ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الاثنين 3 نيسان/ أبريل 2006

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الاثنين 3 نيسان/ أبريل 2006

ـ السفير ـ‏

قالت "السفير" إن الأسبوع السياسي ينطلق هادئاً اليوم، في محاولة لمسح آثار "الفضائح" التي حفل بها الاسبوع المنصرم، بدءاً من "مأثرة الخرطوم" وانتهاء بـ"مهزلة مجلس الوزراء"، بعدما نجح المعنيون في "لملمة الوضع" وإعادة الأمور "في الشكل" إلى مجراها الطبيعي. وعلى هذا الأساس، وفي ظل أجواء انفراج لا تستند الى قاعدة متينة، تستأنف جلسات الحوار قبل الظهر في مجلس النواب، وينعقد مجلس الوزراء بعد الظهر استثنائياً برئاسة رئيس الجمهورية اميل لحود لمناقشة الورقة الاقتصادية التي يفترض أن يتقدم بها لبنان الى مؤتمر بيروت 1. والواضح ان العجز عن تحقيق "نقلة نوعية" أو إحداث تغيير عملي في شتى المجالات، موضع الخلاف، هو الذي فرض على المعنيين الخروج من دائرة التوتر الى خيار‏

"اللملمة" واستنقاذ الحوار من الانفجار وعودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، في وقت فتحت ثغرة في جدار الجمود الحاصل من خلال بند السلاح الفلسطيني، واعتبرت بداية لتنفيذ ما اتفق عليه المتحاورون في ساحة النجمة. وفي هذا السياق جاءت زيارة الامين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة أحمد جبريل الى بيروت بمسعى من "حزب الله" وبدعم سوري فتح الباب امام المعالجات من المدخل الفلسطيني. لكن النقطة المركزية التي يعول عليها الجميع تبقى في تطبيع العلاقات اللبنانية السورية، من خلال زيارة يقوم بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، لا يبدو موعدها وشيكاً، على الرغم من الاتصالات التي بدأت لترتيب جدول اعمالها. وتابعت "السفير" قائلة انه على صعيد الحوار الذي يستأنف اليوم، استبعدت مصادر المتحاورين التوصل الى تقدم على صعيد البند الرئيسي المطروح على جدول الاعمال، وهو الملف الرئاسي الذي يبدو انه سيأخذ اجازة طويلة. ولفت الانتباه كلام للرئيس نبيه بري امس، قال فيه انه "لم يعد مطروحاً تقصير ولاية الرئيس ولا اسقاطه في الشارع، بل المطروح هو هل سيقدم رئيس الجمهورية على الاستقالة ام لا". وفي حين شدد رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع على ان وضع رئاسة الجمهورية "شاذ وغير مقبول"، رأى "أن انتخابات نيابية مبكرة لاخراج البلاد من حالة الانتظار، هو اقتراح مقبول، لكن الامر يتطلب وقتاً، ومن غير المسموح ان نبقى في حالة الانتظار التي نعيشها". واعتبر جعجع ان الأنسب هو انتخاب رئيس جديد ثم اقرار قانون انتخاب، فانتخابات نيابية مبكرة. وتتوقع المصادر الا يأخذ الحوار في البند الرئاسي اليوم وقتاً، باعتبار ان المخارج غير متيسرة، واشارت الى ان جولة اليوم ستقتصر على الأغلب على جلسة واحدة يصار خلالها الى مناقشة ذيول ما حصل الاسبوع الماضي، على ان ترفع الجلسة لمدة قد تزيد عن الاسبوعين نظراً لسفر الرئيس بري الاحد المقبل الى تركيا وإيران، والدخول في منتصف الشهر الجاري في اعياد الفصح المجيد. وعقدت قيادات قوى 14 آذار اجتماعاً الليلة الماضية في قريطم، بكامل أقطابها، وعرضت ما حققه مؤتمر الحوار حتى الآن، وبحثت في البندين المتبقيين على جدول الاعمال. وقال بيان صدر عن المجتمعين انهم اكدوا "ضرورة حل العقبات التي تعترض الحوار بتفاهم بين المتحاورين". ورحب البيان بالمساعي العربية "لمساعدة اللبنانيين على ضمان تجاوب سوريا مع مقررات الاجماع الوطني اللبناني". وأكد البيان "التضامن مع المواقف الوطنية لرئيس مجلس الوزراء وروح المسؤولية العالية التي أظهرها في وجه المزايدات المنظمة بحقه". وذكرت مصادر المجتمعين ان البيان عبّر فعلياً عن مواضيع البحث، وأنهم اتفقوا على ان خيار الحوار هو الوحيد في هذه المرحلة، فيما يبدو واضحاً أن لهجة البيان تنسجم مع اجواء التهدئة، وان الاجتماع يهدف الى تأكيد التضامن مع الرئيس السنيورة. في هذه الاثناء تركت زيارة احمد جبريل الى بيروت انطباعات ايجابية ومريحة، ووصفت بانها بداية جيدة لتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار، ولا سيما اللقاء مرتين برئيس كتلة "المستقبل" سعد الحريري الذي أكد لـ"السفير" أن لقاءه وجبريل كسر الجليد بينهما، موضحاً أن حديثا بالعمق دار حول مختلف جوانب الملف الفلسطيني في لبنان، ولا سيما ما يتعلق بالوضع الاجتماعي وبمسألة السلاح، "وقد شرحت وجهة نظر اللبنانيين وهواجسهم واستمعت الى وجهة نظره وهواجسه وكان هناك تفهم متبادل لما طرحه كل منا". ونفى ان يكون اللقاء قد أزعج النائب وليد جنبلاط، مؤكداً أن الاختلاف في الآراء داخل صفوف "الاكثرية" لن يصل الى حدود التباعد "مهما حاولوا"، مشدداً على أن هناك حلفاً متيناً يجمعه مع جنبلاط لن يؤثر عليه الاختلاف في التكتيك والاسلوب أحياناً. وبحسب المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل فإن الملف الفلسطيني وضع على السكة بصورة جدية. واشارت مصادر متابعة الى ان اللقاء بين الحريري وجبريل سجل خطوات جدية، وان رئيس كتلة "المستقبل" طلب الى جبريل ان يستمر التواصل معه في هذا الملف، وتعهد بمتابعة الملف الانساني ورفع المعاناة عن الفلسطينيين، ولاسيما حق التملك والعمل، اسوة بتعامل كل الدول العربية معهم، باستثناء حق الانتخاب. وكان جبريل اعلن انه تم الاتفاق على اعداد ورقة عمل فلسطينية يصار الى مناقشتها مع الجانب اللبناني بعد خمسة عشر يوما. وفي دمشق (زياد حيدر) قالت مصادر سورية مسؤولة لـ"السفير" إنه "لا داعي للعجلة في تحديد موعد لزيارة الرئيس فؤاد السنيورة إلى دمشق" وأن "هناك جدول أعمال يجب دراسته، بحيث تأتي هذه الزيارة في ضوء هذا الجدول". واضافت المصادر أن "الحوار اللبناني لم يحسم بعد كامل محاوره حتى يمكن لطرف أن يتحدث بالنيابة عن باقي الأطراف الأخرى"، وتابعت أن "زيارة تحقق العموميات لن تكون ناجحة، وأن محوراً كمحور العلاقات السورية اللبنانية في إطارها الشامل يجب أن يخضع لدعم الأطراف كلها استناداً لمفهوم شامل و ليس مجتزأ".

وفي هذا السياق يقوم الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري الخوري بالتنقل بين العاصمتين بيروت ودمشق بهدف "التحضير الجيد للزيارة". وهو اجتمع امس، برئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري ويلتقي اليوم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. وقال الخوري لـ"السفير" إن العطري وعد بدراسة المواضيع المطروحة والرد عليها، مشيرا الى ان الامر قد يحتاج بعض الوقت. فليس مهما الاستعجال بل المهم الوصول الى نتائج ايجابية. ورأى الخوري "أن الأولوية هي لوضع اسس إعادة الثقة بين البلدين حتى يمكن الشروع في الخطوات الأخرى". وعلم ان المواضيع التي حملها الخوري الى دمشق تتلخص ب: موضوع تحديد مزارع شبعا وتخطيط الحدود في باقي المناطق في الشمال والبقاع. ملف المفقودين والموقوفين من الجانبين لدى كل طرف. مراجعة الاتفاقات الثنائية الموقعة بين البلدين وتعديل ما يتوجب منها اذا لزم التعديل وتنفيذ ما لم ينفذ منها. مساعدة لبنان على نزع السلاح الفلسطيني. اقامة علاقات دبلوماسية وتبادل التمثيل الدبلوماسي. وعلم ان الجواب السوري اشار الى ان الجدول هو تفصيل وان الاولوية للقاء بين الحكومتين لوضع اجراءات الثقة، وان فتح السفارات هو ذروة التطبيع والعلاقات الجيدة ولا يمكن ان يكون تتويجا لمسار التوتر في العلاقات. لكن مصادر متابعة ذكرت انه اذا تم الاتفاق على جدول الاعمال ويتضمن ترسيم الحدود وتبادل التمثيل الدبلوماسي، فان الامر سيقتضي اجتماعا للمجلس الاعلى اللبناني السوري برئاسة رئيسي البلدين، وذلك وفقا لمعاهدة التنسيق والاخوة والتعاون بين البلدين. واشارت "السفير" انه في هذا الوقت يعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية بعد ظهر غد لمناقشة برنامج الاصلاح المالي والاقتصادي الذي سيعرض على مؤتمر بيروت واحد. وعلم ان الرئيس اميل لحود سيحضر الجلسة ويرأسها. جدير بالذكر أن الورقة الإصلاحية تتضمن: تقليص النفقات والعجز وزيادة الإيرادات، وقف الهدر ومكافحة الفساد، وإعادة النظر بالرواتب والامتيازات في بعض المؤسسات، والهدر المتصل باستهلاك البنزين وتكاليف الاتصالات في القطاع العام. إصلاح مؤسسة الكهرباء: تغيير الإدارة لتحسين الفعالية، تزويد معامل الطاقة بالغاز. في الواردات: أ زيادة الضريبة على الفوائد من 5 إلى 7% بدءا من نيسان الحالي. ب زيادة الضريبة على أرباح الشركات من 15 إلى 20% مع إلغاء ضريبة 10% على توزيعات الأرباح بغضون 2007 ج زيادة القيمة المضافة من 10 إلى 12% عام 2006 وإلى 15% عام 2008. د رفع الدعم عن أسعار البنزين تدريجيا وصولا إلى تحريره في 2008. محور السياسة النقدية: بيع حصص مصرف لبنان في الميديل ايست وإنترا والكازينو خلال 3 سنوات وحتى نهاية 2008. مساهمة القطاع المصرفي: شراء المصارف سندات حكومية بقيمة 4 مليارات دولار ل3 سنوات بفائدة صفر% مما يوفر 200 إلى 300 مليون دولار سنويا. خصخصة شركتي الخلوي: استدراج عروض نهاية أيار 2006 وإعلان الفائزين نهاية حزيران 2006. الإصلاحات الاجتماعية: توحيد الصناديق الضامنة بحدود 2007، تقييم أثر دعم القمح والسكر والتبغ واقتراح بدائل نهاية 2006. الإصلاحات الهيكلية: مكافحة الفساد في الإدارات وتسهيل المعاملات. إصلاح السوق المالية وتفعيل البورصة. إصلاح الأنظمة التقاعدية: ? إغلاق أنظمة التقاعد الحالية في الخدمة المدنية والعسكرية أمام الموظفين الجدد، لينضموا إلى نظام التقاعد الجديد الموحد. ? المعاش التقاعدي في النظام الجديد 50 و60% من أساس الراتب، مع زيادة الاشتراك من 8,5% كانت تدفع من قبل صاحب العمل، إلى 17,5% موزعة بين 12,5% على صاحب العمل و5% على العامل.‏

