ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 25 آذار/ مارس 2006

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 25 آذار/ مارس 2006

ـ السفير ـ‏

كتبت "السفير" تقول ان الملفات المتبقية على طاولة الحوار اللبناني انتقلت إلى المطابخ الإقليمية والدولية، وبات المناخ الداخلي مجرد مناخ انتظاري، حتى تنجلي صورة الاتصالات والمشاورات الإقليمية التي تكثّفت عشية قمة الخرطوم، على وقع استمرار السجال المحلي حول مشاركة لبنان في القمة العربية. وفي موازاة ذلك، يستمر انشغال لبنان، لليوم الثاني على التوالي، بزيارة موفد الأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن إلى لبنان، حيث يواصل لقاءاته الرسمية والسياسية، قبل عودته إلى نيويورك من أجل البدء بإعداد تقريره الفصلي الجديد حول القضايا العالقة على صعيد تنفيذ القرار 1559، لا سيما موضوع سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني. في هذه الأثناء، بدت لافتة للانتباه، الزيارة التي قام بها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الى الرياض، واجتماعه بالملك عبد الله بن عبد العزيز وتسليمه رسالة خطية من الرئيس السوري بشار الأسد، وإجراء مباحثات شملت أيضا ولي العهد ووزير الخارجية، تناولت الملف اللبناني السوري كما قالت مصادر دبلوماسية سورية في العاصمة السعودية. وجاءت زيارة الشرع الى الرياض بعد أقل من اربع وعشرين ساعة على زيارة قام بها إلى شرم الشيخ والتقى خلالها الرئيس المصري حسني مبارك وكانت مخصصة للملف اللبناني السوري. وكان سبقها مباشرة استقبال الرئيس المصري لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي أعلن رسميا انه سيزور السعودية يوم الأحد المقبل للقاء الملك عبد الله ووزير الخارجية سعود الفيصل. وعلى الخط نفسه، انتقل الملف اللبناني السوري الى العاصمة الايرانية التي وصل إليها، مساء امس، فاروق الشرع في زيارة تستمر يومين يسلم خلالها رسالة من الرئيس الأسد الى الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد. وقد حرصت مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة الايرانية على القول إن هذه الزيارة كانت مقررة في وقت سابق ربطا بأعمال اللجنة السورية الايرانية المشتركة التي تعقد برئاسة نائبي الرئيس في كلا البلدين، إلا انها ستناقش أيضا الملف اللبناني السوري. وكشفت المصادر نفسها لـ"السفير" أن رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الايرانية سيصل الى بيروت في غضون الساعات القليلة المقبلة من أجل إطلاع المسؤولين اللبنانيين على بعض المستجدات الحاصلة في الشأن الاقليمي. لارسن يطرح أسئلة حول شحنات الأسلحة للمقاومة وكانت زيارة الموفد الدولي تيري رود لارسن قد استحوذت على الاهتمام السياسي والاعلامي اللبناني، أمس، حيث امضى نهاره متنقلا بين عدد من القيادات الرسمية والسياسية والعسكرية، على ان يواصل محادثاته اليوم خصوصا مع الرئيس السنيورة والنائب العماد ميشال عون إذا تم إيجاد حل لعقدة اللقاء معه، حيث كان لارسن قد طلب من عون ملاقاته في مكان آخر غير دارته في الرابية، امس، وظلت الاتصالات مستمرة ليلاً للتوافق على المكان. وفيما ركّز لارسن خلال لقاءاته على قضية مزارع شبعا وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وملف تبادل العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا، قالت مصادر دبلوماسية دولية في بيروت لـ"السفير" إن اللقاء الاهم هو الذي عقده لارسن مع قائد الجيش العماد ميشال سليمان والذي لم يتحدث بعده الموفد الدولي لوسائل الاعلام. وأضافت المصادر أن لارسن أثار مع سليمان ما اسمتها "قضايا امنية بالغة الدقة والحساسية تتصل بسلاح المقاومة وضبط المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، فضلا عن موضوع انتشار الجيش اللبناني في الجنوب والاوضاع اللوجستية للمؤسسة العسكرية". وتابعت المصادر ان لارسن حمل اسئلة محددة الى قيادة الجيش اللبناني وطلب الحصول على اجوبة محددة حولها، متوقفا بشكل خاص عند مسألة سماح الجيش اللبناني بنقل شحنات اسلحة للمقاومة سواء من داخل سوريا او من الاراضي اللبنانية باتجاه الجنوب، وذلك عطفا على البيان الذي كانت قد اصدرته قيادة الجيش قبل حوالى شهر، عندما اثير هذا الموضوع في وسائل الاعلام، الامر الذي استدعى ردا من لارسن من نيويورك عبّر فيه عن قلقه من موقف الجيش وسماحه بنقل شحنات الاسلحة الى "حزب الله". وأشارت المصادر الدبلوماسية الدولية الى ان لارسن "فوجئ برد قائد الجيش الذي أصرّ على ان ما قام به الجيش هو ترجمة لقرار سياسي متخذ في مجلس الوزراء اللبناني وفي البيان الوزاري للحكومة الحالية الذي نالت على أساسه ثقة المجلس النيابي". واعتبرت المصادر نفسها ان جواب سليمان "كان بمثابة رفع مسؤولية عن المؤسسة العسكرية من جهة وتثبيت لمسؤولية السلطة السياسية من جهة ثانية". وتابعت المصادر ان لارسن ومساعديه أثاروا تفصيلياً قضايا المعابر الحدودية غير الشرعية بين لبنان وسوريا وأهمية مراقبة الشواطئ، خاصة في ضوء معلومات جرى تداولها مؤخرا حول محاولات لنقل اسلحة الى لبنان عبر بعض النقاط البحرية غير الشرعية. وقالت المصادر ان قيادة الجيش اللبناني ردت بالوقائع والارقام حول الإجراءات

المتخذة على طول الحدود مع سوريا من اجل ضبط الحدود وإقفال المعابر غير الشرعية ومنع اعمال التهريب قدر الامكان، خاصة في ظل النقص الذي اصاب الجيش سواء على صعيد العتاد او العديد وحالة التقشف في الدولة التي تشمل المؤسسة العسكرية. وتوقفت المصادر نفسها عند قول قائد الجيش العماد ميشال سليمان للموفد الدولي في سياق استعراض الوضع في الجنوب اللبناني والاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لـ"الخط الأزرق" انه إذا حصل أي اعتداء إسرائيلي ضد لبنان، "فإن قيادة الجيش اللبناني، بالتنسيق مع السلطة السياسية، ستفتح الحدود بين لبنان وسوريا من اجل توفير الحماية للبنان". وأكدت المصادر أن جواب سليمان "لم يكن موضع ترحيب من قبل الجانب الدولي". وشملت لقاءات لارسن، أمس، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الخارجية فوزي صلوخ ووزير العدل شارل رزق والنائب وليد جنبلاط (في منزل الوزير مروان حمادة وبحضوره) ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع (في مكتب وزير السياحة جو سركيس وحضوره) والعماد ميشال سليمان. ودعا لارسن، في اكثر من تصريح، لبنان وسوريا الى الاتفاق على ترسيم الحدود بينهما في منطقة مزارع شبعا، وقال للصحافيين ان "الخط الازرق" هو خط الانسحاب‏

و"يتطابق (او "ينسجم" في تصريح آخر) مع الحدود الدولية (بين لبنان وسوريا) على أي حال"، وأشار الى "ان الأمم المتحدة لا تستطيع عقد اتفاق بشأن الحدود لأنه من اختصاص دولتين ذاتي سيادة. ومن ثم من الضروري ان يتفق ممثلون عن لبنان وسوريا رسميا على الحدود بين البلدين. ولا يمكن للبنان او لسوريا القيام بذلك بشكل أحادي الجانب"، وقال ان الأمم المتحدة "ستكون مستعدة للمصادقة على هذه الحدود إذا طلب منها ذلك وبذل كل الجهود الممكنة في هذا الشأن". وأعرب لارسن عن تأييده للحوار مشيدا بالرئيس نبيه بري وكيف استطاع جمع القادة اللبنانيين لمناقشة‏

"كل المحرمات السابقة"، وشدد على اولوية تخفيف حدة التوتر بين لبنان وسوريا وأن يقيما علاقات دبلوماسية بأسرع وقت ممكن بما يؤدي الى استقرار البلدين، ملاحظاً وجود دعم من الدول العربية ومجلس الامن في هذا الاتجاه، على ان يتوازى التبادل الدبلوماسي مع ترسيم الحدود فوراً ومن دون أي تأخير ولا سيما في مزارع شبعا "التي علمنا أخيراً أن ملكيتها تعود الى لبنان". وقالت مصادر الرئيس نبيه بري إن الاخير شدد امام الموفد الدولي ان "من الصحيح ان الحوار صنع في لبنان لكنه يحتاج الى مواد اولية والمطلوب إنضاج نتائجه اقليمياً ودولياً". ورد لارسن معتبرا ان الحوار "أعطى بنتائجه نوعاً من المصداقية الدولية للبنان". ونفت المصادر ان يكون لارسن يحمل اية مبادرة بل يقوم بجولة استطلاعية ويكون في اغلب الاحيان في موقع استجواب مستقبليه. في السياق نفسه، استقبل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، امس، نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في مزرعته في الجنادرية قرب الرياض للبحث في التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية في الخرطوم الثلاثاء، بحسب ما أفاد دبلوماسي سوري وكالة "فرانس برس". وقال الدبلوماسي السوري إن "اللقاء ركز على التحضيرات من اجل القمة العربية المقبلة في الخرطوم لا سيما ما يتعلق بالوضع السوري اللبناني وبالعراق والأراضي الفلسطينية". وأضاف "كانت زيارة الشرع مهمة ولها نتائج إيجابية على صعيد إنجاح القمة". وذكرت وكالة الانباء السعودية ان الشرع والوفد المرافق له تناولوا طعام الغداء مع الملك عبد الله. وأشارت الى انه جرى خلال الاجتماع بين عبد الله والشرع "بحث مجمل الأحداث والتطورات على الساحات العربية والاسلامية والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع فى العراق اضافة الى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها فى جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين". وذكرت وكالة "سانا" ان الملك عبد الله تسلم رسالة من الأسد "تتعلق بالمستجدات في المنطقة". وأشارت الى ان الشرع اجرى ايضا محادثات مع ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. ونقلت وكالة‏

