ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح هذا اليوم السبت 12 تشرين الثاني / نوفمبر 2005
صحيفة صدى البلد:
كتبت البلد تقول :استمع وفد من لجنة التحقيق الدولية في قصر بعبدا مساء أمس الى رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في إطار التحقيقات التي تجريها في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وصدر عن القصر الجمهوري بيان جاء فيه: "استقبل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في الخامسة بعد ظهر اليوم (أمس) عضوين من لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واطلعهما على المعطيات الحقيقية والدقيقة في ما خص ما تردد عن اتصالات هاتفية أجريت بالقصر الجمهوري قبيل وقوع الجريمة النكراء وبعدها فضلاً عن الشائعات التي تناولت موضوع الجريمة في عدد من وسائل الإعلام". وذكرت مصادر مقربة من بعبدا ان لحود طلب الى اللجنة خلال اللقاء الإسراع في التحقيق حتى لا يبقى هناك أي التباس.
وطلب ان يتم استرداد المشتبه فيه السوري زهير محمد الصديق الموقوف في فرنسا. وفي معلومات لــ"صدى البلد" من مصادر بعبدا ان اللجنة استمعت ايضاً الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر. الى ذلك قالت مصادر قريبة من دمشق لــ"صدى البلد" ان الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد لم يقفل المنافد لقيام تعاون بين لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبين دمشق تنفيذاً لموجبات قرار مجلس الأمن الرقم 1636 خصوصاً لجهة خضوع المسؤولين الأمنيين السوريين الستة للاستجواب أمام اللجنة. وأكدت هذه المصادر ان آخر اقتراح قدمه الرئيس الأسد الى اللجنة الدولية كان ان يتم استجواب هؤلاء في مقر قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) في بيروت او في أي مقر لهذه القوات على الأراضي اللبنانية بحيث يتم نقلهم اليه بواسطة طائرة مروحية تابعة لــ"اليونيفيل".
وأشارت هذه المصادر الى ان الرئيس اللجنة الدولية القاضي ديتليف ميليس لم يوافق على اقتراح الرئيس السوري مصراً على ان يتم استجواب هؤلاء المسؤولين السوريين في مقر اللجنة في المونتيفردي, لكن الرئيس الأسد رفض ذلك معتبراً ان المونتيفردي بات طرفاً لبنانياً.
ولفتت المصادر الى ان الأسد, لم يرفض في الأصل مبدأ استجواب من يراد استجوابهم على الأراضي اللبنانية ولكنه يتمسك بأن يتم هذا الاستجواب في مقر يرتفع على ساريته علم القوات الدولية (اليونيفيل) وذلك بعد ان يتم توقيع مذكرة تفاهم بين سورية واللجنة الدولية وهي مذكرة تتمسك دمشق وتصر على توقيعها قبل البحث معها في استجواب أي مسؤول سوري. والى ذلك تقدم الوزير السابق المحامي ناجي بستاني بوكالته عن العميدين الموقوفين ريمون عازار ومصطفى حمدان بمذكرة طلب فيها استرداد مذكرة التوقيف الصادرة بحق موكليه بصورة أساسية، وتخلية سبيلهما، وأكد على التخلية مع فرض رقابة القضاء وفقاً لنص المادة 111 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، مع مطالب استطرادية تتناول بصورة مسهبة تحليلاً قانونياً بعد صدور تقرير رئيس اللجنة الدولية الخاصة في التحقيق في جريمة اغتيال الحريري وكشف الجناة.
ومن جهة ثانية علم ان مفوض الحكومة، المدعي العام العسكري، القاضي جان فهد، استجوب ولأكثر من ساعة، الوزير السابق وئام وهاب في قضية تصريح أدلى به قبل نحو أسبوعين تطرق فيه الى التشكيلات المتعلقة بالمؤسسة العسكرية.
