ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الخميس 30 آذار/ مارس 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير" ان "اشتباك الخرطوم" السياسي مرّ ، ولو ان هزّاته الارتدادية ستستمر بالتوالي في الايام المقبلة، لكن الواضح ان مناخ التهدئة السياسية، وبتزكية وتغطية عربية ودولية، سيفرض نفسه على جدول الاعمال الداخلي، مزيدا من اللملمة والتوضيحات، مع محاذرة الانزلاق مجددا الى اية ازمة مفتوحة طالما ان المشهد السياسي المأزوم اصلا سيبقى مفتوحا، باستمرار الايام الحوارية مفتوحة من جهة وحركة الرصد العربية والدولية للحوار اللبناني من جهة ثانية. ويمكن رصد ثلاث محطات يتم اختبار مناخ التهدئة في سياقها، اولاها، جلسة الاسئلة النيابية، اليوم، في مجلس النواب وما اذا كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيتيح الفرصة، بعد انتهاء الاسئلة الخطية، امام طرح اسئلة شفهية قد تفتح شهية البعض من نواب الاقلية على مساءلة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة حول موقفه في قمة الخرطوم وبعد انتهائها ولا سيما كلامه، امس، عن "معطيات جديدة لا يجوز التنكر لها" بعد مرور ثمانية اشهر على البيان الوزاري. وقالت مصادر نيابية ان الرئيس نبيه بري عكس مساء امس مناخات تهدئة وتبريد ستترجم بإقفال باب الاسئلة الشفهية خشية حصول "بازار" قد ينخرط فيه نواب الاقلية والاكثرية على حد سواء، مع ما يعنيه ذلك من فتح الباب امام احتمال التوتير السياسي. وثانية المحطات هي الجلسة العادية التي سيعقدها مجلس الوزراء، مساء اليوم، في مقره الجديد، في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، برئاسة لحود. ومن المقرر ان يطلع رئيسا الجمهورية والحكومة الوزراء على "محصلة" المشاركة اللبنانية في قمة الخرطوم. من دون استبعاد احتمال حدوث بعض المناوشات الجانبية، على جاري عادة الجلسات الحكومية برئاسة رئيس الجمهورية. وثالثة المحطات هي الجولة الحوارية الجديدة المقررة يوم الاثنين المقبل، لاستكمال جدول الاعمال، وتحديدا الملف الرئاسي، الذي سيبقى خاضعا لـ"نافذة مفتوحة" على تسويات ومتغيرات داخلية اقليمية ودولية، من دون تحديد اي سقف زمني، فيما صار موضوع المقاومة محسوما بجزءيه المتصلين بالاجماع الحواري على لبنانية مزارع شبعا وتبني قضية الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية. وتابعت "السفير" قائلة انه يمكن القول ان التعبيرات عن مناخات التهدئة الداخلية، جاءت من اكثر من موقع سياسي ولكن ابرزها الآتي: اولا: جاءت مواقف رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري، ليل امس، استكمالا لمحاولته الاولى، ليل امس الاول، في النأي بنفسه وعدم تبني ما ادى الى "اشتباك الخرطوم"، واصفاً الرئيس السنيورة بانه "اكثر الناس الذين دافعوا عن المقاومة وتفهموا موقعها وتيارنا السياسي من اكثر التيارات دفاعا عن المقاومة" على حد تعبيره في المقابلة التي اجرتها معه محطة
"الجزيرة". واعتبر الحريري ان تطبيق القرار 1559 بالكامل سيصبح لمصلحة لبنان لأنه يدعو لانسحاب كل القوات الأجنبية من لبنان، فسوريا خرجت من لبنان وإذا تم تثبيت لبنانية مزارع شبعا يصبح لدينا قراران 425 و1559 لمصلحتنا من اجل تحرير كامل أرضنا من الاحتلال الإسرائيلي. ولم يكتف الحريري بتوضيح موقفه وموقف تياره ورئيس الحكومة الداعم للمقاومة، بل قدم اعتذارا علنيا عن الخطأ الكبير الذي تم ارتكابه برفض المبادرة العربية، واعلن التزامه بقرار مؤتمر الحوار فصل الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عن العلاقات اللبنانية السورية. وتوقع الانتهاء من الملف الرئاسي خلال شهر نيسان، ملوحا بتأزم الامور والعودة الى الشارع في حال لم يتم التوصل الى مخرج
ثانيا: بدا موقف "حزب الله" سجاليا مع رئيس الحكومة، حيث وصفه
"بالمفاجئ والمستغرب وغير المنطقي وغير المقبول بالمعايير الوطنية". واعتبر انه كان من واجبه ان يكون مؤتمنا على نص وروح البيان الوزاري الذي نالت على اساسه حكومته ثقة المجلس النيابي. واعتبر الحزب "ان مثل هذا السلوك هو الذي يترك ارتدادات سلبية ويشكل اساءة لكل الشعب اللبناني وانجازاته الوطنية وليس الى المقاومة وحدها". وفي موازاة هذا السجال مع رئيس الحكومة، اشاد الحزب بالسيرة السياسية لرئيس الجمهورية دفاعا عن الثوابت الكبرى، واجرى الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله اتصالا هاتفيا، مساء امس، بلحود وشكره "على مواقفه الداعمة والمؤيدة للمقاومة كما كان دائماً".
ثالثاً: اذا كان رئيس الحكومة لم يوفق في المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل ظهر امس في الخرطوم، في توضيح موقفه، خاصة عندما تحدث عن معطيات جديدة يجب اخذها بعين الاعتبار بعد مرور ثمانية اشهر على وضع البيان الوزاري، فانه اعاد ليلا التاكيد على موقفه الثابت من المقاومة. وقالت مصادره تعليقا على بيان "حزب الله" ان رئيس الحكومة يكرر موقفه الذي يؤكد فيه اعتزازه بالدور الذي قامت به المقاومة في تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة، والذي طالما كان يؤكد عليه، وهو موقف لا يتغير ولن يتغير. ولفتت المصادر الانتباه الى ان سوء تفسير موقف رئيس الحكومة في اجتماع القمة المغلق قد تأثر بالمواقف الاعلامية المروجة علما ان موقفه في القمة لم يقصد من خلاله الا تامين اجماع لبناني وعربي حول حق الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال والتطلع الى المستقبل لا العودة الى مشاحنات الماضي. والجدير ذكره ان السنيورة سيكون معنيا في غضون اليومين المقبلين في ترجمة الاتفاق الشفهي بينه وبين الرئيس السوري على اعداد جدول اعمال للزيارة المفترض ان يقوم بها الى دمشق، بتفويض من المشاركين في الحوار، لبحث القضايا العالقة بين البلدين وابرزها التبادل الدبلوماسي وترسيم الحدود.
رابعا: بدا الرئيس نبيه بري متفهما الى حد كبير لحيثيات التحفظ من جانب "حزب الله"، لكنه حريص، حسب مصادره، على استمرار الحوار وبالتالي اعتبار مفاعيل حديث السنيورة كانها لم تكن، خاصة وان المتحاورين تبنوا بالاجماع لبنانية مزارع شبعا واستمرار المقاومة حتى تحريرها كما الاسرى، وبالتالي فان العالق هو الامر المتصل بمستقبل سلاح المقاومة ربطا بقضية حماية لبنان من الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية.
خامسا: واصل رئيس ساللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط تمايزه عن حليفه سعد الحريري، مجددا الحديث عن فقدان المقاومة الاجماع اللبناني حولها، ومكررا مقولة وجود فريقين على طاولة الحوار، اولهما فريق الاكثرية اللبنانية وثانيهما فريق الاقلية السوري. وبالرغم من الاتصالات التي اجراها اكثر من طرف برئيس "الاشتراكي" الا انه بدا مصرا على التمسك بمواقفه، وربما يعيد التأكيد على معظمها في المقابلة التي سيجريها معه الزميل مرسيل غانم هذه الليلة عبر برنامج "كلام الناس". سادساً: بدا النائب ميشال عون متموضعا في مسافة سياسية فاصلة عن "اشتباك الخرطوم" من جهة وفي مرحلة تلقف "حبال الهوى" المتدلية من المختارة وقريطم باتجاهه في هذه الايام من جهة ثانية، مع تلمس بوادر جولة عربية ينوي القيام بها خلال شهر نيسان بعد اكتمال برنامجها، وهو خيار مطروح ايضا امام قادة آخرين في الحوار الوطني.