"يونايتد برس انترناشيونال" عن مصدر دبلوماسي سوري في الرياض قوله إن الجانبين السعودي والسوري تطرقا أيضا إلى العلاقات السورية اللبنانية وضرورة عقد قمة سورية لبنانية لكسر الفتور في العلاقات بين البلدين. وأضاف المصدر نفسه أن الملك السعودي "شدد على ضرورة عودة العلاقات السورية اللبنانية إلى طبيعتها وتفويت الفرصة على المتربصين بالبلدين". وفي وقت لاحق، وصل الشرع الى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين "تتناول التطورات الاقليمية والدولية وكذلك التعاون الثنائي بين البلدين" كما أفاد التلفزيون الايراني، مشيراً الى أن الشرع يزور إيران على مدى يومين بدعوة من نظيره برويز داودي. وأوضح الشرع انه يحمل رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد الى نظيره الايراني محمود احمدي نجاد وأنه سيتناول في مباحثاته مع المسؤولين الايرانيين شؤون المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وأفادت وكالة الانباء الايرانية ان الشرع اجتمع مساء امس بوزير الامن الايراني غلام حسين محسني اجئي بحضور سفير ايران في دمشق محمد حسن اختري، وتركز البحث على الاوضاع الاقليمية "وخاصة في العراق". من جهة ثانية، نفى المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة، مساء امس، ما نقلته بعض وكالات الانباء العالمية على لسان مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل من انه سيحضر قمة الخرطوم، وقال ان السنيورة "لم يتخذ بعد قراره في هذا الصدد وان الامر ما زال موضع دراسة وتشاور، وهذا ما سيتضح في ضوء استكمال الاتصالات العربية التي يجريها ولن يكون ذلك قبل يوم الاثنين المقبل".‏

ـ النهار ـ‏

تساءلت "النهار" اذا كان الحوار الوطني ينتظر ترياقاً ما من قمة الخرطوم الثلثاء المقبل، مع ان لبنان ليس بندا رسمياً مدرجاً في جدول اعمالها؟ ولقد عكست هذا الانطباع سلسلة التحركات الاخيرة في اتجاه عرابي دور عربي حيال العلاقات اللبنانية – السورية. فبعد زيارته شرم الشيخ ومقابلته الرئيس حسني مبارك الخميس الفائت، يزور رئيس الوزراء فؤاد السنيورة غدا الاحد الرياض للاجتماع بالعاهل السعودي الملك عبدالله الذي كان التقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. ولزم السنيورة الصمت حيال زيارة الرياض، الا انه اكتفى بالقول ل"النهار" ان "التشاور مهم وخصوصا في هذه المرحلة. والزيارة تأتي في هذا الاطار". وابلغ وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط الى موفد "النهار" الى القمة خليل فليحان ان الوضع في لبنان سيكون في مداولات القادة العرب "بهدف اخراج لبنان وسوريا من الوضع الصعب بينهما". واوضح انه لا يتوقع لقاء بين الرئيسين حسني مبارك واميل لحود في الخرطوم، وان موضوع لبنان "ليس مدرجا في جدول الاعمال، واعتقد انه سيكون مطروحا في المداولات". وادرج لقاء مبارك ورئيس الوزراء اللبناني بانه "اتاح للرئيس مبارك التعرف الى آخر التطورات في الشأن الداخلي اللبناني والرؤية السورية. وفي هذا الاطار استمع الرئيس باكبر قدر من الاهتمام الى حديث رئيس الوزراء السنيورة بالنسبة الى مسائل الحوار الداخلي اللبناني واستشعر الكثير من التشجيع لتقدم الحوار. صحيح ان هناك عقبات لمسائل محددة لم يتم التقدم فيها، ولكن هناك احساسا ان لبنان يتحرك الى الامام في الشأن الداخلي، والوحدة اللبنانية تعود مرة اخرى. في الجانب الآخر، سوريا لها رؤية في ما يتعلق بكيفية التعامل مع الملف اللبناني والموضوع الفلسطيني ومع تحقيقات سيرج برامرتس سواء بالنسبة الى انشاء المحكمة الدولية او التحقيق في استشهاد الرئيس رفيق الحريري وهذه العناصر كلها اهتم الرئيس بالاستماع اليها. تبقى كيفية التحرك. الامر يحتاج في تقديري الى مزيد من التنسيق المصري – السعودي – السوري – اللبناني وصولا الى مرحلة ربما يتم فيها الدفع نحو التفاهم اللبناني – السوري". وهل من افكار مصرية معينة توفيقية طرحت في شرم الشيخ، قال: "ليس بعد". وحيال المطالبة بتنحية الرئيس اللبناني اميل لحود قال مقاطعا: "يصعب جدا على مصر ان تتدخل في ذلك. انتم في لبنان تحتاجون الى قليل من الصبر. لا تستعجلوا، اصبروا قليلا. ما لا ينتهي غدا ينتهي بعده". واكد "تفهم مصر اي قرار دولي يتعلق بالشأن اللبناني وهي مستعدة لان تتعامل معه ايجابيا". ومن المقرر ان تعقد لجنة المبادرة العربية اجتماعا العاشرة صباح اليوم السبت، ثم يفتتح وزير خارجية السودان لام اكول اجاوين مؤتمر وزراء الخارجية. وتضم لجنة المبادرة والاردن البحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان وسوريا وفلسطين وقطر ولبنان ومصر والمغرب واليمن والامين العام للجامعة العربية. ونقل فليحان عن مصادر وزارية عربية مشاركة في المؤتمر الذي يحضّر مشروع جدول اعمال القمة ال 18، ان المطالبة بتنحي الرئيس اميل لحود ليست مطروحة على المناقشة وان هذه "مسألة لبنانية داخلية لا يجوز التعاطي بها". واذا كان لا بد من مساع لتقريب وجهات النظر فيجب ان تكون عن بعد عبر مشاورات وأفكار شرط قبول الاطراف بها". وأكدت "ان الحوار الجاري في بيروت يجب دعمه وعدم المساس به من طريق مداخلات عربية معينة مع فئة دون اخرى، اذ ان لبنان عانى الكثير في السنوات الاخيرة من هذا النوع من التدخل في شؤونه مما أدى الى خلافات حادة استمرت وكانت دموية قبل اتفاق الطائف وبقيت على حالها بعده وكثرت الاغتيالات العام الماضي نتيجة للآثار السلبية للخلافات السياسية". وأفادت ان الرئيس المصري نصح للرئيس فؤاد السنيورة بالمشاركة في قمة الخرطوم في عداد الوفد الرسمي اللبناني واعطاء صورة جيدة عما يجري في لبنان دون الغوص في "أزمة الحكم" التي تحتدم يوماً بعد يوم. ولم يستبعد الجانب المصري مشاركة السنيورة في القمة اذ شعر برغبة لديه. وكان وفدا المفرزة السباقة لكل من الرئيسين لحود والسنيورة ينزلان في الفندق نفسه في العاصمة السودانية. واذ تحدثت معلومات عن امكان اجراء اتصال لبناني – سوري على هامش القمة العربية، فان السنيورة لم يقرر بعد الذهاب الى الخرطوم، رغم تلقيه نصيحة بعدم المشاركة في أعمال القمة من قطب بارز في الغالبية والاكتفاء بزيارتي شرم الشيخ والرياض. علماً ان وزير الخارجية فوزي صلوخ توجه أمس الى العاصمة السودانية، وأكد قبيل مغادرته ان لبنان سيتمثل بوفد واحد، وان لا طرح للملف اللبناني في القمة. الا ان مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل اعلن أمس، كما نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" من الخرطوم، ان لحود والسنيورة سيشاركان في القمة. وأضاف: "نحن نأمل في ان تحدث القمة اختراقاً في ملفي الحوار اللبناني – اللبناني والعلاقات السورية – اللبنانية"، مؤكداً ان "الاتصالات مستمرة مع العاصمتين

، وهناك جهود مبذولة حتى تتمكن القمة من اعطاء قوة الدفع لهذين الملفين". وأكد ان "الجهود ستستمر لمحاصرة أي استهداف لسوريا، ومحاصرة التوتر في العلاقات السورية – اللبنانية". وقال مصدر رفيع في الجامعة العربية ان لحود والسنيورة سيشاركان جنباً الى جنب في المشاورات غير الرسمية التي سيجريها القادة العرب خلال القمة حول ملفي الحوار الوطني اللبناني، والعلاقات السورية – اللبنانية، حتى تتاح لكل منهما الفرصة لعرض وجهة نظره، في حين ان لحود سيكون ممثلاً للبنان في الاجتماعات الرسمية للقادة. وليلا صدر عن المكتب الاعلامي للسنيورة رد على مستشار الرئيس السوداني جاء فيه ان "رئيس مجلس الوزراء، اذ يعرب عن احترامه وتقديره لدولة السودان الشقيقة وللدور الذي يقوم به معالي الوزير مصطفى عثمان اسماعيل ولسيادة الرئيس عمر البشير، وللجهود الكبيرة التي يبذلها لمصلحة الامة العربية، وعلى وجه الخصوص الدور الذي يضطلع به سيادة الرئيس السوداني خلال اعمال هذه القمة وما سينتج عنها وما سيليها، لكن رئيس مجلس الوزراء لم يتخذ بعد قراره المشاركة في اعمال القمة التي ستنعقد في الخرطوم، وان قراره في هذا الصدد، لا يزال موضع درس وتشاور. وهذا ما سيتضح في ضوء استكمال الاتصالات العربية التي يجريها، ولن يكون ذلك قبل يوم الاثنين المقبل". وقال قطب بارز في الغالبية ان القمة العربية تتجه الى اصدار قرار يدعم الحوار الوطني في لبنان، بما يشير الى دعم نتائجه وتأمين تغطية عربية لها، وهذا يكسب بنود اقامة تمثيل ديبلوماسي لبناني – سوري وتجريد المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات من سلاحها وتحديد الحدود، ابعادا خاصة من شأنها احراج دمشق التي ربما اقدمت في رأي هذا القطب، على محاولة ممارسة مزيد من الضغوط على لبنان للحؤول دون تطبيق هذه القرارات. ولذلك فان الجولة المقبلة للحوار الوطني الاثنين قد لا تتعدى استمرار تداول موضوع مصير الرئيس اميل لحود دونما اتخاذ قرار جدي في شأنه في انتظار التحرك العربي على هامش قمة الخرطوم، ونظرا الى حجم الخلافات والانقسامات الداخلية حيال هذا الموضوع. وتابعت "النهار" قائلة ان زيارة موفد الامين العام للامم المتحدة المكلف مراقبة تنفيذ القرار 1559 تيري رود – لارسن للبنان، منحت الحوار الوطني جرعة اضافية بتأكيد دعمه له وتبنيه ضمنا ما اقره الحوار وخصوصا ما يتصل بترسيم الحدود واقامة علاقات ديبلوماسية لبنانية – سورية. وقد اجرى امس سلسلة اجتماعات شملت وزير الخارجية فوزي صلوخ، ووزير العدل شارل رزق، وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ووزير الاتصالات مروان حماده، ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مكتب وزير السياحة جوزف سركيس وزار مساء رئيس الغالبية النيابية سعد الحريري. وانسجاما مع استمرار المقاطعة الديبلوماسية الدولية للحود ترجمة للتشكيك في شرعيته، احجم رود – لارسن عن الاجتماع به. كذلك استثنى من لقاءاته الرئيس ميشال عون. ورافقه في تحركه الممثل الشخصي للامين العام في لبنان غير بيدرسن. وفي سلسلة مواقف اطلقها، على اثر مقابالته هذه، ابدى رود- لارسن ارتياحه الى مسار الحوار اللبناني واجتماع جميع الاطراف اللبنانيين للمرة الاولى الى طاولة واحدة. وشدد على ضرورة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، داعيا الطرفين الى الجلوس معا لوضع حلول للمسائل المتعلقة بالحدود بينهما. واذ لاحظ ان هناك وثائق تثبت ملكية لبنان اراضي مزارع شبعا، اعتبر ان هذا الامر لا يلزم الامم المتحدة، وان اتفاق الحدود لا تقوم به الامم المتحدة وانما لبنان وسوريا و"اذا ما جرى توقيع هذا الاتفاق بالطريقة الصحيحة يتم عندها ارساله الى الامم المتحدة لكي تصبح الحدود بين لبنان وسوريا موثقة". وكرر ان هذا الامر لا يقوم به كل طرف منفرداً. وايد "علاقات ديبلوماسية طبيعية" وانشاء سفارتين بين البلدين من خلال عمل ثنائي حواري معتبراً ان دعماً من الدول العربية ومجلس الامن في هذا الاتجاه بغية حل المشكلات عبر المسار الديبلوماسي. وقال: "من المهم ان يجري الحوار الوطني على اساس مبادئ اتفاق الطائف الذي ينعكس ايضاً على القرار 1559". وابرز اولوية تخفيف التوتر بين لبنان وسوريا وترسيم الحدود في اقرب وقت ممكن تجنباً لهذا التوتر. ويتلاقى هذا الموقف مع ما ابلغه جنبلاط الى "النهار" بأن "مزارع شبعا هي المدخل الى بسط سيادة الدولة على كل اراضيها، وتطبيق اتفاق الطائف (...) وما لم يصر ترسيم الحدود فسيظل النظام السوري يستبيح السيادة اللبنانية ويرسل السلاح لتعزيز المقاومة، والسلاح للفلسطينيين". وذكرت معلومات ان مسؤولاً ممن التقاهم رود – لارسن استبق لقاءه اياه واجرى اتصالاً بالعماد ميشال عون وراجعه في موضوع مزارع شبعا. وبدا ان رود – لارسن وجّه انتباهه الى موضوعي ترسيم الحدود والعلاقات الديبلوماسية في الحوار اللبناني، من غير ان يتخذ موقفاً من مصير الرئيس اللبناني في اطار الحو

