ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الجمعة 31 آذار/ مارس 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير" ان البلاد عاشت أمس يوماً عاصفاً شهد ارتدادات عنيفة للهزة التي بدأت في أروقة القمة العربية في الخرطوم، وامتدت تفاعلاتها إلى لبنان خلال اليومين الماضيين. وتنقلت هذه التفاعلات أمس كالنار في الهشيم، من "البريستول" الى مجلس النواب فمجلس الوزراء حيث انفجر الاحتقان، وترددت أصداؤه طوال الليلة الماضية على الرغم من الاتصالات الحثيثة التي جرت على أكثر من صعيد. اختارت الأكثرية ساحة مجلس الوزراء، لشن هجوم مضاد، وصوّبت على الهدف السهل: الرئيس إميل لحود، في ظل المعركة المفتوحة لإسقاطه، فكان ما كان داخل قاعة الجلسات، وبلغ حد "الفضيحة المجلجلة"، حيث سمع اللبنانيون عبر شاشات التلفزة كلاماً "فوق السطوح" بين رئيس الجمهورية وخصومه. والواضح أن الانفجار الذي حصل كانت له مقدماته ومعطياته الكثيرة، ومنها:
أولاً: وصول قوى 14 آذار، إلى ما يشبه القناعة بأن إسقاط الرئيس لحود، لم يعد وارداً في هذه المرحلة، حتى إن قوى دولية وأخرى محلية في فريق الأكثرية، باتت تعلن بصراحة أن الملف الرئاسي ربما أرجئ إلى الخريف المقبل على الأقل.
ثانياً: قناعة قوى الأغلبية بأن الحوار الوطني لم يكن في مصلحتها، لدرجة أن بعض أقطابها يرى أن فخاً قد نُصب لقوى 14 آذار، وأن ما صدر حتى الآن لم يكن في مصلحتها.
ثالثاً: شعور هذه الأكثرية بأن السلطة في يدها، لكنها ليست قادرة على الحكم، لأسباب كثيرة تتعلق ببنية النظام. لذلك لم يتورّع بعض أقطابها عن المطالبة بالتخلي عن سلطة تحمل أوزارها وأعباءها، وتعود عليها بالضرر، من دون أن تتمكن من إدارة دفة الحكم.
رابعاً: تردد القوى العربية الفاعلة في طرح مبادرة عربية جديدة، تؤدي الى تسوية لبنانية مقبولة، بعد رفض المبادرة السعودية من قوى الأكثرية. خامساً: الشعور بأن القوى الدولية الفاعلة، وخصوصاً الولايات المتحدة، في حالة انكفاء عن لبنان ومشاكله، بسبب قضايا أخرى في المنطقة أكثر أهمية، في طليعتها العراق وإيران، وهو ما أتاح لسوريا استعادة أنفاسها، والظهور في وضع أكثر راحة. أمام هذه المعطيات شعرت الأكثرية بأنها في طريق مسدود، بعد الوعود التي أطلقتها، ولم يتحقق منها النزر القليل. وقد بُنيت بعض الآمال على زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى الخرطوم ومشاركته في القمة العربية، لكن الرئيس لحود استطاع أن يخرج من القمة محصناً بموقف عربي، بدل عودته ضعيفاً، وكان من الطبيعي أن تكون ارتدادات الخرطوم على النحو الذي أوصل إلى تفجير مجلس الوزراء مساء أمس. وأكدت مصادر وزارية أن ما حصل كان متفقاً عليه سلفاً، وأن ثلاثة وزراء، على الأقل، نسقوا الأمر بينهم مسبقاً. وأردفت "السفير" قائلة أن السؤال المطروح بإلحاح: ماذا بعد؟ وما هو مصير الحكومة ومجلس الوزراء بعد تعطيل جلسة أمس؟ وما هو بالتالي مستقبل الحوار؟ ثمة إجماع على أن الحوار مستمر، وأن جلسة الاثنين ستعقد، بعد لملمة الوضع، كما قال الرئيس نبيه بري. فالواضح أنه لا أحد يريد أن يتحمل مسؤولية تعطيل الحوار، على الرغم من وصوله إلى حالة الجمود، وهو ما أشار إليه رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في حديثه إلى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" الليلة الماضية، حيث قال
"لا نستطيع أن نرفض الحوار". ووصف جنبلاط ما جرى في مجلس الوزراء، بأنه طبيعة الخلاف الذي لم يحل من خلال الحوار، فانتقل إلى الخرطوم، وعاد إلى بيروت. وقال جنبلاط: إننا ذاهبون إلى الحوار الاثنين، وسنرى في ضوء التفويض المعطى لرئيس الحكومة بمفاوضة سوريا.وشن جنبلاط هجوماً عنيفاً على النظام السوري والرئيس بشار الأسد، وقال "إنه مستودع لكل الحركات الإرهابية"، متهماً إياه "بإرسال الإرهابيين إلى العراق والمملكة العربية السعودية". وقال إن "من المستحيل تغيير سلوك نظام معتاد على الإرهاب... نفس المدرسة من حافظ إلى بشار". وجدد جنبلاط اتهامه للنظام السوري باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأورد بعض التفاصيل عن اغتيال كمال جنبلاط. واعترف جنبلاط "بأننا في مأزق، وأمامنا طريق طويل طويل، لتحصين أنفسنا من هذا النظام"، مشيراً إلى "أن الاغتيالات لا تنتهي، والنظام السوري ليس عنده أسلوب آخر. ولن يرتاح لبنان ما دام هناك نظام ديكتاتوري إلى جواره". ودعا جنبلاط الى نوع من التفاعل بين القوى الديموقراطية اللبنانية والسورية، وتوجه إلى المواطن الشيعي قائلاً إن سلاح حزب الله لا يحمي امتيازات الشيعة، بل إن دستور الطائف هو الذي يحمي جميع الطوائف اللبنانية. وفيما تكثفت الاتصالات الليلة الماضية للملمة الوضع، لم تبد في الأفق أية بوادر تهدئة، حيث استمرت المواقف على حالها، فأصدر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية بياناً أوضح فيه ما جرى في مجلس الوزراء، معتبراً "أن ما حصل هو فصل من فصول المؤامرة التي تنفذها الأكثرية النيابية، وتستهدف وحدة الدولة ومؤسساتها الدستورية". لكن مصادر قريبة من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اعتبرت أن ما جرى في مجلس الوزراء "كان بمثابة رد فعل وتسجيل موقف احتجاجي على الطريقة الاستعراضية البطولية والإعلامية لرئيس الجمهورية في قمة الخرطوم، والتي حاول فيها قلب الحقائق وتحقيق انتصارات وهمية إعلامية على حساب وحدة اللبنانيين". ودعت المصادر إلى الهدوء والتروي والتفكير بكيفية الخروج من المأزق. وأشارت الى "أن الطريقة التي تصرف بها رئيس مجلس النواب نبيه بري غير مقبولة على الإطلاق، بل مرفوضة لأنها شكلت خرقاً وتجاوزاً للأعراف البرلمانية ولأصول تخاطب السلطات بعضها مع بعض". وكان الرئيس نبيه بري رد بحزم على الرئيس السنيورة خلال جلسة مجلس النواب، ووصف ما جرى في الخرطوم بـ"الخطيئة". وخلص الى القول: "انا اقول لك، اريد ان اهنئك من كل قلبي يا دولة الرئيس. انا كنت اعتقد ان جذوة المقاومة موجودة في لبنان اكثر منها عند العرب، اكتشفت انها موجودة عند العرب اكثر منها عند اللبنانيين، أشكرك على هذا الكلام". وبعد ذلك رفع بري الجلسة للحؤول دون حصول مشادات كلامية داخل قاعة الجلسات، كما اوضح بري لاحقاً، حيث طلب الكلام للرد على السنيورة كل من الوزير فوزي صلوخ والنائبين محمد رعد وعلي عمار. وأكد بري لـ"تلفزيون لبنان" أن "الحوار ماشي.. والمهم ان نلملم الوضع من الآن حتى الاثنين". وقالت مصادر بري ان رئيس المجلس اعطى الكرة للرئيس السنيورة لتبرير موقفه والاعتراف بالخطأ، "لكنه بدل ان يكحلها عماها، ما اضطر الرئيس بري الى الرد بهذا الشكل القاسي". وذكرت مصادر وزارية في حزب الله ان ما جرى في الجلسة ربما كان تعويضاً عما جرى في جلسة مجلس النواب، من موقف للرئيس نبيه بري بحق الرئيس السنيورة، ومن المفروض ان تكون القضية قد انتهت وألا تلجأ الاكثرية الى مزيد من التصعيد وإلاّ تعطل عمل الحكومة، فيما قالت مصادر وزارية مستقلة ان ما جرى لا يهدد مصير الحكومة لأنه كان ردة فعل فورية احتجاجية على ما جرى في الخرطوم وفي مجلس النواب وتضامنا مع الرئيس السنيورة، ويفترض ان يكون انتهى في الزمان والمكان. وأوضحت المصادر نفسها انه لم يطرح موضوع مقاطعة الجلسات بشكل دائم، وستتواصل الاتصالات لتثبيت جو من الهدوء بما يتيح استكمال عمل الحكومة.
وأضافت "السفير" ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان قد اطلق موقفا حاسما من موضوع المقاومة، فقال إنه "لا يستطيع أحد في لبنان أو في غير لبنان أن يعاقب المقاومة على إنجازاتها، ومن يرد أن ينزع سلاح المقاومة بالقوة، قلناها في أكثر من مناسبة، فسنقطع يده ونقطع رأسه وننزع روحه. أما اللين، فقلنا نحن جاهزون للحوار، تفضلوا لنتناقش في الخيارات السياسية الكبرى". وفي كلمة له في افتتاح المؤتمر القومي العربي الرابع لدعم المقاومة، رد نصر الله بشكل غير مباشر على الرئيس السنيورة فقال: البعض يقف ويقول هذه مسؤولية الدولة. وأنا أقر أنها مسؤولية الدولة أولاً، ولكن عندما تتخلى الدولة عن مسؤولياتها، هل على الشعب أن يستسلم للعدو وأطماعه ومجازره وطغيانه وتكبره؟ وأشار نصر الله الى "أن المشروع الأميركي الدولي في لبنان في هذه الأيام وصل إلى طريق مسدود، وبالتالي ما خطط قبل عام وصل إلى المرحلة التي لا يستطيع أن يكمل فيها مشواره". من جهته قام رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري بزيارة خاطفة الى القاهرة قابل خلالها الرئيس المصري حسني مبارك.. وصرح الحريري بأنه عرض على الرئيس مبارك نتائج الحوار الوطني، وأعرب عن أمله بأن يتوصل مؤتمر الحوار إلى حلٍّ لمشكلة الرئاسة في لبنان. ووصف جلسات الحوار "بأنها شائكة، وأن بحث المواضيع المطروحة على جدول أعمال الحوار يحتاج إلى وقت، وخاصة أنها المرة الأولى التي يجلس فيها اللبنانيون على مائدة واحدة للحوار منذ أكثر من عشرين عاماً". ورداً على سؤال عن العلاقات اللبنانية السورية قال النائب الحريري ان "هناك مشاكل في العلاقات اللبنانية السورية، وان هناك إجماعا لبنانيا على ضرورة إقامة علاقات بين البلدين على أسس من الاحترام المتبادل، وألا تعمل الدولتان على تهديد بعضهما بعضا وعدم التدخل في شؤونهما الداخلية وإقامة علاقات دبلوماسية ندية واحترام السيادة للدولتين. والمطلوب من الدول العربية تهدئة الأجواء بين البلدين"، مؤكداً على "أهمية تواصل هذه الجهود العربية، وخصوصا من مصر والسعودية انطلاقا من اتفاق اللبنانيين في الحوار الوطني على مبادئ وشكل العلاقات اللبنانية السورية". وزار النائب العماد ميشال عون بكركي مساء امس، واجتمع بالبطريرك نصر الله صفير، وبدا بعد اللقاء متريثاً في إبداء أي رأي وقال: "من المؤسف أن يكون انتقل السجال الى الخارج، وفي إمكاننا أن نبحثه على طاولة الحوار. لن أعلق أكثر، وإنما سأنتظر الاثنين لنتلاقى ونتباحث في هذا الامر لأن كل تعليق متسرع حول الموضوع من شأنه إشعال النار، ونحن نريد إطفاءها".