ـ النهار ـ‏

كتبت "النهار" تقول : امتحانان متوقعان اليوم امام المسؤولين والقيادات الفاعلة: اولهما الجولة الخامسة من مؤتمر الحوار الوطني، وثانيهما جلسة استثنائية لمجلس الوزراء تعوض جلسة الخميس الفائت التي لم تنعقد بسبب احتجاج الغالبية الوزارية على ما حدث في قمة الخرطوم. وبحسب ما تردد فان رئيس الجمهورية اميل لحود سيحضر جلسة مجلس الوزراء المخصصة لمناقشة الورقة الاصلاحية لمؤتمر "بيروت – 1". وربما يصرف النظر عن جلسة مجلس الوزراء في حال طالت الجولة الخامسة لمؤتمر الحوار. وتبعا لمطلعين على موقف لحود، فهو سيحضر الجلسة ل"تسجيل موقف" يكون بمثابة رد فعل على تطيير الغالبية جلسة الخميس، وسيؤكد موقعه كشريك كامل في السلطة التنفيذية: يحضر ساعة يريد ويترأس عندما يحضر، ولا جدول اعمال لمجلس الوزراء لا يحظى بموافقته، وان احدا لا يستطيع ان يفرض ارادته على مجلس الوزراء. ويبدو ان رئيس الجمهورية يريد بموقفه هذا ان يؤكد اصراره على مواجهة فريق الغالبية الذي سيعمد بدوره في الجولة الخامسة للحوار الى استعجال بت بند رئاسة الجمهورية، والاستمرار في التضييق على لحود. وفي اطار لملمة الوضع الداخلي وتجاوز الآثار التي نشأت عن قمة الخرطوم، واستكمالا لما كان باشره قبل ايام، وهو ايضاح موقفه مما حصل هناك، اوفد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" ميشال عون الوزير جان اوغاسبيان ومستشاره الدكتور محمد شطح، بعدما كان اوفد الوزير طارق متري الى متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة. وقد شرحوا لهما موقف السنيورة وهو تأكيده حق الشعب اللبناني في المقاومة لتحرير ارضه والدفاع عن كرامته. وعشية جلسة الحوار لوحظ ان السنيورة في اتصال اجرته به "النهار" ليلا عكس اجواء ايجابية تصب في اطار مساعي التهدئة ولملمة الوضع الداخلي في منحى تعزيز هذا الحوار. وفي موقف حدد فيه ملامح مقاربة موضوع رئاسة الجمهورية، ربط رئيس مجلس النواب نبيه بري التغيير الرئاسي باستقالة الرئيس لحود، مشيرا بذلك الى ان المسار الوحيد للتغيير هو ان يقبل رئيس الجمهورية بالتنحي. الامر الذي يعني، كما لفت بري ضمنا، الى ان الابواب موصدة تماما في الشارع وفي الاصول الدستورية خارج رغبة الرئيس في الاستقالة. وكان بري أكد امس لمحطة "بي بي سي" العربية ان الحوار الوطني "سيستأنف في مكانه وزمانه واشخاصه من حيث وصلنا في الجلسات الماضية اي من موضوع رئاسة الجمهورية". ولاحظ ان هذا الموضوع "معقد"، ولكنه اقترح مهلة حتى آخر نيسان "وفقنا ام لم نوفّق". واعتبر العماد عون مرشحا جديا "وهناك غيره من المرشحين كذلك. ولكن قبل ان نصل الى موضوع الترشيح لا بد من ان تحل المشكلة الاولى وهي مصير رئيس الجمهورية". واذ كرر موقفه بانه "خلف البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير"، قال: "لم تطرح حتى الآن اسماء على طاولة الحوار كي تحصل خيارات. لم نجد مرشحا حتى الآن بمعنى المرشح، ولم يحسم في الاساس حتى الآن موضوع ولاية الرئيس لحود لان المطروح ليس تقصير الولاية او اسقاط الرئيس في الشارع، وانما هل ان الرئيس لحود يقدم على الاستقالة ام لا". واكد ان الانتقال الى موضوع سلاح المقاومة يكون بعد الانتهاء من موضوع رئاسة الجمهورية، واي حل لموضوع السلاح سيكون بالاجماع. وقال: "همنا هو العدوان الاسرائيلي وليس السلاح الذي بين ايدينا". واعتبر رئيس المجلس استنادا الى مطلعين على موقفه، في ضوء ما سمع في جولة الحوار الرابعة من تململ فريق الاكثرية حيال ما اعتبره هذا الفريق مماطلة، ان الجلسة الخامسة (اليوم) يكتمل بها عمر الحوار شهرا. وهذا لا شيء في عمر استحقاقات خطيرة ومهمة. وأيد اي مساعدة ومؤازرة عربية لاستعجال بت الموضوع، وان من ضمن مهلة. وحض بري فريق الاكثرية على طرح اسماء مرشحين بدائل من لحود. الا ان شيئا من ذلك لم يحدث في الجولة الرابعة. ووفق المطلعين انفسهم فان اركان الحوار باتوا مقتنعين تماما باستحالة اسقاط لحود في الشارع، الامر الذي تعارضه بكركي، وبان الاصول الدستورية لا تسمح باقالته، مما حمل بري على التأكيد ان البديل الوحيد هو حصول اتفاق كامل يقنع الرئيس بالاستقالة. وتاليا، بحسب ما عكسه موقف رئيس المجلس، فان الاتفاق على مرشح من شأنه ربما ان يغيّر في الجو السياسي ويحمل رئيس الجمهورية على الاستقالة، خصوصا ان الموضوع الرئاسي هو البند الوحيد المطروح على طاولة الحوار اليوم. وليلاً سألت "النهار" العماد عون رأيه في موقف رئيس المجلس الذي ربط التغيير بالاستقالة الطوعية للحود او باتفاق مؤتمر الحوار على مرشح بديل، فقال: "اؤيد هذا الطرح. اذا كانوا يريدون التغيير فينبغي اولا التأكد هل ان الرئيس لحود في وارد الاستقالة. نحن ضد الاقالة ولن تكون هناك اقالة. ويبدو ان فريق الاكثرية لم يتلقف تماما رسالتنا". واوضح عون انه يذهب الى حوار اليوم غير مثقل، ولكنه لاحظ ان الحوار "اما يبدأ بكلام يقول فيه الافرقاء الذين تساجلوا في الايام الاخيرة ان المو

ضوع طوي تماما ويباشرون مناقشة الموضوع المطروح، او يخوضون في ما حصل، واذذاك قد ينفجر الخلاف مجددا داخل جلسة الحوار". ولاحظ عون ان الافرقاء المتساجلين الخميس الفائت "خرجوا على الخطاب السياسي، وهذا مرفوض، الامر الذي يوجب لملمة الوضع مجددا". وليلا عقد اركان "لقاء البريستول" اجتماعا في قريطم بدعوة من رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري، شارك فيه الرئيس السنيورة والرئيس امين الجميل والوزراء مروان حماده ومحمد الصفدي ونايلة معوض وبيار الجميل ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والنواب بطرس حرب ووائل ابو فاعور وسمير فرنجيه وسمير عطاالله والنواب السابقون نسيب لحود وغطاس الخوري وفارس سعيد ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون. واعتذر عن عدم الحضور عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده لوجوده خارج البلاد. وافاد بيان صدر عن المجتمعين انهم عرضوا "ما حققه مؤتمر الحوار الوطني من اجماع حتى الآن حول مسألة المحاكمة الدولية لقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتحسين اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومسألة تحديد مزارع شبعا مع سوريا لتأكيد لبنانيتها ومسألة العلاقات مع سوريا على اساس النديّة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتبادل السفارات بين البلدين، اضافة الى الاجماع على وجود ازمة حكم في رئاسة الجمهورية. وبحثت قيادات 14 آذار في البندين المتبقيين على جدول اعمال الحوار الوطني في مسألة تنحية رئيس الجمهورية ومسألة سلاح "حزب الله". وعرضت للعقبات التي تعترض الحوار وأكدت ضرورة حل هذه العقبات بتفاهم بين المتحاورين يرتكز على مصالح لبنان اولا وتطبيق اتفاق الطائف واحترام قرارات الشرعية الدولية ومنطق بناء الدولة ومبدأ سيادتها على اراضيها. ورحب المجتمعون ايضا بمساعي الدول العربية الشقيقة لمساعدة اللبنانيين في ضمان تجاوب سوريا مع مقررات الاجماع الوطني اللبناني، التي تعمل الحكومة اللبنانية على تنفيذها. وعرض رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري للاتصالات التي اجريت مع الفصائل الفلسطينية في اطار تطبيق مقررات الاجماع الوطني وللخطوات المتوقعة في هذا الصدد. وعرض الرئيس السنيورة للوقائع التي شهدتها القمة العربية في الخرطوم واكدت قيادات 14 آذار على تضامنها مع المواقف الوطنية لرئيس مجلس الوزراء وروح المسؤولية العالية التي اظهرها في وجه المزايدات المنظمة في حقه". في موازة تحركات التهدئة استعدادا لحوار اليوم، فان القراءة السياسية للجولة التي قام بها الامين العام ل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" احمد جبريل لمسؤولين وقيادات لبنانية توحي وضع احد قرارات مؤتمر الحوار المتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات موضع التنفيذ. ومع ان اوساط النائب سعد الحريري ادرجت لقاءيه بجبريل في سياق "اعادة وصل الحوار المقطوع"، فان التفاهم الكامل لم يسد لقاء جبريل ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي عارض ربط السلاح الفلسطيني بمعالجة الوضع الاجتماعي في المخيمات الفلسطينية. وفهم من اوساط رئيس الحكومة انه ابلغ الى محدثه انه يفترض جمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في غضون ستة اشهر انسجاما مع ما قرره مؤتمر الحوار الوطني، في حين ان معالجة الوضع الاجتماعي للمخيمات تتطلب وقتا نظرا الى كونه مشكلة مزمنة ولا يمكن ايجاد حل بكبسة زر. وذكر ان رئيس الحكومة ابلغ الى جبريل ان الدولة اللبنانية اخذت على عاتقها معالجة الوضع الاجتماعي للمخيمات، ولكن لا بد من اشراك المجتمع الدولي في هذا الامر. واوضح له ايضا انه يفترض التركيز الان على موضوع السلاح، وان نظرة الحكومة اللبنانية الى المخيمات تبدلت ولم تعد تعتبرها وجودا امنيا فحسب، وان مسؤولين ووزراء دخلوها اخيرا، وشدد على ان الحكومة تتعامل مع هذا الموضوع بصدق وبرغبة حقيقية في معالجة جانبه الانساني. بدورها ذكرت مصادر قيادية في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ل"النهار" ان جولة جبريل كانت "ايجابية"، وحصل خلالها اتفاق على اعداد الفصائل الفلسطينية مذكرة تتناول المطالب الاجتماعية والمعيشية للاجئين. وأبرز اللقاءات كان مع النائب الحريري الذي عقد اجتماعين مع جبريل في قصر قريطم. وان جبريل أبلغ الى الحريري والى الرئيسين بري والسنيورة والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان "الجبهة لن تكون حجر عثرة في طريق الدولة والتوافق بين اللبنانيين. وأن مناقشة موضوع السلاح خارج المخيمات ليست من المحرمات". علما ان جولة جبريل في بيروت رتبها "حزب الله" بالتنسيق مع بري. لكن جانبا آخر من جولة جبريل يكمن في أن دمشق أرادت توجيه أكثر من رسالة الى الداخل اللبناني والى الخارج نظرا الى تأثيرها على جبريل، والى كونها مدّت تنظيمه في الاشهر الاخيرة بأسلحة مهرّبة عبر الحدود اللبنانية – السورية. ويتلاقى ذلك مع ما ينسب الى مسؤولين سوريين كانوا التقوا اخيرا سياسيين لبنانيين، وعادوا بجمل