ار اللبناني، مشدداً على دعم الحوار "المميز" بين اللبنانيين. وسيمكث رود – لارسن يوماً آخر في بيروت ويلتقي اليوم نواباً كانوا وقعوا التمديد للحود "مرغمين"، ويغادر غداً الاحد. واستناداً الى اوساط دبلوماسية لبنانية تابعت جولته، فإن رود – لارسن تحدث للمرة الاولى عن حوار لبناني – سوري مباشر لازالة التوتر بين البلدين، مما عكس لغة جديدة في مقاربة العلاقة بين البلدين من ضمن الاصرار على تنفيذ ما تبقى من القرار 1559، علماً انه استثنى هذه المرة دمشق من جولته العربية، واستناداً الى اوساط من التقاهم رود – لارسن فإن دعوته الى الحوار مع سوريا وتشجيع الحوار اللبناني هما الجديد الوحيد الذي حمله معه استعداداً لاعداده تقريره نصف السنوي الثاني الذي سيرفعه الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الشهر المقبل، مكتفياً باستمزاج آراء من اجتمع بهم. وكان رود – لارسن وصل الى بيروت مساء الخميس ولبى دعوة السنيورة ثم زار ضريح الرئيس رفيق الحريري. وسألت "النهار" رئيس الغالبية النيابية سعد الحريري عن المسار الذي يرتقبه للحوار الوطني في جولته المقبلة، فأجاب: "الحوار الوطني سيؤدي الى المكان المطلوب، وهو اقالة الرئيس اميل لحود. وجلوسنا الى طاولة الحوار وعملنا بجدية وامانة وصراحة من اجل التوصل الى حلول لمشكلات كثيرة كنا نعتقد اننا قد لا نتوصل اليها، وهذه هي حال التحقيق الدولي والمحكمة الدولية والعلاقات اللبنانية – السورية والسلاح الفلسطيني. وهي مواضيع شائكة. حتى السلاح الفلسطيني في الخيمات وخارجها توصلنا الى حل لا يرمي الى تخويف الفلسطينيين لاننا كنا اول من يتحسس قضيتهم وحمايتهم. نحن جزء من قضيتهم، وهم الشعب الذي كان اكثر من عانى مصاعب. ناقشنا موضوع سلاحهم وكذلك مشكلاتهم الاجتماعية من اجل تفادي معاملتهم على نحو ما كان يحصل ايام السوريين ورستم غزالي". واضاف: "اما بالنسبة الى اقالة رئيس الجمهورية، فهو المطلب والهدف الرئيسي، والذي يريد استمراره في السلطة فيلتحمل مسؤولية بقائه ومسؤولية تدهور الوضع. لذلك اعتقد ان هناك بوناً شاسعاً بين ان يبقى لحود وان يذهب. نحن نعوّل على مرحلة طويلة من الاستقرار مع رحيله، والا فإننا سنتخبط في عدم استقرار. واعتقادي ان هناك اقتناعاً لدى جميع المشاركين في الحوار بضرورة رحيله. اما البديل فهو امر لا يناقش في اي حال في الصحافة ووسائل الاعلام، بل تجرى محادثات واتصالات بين الاطراف بعيداً من الاضواء توصلاً الى اتفاق يكرّس في مجلس النواب بانتخاب الرئيس الجديد". واعتبر الحريري ان هناك "تقارباً في الافكار حيال اسقاط لحود، وبلغنا مرحلة متقدمة، مع تشديدي على دور البطريرك مار نصرالله بطرس صفير كركن اساسي لانه هو الذي سيبارك الاتفاق على الرئيس الجديد". ونفى ان تكون الجولة الثالثة من الحوار قد تجاهلت سلاح المقاومة "لان الموضوع العالق الآن هو رئاسة الجمهورية، وكان قد تبقى من جدول الاعمال بندان. وكنا قد تحدثنا كثيراً وطويلاً في سلاح المقاومة في الجلسات السابقة، الآن هناك ازمة حكم وازمة رئاسة يتم التركيز عليها ومناقشتها بصراحة وعمق. نريد ان نتوصل الى حل حيال رئيس للجمهورية لا يزال يدافع عن المرحلة السابقة في لبنان التي يريد ان يتخطاها اللبنانيون، مرحلة سوريا التي يتمسك بها ويفاخر. وهو أمر مثير للاستغراب لان هذا الرجل الذي يدافع عن الضباط الاربعة وعن سوريا كان يريد في أحد الأيام ادخال الرئيس فؤاد السنيورة الى السجن، ولا نريد ان ننسى ايضاً مسؤوليته عما حدث في 7 آب. لا نريد ان نتذكر ما يذكرنا به رئيس الجمهورية ويريدنا كذلك ان نعود اليه. انا لا أقول انه شخصياً قتل الرئيس الحريري ولكنه كان رئيس مرحلة اعادت لبنان الى الوراء عوض ان يتعاون مع الرئيس الشهيد، وكان يتهمه بانه يريد بيع البلد". وقال الحريري: "هناك لجنة تحقيق دولية في اغتيال الرئيس الحريري وكنت قد أعلنت انني سأتقبل النتيجة التي ستتوصل اليها. وعندما تحدثت عن مسؤولية سوريا، فاستناداً الى ما ورد في تقريري القاضي الألماني ديتليف ميليس عن تورط سوري في هذه الجريمة". وماذا يتوقع من القمة العربية في الخرطوم الاسبوع المقبل، قال: "ما أقره مؤتمر الحوار الوطني هو مجموعة بنود لبنانية اجمع عليها اللبنانيون، الا ان تطبيقها يتطلب تعاوناً سورياً. فالتحقيق الدولي يتطلب تعاوناً سورياً، وكذلك اعادة تنظيم العلاقات اللبنانية – السورية بما في ذلك اقامة تمثيل ديبلوماسي بين البلدين على مستوى السفارة، وجمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتحديد الحدود الدولية وخصوصاً في مزارع شبعا، وهذا ما كان أوصى به وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير في القاهرة. ولا يمكن ان يساعدنا على تطبيق هذه البنود الا العرب. وهذا أمر طبيعي لانهم شجعونا على الحوار الداخلي ودعموه ودعوا الى نجاحه. وكذلك لا نريد ان نكتفي بقرارات لبنانية، وانما تطبيقها، ونحن نطلب مساعدتهم من أجل ذلك".‏