ـ الديار ـ
كتبت "الديار" تقول ان أمس كان يوم مسخرة للسلطة في لبنان، ولم يكن أحد يعتقد أن التصريحات التي صدرت ستصدر عن مسؤولين في الدولة، ومهما كان الخلاف فليس مسموحاً عدم احترام المقامات وضرب هيبة الحكم ورئاسة الجمهورية والحكومة وكل الأصول. وقف رئيس الجمهورية في الخرطوم مع المقاومة ودفع الثمن في بيروت، انتظره الوزراء في جلسة الحكومة وكانت مسرحية محضّرة، وهل أصبحت رئاسة الجمهورية بهذه الخفة كي يقوم الوزراء بمحاولة الإهانة بهذا الشكل؟ لبنان يعيش مشكلة كبيرة، والرئيس لحود دافع عن نفسه، ولكن إذا كان اعتقد الوزراء أنهم وجهوا الإهانة الى رئيس الجمهورية، فإن كل شيء قد سقط أمس، فالحكومة سقطت، والوزراء سقطوا، ولم يعد هناك من حكم وحكومة في لبنان، والجميع غابوا عن الحكمة امس. كيف يتحدثون عن مؤتمر بيروت ـ1 لدعم لبنان والتصرفات بهذه الخفة المستمرة؟ كيف يتحدثون عن وحدة لبنان والدفاع عن أرضه، ولا نفهم كل يوم ما هو موقف الأكثرية من المقاومة؟ مهزلة، مسخرة، سقطت الأقنعة وسقط كل شيء، ولم يعد هنالك من قيمة لا للحكم ولا للحكومة في البلاد، ولبنان دخل في المأزق الأكبر. يبقى ان ما قاله الرئيس بري للرئيس السنيورة كان هاماً، فقد قال له ما يجب قوله، كما أن المشكلة داخل مجلس الوزراء قال فيها رئيس الجمهورية ما يجب ان يقوله، وقالت الأكثرية رأيها، ولكن لنعترف جميعاً أن الجمهورية الثانية سقطت أمس، ولم يبقَ فوق رأس احد سقف، ودخلنا في فوضى خطيرة. ورغم ان هناك اتصالات عربية ومبادرات، فلم يعد ينفع شيء. الشعب اللبناني ينظر بمرارة كبيرة الى ما يحصل، ويسأل هل مستقبل لبنان مضمون، وهل هناك ضمانة في ظل هذا التصرف؟ الانفجار السياسي الذي حصل امس وبلغ ذروته مع قيام الاغلبية الحكومية بالهجوم على رئيس الجمهورية قبل ان تعقد جلسة مجلس الوزراء بشكل رسمي ارخى بظلاله الثقيلة على المسار المستقبلي للوضع السياسي بكامله حيث انقسمت السلطة بوضوح بين منطقين تصادما في القمة العربية وحضرا بشكل قوي في كلمة الرئيس نبيه بري في مجلس النواب بتأكيده ان المقاومة باقية ولم تعد على طاولة الحوار والتحذير الصارم الذي وجهه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى كل من يحاول نزع سلاح المقاومة قائلا «من يريد نزع سلاحها بالقوة سنقطع يده ورأسه وسنسحب روحه وبدا واضحا امس ان ما احدثته «خطيئة " الخرطوم لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة كان من الصعب احتواؤها نظرا لتكرار رئيس الحكومة موقفه الملتبس حول المقاومة في كلمته امام جلسة الاسئلة والاجوبة لمجلس النواب حيث بدت كلمته ملتبسة بدل ان يصحح الالتباس الذي احدثه موقفه في قمة الخرطوم. وبدا واضحا ايضا ان التراجع الذي اصاب فريق 14 شباط بسبب موقف الرئيس السنيورة في القمة العربية وعدم اخذ الزعماء العرب به قد زاد من حدته الهجوم القوي الذي بادرت الفريق الشيعي ان من خلال كلمة السيد حسن نصرالله في مؤتمر دعم المقاومة او من خلال الرد الحازم للرئيس بري على رد الرئيس السنيورة في مجلس النواب وهو ما جعل الصورة لغير مصلحة فريق الاغلبية، الذين حاولوا التعويض في جلسة مجلس الوزراء من خلال الهجوم على رئيس الجمهورية وفرط الجلسة. بما يعني ذلك التلويح بالقدرة على تعطيل عمل الدولة وبالتالي وقف الزحف السياسي المقابل ورد الاعتبار لموقعهم وتوجيه بوصلة الاحداث في اتجاه آخر. الا ان هذا السيناريو الذي بدا انه درس باتقان يريد له فريق 14 شباط ان يكون محصوراً فقط في جلسة الامس وهو ما حرص الاعلان عنه الرئيس السنيورة الذي جرى تحييده عمداً عن المعركة كي لا يصبح ثمن المواجهة تطيير الحكومة فيما بعد. واذ اصرت مصادر وزارية خارج تجمع 14 شباط على التأكيد ان المسرحية التي جرى تنفيذها خارج الاصول وامام كاميرات الاعلام بانها تهدف الى تغطية فشل الرئيس السنيورة في الخرطوم بموضوع شطب اسم المقاومة من بيان القمة العربية. وبالتالي نقل الصورة الى مكان آخر. فان المصادر اكدت ان الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء سيترأسها رئيس الجمهورية مهما حصل. وقد تكثفت الاتصالات بعد انفجار مجلس الوزراء مساء امس للملمة الوضع قبل معاودة الحوار واجرى الرئيس بري بشكل خاص سلسلة اجتماعات واتصالات للملمة الموقف، واجتمع في عين التينة مع عدد من الوزراء كما اجرى اتصالات بالامين العام للجامعة العربية عمرو موسى: وقالت مصادر مطلعة ان رئيس المجلس سيواصل هذه الاتصالات لاستكمال لملمة الوضع قبل جلسة الحوار يوم الاثنين المقبل. ولا يستبعد ان تتحرك الجهود العربية من جديد لاستيعاب الموقف. وقالت مصادر دبلوماسية غربية في بيروت ل "الديار" ان سقف المرحلة في لبنان معروف وهو ضرورة حصول تعايش بين رئيس الجمهورية والحكومة خصوصا ان لا تغيير في وقت قريب لا على مستوى رئاسة الجمهورية ولا على مستوى الحكومة. وفي هذا السياق استقبل الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة مساء امس رئيس كتلة تيار المست
قبل النائب سعد الحريري. وتابعت "الديار" تقول لقد تميزت جلسة مجلس النواب بالأسئلة والاجوبة وبالرد الحازم للرئيس بري على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خصوصا ان رد الاخير على بعض النواب اظهر ان ما حصل في قمة الخرطوم ليست زلة لسان بل معادلة جديدة يحاول فريق الاكثرية فرضها على الساحة، فبدل التراجع عن ما حصل شكلت مداخلة الرئيس السنيورة لتوضيح ما جرى تأكيداً اخر على تكرار الموقف الذي اتخذه في القمة. وإزاء هذا الاصرار من رئيس الحكومة على موقفه من تجاوز البيان الوزاري كان للرئيس بري رد حازم وحاسم بوصف ما جرى في العاصمة السودانية بأنه وصل الى درجة الخطيئة مذكرا الرئيس السنيورة بأنه كان عليه ان يكون في الوفد اللبناني الواحد. رافضا صيغة الوفدين التي كان انتقدها سابقا يوم رحلة نيويورك. وحسم الرئيس بري الموقف مؤكدا ما كان قاله في مؤتمر صحفي بعد جلسة الحوار التي اقرت الاجماع على لبنانية مزارع شبعا بان «المقاومة باقية، باقية، باقية وقال «ان موضوع المقاومة لم يبق على طاولة الحوار، وما بقي هو سلاح المقاومة ضمن خطة دفاعية لاجل حماية لبنان بالاشتراك مع كل اللبنانيين ثم كرر «ان موضوع المقاومة ليس موضع نقاش على الاطلاق على طاولة الحوار وتوجه الى رئيس الحكومة فذكره بانه يحكم بموجب بيان وزاري قائلا له «انك وحدك لا تملك الحق في ان تغيره ولا ايضا مجلس الوزراء له الحق بذلك الا عندما يرجع ويتقدم امام المجلس النيابي. هذا الرد للرئيس بري جاء بعد ان كان اعطى الكلام للنائب علي حسن خليل لاضافة سؤال شفهي على جدول الاعمال الى الرئيس السنيورة لتوضيح ما حصل في الخرطوم. لكن مداخلة رئيس الحكومة بقيت ملتبسة حول موضوع المقاومة فكان ان استهل كلامه مذكرا بمواقفه التي عبر فيها عن اهمية المقاومة ودورها في تحقيق التحرير وكونها ممثلة في المجلس النيابي والحكومة عاد ليكرر القول حول عدم استباق نتائج الحوار، معللا طلب تعديل البند المتعلق بالمقاومة في القمة العربية بأنه للحفاظ على «وحدة الصف وعلى المقاومة وعلى عدم استباق نتائج الحوار وقال «اعود واكرر حرصي على تثبيت حق لبنان في المقاومة وهذا حق اللبنانيين جميعا وليس حصريا لمجموعة على باقي اللبنانيين وهو واجب للدولة في ان تدافع هي عن لبنان . وتحدث ايضا عن وجوب «عدم القفز على نتائج الحوار وعدم استباق الامور موحيا ان موضوع المقاومة لم يحسم بعد. وبعد مداخلة الرئيس السنيورة حاول النائب علي عمار الرد عليه لكن الرئيس بري لم يعطه الكلام، ثم رد هو على رئيس الحكومة بمداخلته الحاسمة قبل ان يرفع الجلسة بعد ان حاول الرئيس السنيورة اخذ الكلام مرة اخرى ثم خرج من المجلس من دون الادلاء بأي تصريح. وقد حظيت مداخلة الرئيس بري باهتمام بالغ من قبل الكتل النيابية والنواب، وشهدت القاعة العامة واروقة المجلس مداولات تركزت حول مسار الامور بعد التطورات المتلاحقة لا سيما على صعيد الوضع الحكومي ومصير ومسار الحوار. وقد ابدت مصادر قريبة من الرئيس السنيورة مساء امس استياءها من رد الرئيس بري في مجلس النواب وقالت ان الطريقة التي تحدث بها خارجة عن الاعراف والاصول في التخاطب مع السلطات. اضافت ان من يدير الجلسات لا يحق له الخروج عن ادارة السلطات واعطاء دروس في الوطنية وسألت هذه المصادر «عن فائدة الاتصالات بعد كل هذا الذي جرى اما في مجلس الوزراء فان المشهد كان اكثر سخونة مما حصل في مجلس النواب، عندما حاول فريق الاكثرية تنفيذ سيناريو معد سلفا لتطيير الجلسة، من خلال طلب الوزير مروان حماده الكلام خلال وجود المصورين داخل القاعة. مما استدعى ردا من رئيس الجمهورية فساد هرج ومرج لثلاث دقائق قبل ان يخرج وزراء الاكثرية من القاعة وبالتالي تطيير الجلسة. وفي التفاصيل انه بعد وصول الرئيسين لحود والسنيورة والوزراء جرى استدعاء المصورين، وما ان بدأت عملية تصوير الحضور حتى وقف الوزير مروان حماده طالبا الكلام بالنظام فرد عليه الرئيس لحود قائلا: «لا يمكن الكلام بالنظام انتظر حتى خروج المصورين لان الكلام لا يكون امام الكاميرات، اقعد واسكت فنحن كأننا في مسرحية وهنا انتفض الوزير حماده ليقول: «انسجاما مع قرار الاكثرية الوزارية اعلن مقاطعتي للجلسة التي ترأسها وتحضرها... فرد الرئيس لحود قائلا: «على مهلك الجلسة لم تبدأ بعد لتتحدث لكن الوزير حماده وامام الكاميرات بقي مسترسلا بكلامه وهنا تدخل وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت طالبا الكلام فنظر اليه رئيس الجمهورية متسائلا: «هل هذا سيناريو تمثيلي وتابع بلهجة مرتفعة واصفا الاكثرية بانها اكثرية ممثلين فرد الوزير فتفت بطريقة تهكمية قائلا: «عادل امام سمى من هو الذي يمثل في لبنان. فرد عليه رئيس الجمهورية انت يا فتفت تتهجم علي وانت تحاول ان تخرب لبنان لكن انا رح فتفتك فرد وزير الداخلية انت من فتفت لبنان وهنا تحولت الجلسة الى هرج ومرج وانسحب وزراء الاكثرية معا من القاعة كما غادر رئيس الجمهور