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول ان عاصفة الخرطوم اللبنانية هبّت امس داخلياً مواقف تعكس الانقسام حول بند لا يزال مطروحاً على طاولة الحوار الى جانب بند رئاسة الجمهورية. فشكل الحوار الساخن الذي دار بين رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في الجلسة المغلقة للقمة كان استدراجاً لطرح مبكر لهذا البند ولكن من زاوية اختارها الرئيس لحود يعاونه فيها وزير الخارجية فوزي صلوخ، وفق المعلومات التي اطلعت عليها "النهار" من مصادر قريبة من الرئيس السنيورة. وقد اختار "حزب الله" المعني مباشرة بهذا السجال، الانضمام الى موقف رئيس الجمهورية فأذاع مساء امس بياناً جاء فيه ان امينه العام السيد حسن نصرالله اجرى اتصالاً هاتفياً بلحود "وشكره على مواقفه الداعمة والمؤيدة للمقاومة في لبنان، كما كان دائماً". وجاء في بيان آخر صادر عن الحزب "ان المفاجئ والمستغرب كان موقف رئيس مجلس الوزراء (...) الذي جاء غير منطقي وغير مقبول بالمعايير الوطنية". اضاف انه "كان من الواجب على رئيس مجلس الوزراء ان يكون مؤتمناً على نص البيان الوزاري وروحه"، معتبراً ما قاله السنيورة في الخرطوم "خروجاً على النص الذي تلاه رئيس الحكومة رسمياً امام مجلس النواب لانهاء ازمة الاعتكاف الوزاري حول المقاومة". وتعليقاً على البيان الصادر عن "حزب الله" قالت مصادر الرئيس السنيورة: "ان رئيس مجلس الوزراء يكرر موقفه الذي يؤكد فيه اعتزازه بالدور الذي قامت به المقاومة في تحرير الاراضي المحتلة والذي طالما يؤكد هو عليه، ويعيد ويؤكد ان هذا الموقف لا يتغير ولن يتغير". ولفتت المصادر الى "ان سوء تفسير موقفه في اجتماع القمة المغلق قد تأثر بالمواقف الاعلامية المروجة، علما ان موقفه في القمة لم يقصد الا تأمين اجماع لبناني وعربي على حق الشعب اللبناني في المقاومة والتطلع الى المستقبل لا العودة الى مشاحنات الماضي". ومن التداعيات، الى الوقائع، فقد روت اوساط قريبة من الرئيس السنيورة ل"النهار" انه كل ما طالب به في الخرطوم هو ابدال عبارة "تأكيد ان المقاومة الوطنية" بعبارة "التأكيد على حق الشعب اللبناني في المقاومة لتحرير ارضه". واضافت: "فوجىء الرئيس السنيورة بالنص المطروح داخل الجلسة المغلقة فاقترح التعديل. لكن الرئيس لحود تصدى رافضا ذلك ومحاولا تصوير الرئيس السنيورة انه يسعى الى الغاء دور المقاومة، فيما كانت خلفية رئيس الوزراء ان هذه العبارة كانت موضع خلاف ومناقشة في لبنان وادت الى تعطيل الحكومة فترة طويلة، ومن الاجدى ابدالها بعبارة اخرى تؤكد حق المقاومة للشعب اللبناني وتتمسك به وبالتالي لا تقطع الطريق على الحوار المتوقع". وتتابع الاوساط: "ان ما جرى هو ان الرؤساء العرب لا يعرفون الفرق في التسمية. فالمقاومة اللبنانية تعني في لبنان حزب الله، فيما هي على المستوى العربي تعني كل اللبنانيين. وقد حاول السنيورة الخروج بالصيغة التي توفر الاجماع اللبناني حول المقاومة. لكن لحود تمسك بصيغة لفظية بطولية تعيد الانقسام الى الشعب اللبناني. والخطير ان لحود خرج من الجلسة المغلقة وابلغ كل وسائل الاعلام بالوقائع على طريقته فيما تحفظ السنيورة عن نقل الوقائع والتزم بأنه يشارك في قمة على مستوى الرؤساء. وهكذا امضى لحود ساعات طويلة يقلب الحقائق ويصور الامور على طريقته. فيما اكتفى السنيورة بالصمت حتى ساعة متقدمة من الليل لكي يصدر بيانا يشرح فيه موقفه". ولاحظت الاوساط "ان هناك فرقا بين ممارسة رجل دولة على مستوى كل لبنان، وشخص يسعى الى اقتناص الفرص ليقول انه موجود وإن على حساب تشتيت الصف اللبناني وتقسيمه. لكن تسجيل هذا النصر الاعلامي على حساب الحقائق الفعلية لن ينطلي على احد". اما في ما يتعلق بالوزير صلوخ فتقول اوساط رئيس الحكومة: "سواء اطلع وزير الخارجية رئيس الحكومة على نص المشروع ام لم يطلعه فان مصادر السنيورة تكتفي بالتأكيد ان وزير الخارجية مارس دورا في التورية ولن تكشف الاوساط عن تدرج هذه التورية التي مارسها الوزير صلوخ لاسباب هو يعرفها، الا في الوقت المناسب. لقد قال الوزير نصف الحقيقة وهي ان الرئيس السنيورة كان مطلعا على الفقرة المعترض عليها، لكنه لم يقل نصف الحقيقة الثاني والذي قد يأتي وقت لايضاحه". وفي ما يتعلق بالاتصال الذي اجراه الرئيس فؤاد السنيورة بالرئيس السوري بشار الاسد، تقول اوساط الاول انه توجه الى الخرطوم "بناء على تفويض من مؤتمر الحوار. وقد سبقه اجتماعان مع الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز اللذين شجعا على معاودة الحوار مع سوريا. وكان الجواب من نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في شرم الشيخ، ان الرئيس الاسد سيكتفي بالخرطوم بلقاء الرئيس لحود، وان رئيس الحكومة لم يرد على رسالة نظيره السوري محمد ناجي عطري بشأن الترسيم (وهو امر يعكس الحقائق). وان السنيورة لم ينفذ وعوده التي قطعها في آخر زيارة له لدمشق. كما كان الجواب من وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان مشكلة لب
نان وهي مع الامم المتحدة وليس مع سوريا، وتتنصل المصادر السورية من خبر اللقاء بين الاسد والسنيورة. كل هذه المواقف دلت على اتجاه سوري سلبي من السنيورة لتطوير العلاقات مع سوريا، وذلك على عكس ما طالب به اهل الحوار وقادة الدول العربية". ورغم ذلك تعتبر اوساط السنيورة انه "مستمر في مسعاه لتحسين العلاقات اللبنانية – السورية وتطويرها التزاما للمبادئ التي انطلق بها من الاساس". وفي الخلاصة ترى اوساط السنيورة ان الامور ستعود بعد عاصفة الخرطوم الى مجراها الطبيعي في كل المجالات: مجلس الوزراء سينعقد اليوم برئاسة لحود، اذا حضر، ومؤتمر الحوار سيلتئم الاثنين في موعده. والتحرك نحو دمشق قائم. في المقابل، ثابر رئيس الجمهورية، وهو عائد في الطائرة امس الى بيروت، على تكرار مواقفه من واقعة السجال مع رئيس الحكومة حول المقاومة. لكن اللافت، وتأكيدا لما سبق لـ"النهار" ان نشرته، هو ان كلمته في الجلسة الختامية عكست توجيهات دمشق التي سبقت اعداده لكلمته. فقد أشاد بسوريا بقوله "ان مسيرته الحالية (لبنان) للتوافق والوحدة وتحصين الساحة الداخلية، ستلقى دعما واحتضانا عربيا أخويا، بدءا من جارته سوريا، وكذلك في خيارات "استرجاع مزارع شبعا اللبنانية والمحافظة على المقاومة الوطنية". كما شدد لحود على "عودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم المحتلة وعدم توطينهم (...) وفقا للقرار الدولي رقم 194. من ناحيته، رد الوزير صلوخ على قول الرئيس السنيورة في مؤتمره الصحافي امس في الخرطوم "ان المعلومات التي وردتني من الوزير صلوخ بالهاتف اتت مجتزأة". وقال: "لم أعط معلومات مجتزأة بل أرسلت القسم من الفقرة المطلوب تعديله بناء على ما جاء في بيان مؤتمر الحوار الوطني". ورأى ان تعديل فقرة المقاومة في البيان الوزاري "يستوجب ثقة جديدة" بالحكومة. رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري قال ان الرئيس لحود "سقط شعبياً"، مضيفاً ان ذهاب الرئيس السنيورة الى الخرطوم كان بقرار الاخير "ولا أعلم بنصيحة من. مصر والسعودية كانتا تدعمان لبنان من دون شروط". وكان الحريري الذي تحدث مساء أمس الى قناة "الجزيرة" القطرية الفضائية، وبثت وقائع الحوار مباشرة، وقد رأى ان رفض المبادرة السعودية قبل شهرين "كان خطأ كبيراً. وأنا اعترف بذلك واعتذر لان لبنان اليوم في حاجة لكل مبادرة عربية للخروج من أزمته". واذ لفت الى "لعبة سياسية داخلية" يحاولها لحود حيال المقاومة قال "ان تيار المستقبل كان من اكثر التيارات التي دافعت عن المقاومة، ولكن مشكلتنا في لبنان انه مطلوب منا ان نجري فحص دم عما اذا كنا من المقاومة ام لا". وقال: "اننا سننتهي من موضوع الرئاسة خلال شهر. كل الدول تدعم الحوار، وهي تريد ان ينجح". وسئل هل لا يزال خيار الشارع مطروحاً، فأجاب: "نعم بالتأكيد". وقال انه تم الفصل "بين موضوع التحقيق (في اغتيال الرئيس الحريري) والعلاقة مع سوريا".
ـ الديار ـ
كتبت "الديار" تقول " انه لم يعد المراقبون يقولون ان ما جرى في الخرطوم هو حادث عابر، فقد بدا الامر فضيحة كبرى، لا بل بدا الامر كأنه تآمر على المقاومة، ولولا انها قمة عربية، ولولا ان رؤساء الدول العربية وملوكها وقفوا مع الرئيس لحود لما كان صدر البيان بهذه الصراحة لدعم المقاومة اللبنانية، خاصة وان صاحب الطلب الذي اراد تعميم الامر هو رئيس الحكومة اللبنانية، المؤتمن وفق الدستور على البيان الوزاري، حيث نال الثقة على اساسه. حكومة نالت الثقة على اساس ان المقاومة لها الحق في تحرير ارض الجنوب الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي، وهي مزارع شبعا. ثم حصلت ازمة وزارية ولم يعد وزراء الى الحكومة الاّ بعد ان اعلن السنيورة انه لم يعلن يوماً الا ان المقاومة هي المقاومة، فإذا به في الخرطوم يذهب الى هناك لتغيير موقفه. اكثرية داخل الحكومة ولا تعرف انسجاماً في ما بينها، تجتمع برئاسة رئيس الجمهورية وترسل السنيورة رئيس الحكومة الى الخرطوم للانتقاص من تمثيله للبنان، فكيف يمكن ان تسير الامور بهذه الطريقة التي لم تعد طريقة شكلية بل اصبحت عميقة وتتناول الثوابت الاساسية في لبنان؟ وتابعت "الديار" قائلة ان اليوم تجتمع الحكومة في جلسة صاخبة، فإما ان تعلن بصراحة انها تتبنى المقاومة، وإما ان تتبنى موقف السنيورة في الخرطوم، ولا يجب ان تستمر الحكومة ولا الاكثرية على هذا المنوال من الضياع لأن الشعب اللبناني لم يعد يسامح الاطراف الحاكمة التي تعيش حالات من التناقض، تفتت الحكم وتضرب سمعة لبنان، وتضرب وحدة لبنان، ولم نعد نعرف القرارات من اين تأتي، هل تأتي الاوامر للسنيورة من السفير الاميركي فيلتمان، ام من باريس، ام من اين؟ ونتمنى ان لا يكون الامر في مكان خطير جداً. اذا كان الرئيس السوداني ينتصر للمقاومة اللبنانية، في حين ان رئيس الحكومة الآتي من صيدا العربية لا يريد للمقاومة قوة ووجوداً، فكيف يعيش لبنان بوحدة وبثوابت؟ اذا كان الرئيس الموريتاني ينتصر للمقاومة اللبنانية وتيار المستقبل المنتشر من عكار الى الضنية وطرابلس وبيروت وصيدا، والمدعوم من دار الفتوى يتنكر للمقاومة في الخرطوم، فيما موريتانيا تدعم المقاومة اللبنانية ضد اسرائيل، فمن يا ترى هو العدو، هل هو اسرائيل ام غير اسرائيل؟ وكيف يمكن للبناني عربي ان يكون ضد اسرائيل ولا يكون مع المقاومة ؟ انها فضيحة الخرطوم، انها فضيحة موقف السنيورة هناك، ولكن مشكلة السنيورة انه يتلقى الاوامر، والمختبىء وراء الستار لا يريد ان يظهر، ولكن الاخطر ليس من هو وراء الستار الاول والثاني، بل من هو وراء الستار الاخير. وهل باتت الصهيونية تسكن في السراي الحكومي؟ وهل هناك من يريد ان يأخذ لبنان الى كامب ديفيد جديد يؤدي الى تفجير الاوضاع؟ الشعب اللبناني يريد الوضوح، فكل مسؤول له الحق في التصرف، ولكن ليس لأحد الحق ان يقول في بيروت ان المقاومة هي مقاومة وفي الخرطوم يتنكر لها. ما حصل في قمة الخرطوم لم يكن مجرد حادث عابر او خلاف عادي في وجهات النظر بين رئيسي الجمهورية والحكومة، لا بل ان ما جرى يعبر عن حجم الازمة في البلاد، وعن استمرار فريق الاكثرية في نهجهه الانقلابي حتى على البيان الوزاري للحكومة التي يقودها، الامر الذي يطرح اسئلة عديدة حول الحوار الوطني ومساره. وبدل ان تشكل نتائج هذا الحوار قفزة نوعية الى الامام ظهر في الخرطوم ان المواقف لا تزال على حالها وان الاتفاق على لبنانية مزارع شبعا لم يشكل عاملا ايجاجبيا كما هو متوقع على صعيد موقف فريق 14 اذار الذي عبر عنه الرئيس فواد السنيورة بمطالبته ازالة عبارة المقاومة في البيان الختامي للقمة، بدل ان يعبر عن الحكومة ويلتزم بما ورد في بيانها الوزاري. وهذا الامر يؤدي ايضا إلى التساؤل حول مصير ومسار هذه الحكومة ومناخ مجلس الوزراء ، فهل ينفجر الموقف اليوم في جلسة مجلس الوزراء على خلفية مناقشة ما حصل في الخرطوم وتداعياته ام ان الاتصالات التي بدأت امس لاحتواء الموقف ستنجح في ربع الساعة الاخير في وضع سقف للنقاش المنتظر؟ وفي كل الاحوال فان الرئيس لحود عاد امس الى لبنان بعد ان حقق نصرا لكل الوطن من خلال الدعم العربي الذي حمله معه للبنانية مزارع شبعا وللمقاومة كحق طبيعي لمواجهة الاطماع والاعتداءات الاسرائيلية. اما الرئيس السنيوة فقد حاول تخفيف حجم المأزق الذي احاط نفسه به عندما انبرى مطالبا امام القادة العرب بازالة كلمة المقاومة من البيان الختامي، وبدل ان يزيل الالتباس الذي خلقه زاد هذا الالتباس التباسا محجّماً المقاومة بوصفه انها جزء من الشعب اللبناني. اذن طرحت امس بقوة اسئلة عديدة حول تداعيات ما جرى في قمة الخرطوم على مجلس الوزراء ومؤتمر الحوار الوطني، وترافقت مع اتصالات مكثفة جرت نهارا ومساء لاحتواء الموقف وعدم تطوره باتجاه التصعيد. وقال مصدر مطلع ل «الديار " مساء امس ان هذه الاتصالات حققت بعض النتائج لكنها نتائج غير حاسمة وان هناك
حاجة لمزيد من الاتصالات من اجل الحيلولة دون انعكاس ما جرى على جلسة الحوار يوم الاثنين المقبل. وحسب المعلومات المتوافرة فانه من المتوقع ان يثار في جلسة اليوم اسئلة عديدة حول موقف الرئيس السنيورة في القمة بشأن موضوع المقاومة، وابرز هذه الاسئلة مدى التزام رئيس الحكومة بالبيان الوزاري الذي نص صراحة على المقاومة. مع الاشارة الى ان الحديث عن تجاوز البيان الوزاري من قبل رئيس الحكومة سيكون ايضا موضع نقاش وانتقاد من قبل عدد من الوزراء. ورأى المصدر ان الامور متروكة لطبيعة النقاش الذي سيجري في جلسة اليوم، لكن الاجواء تشير الى ان هناك محاولات جادة لكي لا يشهد مجلس الوزراء انفجارا قد يؤدي الى مضاعفات سياسية كبيرة. وقال المصدر انه بقدر ما يجري في جلسة اليوم من تدوير للزوايا ومعالجة بعض ما جرى في قمة الخرطوم بقدر ما يكون المناخ اكثر مرونة قبل جلسة الحوار يوم الاثنين المقبل. وأوضح المصدر ان الاتصالات التي جرت في الساعات الماضية تركزت على محاولة خلق مساحة اكبر للتهدئة، وانه في ضوء ما جرى امس على هذا الصعيد يمكن القول أن الأمور بقيت في مرحلة محاولات التوظيف السياسي ولم تنتقل الى مرحلة المواجهة غير المحدودة. وقالت مصادر في «حزب الله " ان ما حصل لن يمر مرور الكرام، لأن ما حصل لم يحصل صدفة او انه «ابن ساعته " انما هو تعبير عن موقف مسبق ووراءه بعض قوى 14 شباط. وأوضحت المصادر ان وزراء الحزب سيطرحون ما جرى في جلسة مجلس الوزراء على اعتبار انه لم يعد هناك احترام للبيان الوزاري او لطاولة الحوار، وسألت المصادر: «من الذي كلف الرئيس السنيورة بان يطرح ما طرحه حول المقاومة في قمة الخرطوم وفي شأن الحوار قال المصدر انه في الاساس لا يتوقع في جلسة الاثنين ان تسفر عن نتائج مهمة حول البند الذي يستمر نقاشه اي موضوع رئاسة الجمهورية، وان هناك سعياً لكي ينحصر النقاش في هذا الموضوع قدر الامكان، مع العلم ان هذه الجلسة مرشحة لأن تكون كسابقتها بحيث سيعلق الحوار الى أواخر نيسان المقبل. لكن المصدر ابدى خشيته من ان تشهد الايام القليلة المقبلة تصعيداً قد يؤثر على الوضع وبالتالي يخلق مناخا متوترا ينتقل الى داخل قاعة الحوار، مشيراً في هذا المجال الى ان الرئيس بري سيكون له دور مرة اخرى في إبقاء الاجواء الحوارية في مناخ مقبول لإفساح المجال امام تعليقه من دون الوصول الى أزمة سياسية غير محسوبة النتائج. ورأى المصدر ان ما جرى في القمة العربية زاد من رصيد الرئيس لحود في وجه الحملة التي تقوم بها قوى 14 شباط عليه منذ فترة طويلة، وبالتالي يجعل النقاش في هذا الموضوع الاثنين المقبل يراوح مكانه. واعرب الرئيس لحود في حوار اجراه مع الوفد الاعلامي على متن الطائرة في طريق عودته الى بيروت عن اسفه للموقف الذي اتخذه الرئيس السنيورة وقال «فوجئت خلال الاجتماع بطرح للرئيس السنيورة يتعارض كلياً مع ما جاء في البيان الوزاري لحكومته فضلاً عن انه طرح هذا الاقتراح من دون التشاور معي او مع وزير الخارجية اضاف «ان الطريقة التي تحدث بها الرئيس السنيورة امام القمة اوحت وكأن اراء الشعب اللبناني متباينة حول المقاومة وحقها الطبيعي في النضال لاسترجاع الارض المحتلة وهذا أمر لا ينطبق على الواقع، واذا كان ثمة اراء حالياً تخرج عن هذا الاجماع، فان النقاش الدائر في مؤتمر الحوار الوطني هو الذي سيحسم المسألة ، وقال ان الرئيس السنيورة وعوض ابراز صورة لبنان الواحد ومشهد الاجماع اللبناني عمد الى استباق قرارات مؤتمر الحوار الوطني الأمر الذي جعلني اصر على التمسك بالنص كما اقره وزراء الخارجية العرب. وأعرب لحود عن امله الا يؤدي موقف السنيورة الى اي تداعيات سلبية معرباً عن اسفه لأن يعود الرئيس السنيورة لاثارة هذه المسألة الحساسة في القمة العربية وكأنه بذلك يسعى الى افتعال ازمة حكومية مرة جديدة. وقال لحود «لم نحضر الى الخرطوم لتحقيق مكاسب شخصية ولا لاستغلال القمة للترويج لمواقف شخصية، بل حضرنا الى الخرطوم لتأكيد حق لبنان والدفاع عنه وكان الرئيس لحود القى كلمة لبنان في الجلسة العلنية الثانية للقمة العربية شدد فيها على الدعم العربي للبنان وقال «نحن على ثقة ان مسيرتنا الحالية للتوافق والوحدة وتحسين الساحة الداخلية ستلقى دعما واحتضانا عربيا بدءا من جارته سوريا التي وقفت دائماً الى جانبه كما شدد لحود على تمسك لبنان بحقه في استرجاع ما تبقى من ارضه المحتلة في الجنوب لاسيما مزارع شبعا وبضرورة المحافظة على المقاومة الوطنية التي غدت رمزاً للصمود والكرامة واشارت مصادر مطلعة الى ان الرئيس السنيورة كان يهدف من خلال ما حصل وعن سابق تصور وتصميم الى انتزاع موقف عربي يسقط كلمة المقاومة لكي يعود ويستخدم هذا الموقف في الداخل اللبناني على اساس ان الدول العربية ارتضت على صيغة جديدة ولا بد من استعمالها والتعاطي معها على اساسها في لبنان. وذكرت المصادر بما كان حصل في وقت سابق في القمم العر
بية مع القضية الفلسطينية حين انتقل في احدى المرات الكلام من النضال المسلح الى كلمة السلام العادل والشامل والتي اضحت كل القمم العربية اللاحقة تلتزم بها وبالتالي فان ما حاول الرئيس السنيورة مشابه لما حصل مع الفلسطينيين. ونبهت المصادر الى انه في حال جرى التطرق الى هذا الموضوع خلال جلسة مجلس الوزراء عصر اليوم فان ذلك سيؤدي الى نقاش حاد غير معروف النتائج. وكشفت المصادر ان وزراء حزب الله وحركة امل استمروا بالاتصال بوزير الخارجية فوزي صلوخ حتى ساعة متقدمة من ليل اول امس للوقوف على ما حصل في الخرطوم. وبدوره حاول الرئيس السنيورة الدفاع عن وجهة نظره وقال في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم قبيل عودته الى بيروت، ان المحاولة لتحصيل مكاسب معينة والتأثير على الرأي العام وصرف الانتباه هي محاولة تحقيق مكاسب وهمية. وقال ان المقاومة هي جزء من الشعب اللبناني ويجب عدم اقتصار الامر على مجموعة من اللبنانيين فالدولة هي التي تحمي الجميع وليس مجموعة معينة هي التي تحمي لبنان. اضاف لقد اكدت مراراً على الدور الكبير الذي قامت به المقاومة في لبنان من اجل تحقيق التحرير ورفع اسم لبنان عاليا، لكن ما حاولت ان ابينه اسيء تفسيره وهو ان الدفاع عن لبنان هو حق الشعب اللبناني في المقاومة وتحرير ارضه، وقال ان الدولة اللبنانية هي التي عليها الواجب الحقيقي في الدفاع عن لبنان، وان الشعب اللبناني باجمعه له الحق والواجب في الدفاع عن لبنان والمقاومة هي جزء من هذا المجتمع اللبناني. لا ان يكون حصر القضية في جانب المقاومة. واوضح السنيورة ان هذا الموضوع سيكون على طاولة الحوار ويجب ان يناقش بكل جدية، وكانت فكرتنا عدم استباق نتائج الحوار. وقال السنيورة رداً على سؤال ان موضوع الحكومة ليس وارد على الاطلاق والحكومة تستمر طالما هي تتمتع بثقة الاغلبية في مجلس النواب. ان حزب الله اذ يشيد بتبني القمة العربية البنود المتعلقة بالملف اللبناني، فانه يعرب عن تقديره لمواقف القادة العرب، التي تناقلتها وسائل الاعلام، في الدفاع عن المقاومة. واعتزازهم بدورها، وانجازاتها التي هي تعبير صادق عن طموحات الشعب اللبناني وعن انتماء لبنان وهويته العربية. ولقد كان الموقف الكبير لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود في تأكيده على تسمية الحقائق باسمائها ومنها ذكر اسم المقاومة بوضوح لا لبس فيها، طبيعيا ومنسجما مع سلوكه الوطني وسيرته السياسية المدافعة عن الثوابت الكبرى. الا ان المفاجىء والمستغرب كان موقف رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة خلال مداولات القمة والتبرير الذي ساقه بعد ذلك لهذا الموقف، الذي جاء غير منطقي وغير مقبول بالمعايير الوطنية. ان مجرد ذكر نقطة على طاولة النقاش في مؤتمر الحوار الوطني لا يلغي ولا ينسف البيان الوزاري. بل كان من الواجب على رئيس مجلس الوزراء ان يكون مؤتمنا على نص وروح البيان الوزاري الذي نال وحكومته على اساسه ثقة مجلس ممثلي الشعب اللبناني. وانه لمن بديهيات العمل السياسي ان الانسجام مع مضمون البيان الوزاري لا يحتاج الى قرار حكومي بخلاف التنصل منه. فكيف الحال اذا كان هذا الموقف المستغرب خروجا على النص الذي تلاه رئيس الحكومة رسميا امام مجلس النواب لانهاء ازمة الاعتكاف الوزاري حول المقاومة. واشادته بدورها وموقعها الوطني في الماضي والمستقبل. ان حزب الله يعتبر ان مثل هذا السلوك السياسي هو الذي يترك ارتدادات سلبية ويشكل اساءة لكل الشعب اللبناني وانجازاته الوطنية وليس الى المقاومة وحدها. وقد اجرى الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية العماد اميل لحود وشكره على مواقفه الداعمة والمؤيدة للمقاومة في لبنان. كما كان دائماً. ورأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في اصرار الرئيس السنيورة على حذف كلمة المقاومة من البيان الختامي للقمة العربية محاولة للانقلاب على البيان الوزاري وبالتالي فالتدخل لتعديله من رئيس الحكومة سابقة لم تعرفها كل القمم سواء كانت عربية او دولية، وهو جاء خلافا لأي نص او عرض اضاف ان حضور الرئيس السنيورة الجلسة المغلقة تحول الى سعي دؤوب لتغيير ما اقره وزراء الخارجية وطرحه صيغة بديلة لا مكان فيها حتى لكلمة مقاومة بما يخالف نص البيان الوزاري وروحية مؤتمر الحوار والمواقف المعلنة لمن يمثل من تيار سياسي ورأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي «ان الدعوة للحوار هي لتوحيد الصورة والموقف وليس للفرقة والتمترس، وان مقررات الحوار اعلن ما فرغ منه في حينه من قبل الرئيس بري بما في ذلك لبنانية مزارع شبعا وان المقاومة باقية، باقية، باقية واضاف «الغريب المستجد ان العرب اجمعوا على مقاومتنا وفي لبنان محاولة من البعض للانسحاب من التزامه وصدرت ردود فعل عديدة منها ما انتقد بشدة موقف الرئيس السنيورة ومنها من دافع عنه، ومنها من حمل على نشر غسيل لبنان في القمة. ولفت تصري
ح النائب وليد جنبلاط الذي وردت فيه عبارة «ما يسمى بالمقاومة معتبرا ان ما حصل في الخرطوم «يعكس التدخل السوري الذي عبر عنه الرئيس لحود.
ـ صدى البلد ـ
قالت "صدى البلد" ان الامتحان الأول لانعكاسات ما جرى في الخرطوم من جدال بين الرئيس اميل لحود والرئيس فؤاد السنيورة سيجري اليوم في اجتماع مجلس الوزراء الذي سيترأسه لحود حيث يتوقع ان يثير وزراء "أمل" و"حزب الله" مواقف رئيس الحكومة من باب مطابقتها والبيان الوزاري، ووزراء "14 آذار" يثيرون في المقابل مواقف لحود وتصريحات الوزير فوزي صلوخ. أما الامتحان الثاني فسيتم على طاولة مؤتمر الحوار يوم الاثنين المقبل. ومع الانقسام في الموقف اللبناني حول "المقاومة" كلف مجلس الأمن الدولي أمس الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان التفاوض مع الحكومة اللبنانية بهدف انشاء محكمة دولية لمحاكمة الذين سيتهمون في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وعلى عكس الأجواء التي حاول رئيس الجمهورية اشاعتها والتي توقع خلالها حصول أزمة حكومية كما حصل لدى اعتكاف "الوزراء الشيعة" فإن أوساط رئيس الحكومة وفريق "14 آذار" خففت من قيمة هذه التوقعات معتبرة ان ما قاله السنيورة "يجعل المقاومة وتحرير الأرض من مهمات الشعب اللبناني بأسره ومن مهمات الدولة خصوصاً, بينما رأت في موقف لحود "مزايدة على "حزب الله" الذي يشارك في حوار عنوانه الأول الآن استبدال رئيس الجمهورية". واستبعدت مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ان تكون لجدال الخرطوم تداعيات على المجلس لجهة أي تعليق او انسحاب وزاري, مؤكدة انعقاد جلسة الحوار الوطني الاثنين المقبل لأنها باتت أكثر الحاحاً من أي وقت مضى, وهي المكان المناسب لمقاربة كل المسائل الخلافية. بدوره, قال مصدر وزاري في "قوى 14 آذار" ان جلسة مجلس الوزراء ستناقش بالتأكيد المسألة من زاوية كيفية تعاطي رئيس الجمهورية ووزير الخارجية في القمة العربية, حيث انه تم القفز فوق مؤتمر الحوار الذي يشكل اليوم الهيئة الجامعة والأوسع في إطارها من الحكومة التي هي جزء من المؤتمر, لافتاً الى ان الحوار تجاوز نقاطاً عدة في البيان الوزاري ولم يعد البيان يشكل تالياً الإطار الجامع, كما هي الحال مع القرارات الصادرة عن هيئة الحوار. ولم ير أحد أركان "14 آذار" أي تأثير لما جرى في الخرطوم على الوضع الحكومي, ف"حزب الله" أبقى المسألة في إطار البيان الوزاري والسنيورة لم يقل في المقابل انه ضد المقاومة بل مع حق الشعب اللبناني بأكمله في تحرير أرضه. وأضاف انه لن يؤثر أيضاً على الحوار "فما قيل على طاولة الحوار في هذا الخصوص كان اقسى وأوضح بما لا يقاس". ولاحظ الركن "ان لحود يزايد على "حزب الله" فيما مسألة إقالته مطروحة على الطاولة" وقال ان الأمور يمكن ان تتسارع خارج طاولة الحوار في ضوء استحقاقات أوردها كالآتي: - مصير اللقاء بين السنيورة والرئيس السوري بشار الأسد. - لقاء المحقق الدولي سيرج براميرتس مع الرئيس السوري. - صدور قرار مجلس الأمن في شأن تكليف الأمين العام كوفي أنان العمل لإنشاء المحكمة الدولية. - وأخيراً تقرير لارسن في خلال النصف الثاني من نيسان المقبل. وقال رئيس "اللقاء النيابي الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ان "المقاومة فقدت الاجماع اللبناني حولها" وما حصل في الخرطوم "يعكس التدخل السوري والارادة السورية التي عبر عنها خطاب اميل لحود الذي استغل منبر الجامعة العربية ليستدرج اجماعا عربيا حول ما يسمى المقاومة (...) بعدما ظهر ان النظام في سورية لن يتعاون في موضوع ترسيم الحدود في شبعا لأنه يريد ان يبقي المسألة معلقة ليحافظ على وضعية المتعاونين معه في لبنان". وقال جنبلاط: "اذا كان هناك من حق لاستعادة مزارع شبعا، اذا اثبت السوري لبنانيتها، فهذا يكون من حق الدولة اللبنانية والشعب اللبناني بأجمعه، ويكون من خلال التعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ولا يكون حكرا على فئة من الناس". وركزت الردود الصادرة عن اركان في حزب الله على ما اعتبرته تناقض موقف السنيورة مع البيان الوزاري. وقال النائب في الحزب حسن فضل الله "ان اصرار السنيورة على حذف كلمة المقاومة (...) ما هو الا محاولة للانقلاب على البيان الوزاري" داعيا من يعنيهم الامر الى قراءة الرسالة "بتمعن ودقة". وجدد فضل الله بعد قوله ان "الحوار الوطني خيار وحيد" التأكيد على "تمسكنا بالمقاومة سلاحا وثقافة وتربية". وانضم النائب اسعد حردان الى موقف "حزب الله" قائلا: "نأمل الا يكون كلام رئيس الحكومة من ضمن اجندة ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن الذي ينتظر تنفيذ التعهدات والالتزامات". وأوضح السنيورة انه حضر القمة مكلفا من هيئة الحوار لينقل اليها "النتائج المهمة التي توصل اليها اللبنانيون". وأسف الرئيس لحود للموقف الذي اتخذه السنيورة معتبراً انه يتعارض كليا مع ما جاء في البيان الوزاري. وقال لحود: "فوجئت بطرح للرئيس السنيورة يتعارض كلياً مع ما جاء في البيان الوزاري (...) فضلاً انه طرح هذا الاقتراح من دون التشاور معي أو مع وزير الخارجية لا سيما وان مؤتمر وزراء الخارجية العرب أقر هذه الصيغة ونشر مضمونها في وسائل الاعلام كافة
وأحيط الرئيس السنيورة علماً بها من وزارة الخارجية لكنه لم يبد خلال الأيام الثلاثة الماضية أي تعليق أو وجهة نظر". ورأى لحود ان السنيورة "عمد الى استباق قرارات مؤتمر الحوار الوطني الأمر الذي جعلني أصر على التمسك بالنص كما أقره وزراء الخارجية العرب وأيدني في ذلك الحاضرون". ورأى صلوخ انه إذا أزيلت الفقرة عن المقاومة الواردة في البيان الوزاري فهذا يستوجب "ثقة جديدة" بالحكومة. وفي تصريحات لدى عودته من الفاتيكان أمس قال البطريرك الماروني مار نصرالله صفير معلقاً على ما جرى في الخرطوم ان كسوف الشمس شأن عارض "لكن الكسوف كان عندنا قبل ان تنكسف الشمس". وشدد ان على "اللبنانيين ان يجتمعوا كما تعودوا مع بعضهم البعض وان يستعرضوا الأمر وان يوجدوا في ما بينهم بعض أمور يمكن الاتفاق عليها". وقال صفير: "ان ما حصل فيه شماتة، والناس الذين ينظرون الينا والى خلافاتنا بعد ان كانوا شكلوا عن لبنان فكرة عالية ربما يكونون في ضوء هذه الخلافات قد بدلوا فكرتهم عن لبنان وهذا مسيء لنا". وفي نيويورك، اعطى مجلس الامن الضوء الاخضر للأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان للبحث في انشاء محكمة دولية مع لبنان، تكون مهمتها محاكمة المتهمين في اغتيال الحريري. واتخذ القرار باجماع اعضاء المجلس الـ15 ويحمل الرقم 1664. والقرار الذي قدمته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة يعتمد توصية انان بانشاء محكمة مختلطة تضم قضاة لبنانيين ودوليين وتتخذ مقرها خارج لبنان لاسباب امنية من اجل محاكمة الذين سيتهمون في اغتيال الحريري. وكانت هذه التوصية وردت في تقرير لانان نشر الاسبوع الماضي واستند الى استخلاصات المستشار القانوني للامم المتحدة نيكولا ميشال الذي اوفده الامين العام الى بيروت في كانون الثاني. ويؤكد القرار على "اعتماد الاساس والاطار القانونيين للمحكمة (..) ولا يحدد بشكل مسبق موعد بدء انشطتها الذي سيكون رهنا بتقدم التحقيق" الذي تجريه لجنة تابعة للامم المتحدة برئاسة القاضي البلجيكي سيرج براميرتس وتستمر مهمتها حتى 15 حزيران.