ة انطباعات من شأنها ان تعبّر عن الموقف السوري في المرحلة المقبلة. وتتركز هذه الانطباعات كما أبلغت أوساط مطلعة الى "النهار" على الآتي: - استعداد دمشق لاقامة تبادل ديبلوماسي بين البلدين على مستوى السفارة، ولكن بعد حوار ايجابي وبناء وبعيدا من التشنج الذي يطلقه خصومها اللبنانيون. وفي هذا الاطار ترحب دمشق بزيارة رئيس الحكومة اللبنانية اذا أراد. - تلاحظ دمشق ان مواقف رئيس الغالبية النائب الحريري منها باتت "أفضل وأكثر ايجابية"، خصوصا بعد اعلانه أخيرا فصل التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري عن العلاقات اللبنانية – السورية والحوار بين البلدين. - تعتقد دمشق ان لا امكان لسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية قبل الاتفاق على سلسلة خطوات تتصل بتعزيز الشق الاجتماعي والانساني في المخيمات. - ليست دمشق في وارد الخوض في الوقت الحاضر في ما يتصل بموضوع رئاسة الجمهورية، نظرا الى تأثيرها وعلاقتها بحليفها الرئيس اللبناني. - تؤيد كل ما يتفق عليه حلفاؤها في لبنان، وخصوصا المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني. وهي مستعدة للحوار مع الحكومة اللبنانية من ضمن مناخات مؤاتية تؤدي الى نتائج ايجابية.‏

ـ الديار ـ‏

كتبت "الديار" تقول انه كان لردة الفعل العربية والدولية بعد الذي حصل في قمة الخرطوم وفي مجلس الوزراء الأثر ‏البالغ في ما يحصل على الساحة الداخلية اللبنانية.‏ ففي حين تحركت السعودية ومصر للحد من تأزم الوضع، كان لقاء الرئيس المصري مع النائب ‏سعد الحريري واضحاً جداً، حيث قال له الرئيس مبارك ان ما يحصل لا يخدم الحلول التي تسعى ‏اليها مصر والمملكة السعودية.‏ كما أن تحرك سفراء الدول الكبرى والعربية باتجاه دعم الحوار والعمل على التهدئة أديا الى ‏النتيجة التالية:‏ ‏1ـ جلسة استثنائية لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس لحود اليوم.‏ ‏2ـ بدء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالتحضير لزيارة دمشق.‏ ‏3ـ العودة الى طاولة الحوار في جو هادىء وبعيد عن التشنج.‏ وفي هذا الإطار، فقد أشاد المراقبون بإدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار الوطني ‏وللاتصالات التي يقوم بها لتهدئة الأوضاع من أجل التوصل الى تحقيق تقدم للنقاط العالقة ‏والتي تشكل مادة خلاف بين المتحاورين.‏ كما تلقى الرئيس بري اتصالات دعم من دول عربية وغربية في هذا المجال، مؤكدة على ترحيبها ‏بالحوار وعدم ترك الأمور تعود الى الفوضى والتجاذب السياسي المتشنج.‏ يعود اليوم اطراف مؤتمر الحوار الوطني الى ساحة النجمة في جلسة اضافية مخصصة للبحث في ‏موضوع ازمة الحكم، في وقت تسير فيه كافة الاجواء الى ان ملف رئاسة الجمهورية لن يشهد اي ‏تغيير ملموس في اطار النقاش الدائر، وان الجلسة ستختتم ظهرا، بدليل الدعوة الى جلسة ‏استثنائية لمجلس الوزراء عصر اليوم، برئاسة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ومخصصة ‏للبحث في البرنامج الاصلاحي والاقتصادي الذي سيعرض في مؤتمر بيروت واحد، في وقت وصف فيه ‏البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ما شهده لبنان في الايام الماضية بالمشهد المأساوي.‏ وسبق انعقاد جلسة الحوار اليوم مواقف عدة تلاقت جميعها على ان لا مواقف استثنائية يمكن ‏ان تظهر اليوم.‏ وكان واضحا الكلام الذي اطلقه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى محطة ال«بي.بي.سي ‏العربية حين اعتبر ان موضوع رئاسة الجمهورية معقد وقد يأخذ وقتا طويلا مضيفا بان المطروح ‏ليس تقصير الولاية او اسقاط الرئيس في الشارع، بل المطروح هو هل الرئيس لحود يقوم على ‏الاستقالة ام لا، وعندما نجد الحل للرئيس بناء لاستقالته عندها لكل حادث حديث.‏ كما اعتبر رئيس المجلس النيابي انه لن يجري البحث في موضوع سلاح المقاومة قبل الانتهاء من ‏موضوع رئاسة الجمهورية.‏ لذلك جاء في السياق نفسه الكلام الذي ادلى به نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات ‏اللبناني النائب جورج عدوان الذي قال بان احتمال بقاء الرئيس يزيد.‏ واستباقا لاي نقاش قد يحصل من خلال التطرق الى المواجهة السياسية التي حصلت ان في السودان ‏او ما استتبعها في بيروت، علمت «الديار " ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ارسل الى العماد ‏ميشال عون في الرابية موفدا هو الوزير جان اوغاسبيان من اجل احاطة العماد عون بالموقف ‏الحقيقي للسنيورة لما حصل في الخرطوم وشرح وزير التنمية الادارية لرئيس التيار الوطني الحر ‏ما قصده الرئيس السنيورة في كلامه في الخرطوم.‏ في هذا الوقت ينكب المعنيون في الفريق المعاون لرئيس الحكومة على انجاز برنامج زيارة ‏السنيورة الى دمشق والملفات التي سيبحثها مع الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد.‏ وتنحصر هذه الملفات بأربعة: 1- ترسيم الحدود اللبنانية - السورية 2- ضبط التهريب ‏القائم بين البلدين 3- مزارع شبعا 4- انهاء ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.‏ في هذا الوقت اشارت مصادر مطلعة ل «الديار " ان الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - ‏السوري يقوم بالتحضيرات اللازمة للتوافق على برنامج الاجتماع. وتوقعت هذه المصادر ان ‏تأخذ التحضيرات وقتها الكافي لانجاح الاجتماع وهو ما يعني ان موعد ذهاب السنيورة الى دمشق ‏لن يكون هذا الاسبوع.‏ رئيس المجلس النيابي نبيه بري اكد لمحطة ال «ال بي بي سي " العربية ان الحوار الوطني ‏سيستأنف في مكانه وزمانه، واشخاصه اليوم ومن حيث وصلنا في الجلسات الماضية اي رئاسة ‏الجمهورية.‏ واضاف الرئيس بري ان موضوع رئاسة الجمهورية معقد وقد يأخذ وقتا طويلا، واضعا آخر ‏نيسان كمهلة للانتهاء من موضوع رئاسة الجمهورية، «وفقنا ام لم نوفق ‏ وحول موقفه من رئاسة الجمهورية اجاب بري ان موقفه معروف، فهو خلف البطريرك صفير منذ ‏ما قبل الانتخابات النيابية ومستمر حتى الان.‏ واذ اشار الى انه «لم نجد حتى الان مرشحاً " بمعنى المرشح اضاف انه لم يحسم حتى الان موضوع ولاية ‏الرئيس لحود لان المطروح ليس تقصير الولاية او اسقاط الرئيس في الشارع. المطروح هو هل ‏الرئيس لحود يقدم على الاستقالة ام لا! وعندما نجد الحل للرئيس بناء لاستقالته عندها لكل ‏حادث حديث.‏ واعتبر بري ان العماد ميشال عون هو احد المرشحين الجديين جدا، ويوجد غيره من المرشحين.‏ اضاف ان موضوع سلاح المقاومة لن ينتقل للبحث فيه قبل الانتهاء من موضوع رئ