ية بينما بقي في القاعة رئيس الحكومة ووزراء حركتي امل وحزب الله ويعقوب الصراف الذين حاولوا مع الرئيس السنيورة تهدئة الوضع. واذ بدا الرئيس لحود منفعلا جدا لدى مغادرته الجلسة اعلن ان فريق الاكثرية تهجم عليه ووجه اليه الشتائم وهو وصف الاكثرية بانها وهمية وانهم لم يعودوا يريدون الحقيقة بل رأس المقاومة ووضع اليد على لبنان، لافتا الى ان ما وجهه لفتفت هو تشبيه سياسي. بدوره الرئيس السنيورة شرح موقفه معتبراً ان المقاومة ليست حقا حصريا بمجموعة بل حق للشعب اللبناني وعلى الدولة اللبنانية واجب حماية لبنان. وكما قاد الوزير حماده الهجوم بالداخل تابعه في الخارج رافضا عودة عقارب الساعة الى الوراء. واصفا ما حدث بانه رسالة حقيقية لرئيس الجمهورية ولدمشق واننا لن نقبل اعادة عقارب الساعة الى الوراء الى الهيمنة والتسلط والنظام المخابراتي. نحن ندافع عن المقاومة ولا احد يزايد علينا خصوصا من تاجر بالمقاومة ومؤكدا ان الحكومة باقية باقية باقية. واعلن الوزير فتفت لدى مغادرته ان رئيس الجمهورية قد هدده واشارت معلومات الى انه سارع الى الاتصال برئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس لابلاغه انه تعرض للتهديد من الرئيس لحود. كما قرر رفع دعوى ضد الرئيس لحود واوكل الى وزيرالصناعة بيار الجميل التوكل عنه في هذه الدعوى. واسفت مصادر بعبدا لهذا الفصل الجديد من فصول التمثيلية التي شارك في تقديمها في مجلس الوزراء ظنا منه ان قاعة مجلس الوزراء مسرح لتفجير المواهب. اما وزير حزب الله محمد فنيش فقال لدى خروجه من جلسة مجلس الوزراء: «لم افهم الاسباب التي ادت الى اتخاذ هدا الموقف التصعيدي اما الوزير طراد حمادهفقال : «ان التطرف غير مقبول ولا يمكن ان يدار البلد بهذه الطريقة وعن مصير الحكومة قال «الحكومة مصيرها بأن تعود للاجتماع في اقرب فرصة ممكنة وقال ردا على سؤال اخر «لا يعتقد احد انه بالامكان ان تدار البلد على طريقة الضيعة والادارة المدنية وليل أمس صدر عن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية بيان وصف ما حصل بالفصل الجديد من فصول المؤامرة، وبأن وزراء الاكثرية الموقتة عطلوا جلسة مجلس الوزراء في محاولة لافتعال مشكلة ازمة سياسية تنقل اهتمام الرأي العام من التداعيات السلبية التي خلفتها مواقف رئيس الحكومة من القمة العربية في الخرطوم. وأسف البيان لأن يتحول وزراء الأكثرية الموقتة الى عاملين لضرب هيبة المؤسسات الدستورية وتحجيمها وتعطيل عملها، وامل من ان يكون ما حصل درساً يتعلم منه الجميع ليضعوا نصب اعينهم مصلحة لبنان، لا مصالحهم الذاتية. واشارت "الديار" الى ان الرئيس بري اكد لتلفزيون لبنان مساء امس ردا على سؤال عما حصل في مجلس الوزراء «بأنه صدم بما سمع ويستغرب ان تصل الامور الى هذا الحد وعن الخطوة المطلوبة الآن قال: المهم لملمة الوضع. وسئل ما اذا كان صاحب المبادرة الحوارية خائفاً على الحوار؟ فأجاب الرئيس بري: الحوار ماشي ومن الآن حتى يوم الاثنين المهم ان نلملم الوضع وفي هذا مصلحة عليا للبلد. وجوابا على سؤال عما اذا كان موقف بعض الوزراء في جلسة مجلس الوزراء رداً على ما حصل في الخرطوم وما حصل في المجلس النيابي، اجاب الرئيس بري: عجيب هذا الربط، كان على الرئيس السنيورة الاعتراف بالخطأ، وبالنسبة لي لقد عالجت الامر في المجلس النيابي، وقلت ما قلته بوضوح، لا بل رفعت الجلسة بعدما منعت الوزير صلوخ والنائبين محمد رعد وعلي عمار من الرد على الرئيس السنيورة. ورداً على سؤال قال: ما حصل في المجلس النيابي كان لملمة لما حصل في الخرطوم، والمهم الان لملمة ما حصل في مجلس الوزراء. وقيل للرئيس بري: هناك تحركات في الخارج قد يكون لها علاقة بالحوار، فالرئيس المصري حسني مبارك تحادث مع النائب سعد الحريري، والرئيس الفرنسي جاك شيراك تحادث مع وزير الخارجية السعودية وغداً يلتقي وزيرة الخارجية الاميركية، فأجاب الرئيس بري: كل هذه المحادثات قد تتناول الوضع اللبناني لكن الحوار غير مرتبط بنتائجها فأنا مثلا اتصلت بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مهنئا اياه بتجديد ولايته ومتمنيا له التوفيق ولا علاقة للحوار اللبناني بذلك واكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مؤتمر دعم المقاومة «ان لا احد في لبنان يستطيع ان يناقش في جدوى المقاومة وقال «من يريد نزع سلاحها بالقوة سنقطع يده ورأسه وسنسحب روحه وقال نصرالله في كلمته: «... لا يستطيع احد في لبنان او خارج لبنان ان يعاقب المقاومة على انجازاتها ومن يريد ان ينزع سلاح المقاومة بالقوة سنقطع يده ورأسه وننزع روحه. اما اللين فقلنا نحن جاهزون للحوار تفضلوا لنتناقش في الخيارات الكبرى والخيارات الاستراتيجية، حيث نريد ان نحمي بلدنا وشعبنا ونحافظ على سيادتنا وكرامتنا اضاف ان «الدولة في لبنان لم تتحمّل مسؤولياتها يوما في مواجهة الصراع العربي - الاسرائيلي وفي الدفاع عن لبنان او جنوبه او تحرير حبة من ارض لبنان او اسير من
المعتقلين وقال «لذلك نحن جاهزون للحوار تحت عنوان وضع استراتيجية دفاع وطني وموضوع المقاومة يناقش في هذا الاطار ، مؤكدا ان المشروع الاميركي - الدولي في لبنان وصل في هذه الايام الى طريق مسدود وكشف نصرالله ان حزب الله تلقى عرضا عام الفين يقضي بأن يشطب اسمه من لائحة الارهاب وان تفتح امامه ابواب السلطة وان تعاد الارض المحتلة في مزارع شبعا دون ان يطلب تثبيت لبنانيتها مقابل التخلي عن المقاومة والقاء السلاح وضمان نصرالله ان لا احد يستطيع ان يمس مقاومة تملك هذه المصداقية وهذه القوة، وكرر التزامه بقضية الاسرى والمعتقلين، معرباً عن امله ان يتحقق انجاز كبير على مستوى الأسرى والمعتقلين هذا العام وفي هذا السياق زار وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة رئيس الكتلة النائب محمد رعد امس رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ونقل الوفد للرئيس لحود تحيات الامين العام للحزب وشكره على الموقف الذي اتخذه خلال القمة العربية لدعم المقاومة. واشار رعد الى ان هذا الموقف عبّر فيه رئيس الجمهورية عن موقف اللبنانيين جميعاً والتفافهم حول المقاومة وتأكيد حقها في تحرير ارضها التي لا تزال محتلة من قبل العدو الاسرائيلي. اما النائب وليد جنبلاط فوصف في مقابلة مع الزميل مارسيل غانم على محطة «ال. بي. سي " مساء امس ما حصل في مجلس الوزراء بأنه تغيير في طبيعة الخلاف الذي لم يحل بعد على طاولة الحوار وقال «حسنا فعل السنيورة في الخرطوم وكان له موقف واضح وحسنا فعل انه لم يكن في الصف الثاني واتهم جنبلاط الرئيس لحود بأنه كان فاقداً اعصابه بعد جلسة مجلس الوزراء واصفا اياه ب "الثور الهائج كما في اسبانيا وقال جنبلاط اما ان تقرر السلطة ضمن الطائف وبالتالي حصرية حمل السلاح للجيش اللبناني. واما ان نكون امام الامن بالتراضي. وعن كلام السيد حسن نصرالله امس بأن من يريد نزع سلاح المقاومة سنقطع يده قال «لماذا يهدد السيد حسن نصرالله، ولماذا يذكرنا بأنه يريد استخدام السلاح في الداخل؟ نحن قلنا علينا التوافق حول السلاح وللتوافق على السلاح علينا ان نتوافق حول سيادة مزارع شبعا. اضاف: نريد الاعتراف من الحكم السوري على مزارع شبعا وهنا الخلاف وهنا هاجم جنبلاط العميد امين حطيط ومقالاته في جريدة «الديار وقال جنبلاط ان المنظومة الدفاعية لن تكون خارج اطار الدولة ولا يمكن ابقاء جيوب امنية خارج سلطة الدولة. اضاف: لا نستطيع ان نبني دولة ونعمل مقاومة في نفس الوقت. اضاف «نحن لم نقل اننا نريد نزع سلاح المقاومة بالقوة لكن يجب ان تكون منظومة دفاعية ضمن الجيش اللبناني وقال «حتى الآن سيادتنا غير موجودة على مزارع شبعا ولذلك لا داعي للمقاومة وعندما يوافق النظام السوري على تثبيت مزارع شبعا نبحث مع السيد حسن نصرالله على كيفية تحرير هذه المزارع واتهم جنبلاط حزب الله بأنه امتداد للحلف السوري الايراني، كما تحدث عن تهريب للسلاح من سوريا الى لبنان من خلال المعابر المفتوحة بين البلدين. وقال جنبلاط انه «لن يوافق على رئيس للجمهورية اذا اتى مكبلاً بمزارع شبعا ومكبلاً بالمقاومة ومكبلاً بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومقيداً بالوصاية السورية وهاجم جنبلاط النظام السوري بعنف واتهمه باغتيال الحريري ووالده كمال جنبلاط وغيرهما. واتهم اللواء ابراهيم حويجي باغتيال والده. وقال «النظام السوري ليس عنده اسلوب ثان اضاف «لن يرتاح لبنان طالما هناك نظام ديكتاتوري بالقرب منه كما اتهم سوريا بتمويل جماعات تكفيرية واحزاب لبنانية مشيراً الى ان قوى حليفة لسوريا تقيم مخيمات تدريب في «خلوة "بالبقاع الغربي. وقال «هناك خط بياني من بلاد فارس الى سوريا وامتدادا الى لبنان من اجل اسر لبنان كورقة ضغط وتحدث عن ان للقيادة العامة بقيادة احمد جبريل 19 موقعا عسكريا في لبنان وسأل عن الغاية من وجود صواريخ في موقع الناعمة ومداها عشرة كيلومترات مضيفا ان الهدف مطار بيروت. في هذا الوقت استقبل الرئيس المصري حسني مبارك مساء امس رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري الذي قال بعد اللقاء انه جرى خلال الحوار في بيروت التوصل الى حلول للكثير من القضايا وسيتم التوصل الى حل لمشكلة الرئاسة قريبا. وذكرت وكالة الانباء المصرية ان مبارك بحث مع الحريري «في سبل وضع حد للأزمة السياسية في لبنان وقالت ان اللقاء بحث الاوضاع على الساحة اللبنانية في ضوء تطورات الاوضاع في المنطقة ونتائج جولات الحوار الوطني اللبناني والاتصالات واللقاءات التي اجراها مبارك.