ـ المستقبل ـ
قالت "المستقبل" انه بينَ انتهاء قمّة الخرطوم أمس وبينَ استئناف الحوار الوطنيّ الاثنين المقبل، انقضت الساعات الماضية في ترقّب تداعيات المواجهة التي حصلت في العاصمة السودانية من قبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لمزايدات الرئيس إميل لحّود في موضوع المقاومة من ناحية وفي تفسير دلالة مزايدات لحّود من ناحية ثانية، وفي ما يُحتمل من حركة مشاورات واتصالات تسبق الجولة الخامسة تمهيداً للجولة الخامسة بعدما عادت لغة الخطب السياسية الى الارتفاع مجدّداً.. من ناحية ثالثة. في هذا السياق، أي في هذه المرحلة الفاصلة من الجولة الخامسة من الحوار، سجّلت أمس إطلالة إعلاميّة لافتة لرئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري عبر شاشة "الجزيرة" أطلق خلالها مواقف بارزة في عدد من العناوين الرئيسيّة. فإذ أشاد بالرئيس السنيورة ووصفه بأنه "رجل دولة كان يحاول (في الخرطوم) أن يشمل كلّ الشعب اللبناني" في قرار القمّة، أكّد انّ لحود كان يقم ب " لعبة سياسية داخليّة"، ولفت إلى انّ "رئيس الجمهوريّة عندنا لايعمل للبنان بل لجهات خارجيّة"، وإلى انّ لحود "عطّل باريس 2 والآن يعطّل بيروت ـ 1، وإصراره على التمديد أدّى إلى القرار 1559 الذي جمع دولتين كبيرتين على دعمه وأحرج المقاومة"، مضيفاً انّ لحود "يعطّل الاقتصاد وفي عهده حصلت كلّ جرائم القتل والتفجير". وفي وقت رفض تصريحات وزير الخارجيّة السوري وليد المعلّم واعتبرها "تدخّلاً في الشؤون اللبنانيّة"، أكد الحريري "انّنا أكثريّة نيابيّة وشعبيّة، وأكثريّة لبنانيّة". ورأى الحريري انّ "تثبيت لبنانيّة مزارع شبعا عندما يحصل لن يعود في ملك لبنان قرار واحد هو القرار 425 بل قراران والثاني هو القرار 1559 الذي يجب تطبيقه على إسرائيل". وفيما أعلن "انّنا أخطأنا برفض المبادرات العربيّة سابقاً"، مرحّباً بكل مبادرة عربيّة، اعتبر انّ "الرئيس القويّ هو الرئيس الناجح في الإقناع بالحوار وليس في التقلّب، هو الذي يقنع الآخر ويحترم الآخر، وهو مَن تدعمه تيّارات عدّة(..)". في هذه الأثناء كان اللافت أمس انّ لحود المزايد في الخرطوم عاد منها هجومياً الى بيروت، متهماً السنيورة بالسعي الى افتعال أزمة حكومية جديدة. وفي هذا الاطار قال لحّود ان السنيورة "يعرف انّ الموقف من المقاومة وما اذا كانت مقاومة او ميليشيا سبّب في السابق خللاً على المستوى الحكومي استمر فترة طويلة"، مضيفاً انه "من المؤسف انّ السنيورة يعود الى اثارة هذه المسألة الحساسة وكأنه بذلك يسعى الى افتعال أزمة حكومية مرة جديدة (..)". في هذه الأثناء، قال رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي يعلن مواقف اليوم في مقابلة على شاشة "ال.بي.سي"، للمتّصلين به ان ما جرى في القمة العربية يفرض توقع "تراجع" في الموضوع الرئاسي على طاولة الحوار. غير انه وفي حديث على الموقع الالكتروني ل"الحزب التقدمي الاشتراكي"، سارع الى تحديد دلالة ما أقدم عليه لحود في العاصمة السودانية، اذ اعتبر انّ "ما حصل في الخرطوم يعكس التدخل السوري والارداة السورية اللذين عبّر عنهما خطاب لحود الذي استغلّ منبر الجامعة العربية ليستدرج اجماعاً عربياً حول ما يسمى المقاومة بعدما فقدت الاجماع اللبناني من حولها وبعدما ظهر ان النظام في سوريا لن يتعاون في موضوع ترسيم الحدود في مزارع شبعا". وقال جنبلاط "اذا كان ثمة من حق في استعادة مزارع شبعا اذا أثبتت سوريا لبنانيتها، فإنه حق الدولة والشعب أجمع وليس حكراً على فئة من الناس (..)". من ناحيته، ذهب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانيّة" سمير جعجع، بما حصل في السودان إلى مكان آخر، حيث شدّد على ضرورة بتّ التغيير الرئاسيّ سريعاً. رأى جعجع انّ "ما حصل في الخرطوم معيب جداً"، وقال انّه "لذلك لا يجوز أن يؤجّل موضوع رئاسة الجمهوريّة"، معتبراً انّ "الواقعة تدلّ على ضرورة الإلحاح في التغيير". ودافع عن السنيورة لأنّه "رئيس الحكومة وهو الموجود الى طاولة الحوار ويعلم ما يحصل ونقل موقف المتحاورين إلى مؤتمر القمّة، أمّا رئيس الجمهورية فهو يزايد"، واصفاً الكلام عن انتصار حقّقه لحود بأنّه "كلام ولاّدي". وليس بعيداً من هذا السياق، أكّد البطريرك المارونيّ نصرالله بطرس صفير الذي عاد من الفاتيكان أمس انّ "الكلام (السوريّ عن لبنانيّة مزارع شبعا) لا يكفي بل يجب أن تكون هناك وثيقة رسميّة تقرّها الأمم المتّحدة فتعترف بلبنانيّة مزارع شبعا(..)". وفيما لم يكن خافياً انّ كلام لحود هذا يحاول دغدغة "حزب الله" ويسعى الى استثارة تناقضات داخل مؤتمر الحوار تمكّنه من أن "يعيش" عليها مدة من الزمن، فقد ردّ الرئيس السنيورة الذي عاد من السودان أمس أيضاً، مجدداً على "محاولة انتهاز فرص وتحقيق مكاسب وهمية". وأكد السنيورة انّ "الدفاع عن لبنان هو حقّ الشعب اللبناني في المقاومة وتحرير أرضه"، وانّ "الدولة هي التي عليها واجب الدافع عن لبنان وللشعب اللبناني كلّه حقّ وواجب الدفاع عن لبنان"، لافتاً الى ا
نّ "المقاومة هي جزء من هذا الشعب" والى ضرورة "أن لا يكون حصر للقضية في جانب المقاومة". وأوضح رئيس الحكومة انّ "المادة الخامسة من بيان القمّة تقول بتحديد الأراضي اللبنانية حيث ما تراه الأمم المتحدة"، وان "القمة أكدت على تحديد الحدود وإيداع ذلك في الأمم المتحدة بالاتفاق بين لبنان وسوريا (..)". على انّه وبالرغم من توضيحات السنيورة ومن كلام النائب الحريري، برز أمس إصرارٌ من "حزب الله" على "تصيّد" ما حصل في الخرطوم للاشادة بلحّود وللحملة على السنيورة. فإذ أجرى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله اتصالاً بلحود شكره خلاله على "مواقفه الداعمة والمؤيّدة للمقاومة كما كان دائماً"، وصف بيان للحزب موقف لحّود بأنّه "كبير وطبيعي ومنسجم مع سلوكه الوطنيّ وسيرته السياسية المدافعة عن الثوابت الكبرى". ورأى البيان ان "المفاجئ والمستغرَب كان موقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، والتبرير الذي ساقه لهذا الموقف وجاء غير منطقيّ وغير مقبول بالمعايير الوطنية". وقال انّه "كان من الواجب على رئيس مجلس الوزراء أن يكون مؤتمناً على نصّ البيان الوزاريّ وروحه". ووجد في موقف السنيورة "خروجاً على النصّ الذي تلاه رسمياً أمام مجلس النواب لإنهاء أزمة الاعتكاف الوزاري (..)". وتعليقاً على بيان الحزب، قالت مصادر السنيورة انّ "رئيس مجلس الوزراء يكرّر موقفه الذي يؤكد فيه اعتزازه بالدور الذي قامت به المقاومة في تحرير الأرض، وهو يعيد تأكيد ان هذا الموقف لم ولن يتغيّر". ولفتت المصادر الى انّ "سوء تفسير موقفه في الجلسة المغلقة للقمة قد تأثر بالمواقف الاعلامية المروجة، علماً ان موقفه في القمة لم يقصد إلا تأمين اجماع لبناني وعربي حول حقّ الشعب اللبناني في المقاومة والتطلع الى المستقبل لا العودة الى مشاحنات الماضي".