اسة ‏الجمهورية، البوصلة الوحيدة في هذا الموضوع وبالنسبة للاغلبية هي الخطة الدفاعية ‏الاستراتيجية عن لبنان.‏ في المقابل استمر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على ‏مواقفه الهجومية باتجاه الرئيس لحود معتبرا ان رئاسة الجمهورية هي الموقع السوري الاخير في ‏لبنان ولذلك جرى استنهاض الحلفاء السابقين لسوريا للدفاع عن هذا الموقع.‏ وقال ان الامين العام لحزب الله يتمتع بجدية في مناقشة الامور، الا اننا فوجئنا بموقفه الاخير ‏من رئاسة الجمهورية الذي كان تصعيديا وباللهجة التي اعتمدها بالنسبة لسلاح حزب الله وهي ‏غير مقبولة.‏ ورأى انه بعد الذي حصل ما زالت المواقف على حالها، وكنا نتمنى لو بقيت طريقة التعبير ‏مقبولة؟ اذ شدد ان طاولة الحوار تبقى الطريق الاسهل والاسلم اضاف: لقد دخلنا الحوار برغبة جدية ‏وصادقة، ولمسنا ذلك ايضا لدى الجميع، الا ان ما حصل منذ 10 ايام ولغاية اليوم غير مفهوم ‏وسنسأل عما حصل.‏ واعتبر جعجع ان موقف رئيس الجمهورية في الخرطوم هو لتسجيل مواقف وللمزايدة ومحاولة ‏للبقاء في بعبدا عبر استعمال شعارات الفريق الاخر، بل انه ذهب الى ابعد من ذلك.‏ كما ابدى استغرابه لموقف رئيس المجلس النيابي في جلسة المساءلة وقال: لقد خرج عن حياده ‏وهذا غير مقبول.‏ وينعقد مجلس الوزراء في جلسة استثنائية عصر اليوم في المقر الموقت لمجلس الوزراء في المجلس ‏الاقتصادي الاجتماعي في الوسط التجاري برئاسة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود للبحث في ‏برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي سيعرض على بيروت واحد.‏ وعدا اهمية هذه الجلسة لناحية مناقشة هذا البرنامج والملاحظات المقدمة عليه من مختلف ‏القطاعات المالية والاقتصادية، فانها تحمل اهمية اضافية لناحية رصد كيفية التفاعل بين ‏الرئيس لحود ووزراء 14 شباط بعد الجلسة التي شهدت مواجهات عنيفة بينهما وأدت الى تعطيل ‏الجلسة قبل ان تنعقد وانسحاب وزراء 14 شباط.‏‏

ـ صدى البلد ـ‏

قالت " صدى البلد" ان بعد التشنج السياسي والاشتباكات الكلامية التي حصلت الأسبوع الماضي من الخرطوم الى مجلس النواب وصولاً الى المشهد الحكومي الأخير، ووسط شكوك في ان يتمكن مؤتمر الحوار اليوم من تحقيق اي خرق في ما يتعلق بملف رئاسة الجمهورية، عقدت قوى "14 آذار" مساء امس اجتماعاً موسعاً في قريطم بحثت خلاله في البندين المتبقيين على جدول أعمال المتحاورين وهمها مصير الرئيس اميل لحود وملف سلاح المقاومة. وعلم ان المجتمعين استمعوا من رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الى شرح للمحادثات التي أجراها مع الأمين العام ل"الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" أحمد جبريل موضحاً انه كان هناك فصل بين موضوع الحقوق الفلسطينية وبين السلاح خارج المخيمات، ثم تداولوا في حوار اليوم والعقبات التي تواجهه. وحسب المشاركين في اللقاء فإن التوافق تمّ بين الحاضرين على طرح موضوع الرئاسة في جلسة اليوم واذا تبين ان لا مجال لبته بسبب تمسك "الفريق الآخر" بلحود، فإن ممثلي "14 آذار" سيطلبون فوراً الانتقال الى بحث موضوع السلاح. وتابعت "صدى البلد" تقول ان اليوم يعود المتحاورون الى الاجتماع وسط آمال ضئيلة بتحقيق أي خرق في النقطتين المطروحتين أمامهم: إقالة الرئيس إميل لحود وسلاح المقاومة. وبين الجولة الحوارية السابقة ومحطة اليوم تطورات سترخي بثقلها على الطاولة بدأت مع "التطورات الخرطومية" وتفاعلاتها في مجلس النواب ومجلس الوزراء وحفل البريستول وانتهت ب"الهجوم الحواري" الذي شنه أمين عام الجبهة الشعبية - القيادة العامة أحمد جبريل والذي أثار تفاعلات خصوصاً في أوساط قوى "14 آذار" التي رأى بعضها ان "شروط جبريل كانت أكبر من تنازلاته". ونقل البعض الآخر ان النائب وليد جنبلاط كان يفضل ألا يلتقي النائب سعد الحريري مع جبريل. وأوضحت تلك الأوساط ان مؤتمر الحوار طلب الى الحريري وأمين عام حزب الله حسن نصرالله وجنبلاط متابعة الموضوع الفلسطيني إلا ان جنبلاط رفض الدخول في هذا الأمر، وفي المقابل دخل حزب الله على الخط بقوة وسعى الى تأمين جولة جبريل على القيادات. وبرز ميلٌ في أوساط "14 آذار" الى ترك الموضوع الرئاسي على حاله بعد موقف الدعم الذي اتخذه "حزب الله" تجاه لحود. وبعد أحاديث جنبلاط في هذا الشأن، قدم النائب جورج عدوان تحليلاً مماثلاً من بكركي أمس حيث حمل البطريرك الماروني مار نصرالله صفير على "شهوة المال والسلطة" التي رأى انها تقف وراء المشهد الخرطومي في مجلس الوزراء ومجلس النواب. وقالت مصادر فريق "14 آذار" اذا كان الفريق الآخر لا يريد رئيساً جديداً فلماذا يريد تدفيعنا الثمن؟ وتوقعت أن يثير بعض الأطراف على الطاولة اليوم مجريات الأسبوع الماضي "لكن لن يجرؤ أحد على ترك طاولة الحوار". وفيما تبدو الاتصالات العربية ناشطة بين لبنان وسورية، يبدو ان جلسة الحوار الثانية هذا الشهر سترحل الى ما بعد عودة الرئيس نبيه بري من جولة تقوده الى تركيا وإيران (يعود في 19 الجاري)، في وقت تشير بعض المصادر الى ان العناوين المتبقية في جدول الحوار باتت في بند العلاقات اللبنانية - السورية وفي برنامج التحرك السعودي - المصري تجاه لبنان وسورية. ومساء أمس عقدت قيادات قوى "14 آذار" اجتماعاً في "قريطم" حضره رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، الرئيس أمين الجميل، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، وزير الاتصالات مروان حماده، وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي، وزير الصناعة بيار الجميل، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، والنواب: بطرس حرب، سمير فرنجية، الياس عطاالله، وائل أبو فاعور، والنواب السابقون: نسيب لحود، غطاس الخوري، فارس سعيد، ومستشار الرئيس السنيورة محمد شطح، واعتذر عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده لوجوده خارج البلاد. وجاء في بيان للمكتب الاعلامي للنائب الحريري ان المجتمعين عرضوا "ما حققه مؤتمر الحوار الوطني من إجماع حتى الآن حول مسألة المحاكمة الدولية لقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومسألة تحديد مزارع شبعا مع سورية لتأكيد لبنانيتها ومسألة العلاقات مع سورية على أساس النديّة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتبادل السفارات بين البلدين، اضافة الى الإجماع على وجود أزمة حكم في رئاسة الجمهورية". وقال البيان: "ان قيادات 14 آذار بحثت في البندين المتبقيين على جدول أعمال الحوار الوطني في مسألة تنحية رئيس الجمهورية ومسألة سلاح "حزب الله". وعرضت للعقبات التي تعترض الحوار وأكدت على ضرورة حل هذه العقبات بتفاهم بين المتحاورين يرتكز الى مصالح لبنان أولاً وتطبيق اتفاق الطائف واحترام قرارات الشرعية الدولية ومنطق بناء الدولة ومبدأ سيادتها على أراضيها". وأضاف: "رحب الم

جتمعون ايضاً بمساعي الدول العربية الشقيقة لمساعدة اللبنانيين على ضمان تجاوب سورية مع مقررات الإجماع الوطني اللبناني، التي تعمل الحكومة اللبنانية على تنفيذها. وعرض الرئيس السنيورة للوقائع التي شهدتها القمة العربية في الخرطوم، وقد أكدت قيادات "14 آذار" على تضامنها مع المواقف الوطنية لرئيس مجلس الوزراء وروح المسؤولية العالية التي أظهرها في وجه المزايدات المنظمة بحقه". وأوضح رئيس مجلس النواب "ان الحوار الوطني سيستأنف في مكانه وزمانه وبأشخاصه اليوم، وسنبدأ من حيث وصلنا في الجلسات الماضية، من موضوع رئيس الجمهورية"، معتبراً ان الموضوع "معقد وقد يأخذ وقتاً طويلاً، مع العلم ان الحوار لا يقاس بالوقت"، مشيراً الى انه "ليس عندي اي مانع ان يوضع حد نهائي حتى آخر نيسان لكي نفرغ من موضوع رئاسة الجمهورية، وفقنا ام لم نوفق". ولفت، في حديث الى محطة "بي.بي.سي" العربية، ان أجواء السجال بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء في قمة الخرطوم "قد تنعكس على المواضيع ولكن ليس بما يعرقل الأمر"، مشيراً الى انه "لم تطرح حتى الآن اسماء مرشحين على طاولة الحوار حتى تحصل خيارات، ولم نجد مرشحاً حتى الآن بمعنى المرشح". وتابع: "لم يحسم بالأساس حتى الآن موضوع ولاية الرئيس لحود لأن المطروح ليس تقصير الولاية أو إسقاط الرئيس في الشارع، المطروح هو هل الرئيس لحود يقدم على الاستقالة أم لا؟ عندما نجد الحل للرئيس بناء لاستقالته لكل حادث حديث". وتابع: "لن ننتقل للبحث في موضوع سلاح المقاومة قبل الانتهاء من موضوع رئاسة الجمهورية. وعشية الجلسة شن المعاون السياسي لأمين عام "حزب الله" حسين خليل هجوماً على النائب وليد جنبلاط قائلاً انه: "أصبح دمية في يد المشروع الأميركي". وحرص خليل على التمييز بين جنبلاط وسعد الحريري "الذي يؤيد المقاومة ان على مستوى الأندية الدولية او المقابلات التي تحصل في الداخل". وكشف ان "حزب الله" سعى استناداً الى مقررات مؤتمر الحوار وبطلب من المتحاورين "من أجل وضع القطار على السكة... وفي هذا الإطار جاءت الدعوة للسيد أحمد جبريل لزيارة لبنان حيث كان اللقاء بشكل أساسي مع النائب الحريري واستطيع أن أعتبر ان الأمور بدأت توضع في نصابها الطبيعي". ورأى رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان "رئاسة الجمهورية هي الموقع السوري الأخير في لبنان ولذلك جرى استنهاض الحلفاء السابقين لسورية للدفاع عن هذا الموقع". وأعلن جعجع انه فوجئ بموقف السيد حسن نصرالله واستغرب موقف الرئيس نبيه بري في جلسة الاستجواب النيابية، ورأى انه "بعد الذي حصل ما زالت المواقف على حالها وكنا نتمنى لو بقيت طريقة التعبير مقبولة". وشدد على "ان طاولة الحوار تبقى الطريقة الاسهل والاسلم". كما ابدى جعجع استغرابه لموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري في جلسة المساءلة, وقال: "لقد خرج (الرئيس بري) عن حياده وهذا غير مقبول". وأعرب نائب رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات" جورج عدوان عن شعوره "بأن احتمال بقاء رئيس الجمهورية يزيد (...) ومسؤولية هذا الموضوع تقع على الجميع". واعتبر عدوان اثر اجتماعه الى البطريرك صفير ان "الحوار شهد انتكاسة على صعيدين, الأول ان "حزب الله" اظهر دعمه لرئيس الجمهورية, والثاني هو سلاح المقاومة (...) اذ ان المواقف الأخيرة لم تكن في الاتجاه الذي أحرز التقدم فيه ان كان من ناحية قيام الدولة او من ناحية نشر قواتها على كامل الأراضي".‏