صحيفة اللواء:
كتبت اللواء تقول : بقيت تداعيات خطاب الرئيس السوري بشار الأسد وهجومه على رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في واجهة الاهتمام وسط تضامن لبناني وعربي واسع مع رئيس الحكومة، فيما عادت الأنظار تتركز على رئاسة الجمهورية في ضوء المعلومات التي تحدثت عن استماع فريق من لجنة التحقيق الدولية الى الرئيس اميل لحود، في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث انفلت الأوساط السياسية والاعلامية بهذا الحدث والخطوات التي ستليه على صعيد التحقيقات التي يبدو انها ستتقدم على خطي الاتصالات الهاتفية التي سبقت وواكبت وأعقبت جريمة الاغتيال، وتمويل الجريمة من خلال الاشتباه بعلاقة ما لبنك "المدينة"·
وأكد بيان لمكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، ليلاً هذه المعلومات، وقال "إن الرئيس لحود استقبل في الخامسة من بعد ظهر أمس عضوين من لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأطلعهما على المعطيات الحقيقية والدقيقة في ما خصّ ما تردّد عن اتصالات هاتفية أجريت بالقصر الجمهوري قبيل وقوع الجريمة النكراء، وبعدها، فضلاً عن الشائعات التي تناولت موضوع الجريمة في عدد من وسائل الإعلام"·
ولم يشر البيان الى تفاصيل أخرى، لكن معلومات لتلفزيون "المستقبل" أشارت الى أن الاستماع الى الرئيس لحود استمر ست ساعات· وتوقع نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري أن يؤدي هذا الأمر الى إثارة شبهات حول رئيس الجمهورية، من شأنها أن تؤثر على مقام الرئاسة الأولى "الذي يجب أن يُصان وأن يبتعد عن كل الشبهات"·
وقال "إن هذا المقام هو أهم من إميل لحود وهو لكل اللبنانيين"، وكرر دعوته للرئيس لحود بأن يستقيل· أما بالنسبة الى تداعيات خطاب الرئيس الأسد فقد وصف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة انسحاب الوزراء الخمسة من جلسة مجلس الوزراء أمس الأول، بأنه "حادث عابر"، مشدداً على ضرورة استيعاب ما جرى في إطار "التعبير عن وجهة نظر" ليس لها أية أبعاد سياسية أو غير سياسية، فيما أكدت أوساط "حزب الله" وحركة "أمل" أن الوزراء ليسوا في وارد الخروج من الحكومة، وهو ما شدد عليه أيضاً الوزراء طراد حمادة وطلال الساحلي وفوزي صلوخ الذي شارك في المحادثات التي أجراها في بيروت أمس، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا مع الرئيس السنيورة، موضحا ان الاساءة الى رئيس مجلس الوزراء مرفوضة وامر غير مقبول·
وكان سولانا الذي زار بيروت لبضع ساعات في اطار جولة له في المنطقة انتقل بعدها الى البحرين، قد ابلغ لبنان امس، رسالة دعم قوية من الاتحاد الاوروبي، بالنسبة لمسألة التحقيقات الجارية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، ولمؤتمر الدول المانحة الذي يزمع انعقاده في بيروت مطلع السنة المقبلة· وشدد سولانا الذي عقد محادثات مع الرئيس السنيورة في السراي الكبير على تطبيق كل القرارات الدولية، مشيرا الى ان التعاون مع مجلس الامن امر واجب لكي يسير القانون الدولي نحو الامام خارج شريعة الغاب"·
وقال: "بعد مؤتمر برشلونة ومؤتمر دعم لبنان، سوف نواصل المشاورات والمحادثات بطريقة صريحة وبناءة حتى يصل لبنان الى ما تريده الاكثرية، دولة حرة مستقرة ومزدهرة تتمتع بالحوار الوطني وبالازدهار الذي يستحق"·
وحول اتهام الرئيس الاسد للبنان بأنه اصبح ممرا للمؤامرات على سوريا، استغرب سولانا كيف ان بلدا جارا للبنان كسوريا يقول ان الحكومة اللبنانية تعمل ضد سوريا، وقال: "هذا امر غير مقبول"، ولفت الى ان القرار 1636 واضح، وهو يطلب تعاون سوريا مع (رئيس لجنة التحقيق الدولية) القاضي ديتليف ميليس، وقال: "نحن في الاتحاد الاوروبي ندعم قرارات مجلس الامن"·
من ناحيته عبر الرئيس السنيورة عن شكر لبنان لدعم الاتحاد الاوروبي، مؤكدا ان مؤتمر دعم لبنان الذي سيعقد مطلع العام المقبل، ليست فيه اية شروط سياسية على الاطلاق، سوى ما يقوم به لبنان لجهة الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والمالية النابعة من حاجات لبنان والمتفقة والمتلائمة مع طبيعة الاقتصاد اللبناني وحاجات التطور في المستقبل، نافيا ان يكون تأجيله من نهاية العام الى مطلع العام المقبل بنتيجة رغبة اميركية، مؤكدا انه جاء بإرادة لبنانية
صحيفة الشرق:
كتبت الشرق تقول: مرت الهزة الحكومية بسلام من دون ان تترك تداعيات سلبية تذكر، ليعاد تسليط الضوء على التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعدما شهد تطوراً مهماً تمثل باستماع لجنة التحقيق الدولية الى رئيس الجمهورية اميل لحود كشاهد. فقد ذكرت وسائل إعلام متعددة ان ثمانية من أعضاء لجنة التحقيق الدولية من دون رئيسها القاضي ديتليف ميليس الموجود في ألمانيا، استجوبوا لحود في مكتبه واستمعوا الى إفادته في جريمة اغتيال الحريري.