ـ الأنوار ـ
كتبت "الأنوار" تقول ان السجال الرئاسي الحاد الذي بدأ في قمة الخرطوم مساء امس الاول استمر في بيروت امس مع عودة الرئيسين اميل لحود وفؤاد السنيورة، ويتوقع ان يترك اثره في مجلس الوزراء اليوم. وفي حين هاجمت قوى 14 اذار موقف رئيس الجمهورية في القمة واعتبرته موقفا مزايدا، استغرب (حزب الله) موقف رئيس الحكومة وكرر دعمه للرئيس لحود. واعرب لحود في حديث ادلى به في الطائرة اثناء العودة عن اسفه للموقف الذي اتخذه السنيورة، وقال انه (من المعيب ان يظهر لبنان امام العالم وكأنه منقسم على ذاته). بدوره قال الرئيس السنيورة ان هناك سوء تفسير للموقف الذي اتخذه، ومحاولة لتحويل الانتباه وتحصيل مكاسب معينة. وفي الحقيقة يحاول البعض تسجيل نقاط وانتصارات وهمية. وقد حملت قيادات قوى 14 اذار على رئيس الجمهورية واتهمته باتخاذ مواقف للمزايدة. وقال الرئيس امين الجميل (نحن لا نريد دروسا وطنية من احد. كلنا فخر بما حققته المقاومة من تحرير الارض. لا يزايدن احد علينا في هذا القبيل. واعلن ان جلسات الحوار مستمرة (ونأمل ان تصل الى حل سريع طالما هناك نوايا مخلصة).، وقال الدكتور سمير جعجع ان ما حصل في قمة الخرطوم معيب. واضاف ان هذه الواقعة بحد ذاتها معبرة جدا وتدل على ضرورة الالحاح لجهة التغيير في رئاسة الجمهورية. وتابع (شيء مخز جدا، ومعيب وانظروا الى البهدلة التي لحقت بنا جميعا كلبنانيين، واين في مؤتمر القمة العربية كما لحقتنا بهدلة مماثلة في نيويورك). وقال ان رئيس الجمهورية يزايد من حيث لا يجوز المزايدة، في مواضيع اساسية حساسة مما ينعكس سلبا على كل ما يحصل وهذا مؤسف جدا. بدوره حمل سعد الحريري على الرئيس لحود وقال انه لا يمثل اللبنانيين، بل يعمل لجهة خارجية. وان 90 بالمئة من الجالسين الى طاولة الحوار لا يعترفون برئيس الجمهورية. واضاف (سنصل الى اتفاق في الحوار، ولن يستطيع لحود ان يستمر في الاستفادة من خلافات المتحاورين. واضاف: هناك امور كثيرة تحتاج الى وقت وبرأيي سنصل اليها، ولدي ايجابية في هذا الموضوع واعتبر ان موضوع الرئاسة سننتهي منه ان شاء الله خلال شهر. واعتبر الحريري ان رفض المبادرة التي حملتها السعودية منذ شهرين كان خطأ كبيرا وانا اعترف بالخطأ. لقد اخطأنا بالرفض، وانا اعتذر لأن لبنان اليوم بحاجة لكل مبادرة عربية لمساعدته من الخروج من الازمة التي هو فيها. وردا على سؤال حول امكانية العودة الى المبادرة السعودية ام انهم بانتظار مبادرة جديدة، فأجاب (الميزة الحاصلة انه جرى حوار وطني اجمع عليه اللبنانيون في امور عدة: في موضوع العلاقات مع سوريا وفي موضوع فصل الحقيقة عن العلاقات بيننا وبين سوريا وفي موضوع تثبيت مزارع شبعا. عدة امور ناقشها الحوار واجمعنا عليها، لذلك اعتقد ان مبادرة عربية في هذه المرحلة تكون مفيدة). وتابعت "الأنوار" تقول انه في غضون ذلك اجرى الامين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصر الله اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية وشكره على مواقفه الداعمة والمؤيدة للمقاومة في لبنان. كما كان دائما. واصدر الحزب ليل امس بيانا جاء فيه: ان حزب الله اذ يشيد بتبني القمة العربية البنود المتعلقة بالملف اللبناني، فانه يعرب عن تقديره لمواقف القادة العرب التي تناقلتها وسائل الاعلام، في الدفاع عن المقاومة. واعتزازهم بدورها، وانجازاتها التي هي تعبير صادق عن طموحات الشعب اللبناني وعن انتماء لبنان وهويته العربية. ولقد كان الموقف الكبير لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود في تأكيده على تسمية الحقائق باسمائها، ومنها ذكر اسم المقاومة بوضوح لا لبس فيه، طبيعيا ومنسجما مع سلوكه الوطني وسيرته السياسية المدافعة عن الثوابت الكبرى. الا ان المفاجئ والمستغرب، كان موقف رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة خلال مداولات القمة والتبرير الذي ساقه بعد ذلك لهذا الموقف، الذي جاء غير منطقي وغير مقبول بالمعايير الوطنية. ان مجرد ذكر نقطة على طاولة النقاش في مؤتمر الحوار الوطني لا يلغي ولا ينسف البيان الوزاري، بل كان من الواجب على رئيس مجلس الوزراء ان يكون مؤتمنا على نص وروح البيان الوزاري الذي نال وحكومته على اساسه ثقة مجلس ممثلي الشعب اللبناني. وانه لمن بديهيات العمل السياسي ان الانسجام مع مضمون البيان الوزاري لا يحتاج الى قرار حكومي بخلاف التنصل منه. فكيف الحال اذا كان هذا الموقف المستغرب خروجا على النص الذي تلاه رئيس الحكومة رسميا امام مجلس النواب لانهاء ازمة الاعتكاف الوزاري حول المقاومة. واشادته بدورها وموقعها الوطني في الماضي والمستقبل. ان حزب الله يعتبر ان مثل هذا السلوك السياسي هو الذي يترك ارتدادات سلبية ويشكل اساءة لكل الشعب اللبناني وانجازاته الوطنية وليس الى المقاومة وحدها.
ـ اللواء ـ
كتبت "اللواء" تقول ان المشادة الكلامية الساخنة بين الرئيسين اميل لحود وفؤاد السنيورة أرخت بظلالها الثقيلة على الوضع السياسي الداخلي، الذي تعرّض الى اهتزاز مفاجئ، نشطت الاتصالات لتطويقه ومنع وصوله الى طاولة الحوار يوم الاثنين المقبل، لكن الأنظار بقيت متجهة اليوم الى جلسة مجلس الوزراء التي كان من المقرر ان يحضرها الرئيس لحود بحكم المداورة المتبعة، لمعرفة مدى انعكاس "فضيحة الخرطوم"، على الوضع الوزاري وعلى مسار الحكومة بشكل عام· وعلمت "اللواء" ان اتصالات حثيثة جرت بين الأقطاب الفاعلين في مؤتمر الحوار، بهدف عدم تصعيد ردود الفعل على ما حصل في الخرطوم من جهة، والتمسك باستمرار الحوار كوسيلة أساسية متاحة لمناقشة ومعالجة التباينات والخلافات، وتبيّن نتيجة هذه الاتصالات ان ثمة حرصاً من كل الاطراف بما فيها "حزب الله" على حماية الحوار من أية نكسة قد تطيح بما تحقق حتى اليوم من انجازات· وفي المقابل، توقعت أوساط سياسية، ان تتركز الحركة السياسية في الايام والاسابيع المقبلة على ثلاثة عناوين رئيسية وهي: 1 - استمرار الحوار الوطني· 2 - الحفاظ على الوضع الحكومي الحالي· 3 - متابعة البحث في الملف الرئاسي· وأعتبرت هذه الاوساط ان الرئيس لحود لم يكتفِ بتلبس دور البطولة في الدفاع عن المقاومة، بل إنه بدأ يستثمر سياسياً ما جرى وصب الزيت على النار لتفجير الحوار من الداخل بعد أن اقترب من البتّ بملف رئاسة الجمهورية، أو استدراج "حزب الله" الى أزمة حكومية على غرار أزمة مقاطعة الثنائي الشيعي لجلسات الحكومة قبل نحو ثلاثة اشهر· وكان لافتاً في هذا السياق قوله للصحافيين في الطائرة التي اقلته من الخرطوم الى بيروت أنه "يأمل ألا يؤدّي موقف الرئيس السنيورة الى أي تداعيات سلبية على الحوار الوطني"، وكذلك قوله: "أن السنيورة يعرف ان الموقف من المقاومة، وعما إذا كانت ميليشيا ام مقاومة سبب في السابق بحدوث خلل على المستوى الحكومي استمر فترة طويلة وانعكس على اداء الحكومة آنذاك"· وأسف لحود ان يعود السنيورة الى إثارة هذه المسألة الحساسة في القمة العربية، وكأنه بذلك يسعى الى افتعال أزمة حكومية مرة جديدة· وفي كلمته امام الجلسة الختامية للقمة، عاد لحود الى استثمار موقفه في الجلسة المغلقة، مكرراً "تمسك لبنان بحقه في استرجاع ما تبقى من أرضه المحتلة في الجنوب، ولا سيما مزارع شبعا اللبنانية وضرورة المحافظة على المقاومة الوطنية التي غدت رمزاً للصمود والكرامة"· وتوقفت الاوساط المطلعة عند الاتصال الذي اجراه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله بالرئيس لحود بعد عودته الى بيروت، وشكره على "مواقفه الداعمة والمؤيدة للمقاومة في لبنان، كما كان دائماً"· وأتبع "حزب الله" الاتصال الهاتفي، بإصدار بيان أعرب فيه عن تقديره لمواقف القادة العرب والرئيس لحود في الدفاع عن المقاومة، واستغرب موقف الرئيس السنيورة الذي وصفه بأنه "غير منطقي وغير مقبول بالمعايير الوطنية"· وقال انه "كان من الواجب على رئيس مجلس الوزراء ان يكون مؤتمناً على نص وروح البيان الوزاري الذي نال وحكومته على اساسه ثقة مجلس ممثلي الشعب اللبناني"· واعتبر ان "مثل هذا السلوك السياسي يترك ارتدادات سلبية ويشكل اساءة لكل الشعب اللبناني وانجازاته الوطنية وليس الى المقاومة وحدها"· واضافت "اللواء" ان مصادر الرئيس السنيورة علقت على هذا البيان فقالت: "ان رئيس مجلس الوزراء يكرر موقفه الذي يؤكد فيه اعتزازه بالدور الذي قامت به المقاومة في تحرير الاراضي المحتلة، والذي طالما كان يؤكد عليه، وهو يعيد ويؤكد ان هذا الموقف لا يتغير ولن يتغير"· ولفتت مصادر السنيورة الى ان "سوء تفسير موقفه في اجتماع القمة المغلق قد تأثر بالمواقف الاعلامية المروجة، علماً ان موقفه في القمة لم يقصد إلا تأمين اجماع لبناني وعربي على حق الشعب اللبناني في المقاومة والتطلع الى المستقبل لا العودة الى مشاحنات الماضي"· واوضحت مصادر السنيورة ان كل ما فعله في الجلسة المغلقة للقمة هو أنه حاول تعديل كلمتين في نص الفقرة "أ" من البند (5) التي تنص على ان "المقاومة هي تعبير صادق وطبيعي" فاقترح تعديل الفقرة بالآتي: "مع التأكيد على حق الشعب اللبناني بالمقاومة وتحرير ارضه"، على اعتبار ان الصيغة الاولى، صحيح انها موجودة في البيان الوزاري، لكنها اثارت خلافات كبيرة، فحاول ان يصل الى صيغة يجمع عليها كل الشعب اللبناني، خاصة ان الموضوع مطروح على طاولة الحوار، وخوفاً من ان يؤدي اقرار النص الاول الى اعادة الخلافات من جديد"· وقالت ان الرئيس السنيورة كان يحاول ايجاد صيغة تدعم موقف المقاومة من جهة وتقوي الاجماع اللبناني عليها ولا تنتقص من دور وحق المقاومة، فيما الرئيس لحود حاول التلطي وراء اللفط لافتعال موقف بطولي ويعيد اثارة الخلافات من جديد، بدليل انه سرب معلومات توحي بأن رئيس الحكومة وقف ضد المقاومة، فيما العكس هو الصحيح· ولاحظت المصادر ان التعديل الذي اقترحه السنيورة لم ي