ـ الانوار ـ‏

كتبت "الأنوار" انه عشية استئناف جلسات الحوار اليوم حول رئاسة الجمهورية، سجلت سلسلة مواقف امس كان ابرزها للرئيس نبيه بري الذي اعتبر الموضوع معقدا واقترح مهلة بحث اخر نيسان (وفقنا ام لم نوفق). وفي حين اجتمعت قيادات 14 اذار في قريطم واكدت على ضرورة ازالة العقبات من امام الحوار، قال النائب في كتلة القوات جورج عدوان بعد لقائه البطريرك صفير في بكركي (في الوقت الحاضر نشعر ان احتمال بقاء الرئيس لحود يزداد). وقد قال الرئيس بري امس في حديث الى محطة (بي. بي. سي) العربية ان الحوار الوطني سيستأنف في مكانه وزمانه واشخاصه اليوم الاثنين من حيث وصلنا في الجلسات الماضية اي رئاسة الجمهورية، معتبرا ان هذا الموضوع معقد، ومقترحا مهلة بحث حتى اخر نيسان (وفقنا ام لم نوفق). واضاف يقول: قبل ان نصل الى موضوع الترشيح لرئاسة الجمهورية لا بد ان تحل المشكلة الاولى وهي مصير رئيس الجمهورية. في ضوء ذلك ننتقل الى النقطة الثانية. وقال: لم تطرح حتى الآن اسماء على طاولة الحوار حتى تحصل خيارات. لم نجد مرشحا حتى الآن بمعنى المرشح. ولم يحسم بالاساس حتى الآن موضوع ولاية الرئيس لحود لان المطروح ليس تقصير الولاية او اسقاط الرئيس في الشارع. المطروح هو هل الرئيس لحود يقدم على الاستقالة ام لا? عندما نجد الحل للرئيس بناء لاستقالته، عندها لكل حادث حديث. وقد قال الدكتور سمير جعجع في حديث اذاعي امس ان التفاوض على اختيار رئىس للجمهورية ممكن، ونحن لم نطرح مرشحا واحدا بل اثنين وثلاثة، الا ان ما يظهر ان الآخرين لا يريدون تغييرا في رئاسة الجمهورية. نحن نرغب في حل الموضوع الرئاسي على طاولة الحوار. وبرنامج الرئيس المقبل هام، الا ان الانسب الاتكال على مصداقية الرئيس واتزانه لانهما الضمانة الاكبر. اما عضو كتلة (القوات) النائب جورج عدوان فقد قال في بكركي بعد لقاء البطريرك صفير حول موضوع الرئاسة في الوقت الحاضر نحن نشعر بأن احتمال بقاء الرئيس يزداد، واقول هذا لكي نكون صادقين مع الشعب اللبناني بغض النظر عن رأينا، ومسؤولية هذا الموضوع تقع على الجميع، ونحن ك (قوات لبنانية) ليس لدينا اي مشكل شخصي مع الرئيس لحود، انما نتطلع من منظار مصلحة البلاد ومستقبلها، ونطرح موضوع التغيير لأن الولاية ممددة، ولو كانت الولاية عادية من غير الممكن ان نطرحه، وليس بالضرورة استعمال الشارع كوسيلة لاسقاط الرئيس، انما نتابع سعينا في هذا الموضوع ولا نطرح التغيير من اجل التغيير بل نسعى للتغيير نحو الافضل. سئل: ما الذي يمنع وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية: اجاب: يظهر اكثر فأكثر ان هناك توجها للابقاء على الرئيس اميل لحود، وانا اعتقد ان (حزب الله) هو الذي يدعم هذا التوجه، وهذا من حقه، ونحن نحترم هذا الرأي، وكل منا يتطلع الى مصلحة لبنان من زاويته، ونحن نرى مصلحة لبنان في تغيير الرئيس. وكان البطريرك صفير قال في عظة الاحد امس: الرغبة في الربح، والعطش الى السلطة، نزعتان غالبا ما تحملان الناس على الخروج على طاعة الله، وتعاليمه. ولعل المشهد المأساوي الذي شهدناه بالامس القريب، والذي كان اللبنانيون ابطاله، اذا جاز التعبير، في الخرطوم، وفي بيروت في مقر المجلس النيابي، وفي مقر الحكومة، والذي نقلته وسائل الاعلام الى العالم اجمع، قد يعود الى العنصرين اللذين اشرنا اليهما. وقانا الله شر ما نحن فيه. ومساء امس عقدت قيادات (قوى 14 اذار) اجتماعا في قريطم حضره الرئيس فؤاد السنيورة، الرئيس امين الجميل، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، رئيس كتلة (المستقبل) النيابية النائب سعد الحريري، وزير الاتصالات مروان حمادة، وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي، وزير الصناعة بيار الجميل، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، والنواب: بطرس حرب، سمير فرنجية، الياس عطاالله، وائل ابو فاعور، والنواب السابقون: نسيب لحود، غطاس الخوري، فارس سعيد، ومستشار الرئيس السنيورة محمد شطح واعتذر عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده لوجوده خارج البلاد. وجاء في بيان بعد الاجتماع: عرض المجتمعون ما حققه مؤتمر الحوار الوطني من اجماع حتى الآن حول مسألة المحاكمة الدولية لقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتحسين اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومسألة تحديد مزارع شبعا مع سوريا لتأكيد لبنانيتها ومسألة العلاقات مع سوريا على اساس الندية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتبادل السفارات بين البلدين، اضافة الى الاجماع على وجود ازمة حكم في رئاسة الجمهورية. كما بحثت قيادات 14 اذار في البندين المتبقيين على جدول اعمال الحوار الوطني في مسألة تنحية رئيس الجمهورية ومسألة سلاح حزب الله، وعرضت للعقبات التي تعترض الحوار واكدت على ضرورة حل هذه العقبات بتفاهم بين المتحاورين يرتكز الى مصالح لبنان اولا وتطبيق اتفاق الطائف وا

حترام قرارات الشرعية الدولية ومنطق بناء الدولة ومبدأ سيادتها على اراضيها. ورحب المجتمعون ايضا بمساعي الدول العربية الشقيقة لمساعدة اللبنانيين على ضمان تجاوب سوريا مع مقررات الاجماع الوطني اللبناني، التي تعمل الحكومة اللبنانية على تنفيذها. كما عرض رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري للاتصالات التي اجريت مع الفصائل الفلسطينية في اطار تطبيق مقررات الاجماع الوطني وللخطوات المتوقعة في هذا الصدد. وعرض الرئيس السنيورة للوقائع التي شهدتها القمة العربية في الخرطوم وقد اكدت قيادات 14 اذار على تضامنها مع المواقف الوطنية لرئيس مجلس الوزراء وروح المسؤولية العالية التي اظهرها في وجه المزايدات المنظمة بحقه. هذا، وكان الوزير طراد حمادة قال في حديث الى محطة " ان .تي . في. " مساء امس ان الرئيس السنيورة اعتبر في حديث معه بعض اطراف 14 اذار (موتورين) وقال انهم يورطونه بمواقفهم.‏

ـ المستقبل ـ‏

قالت "المستقبل " ان مؤتمر الحوار الوطنيّ يعود إلى الانعقاد اليوم وبعد مرور شهر على انطلاقه، في جولة خامسة أكّد رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي انّها ستُستأنف "من حيث وصلنا أي رئاسة الجمهوريّة"، معلناً انّه "بالنظر إلى الظرف اللبنانيّ الدقيق ليس لديّ مانع أن يوضع حدّ نهائي حتّى آخر نيسان لكي نفرغ من موضوع رئاسة الجمهورية وفّقنا أم لم نوفّق". إلاّ انّ حوار اليوم، سبقه مساء أمس اجتماع لقوى 14 آذار عقد في دارة رئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري، حضره إلى جانب القيادات رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي عرض للمجتمعين وقائع القمّة العربية في الخرطوم، فأكّدوا تضامنهم مع "المواقف الوطنيّة لرئيس الحكومة وروح المسؤوليّة العالية التي أظهرها في وجه المزايدات المنظمة بحقّه". وإذ استعرض المجتمعون ما حقّقه مؤتمر الحوار الوطني حتّى الآن، بحثوا في البندين المتبقيين على جدول أعمال الحوار أي "مسألة تنحية رئيس الجمهوريّة ومسألة سلاح حزب الله". واستعرض قادة 14 آذار "العقبات التي تعترض الحوار وأكّدوا على ضرورة حلّ هذه العقبات بتفاهم بين المتحاورين يرتكز إلى مصالح لبنان أولاً وتطبيق اتفاق الطائف واحترام قرارات الشرعية الدولية ومنطق بناء الدولة ومبدأ سيادتها على أراضيها(..)". على انّ الجولة الخامسة التي سبقتها خلال الأيام الماضية اتصالات مكثّفة بين الفرقاء لتأمين عودة هادئة إلى حوار هادئ، تسبقها أيضاً مواقف متباعدة من مسألة رئاسة الجمهوريّة كما من موضوع سلاح المقاومة بالرغم من قول الرئيس بري انه "لن يتم الانتقال الى البحث في موضوع سلاح المقاومة قبل الانتهاء من موضوع رئاسة الجمهوريّة". كذلك، فإنّ هذه الجولة مسبوقة بواقع انّ المطالب اللبنانيّة التي أقرّها المؤتمر في جولتيه الأولى والثانية، لا تزال تنتظر اختبار النوايا السوريّة حيالها في زيارة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة إلى دمشق والتي لم يحدّد موعدها حتّى الآن، وذلك فيما عبّرت المواقف السوريّة الرسميّة عن سلبيّة حيال هذه المطالب، لا سيّما ما يتّصل بتثبيت لبنانيّة مزارع شبعا وتحديدها، بالتزامن مع استنهاض دمشق لدور الرئيس اميل لحود. وكان لافتاً ما أعلنه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري لمحطة "المنار" أمس من انه نقل اقتراحات الرئيس السنيورة بخصوص برنامج زيارته إلى المسؤولين السوريين الذين سيردّون عليها. ولم يكتف خوري بذلك، بل أعرب عن "اعتقاده" ان مجلس الوزراء اللبناني "يجب أن يجتمع ليقرّر جدول الأعمال ويفوّض الرئيس السنيورة بها بعد ذلك". كما لفت من جهة ثانية إعلان وزير الخارجية فوزي صلوخ انه سيلبّي دعوة نظيره السوري هذا الأسبوع قبل زيارة السنيورة. على انّ "الإيجابي" الذي يسبق الجولة الخامسة، تمثّل بالانفراج "النسبيّ" على صعيد العلاقات اللبنانيّة ـ الفلسطينيّة، وهذا ما تجلّى في الموقف الفلسطيني بعد تبرئة القضاء العسكري لأمين سرّ حركة "فتح" في لبنان العميد سلطان أبو العينين من تهم تشكيل تنظيم مسلّح وتعريض الأمن اللبناني للخطر وغيرها، وبعد التحرّك الذي قام به الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" أحمد جبريل باتجاه رئيسي المجلس والحكومة نبيه برّي وفؤاد السنيورة، كما باتجاه رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري. وتابعت "المستقبل" تقول انه على أيّ حال، وبالتزامن مع تهدئة مهّدت للعودة إلى طاولة الحوار، لفت برّي في حديث إلى محطة "بي بي سي" العربيّة إلى انّ "موضوع ولاية الرئيس لحود لم يُحسم بالأساس حتّى الآن"، وأوضح انّ "المطروح ليس تقصير الولاية أو إسقاط الرئيس في الشارع بل المطروح هو هل يقدم لحود على الاستقالة أم لا". وأضاف "عندما نجد الحلّ للرئيس بناء لاستقالته عندها لكلّ حادث حديث". وأشار الرئيس برّي إلى انّه "قبل أن نصل إلى موضوع الترشيح لا بدّ أن تحلّ المشكلة الأولى وهي مصير رئيس الجمهوريّة"، وقال انّ"الجنرال ميشال عون هو أحد المرشحين الجديين جداً ويوجد غيره كذلك من المرشّحين". وإذ لاحظ انّ "شهراً من الحوار ليس بالمسافة الطويلة"، مبدياً عدم ممانعته في تحديد مهلة حتّى آخر نيسان للحوار في الموضوع الرئاسي، أكّد برّي انّ "البوصلة هي الخطّة الدفاعية الاستراتيجيّة عن لبنان" في ما يتعلّق بسلاح المقاومة. في هذه الأثناء، كان البطريرك المارونيّ نصرالله بطرس صفير يتحدّث عن "مشهد مأسوي" وينسبه إلى نزعتي "الرغبة في الربح والعطش إلى السلطة". قال صفير "الرغبة في الربح والعطش إلى السلطة، نزعتان غالباً ما تحملان الناس على الخروج على طاعة الله وتعاليمه". وأضاف "لعلّ المشهد المأسوي الذي شهدناه بالأمس القريب والذي كان اللبنانيّون أبطاله في الخرطوم وفي بيروت في مقرّ المجلس النيابيّ وفي مقرّ الحكومة والذي نقلته وسائل الإعلام أجمع، قد يعود إلى العنصرين اللذين أشرنا إليهما". وأعطى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع مجموعة إشارات إلى منحى م