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول ان عاصفة الخرطوم التي جالت امس على مجلس النواب ومجلس الوزراء، مرورا ب"المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومة" حطت رحالها عند دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء الى "لملمة الحوار" وتأكيد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي كان محور العاصفة في مواجهة رئيس الجمهورية اميل لحود، "ان لا أحد أكثر وطنية من الآخر. فالبلد أمانة في أيدينا جميعا". واستعادة الزمام هذه مشوبة بالندوب التي توجها موقف غير مسبوق لرئيس جمهورية عندما خاطب وزراء الاكثرية بلغة التهديد والوعيد، على غرار توعد وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت ب"الفتفتة" مما دفع الاخير الى تحريك دعوى في حق رئيس الجمهورية. وقد أرفق لحود تصرفه هذا الذي جاء اثر اعلان وزير الاتصالات مروان حماده انسحاب وزراء الاكثرية "احتجاجا على التطاول والمزايدات على رئيس الحكومة" بالخروج الى الشارع امام مقر المجلس واطلاقه تصريحات تختزن رمزية مفادها "ان الاكثرية التي تهدد باللجوء الى الشارع سارع رئيس الجمهورية وسبقها اليه". واصفا خصومه تكرارا ب"الاكثرية الوهمية". وتأتي هذه التطورات المتسارعة لتؤكد ان بند رئاسة الجمهورية المطروح على طاولة الحوار الاثنين المقبل يمتلك مشروعية مضافة. وهذا البند كان ظاهرا في الزيارة القصيرة التي قام بها امس رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري للقاهرة حيث استقبله الرئيس حسني مبارك على مدى ساعة ونصف ساعة. وأعلن الحريري إثر اللقاء انه "تم خلال الحوار (في لبنان) التوصل الى حلول للكثير من القضايا. وسيتم التوصل الى جلسة لحل مشكلة الرئاسة قريبا". وقد عاد الحريري لاحقا الى بيروت. وفيما وصف الرئيس السنيورة ما جرى امس ب" حفلة جنون" اعتبرت مصادره ان ما جرى في مجلس الوزراء كان بمثابة "رد فعل وتسجيل موقف احتجاجي على الطريقة الاستعراضية البطولية والاعلامية لرئيس الجمهورية في قمة الخرطوم والتي حاول فيها قلب الحقائق وتحقيق انتصارات وهمية اعلامية على حساب وحدة اللبنانيين". واعتبرت المصادر "ان ما جرى هو نتيجة لتغليب الاهداف الشخصية على الاهداف الوطنية. في النهاية لبنان لا تحل مشكلاته الا بالحوار وبالاخذ برأي الجميع. ورئيس الجمهورية قصد في الخرطوم اصطياد فرصة لتسجيل مواقف عنترية بقطع النظر عن نتائجها فيما كان رئيس مجلس الوزراء يحاول ان يتفادى الوصول الى أي موقف يسبب انقساما لبنانيا ويؤثر على الحوار". وعلمت "النهار" ان المصادر القريبة من السنيورة ابدت اسفها "لانجرار البعض والتأثر ببطولات لحود وبناء المواقف السياسية عليها من دون التدقيق والبحث عن حقيقة ما جرى، بل كان اندفاع بتبني "البروباغندا" اللحودية دون التوقف وان للحظة امام المواقف القومية والوطنية الحقيقية لرئيس مجلس الوزراء. من هنا فإن الوزراء قصدوا تسجيل موقف احتجاجي ساهمت في تفاقمه ردة فعل رئيس الجمهورية وطريقة تصرفه". ودعت المصادر الى "الهدوء والتروي والتفكير بكيفية الخروج من المأزق"، مشيرة الى ان الطريقة التي تصرف بها رئيس مجلس النواب، "غير مقبولة على الاطلاق، بل مرفوضة لانها شكلت خرقاً وتجاوزاً للاعراف البرلمانية ولاصول تخاطب السلطات بعضها مع بعض". وقالت المصادر: "ان لرئيس مجلس النواب حقه الطبيعي في قول رأيه السياسي حتى في اطار تقويم عمل الحكومة من موقعه البرلماني، لكنه لا يحق له انتهاز فرصة ادارة الجلسة للتصرف بطريقة توحي "الاستذة" واعطاء الدروس للآخرين في المسلكية السياسية وغير السياسية". الرئيس السنيورة ألغى زيارة كان مقرراً ان يقوم بها اليوم الى سويسرا. كذلك اعتبرت مصادر في الاكثرية الوزارية ان السنيورة "لا يحتاج الى دروس في الوطنية من احد" ردا على مواقف بري في مجلس النواب مضيفة "ان بري رماها وعليه ان يلمها". وكان الرئيس بري تكلم على هامش جلسة الاسئلة والاجوبة النيابية، واصفاً "ما ارتكبه" الرئيس السنيورة في الخرطوم بأنه "يلامس الخطيئة". لكنه عاد وقال لاحقاً انه "صدم بما سمع ويستغرب ان تصل الامور (في مجلس الوزراء) الى هذا الحد". وفي تصريح ادلى به بري الى "تلفزيون لبنان" قال: "المهم لملمة الوضع". وسئل هل هو خائف على مؤتمر الحوار، اجاب: "الحوار ماشي، ومن الآن حتى يوم الاثنين المهم ان نلملم الوضع. وفي هذا مصلحة عليا للبلد". وهل ما حصل في مجلس الوزراء، هو رد على ما حصل في الخرطوم وفي مجلس النواب، قال: "عجيب هذا الربط. كان على الرئيس السنيورة الاعتراف بالخطأ، وبالنسبة الي فقد عالجت الامر في مجلس النواب، وقلت ما قلته بوضوح. لا بل رفعت الجلسة بعدما منعت الوزير (فوزي) صلوخ والنائبين محمد رعد وعلي عمار من الرد على الرئيس السنيورة". واعتبر ان "ما حصل في مجلس النواب كان لملمة لما حصل في الخرطوم. والمهم الان لملمة ما حصل في مجلس الوزراء". ولفت الى ان التحركات الخارجية القائمة حاليا "قد تتناول الوضع اللبناني، لكن الحوار غير مرتبط بنتائجها". واضافت "النهار" انه من جهته قال الامين العام ل"
حزب الله" حسن نصرالله، في مؤتمر "دعم المقاومة": "ان التفاهم حول سلاح المقاومة يكون حول الطاولة". واضاف: "ان من يريد نزع سلاح حزب الله سنقطع يده ورأسه وننزع روحه". وكان وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" زار قصر بعبدا لشكر الرئيس لحود "على الموقف الوطني" الذي اتخذه في الخرطوم. وتساءل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في معرض تعليقه على كلام نصرالله عن هذا "القلق" لدى "حزب الله". واذ قال ان الحوار سيستمر، طالب بذهاب الرئيس فؤاد السنيورة الى دمشق في مهمة وحيدة هي الحصول على "توقيع" السوريين على لبنانية مزارع شبعا. وكان جنبلاط يتحدث الى مارسيل غانم ضمن برنامج "كلام الناس" الذي تبثه "المؤسسة اللبنانية للارسال" ، وقد حذر من ان عدم اثبات لبنانية هذه المزارع يؤدي الى "فشل تطبيق اتفاق الطائف واتفاق الهدنة وبسط سيادة الدولة على الجنوب وحتى على حارة الناعمة" من اجل ان يبقي النظام السوري على "نفوذه وألاعيبه في لبنان ويعطل بيروت – 1". وفي الموضوع الرئاسي رأى ان مواصفات المرشح يجب ان تأخذ ب"خريطة طريق" توضع في هذا الشأن، وان يكون من صف 14 آذار، وأحدهم العماد ميشال عون".
ـ صدى البلد ـ
كتبت "صدى البلد" تقول ان السلطة كشفت عوراتها في عرض مباشر ل "تلفزيون الواقع" ضمن حلقتين كانت ساحة النجمة مسرحهما، واحدة دارت احداثها في مجلس النواب ثم أعقبتها الثانية في مقر مجلس الوزراء الموقت في مبنى المجلس الاقتصادي الاجتماعي. وختم وزراء الأكثرية النيابية 48 ساعة من الهجمات على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بدأت في الخرطوم ثم استمرت في مجلس النواب ومؤتمر البريستول ل "دعم المقاومة" بأن أبلغوا رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في مستهل جلسة مجلس الوزراء عصر أمس انه لا يمثل الغالبية في لبنان فانفرط عقد الاجتماع ليخرج لحود حاملا على "الأكثرية الوهمية"، "التي بدلت اولوياتها من كشف الحقيقة الى المطالبة برأس المقاومة". وكان سبق انفجار الموقف في مجلس الوزراء "بروفة" في المجلس النيابي عندما تحولت جلسة الاستجواب النيابية اثر سؤال من خارج جدول الاعمال للنائب علي حسن خليل الى مناسبة يدين خلالها الرئيس نبيه بري موقف السنيورة في الخرطوم. وقبيل انعقاد الجلسة النيابية كان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يتحدث في فندق البريستول امام وفود حزبية عربية وعدد من الحزبيين والشخصيات اللبنانية في اطار "المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومة" ليقول ان لا احد في لبنان يستطيع ان يناقش في جدوى المقاومة مؤكدا ان من يريد نزع سلاحها بالقوة "سنقطع يده ورأسه وسنسحب روحه". واضاف: "حتى على طاولة الحوار لا يستطيع احد ان يناقشني في جدوى المقاومة (...) ونحن نقول حتى لو اثبتنا لبنانية مزارع شبعا واعترفت الأمم المتحدة بلبنانيتها فان اي طلقة نار في المزارع سوف تكون مدانة من المجتمع الدولي". وفي هذا الوقت طرح موضوع "المقاومة" في المجلس، الامر الذي جعل فريق "14 آذار" يقرر الرد في جلسة مجلس الوزراء وهو ما حصل فعلا. ورافقت هذه التطورات المحلية سلسلة تحركات ذات صلة، فرئيس "كتلة المستقبل" النيابية زار القاهرة في شكل مفاجئ والتقى الرئيس حسني مبارك وخرج ليعلن انه "تم التوصل - في مؤتمر الحوار - الى حلول لبعض القضايا وانه سوف يتم التوصل الى حل لمشكلة الرئاسة اللبنانية قريبا". وكانت العاصمة الفرنسية في هذا الوقت مركزا لاتصالات تناولت الاوضاع في لبنان ابرزها اللقاء بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزير الخارجية السعودية سعود الفيصل ثم اللقاء المسائي بين شيراك ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي سبقها الى العاصمة الفرنسية موقف للرئيس جورج بوش يدعو فيه سورية الى "اطلاق سراح" لبنان ويبدي قلقه مما اذا كان السوريون سحبوا "اجهزة مخابراتهم والاشخاص الذين كانوا في موقع التأثير على مستقبل لبنان". وبدا الرئيس بري بعد مجريات النهار حريصا على انجاح جلسة الحوار يوم الاثنين المقبل واستيعاب تفاعلات ما جرى امس، وعلم انه تناول في اتصال مع امين عام الجامعة العربية عمرو موسى التطورات الحاصلة. وبعد الجلسة "المنسوفة" للحكومة توجه "الوزراء الشيعة" الذين اجتمعوا الى السنيورة في المقر الموقت الى عين التينة حيث التقوا بري ووضعوه في اجواء ما شهدته الجلسة فسارع الى اجراء اتصالات بهدف لملمة الوضع. واكدت مصادر بري ان اتصالاته هدفت ايضا الى تأمين "عقد جلسة الحوار الاثنين المقبل لأنها الأمل الوحيد المتبقي والساحة التي تمسك بزمام الامور داخليا ولا خيار للاطراف كافة الا بالعودة الى طاولة الحوار". ولفتت المصادر الى ان بري "عمد الى التصدي لفلتان جلسة استجواب الحكومة النيابية فاتفق مع رئيس الحكومة على ايجاد مخرج قضى بالايعاز للنائب علي حسن خليل بتوجيه سؤال للسنيورة, حول ما جرى في الخرطوم لكن رد رئيس الحكومة جاء أقوى مما قاله في القمة وحينها حاول نواب "حزب الله" و"أمل" التصدي له فقطع الرئيس بري الطريق عليهما بمنعهما من الكلام ورفع الجلسة". وحمل بري خلال الجلسة السنيورة مسؤولية ما جرى في الخرطوم واعتبر ان "ما حصل وصل الى درجة الخطيئة من أوله الى آخره". وتوجه اليه قائلاً: "لا يحق لك وحدك ولا لمجلس الوزراء مجتمعاً تغيير البيان الوزاري"، وأضاف ان "المطروح - في مؤتمر الحوار - هو مناقشة موضوع سلاح المقاومة ضمن خطة دفاعية من أجل حماية لبنان بالاشتراك فعلاً مع كل اللبنانيين". وكان السنيورة سبق بري الى الحديث موضحاً موقفه الداعم للمقاومة ولافتاً الى ان تدخله في الخرطوم كان "للتأكيد على ان المقاومة حق للبنانيين جميعاً وليست حكراً على مجموعة من اللبنانيين بل هي ايضاً واجب الدولة". وانتقدت أوساط قريبة من السنيورة ما جرى في مجلس النواب لجهة طريقة تعاطي رئيس المجلس في الجلسة, واعتبرت ان بري اغتنم فرصة في ظرف تم فيه الخروج عن الأصول والاعراف المتبعة في مخاطبة السلطات المسؤولة بين بعضها البعض. ورأت ان من حق رئيس المجلس الادلاء بموقفه السياسي, ولكن ليس لعب دور الموجه والموبخ واعطاء الدروس في الوطنية, ومن ثم قطع الطريق امام رئيس الحكومة في ممارسة حق الرد. وقالت ان ما حصل في جلسة الأسئلة وال
أجوبة كان مفاجئاً ولا سيما ان الأجواء التي اشاعتها أوساط بري تحدثت عن اتصالات للتهدئة بحيث لا تنعكس مناخات الخرطوم على الجلسة. ورأت انه لو تأنى "حزب الله" وبعض الفرقاء اللبنانيين في التدقيق في موقف السنيورة الذي أعلنه في الجلسة المغلقة في قمة الخرطوم ولم ينساقوا وراء ما روجه رئيس الجمهورية لما كانت حصلت هذه الأزمة. ورغم أجواء التشنج الحادة والأزمة المتفاقمة, فإن الأوساط المقربة من رئيس الحكومة استبعدت حصول خطوات دراماتيكية تطيح بالحكومة او تؤول الى مزيد من الانقسامات في المواقف, كما استبعدت ان تنعكس الأزمة الراهنة على انعقاد جلسة الحوار الاثنين المقبل. وكان عقد مجلس الوزراء انفرط قبل دقائق من انعقاده اثر حصول مواجهة بين رئيس الجمهورية ووزراء الأكثرية الذين تحدث الوزير مروان حمادة باسمهم ليستنكر ما جرى في قمة الخرطوم من زاوية دعم موقف رئيس الحكومة فقاطعه لحود محاولاً منعه من الكلام امام عدسات المصورين, وحصلت مشادة كلامية بينهما شارك فيها الوزير أحمد فتفت الذي هاجم رئيس الجمهورية فرد عليه "بدي فتفتك". ما حمل فتفت على تقديم شكوى وابلاغ لجنة التحقيق الدولية بأنه تعرض الى التهديد. أوساط في "14 آذار" اختصرت ما جرى أمس بالقول انه انهى "مفعول الخرطوم" وقالت ان لحود الذي اعتبر انه "سيعيش" على وهج ما جرى في القمة "لم يكن مجبراً على النزول الى مجلس الوزراء ولا على الادلاء بتصريحاته".