ـ الديار ـ‏

كتبت "الديار" تقول, لقد طرحت أمس أسئلة حول اسباب توسيع موفد الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن نطاق ‏لقاءاته لتشمل الى جانب عدد من المسؤولين قيادات سياسية مشاركة في الحوار الوطني. وتأتي ‏جولة رود لارسن المكلف بمتابعة تنفيذ القرار 1559 قبل ثلاثة ايام من استئناف الحوار ‏لمتابعة مناقشة موضوع رئاسة الجمهورية.‏ وعلمت «الديار " من مصادر مطلعة ان رود لارسن حرص خلال اللقاءات التي اجراها على تتناول ‏موضوع رئاسة الجمهورية، وطرح اسئلة عديدة حول هذا الشأن مستفسراً أين وصل هذا الموضوع.‏ وعلى الرغم من ان مهمة الموفد الدولي لا تتناول هذا الموضوع إلا ان لارسن كان حريصا على ‏بحثه مع الذين التقاهم من باب عرض نتائج واجواء الحوار الوطني اللبناني.‏ وشملت جولة رود لارسن أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزيري الخارجية فوزي صلوخ وشارل ‏رزق ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير ‏جعجع، كما التقى قائد الجيش العماد ميشال سليمان.‏ كما زار لارسن في وقت لاحق من مساء أمس رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، ‏وعرض معه المهمة التي يقوم بها في لبنان ومختلف دول المنطقة وآخر المستجدات.‏ ومن المقرر ان يزور اليوم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ولم يلحظ برنامج زيارته لقاء ‏رئيس الجمهورية إميل لحود. وقالت مصادر مطلعة في هذا المجال ان استثناء الرئيس لحود من ‏برنامج زيارة رود لارسن ليست بعيدة عنها الضغوط الاميركية المستمرة لمحاولة عزل رئيس ‏الجمهورية.‏ وفي تصريحاته ركز رود لارسن على «ضرورة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا ، وقال «انه في ظل ‏التوتر الحاصل بشأن نقاط معينة على الحدود، من الضروري وبشكل طارىء أن يجلس الفريقان ‏لحل كل المسائل المتعلقة بالحدود ‏ واذ أشاد بالحوار الوطني اللبناني واستمراره، دعا الحكومتين اللبنانية والسورية للاتفاق ‏على ترسيم الحدود في مزارع شبعا وتوقيع هذا الاتفاق وارساله الى الامم المتحدة لكي تصبح ‏الحدود بين لبنان وسوريا موثقة. وقال «اننا سوف نقدم كل الدعم الممكن لهذا الجهد. واعتقد ‏ان المباحثات التي تجري حالياً في العالم العربي حول هذا الموضوع دالة على ان الوقت مناسب ‏لكي يجلس الطرفان بشكل طارىء ويتخذا القرار، وايا تكن النتيجة فاننا ندعمهم الى ذلك انتقد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مواقف لارسن وقال «نحن لا نحتاج ‏الى محاضرات خاطئة يلقيها لارسن حول حدود مزارع شبعا، وهو الذي قال انه رسم خطا ازرق ‏وهذا الخط ليس حدوداً للبنان، حدود لبنان تزيد عن الخط الازرق بثلاث نقاط اضافة الى مزارع ‏شبعا اعجبهم ذلك ام لم يعجبهم اضاف «لن نثبت نحن مزارع شبعا على الذي يدعيها في ‏العالم ان يثبتها هو وان يأتي ليأخذها ان كان يستطيع ان يمد اليد اليها وندافع عن ‏مزارع شبعا بحدودها التي نعرفها ولا علاقة للامم المتحدة لتتدخل بيننا وبين سوريا اضاف ‏‏«نقول للارسن انك تضيع وقتك، فأنت تمارس ضغطاً على لبنان لتضييع حقه في مزارع شبعا ولكن ‏نحن لن نقبل كمقاومة ان يضيع الحق ‏ واكد قاسم «يجب ان تعلم اننا في لبنان نواجه ازمة حقيقية، ووجه من وجوه ازمتنا يتمثل ‏بالتدخل الاميركي الدائم في شؤوننا وانتم تسمعون بوش في كل يومين او ثلاثة يتحدث عن لبنان ‏اكثر مما يتحدث عن اي ولاية اميركية وهم يحاولون ان يعرضوا علينا اجندتهم الاميركية سواء ‏بالحديث عن الرئاسة او تطبيق القرار 1559.‏

ـ المستقبل ـ‏

رأت "المستقبل" انه مع اقتراب موعد الجلسة الرابعة للحوار الوطني اللبناني، بعد غد الاثنين، تزداد الحركة الديبلوماسية نشاطاً، عربياً ودولياً، متقاطعة مع تسارع الاستعدادات لقمة الخرطوم العربية، حيث تلعب الرياض والقاهرة دوراً بارزاً في هذه الحركة. وأعلن أن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة سيزور العاصمة السعودية غداً الأحد، بعدما زار العاصمة المصرية أول من أمس، فيما زار نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الرياض أمس بعدما كان قد زار القاهرة أول من أمس أيضاً. هذه الحركة اللبنانية ـ العربية تقاطعت مع سلسلة لقاءات عقدها موفد الأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن مع مسؤولين وقيادات لبنانية، برز خلالها قوله: "نحن واعون بشكل كامل بأن هناك وثائق تثبت ملكية أراضي مزارع شبعا، وهذا بالطبع مهم جداً إلا أنه ليس بالأمر الذي يُلزم الأمم المتحدة لأن اتفاقية الحدود لا تقوم بها الأمم المتحدة بل بين دولتين تتمتع كل منهما بالسيادة، مما يعني أنه من الضروري الآن أن يجلس ممثلو كل من الحكومتين السورية واللبنانية معاً ويتفقوا على هذه الحدود وإذا ما جرى التوقيع على هذه الاتفاقية بالطريقة الصحيحة يتم عندها إرسالها إلى الأمم المتحدة لكي تصبح الحدود بين لبنان وسوريا موثقة". وبموازاة حركة للسفيرين الأميركي جيفري فيلتمان، الذي زار رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري وأكد دعم بلاده القوي لعملية الحوار الوطني وأملها بأن يستكمل الحوار كل المواضيع المطروحة على أجندته، والفرنسي برنار ايمييه الذي زار الرئيس السنيورة، كان هناك موقفان لافتان: الأول لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش، مساء أول من أمس، أكد فيه أن على دمشق أن تقلق من النهاية التي يمكن أن تفضي إليها التحقيقات في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال انه لو كان يجلس في دمشق ويتابع سير هذه التحقيقات "لشعر بالقلق حيال النهاية التي يمكن أن تفضي إليها"، مشيراً إلى أن "هناك جوانب من القرار 1559 لم يتم تنفيذها بعد وخصوصاً في ما يتعلق بإجراء انتخابات حرة وعادلة، والعملية السياسية التي تتضمن منصب الرئاسة بالذات، والتدخل السوري ثم تواجد ميليشيات مسلحة داخل لبنان". الموقف الثاني جاء على لسان المستشار النمسوي ولفغانغ شوسيل الذي تترأس بلاده حالياً الاتحاد الأوروبي، بعد قمة الاتحاد في بروكسل أمس، حيث أكد دعم الاتحاد الأوروبي للبنان، حكومة وشعباً، وكذلك مساندة النتائج الأولية للحوار الوطني، ودعم عمل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، معرباً عن أمله أن يتم التحضير لعقد مؤتمر بيروت لدعم لبنان سياسياً واقتصادياً، في أقرب وقت ممكن. وأفاد مكتب السنيورة أمس أنه سيلتقي في الرياض غداً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وسيتركز البحث على الوضع في لبنان والمنطقة عشية القمة العربية التي ستعقد في الخرطوم في 28 و29 من الشهر الجاري. وكان السنيورة أجرى الخميس في شرم الشيخ في مصر محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك. وقد عرض السنيورة أمس العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة مع السفير الفرنسي الذي قال بعد اللقاء "كررت دعمنا الكامل للتوافق الأولي في الحوار الوطني، وهي التي تأتي ضمن قرارات مجلس الأمن.. نحن نشجع الفرقاء على مواصلة هذا الحوار"، كما "بحثنا أيضاً في مجموعة المبادرات والمهمات الحالية لمصلحة التأكيد على الاستقلال والسيادة الكاملة والحرية للبنان". وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه جرى خلال استقبال العاهل السعودي للشرع "بحث مجمل الأحداث والتطورات على الساحات العربية والإسلامية والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين". كذلك استقبل ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز في مزرعته في الرياض الشرع والوفد المرافق له. وأشارت وكالة الأنباء السورية "سانا" إلى أن الشرع سلم خادم الحرمين الشريفين رسالة من الأسد تتعلق بالمستجدات في المنطقة، مضيفة أنه تم خلال الاجتماع "بحث تطورات الأوضاع في المنطقة وخصوصاً في لبنان والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين حيث تم التأكيد على أهمية وتاريخية هذه العلاقة والحرص المشترك على تعزيزها في مختلف المجالات". بعد الرياض توجّه الشرع إلى طهران في زيارة تستمر يومين ينقل خلالها رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد إلى نظيره الايراني. وقال الشرع لدى وصوله انه سيناقش مواضيع تتعلق بالعلاقات الثنائية والتطورات الدولية والاقليمية. وتابعت "المستقبل" تقول , لقد زار الموفد الدولي أمس كلا من رئيس المجلس النيابي ووزيري الخارجية فوزي صلوخ والعدل شارل رزق وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، كما التقى النائب سعد الحريري رئيس كتلة "تيار المستقبل" في دارت

ه في قريطم ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في منزل وزير الاتصالات مروان حماده، ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في مكتب وزير السياحة جو سركيس. وأشاد لارسن بمبادرة بري "الحوارية المتميزة بين جميع الأطراف في لبنان، وهي المرة الأولى التي يجتمعون فيها إلى طاولة واحدة ولأسابيع عدة". وبعد لقاءاته العديدة أطلق لارسن سلسلة مواقف موضحاً أنه شدد على أن يكون الحوار الوطني اللبناني مرتكزاً على أسس اتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن 1559، كما شدد "على أن الأولوية الآن هي لتخفيف حدة التوتر بين لبنان وسوريا"، معرباً عن اعتقاده بأن "أفضل ما يقوم به البلدان الآن وفي أسرع وقت ممكن هو إقامة علاقات ديبلوماسية بينهما بما يؤدي إلى الاستقرار بين البلدين". كذلك شدد لارسن على "ان الخط الأزرق هو خط انسحاب، وفق ما لدى القسم الطوبوغرافي والقسم القانوني في الأمم المتحدة، وهذا الخط يتطابق مع الحدود الدولية على أي حال، وهو لا يؤثر سلباً على أي اتفاقية حدود مستقبلية"، وأشار إلى أن "الحكومة اللبنانية أبلغت الأمم المتحدة رسمياً عام 2000 أنها ستحترم الخط الأزرق إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود بين الدولتين اللبنانية والسورية على أن يُبلغ الاتفاق إلى الأمم المتحدة". وحول موضوع مزارع شبعا قال لارسن إن على لبنان وسوريا الاتفاق على ملكيتها ورسم خريطة توضح الحدود بينهما وإرسالها إلى الأمم المتحدة رسمياً، وهذا الأمر يؤكد أهمية إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين لأن من دون مثل هذه العلاقات من الصعب جداً إجراء المفاوضات والتوصل إلى اتفاق. إلى ذلك بدأ نواب "14 آذار" جولة على السفارات العربية لتسليم السفراء مذكرة تشرح الموقف من التطورات الراهنة ومن مشاركة الرئيس اميل لحود في قمة الخرطوم.‏