ناقشاته في جولة الحوار اليوم. فقد أكّد جعجع انّ "موقع رئاسة الجمهوريّة هو الموقع السوريّ الأخير في لبنان ولذلك جرى استنهاض الحلفاء السابقين لسوريا للدفاع عن هذا الموقع". وقال في حديث إلى برنامج "المجلس بالأمانات" من "صوت لبنان" انّ "ما يظهر هو انّ الآخرين لا يريدون تغيير رئاسة الجمهورية ونحن نرغب في حلّ الموضوع الرئاسي على طاولة الحوار". ولفت إلى انّ "برنامج الرئيس المقبل مهمّ لكن الأنسب هو الاتكال على مصداقية الرئيس واتزانه". ورأى انّ"الحلّ الأنسب هو انتخاب رئيس جديد ثم إقرار قانون جديد للانتخاب فانتخابات نيابيّة جديدة". وإذ اعتبر انّ "كلّ لحظة يبقى لحود في بعبدا هي خسارة كبيرة للبنان واللبنانيين"، قال "فوجئنا بالموقف الأخير للسيّد حسن نصرالله من رئاسة الجمهوريّة وكان تصعيدياً كما فوجئنا باللهجة غير المقبولة التي اعتمدها بالنسبة إلى سلاح حزب الله"، مضيفاً انّ "ما حصل منذ عشرة أيّام ولغاية اليوم غير مفهوم وسنسأل غداً (اليوم) عمّا حصل واشارت "المستقبل" انه في هذا الوقت، برز في الخطاب السياسيّ لحزب الله أمس، موقف التمسّك بالحوار. وفي موازاة ذلك جدّد الحزب حملته على رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط. فقد أكّد المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ان "لا خيار إلاّ الاستمرار في الحوار ونحن مستمرّون فيه". وإذ أشاد بمواقف رئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري، أعرب عن اعتقاده انّ جنبلاط "يسير في أجندة أملتها عليه سياسته قبل زيارته إلى واشنطن وهو أصبح أسير هذه الأجندة"، كما قال قبل أن يضيف انّ جنبلاط "أصبح دمية بيد المشروع الأميركي(..)". كذلك أكّد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد انّ "ليس لدى اللبنانيين من خيار غير خيار الحوار الوطني"، مشدداً على "انّ أحداً لا يستطيع صون نفسه ومذهبه وطائفته وقوّته السياسيّة بمعزل عن الآخرين". ورأى انّ "المبادئ والثوابت منها الولاء للوطن والشراكة الحقيقيّة في إدارة أمور البلد أولاً واعتراف كلّ منّا بالآخر ثانياً والإيمان بهويّة الوطن الذي يستحيل عزله عن محيطه العربي ثالثاً(..)". وفي السياق نفسه دعا عضو الكتلة النائب علي عمار إلى "لملمة الوضع والخروج من دائرة التجاذب والاقلاع عن السياسات التي لا تبني وطناً ولا تعالج أزمات واحتقاناً"، مضيفاً "جئنا إلى طاولة الحوار من أجل الاستمرار في روحيّة الحوار وعدم استعمال لغة المقايضة، للوصول بلبنان إلى شاطئ الأمان". لكنّه حمل على جنبلاط أيضاً متهماً ايّاه بـ"إشعال الحرائق بين اللبنانيين ليحافظ على امتيازاته الضيّقة".‏

ـ اللواء ـ‏

كتبت "اللواء" تقول ان الاتصالات التي تكثفت خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، ازالت الارتدادات السلبية للهزّات السياسية المتعاقبة التي ضربت البلد منذ قمة الخرطوم، وأدت الى إعادة فتح قناة الاتصال بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة وجميع الأطراف، وبالتالي، في العودة الى طاولة الحوار، وكانت الإشارة التي أطلقها الرئيس بري عبر إذاعة "بي·بي·سي" بمثابة إيذان للعودة الى هذه الطاولة في "مكانها وزمانها وأشخاصها" ومن حيث انتهت إليه الجلسات السابقة، أي رئاسة الجمهورية· ومع توقع نتائج متواضعة للجولة الخامسة، فإن مقاربة الملف الرئاسي كبند أول ستفسح في المجال مجدداً لإعادة مراجعة الملف السياسي في لبنان، وتأكيد تمسك مختلف الأطراف بالحوار، مع الترحيب بوضع قرارات الحوار موضع التنفيذ، سواء في ما يتعلق بالملف الفلسطيني أو بالعلاقة مع سوريا، وهو ما تُرجم عملياً بالمحادثات التي أجراها الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أحمد جبريل، أمس الأول في بيروت، مع أطراف الحوار، وفي مقدمهم رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري في قريطم في أول اتصال سياسي مباشر بين الطرفين، بالإضافة الى فتح قناة اتصال مع دمشق بواسطة الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري، الذي كلّف بالإعداد لوضع جدول أعمال زيارة الرئيس السنيورة الى العاصمة السورية، وبالتالي تحديد موعدها في ضوء الاتصالات التي سيجريها خوري في دمشق· لكن اللافت أن الحوار يمكن أن يكون محكوماً بسقف زمني حتى آخر نيسان، حسب ما اقترح الرئيس بري، مما يضع المتحاورين أمام تحدٍّ جديد، لإنجاز مهمتهم، سواء "وافقوا أم لم يوافقوا" حسب رئيس المجلس النيابي، وهو ما يتناغم أيضاً مع ما اقترحه أيضاً رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، "بإعلان النقاط التي نتفق عليها أو نختلف"· وعشية جولة الحوار اليوم، عقدت قيادات قوى 14 آذار اجتماعاً لافتاً مساء أمس في قريطم، حضره رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، الرئيس أمين الجميّل، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، وزير الاتصالات مروان حمادة، وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي، وزير الصناعة بيار الجميّل، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون، والنواب: بطرس حرب، سمير فرنجية، الياس عطا الله، وائل أبو فاعور، والنواب السابقون: نسيب لحود، غطاس الخوري، فارس سعيد، ومستشار الرئيس السنيورة محمد شطح، واعتذر عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس إده لوجوده خارج البلاد· وحسب بيان صدر ليلا، فقد عرض المجتمعون ما حققه مؤتمر الحوار الوطني من اجماع حتى الآن حول مسألة المحاكمة الدولية لقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتحسين اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومسألة تحديد مزارع شبعا مع سوريا لتأكيد لبنانيتها ومسألة العلاقات مع سوريا على اساس الندية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتبادل السفارات بين البلدين، اضافة الى الاجماع على وجود ازمة حكم في رئاسة الجمهورية· كما بحثت قيادات 41 آذار في البندين المتبقيين على جدول اعمال الحوار الوطني في مسألة تنحية رئيس الجمهورية ومسألة سلاح حزب الله، وعرضت للعقبات التي تعترض الحوار، وأكدت على ضرورة حل هذه العقبات بتفاهم بين المتحاورين يرتكز الى مصالح لبنان اولا وتطبيق اتفاق الطائف واحترام قرارات الشرعية الدولية ومنطق بناء الدولة ومبدأ سيادتها على اراضيها· ورحب المجتمعون ايضا بمساعي الدول العربية الشقيقة لمساعدة اللبنانيين على ضمان تجاوب سوريا مع مقررات الاجماع الوطني اللبناني، التي تعمل الحكومة اللبنانية على تنفيذها· كما عرض رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري للاتصالات التي اجريت مع الفصائل الفلسطينية في اطار تطبيق مقررات الاجماع الوطني وللخطوات المتوقعة في هذا الصدد· وعرض الرئيس السنيورة للوقائع التي شهدتها القمة العربية في الخرطوم، وقد اكدت قيادات 14 آذار على تضامنها مع المواقف الوطنية لرئيس مجلس الوزراء وروح المسؤولية العالية التي اظهرها في وجه المزايدات المنظمة بحقه"· وقالت مصادر مقربة من المجتمعين ان هذا الاجتماع كان لا بد منه بعد التطورات الاخيرة في الخرطوم وفي بيروت، لاجراء تقييم لهذه التطورات وتنسيق وتوحيد المواقف، وتحديد الخطوات الواجب اتخاذها على طاولة الحوار اليوم، فضلا عن تأمين الدعم للرئيس السنيورة وحكومته، وللخطوات التي تتخذها على صعيد الملفين الفلسطيني والسوري· واستبعدت المصادر ان يكون قد تم التطرق الى اسماء مرشحين محتملين الى الرئاسة الاولى، وذلك في انتظار الانتهاء من المناقشات على طاولة الحوار· وكان الرئيس بري قد اجرى اتصالا هاتفيا برئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وت