ولم يصدر أي تأكيد أو نفي عن رئاسة الجمهورية لهذه الانباء فيما اكتفت مصادر قريبة من لحود بالقول انها لا تعلم شيئاً عن هذا الموضوع. وتجدر الاشارة الى ان تقرير ميليس الاخير ذكر ان المسؤول في "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" (الاحباش) الموقوف محمود عبد العال اتصل بلحود قبل دقائق من حصول الجريمة ونفت مصادر رئاسة الجمهورية في وقت لاحق هذه الواقعة.
على خط آخر، ظل خطاب الرئيس بشار الاسد محور ردود فعل أجمعت على التأكيد ان لبنان لن يكون مصنعاً للتآمر ضد سورية فيما تجاوز رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الكلام الذي تناوله في الخطاب مؤكداً انه "مهما كانت التصريحات من الجانب السوري، نريد علاقات ممتازة وصحية وصحيحة مبنية على الاحترام المتبادل بين دولتين مستقلتين جارتين تنتميان الى الامة العربية".
وشدد السنيورة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في السراي الحكومية على "ان لبنان لن يكون للاستعمار مقراً او ممراً، ولبنان لا يحكم ضد سورية ولا من سورية". من جهته، اعتبر سولانا تعليقاً على خطاب الاسد "ليس هذا وقت الخطابات، ينبغي الانتقال الى الافعال، وقال انه "لا يستطيع ان يفهم كيف يمكن لسورية ان تتهم لبنان بأنه ممر للمؤامرات عليها، فيما المسؤولون اللبنانيون يؤكدون تصميمهم على الحفاظ على استقرار بلادهم واستقلالها". واللافت في هذا السياق نشر المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة رسالتين كان وجههما الاخير اول امس الى الرئيس الاسد ورئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري مهنئاً بالذكرى الـ 35 لقيام الحركة التصحيحية. ومما جاء في البرقية الى الاسد ان "حركة التصحيح الرائدة في السادس عشر من تشرين الثاني 1970، كانت محطة وطنية وقومية اسهمت في جعل سورية خط الدفاع الاول عن كرامة الامة العربية وحقوقها السليبة، وأرست الثوابت الوطنية والمبادئ القومية لسورية العروبة".
وكان الرئيس السنيورة، ابلغ سفراء المملكة العربية السعودية، ومصر، والامارات العربية المتحدة، والجزائر الموقف اللبناني الذي اتخذه مجلس الوزراء في جلسة اول امس "الرافض مضمون خطاب الرئيس الاسد وما ورد فيه من تهجم على الدولة ومجلس النواب والحكومة". من جهة اخرى، أفلحت الاتصالات التي جرت ليل اول امس بعد انسحاب وزراء "أمل" و"حزب الله" من جلسة مجلس الوزراء بحصر هذه الخطوة بالجلسة لا أكثر. وقد أبدى السنيورة تقديره للوزراء الذين انسحبوا بعدما كانوا فصلوا بين موضوع طرحهم لمبررات انسحابهم وبين تنويههم بدور الرئيس السنيورة مشيراً الى انه يتفهم خطوتهم، ولافتاً في الوقت نفسه الى ان الانسحاب مهم من الحكومة.
صحيفة السفير:
كتبت السفير تقول: استمرت الجهات الداخلية والدولية في التفاعل مع الموقف الذي اعلنه الرئيس السوري بشار الاسد اول من أمس، وكان البارز دوليا ما أعلنه الرئيس الاميركي جورج بوش الذي طالب دمشق "بالتوقف عن تخويف لبنان" والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، وهو الطلب الذي كرره الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والذي اشاد بتعاون سوريا مع اللجنة.