كن واضح الاهداف بالنسبة الى القادة العرب، لانهم لا يدركون حساسية المواقف والخلافات بين اللبنانيين، فتبنوا موقف لحود الذي افتعل ازمة منها، وحاول تسجيل بطولات عن طريق تسريب مضمون ما جرى في الجلسة، فيما الرئيس السنيورة بقي صامتاً حتى الاولى صباحاً، حيث اضطر الى اصدار بيانه التوضيحي· واكدت المصادر ان وزير الخارجية فوزي صلوخ قال: نصف الحقيقة، بينما الرئيس لم يكن مطلعاً على نص الفقرة "أ" من البند الخامس، بل ان صلوخ اطلعه على تعديل لأول ثلاثة اسطر من الفقرة، ولم تنقل اليه بعدما تم تعديلها كاملة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان يحضر لاعمال القمة· وكان الرئيس السنيورة قد أوضح في تصريح أدلى به في الخرطوم أنه "حصل سوء تفسير للموقف الذي اتخذه، والذي كان يحاول فيه أن يؤكد حق الشعب اللبناني في المقاومة وفي تحرير أرضه"، وقال: "أما المحاولة من رجل تحويل الانتباه، ومحاولة تحصيل مكاسب معينة والتأثير على الرأي العام، فأعتقد أن موقفنا هو الموقف الصحيح، أي أن الدولة اللبنانية هي التي عليها الواجب الحقيقي في الدفاع عن لبنان، وأن الشعب اللبناني بأجمعه له الحق والواجب في الدفاع عن لبنان، والمقاومة هي جزء من هذا المجتمع اللبناني، لا أن يكون حصر القضية في جانب المقاومة"· وأوضح أن واجب الدولة اللبنانية حماية لبنان، وليس مجموعة من اللبنانيين، ولا يجوز أن يقتصر هذا الأمر والواجب على مجموعة من دون أخرى· ورأى أن مصير الحكومة هو على ما هي عليه، وقال: "موضوع الحكومة ليس وارداً على الإطلاق، الحكومة تستمر طالما تتمتع بثقة الغالبية في مجلس النواب، وهذه االغالبية موجودة، لذلك البحث في هذا الموضوع هو بحث عقيم"· وفي معرض رده على سؤال عن مصير الحوار قال: "حققنا إنجازات في الحوار وعلينا أن نستمر، وأن يكون لدينا العزيمة والصبر، إننا يجب أن نستمر وأن نتحاور لكي نصل الى نتيجة، لدينا موضوعان اثنان ما زالا على الطاولة وهما الرئاسة وسلاح المقاومة"، مجدداً تأكيده بأنه نصح الرئيس لحود بالاستقالة وقال إنه "لا يزال يرى أن هذا الموقف هو الصحيح"· وأكد السنيورة لقاء الرئيس السوري بشار الأسد ومصافحته والتكلم إليه، وقال: قلت له إننا نود أن نلتقي سوياً فرحّب بذلك، وقال إنه ينبغي إعداد جدول أعمال، فقلت له: سنعمد الى إعداد جدول أعمال وعلى أساسه أتمنى أن يُصار الى عقد لقاء في دمشق· في هذا الوقت، دخل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري بقوة مساء أمس على خط الدفاع عن الرئيس السنيورة، فقال في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية: "إن الرئيس السنيورة رجل دولة كان يحاول تحقيق إجماع الشعب اللبناني لحماية المقاومة، في حين حاول الرئيس لحود أن يلعب لعبة سياسية داخلية، هذا شأنه، لكنني أرى أن الرئيس السنيورة من أكثر الناس دفاعاً عن المقاومة وتفهماً لموقعها"· أضاف: "إن تيار المستقبل كان من أكثر التيارات التي دافعت عن المقاومة، لكن مشكلتنا في لبنان أنه مطلوب منا أن نجري كل يوم فحص دم عما إذا كنا مع المقاومة أو ليس معها"· ولفت الى أن كل الأطراف على طاولة الحوار أقرّت دعمها للمقاومة، لكنه قال "إن الدعم لا يتم من خلال التشكيك بالآخر"، وأشار الى أن ما قام به الرئيس لحود هو التشكيك بمواقف الرئيس السنيورة، وهذا كلام مرفوض، فأنا أشكك بمواقف إميل لحود وأسأل من الذي دمّر "باريس-1" و"باريس-2" وعمل جاهداً لتعطيلهما· وقال إنه لا يقول إن الرئيس لحود ليس رئيساً دستورياً، لكنه سقط شعبياً، والرئيس السنيورة يمثل فعلياً البرلمان الذي انتخبه الشعب اللبناني وانبثقت عنه الحكومة الحالية· بالنسبة لنا الممثل الحقيقي لنا كلبنانيين هو الرئيس السنيورة· وأعرب الحريري عن اعتقاده بأن لحود لا يعمل من أجل لبنان بل من أجل جهة خارجية، وأشار الى أن ما يقوله من كلام عن المقاومة هو من أجل حماية الكرسي الذي يجلس عليه ويصور نفسه انه المدافع الاول عن المقاومة وهذا غير صحيح على الاطلاق· هذا موقف سياسي لكي يبقى على كرسيه· ولفت الى ان مصالح اللبنانيين معطلة بسبب لحود· وقال لو كان هناك رئيس جمهورية عاقلاً كالآخرين كان يفترض به هو ان يكون على طاولة الحوار، مشيراً الى ان 90 في المائة من الجالسين على الطاولة لا يعترفون به· معتبراً ان الحوار يمكن ان ينتهي من موضوع الرئاسة خلال شهر· وقال: "في نهاية شهر نيسان سيكون نهاية الحوار، فإما الحل أو المشكلة"· وشدد على أن خيار الشارع ما زال مطروحاً لإسقاط لحود، لكنه لاحظ أن الناس لا تريد العنف، ونحن نريد ان يتنحى الرئيس دون اللجوء الى الشارع، وأنا اول من يثمن ذلك"· وأعلن سعد الحريري انه فصل بين موضوع التحقيق باغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والعلاقة مع سوريا، واصفاً ذلك بأنه تنازل من قبله· داعياً الى إقامة علاقات بين البلدين طيبة وصحية وندية· واعتبر ان ما قاله وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن الانتخابات السياسية التي جرت في عام 2005 بأنها لم تؤد الى إنتاج تمثيل صحيح، وقا
ل: القانون الذي جرت على اساسه الانتخابات وضعه السوريون بأنفسهم وما قاله المعلم يعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية"· وفي المواقف ايضاً رأى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ان ما حصل في قمة الخرطوم يعكس التدخل السوري والإرادة السورية التي عبر عنها خطاب الرئيس اميل لحود الذي استغل منبر الجامعة العربية ليستدرج اجماعاً عربيا حول ما يسمى بالمقاومة بعدما فقدت الإجماع اللبناني حولها· واعتبر ان النظام في سوريا لن يتعاون في موضوع ترسيم الحدود في مزارع شبعا لانه يريد ان يبقي المسألة معلقة ليحافظ على وضعية المتعاونين معه في لبنان· أما رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع فقد اعتبر ان ما حصل في قمة الخرطوم معيب جداً للبنانيين، لذلك لا يجوز ان يؤجل موضوع رئاسة الجمهورية، ورأى ان الكلام عن تحقيق الرئيس لحود انتصاراً "كلام ولادي"، لان الرئيس السنيورة هو الذي يعلم بما يحصل على طاولة الحوار، وقد نقل موقف المتحاورين الى المؤتمر بعد إلحاح العديد من الفرقاء العرب، رغم أن موقفه الاساسي كان يميل الى عدم المشاركة· واعتبر ان الكلام عن استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وفقا للقرار 425 مغالطة، لان تثبيت لبنانيتها دوليا ينتظر التفاهم الخطي بين لبنان وسوريا· وفي حين وصف البطريرك الماروني نصر الله صفير عند عودته من الفاتيكان ما جرى في الخرطوم بأنه "س" و"فيه شماتة لبنان" متمنيا "اجماعا" لبنانيا على كل الامور بما فيها المقاومة"، اكدت مصادر نيابية ان ما جرى سيرخي بظلاله بالتأكيد على جلسة مجلس الوزراء اليوم، وكذلك على جلسة الحوار المقررة يوم الاثنين المقبل في مجلس النواب· ورسمت المصادر صورة غير مريحة للمرحلة المقبلة التي ستشهد المزيد من الاتصالات والمشاورات في محاولة يتيمة لاحتواء التصعيد القائم بين اهل الحكم، لافتة الى ان لا معطيات نهائية بعد الى ما ستؤول اليه الاوضاع على الساحة الداخلية في ظل ما تشهده من ارتفاع في منسوب التوتر والتعقيد· وتوقعت هذه المصادر ان يقوم الرئيس نبيه بري بسلسلة من اللقاءات والمشاورات في سبيل اراحة الساحة السياسية قبل الجولة الخامسة من الحوار التي ستعلق يوم الاثنين الى الاسبوع الاخير من شهر نيسان· ولفتت هذه المصادر الى انه ليس من المصلحة ان يطرح ما جرى في الخرطوم اليوم في مجلس الوزراء ولا على الطاولة المستديرة للحوار يوم الاثنين المقبل، وانه من المفيد التفتيش عن صيغة معينة توضح ملابسات ما جرى من مواقف في الخرطوم، والا فإن شظايا الحرب الكلامية التي اندلعت بين الرئيسين لحود والسنيورة ستصيب حكما الحوار الذي وفي حال استؤنف في ظل الاجواء القائمة فإنه لن يعطي النتائج التي كانت ترتجى منه.