ـ صدى البلد ـ‏

كتبت "صدى البلد" تقول ان موفد الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن يتابع اليوم لقاءاته في بيروت فيجتمع خصوصاً الى الرئيس فؤاد السنيورة والعماد ميشال عون وغيرهما, في وقت بدا ان مهمته بشأن تنفيذ القرار 1559 تتداخل بشكل غير رسمي مع الاتصالات العربية بشأن العلاقات اللبنانية - السورية ومحطتها المملكة العربية السعودية التي زارها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أمس وغادر الى طهران, وسيزورها غداً رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. وفي ضوء حصيلة اجتماعات لارسن في اليوم الاول لزيارته الى بيروت سأل مراقبون هل تكون مزارع شبعا "كعب أخيل" الذي يحاول لارسن النفاذ منه الى تطبيع العلاقات اللبنانية - السورية ودعم الحوار الوطني الداخلي الذي اعتبره التطور الايجابي الوحيد في الشرق الأوسط؟ هذه الحصيلة أوحت بهذا الاستنتاج, وأوضح مطلعون على هذه اللقاءات ان موفد الأمين العام للأمم المتحدة الذي يتابع جولته على الشخصيات اليوم استفسر كثيراً وتحدث قليلاً وقالوا انه لم يثر موضوع رئاسة الجمهورية. وبدا انه شديد الاهتمام بتفاصيل ما يرتبط بمزارع شبعا وشروط اثبات لبنانيتها, لذلك طلب من بعض الذين التقاهم الوثائق التي تثبت وجهة النظر اللبنانية وخصوصاً لجهة الملكيات والصكوك اللبنانية. كما كان حريصاً لجهة عدم التطرق الى ملف سلاح المقاومة, بل شدد على ضرورة تأسيس "علاقات دبلوماسية بين لبنان وسورية من دون تأخير ". وكانت شملت لقاءات لارسن أمس كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزيري الخارجية والعدل فوزي صلوخ وشارل رزق, ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وقائد الجيش العماد ميشال سليمان. أنهى موفد الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن نشاطه أمس بزيارة رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري في قريطم في إطار المهمة التي يقوم بها في لبنان وكان لارسن خلال جولته على القيادات والمسؤولين ركز على نقاط أبرزها: 1 -تقييمه الايجابي لحصيلة الحوار الوطني خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية -السورية واتفاق المتحاورين على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع سورية, واشارته في معرض احاديثه الى ان هذا انجاز في الحياة السياسية اللبنانية لم يجمع عليه اللبنانيون منذ عقود. 2 - تركيزه على معرفة التفاصيل المتعلقة بمزارع شبعا, وفي هذا الإطار كان اللقاء الذي جمع لارسن مع قائد الجيش العماد ميشال سليمان غنياً, وعلمت "صدى البلد" ان سليمان أبرز العديد من الوثائق والخرائط التي تثبت ملكية لبنان لهذه المزارع وتأكيده ان اللبنانيين سيبقون يعتبرون ان هذه الأراضي هي ملك لهم في معزل عن الجهود السياسية والدبلوماسية المتعلقة بتثبيت السيادة اللبنانية عليها. وسأل لارسن محاوريه تفاصيل عن أملاك اللبنانيين في هذه المنطقة وما اذا كانت هذه الأملاك متصلة او متداخلة مع أراض سورية وعن المرجعية العقارية والقانونية للملاكين وطلب صوراً عن صكوك الملكية ومقابلة أصحاب أملاك ومرجعيات وضباط متقاعدين على صلة بمتابعة قضية المزارع منذ الخمسينات والستينات. وشدد لارسن على ان يكون الملف اللبناني كاملاً لهذه الناحية ليجري تثبيته في لقاء مع الجانب السوري وتقديمه الى الأمم المتحدة. وفي السياق سأل لارسن عما أثير أخيراً عن نقاط لبنانية محتلة في تلال كفرشوبا وغيرها. 3 - سأل لارسن محاوريه عن نظرتهم الى سلاح حزب الله وإمكانية استيعاب المقاومة داخل القوات المسلحة اللبنانية. 4 - سأل عن الحوار مع الجانب الفلسطيني ورحب بخطوة زيارة الوزراء أمس الى المخيمات. وقد شملت لقاءات لارسن أمس كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزيري الخارجية والعدل فوزي صلوخ وشارل رزق ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وقائد الجيش العماد ميشال سليمان. وشدد لارسن في تصريحات ادلى بها على "ضرورة تأسيس علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسورية من دون تأخير" معتبراً ان انشاء السفارتين والتمثيل الديبلوماسي من شأنهما تأمين عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين. ورأى ان مسألة ترسيم الحدود "يجب ان تتوازى مع مسألة انشاء السفارتين التي تحظى باجماع لبناني وعربي ودولي" وقال: "من المهم البدء بالعمل فوراً ودون تأخير في هذه المسألة وغيرها من المسائل ولا سيما المتعلقة بمزارع شبعا التي علمنا أخيراً ان ملكيتها تعود الى لبنان". واذ اوضح ان "الخط الأزرق هو تأكيد حدود دولية" قال: "ليس نحن من يحكم على طبيعة الحدود القائمة بين لبنان وسورية, والطريقة الوحيدة لحل المسألة هي جلوس الحكومتين اللبنانية والسورية الى طاولة واحدة والاتفاق بحيث تعلن سورية لبنانية مزارع شبعا ولكن بالتأكيد "التانغو" في حاجة الى اثنين للرقص. وهذه المسألة لا تحل من لبنان فقط وهي خارج إمكانات مجلس الأمن نهائياً, ولا تحصل الا بمفاوضات

وتوقيع اتفاقات وعندها يوافق مجلس الأمن على ما يتوصل اليه البلدان وتحل المشكلة بسرعة". ومن المعروف ان باريس كانت ترغب في جس نبض عدد من العواصم لاستكشاف الحدود التي يمكن البناء عليها من أجل مواصلة مهمة لارسن خصوصا انه سيقدم تقريره الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان منتصف الشهر المقبل. يذكر ان بعض الأفكار التي كانت مطروحة هي تقديم مشروع على اعضاء مجلس الأمن لمنع تدفق السلاح الى اطراف لبنانية وفلسطينية. وينتظر ان يختتم لارسن زيارته الى بيروت اليوم على ان يلتقي الاثنين في باريس وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي. وأعلن امس ان الرئيس السنيورة سيزور المملكة العربية السعودية غدا بعد 24 ساعة على زيارة مماثلة لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع. وأدرجت أوساط رئيس الحكومة هذه الزيارة في اطار استمرار التشاور ووضع المسؤولين السعوديين في ما آلت اليه مبادرة الحوار الوطني والنقاط التي توصل اليها المتحاورون، وقالت ان السنيورة تباحث هاتفيا امس الاول مع وزير الخارجية سعود الفيصل وتلقى دعوة للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. واشارت الاوساط الى ان رئيس الحكومة لم يتسلم اي جواب من الرئيس المصري حسني مبارك الذي استمع الى وجهة نظر السنيورة حيال المسائل المطروحة على هيئة الحوار والقرارات الصادرة عنها، وفي مقدمها ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية، وجرى الاتفاق على أن يتولى طرحها على نائب الرئيس السوري فاروق الشرع لمعرفة موقف حكومته. وأوضح المكتب الاعلامي للسنيورة، ردا على ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل من ان رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء سيحضران القمة، ان السنيورة لم يتخذ قراره بعد في المشاركة في اعمال قمة الخرطوم وان قراره في هذا الصدد لا يزال موضع دراسة وتشاور, وسيتضح في ضوء استكمال الاتصالات العربية التي يجريها، ولن يكون ذلك قبل يوم الاثنين المقبل. وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع زار الرياض والتقى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال مصدر دبلوماسي سوري في الرياض ان الجانبين السعودي والسوري تطرقا الى العلاقات السورية اللبنانية وضرورة عقد قمة سورية - لبنانية لكسر عملية الفتور في العلاقات بين البلدين. واضاف المصدر ان العاهل السعودي "شدد على ضرورة عودة العلاقات السورية - اللبنانية الى طبيعتها وتفويت الفرصة على المتربصين بالبلدين"، من دون ان يعطي مزيدا من الايضاحات. واشارت "صدى البلد" الى ان مبعوث الامين العام للامم المتحدة دعا لتطبيق القرار 1559 ودعا لبنان وسورية الى الجلوس معا وبشكل طارئ ليضعا حلا لكل المسائل المتعلقة بالحدود، في ظل التوتر الحاصل عند بعض النقاط ". وقال: "اذا ما جرى التوقيع على هذه الاتفاقية بالطريقة الصحيحة, يتم عندها ارسالها الى الامم المتحدة, لكي تصبح الحدود بين لبنان وسورية موثقة". وشدد "على أهمية التخفيف من حدة التوتر بين البلدين عبر إقامة علاقات ثنائية ديبلوماسية ودية وطبيعية بينهما"، لافتا الى ان ذلك يتم عبر عمل ثنائي. واكد ان "الخط الازرق هو خط الانسحاب وفق ما لدى القسم الطوبوغرافي والقسم القانوني في الامم المتحدة, وان هذا الخط يتطابق مع الحدود الدولية على اي حال, وذلك لا يؤثر سلبا على اي اتفاقية حدود مستقبلية بين لبنان وسورية". وهنّأ الحكومة اللبنانية على اجراء "الحوار الوطني"، معتبرا ان "هذا الموضوع مميز ليس فقط لان الجميع يجلس الى طاولة الحوار, بل لان كل المواضيع ذات الصلة تناقش بطريقة منفتحة وبكل صراحة وبشفافية كاملة حول طاولة الحوار". وثمن لارسن "ما حققه الحوار بين القيادات السياسية اللبنانية من دون اي تأثير خارجي، مؤكدا ضرورة ان يكون الحوار اللبناني مرتكزا الى اتفاق الطائف والقرار 1559". ترسيم الحدود بين لبنان وسورية والتبادل الديبلوماسي بينهما، الحوار الوطني اللبناني وتطبيق ما تبقى من بنود القرار 1559 كانت محاور الجولة التي بدأها لارسن امس في بيروت، يرافقه الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن ومعاونان من المنظمة الدولية هما المستشاران فابريس ايدان وماركوس بويون. وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، في حضور المسؤول عن العلاقات الخارجية في حركة "أمل" علي حمدان، واستبقاهم الى مائدة الغداء. ونقل لارسن الى بري تحيات الامين العام للامم المتحدة واشارته الى جولته ومبادرته الحوارية المتميزة بين جميع الاطراف في لبنان، وهي المرة الاولى التي يجتمعون الى طاولة واحدة ولاسابيع عديدة". وكان لارسن التقى وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ في قصر بسترس، وشارك في اللقاء مدير المنظمات الدولية السفير انطوان شديد والمسؤولة عن ملف الشراكة الاوروبية - المتوسطية السفيرة نجلا رياشي عساكر، ومدير مكتب الوزير المستشار رامي مرتضى. اثر اللقاء الذي دام 45 دقيقة، عقد صلوخ ولارسن مؤتمرا

