هو لبنان، ومصلحة لبنان هي في الاتفاقات التي توصلنا اليها على طاولة الحوار حيث اخذنا قرارات كبيرة ليست لمصلحة طرف على حساب الآخر".
سئل: هل صحيح ان المحادثات الجانبية التي حصلت بينك وبين السيد نصر الله توصل خلالها البحث كما سرب، الى حد تسمية الأسماء في موضوع رئاسة الجمهورية؟
أجاب: "اولا، انا لم يسجل علي انني سربت شيئا عن أي حوار حصل معي، سواء أكان مع السيد نصر الله او مع وليد جنبلاط او مع الدكتور جعجع، الامور كلها تمت مناقشتها مع السيد نصر الله بكل وضوح، والواضح كان كيف سننقل البلد من مكان الى آخر، أي الى الاستقرار والتركيز على الوضع الاقتصادي، لان ليس طبيعيا في لبنان ان نعيش ازمات سياسية وعدم استقرار سياسي في شكل دائم. وما حصل خلال الحوار، اننا اتفقنا على امور كثيرة كان هناك خلاف حولها، ولكي نستكمل التوافق لا يزال هناك بندان. وكما قلنا لا أحد يأتينا بالسر، ونحن لسنا مستعجلين، ونريد الوصول الى مرحلة عندما نقرر البت في هذين البندين يكون هناك استقرار سياسي لمدة طويلة لنتمكن من العيش في البلد في شكل يريح الشعب اللبناني".
وفي تصريح آخر، قال ردا على سؤال: "لقد حاول البعض وخصوصا (رئيس الجمهورية) اميل لحود أن "يفرط" الحوار، لكنه لم ينجح لاننا مستمرون ومصرون على ايجاد الحلول لكل بند من البنود المطورحة على جدول الاعمال".
وعن السقف العالي لبعض التصريحات التي سبقت الحوار، قال: "تحصل احيانا بعض الاخطاء من بعض الافرقاء او بعض الاحزاب، ونعالجها داخل قاعة الحوار".
وردا على سؤال عن كيفية استقبال النائب العماد ميشال عون بعد تصريحه الذي رفع فيه السقف جدا، قال: "هذه هي المشكلة، فالاجواء التي تنعقد في ظلها جلسات الحوار مختلفة نهائيا عما يحصل خارج قاعة الحوار".
عون
من جهته، قال النائب عون: بدأنا بموضوع لم ينته بعد، ولانه لم ينته هناك أفكار معلقة لا يمكن ان نقول اننا بحثنا فيها. لا يزال هناك افكار متضاربة، وفي الايام المقبلة سنجري إعادة ترتيب او استنتاج لجميع الافكار، وسيقترح حل او مقاربة لموضوع رئاسة الجمهورية، وعندئذ فقط تعرفون النتيجة بالتفصيل كي لا يكون هناك إشاعة او شيوع لافكار متضاربة. لا احد يستطيع ان يختصر خلاصة اربع ساعات من الحوار الجدي بدقيقتين، واذا اراد كل منا ان يتحدث فقد يظهر ان هناك اختلافا في وجهات النظر، ومعلوم انه ضمن النقاش هناك خلاف في الرأي، وسنعمل بالنتيجة لتخفيفه حتى نصل الى نقطة واحدة مشتركة".
وقال النائب حرب: "الاجواء جيدة وبالطبع تحتاج الى متابعة".
أما النائب إيلي سكاف فقال: "كانت أجواء جلسة اليوم طلعة ونزلة".
وقال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع "ان موضوع الرئاسة لا يزال قيد البحث، وكان اليوم يوم بحث رئاسة الجمهورية بامتياز، وللبحث صلة".
المصدر: صحيفة السفير 23آذار/مارس2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018