ـ الشرق ـ
قالت "الشرق" ان الخلاف الحاد بين رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في الخرطوم حول موضوع المقاومة، القى بثقله على الوضع السياسي العام مع مخاوف من تأثيره على مؤتمر الحوار المقرر استئنافه الاثنين المقبل من جهة، وعلى العلاقة المستقبلية بين رأسي السلطة الاجرائية ومن ورائهما الاصطفافات الوزارية حول هذا الرئيس او ذاك من جهة ثانية. وقد بدأت طلائع الأزمة بالظهور من خلال مواصلة لحود هجمته على السنيورة والفريق الذي يمثل في الحكم، ورد الاخير بتجديد مطالبته باستقالة لحود، فضلاً عن اعادة نصب المعسكرات السياسية التي تبادلت الرسائل الساخنة والتي اظهرت هشاشة الاتفاقات التي توصل اليها الحوار، وأبرز المواقف التي سجلت على هذا الصعيد وصف "حزب الله" موقف السنيورة بأنه مخالف للبيان الوزاري وطعنة للحوار. وأولى تداعيات هذا الجو ستظهر حتماً خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم والمتوقع أن يرأسها لحود. وتجدر الملاحظة ان هذا الانقسام يأتي قبل ايام على تقديم المبعوث الدولي المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن الذي زار بيروت اخيراً ضمن جولة عربية، تقريره حول تنفيذ القرار المذكور الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، والذي قد يتطرق الى الأوضاع السياسية اللبنانية الداخلية على غرار تقارير رود لارسن السابقة. ورأى الرئيس لحود الذي عاد الى بيروت من الخرطوم "ان السنيورة عوض ابراز صورة لبنان الواحد ومشهد الاجماع اللبناني عمد الى استباق قرارات مؤتمر الحوار ما جعله يصر على التمسك بالنص الذي اقره وزراء الخارجية العرب". واعتبر لحود ان موقف السنيورة "يتعارض كلياً مع ما جاء في البيان الوزاري لحكومته" لافتاً الى انه (السنيورة) "أتى الى الخرطوم لتنفيذ مهمة خرجت عن الاجماع اللبناني، وعبرت في موضوع المقاومة عن وجهة نظر فريق من اللبنانيين فقط" متهماً السنيورة "بالسعي الى افتعال ازمة حكومية مرة جديدة". اضافت "الشرق" انه في المقابل، اكد السنيورة في رده على موقف لحود خلال القمة "ان محاولة تحصيل مكاسب معينة والتأثير على الرأي العام وصرف الانتباه هي محاولة تحقيق مكاسب وهمية" واعتبر "ان المقاومة هي جزء من الشعب اللبناني، ويجب عدم اقتصار الأمر على مجموعة من اللبنانيين، فالدولة هي التي تحمي الجميع وليس مجموعة معينة هي التي تحمي لبنان". وذكر السنيورة الذي عاد ايضاً من الخرطوم بمواقفه من المقاومة، وقال "لقد اكدت مراراً الدور الكبير الذي قامت به المقاومة في لبنان من اجل تحقيق التحرير ورفع اسم لبنان عالياً، لكن ما حاولت ان ابينه اسيء تفسيره، وهو ان الدفاع عن لبنان هو حق الشعب اللبناني في المقاومة وتحرير ارضه" لافتاً الى ان "الدولة هي التي تحمي اللبنانيين وليس مجموعة من اللبنانيين تحمي كل لبنان". وعما اذا كان موقفه يتناقض مع البيان الوزاري قال السنيورة "هناك ثمانية اشهر مرت على البيان الوزاري، عندنا الآن معطيات جديدة فهل يمكن ان ننسى هذه المعطيات؟". اما "حزب الله" فقد حمل بشدة على السنيورة، وأشاد بتبني القمة العربية البنود المتعلقة بالملف اللبناني، وأعرب عن تقديره "لمواقف القادة العرب في الدفاع عن المقاومة، واعتزازهم بدورها وانجازاتها". وجاء في بيان للحزب "لقد كان الموقف الكبير لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود في تأكيده على تسمية الحقائق باسمائها ومنها ذكر اسم المقاومة بوضوح لا لبس فيه، طبيعياً ومنسجماً مع سلوكه الوطني وسيرته السياسية المدافعة عن الثوابت الكبرى، الا ان المفاجىء والمستغرب كان موقف رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة خلال مداولات القمة والتبرير الذي ساقه بعد ذلك لهذا الموقف، الذي جاء غير منطقي وغير مقبول بالمعايير الوطنية". ورأى البيان "ان ذكر نقطة على طاولة النقاش في مؤتمر الحوار الوطني لا يلغي ولا ينسف البيان الوزاري، بل كان من الواجب على رئيس مجلس الوزراء ان يكون مؤتمناً على نص وروح البيان الوزاري الذي نال وحكومته على اساسه ثقة مجلس ممثلي الشعب اللبناني، وانه لمن بديهيات العمل السياسي ان الانسجام مع مضمون البيان الوزاري لا يحتاج الى قرار حكومي بخلاف التنصل منه، فكيف الحال اذا كان هذا الموقف المستغرب خروجاً على النص الذي تلاه رئيس الحكومة رسمياً امام مجلس النواب لانهاء ازمة الاعتكاف الوزاري حول المقاومة، واشادته بدورها وموقعها الوطني في الماضي والمستقبل". واعتبر الحزب "ان مثل هذا السلوك السياسي هو الذي يترك ارتدادات سلبية ويشكل اساءة لكل الشعب اللبناني وانجازاته الوطنية وليس الى المقاومة وحدها". وأشار البيان الى ان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله اجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس لحود "وشكره على مواقفه الداعمة والمؤيدة للمقاومة في لبنان كما كان دائماً". ورأى عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله ان اصرار السنيورة على حذف كلمة المقاومة من البيان الختامي للقمة هو مخالفة لمضمون البيا
ن الوزاري وطعنة لمؤتمر الحوار الوطني. وفي المقلب الآخر كانت حملة مضادة من "فريق 14 آذار" ضد لحود متهمة اياه بخلخلة الاجماع الوطني حول المقاومة. ورأى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ان لحود "استغل منبر الجامعة العربية ليستدرج اجماعاً عربياً حول ما يسمى بالمقاومة، بعدما فقدت الاجماع اللبناني حولها"، معتبراً انه "اذا كان هناك من حق لاستعادة شبعا، اذا اثبت السوري لبنانيتها، فهذا يكون من حق الدولة اللبنانية والشعب اللبناني اجمع، ويكون من خلال التعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ايضاً، ولا يكون حكراً على فئة من الناس"، لافتاً الى "ان الطائف واضح ولا حاجة لنا للالتفاف عليه وعلى القرارات الدولية". ودافع رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري عن ذهاب الرئيس السنيورة الى القمة العربية وأعاد الخطوة الى "تكليف نيابي"، وقال في حديث لفضائية "الجزيرة" عبر برنامج "بلا حدود" الذي يقدمه الزميل احمد منصور "نحن طول عمرنا مع المقاومة ولم نكن يوماً ضدها، هذه المزايدات لحماية لحود وكرسي الرئاسة". ورأى ان التمديد للحود ادى الى صدور القرار 1559 الذي احرج المقاومة. واعتبر الحريري ان لحود لا يمثل اللبنانيين واتهمه بتدمير باريس - 1 وباريس - 2، وقد بدأ بمحاربة بيروت - 1 من خلال اطلاق الشائعات حول الخصخصة. وأكد ان لحود "مستفيد من الخلافات القائمة (...) ولكن عندي ايجابية وهي انه ان شاء الله سنخلص منه خلال شهر" لكنه لم يطرح اسم البديل مشدداً على ان الرئيس يجب ان يكون لكل اللبنانيين وليس لفئة منهم. وكرر قوله انه سيقبل بأي نتيجة للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وكان الملف اللبناني بأحد اجزائه المتعلق بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد الحريري حاضراً في مجلس الامن الذي بحث في تشكيل محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة الذين سيتهمون بالجريمة. وقد كلف المجلس انان في قرار اصدره باجماع اعضائه الخمسة عشر، وحمل الرقم 1664، التفاوض على اتفاق مع الحكومة اللبنانية بهدف انشاء محكمة مختلطة تضم قضاة لبنانيين ودوليين وتتخذ مقرها خارج لبنان لأسباب امنية. وكانت هذه التوصية وردت في تقرير لأنان نشر الاسبوع الماضي واستند الى استخلاصات المستشار القانوني للأمم المتحدة نيكولا ميشال الذي اوفده انان الى بيروت في كانون الثاني الماضي. ويؤكد القرار الذي قدمته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ان "اعتماد الأساس والاطار القانونيين لهذه المحكمة (...) لا يحدد بشكل مسبق موعد بدء انشطتها الذي سيكون رهناً بتقدم التحقيق" الذي تجريه لجنة تابعة للأمم المتحدة برئاسة القاضي البلجيكي سيرج براميرتس وتستمر مهمتها حتى 15 حزيران المقبل.
ـ البيرق ـ
قالت "البيرق" , لقد بدأت الاوساط السياسية تترقب ما سيكون عليه الوضع الداخلي , حواريا وحكوميا , بعد الذي جرى في الخرطوم وما تلاه امس من سجال بين الرئيس لحود والرئيس السنيورة . وترقبت الاوساط باهتمام ما سيكون عليه مصير جلسة مجلس الوزراء اليوم التي يفترض , بموجب المداورة , ان تعقد برئاسة الرئيس لحود الذي لم يكن قد حسم موقفه من مشاركته فيها حتى مساء امس , لكنه قد يمتنع عن ترؤسها اسهاما منه في تطرية المناخات . ولم يعرف اي شيء عن هذه الجلسة حتى ليل امس فيما سرت معلومات عن مساع لترطيب الاجواء , بعيدا عن الاضواء . ولم يكشف احد عن المدى الذي بلغته والنتائج التي تمخضت عنها . ونقل زوار الرئيس بري ل "البيرق" قوله امامهم ان الرئيس السنيورة لم يذهب الى قمة الخرطوم بتكليف من هيئة الحوار لاطلاعها على ما توصلت اليه هذه العملية , بصفته رئيسا للحكومة , لان هيئة الحوار لم تكلفه بمهمة من هذا النوع لان صفتها سياسية وليست هيئة رسمية مشكلة بقرار او غيره. ورجحت المصادر ان تتم في جلسة الحوار المقررة الاثنين المقبل مفاتحة السنيورة بامر التكليف الذي يتحدث عنه , وكذلك بامر السجال الذي دار بينه وبين رئيس الجمهورية خلال مؤتمر القمة حول موضوع المقاومة التي كان لها , هي ايضا , موقف قاس منه في مقابل اشادة بالرئيس لحود . كذلك حذر البطريرك صفير الذي عاد من الفاتيكان امس من ان الخلافات بين اللبنانيين تثير الشماتة وتعطي صورة مسيئة عن لبنان .وتمنى ان تجري الامور في نصابها الطبيعي بالحوار الوطني, داعياً الى ايجاد الامور التي يمكن الاتفاق عليها.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018