واذ علمت "السفير" من دمشق ان سوريا ترفض استجواب ضباطها في لبنان حصل تطور بارز على صعيد عمل لجنة التحقيق تمثل في استقبال الرئيس اميل لحود امس وفدا من محققي اللجنة في مكتبه بالقصر الجمهوري، وأجاب عن اسئلتهم حول ملفات تخص التحقيق، وتخص أشخاصا يعملون في القصر الجمهوري، وتعتقد اللجنة انهم على علاقة ما بالجريمة. وفي بعبدا، استقبل الرئيس لحود عند الخامسة من عصر أمس وفداً من لجنة التحقيق الدولية ضم محققين اثنين، اعتذرا عن غياب القاضي ديتليف ميليس لوجوده ونائبه غيرهارد ليمان في الخارج. وقال الرئيس لحود ل"السفير" ان الاجتماع تم بناء لطلبه، وأنه جرى خلاله استعراض لكل النقاط التي تضمنها تقرير ميليس والتي تناولت الرئاسة. وحسب مصادر في القصر الجمهوري، فإن اللقاء تركز على ملف الاتصالات، وسأل لحود وفد اللجنة عن أرقام الهواتف التي قيل إنها تلقت اتصالات من مشتبه بهم. وتبيّن أنها أرقام لا تعود إليه وليست موجودة في مكتبه، وأن الاتصال الذي أشير إليه مباشرة، تمّ على هاتف يعود إلى نجله النائب السابق إميل إميل لحود، ولم يرد الأخير على الاتصال. وحسب المصادر فإن اللجنة سألت لحود عن رأيه حول الجريمة ومن المستفيد منها، كذلك جرى حوار حول عمل اللجنة، وطلب لحود الإسراع في إنجاز التحقيقات، لأن التأخير بدأ ينعكس سلباً على البلاد. وطالب اللجنة بإحضار الشاهد محمد زهير الصديق من فرنسا وبقية الشهود، وإجراء مواجهات للتعجيل بالتحقيق. وتبلغ لحود من وفد اللجنة أنها سبق أن استمعت إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة كشاهد، وإلى عدد من الوزراء في الحكومة. وأبدت المصادر استغرابها للحملة الإعلامية والسياسية التي قامت من جانب فريق الأغلبية النيابية بعد إذاعة نبأ اللقاء، ونقلت عن الرئيس لحود قوله: "باق في منصبي حتى انتهاء الولاية".
وكان صدر عن "مكتب الإعلام" في القصر الجمهوري البيان التالي: "استقبل الرئيس لحود في الخامسة بعد ظهر أمس عضوين من لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأطلعهما على المعطيات الحقيقية والدقيقة في ما خص ما تردد عن اتصالات هاتفية أجريت بالقصر الجمهوري قبيل وقوع الجريمة النكراء وبعدها فضلاً عن الشائعات التي تناولت موضوع الجريمة في عدد من وسائل الإعلام".
وطالب الرئيس الأميركي سوريا أمس بـ"الكف عن محاولة تخويف الحكومة اللبنانية وزعزعتها" والقيام ب"ما يطلبه منها المجتمع الدولي" من تعاون تام في التحقيق باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال بوش، في خطاب القاه في بوبيهانا في بنسلفانيا، انه "على الحكومة السورية الكف عن تصدير العنف والبدء في استيراد الديموقراطية". واضاف "هذا الاسبوع اتخذت الحكومة السورية قرارين مثيرين للقلق. اولا اعتقلت كمال اللبواني المدافع عن الاصلاحات الديموقراطية، ثم القى الرئيس الاسد خطابا حادا هاجم فيه معا الحكومة اللبنانية ونزاهة التحقيق الدولي".
وقال بوش: "يتعين على الحكومة السورية أن تفعل ما يطلبه منها المجتمع الدولي.. التعاون الكامل مع التحقيق الذي يجريه ميليس والتوقف عن محاولة ترهيب وزعزعة استقرار الحكومة اللبنانية. وعلى الحكومة السورية التوقف عن تصدير العنف والبدء في استيراد الديموقراطية".
وفي السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ردا على سؤال حول خطاب الاسد وحول قوله ان سوريا مستعدة للتعاون مع المحققين الدوليين، "لقد تشجعت بقوله انه سيتعاون وانا مسرور كونه اكد انه سيتعاون مع تحقيق الامم المتحدة. اعتقد أن هذا ضروري وجيد أن تتعاون سوريا. انه شيء جيد للمنطقة والنظام الدولي لذلك انا سعيد لأنه قال انه سيتعاون". لكنه أضاف انه "لا يوجد مخرج من هذه القضية إلا بإبداء دمشق تعاونها الكامل مع لجنة التحقيق للوصول الى الحقيقة وراء عملية الاغتيال".
أما الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا فشدد بعد محادثات سريعة مع الرئيس فؤاد السنيورة في بيروت، على ضرورة تطبيق كل القرارات الدولية، مشيرا إلى أن التعاون مع مجلس الأمن أمر واجب كي يسير القانون الدولي نحو الأمام خارج شريعة الغاب، وقال: القرار الدولي 1636 واضح في هذا المجال، وهو طلب التعاون من قبل سوريا مع القاضي ميليس.
ورفض الخوض في اي سجال حول خطاب الرئيس السوري. في هذه الاثناء ابلغت مصادر رسمية سورية "السفير" رفض دمشق ان يتم الاستماع الى الضباط السوريين الستة في لبنان. وقالت ان وزارة الخارجية السورية بعثت برسالة الى الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي تؤكد فيها على "رغبة سوريا في التعاون مع لجنة التحقيق الدولية ولكن ضمن اطر يتم الاتفاق عليها وخصوصا في ما يتعلق بمكان استجواب الشهود".