داولا بالتطورات الراهنة، وتوافقا على "ضرورة لملمة الوضع الحالي وتعزيز مساعي التهدئة استعدادا لاستئناف جلسات الحوار اليوم"· واكد على متابعة التعاون على قاعدة الاحترام المتبادل، مشددين على ان كل الجهود يجب ان تنصب حاليا على تجاوز كل ما جرى لانجاح الحوار"· وأكد بري "ان الحوار الوطني سيستأنف في مكانه وزمانه واشخاصه الاثنين (اليوم) من حيث وصلنا في الجلسات الماضية اي رئاسة الجمهورية، معتبراً ان هذا الموضوع معقد، مقترحاً مهلة بحث حتى آخر نيسان "وفقنا أم لم نوفق"· ولم يستبعد الرئيس بري في حديث الى محطة "بي·بي·سي" العربية ان ينعكس السجال الذي حصل في الخرطوم بين الرئيسين اميل لحود والسنيورة على مواضيع الحوار، ولكن ليس على الشكل بما يعرقل الامر· وجدد القول انه يقف خلف البطريرك الماروني نصر الله صفير في ما خص موضوع الرئاسة، وقال: "حتى الآن لم تطرح اسماء على طاولة الحوار حتى تحصل خيارات، لم نجد مرشحاً حتى الآن بمعنى المرشح، ولم يحسم بالاساس حتى الآن موضوع ولاية الرئيس لحود، لان المطروح ليس تقصير الولاية او اسقاط الرئيس في الشارع، المطروح هو هل ان الرئيس لحود سيقدم استقالته ام لا؟ عندما نجد الحل للرئيس بناء لاستقالته، عندها لكل حادث حديث· وشدّد على انه ليس وسيطاً بل متفاعلاً مع الحوار، مؤكداً انه لا يمكن الوصول الى حل لموضوع سلاح المقاومة إلا بالاجماع· وحول إمكانية وضع جدول زمني لتحديد الحدود بين لبنان وسوريا، قال: "لماذا لا؟ توجد الآن خطوات كي يذهب الرئيس فؤاد السنيورة الى سوريا للقاء الاخوة السوريين واعتقد ان أمين عام المجلس الاعلى اللبناني - السوري كان هنا للاتفاق على جدول أعمال زيارته كي يبحث هذا الموضوع وغيره من المواضيع"· تجدر الاشارة الى ان السنيورة اجتمع ظهر السبت بنصري خوري الذي أوضح انه تمّ التداول "بالخطوات المطلوبة لإرساء أجواء الثقة المتبادلة والاجواء الايجابية بين لبنان وسوريا، مما يساعد في إيجاد الحلول المشتركة للأمور العالقة"، مشيراً الى انه "سيتابع هذا الموضوع مع الجانب السوري وسيسعى الى بلورة مجموعة من الأفكار المشتركة يمكن ان تشكّل ورقة عمل او جدول أعمال للقاء بين الجانبين"· لكن خوري أبلغ تلفزيون "المنار" مساء امس، انه نقل الى الجانب السوري، النقاط التي اقترحها الرئيس السنيورة عليه لتكون ورقة عمل اللقاء، مشيراً الى انه ينتظر الجواب من دمشق خلال اليومين المقبلين، إلا انه اضاف بأنه يعتقد بأن التفويض للرئيس السنيورة يجب أن يأتي من مجلس الوزراء وليس من هيئة الحوار، واقترح على الحكومة ان تجتمع وتتخذ قراراً بذلك من اجل ضمان الالتزام بالنتائج التي يتمّ التوصّل اليها· ولم يشأ خوري الكشف عن النقاط التي اقترحها الرئيس السنيورة، علماً أنها نفسها القرارات التي اتخذها مؤتمر الحوار في ما يتعلق بالعلاقات مع سوريا، وهي ترسيم الحدود بما في ذلك مزارع شبعا والتبادل الدبلوماسي الى جانب موضوع السلاح الفلسطيني· ولفت الانتباه أيضاً في هذا السياق، كشف وزير الخارجية فوزي صلوخ، انه سيزور دمشق الاسبوع المقبل وقبل زيارة الرئيس السنيورة· وتزامن تحرّك السنيورة في اتجاه دمشق، مع التحرّك العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ومصر، لترطيب الاجواء بين البلدين، ودفع عملية الحوار اللبناني نحو الأمام، ووفقاً لما أشارت اليه "اللواء"، يوم السبت، فقد زار سفيرا السعودية ومصر عبد العزيز خوجة وحسين ضرار الرئيس السنيورة في السراي، وبحثا معه آخر التطورات على الساحتين المحلية والاقليمية· وجدد الرئيس السنيورة، خلال حديثه مع نقيب الصحافة محمد البعلبكي على تأكيد دعوته الى "التهدئة وطي صفحة الماضي واستئناف الحوار بالروح الايجابية التي يفرضها الحرص على الوحدة الوطنية"· وقال البعلبكي إن الرئيس السنيورة لم يوفّر مناسبة إلا وأكد دعم الشعب اللبناني بأسره ودعم الحكومة اللبنانية لمقاومة لبنان الوطنية، وهو قال لي "ان هذا ما قصده عندما اقترح ان يتضمن بيان القمة العربية في الخرطوم اشارة الى ان المقاومة اللبنانية هي حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه المحتلة من العدو· وهذا الكلام لا ادري كيف يمكن ان يشكل موضع خلاف انا افترض النية الحسنة عند جميع الافرقاء وقد لمست هذه النية عند الرئيس السنيورة· وان هذه المقاومة هي مقاومة جميع اللبنانيين الذين هم مسؤولون عن احتضانها ودعمها والمشاركة فيها، فهي ليست حكراً على فئة دون فئة"· ووفقاً لما اشارت اليه "اللواء" ايضاً، فقد اوفد الرئيس السنيورة الوزيرين جهاد ازعور وطارق متري لزيارة البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، كما اوفد الوزيرين خالد قباني وطارق متري لزيارة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان· وكان أوفد الوزير قباني لزيارة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني لعرض وجهة نظر رئيس الوزراء مما جرى في الخرطوم وتوضيحها بعد الصخب الذي رافق هذا الموضوع· وشدد الوزراء خلال زياراتهم للقيادات الروحية على "

جوهر الفكرة السياسية التي شدد عليها الرئيس السنيورة في الخرطوم، ألا وهي تأكيد حق الشعب في المقاومة لتحرير ارضه والدفاع عن كرامته، باعتبار هذا الشعار يهدف الى تحقيق اجماع لبناني حول مقاومة الاحتلال، كذلك شددوا على شرح وجهة نظر الرئيس السنيورة في ان تكون الدولة اللبنانية هي الحامية لجميع اللبنانيين والمقيمين"· وتابعت "اللواء" تقول انه على صعيد الملف الفلسطيني سجل يوم السبت حدث بارز تمثل بجولة قام بها الامين العام للجبهة الشعبية - "القيادة العامة" احمد جبريل على الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري والسيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله· وأكد جبريل خلال هذه الجولة، ان السلاح الفلسطيني سيبحث في داخل الغرف المغلقة"· وقال: "المهم الآن هو ان نطمئن الشعب الفلسطيني المقيم على الارض اللبنانية انه سيتساوى مع اخيه اللبناني، كما هي الحال مع الفلسطينيين في سوريا وغير سوريا، وعندما يشعر الفلسطيني بالطمأنينة الكاملة لن تقف بعد ذلك اية عوائق لبحث الملف الامني"· ولفت الى ان زيارته الى بيروت تأتي بناء على دعوة من هيئة الحوار لبحث الملف الفلسطيني بأبعاده الانسانية والحياتية والسياسية والامنية· وأعرب جبريل عن اعتقاده بأن الطريق معبدة للرئيس السنيورة لزيارة دمشق، وقال: إن ذلك يتوقف على الطرف اللبناني حسب ما كنا نسمعه من الاخوة في سوريا انهم على استعداد لاستقباله في هذا الامر· وتمنى ان تتضح الامور في الايام القادمة كاشفاً عن جولة ثانية سيقوم بها خلال 15 يوما لإنجاز امور متعددة· وأوضح انه اكد امام النائب الحريري ان جبهته ليس لها علاقة لا من قريب او بعيد باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا بكل الاحداث التي حصلت في لبنان· وكشف جبريل في مقابلة مع تلفزيون "المنار" ان "حزب الله" هو الذي اعد ترتيبات زيارته الى بيروت، بمعزل عما جرى في قمة الخرطوم، واقترح بأن يصدر عن المجلس النيابي قانون بما يتعلق بحقوق الفلسطينيين في لبنان ومساواتهم بأخوتهم اللبنانيين باستثناء الجنسية· على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء مساء اليوم جلسة استثنائية لطرح البرنامج الاقتصادي للحكومة، والذي يفترض ان يشكل ورقة عمل لبنان الى مؤتمر بيروت -1 وذكرت مصادر بعبدا ان الرئيس لحود سيحضر الجلسة لترؤسها· وقالت مصادر وزارية ان الجلسة ما تزال قائمة، ولم يتبلغ الوزراء شيئاً بالنسبة لها· وعلم ان وزراء الاكثرية سيحضرون الجلسة، وفقاً لما اعلنه وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت من عدم مقاطعة وزراء 14 آذار جلسات الحكومة، او التنازل عنها للرئيس لحود، موضحاً انه تقدم بالدعوى ضد لحود حفاظاًَ على حقه في المستقبل، وهو سيلجأ الى مقاضاة لحود بتهمة التهديد بقتله بعد مغادرته الكرسي· وعلمت "اللواء" ان نواباً محامين، يدرسون امكانية احالة دعوى فتفت الى المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، علما ان هؤلاء يعتقدون ان المادة 60 من الدستور لا تنطبق على لحود لانه مدد ولايته بالاكراه.‏