صحافيا، استهله صلوخ بالاشارة الى "اننا أثرنا مع لارسن الوضع في الجنوب, حيث اكدنا ان الحكومة اللبنانية معنية بالاستقرار والامان في المنطقة, غير ان الخروقات الاسرائيلية والتعديات والتحرشات توتر الاوضاع, وتسيء الى حالة الاستقرار المنشودة على الخط الازرق, مخالفة بذلك القرار 425 والقرار 1559 الذي يدعو لاحترام سيادة لبنان، في حين ان اسرائيل تنتهك هذه السيادة يوميا، وناشدنا الامم المتحدة والمجتمع الدولي, عبر السيد لارسن ممارسة الضغط الجدي على اسرائيل لوقف انتهاكاتها واحترام سيادة لبنان". واضاف: "تذكرنا مع السيد لارسن ما جاء في تقرير الامين العام للامم المتحدة في ربيع عام 2000 حول ان الخط الازرق هو مجرد خط انسحاب عملي ولا يمس بأي شكل من الاشكال بالحدود الدولية للجمهورية اللبنانية, خصوصا وان لبنان ابدى في حينه تحفظات على عدد من النقاط. وقد اكدنا للسيد رود لارسن حرصنا، وحرص الدول الشقيقة والصديقة كافة على الاستقرار في لبنان, وعلى معالجة القضايا كافة, في جو توافقي سلمي يصون مصلحة شعبه وكرامته وامنه, وان لبنان حريص على استمرار الحوار الجدي مع الامم المتحدة لحل الامور العالقة كافة بما يحفظ مصلحة لبنان ويصون دوره الدولي الرائد". اما لارسن فوصف المحادثات التي اجراها مع صلوخ بأنها "ودية جدا". وقال: "نحن واعون بشكل كامل ان هناك وثائق تثبت ملكية اراضي مزارع شبعا, وهذا بالطبع مهم جدا. الا انه ليس بالامر الذي يلزم الامم المتحدة, لانني اشدد هنا على ان اتفاقية الحدود لا تقوم بها الامم المتحدة بل تتم بين دولتين تتمتع كل منهما بالسيادة, ما يعني انه من الضروري الآن ان يجلس ممثلو كل من الحكومتين السورية واللبنانية معا ويتفقوا على هذه الحدود, واذا ما جرى التوقيع على هذه الاتفاقية بالطريقة الصحيحة, يتم عندها ارسالها الى الامم المتحدة, لكي تصبح الحدود بين لبنان وسورية موثقة"، مؤكدا "ان الامم المتحدة ستقدم الدعم الممكن لهذا الجهد". ورأى "ان المباحثات التي تجرى حاليا في العالم العربي حول هذه المسألة, تظهر ان الوقت مناسب لكي يجلس الطرفان بشكل طارئ على طاولة الحوار ويتخذا القرار, وايا تكن النتيجة التي يخرجان بها فاننا ندعمها". وهنأ "الحكومة اللبنانية على الطريقة البناءة التي تتعامل فيها مع ملف المخيمات الفلسطينية والميليشيات الفلسطينية، مشيدا "بزيارة الوفد الوزاري اللبناني الى المخيمات لبدء الحوار, هذا رائع وايجابي جدا، وهذه في الضبط هي الطريقة الصحيحة التي يجب التعاطي فيها مع الامور من خلال الحوار مع كل الاطراف المعنية". واحتج لارسن على الخروقات الجوية الاسرائيلية المستمرة لسيادة لبنان. ثم زار لارسن والوفد المرافق وزير العدل الدكتور شارل رزق , في حضور عضوي الوفد اللبناني القضائي الى نيويورك القاضيين رالف الرياشي وشكري صادر. وشدد "على أهمية التخفيف من حدة التوتر بين لبنان وسورية، عبر إقامة علاقات ثنائية ديبلوماسية ودية وطبيعية بينهما، وان تعمل كل الفئات والجهات، يدا واحدة، مع الجامعة العربية لرسم الحدود بين البلدين". وكان لارسن استهل جولته بلقاء مع النائب جنبلاط في منزل وزير الاتصالات مروان حمادة وفي حضوره، على مدى ساعة ونصف الساعة. كما زار لارسن قائد الجيش العماد ميشال سليمان، في مكتبه في اليرزة. وفي بيان عن اللقاء وزعه مكتب جنبلاط انه جرى التداول في الخطوات التي يمكن ان يقوم بها لبنان عبر الحصول على اقرار سوري لتثبيت سيادته على مزارع شبعا، وبالتالي نقل الملف من سياق القرار 242 الى القرار 425 الخاص بلبنان. كما تناول اللقاء مختلف جوانب الأزمة اللبنانية، خصوصاً تلك التي لا تزال عالقة في إطار تطبيق القرار 1559 وموضوعي ترسيم الحدود والعلاقات الدبلوماسية مع سورية. والتقى لارسن وزير السياحة جو سركيس ورئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في وزارة السياحة. وأشار جعجع الى ان"لا قيمة قانونية للتصريحات الاعلامية حول لبنانية مزارع شبعا بالنسبة الى الامم المتحدة، وما قاله الشرع يجب ان يترجم في محضر مشترك. واذا كان ما يقوله صحيحا فما المانع من ترجمته في اطار محضر مشترك بين البلدين تعلن خلاله الحكومتان اللبنانية والسورية ان مزارع شبعا لبنانية؟".ولفت الى ان "توتر العلاقات بين البلدين ناجم اساسا عن وجود نقاط عالقة، والاهم راهنا مزارع شبعا. إذا ما عالجناها، ولا سيما ان حق لبنان واضح فيها، فذلك يساعد كثيرا في زوال التوتر". وسئل عن امكان ان تفجر مسألة مزارع شبعا مجددا الحوار الوطني، فأكد عدم امكان ذلك "نظرا الى تفاهم المتحاورين بالاجماع حولها". ولفت ردا على سؤال الى أن اللقاء "لم يتطرق إلى موضوع رئاسة الجمهورية".‏

ـ الأنوار ـ‏

كتبت الأنوار: تأكيداً لما نشرته (الانوار) امس، قال مصدر رفيع المستوى في الجامعة العربية امس، ان اربعة من القادة العرب تأكد غيابهم عن قمة الخرطوم الاسبوع المقبل وهم العاهل السعودي، وسلطان عمان، والرئيس التونسي والرئيس الليبي. وتؤكد معلومات (الانوار) ان رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لن يحضرا ايضا القمة التي ستعقد يومي 28 و29 الجاري. وقالت مصادر عربية ل (الانوار) ان الامن الليبي تسلم بمساعدة الامن السوداني مهمة الحفاظ على الامن في صالة الاجتماعات وفي الفيلات التي سيقيم فيها رؤساء الوفود العربية في العاصمة السودانية. وفيما اعلن مسؤول سوداني رسمي ان الرئيسين اميل لحود وفؤاد السنيورة سيحضران القمة، الا ان مصادر رئيس الحكومة قالت انه لم يتخذ قرارا بعد، وان الموضوع لن يحسم قبل الاثنين المقبل. والمعروف ان السنيورة سيزور السعودية غدا لاجراء محادثات مع الملك عبدالله بن عبد العزيز ووزير الخارجية سعود الفيصل. وتوقعت المصادر ان تنقل الخلافات في المواقف بين رئيسي الجمهورية والحكومة الى الخرطوم. وقال مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني عمر البشير لمجموعة من الصحافيين ان (لحود والسنيورة سيحضران القمة). وأضاف (نحن نأمل ان تحدث القمة اختراقا في ملفي الحوار اللبناني - اللبناني والعلاقات السورية - اللبنانية)، مؤكدا ان (الاتصالات مستمرة مع العاصمتين وهناك جهود مبذولة حتى تتمكن القمة من اعطاء قوة الدفع لهذين الملفين). وقال ان (الجهود ستستمر لمحاصرة اي استهداف لسوريا ومحاصرة التوتر في العلاقات السورية - اللبنانية). ونقلت وكالة (فرانس برس) عن مصدر رفيع في الجامعة العربية في الخرطوم قوله ان (لحود والسنيورة سيشاركان جنبا الى جنب في المشاورات غير الرسمية التي سيجريها القادة العرب خلال القمة حول ملفي الحوار الوطني اللبناني والعلاقات السورية - اللبنانية، حتى تتاح لكل منهما الفرصة لعرض وجهة نظره، في حين ان لحود سيكون ممثلا للبنان في الاجتماعات الرسمية للقادة). وقال مصطفى عثمان اسماعيل المستشار السياسي للرئيس السوداني ان (المحاولات الاميركية للضغط على القادة العرب مستمرة لاضعاف القمة او افشالها، ولكنها لن تنجح في تقديري). وتوقع اسماعيل ان يشارك في القمة ما بين (17 الى 18 من القادة العرب). وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في تصريح بالقاهرة (ان الولايات المتحدة تحاول ارباك القمة) بطرحها على نحو مفاجئ مشروع قرار في مجلس الامن يدعو الى ارسال قوات حفظ سلام دولية الى اقليم دارفور السوداني). وقال ابو الغيط انه (حتى لو صدر قرار من مجلس الامن بارسال قوات دولية الى دارفور فانه لن يغيّر شيئا على الاطلاق لان الاتحاد الافريقي قرر تمديد مهمة قواته في دارفور لمدة ستة اشهر). وأضاف ان (ارسال قوات دولية لا يمكن ان يتم من دون موافقة الحكومة السودانية)، مشيرا الى ان هذا الاحتمال يمكن ان يكون واردا بعد التوصل الى اتفاق سياسي بين الحكومة ومتمردي دارفور عبر مفاوضات ابوجا. على صعيد محلي آخر، بدأ نواب 14 اذار جولة على السفارات العربية لتسليم السفراء مذكرة تشرح الموقف من التطورات الراهنة ومن مشاركة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في قمة الخرطوم. فعشية القمة، زار وفد نيابي ضم: وليد عيدو، اكرم شهيب، انطوان زهرا، وائل ابو فاعور، وانطوان سعد قبل ظهر امس السفارة المصرية وقابل السفير المصري حسين ضرار وسلم اليه مذكرة تطالب المشاركين في قمة الخرطوم بتبني مطالب لبنان في ما يتعلق بدعم سيادته واستقلاله، ورفض ربطه بأحلاف خارجية على حساب مصالحه ومطالبة سوريا بوقف التلاعب باستقرار لبنان عبر ادخال السلاح والمسلحين. ثم زار الوفد سفير الكويت علي سليمان السعيد للغاية نفسها. من ناحية اخرى، جال وفد وزاري على مخيمات صبرا وشاتيلا في بيروت والرشيدية والبرج الشمالي في صور للاطلاع على الاوضاع الحياتية والاجتماعية للفلسطينيين. وضم الوفد وزراء الصحة محمد خليفة، التربية خالد قباني، العمل طراد حمادة، الثقافة طارق متري والمهجرين نعمة طعمة. ورافق الوفد الذي تغيب منه الوزيران احمد فتفت ونائلة معوض، رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير خليل مكاوي والمدير العام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) رتشارد كوك.‏