وقالت المصادر ان الرسالة السورية تشرح موقف دمشق بشأن التعاون، ولكن بعد البحث عن الآليات التي تسمح بذلك ومن ضمن ذلك مكان الاستجواب. وعلم ان من بين الامكنة المقترحة بديلا عن بيروت عواصم عربية ودولية مثل القاهرة وجنيف وفيينا. واعتبرت المصادر أن وجود مكان آخر غير لبنان لا يتعارض مع القرار 1636، ونفت المصادر علمها بما اذيع عن زيارة قام بها المستشار القانوني في وزارة الخارجية رياض الداوودي الى مقر لجنة التحقيق الدولية في "المونتي فردي".
من جهة ثانية، قال الناطق باسم اللجنة القضائية السورية ابراهيم الدراجي انه سيتم ارسال كتاب جديد الى السلطات القضائية اللبنانية يطالبها بتزويد اللجنة السورية بالوثائق المطلوبة في عملية التحقيق، مشيرا الى ان الطلب ارسل سابقا ولكن لم يأت الجواب عليه.
وقال الدراجي ان ما تريده اللجنة تحديدا هو "محاضر التحقيقات التي تشير الى تورط سوريين في الجريمة".
وقال ان "عدم تجاوب القضاء اللبناني يحد من قدرة اللجنة السورية وان عدم توفير المعطيات سوف يحد من فاعليتها". في غضون ذلك، أكد الرئيس السنيورة أن كلام الرئيس السوري "لن يجعلنا أكثر تمسكا بالعروبة ولا أقل ونحن نمر على هذا الكلام ولا ننظر إلى الوراء". وقال: "ان لبنان حريص كل الحرص على انتمائه العربي والتزامه بجميع القضايا العربية والتزامه أيضا بأن يسعى دائما لأن تكون العلاقات بينه وبين سوريا ممتازة، وفي هذا الأمر لا نتوقف عند بعض التصريحات مما يقال بهذا الشأن لأن المصلحة العربية يجب أن تكون هي السائدة في هذا الشأن".
واعتبر انسحاب بعض الوزراء من جلسة مجلس الوزراء "عملية إجرائية"، وقال: نحن نثمّن كثيرا هذا الموقف والتصرف، وهذا حق لأي وزير، ولكن نعتبر أن هذا الأمر قضية عابرة. ان انسحاب الوزراء الخمسة من جلسة مجلس الوزراء هي مسألة اجرائية عابرة تعبر عن وجهة نظر ليس إلا.
اما نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فقال لـ"السفير" انه في ظل الاجواء المتوترة بين لبنان وسوريا لا يمكن التوقف عند بعض التعابير والانطلاق منها لبناء الاستراتيجيا والموقف، لافتا الانتباه الى ان الحكومة تمثل البلد، وأي موقف تتخذه سيتحمل لبنان كله تبعاته، وبالتالي لا يمكن ان يُحمل البلد مسؤولية موقف بهذه الاهمية من دون إخضاعه للدراسة. وأكد ان البيان الصادر عن مجلس الوزراء والذي رفض مضمون كلام الاسد إنما يعبر عن وجهة نظر المجتمعين فقط لانه صدر في غياب وزراء حركة أمل وحزب الله. ونفى قاسم بشدة أي طابع مذهبي لما جرى، مشددا على ان المسألة سياسية بامتياز، وقد عملنا كثيرا في الماضي وما زلنا لتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر، ويجب ألا تضع اي طائفة ذاتها في دائرة الاستهداف.
ولكنه أشار الى ان الانسحاب من جلسة مجلس الوزراء يؤشر الى وجود خلافات لم توضع بعد على العلاج بطريقة صحيحة، معتبرا ان " من حقنا الطبيعي ان نطالب بالمشاركة في رسم سياسات الحكومة".
صحيفة النهار:
كتبت النهار تقول المشهد الداخلي كان امس كثير الدلالات: ففي بعبدا، فريق لجنة التحقيق الدولية يستمع الى رئيس الجمهورية اميل لحود على مدى 6 ساعات بصفته شاهداً في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وفي السرايا، الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا يجتمع الى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ويعلن ان لبنان "بامكانه الاعتماد على دعم الاتحاد الاوروبي في العملية السياسية من اجل الاستقلال والاستقرار والاصلاحات الجارية حاليا".
بعبدا البداية، المفاجأة القضائية.
فقرابة منتصف الليل صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي نصه: "استقبل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في الخامسة بعد ظهر اليوم (امس) عضوين من لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واطلعهما على المعطيات الحقيقية والدقيقة في ما خص ما تردد عن اتصالات هاتفية اجريت بالقصر الجمهوري قبيل وقوع الجريمة النكراء وبعدها، فضلاً عن الشائعات التي تناولت موضوع الجريمة في عدد من وسائل الاعلام". وعلمت "النهار" ان فريق اللجنة الدولية وصل الى قصر بعبدا عند الخامسة عصراً وغادره عند الحادية عشرة ليلاً.
