ارشيف من : 2005-2008

شرح علمي لظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر

شرح علمي لظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر

يشهد جزء من لبنان اليوم ظاهرة كسوف الشمس وخسوف القمر. وفي ما يلي بعض الشرح العلمي لهاتين الظاهرتين:‏

كسوف الشمس (eclipse solar) سبب الظاهرة:‏

تحدث ظاهرة كسوف الشمس في بداية أو نهاية الشهر القمري عندما يحجب القمر ضوء الشمس عن الأرض، بمعدل خسوف القمر نفسه لأن كل خسوف يرافقه كسوف إما قبله أو بعده بنصف شهر، ولكن كسوف الشمس لا يراه كل من تظهر عندهم الشمس لأن ظل القمر لا يمكنه أن يغطي كل وجه الأرض بسبب حجمه.‏

أنواع الكسوف:‏

1ـ كسوف كلي (Totalـ Central): يحدث عندما يصل ظل القمر إلى سطح الأرض وفي هذه الحالة ينكسف كامل قرص الشمس. ويحدث الكسوف الكلي في مناطق التقاء رأس مخروط ظل القمر بالأرض. ويتخذ الكسوف الكلي مسارا محددا بسبب حركة الأرض والقمر.‏

2ـ كسوف جزئي (Partial): يحدث في المناطق التي يسقط فيها شبه ظل القمر على سطح الأرض. وشبه ظل القمر في هذه الحالة هي المنطقة التي لا يرى كامل قرص الشمس منها، أي أن قرص الشمس لن يشاهد كاملا من هذه المناطق. وتزداد نسبة الكسوف الجزئي عند الإقتراب من منطقة (مسار) الكسوف الكلي. وفي هذه الحالة ينكسف جزء من قرص الشمس. 3ـ كسوف حلقي (Anular): يحدث عندما يكون القمر في نقطة بعيدة ما عن الأرض (لأن مسار القمر حول الأرض بيضاوي)، فيكون قرص القمر أصغر من أن يحجب كامل قرص الشمس، وفي هذه الحالة لا يصل رأس مخروط ظل القمر إلى سطح الأرض، فينكسف قرص الشمس من الوسط في المناطق التي تقع أسفل رأس المخروط. ويقل توهج الشمس في حالة الكسوف بحيث يمكن تركيز النظر فيها مباشرة من دون أن تعشي، ولكن خطورة النظر المباشر للشمس على العين عموما والشبكية بالخصوص، تبقى حتى في الكسوف الكلي، لأن الهالة الشمسية الخارجية (corona) تظل تطلق الأشعة الضارة للعين مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء. ويحدث عند بداية الكسوف الكلي شكل يشبه الخاتم الماسي، ولذلك تسمى هذه المرحلة بمرحلة الخاتم الماسي.‏

خسوف القمر (eclipse lunar) سبب الظاهرة:‏

تنشأ ظاهرة خسوف القمر في منتصف الشهر القمري عندما تحجب الأرض ضوء الشمس أو جزءا منه عن القمر، بمعدل خسوفين لكل سنة. ويمكن رؤية الخسوف في المناطق التي يكون فيها القمر فوق الأفق. وتحدث تلك الظاهرة عبر المراحل التالية:‏

1ـ يبدأ القمر بدخول منطقة شبه ظل الأرض (penumbra) فيبدأ ضوءه بالخفوت دون أن يخسف (خسوف شبه الظل بالمصطلح الفلكي). ومنطقة شبه الظل التي ينحجب فيها بعض ضوء الشمس عن القمر بسبب الأرض.‏

2ـ يبدأ القمر بدخول منطقة ظل الأرض (umbra) فيبدأ الخسوف الجزئي. ومنطقة ظل الأرض هي المنطقة التي تنحجب فيها الشمس كاملة بسبب الأرض.‏

3ـ يخسف كامل قرص القمر عند اكتمال دخوله إلى منطقة ظل الأرض.‏

4 ـ يبدأ القمر بالخروج من منطقة ظل الأرض فينتهي الخسوف الكلي.‏

5ـ يخرج القمر تماما من منطقة ظل الأرض فينتهي الخسوف الجزئي.‏

6ـ يخرج القمر تماما من منطقة شبه ظل الأرض فينتهي كامل الخسوف بالمعنى الفلكي.‏

أنواع الخسوف:‏

1ـ خسوف كلي(Umbral): يحدث عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر.‏

2ـ خسوف جزئي(Partial): يحدث عندما يدخل جزء من القمر منطقة ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف جزء من قرص القمر.‏

3ـ خسوف شبه الظل (Penumbral): يحدث عندما يدخل القمر منطقة شبه الظل فقط، وفي هذه الحالة يصبح ضوء القمر باهتا من دون أن ينخسف. ومنطقة شبه الظل هي المنطقة التي ينحجب فيها جزء من ضوء الشمس عن القمر، أي أن المراقب للشمس من على سطح القمر يراها منكسفة جزئيا. ولا يصنف هذا النوع على أنه خسوف شرعي. إذن لكي يحدث الخسوف الكلي فإنه لابد أن يحدث الخسوفان السابقان.‏