ـ اللواء ـ‏

قالت "اللواء" , لقد شكلت جولة موفد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود - لارسن على القيادات والمسؤولين اللبنانيين في بيروت، وهي المحطة الاخيرة من زيارته للمنطقة، الحدث السياسي الابرز، امس، وهي جاءت في خضم حركة عربية ودولية بارزة يفترض ان تتبلور نتائجها في قمة الخرطوم، فضلاً عن انها تزامنت بين جولتين للحوار اللبناني الذي يشكل "بصيص الامل الوحيد" في المنطقة الذاهبة في اتجاه التأزم"، على حد تعبير الموفد الدولي· ولئن كان الحوار اللبناني متوقفاً عند محطة الملف الرئاسي في انتظار تبلور نتائج التحرك العربي والدولي، لدعم هذا الحوار وتشجيعه للوصول به الى شاطئ الوفاق، فإن آفاق هذا التحرك عشية القمة العربية في الخرطوم بدت مقفلة بدورها، ولا سيما عند مسألتي ملف رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة - المرتبطين الى حد ما بموضوع العلاقات اللبنانية - السورية، حيث ظهر بوضوح في الآونة الاخيرة تباعد المواقف بين البلدين، حيال معظم المسائل المطروحة على طاولة الحوار· وفي تقرير مصادر مشاركة في الحوار، ان المسألة العالقة في هذا الحوار تكمن في رفض "حزب الله" التخلي عن رئيس حليف له ويشكل سنداً له، قبل ان يتفق مع الآخرين في الطاولة على البديل· وحسب هذه المصادر فإن الامين العام ل "حزب الله" حسن نصر الله، ابلغ المتحاورين ولا سيما فريق الأكثرية في الجولة الاخيرة، بأنه اذا كانوا قادرين على المجيء برئيس يمثل تطلعاتهم ونهجهم، "فتفضلوا وجيئوا بهذا الرئيس، اما اذا كنتم غير قادرين على ذلك، فتعالوا نتفاهم على نهج هذا الرئيس ومواصفاته لكي يشكل ضمانة للمقاومة"، وهذا الكلام اعتبرته المصادر المشار اليها بأنه نوع من "المقايضة" بين الرئيس وضمان حق المقاومة في استمرار حملها السلاح· ولعل من هذه الزاوية بالذات، جاء هجوم "حزب الله" على مهمة المبعوث الدولي، في وقت يواصل فيه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة محاولاته لإحداث "اختراق" في جدار العلاقات بين لبنان وسوريا، لتسهيل التفاهم بين اقطاب الحوار على ما تبقى من نقاط عالقة، وهو من اجل ذلك سيتوجه الاحد الى الرياض للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل، بعدما كان التقى امس الاول الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ· ويأمل الرئيس السنيورة بعد هذه المحادثات، بأن يحسم موضوع مشاركته في الوفد اللبناني الرسمي الى قمة الخرطوم، بحيث تحقق هذه المشاركة الغاية منها، وهي تصحيح العلاقات بين لبنان وسوريا، على اعتبار ان هذا الموضوع يفترض ان يناقش بالتأكيد في كواليس القمة، حسب ما أكدت مصادر "دبلوماسية عربية في بيروت لوكالة "فرانس برس"، من خلال مناقشة الدعم العربي للبنان· وفي هذا السياق، كان لافتاً للانتباه البيان الذي أصدره المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة، توضيحاً لما نقلته الوكالة الفرنسية من الخرطوم على لسان مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، بأن الرئيس اللبناني اميل لحود والرئيس السنيورة سيحضران القمة· ولفت البيان الى ان الرئيس السنيورة لم يتخذ بعد قراره في المشاركة في اعمال القمة، وان قراره في هذا الصدد ما زال موضع دراسة وتشاور، وهذا ما سيتضح في ضوء استكمال الاتصالات العربية التي يجريها، ولن يكون ذلك قبل يوم الاثنين المقبل"· وكان اسماعيل، قد أمل ان تحدث القمة اختراقاً في ملفي الحوار اللبناني - اللبناني والعلاقات السورية - اللبنانية"، مؤكداً لمجموعة من الصحافيين في الخرطوم، بأن "الاتصالات مستمرة مع العاصمتين، وهناك جهود مبذولة حتى تتمكن القمة من إعطاء قوة الدفع لهذين الملفين· وعلمت "اللواء" ان مصدر رفيع في الجامعة العربية صرح للوكالة الفرنسية نفسها، أن لحود والسنيورة سيشاركان جنباً الى جنب في المشاورات غير الرسمية التي سيجريها القادة العرب خلال القمة حول ملفي الحوار الوطني اللبناني والعلاقات السورية - اللبنانية، حتى تتاح لكل منهما الفرصة لعرض وجهة نظره، في حين أن لحود سيكون ممثلاً للبنان في الاجتماعات الرسمية للقادة· وكانت مصادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد أكدت أمس، ان ما تبقى من بنود على طاولة الحوار يحتاج الى مسعى عربي رافع لهذه القضايا الشائكة، نظراً لارتباط هذه المواضيع بالأوضاع الاقليمية والدولية، وهو ما كان عبر عنه بري عندما قال عقب الجولة الأخيرة من الحوار ان "مواضيع كثيرة تحتاج الى الدرس تحت الطاولة وفوق الطاولة"· ولفتت هذه المصادر الى ان استكمال جولات الحوار يوم الاثنين المقبل ونجاحها متوقف في الكثير منه على نتائج المحادثات التي تجري في كل من مصر والمملكة العربية السعودية· وقالت مصادر عربية ان نجاح الكثير من بنود الحوار كالعلاقات اللبنانية - السورية، ومعالجة ملفي رئاسة الجمهورية ومزارع شبعا وجمع السلاح الفلسطيني رهن تعاون سوريا في هذه الملفات، وبالتالي مع المساعي التي تبذلها كل من الرياض والقاهرة· وتجدر الاشارة في هذ

ا السياق، الى أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وصل امس الى طهران بعد محطة له في الرياض، التي يتوقع ان يزورها الرئيس السوري بشار الاسد للقاء العاهل السعودي، بعدما ترددت معلومات الى احتمال ان لا يشارك الملك عبد الله في قمة الخرطوم· وقال "اللواء" انه وسط هذه التطورات والتحركات والمواقف اللافتة، برزت جولة تيري رود - لارسن، قبيل انطلاق الجولة الرابعة من الحوار وانعقاد القمة العربية يوم الثلاثاء، مع ما حملته من مواقف لافتة، الى جانب اللقاءات التي اجراها والتي شملت معظم اركان طاولة الحوار، بدءاً من الرئيس نبيه بري، ورئيس كتلة "المستقبل النيابية" النائب سعد الحريري، ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي التقاه مساء امس الاول في منزل الوزير مروان حمادة، ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مكتب وزير السياحة جو سركيس، فضلاً عن وزيري الخارجية فوزي صلوخ والعدل شارل رزق فيما كانت لافتة زيارته لقائد الجيش العماد ميشال سليمان وهو سيواصل هذه اللقاءات اليوم مع الرئيس امين الجميل، كما سيجري محادثات مع الرئيس السنيورة، فيما لم يعرف ما اذا كان سيجتمع بالعماد ميشال عون وشخصيات حوارية اخرى· واكد رود - لارسن، في جملة المواقف التي أعلنها امس على وجوب ان يكون الحوار اللبناني مرتكزاً الى اتفاق الطائف والقرار 1559 · وقال: "ان هذا الموضوع يتمتع بميزة خاصة ليس فقط لأن الجميع يجلسون الى طاولة الحوار، بل لأن كل المواضيع تناقش بطريقة منفتحة وبكل صراحة وشفافية كاملة"· ورأى الموفد الدولي انه من الضروري وبشكل طارئ ان يجلس الفريقان اللبناني والسوري وفقاً لحل كل المسائل المتعلقة بالحدود"، مشدداً على ان الخط الازرق هو خط الانسحاب وليس الحدود الدولية لكنه قال انه بحسب ما لدى القسم الطوبوغرافي والقسم القانوني في الامم المتحدة فإن هذا الخط يتطابق مع الحدود الدولية· وقال: "نحن نعرف تماماً ان ثمة مستندات ووثائق تثبت ملكية اراضي مزارع شبعا، وهذا بالطبع مهم جداً الا انه ليس بالامر الذي يلزم الامم المتحدة بما ان اتفاق الحدود لا يمكن اجراؤه من قبل الامم المتحدة بل من قبل دولتين تتمتع كل منها بالسيادة، وهذا يعني انه من العاجل الآن ان يجلس ممثلو كل من الحكومتين السورية واللبنانية معاً، ويتفقوا على هذه الحدود، وعندما يتم توقيع اتفاق بالشكل المناسب، ويتم ارساله الى الامم المتحدة، لكي تصبح الحدود بين لبنان موثقة وهذا يتطلب عملاً ثنائياً من الطرفين معاً، اذ لا يمكن للبنان ان يقوم بذلك منفرداً، كما انه لا يمكن لسوريا ان تقوم به منفردة، وسوف نقدم كل الدعم الممكن لهذا الجهد"، معرباً عن اعتقاده بأن "المباحثات التي تجري حالياً مع العالم العربي حول هذا الموضوع دالة على ان الوقت مناسب لكي يجلس الطرفان بشكل طارئ ويتخذ القرار، وأياً تكن النتيجة فإننا ندعمهم"· واعتبر "أن الطريقة الفضلى للقيام بذلك هي في قيام علاقات حضارية طبيعية ودبلوماسية التي أصبحت وسيلة مهمة للتخفيف من وطأة التوتر الحاصل وذلك بغية إقامة علاقات أخوية مجدداً بين البلدين ومن خلال الحوار يتم حل كل المسائل"· وعن مزارع شبعا قال رود لارسن: "على سوريا ولبنان الاتفاق على ملكيتها ورسم خارطة توضح الحدود بينهما وإرسالها الى الأمم المتحدة رسمياً"· وفي هذا الإطار أكدت أوساط الرئيس بري أن رود لارسن نقل إليه تقدير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والأمم المتحدة على انطلاق الحوار في لبنان، وأنه قال له "إنه في الوقت الذي تذهب فيه المنطقة في اتجاه التأزم فإن النقطة الوحيدة المضيئة هي الحوار في لبنان"، مشجعاً على أن يكمل الحوار للوصول الى نتائج· وأوضحت الأوساط أن الموفد الدولي نصح بضرورة معالجة ما يشوب العلاقة بين لبنان وسوريا، معتبراً أن "عودة الثقة المتبادلة بين البلدين من شأنها أن تحلّ غالبية المشاكل"· وفي السياق نفسه، كانت لافتة الإشارة في البيان الذي صدر عن لقاء جنبلاط ورود لارسن، من أنه "جرى التداول في الخطوات التي يمكن القيام بها للوصول الى إقرار سوري لتثبيت سيادة لبنان على مزارع شبعا، وتالياً نقل الملف من سياق القرار 242 الى القرار 425 الخاص بلبنان"· وسيتسلم الموفد الدولي اليوم العريضة النيابية التي وقّع عليها نواب كتلة "المستقبل" التي تُثبت واقعة الإكراه في التمديد للرئيس لحود، وذلك من أجل ضمّها الى الملف الذي يحضّره لارسن حول تطبيق القرار 1559، وسيؤكد فيه أن رئيس الجمهورية لم يصل الى الرئاسة بانتخابات حرة ونزيهة وإنما عبر تدخل سوري· يُذكر أن لارسن استثنى حتى الآن الرئيس لحود من لقاءاته· ومن جهة أخرى بدأ نواب 14 آذار، أمس، جولة على السفارات العربية لتسليمها مذكرة تشرح الموقف من مشاركة الرئيس لحود في قمة الخرطوم، وتطالب كذلك بتبنّي مطالب لبنان في ما يتعلق بدعم سيادته واستقلاله ورفض ربطه بأحلاف خارجية، وطلباً للتجاوب السوري مع مطلب ترسيم الحدود في المزارع وإثبات هويتها اللبنانية، وطلب ال