ـ المستقبل ـ
قالت "المستقبل" انه لم يكن ما حصل في مستهلّ جلسة مجلس الوزراء أمس مفاجئاً، لا بل كان طبيعياً بعد ما جرى في الخرطوم من مزايدات أقدم عليها الرئيس اميل لحود في موضوع المقاومة، وبعد عودته "مستشرساً" في هجوم ضدّ رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والأكثريّة الوزاريّة ـ النيابيّة، وهو هجوم يأتي في سياق محاولة الانقضاض مجدداً على الوضع اللبناني، تعطيلاً للحوار الوطني عند بلوغه محطّة رئاسة الجمهورية وسلاح "حزب الله". وإذا كان انسحاب وزراء 14 آذار من الجلسة التي حضر لحود ليترأسّها، كان بمثابة ردّ على لحود الذي ادّعى البطولة في القمّة العربيّة وعلى ابتزاز حلفائه لها، ومن أجل إعادة تظهير حقيقة انّ ثمّة أكثريّة في البلد، أي في مؤسّساته الدستوريّة، وانّ هذه الأكثرية لا تقبل استفراد الرئيس السنيورة خصوصاً انّه دافع في الخرطوم عن حقّ وواجب الدولة اللبنانيّة والشعب اللبناني ككلّ في المقاومة وتحرير الأرض، تأكيداً لدور الدولة من جهة وحماية للمقاومة من جهة ثانية، وانسجاماً مع مناخ الحوار الوطنيّ من جهة ثالثة.. فإنّ ما جرى في الجلسة النيابيّة قبل الظهر كان لافتاً أيضاً. وإذا كان "حزب الله" لم يخفِ خلال الأيام الثلاثة الماضية حقيقة وقوفه إلى جانب لحود وحملته على رئيس الحكومة، كما لم يخف إكثاره من خطوات "البروتوكول" حيال لحود من اتصال الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله به لشكره على موقفه "الكبير" مروراً بالبيان السياسي الذي أصدره الحزب وصولاً إلى زيارة "كتلة الوفاء للمقاومة" إلى بعبدا أمس، فإنّ المفاجأة في الجلسة النيابيّة تمثّلت بالموقف الحادّ الذي أدلى به الرئيس نبيه برّي منهياً الجلسة من غير إتاحة المجال أمام الرئيس السنيورة للردّ. فقد اعترض برّي على عدم انضمام السنيورة إلى وفد لحود، واعتبر ان موقف السنيورة قارب الخطيئة وذكّره بأنّ المطروح على طاولة الحوار ليس "المقاومة" بل "سلاح المقاومة"، وبأنّه "لا يملك ولا مجلس الوزراء حقّ تغيير البيان الوزاري" متهماً ايّاه مباشرة بنقض البيان الوزاري، خاتماً بالقول في صيغة اتهاميّة أيضاً "كنت أعتقد ان جذوة المقاومة موجودة في لبنان أكثر منها عند العرب(..)". بدا إذاً انّ ثمّة رغبة في اصطياد السنيورة واستفراده، بالرغم من توضيحات رئيس الحكومة لا بل إكثاره منها خلال اليومين السابقين، ،وبدا انّ ثمّة نيّة لاستغلال ما حصل في الخرطوم لضرب هيبة الحكومة ورئيس الحكومة، وانّ ثمّة محاولة لاستضعاف الأكثريّة في المرحلة التالية من الحوار.. لا بل بدا نّ ثمّة قراراً سورياً تفجيرياً للوضع السياسي اللبناني من جديد، يكرّر العناوين نفسها: "الأكثريّة الوهميّة"، الانتخابات النيابيّة المبكّرة.. وهي العناوين التي أثارها وزير الخارجيّة السوري وليد المعلم في مقابلة صحفية قبل أيام، ذهب فيها إلى حدّ مناقشة قانون الانتخاب اللبناني. وبهذا المعنى فإنّ انسحاب وزراء 14 آذار من جلسة مجلس الوزراء كان بمثابة "ثورة" على محاولات تفجير الوضع السياسي، وبمثابة تأكيد متجدّد لتضامن قوى 14 آذار ووحدتها، وبمثابة تأكيد انّ ثمّة أكثريّة قائمة لا تقبل إسقاطها في أفخاخ تمديديّة جديدة للحود. على أيّ حال، كان لافتاً أيضاً انّ كتلة العماد ميشال عون أكّدت انها ليست خارج المشروع التفجيري، إذ رأت في بيان لها انّ "الاعتراف بوجود أزمة حكم ومن ضمنها أزمة رئاسة لا يبرّر تجاوز موقع رئاسة الجمهورية". ودعت إلى "الإسراع في إنجاز قانون الانتخاب (..) على أن يكون إقرار هذا القانون أساساً لإعادة تكوين المؤسسات الدستورية ومعالجة أزمة الحكم عن طريق انتخابات نيابية مبكرة تنتج مجلساً نيابياً جديداً تنبثق منه باقي السلطات(..)". ثمة "كلمة سرّ" إذاً. لكن ما كشفه لحود لدى عودته من العاصمة السودانية من ان ثمة أزمة حكومية في الأفق، أحبط أمس بانسحاب وزراء 14 آذار من الجلسة متضامنين كأكثرية متمسكين بالحكومة. ومن متابعة وقائع الجلسة قبل بدئها، يتبين بوضوح ان لحود كان آتياً اليها لافتعال مشكلة وبسرعة فقد أعصابه أمام إصرار الوزير مروان حمادة على شرح حيثيات الانسحاب، ووجه تهديداً أمنياً إلى الوزير أحمد فتفت قائلاً له "سوف أفتفتك". وكان لمصادر مقرّبة من رئيس مجلس الوزراء تفسيرها لما جرى في جلسة الحكومة، فاعتبرت أن الانسحاب "كان بمثابة ردّ فعل وتسجيل موقف احتجاجي ضدّ الطريقة الاستعراضية البطوليّة الإعلاميّة لرئيس الجمهورية في قمّة الخرطوم والتي حاول من خلالها قلب الحقائق وتحقيق انتصارات وهميّة إعلاميّة على حساب وحدة اللبنانيين". ورأت المصادر انّ "ما جرى هو نتيجة لتغليب المصالح الشخصيّة على الأهداف الوطنيّة"، وقالت "في النهاية لبنان لا تحلّ مشكلاته إلاّ بالحوار وبالأخذ برأي الجميع". ولفتت إلى انّ "رئيس الجمهوريّة قصد في الخرطوم اصطياد فرصة لتسجيل مواقف عنتريّة بغض النظر عن نتائجها فيما كان رئيس مجلس الوزراء يحاول أن يتفادى الوصول إلى موقف يسبّب انقساماً لبنانياً و
يؤثر على الحوار". وأبدت المصادر نفسها "أسفها لانجرار البعض إلى التأثّر ببطولات لحود وبناء المواقف السياسية عليها من دون تدقيق ومن دون بحث عن حقيقة ما جرى بل كان اندفاع الى تبنّي البروباغندا اللحودية من دون التوقف ولو للحظة امام المواقف القوميّة والوطنيّة الحقيقية لرئيس مجلس الوزراء". وأضافت انّ "الوزراء قصدوا تسجيل موقف احتجاجيّ ساهمت في تفاقمه ردّة فعل رئيس الجمهوريّة وطريقة تصرّفه". ودعت المصادر المقرّبة من السنيورة إلى "الهدوء والتروّي والتفكير بكيفية الخروج من المأزق". وأشارت إلى ان "الطريقة التي تصرف بها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي غير مقبولة على الاطلاق بل مرفوضة لأنها شكلت تجاوزاً للأعراف البرلمانية وأصول تخاطب السلطات مع بعضها". وقالت ان لرئيس المجلس "حقه الطبيعي في قول رأيه السياسيّ حتّى في اطار تقويم عمل الحكومة من موقعه البرلماني لكن لا يحق لرئيس المجلس تصيّد فرصة إدارة الجلسة للتصرّف بطريقة توحي بالأستذة وإعطاء الدروس للآخرين في المسلكية السياسيّة وغير السياسيّة". وتابعت "المستقبل" تقول انه من جهته، أكّد برّي انّ "الحوار ماشي ومن الآن حتى يوم الاثنين المهم ان نلملم الوضع وفي هذا مصلحة عليا للبلد". ورأى انه "كان على الرئيس السنيورة الاعتراف بالخطأ". وقال "بالنسبة لي لقد عالجت الأمر في المجلس النيابي وقلت ما قلته بوضوح لا بل رفعت الجلسة النيابية بعدما منعت الوزير صلوخ والنائبين محمد رعد وعلي عمّار من الردّ على الرئيس السنيورة". واعتبر أن "ما حصل في المجلس النيابي كان لملمة لما حصل في الخرطوم، والمهم الآن لملمة ما حصل في مجلس الوزراء". ويشار إلى ان الجلستين النيابية والوزارية انعقدتا على ايقاع كلام عالٍ للسيد نصرالله قال فيه "من يريد أن ينزع سلاح المقاومة بالقوة فنحن سنقطع يده ورأسه وسننتزع روحه لكننا جاهزون للحوار تحت عنوان وضع استراتيجية دفاع وطني"، معيداً الحوار الى نقطة الصفر لكأن ثمة من يطرح نزع سلاح المقاومة نزعاً في لبنان. واللافت في كلام نصرالله انه تحدث عن "عرض مغرٍ" قدّم للحزب سابقاً يتضمن استعادة مزارع شبعا والأسرى من السجون الإسرائيلية لكن الحزب رفضه، موضحاً ان الرفض كان للتمسك بالسلاح "من أجل حماية لبنان". في غضون ذلك، كان رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري يقوم بزيارة مفاجئة إلى القاهرة حيث استقبله الرئيس المصري حسني مبارك. وفيما ذكرت "أ.ش.أ" ان مبارك بحث مع الحريري "سبل وضع حدّ للأزمة السياسية في لبنان، والأوضاع في لبنان في ضوء تطورات الأوضاع في المنطقة ونتائج جولات الحوار اللبناني، والاتصالات واللقاءات التي أجراها الرئيس المصري"، أعلن النائب الحريري انه عرض لمبارك "نتائج الحوار"، مؤكداً "الحرص على التشاور مع الرئيس مبارك للاستماع إلى نصائحه المهمّة"، مضيفاً ان "المسائل على طاولة الحوار شائكة وبحثها يحتاج إلى وقت". وإذ لفت إلى ان "التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أصبح ملكاً للمجتمع الدولي"، رأى ان "مسألة الرئاسة في لبنان ستحل قريباً"، مؤكداً على "أهمية الجهود العربية، المصرية والسعودية خاصة لإقامة علاقات احترام متبادل بين سوريا ولبنان(..)". في هذا الوقت، وإذ أعلن فتح ملفّ التحقيقات في جريمة اغتيال والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط، مشيراً الى مسؤولية مدير المخابرات الجوية السورية ابراهيم الحويجي، رأى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في مقابلة له مع برنامج "كلام الناس" على شاشة "ال.بي.سي" أنّ "أمامنا طريق طويل لتحصين وضع لبنان في ظل وجود هذا النظام السوري". مشدداً على أن "لبنان لن يرتاح طالما هناك نظام ديكتاتوري الى جانبه"، داعياً الى "التفاعل بين حركة الحرية والسيادة في لبنان وحركة المعارضة في سوريا". ولفت جنبلاط الى انّ "النظام السوري لم يترك لبنان تخريبياً"، مجدداً مطالبته بتثبيت لبنانية مزارع شبعا، وقال "عندما يوقّع الرئيس السوري (بشار) الأسد خارطة مزارع شبعا تتلبنن المقاومة ونتفق على منظومة دفاعية في إطار الجيش، ويكون ذلك مدخلاً الي تحرير الرئيس المقبل من القيود". وأكد انه "لن يوافق على رئيس اذا كان مكبلاً بقيود مزارع شبعا والسلاح الفلسطيني وإن لم تكن المقاومة أصبحت داخل الجيش". وشدّد على "وضع خارطة طريق للرئيس الجديد". وأشار الى انه "لن يخرج اجماع من الحوار"، لافتاً الى انه "يمكن ان نعلن ما نتفق عليه وما نختلف عليه".