"رغبة" لحود
مصادر الرئاسة الاولى ابلغت "النهار" ان الرئيس لحود "هو من اتصل برئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس بعد عودته من نيويورك غداة صدور قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1636 وابدى رغبة في اعطاء المعطيات بما يؤدي الى تسهيل مهمته". واضافت: "وخلال جلسة الاستماع التي جرت في اجواء جيدة وتركزت حول الاتصالات الهاتفية التي قيل ان رئيس الجمهورية تلقاها، اوضح الرئيس لحود ان الاتصال الاول جرى عبر هاتف لا يعود الرقم اليه. ثم جرى اتصال ثان عبر الرقم 900000/03 فتبين انه يعود الى النائب السابق اميل اميل لحود (نجل رئيس الجمهورية) الذي لم يرد على المكالمة والتي بقيت Missed Call. بعد ذلك اوضح رئيس الجمهورية نقاطاً عدة لتكون المعطيات كاملة طالباً استعجال التحقيق كي لا يحصل سوء استغلال. وطالب باسترداد الشاهد محمد زهير الصديق الموقوف حالياً في فرنسا بعدما قدم معلومات كاذبة ضللت التحقيق، لافتاً الى براهين دامغة وسط اجواء في غاية الايجابية والتعاون".
بري
وتردد ان عمليات الاستماع شملت قبل الرئيس لحود، رئيس مجلس النواب نبيه بري على خلفية ما ورد في تقرير لجنة التحقيق بعدما اعلن الرئيس السنيورة في وقت سابق انه قدم ما لديه للجنة التحقيق الدولية، كذلك شملت جلسات الاستماع عدداً من المسؤولين ولا سيما نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر. لحود باق واستغربت مصادر مطلعة على موقف قصر بعبدا "استغلال" بعض المؤسسات الاعلامية لقاء رئيس الجمهورية مع فريق لجنة التحقيق لـ"توجه اتهامات ولتعطي الموضوع حجماً اكبر من حجمه الحقيقي، والذهاب به الى دعوة الرئيس لحود الى الاستقالة، علماً ان الاخير ليس في وارد الاستقالة بل هو ماض في تحمل مسؤولياته. وما حصل اليوم (امس) لا يشمل تطوراً استثنائياً". رسالة من جهة اخرى قالت مصادر وزارية ان حصول الاستماع في بعبدا في غياب رئيس لجنة التحقيق الدولية يطرح تساؤلات كثيرة رغم ان حصول الامر يبعث باشارة قوية الى المجتمع الدولي ان بامكان اللجنة في لبنان الاستماع الى رئيس الجمهورية، في حين ان سوريا لا تزال تمانع في حصول خطوة مماثلة على مستويات أدنى.
الطلب جديد
الا ان معلومات "النهار" تفيد ان اللجنة الدولية ارسلت الخميس الماضي طلباً الى قصر بعبدا وصل اليه الخامسة عصراً من أجل الاستماع الى الرئيس لحود وليس في اطار "التشاور" معه كما رددت أوساط بعبدا.
وأمس، بعد جلسة الاستماع التي استمرت 6 ساعات وعلى أساس ان لحود شاهد، وقع الاخير شهادته بعد الادلاء بها. وفي رأي المراقبين ان جلسة تستمر 6 ساعات لا بد ان تتناول أمرين لم يتجليا كلياً بعد:
التعليمات التي أعطاها القائد السابق للحرس الجمهوري بردم فجوة الانفجار في 14 شباط ونقل السيارات من مسرح الجريمة.
وهل تصرف القادة الامنيون الموقوفون بطريقة لم يصل خبرها الى القصر الجمهوري؟ وقال عضو في الاكثرية النيابية لـ"النهار" ان على رئيس الجمهورية "ان يتكلم أمام الشعب اللبناني 6 ساعات حول الجريمة". ولاحظ ان القصر الجمهوري سبق له ان أعلن ان الاتصال الذي تلقاه الهاتف الخليوي للحود يعود الى القصر وليس الى رئيس الجمهورية، في حين ان الرئيس انكر أمس ان يكون هذا الهاتف عائداً الى الرئاسة الأولى!