ـ الشرق ـ‏

قالت "الشرق" ان الحوار الوطني ينطلق مجدداً اليوم في ظل مناخ الصدامات السياسية والمواقف التصعيدية التي شهدها الاسبوع المنصرم على اكثر من صعيد، وفي ظل الاختراقين اللذين سجلا على خط العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، والعلاقات اللبنانية - السورية من خلال جولة احمد جبريل (الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة) على عدد من القيادات اللبنانية، وبحث رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة جدول اعمال زيارته المرتقبة الى دمشق مع الامين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري. وبحسب المعطيات التي رشحت عن اوساط المتحاورين والمواقف المعلقة فان موضوع رئاسة الجمهورية الذي سيتصدر نقاشات جلسة الحوار اليوم سيراوح مكانه بعد تقدم احتمال اكمال لحود ولايته في حال تعذر التوافق على بديل، وموافقة لحود نفسه عليه لاقناعه بالاستقالة. وقد ألمح الى هذا الجو رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اوضح ان الحوار سيستأنف من "حيث وصلنا في الجلسات الماضية اي رئاسة الجمهورية"، معتبراً ان هذا الموضوع معقد، واقترح مهلة بحث حتى اخر نيسان وفقنا ام لم نوفق" لافتاً الى انه لم تطرح حتى الآن اسماء على طاولة الحوار حتى تحصل خيارات". وقال بري في مقابلة مع محطة "بي.بي.سي" العربية "لم نجد مرشحاً حتى الآن بمعنى المرشح، ولم يحسم بالاساس موضوع ولاية الرئيس لحود لأن المطروح ليس تقصير الولاية او اسقاط الرئيس في الشارع، المطروح هو هل الرئيس لحود يقدم على الاستقالة ام لا؟ عندما نجد الحل للرئيس بناء لاستقالته، عندها لكل حادث حديث". وأكد بري انه لن يتم الانتقال الى بحث موضوع سلاح المقاومة قبل الانتهاء من موضوع رئاسة الجمهورية، مشدداً على انه لا يمكن الوصول الى "حل موضوع السلاح الا بالاجماع". بدوره، رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان بعد لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير انه "يظهر اكثر فأكثر ان هناك توجهاً للابقاء على الرئيس لحود"، وان حزب الله هو الذي يدعم هذا التوجه. وقال "نحن نشعر بأن احتمال بقاء الرئيس لحود يزيد"، واكد ان "القوات اللبنانية" كانت وستبقى تحت رعاية توجهات البطريرك صفير". واضافت "الشرق" ان التحضيرات لجولة الحوار الخامسة، شملت اتصالات ابرزها اتصال من بري بالسنيورة الذي التقى بدوره سفيري السعودية ومصر في لبنان عبد العزيز خوجة وحسين ضرار اللذين رفضا بعد اللقاء الادلاء بأي تصريح، واكتفيا بالقول "نحن على تواصل مستمر مع المسؤولين اللبنانيين لمتابعة كل التطورات". وأوفد السنيورة عدداً من الوزراء ومستشاريه الى رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة لشرح وجهة نظر السنيورة لما جرى في الخرطوم. وقال المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة ان الوزراء شددوا "على جوهر الفكرة السياسية التي شدد عليها الرئيس السنيورة في الخرطوم الا وهي تأكيد حق الشعب اللبناني في المقاومة لتحرير ارضه والدفاع عن كرامته، باعتبار هذا الشعار يهدف الى تحقيق اجماع لبناني حول مقاومة الاحتلال. كما تم التشديد على شرح وجهة نظر الرئيس السنيورة في ان تكون الدولة اللبنانية هي الحامية لجميع اللبنانيين والمقيمين"، وكان السنيورة اوفد خلال اليومين الماضيين وزراء التقوا عدداً من المرجعيات الروحية للغاية ذاتها. وفي المواقف، عزا البطريرك صفير التصعيد في الاسبوع الماضي الى "الرغبة في الربح والعطش الى السلطة"، مشيراً الى ان هاتين النزعتين "غالباً ما تحملان الناس على الخروج على طاعة الله وتعاليمه" واعتبر "ان المشهد المأساوي الذي شهدناه بالأمس القريب، والذي كان اللبنانيون ابطاله في الخرطوم وفي بيروت في مقر المجلس النيابي، وفي مقر الحكومة (...) قد يعود الى العنصرين اللذين اشهرنا اليهما". من جهته، رأى المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" حسين الخليل "ان لا خيار للبنانيين امام كل الازمات التي تعترض هذا البلد وامام كل هذا النقاش الداخلي، الا الاستمرار بالحوار". ولاحظ وجود تمايز بين مواقف الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "حتى بالموقف السياسي، على الاقل بما له علاقة بموضوع المقاومة"، متهماً جنبلاط بأنه يسير وفق "اجندة املتها عليه سياسته قبل زيارته لواشنطن بل الزيارة نفسها ايضاً"، واعتبر ان جنبلاط اصبح اسير هذه الأجندة ودمية بيد المشروع الاميركي". واعلن الخليل ان "حزب الله" تحرك بطلب من المتحاورين لدفع المقررات المتعلقة بالشق اللبناني - الفلسطيني، وفي هذا الاطار جاءت الدعوة للسيد احمد جبريل لزيارة لبنان، حيث كان اللقاء بشكل اساسي مع النائب الحريري، واعتبر ان "الأمور بدأت توضع في نصابها الطبيعي"، مشيراً الى "ان الملف الفلسطيني ليس موضوع السلاح فقط، اذ آن الأوان ليتمتع الشعب الفلسطيني بأبسط الحقوق المدنية، وكل اللقاءات التي اجراها جبريل في زيارته محورها الأساسي هذا الموضوع". في غضون ذلك، كشفت مصادر

مطلعة ان زيارة الرئيس السنيورة الى دمشق وضعت على نار هادئة مشيرة الى ان تحديد موعد هذه الزيارة ينتظر الاتفاق على جدول الاعمال. وأعلن الامين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري انه بحث مع المسؤولين السوريين الافكار التي عرضها معه الرئيس السنيورة خلال لقائهما اول امس. وأوضح خوري انه سيجري لقاءات اخرى في دمشق تمهيداً لوضع جدول اعمال زيارة السنيورة. على صعيد اخر، طالب جبريل الذي قام اول امس بجولة على عدد من المسؤولين اللبنانيين شملت بري والسنيورة والحريري ونصر الله، باصدار قانون في مجلس النواب يمنح الفلسطينيين في لبنان الحقوق والواجبات التي يتمتع بها المواطن اللبناني ما عدا الجنسية وحق الاقتراع وتولي الوظائف الكبرى، وذلك لمنع اي حكومة جديدة في المستقبل من نقض الاتفاقات مع الجانب اللبناني حول هذا الموضوع. ورأى جبريل في حديث الى محطة "المنار" انه بعد اصدار هذا القانون يمكن البحث في المسائل الأخرى. واشارت "الشرق" انه في مجال آخر، اعلن وكيل الامين العام للأمم المتحدة ابراهيم غمبري ان الأمم المتحدة تعمل على مساعدة لبنان لارساء الأمن والاستقرار فيه، ودعم التحقيقات في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأكد دعمه جهود الحكومة اللبنانية لانشاء محكمة خاصة لمحاكمة المتهمين وتقديم الدعم الفني اللازم بهذا الصدد. وقال غمبري في حديث لوكالة انباء الشرق الأوسط "ان المنظمة الدولية تعمل من اجل تنفيذ الشق الثاني من القرار 1559 الذي يطالب بنزع سلاح الميليشيات"، معتبراً ان "المشكلة تكمن في حزب الله الذي يعتبر نفسه حركة مقاومة". ودعا غمبري "الى استمرار المباحثات بين سورية ولبنان لحل عدد من القضايا المهمة والتي تشمل مزارع شبعا وترسيم الحدود المشتركة واقامة علاقات ديبلوماسية طبيعية"، مشيراً الى ان محادثاته مع الرئيس فؤاد السنيورة في الخرطوم تناولت مساهمة عدد من الدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية في دعم الحوار مع الحكومة السورية لمناقشة القضايا المشتركة مع لبنان.‏

ـ البيرق ـ‏

كتبت "البيرق" تقول ان الحوار يعاود اليوم في ساحة النجمة , بعدما تم تطويق كل الذيول والمضاعفات التي اثارتها الازمة التي نشأت في قمة الخرطوم وما تلاها في جلسة مجلس الوزراء . وقالت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" ان الرئيس بري بجولة الاتصالات التي اجراها من تأمين ارضية هادئة للجولة الحوارية اليوم , والموضوع المحدد لها , وهو ملف ازمة الحكم وسلاح المقاومة , مع الاخذ في الاعتبار ما اعلنه امس من ان موضوع رئاسة الجمهورية معقد , مقترحا مهلة حتى آخر نيسان الجاري لاتمام دراسته .علما ان الرئيس بري سيسافر الاحد الى تركيا ومنها الى ايران على ان يعود منهما في التاسع عشر من الشهر الجاري . واضافت المصادر انه الى سفر الرئيس بري فان من اسباب تعليق الحوار حتى عودته هو رغبة المتحاورين في انتظار تبلور المبادرة العربية , بعدما رفع النائب سعد الحريري الخطر عنها اخيرا باعترافه انه اخطأ في معارضتها سابقا واعتذر من القائمين بها , اي السعودية ومصر . ورجحت هذه المصادر ان تظهر معالم هذه المبادرة خلال الاسبوعين المقبلين . الى ذلك يتابع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود جلسة الحوار الوطني اليوم كعادته متمنيا التوفيق للمتحاورين . واشار الرئيس لحود امام زواره الى انه لا يتمسك بالكرسي كما يحلو للبعض ان يدعي , متسائلا اذا كان المطلوب من رئيس الجمهورية ان يتخلى ويترك البلد في مهب الريح . الى ذلك توجه امين عام المجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري الى دمشق حاملا معه ورقة من الرئيس السنيورة تتضمن افكارا تؤلف جدول اعمال المحادثات التي سيجريها في اثناء زيارته المرتقبة للعاصمة السورية , على ان يعود الى بيروت حاملا افكارا سورية التي على ضوئها تحسم مسألة زيارة الرئيس السنيورة لدمشق . وقالت مراجع مطلعة ل "البيرق" ان من بين المواضيع المطروحة على جدول الاعمال ما يستدعي انعقاد اجتماع للمجلس الاعلى اللبناني - السوري برئاسة الرئيسين لحود والأسد لاتخاذ القرارات بشأنها . وليل امس , عقدت قيادات 14 آذار اجتماعا في قريطم عرضت ما حققه مؤتمر الحوار الوطني , كما بحثت في البندين المتبقيين على جدول اعمال الحوار في مسألة تنحية رئيس الجمهورية ومسألة سلاح حزب الله , وعرضت للعقبات التي تعترض الحوار واكدت على ضرورة حل هذه العقبات بتفاهم بين المتحاورين يرتكز الى مصالح لبنان اولا وتطبيق اتفاق الطائف واحترام قرارات الشرعية الدولية ومنطق بناء الدولة ومبدأ سيادتها على اراضيها.‏

2006-10-30