ـ اللواء ـ
قالت "اللواء" ان التمسك بالحوار بقي أقوى من كل ارتدادات الهزة التي تعرض لها الموقف اللبناني في الخرطوم، والتي لم تتأخر من الوصول الى بيروت، واجتياح المؤسسات الدستورية، من رئاسة الجمهورية الى مجلس النواب الى مجلس الوزراء، الذي شهد هزة كانت أعنف من الهزة الأرضية التي ضربت ليلاً الشاطئ اللبناني - السوري، لكن التوضيحات بين عين التينة والسراي الحكومي ساهمت الى حد بعيد في احتواء ما حصل في مجلس النواب تحديداً، وانقاذ الجولة الخامسة من الحوار المرتقبة يوم الاثنين المقبل· وفي تقدير مصادر مطلعة أن ما جرى، أمس، من مشاجرات في المؤسسات الدستورية، نتيجة ارتدادات "هزة الخرطوم"، كشفت بأن الخلافات في العمق ليست على المقاومة، بل على استمرار بقاء الرئيس اميل لحود في مركزه، وهو ما تجلى في الاشتباك الذي حصل داخل مجلس الوزراء، على خلفية استثمار لحود لموضوع المقاومة والمزايدة عليها، فيما نتج عنه أول ادعاء يسجل لوزير على رئيس الجمهورية، بسبب سوء أدائه للسلطة، وتهديده شخصياً، مثلما حصل مع وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت الذي ينوي تصعيد دعواه ونقلها الى لجنة التحقيق الدولية، بكل ما يعني ذلك من أبعاد سياسية وجنائية· واذا أضيف ذلك، مع الحركة العربية والدولية التي لم تفتر همتها، وكانت إحدى تجلياتها أمس زيارة رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري واجتماعه بالرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة ومشاورات باريس بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزير الخارجية سعود الفيصل، ووزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس، حول لبنان، فإنه يمكن فهم الأصرار القوي على استمرار الحوار في لبنان وحمايته من كل محاولات تعطيله، عبر استدراج بعض أطرافه من قبل المتضررين منه، وهذا ما لفت اليه النائب الحريري في القاهرة من انه "توجد مشاكل في العلاقات اللبنانية - السورية"، مشيراً الى أن هناك اجماعاً لبنانياً على ضرورة اقامة علاقات بين البلدين على أسس من الاحترام المتبادل·· وقال ان المطلوب من الدول العربية تهدئة الاجواء بين البلدين، مؤكدا على اهمية تواصل هذه الجهود العربية وخصوصا من مصر والسعودية، انطلاقا من اتفاق اللبنانيين في الحوار على مبادئ وشكل العلاقات اللبنانية - السورية· واعرب الحريري عن امله في ان يتوصل مؤتمر الحوار الى حل لمشكلة الرئاسة في لبنان قريبا، بالرغم من انه وصف جلسات الحوار بأنها "شائكة"· وفيما بدا ان الحريري نأى شخصيا عن تداعيات ما جرى في الخرطوم، نحو جوهر الازمة، كانت ارتدادات الهزة تسجل مجموعة تطورات متلاحقة، بدأت بالزيارة التي قام بها نواب "حزب الله" الى رئيس الجمهورية لشكره على موقفه في الخرطوم، ثم بجلسة لمجلس النواب كانت مخصصة للمساءلة في عدد من الاسئلة، لكنها تحولت في نهايتها الى مساءلة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة عما جرى في الخرطوم، حيث اختصر رئيس المجلس نبيه بري كلام النواب، بمن فيهم نواب "حزب الله" (النائب علي عمار) الذي منعه بري من الكلام، وتولى هو الرد على توضيحات الرئيس السنيورة بنبرة حادة لم تخل من انتقادات بلهجة عنيفة الى حد "التأنيب" ووصف ما جرى في الخرطوم بأنه بلغ درجة "الخطيئة"، مؤكدا انه لا يحق لرئيس الحكومة ولا لمجلس الوزراء تغيير البيان الوزاري، ثم رفع الجلسة من دون ان يفسح في المجال امام الرئيس السنيورة للتوضيح رغم مطالبته بذلك· وبعد ساعات قليلة من هذا الصدام، سجلت الهزة الاقوى في مجلس الوزراء الذي شهد اشتباكا عاصفا ومستقلا في بداية الجلسة، كانت شرارته السجال الساخن بين الرئيس لحود والوزير مروان حمادة، ثم تطور الى تهديد لحود للوزير احمد فتفت "بتفتيته"· ورغم حدة هذه الهزة التي نسفت الجلسة فقد ظهرت بارقة امل للتهدئة، في الاجتماع الذي ضم الرئيس السنيورة والوزيرين خالد قباني وطارق متري ووزراء حركة "امل" و"حزب الله" بعد انسحاب وزراء الاكثرية من الجلسة، حيث جرى تقييم لما حصل، كما تمت مناقشة الوقائع الحقيقية لما جرى في الخرطوم، حيث اكد الرئيس السنيورة حرصه الدائم على المقاومة وتوفير الحماية اللازمة لها، كما كان دائما في مختلف المحافل العربية والدولية، وقد انتهت هذه الجلسة الى ضرورة استنفار الجهود للتهدئة وتطويق ردود الفعل حفاظا على ما تبقى من استقرار في البلد· ولوحظ ان تصريحات الرئيس السنيورة ووزراء "حزب الله" دعت الى التهدئة واكدت على الاستمرار في الحوار وعلى بقاء الحكومة· واضافت "اللواء" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد اعلن ليلا انه صدم بما سمع حول ما جرى في مجلس الوزراء امس، مستغربا ان تصل الامور الى هذا الحد· واذ شدد على اهمية لملمة الوضع، اكد ان الحوار "ماشي" ومن الآن حتى يوم الاثنين المهم لملمة الوضع وفي هذا مصلحة عليا للبلد· ورفض الرئيس بري في مقابلة مع "تلفزيون لبنان" القول ان موقف بعض الوزراء في جلسة مجلس الوزراء جاء ردا على ما حصل في الخرطوم وما حصل في مجلس النواب، وقال: عجيب هذا الربط كان على الرئيس السنيو
رة الاعتراف بالخطأ، وبالنسبة لي لقد عالجت الامر في مجلس النواب، وقلت ما قلته بوضوح، لا بل رفعت الجلسة بعدما منعت الوزير فوزي صلوخ والنائبين محمد رعد وعلي عمار من الرد على السنيورة· واكد ان ما جرى في مجلس النواب كان لملمة لما حصل في الخرطوم، والمهم الآن لملمة ما حصل في مجلس الوزراء· وشدد الرئيس بري على ان الحوار غير مرتبط بنتائج التحركات في الخارج· وأوضحت أوساط الرئيس بري انه بالرغم مما حصل فإنه يحاول لملمة الوضع، موضحة انه سعى قبل بدء جلسة الاسئلة والاجوبة الى اتاحة الفرصة امام الرئيس السنيورة في سبيل توضيح موقفه من المقاومة· ولفتت هذه الأوساط الى ان الرئيس بري التقى الرئيس السنيورة قبل دخوله الى القاعة العامة، وبحث معه في هذا الامر، وكان هناك توافق على ذلك، ولهذا كلف النائب علي حسن خليل فتح الموضوع من زاوية طلب توضيح من الحكومة حول ما قيل في الخرطوم والذي جاء بعكس الكلام الذي قاله في الجلسة النيابية عن المقاومة وزير العدل بالوكالة خالد قباني، وبدل ان يوضح الرئيس السنيورة انه لا يقصد ما فهم من كلامه حول المقاومة، وأنه كان يقصد القول ان لا تكون المقاومة لوحدها وان يكون الشعب اللبناني الى جانبها، فإنه بقي على الكلام ذاته الذي كان قد أعلنه، لا بل ذهب الى حد اتهام وزير الخارجية فوزي صلوخ باجتزاء المعلومات، وهو ما اضطر الرئيس بري الى الرد لاحتواء الوضع وحتى لا يترك المجال لاتساع رقعة السجال، وهو بذلك أراد إبعاد آثار مع جرى في الخرطوم عن طاولة الحوار، ولم يخرج بذلك عن أصول التخاطب بل حاول تفادي مواجهة في المجلس· وأشارت هذه الاوساط الى ان الرئيس بري اجرى ليل امس اتصالات مكثفة مع العديد من القيادات السياسية من اجل احتواء الحالة المتوترة التي بدأت في الخرطوم وانعكست على الوضع اللبناني· في المقابل، اعتبرت مصادر قريبة من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان ما جرى امس في مجلس الوزراء كان بمثابة رد فعل وتسجيل موقف احتجاجي على الطريقة الاستعراضية البطولية والإعلامية لرئيس الجمهورية في قمة الخرطوم والتي حاول فيها قلب الحقائق وتحقيق انتصارات وهمية إعـلامية على حساب وحدة اللبنانيين· وأعتبرت المصادر ان ما