وفي بداية الخسوف الكلي، فإن لون القمر يميل للحمرة بسبب الأشعة الحمراء التي لا يمكن امتصاصها من أعلى الغلاف الجوي للأرض. لماذا لا يحدث الخسوف والكسوف كل شهر؟ عند بداية أو نهاية الشهر القمري، فإن القمر يتوسط بين الأرض والشمس، ولو كان القمر يدور في نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس لكان الخسوف والكسوف يحدثان كل شهر، ولكن لأن مستوى دوران القمر حول الشمس يميل بزاوية مقدارها خمس درجات تقريبا، لا يحدث الكسوف أو الخسوف إلا عندما تمر الشمس (بسبب دوران الأرض حول الشمس) في نقطة التقاء المستويين أو ما تسميان بالعقدتين. وتمر الشمس مرتين كل سنة فيهما. لذلك تحدث تلك الظاهرة بمعدل مرتين كل سنة مثل ظاهرة خسوف القمر.‏

وتسمى الفترة التي تبقى الشمس في العقدتين بفترة الخسوف والكسوف حيث تبقى في كل عقدة أكثر من شهر وهو ما يجعل كل كسوف شمس يرافقه على الأقل خسوف قمر إما قبله أو بعده بنصف شهر والعكس صحيح. وتستغرق الشمس فترة 346.62 يوما كي تعود إلى نفس العقدة وتلك الفترة تسمى السنة الكسوفية لذلك يتوقع بعد تلك الفترة أو نصفها حدوث خسوف وكسوف ما على سطح الأرض.‏

وبسبب الفرق بين السنة الكسوفية والسنة الشمسية، فإن القمر يعود إلى نفس النقطة التي يحدث فيها الخسوف أو الكسوف بعد 18 سنة و 11.3 ايام أو ما تسمى بدورة الساروس للقمر والتي اكتشفها البابليون في عصور قبل الميلاد. التأثيرات المترافقة مع الكسوف الكلي في حالة الكسوف الكلي وحالما يبدأ القمر بالعبور أمام الشمس يبدأ الظلام بالحلول حتى يغطي السماء في شكل تام، ونرى منظرا فريدا ورائعا: ظلام أثناء النهار!‏

هنالك العديد من الظواهر تحدث أثناء الكسوف.‏

فالأزهار سوف تبدأ بالانحناء وتبدأ تنغلق على نفسها كما لو كان ليلا، النحل يصبح في حيرة من أمره، والطيور تتوقف عن التغريد، وتنخفض درجة الحرارة قليلا.‏

ثم يستمر القمر برحلته ويغادر من أمام الشمس وتبدأ الشمس بالظهور من جديد وتعود الأمور تدريجيا كما كانت. خطورة النظر إلى الشمس أثناء الكسوف إن النظر إلى الشمس أثناء أي نوع من الكسوف يسبب أضرارا دائمة للعين بسبب تلقيها كمية من الإشعاعات الخطرة والمركزة. وحتى النظارات الشمسية التي يستعملها البعض فهي خطرة أيضا ولا تمنع كل الأشعة تحت الحمراء الضارة.‏

وينبغي الحرص على الأطفال ومنعهم من النظر إلى الكسوف لتفادي الأخطار المحتملة على عيونهم. ولكن هنالك تقنية بسيطة يمكن من خلالها النظر إلى كسوف الشمس وهي أن نستخدم قطعة من الكرتون المقوى ونحدث فيها فتحة بقطر ميليمتر واحد فقط ويمكن استعمالها بأمان ورؤية لتجنب البقع الشمسية أو حتى الانفجارات الشمسية.‏

لا يجب النظر إلى الشمس أثناء الكسوف الكلي أو الجزئي أو الحلقي بالعين المجردة، فإن هذا سيسبب أضرارا دائمة في شبكية العين، وقد لا تظهر هذه الأضرار إلا بعد فترة من الزمن. وقد يتسبب ذلك في العمى الدائم للعين. إن الخطر يأتي من الأشعة تحت الحمراء المخفية، وهي لا ترى بالعين ولذلك يظن الناظر إلى الشمس أنه لا مشكلة في ذلك وهو لا يعلم أن هذه الأشعة الخطرة إذا ما دخلت عيناه فيمكن أن تسبب جروحا بالغة في الشبكية.‏

ويمكن النظر فقط لثوان قليلة بالعين المجردة في حالة الكسوف الكامل.‏

يمكن النظر الى الكسوف الشمسي في شكل آمن بطريقة إحداث ثقب صغير جدا يدخل منه ضوء الشمس وينعكس على ورقة أو كرتونة، طبعا لا يجب أن ننظر من خلال الثقب مباشرة إلى الشمس. من أجل النظر الآمن لكسوف الشمس ينبغي النظر على ورقة تعكس ضوء الشمس الصادر من ثقب صغير جدا.‏

أما النظر المباشر الى الشمس في هذا الوقت فإنه يضر بالعين.‏

المصدر: وكالات ـ الوكالة الوطني للاعلام‏

2006-10-30