تعاون السوري الكامل في التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري· وعلى خط آخر، سُجّلت أمس، حركة لافتة للقائم بأعمال السفارة الإيرانية في لبنان محمد رضا دهقاني الذي زار الرئيس الجميّل والنائب ميشال المر ، فيما كان الشرع في طهران· وأعلن الرئيس الجميّل ل"اللواء" أن البحث مع القائم بالأعمال الإيراني تناول الوضع اللبناني من كل جوانبه، وقد سمعنا منه أن إيران يهمها أن يلتقي اللبنانيون ويتفاهموا على كل القضايا المطروحة على طاولة الحوار، وتعتبر نفسها على مسافة واحدة من الجميع وتتعامل من هذا الموقع مع كل الأطراف اللبنانية بوصفها دولة مؤثّرة في المنطقة· وأوضح الجميّل ان البحث في الأسماء لرئاسة الجمهورية لم يطرح بعد على طاولة الحوار، ونحن في اتصالاتنا التي نجريها سواء مع الأميركيين أو مع الدول العربية، وفي لقائنا الأخير مع السفير السعودي الدكتور عبد العزيز الخوجة، وكذلك في لقائنا مع السفير الأميركي دعونا الى مساعدة لبنان للخروج من هذه الأزمة، وقد لمسنا منهم رغبة في أن يتوصّل اللبنانيون الى تفاهم في شأن المواضيع المطروحة، بما في ذلك انتخابات رئاسة الجمهورية، لأن ثمة تفهّماً من قبل الجميع بأن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه الآن أشهراً إضافية· من جهة ثانية، شكّلت الجولة التي قامت بها اللجنة الوزارية المكلّفة من قبل الرئيس السنيورة بزيارة المخيمات الفلسطينية في لبنان، خطوة كبيرة غير مسبوقة في اتجاه مقاربة أوضاع هذه المخيمات الاجتماعية والحياتية، ومعاناتها الانسانية· وجالت هذه اللجنة التي ضمت الوزراء: محمد خليفة (الصحة)، خالد قباني (التربية)، طراد حمادة (العمل)، نعمة طعمة (المهجرين) وطارق متري (الثقافة)، في مخيمات صبرا وشاتيلا والرشيدية والبرج الشمالي في صور، ثم عقدت في نهاية جولتها اجتماعاً مع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية في دارة آل الحريري في مجدليون، في حضور النائب السيدة بهية الحريري· كما زارت النائب اسامة سعد· وعزت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض عدم مشاركتها في الوفد الى اسباب أمنية، وكذلك تغيّب وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت، فيما رافق اللجنة في جولتها السفير خليل مكاوي رئيس الجانب اللبناني في الحوار اللبناني - الفلسطيني، والمدير العام للأونروا في لبنان ريتشارد كوك· وأوضح الوزير قباني، ان ما شاهدته اللجنة في هذه المخيمات يشكّل مأساة انسانية حقيقية يجب ان يهتز لها الضمير العالمي والإنساني، ولا يجوز أن تبقى هذه المخيمات على هذه الحالة المأساوية والمتروكة منذ العام 1948 · ورأى الوزير خليفة ان لبنان لا يستطيع بمفرده ان يحلّ مشاكل الفلسطينيين، ولا نقدر اليوم ان نكون شهود زور على مخيمات ما عادت صالحة للإقامة بالنسبة الى الظروف الإنسانية· ونفى الوزير حمادة من جهته وجود أية ضغوط حالت دون زيارة مخيم عين الحلوة، وسيتم زيارته في أقرب فرصة ممكنة، لافتاً الى ان هذه الخطوة من قبل الحكومة من اجل رفع مستوى الاهتمام والحوار والاطلاع المباشر· وثمنّ العميد سلطان ابو العينين المبادرة، مؤكداً بأنها تمثل بدء مرحلة الانتقال من الخطاب السياسي الى التطبيق العملي، وهي رسالة الى كل اهلنا الذين كانوا يئنون من المعاناة ومن القوانين والتشريعات ان الحكومة اللبنانية بدأت بقرار شجاع وكريم، ونحن نقدر لها هذه اللفتة بعد معاناة طويلة.‏

ـ الشرق ـ‏

كتبت "الشرق" تقول انه فيما تواصل التحرك العربي، ولا سيما على خطي القاهرة والرياض لإعادة ترتيب العلاقات اللبنانية - السورية من جهة، والمساعدة على إيجاد حلول للأزمة السياسية اللبنانية من جهة آخرى، أطلق ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن جملة نصائح حول الملفين المذكورين، مشدداً بعد لقائه وزير الخارجية فوزي صلوخ على "العلاقات الاخوية والطبيعية بين لبنان وسورية، وضرورة ارتكاز الحوار الوطني على اتفاق الطائف والقرار 1559". واستكمالاً للمشاورات التي اجراها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مع الرئيس المصري حسني مبارك اول امس في شرم الشيخ حول الوضع الداخلي اللبناني والعلاقات مع سورية، يتوجه السنيورة غداً الى المملكة العربية السعودية لاجراء محادثات مماثلة مع كبار المسؤولين السعوديين. اما في ما يتعلق بالتمثيل اللبناني في القمة العربية بالخرطوم فقد حركت هذه المسألة الديبلوماسية العربية لحلها ولكن من دون نتائج معلنة وملموسة حتى الآن. وفي هذا السياق، اعلن مستشار الرئيس السوداني مصطفى اسماعيل عثمان ان رئيس الجمهورية اميل لحود والرئيس السنيورة سيحضران القمة، آملاً في "ان تحدث القمة اختراقاً في ملفي الحوار اللبناني - اللبناني والعلاقات السورية - اللبنانية"، وأكد ان "الاتصالات مستمرة مع العاصمتين وهناك جهود مبذولة حتى تتمكن القمة من اعطاء قوة الدفع لهذين الملفين". وأشار عثمان الى ان "الجهود ستستمر لمحاصرة اي استهداف لسورية ومحاصرة التوتر في العلاقات السورية - اللبنانية". الى ذلك نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر رفيع في الجامعة العربية "ان لحود والسنيورة سيشاركان جنباً الى جنب في المشاورات غير الرسمية التي سيجريها القادة العرب خلال القمة حول ملفي الحوار الوطني اللبناني والعلاقات السورية - اللبنانية حتى تتاح لكل منهما الفرصة لعرض وجهة نظره، في حين ان لحود سيكون ممثلاً للبنان في الاجتماعات الرسمية للقادة". وفي وقت لاحق، رد المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة على عثمان موضحاً انه لم يتخذ بعد القرار بالمشاركة وهو ما زال موضع دراسة وتشاور ولن يكون القرار قبل يوم الاثنين المقبل. في غضون ذلك، اكد الوزير صلوخ الذي غادر الى الخرطوم للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم تمهيداً للقمة ان لبنان سيتمثل فيها "بوفد موحد واحد أحد" وأشار الى ان الملف اللبناني لن يطرح في القمة لأنه ليس مدرجاً في جدول الاعمال، لكنه سيصدر قرار تضامن مع لبنان. واشارت "الشرق" انه في هذه الأثناء برز التحرك الكثيف لرود لارسن في بيروت، حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الوزير صلوخ، وزير العدل شارل رزق، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في منزل وزير الاتصالات مروان حماده، ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في وزارة السياحة بحضور الوزير جو سركيس، وقائد الجيش العماد ميشال سليمان. وبدا رود لارسن خلال محادثاته مع من التقاهم وهم معظم اركان طاولة الحوار، ناصحاً عكس زياراته السابقة التي كان يحدد فيها طلبات خصوصاً في ما يتعلق بتنفيذ القرار 1559. وهنأ المبعوث الدولي الحكومة على قيام الحوار الوطني، مشدداً على ضرورة ان يكون مرتكزاً على اسس اتفاق الطائف والقرار 1559. الا ان الموفد الدولي لفت الى انه يعطي الأولوية الآن "لتخفيف حدة التوتر بين لبنان وسورية" معتبراً "ان الوسيلة الفضلى للقيام بذلك هي من خلال اقامة علاقات حضارية طبيعية وديبلوماسية التي اصبحت وسيلة مهمة للتخفيف من وطأة التوتر الحاصل وذلك بغية اقامة علاقات اخوية مجدداً بين البلدين"، مؤكداً انه من "خلال الحوار يتم حل المسائل كلها". ووصف رود لارسن الوثائق والمستندات التي تثبت ملكية لبنان لمزارع شبعا بأنها "مهمة جداً الا انه ليست بالأمر الذي يلزم الأمم المتحدة" مؤكداً ضرورة اتفاق لبنان وسورية على ملكيتها ورسم خريطة توضح الحدود بينهما وارسالها الى الأمم المتحدة رسمياً. وأسف رود لارسن للخروقات الاسرائيلية لسيادة الأراضي اللبنانية موضحاً ان الخط الأزرق ليس هو الحدود الدولية بل انه خط انسحاب وهو افضل ما توصل اليه الخبراء التابعون للأمم المتحدة ومجلس الامن وهو ينسجم مع الحدود الدولية بين لبنان وسورية". وبالتزامن مع زيارة رود لارسن الى بيروت، جال الوفد الوزاري المكلف زيارة المخيمات الفلسطينية وضم وزراء الصحة محمد جواد خليفة، التربية خالد قباني، العمل طراد حمادة، الثقافة طارق متري والمهجرين نعمة طعمة مخيمي صبرا وشاتيلا، فيما جال الوزراء قباني وحمادة وخليفة مخيمي الرشيدية والبرج الشمالي في صور، وذلك للاطلاع على الأوضاع الحياتية والاجتماعية للفلسطينيين. وأكد اعضاء الوفد خلال الجولة "ان المخيمات ما عادت صالحة للاقامة، وهي تشكل مأساة انسانية حقيقية يجب ان يهتز لها الضمير العالمي والانساني" وأكدوا ان "الحكومة تستطيع ان تعمل بكل جهد من اجل تخفيف م

عاناة الفلسطينيين على الصعيد الانساني والحقوق المدنية ولكن لا تحل المشكلة الا بعودتهم الي ديارهم واراضيهم". من جهة اخرى، نفى الوزير حمادة ان يكون هناك اي خلفية لعدم زيارة الوفد لمخيم عين الحلوة، معلناً ان الوفد سيزور المخيم في اقرب فرصة ممكنة.‏

‏‏

2006-10-30