جرى هو نتيجة لتغليب الاهداف الشخصية على الاهداف الوطنية· في النهاية لبنان لا تحل مشكلاته إلا بالحوار وبالاخذ برأي الجميع· ورئيس الجمهورية قصد في الخرطوم اصطياد فرصة لتسجيل مواقف عنترية بغض النظر عن نتائجها، فيما كان رئيس مجلس الوزراء يحاول أن يتفادى الوصول الى اي موقف يسبب انقساماً لبنانياً ويؤثر على الحوار· وأبدت المصادر القريبة من السنيورة أسفها لانجرار البعض والتأثر ببطولات لحود وبناء المواقف السياسية عليها من دون التدقيق والبحث عن حقيقة ما جرى، بل كان اندفاع بتبني "البروباغندا" اللحودية، دون التوقف ولو للحظة أمام المواقف القومية والوطنية الحقيقية لرئيس مجلس الوزراء· من هنا، فإن الوزراء قصدوا تسجيل موقف احتجاجي ساهم في تفاقمه ردة فعل رئيس الجمهورية وطريقة تصرفه· ودعت المصادر الى الهدوء والتروي والتفكير بكيفية الخروج من المأزق، وفي هذا أشارت المصادر الى أن الطريقة التي تصرّف بها رئيس مجلس النواب نبيه بري غير مقبولة على الاطلاق بل مرفوضة، لأنها شكّلت خرقاً وتجاوزاً للأعراف البرلمانية ولأصول تخاطب السلطات بعضها مع بعض· وقالت المصادر نفسها إن لرئيس مجلس النواب حقه الطبيعي في قول رأيه السياسي حتى في إطار تقويم عمل الحكومة من موقعه البرلماني، لكن لا يحق لرئيس مجلس النواب انتهاز فرصة إدارة الجلسة للتصرّف بطريقة توحي بالأستذة وإعطاء الدروس للآخرين في المسلكية السياسية وغير السياسية· وكانت جلسة مجلس الوزراء قد انفجرت عصر أمس على خلفية ما تعرّض له الرئيس السنيوررة في قمة الخرطوم وفي مجلس النواب من انتقادات وتصويره بأنه ضد المقاومة وضد لبنان، فأراد وزراء الأكثرية تحويل الجلسة الى جلسة دفاع عن الرئيس السنيورة وعن كرامته· وما أن التأم شمل الحكومة برئاسة الرئيس لحود وخرج المصورون الفوتوغرافيون ودخل مصورو التلفزيونات حتى وقف وزير الاتصالات مروان حمادة طالباًَ الكلام· فرد عليه رئيس الجمهورية رافضاً وقائلاً له: "لا يمكنك الكلام الا بالنظام وليس امام عدسات الكاميرات وكأنكم تقومون بسيناريو تمثيلي ومسرحية· فتابع الوزير حمادة قائلاً: "نحن كفريق اكثرية نتضامن مع رئيس الحكومة ونحن 77 نائباً ارسلنا رسالة الى قمة الخرطوم لنقول انك رئيس غير شرعي ولا تمثل اكثرية اللبنانيين، نحن فريق الاكثرية ونحن الذين نمثل الاكثرية"· فقال له الرئيس لحود: "انتم اكثرية وهمية، وتقومون بتمثيلية وبمواقفكم تأخذون البلد الى الخراب"· فوقف وزير الداخلية احمد فتفت وقال للرئيس لحود: لسنا اكثرية تمثيلية ولسنا نحن من قال عنه عادل امام انه ممثل"· فأجابه لحود غاضباً: "انت يا فتفت تشتمني وتهاجمني· وانا رح فتفتك"· فأجابه "فتفت: انت فتفت البلد"· وتحولت الجلسة الى هرج ومرج وغادر من غادر بمن فيهم
رئيس الجمهورية وفريق الاكثرية، وفيما كان الوزيران حمادة وفتفت يتحدثان الى الصحافيين والى جانبهما وزراء الاكثرية، عاد الرئيس لحود ليتحدث بدوره الى الصحافيين بعد ان كان صعد في سيارته ليغادر· وفي هذا الوقت كان الرئيس السنيورة مجتمعاً في قاعة مجلس الوزراء مع وزراء "حزب الله" وحركة "امل" ويعقوب الصراف وغيره للتشاور في صيغة لمعالجة الازمة الحكومية واعادة ترتيب الوضع الحكومي· وفيما يشبه الصراخ، وصف لحود ما حصل بأنه "معيب"، مكرراً اتهام وزراء الاكثرية بأنهم متفقين على تعطيل الجلسة· وقال إن هؤلاء بدلوا اولوياتهم، فلم يعودوا يسألون عن الحقيقة، وأصبحوا يريدون رأس المقاومة ويريدون وضع اليد على لبنان، ولن نسمح لهم بذلك· واعترف لحود بأنه شتم الوزير فتفت بأنه سيفتفته لكنه أوضح أن جوابه كان يتضمن تشبيهاً سياسياً استناداً الى اسمه، أي تحجيمه سياسياً· أما السنيورة الذي تجول بهدوء في الوسط التجاري فأكد ان موقفه لم يتغير شعرة واحدة من تقديره واعتزازه بالمقاومة، نافياً أن يكون قد خرج عن البيان الوزاري، بل انه أراد ان يزيد عليه وان يجعل أمر المقاومة شأناً لبنانياً، حق الشعب اللبناني في المقاومة ليس محصوراً بمجموعة فقط وان واجب الدولة هو حماية لبنان"· وأكد حرصه على حق اللبنانيين في المقاومة وعلى نجاح الحوار، رافضاً استباق هذا الحوار او القفز عليه، ولا ان ننتهزها مناسبة لتحقيق مكاسب· مبدياً اعتقاده بأن ما حصل في مجلس الوزراء يجب ان يكون رسالة للجميع، بأنه في النهاية يجب ان نتفاهم بالحوار· ووصف اتهام لحود للاكثرية باستغلال دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأنه امر غير مقبول ومعيب· وأعلن الوزير فتفت انه ابلغ لجنة التحقيق الدولية، بتهديد الرئيس لحود له، مشيراً الى انه كلف الوزير بيار الجميل، بصفته محامياً رفع دعوى ضد رئيس الجمهورية، وأنه سيزور مدعي عام التمييز لهذه الغاية· أما الوزير حمادة فأوضح أن الانسحاب من الجلسة لا يعني فرط عقد الحكومة، وانه لن يؤثر على جلسات الحوار· وبينما كانت المواجهة مشتعلة في المجلس النيابي، كان الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله، يعلن في "المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومة" موقفاً ساخناً أيضاَ، مهدداً كل من يحاول نزع سلاح المقاومة بالقوة بقطع يده ورأسه وسحب روحه" لكنه ترك الباب مفتوحاً امام المعالجة ب "اللين" · وقال: "من يريد ان ينزع سلاح المقاومة بالقوة ستقطع يده ورأسه وسننتزع روحه، هذا بالحزم، أما باللين فنحن جاهزون للحوار (···) تحت عنوان وضع استراتيجية دفاع وطني"· وألمح الى موقف الرئيس السنيورة من المقاومة فقال من دون ان يسميه "البعض يقول ان هذه مسؤولية الدولة· انا أقر بأنها مسؤولية الدولة اولاً ولكن عندما تتخلى الدولة عن مسؤولياتها هل على الشعب ان يستسلم للعدو ومجازره وطغيانه واطماعه؟"· وأضاف: "فلتتفضّل الدولة لتتحمل المسؤولية ونحن جاهزون للحوار"· وكشف نصر الله عن رفضه سابقا، من دون ان يحدد تاريخا معينا، عرضا اميركيا لنزع السلاح مقابل شطب اسم "حزب الله" من لائحة الارهاب واعادة مزارع شبعا المتنازع عليها الى لبنان، مؤكدا "ان المقاومة ستبقى مستمرة وقائمة في مواجهة مشروع الهيمنة الاميركي - الصهيوني"· وقال "الاميركي هو الذي ارسل الينا هذه المبادرة، لم يطلب تثبيت لبنانية مزارع شبعا لا من اللبنانيين ولا من الامم المتحدة، ولم يطلب وثيقة خطية من سوريا"· من جهته، رفض النائب وليد جنبلاط المجيء برئيس للجمهورية مقيدا بالوصاية السورية ومكبلا بمزارع شبعا وسلاح المقاومة والمخيمات· وكرر في حديث مع محطة ال·بي·سي قوله ان العماد ميشال عون الاقوى تمثيلا فإذا لم يأت محررا بخارطة طريق واضحة يكون مكبلا، متمنيا التعريب في تسمية الرئيس المقبل، وحمَّل الرئيس لحود مسؤولية الشلل في البلاد، وكذلك تعطيل المراسيم ومنها ما يتعلق بمسألة التحقيق في اغتيال جبران تويني· ونفى جبنلاط وجود مبادرة عربية، مجدداً حملته على النظام السوري، متوقعاً ان تكون نهايته كنهاية الرئيس الروماني تشاوشيسكو· ورأى ان ما جرى في مجلس الوزراء امس هو طبيعة الخلاف الذي لم يحل بعد على طاولة الحوار وانتقل الى الخرطوم، مثنياً على موقف الرئيس السنيورة امام القمة العربية· واستغرب ما يقال عن ان الهدف من تجريد المقاومة من السلاح هو تجريد الشيعة من امتيازاتهم وقال: ان هذه الامتيارات سوّيت في الطائف، وسأل: لماذا يذكرنا السيد نصر الله بأن سلاحه قد يستخدم في الداخل، نافياً ان يكون هناك توجه لنزع سلاح المقاومة بالقوة.
ـ الشرق ـ
كتبت "الشرق" تقول ان لهيب اشكال الخرطوم بين رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة امتد الى مجلس النواب ومجلس الوزراء الذي انفرط عقده بعد مشادات حادة بين لحود ووزراء الأكثرية. وترافقت هذه التطورات مع تصعيد في المواقف من كل الجهات، ما جعل الحوار على المحك، علماً ان جميع الأفرقاء اكدوا حرصهم على مواصلته وعدم تأثره بالمجريات الدراماتيكية الحاصلة. وكان التوتر السياسي بدأ قبل الظهر خلال جلسة مجلس النواب بعد تقريع عنيف وجهه رئيس المجلس نبيه بري للرئيس السنيورة رداً على موقف الاخير في الخرطوم، الامر الذي لبد الجو السياسي وانتقل الى جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت برئاسة لحود في مقر المجلس الاقتصادي - الاجتماعي. فأثناء التقاط المصورين الصور داخل القاعة طلب وزير الاتصالات مروان حماده الكلام بالنظام قبل ان تبدأ الجلسة فقال له الرئيس لحود انتظر لحظة ليخرج المصورون لأن الجلسة سرية. لكن حماده أصر على موقفه بالكلام امام المصورين وبدأ كلامه بالقول: انسجاماً مع قرار الاكثرية، فقاطعه لحود قائلاً "ان الجلسة لم تبدأ بعد وهل نحن امام سيناريو تمثيلي، تدعون انكم اكثرية وانتم اكثرية ممثلين"، ولكن حماده اكمل كلامه، ثم تحدث وزير الداخلية والبلديات احمد فتفت مخاطباً لحود بالقول: "عادل امام قال من الذي يمثل في لبنان"، فقال له لحود "انت اسكت احسن ما فتفتك". ثم حصل هرج ومرج وغادر وزراء "14 آذار" القاعة، فيما بقي الرئيس السنيورة ووزراء "امل" و"حزب الله" والمقربون من لحود لتهدئة الجو. ولدى مغادرته المقر الموقت لمجلس الوزراء شن لحود هجوماً عنيفاً على الاكثرية، وقال "بدل ان يهتم بعض الوزراء بحاجات المواطنين كان همهم الاهتمام بأنفسهم". وقال "ما عادوا يسألون عن الحقيقة اصبحوا يريدون رأس المقاومة ويريدون وضع اليد على لبنان، ليسمحوا لنا هذه الاكثرية الوهمية لن تستطيع ان تفعل شيئاً معنا لأن ما من قوة اقوى من قوة الحق الذي له الغلبة دائماً". وتابعت "الشرق" قائلة انه من جهته، اوضح السنيورة ان "ما حصل اليوم (امس) هو قرار اخذه بعض الوزراء احتجاجاً على ما جرى واحتجاجاً على الطريقة التي جرت فيها الأمور في مجلس النواب"، معتبراً ان "هذا الأمر يجب ان يكون رسالة للجميع بأنه في النهاية يجب ان نتفاهم بالحوار وبتفهم الطرف الآخر، وبادراك ان ما من احد اكثر وطنية من الآخر". واكد ان الكلام دائماً بأن هناك استغلالاً لدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري امر غير مقبول ومعيب". اما الوزير حماده فقال "ما حصل هو ارسال رسالة حقيقية لرئيس الجمهورية الممدد له ولكامل الشعب اللبناني ولبيروت ودمشق بأننا لن نقبل بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، الى الهيمنة والتسلط والنظام المخابراتي تحت حجة المقاومة". من جهته، اكد الوزير فتفت ان لحود هدده، وعلم ان فتفت قرر رفع دعوى قضائية ضد لحود، وانه اتصل بلجنة التحقيق الدولية وابلغهم ما حصل معه في مجلس الوزراء. وفي وقت لاحق اصدر المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية بياناً حمّل فيه الاكثرية مسؤولية تعطيل الجلسة وبرر تهديد لحود للوزير فتفت بأن ما عناه في كلامه هو تشبيه سياسي. وأكدت مصادر الاكثرية ان انسحاب الوزراء من الجلسة لن يهدد مصير الحكومة او الحوار. وكان مجلس النواب شهد محاسبة للسنيورة على موقفه في الخرطوم، وذلك عندما سأل عضو "كتلة التحرير والتنمية" النائب علي حسن خليل من رئيس الحكومة توضيح ماجرى. وطلب السنيورة التفهم الحقيقي لموقفه من المقاومة في الخرطوم "فأنا اريد اجماعاً لبنانياً على الموضوع الذي لا يزال امام المتحاورين"، وقال انه جرى استغلال لكلمته والتأثير سلباً على مضمونها. وكرر اتهامه وزير الخارجية فوزي صلوخ بتزويده بمعلومات مجتزأة. وحاول عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب علي عمار الرد على السنيورة، لكن بري منعه وأخذ الكلام وقال للسنيورة "ان ما حصل من قبلك يلامس الخطيئة". وقال "اولاً عندما ذهبت الى الحوار تكلمت في الحوار على اساس ان تكون ضمن وفد واحد (...) ثانياً، ان موضوع المقاومة ليس على طاولة الحوار، وان المقاومة باقية (...) والذي بقي موضوع مناقشة موضوع سلاح المقاومة ضمن خطة دفاعية لأجل حماية لبنان بالاشتراك مع كل اللبنانيين (...) وثالثاً، وحدك لا تمتلك الحق بتغيير البيان الوزاري ولا مجلس الوزراء له الحق بأن يغيره الا عندما يعود ويتقدم مرة ثانية امام المجلس النيابي، ويأخذ الثقة على اساس بيان وزاري جديد. وسأل بري السنيورة "ماذا عدا ما بدا حتى يحصل هذا الشيء؟"، وأضاف "كنت اعتقد ان جذوة المقاومة موجودة لدينا نحن في لبنان اكثر مما هي عند العرب ولكن تبين لي العكس، ورفع الجلسة". وكان الملف اللبناني والعلاقات اللبنانية - السورية انتقل الى القاهرة مع رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري الذي التقى الرئيس المصري حسني مبارك. وبعد اللقاء الذي استمر ساعة ونصف الساعة قال الحريري "انه عرض على الرئيس مبارك نتا
ئج الحوار الوطني اللبناني"، مؤكداً حرصه "على التشاور مع الرئيس مبارك والاستماع الى نصائحه المهمة دائماً للبنان واللبنانيين". واعرب الحريري عن امله في ان يتوصل مؤتمر الحوار الى حل لمشكلة الرئاسة في لبنان، واصفاً جلسات الحوار بأنها "شائكة وان بحث المواضيع المطروحة على جدول الاعمال يحتاج الى وقت". ورأى ان المطلوب من الدول العربية تهدئة الأجواء بين لبنان وسورية، مؤكداً اهمية تواصل هذه الجهود العربية خصوصاً من مصر والسعودية انطلاقاً من اتفاق اللبنانيين في الحوار الوطني على مبادىء وشكل العلاقات". واشارت "الشرق" انه في غضون ذلك، وجه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله رسائل ساخنة على خلفية اشكال الخرطوم ومستقبل سلاح المقاومة، مؤكداً "ان لا احد في لبنان يستطيع ان يناقش في جدوى المقاومة"، محذراً من يريد نزع سلاحها بالقوة "بأننا سنقطع يده ورأسه وسنسحب روحه" مطمئناً الى "ان المقاومة قوية ومحتضنة على المستوى الشعبي". ولاحظ نصر الله في كلمة القاها خلال المؤتمر العام الرابع لدعم المقاومة في البريستول "ان المشروع الاميركي - الدولي في لبنان وصل الى طريق مسدود". وكشف نصر الله انه "بعد العام الفين جاءنا من عرض علينا صفقة تقضي بأن يشطب اسمنا من تهمة الارهاب، وان تفتح امامنا ابواب السلطة في لبنان، وابواب العالم، واعادة مزارع شبعا واطلاق الأسرى والمعتقلين اللبنانيين ودفع مبلغ كبير من المال، مقابل التخلي عن المقاومة والقاء السلاح". وأوضح نصر الله ان "الأميركي الذي ارسل لنا هذه المبادرة لم يطلب تثبيت لبنانية المزارع لا من اللبنانيين ولا من الأمم المتحدة، ولم يطلب وثيقة خطية من سورية". وفي المقابل، كرر رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط دعوته تطبيق الطائف وتسليم السلاح الى الجيش اللبناني، محذراً من انه "يصبح بامكان اي طرف في المستقبل المطالبة بتأسيس ميليشيا اذا بقي السلاح بيد اي طرف" واصفاً كلام نصر الله بأنه "تهديدي". ورأى الخلاف الذي حصل في مجلس الوزراء بأنه يجسد طبيعة الخلاف الذي لم ينبت على طاولة الحوار، مشيداً بالرئيس السنيورة. واتهم لحود بتعطيل كل الأمور التي تحتاج الى توقيعه اذا لم تكن لمصلحته، وأيد تعريب قضية رئاسة الجمهورية "اذا كانت هناك صفقة للمحافظة على استقلال وسيادة لبنان. واعلن انه رفض المبادرة السعودية "لأنها في الواقع ورقة سورية"، معتبراً ان للنائب الحريري اعتباراته الخاصة في قبول المبادرة او رفضها.
ـ البيرق ـ
كتبت "البيرق" تقول ان الصدام الذي حصل بين رئيس الجمهورية العماد اميل لحود والرئيس السنيورة في قمة الخرطوم تفاعل ليفجر جلسة مجلس الوزراء مساء بعد تعرض السنيورة لنقد لاذع من الرئيس بري في جلسة مجلس النواب ظهرا . وقالت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" ان أزمة الحكم في ضوء ما حصل امس دخلت فصلا جديدا وضعت معه مصير الحكومة ومصير الحوار في المجهول . واضافت المصادر ان الجلسة الحوارية المقررة الاثنين المقبل ستكون مؤشرا على مستقبل الحوار وتخوفت من دخول البلاد في أزمة حكومية خصوصا ان وزراء الأكثرية ينوون من الآن وصاعدا , على ما يبدو , مقاطعة كل الجلسات التي يرئسها رئيس الجمهورية الامر الذي قد يدفع الرئيس لحود الى حضور كل الجلسات مما قد يجعل الأكثرية في خانة من يعطل عمل مجلس الوزراء علما ان البيان الرئاسي الذي صدر ليل امس اتهم وزراء الأكثرية بالعمل على هذا التعطيل . على ان ما عكسته احداث يوم امس دل على ان الرئيس لحود وقوى 8 آذار استعادوا المبادرة وقرروا خوض مواجهة سياسية مع الأكثرية . وكان اللافت في هذا المجال زيارة كتلة الوفاء للمقاومة مجتمعة للرئيس لحود واعلان رئيسها النائب محمد رعد بعد اللقاء ان المقاومة ستبقى وفية لكل الأوفياء لها , وعلى رأسهم الرئيس لحود . وكانت المهزلة الحكومية قد وقعت في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي , عندما طلب الوزير مروان حمادة التحدث بالنظام , فدعاه الرئيس لحود الى التريث ريثما ينسحب رجال الاعلام والمصورون لكن الوزير حمادة اصر على الكلام فلفته الرئيس لحود بالقول : لا يحق لك الكلام بحضور المصورين , الا ان الوزير حمادة تابع كلامه , فحصل هرج ومرج ثم انسحب وزراء الأكثرية من الجلسة وعطلوها . هذا ما انتهت اليه جلسة مجلس الوزراء . وسجال قمة الخرطوم حط رحاله امس في جلسة الأسئلو والاستجوابات التي عقدها المجلس النيابي بحضور الحكومة ورئيسها . وتحولت تلك الجلسة الى "كباش سياسي " حمّل خلالها الرئيس بري رئيس الحكومة مسؤولية المواجهة الحادة التي جرت في القمة العربية بالخرطوم بينه وبين رئيس الجمهورية حول عبارة "دعم المقاومة" . واعتبر الرئيس بري ان ما حصا في الخرطوم وصل الى درجة الخطيئة من اوله الى آخره , واكد ان اي تغيير لما ورد في البيان الوزاري الذي نالت الحكومة على اساسه ثقة مجلس النواب يستدعي طرح الثقة بالحكومة مجددا , وقال لا رئيس الحكومة ولا مجلس الوزراء يحق لهما تغيير البيان الوزاري . واشار الرئيس بري الى ان مؤتمر الحوار فوض الرئيس السنيورة بالذهاب الى الخرطوم على ان يكون ضمن الوفد اللبناني الذي يرئسه الرئيس لحود لاننا لا يمكن ان نقبل بوفدين . من جهته اكد السيد حسن نصرالله استعداده لمناقشة موضوع سلاح المقاومة ضمن استراتيجية دفاع وطني وقال : تعاطينا مع القرار 1559 بحزم ولين . واضاف : من يريد ان ينزع سلاح المقاومة بالقوة نقطع يده ورأسه وننزع روحه , هذا الحزم , اما باللين فنحن جاهزون للحوار ... تحت عنوان استراتيجية دفاع وطني . وصرح العماد ميشال عون بعد اجتماعه بالبطريرك صفير : ان الحدث معروف انه سيورث احتكاكا وهذا نتيجة ما حدث في الخرطوم وان شاء الله نتمكن من الاحاطة بالازمة وتتم السيطرة . وعن الموضوع الرئاسي قال : نحن مستعدون لحل الموضوع في 24 ساعة , فليضعوا معايير ومقاييس لحل هذا الموضوع , ونحن نقبل فورا باي حل تنطبق عليه هذه المعايير.
ـ الأنوار ـ
قالت الأنوار إن امس كان يوم خناقات وحملات. بدأ ظهرا مع حملة شنها الرئيس نبيه بري على الرئيس فؤاد السنيورة على خلفية موقفه في قمة الخرطوم، وانتهى مساء بـ (خناقة) بين الرئيس اميل لحود ووزراء الاكثرية خلال جلسة مجلس الوزراء ادى الى تعطيل الجلسة، ودفع بالبلاد نحو ازمة حكم بدأت المحاولات لتطويقها. والاحتقان السياسي الذي كان لا يزال ضاغطا منذ قمة الخرطوم، سجل محطة جديدة ظهر امس خلال الجلسة النيابية للأسئلة والاجوبة حيث حمل الرئيس بري على رئيس الحكومة ووصف موقفه في القمة بـ (الخطيئة). وقال بري في كلمته: عندما ذهبت دولتك الى الخرطوم بعد ان تكلمت بالحوار على اساس انك ستكون ضمن وفد واحد، من غير الممكن ان نقبل ان نكون وفدين، هذا اولا. ثانيا: وفي اختصار شديد ايضا، موضوع المقاومة ليس باقيا على طاولة الحوار. عندما اعلنا لبنانية مزارع شبعا، انا من كرسيك الآن قلت للصحافيين ان المقاومة باقية، باقية، باقية، الذي بقي موضع مناقشة يا دولة الرئيس هو موضوع سلاح المقاومة ضمن خطة دفاعية من اجل حماية لبنان بالاشتراك فعلا مع كل اللبنانيين. وأضاف رئيس المجلس: الامر الثالث، هناك بيان وزاري، وأنت تحكم بموجب هذا البيان الذي ادليت به في مجلس النواب وأخذت الثقة على اساسه. وحدك لا تملك الحق بتغييره ولا مجلس الوزراء كله له الحق بأن يغيّره، الا عندما يرجع ويتقدم مرة ثانية امام المجلس النيابي وأخذ ثقة على اساس بيان وزاري جديد. الامر الاخير، اصبح عندنا ازمة وزارية يا دولة الرئيس، ونتيجة هذه الازمة الوزارية كلنا تعبنا وجهدنا نحن واياك حتى وصلنا اخيرا الى كلام صريح وواضح بأن المقاومة ليست ميليشيا، وانطلقنا من هذا الكلام في هذه القاعة واتكلنا على الله بالنسبة الى هذا الموضوع (شو عدا ما بدى) حتى يحصل هذا الشيء.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018