سولانا
على صعيد محادثات سولانا الذي أمضى ساعات في بيروت قبل ان يتوجه الى البحرين، تعمد الرجل، وفق مصادر رسمية، زيارة العاصمة اللبنانية لاظهار دعم الاتحاد الاوروبي عبر الرئيس السنيورة للبنان وجهوده في عقد "مؤتمر اصدقاء لبنان" المقرر بداية السنة المقبلة، وخلال مؤتمر برشلونة الأوروبي – المتوسطي المقرر نهاية الشهر الجاري. ووفق أوساط السنيورة فان رئيس الحكومة أثار ثلاث نقاط:
1 – في معرض الحديث عن تنفيذ القرار 1559 الذي يتضمن نزع أسلحة الميليشيات، أوضح ان الامر لا يتعلق بـ 4 آلاف مسلح بل بفئة واسعة من اللبنانيين، لذلك فان تنفيذ القرار يتطلب حواراً داخلياً.
2 – في المشروع الاصلاحي، أكد رئيس الحكومة ان هناك تحضيراً له لعرضه على مجلس الوزراء لمناقشته واتخاذ القرارات المناسبة في شأنه، ومن ثم عرضه على مجلس النواب كي تأتي القرارات متلائمة مع المصالح اللبنانية.
3 – الخرق الاسرائيلي المتكرر للسيادة اللبنانية. أسئلة وهنا طرح رئيس الحكومة على الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي سلسلة اسئلة بعدما شكره على دعم الاتحاد الاوروبي للبنان:
ـ لماذا الانتهاك الاسرائيلي المتكرر لسيادتنا براً وبحراً وجواً؟
ـ لماذا يستمر الاسرائيليون في اعتقال مواطنين لبنانيين وعربا؟
ـ لماذا يرفض الاسرائيليون تسليمنا خرائط الالغام التي زرعوها ابان احتلالهم للجنوب؟ ـ لماذا يواصل الاسرائيليون احتلال الاراضي اللبنانية في مزارع شبعا سواء أكان الامر يتعلق بالقرار 425 أم بالقرار 242. ففي النهاية الاراضي محتلة ويجب ان ينسحب المحتل منها؟ هل يعلن الاسرائيليون عن استعدادهم للانسحاب من هذه الاراضي؟
واضاف الرئيس السنيورة: "ان كل هذه الامور تتطلب ضغطاً دولياً على الجانب الاسرائيلي على غرار ما يفعل المجتمع الدولي بمطالبته لبنان بتطبيق القرار 1559". ووفق الاوساط نفسها، فان سولانا وعد باثارة كل هذه النقاط مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس عندما يجتمع معها في البحرين على هامش "منتدى المستقبل" المنعقد هناك.
الوزراء الشيعة
على صعيد آخر شارك وزير الخارجية فوزي صلوخ في محادثات السنيورة – سولانا مترجماً اجواء تهدئة لذيول انسحاب وزراء الشيعة من جلسة مجلس الوزراء اول من امس. واعلن "ان الاساءة الى رئيس الحكومة مرفوضة"، في اشارة الى تهجم الرئيس السوري بشار الاسد على الرئيس السنيورة. اما وزير العمل طراد حمادة فقال: "نحن مع التضامن الحكومي ولا انقسام في الموقف اللبناني"، لافتا الى ان انسحاب الوزراء جاء "نتيجة الخروج عن جدول اعمال الجلسة".
صحيفة المستقبل:
كتبت المستقبل تقول : غداةَ الخطاب الهجوميّ للرئيس السوري بشار الأسد الذي أعلن فيه حرباً مفتوحة على الوضع السياسي اللبناني وتوازناته الجديدة، استمرت ردود الفعل اللبنانية والخارجية على هذا الخطاب، اتسمت برفض ما ورد فيه وبالسعي الى محاصرة تداعياته. غير أن الحدث الذي طغى على ردود الفعل على خطاب الأسد، تمثل في قيام فريق التحقيق الدولي باستجواب رئيس الجمهورية اميل لحود كشاهد في بعبدا 6 ساعات بعد ظهر امس. وقد نقلت محطة "العربية" الخبر أمس نقلاً عن مصادر مقربة من التحقيق. وذكرت ان مساعدي رئيس اللجنة ديتليف ميليس استمعوا الى لحود في مكتبه بناء على اتفاق مسبق، وعلى قرار اتخذه ميليس قبل مغادرته الى المانيا اول من امس. ووزع المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية مساء أمس بياناً قال فيه ان لحود "استقبل في الخامسة بعد ظهر اليوم (أمس) عضوين من لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأطلعهما على المعطيات الحقيقية والدقيقة في ما خص ما تردّد عن اتصالات هاتفية أجريت بالقصر الجمهوري قبيل وقوع الجريمة النكراء وبعدها فضلاً عن الشائعات التي تناولت موضوع الجريمة في عدد من وسائل الاعلام. وأفادت وكالة "اسوشييتدبرس" ان "مسؤولين قريبين من التحقيق قالوا ان المحققين سألوا الرئيس بشأن اتصالات والتسلل القيادي في مكتبه". أما ردود الفعل المحلية على كلام الرئيس السوري فتمثلت بالآتي: أولاً: أكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة "إننا لن نتوقف عند بعض التصريحات"، مضيفاً أن "هذا الكلام نمرّ عليه ولا ننظر الى الوراء". وشدد على أن "كلام الرئيس الأسد لن يجعلنا أكثر تمسكاً بالعروبة ولا أقل تمسكاً بها". ولفت الرئيس السنيورة الى أن "لبنان حريص كل الحرص على انتمائه العربي والتزامه بجميع القضايا العربية وبأن تكون العلاقات بينه وبين سوريا ممتازة، مبنية على السيادة والاستقلال والاحترام المتبادل والندية (..)"، مشيراً الى أن "موقفنا من سوريا لا يتغير". وقلّل السنيورة من انسحاب وزراء حركة "أمل" و"حزب الله" من جلسة مجلس الوزراء أول من أمس، معتبراً أن "الانسحاب حق لأي وزير والأمر قضية عابرة"، مضيفاً أن "موقف أمل وحزب الله كان مبنياً على رغبة بأن يتاح لهم مزيد من التفكير"، رافضاً اعتبار موقف الطرفين "موقفاً طائفياً أو مذهبياً (..)". وكان رئيس الحكومة استدعى سفراء الدول العربية في لبنان حيث أطلعهم على موقف مجلس الوزراء خلال جلسته أول من أمس. ثانياً ـ وكان لافتاً أمس، أن "حزب الله" وعلى لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم سارع الى "احتواء" قضية الانسحاب من جلسة مجلس الوزراء وتمييزها عن الانسحاب من الحكومة، للتأكيد على أن ليس ثمة أزمة حكومية. قال قاسم "نصرّ على أن نكون شركاء في الحكومة التي دخلناها، وشركاء في مستقبل البلد وفي كل القضايا الأساسية". وأضاف أن "هذه الشراكة تقتضي أن نتبادل الآراء وألا تمرر العناوين في مجلس الوزراء". وإذ بدا كلامه تشديداً على الشراكة والتشاور وحصراً للانسحاب من الجلسة في نطاق الخلاف على جدول أعمالها، "طمأن" قاسم الرئيس السوري بأن "لبنان لن يكون ممراً للتآمر على سوريا ولن يكون فيه موطئ قدم للإسرائيلي، وسيبقى يرفع شعار المقاومة للتحرير من الأعداء". وقال "لن يحلم أحد بـ17 أيار جديد، والذين أفشلوا 17 أيار السابق لا يزالون موجودين". وإذ لفت الى أن "لبنان صار الولاية الـ51 بالنسبة الى (الرئيس الأميركي جورج) بوش"، حذر من أنه "إذا استمر التعاطي مع الوصاية الأميركية على طريقة تسيير الأمور فإن المسافة تقترب من الخط الأحمر ومن الخطر". وطالب قاسم "المسؤولين اللبنانيين بالإجابة من دون مواربة عما إذا كان ثمة اتفاق مع (المبعوث الدولي تيري رود) لارسن"، معتبراً أن "طرح ترسيم الحدود مع سوريا خطيئة كبرى (..)". من ناحيته، قال أحد وزيري "حزب الله" وزير العمل طراد حمادة إن "انسحاب وزراء أمل والحزب هو نتيجة للخروج عن جدول الأعمال"، مضيفاً "نحن مع التضامن الحكومي ومع بيان الحكومة التي تمثل شبه إجماع وطني". ولفت الى أن "كل ما في القصة أنه تم الخروج عن جدول الأعمال ولم نكن على استعداد لمناقشة موضوع لم يتسنّ الوقت لدراسته". واعتبر الكلام عن انسحاب من الحكومة "كلام صحف"، مؤكداً "نحن شركاء أساسيون في الحكومة (..)". أما وزير الخارجية فوزي صلوخ الذي أدرج الانسحاب في الخانة نفسها تحت عنوان أن "الخطاب تلزمه دراسة واعية ودقيقة"، فقد أضاف أن "الإساءة الى رئيس مجلس الوزراء أو الى أي وزير في الحكومة التي تعتبر وحدة موحدة، أمر غير مقبول وإساءة الى لبنان بجميع مؤسساته ومواطنيه (..)". ثالثاً ـ في هذه الأثناء، كانت مواقف اعتراضية على خطاب الأسد، من رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس "حركة التجدد الديموقراطي" نسيب لحود، والرابطة المارونية. وصف جعجع خطاب الأسد بأنه "مجموعة تهجمات لا تستند الى قرائن"، وبأنه "خطاب مواجهة"، مستغرباً الق
ول إن "لبنان ممرّ للمؤامرات على سوريا". وإذ استحضر ما سماه المثل الشعبي "يرضى القتيل ولا يرضى القاتل"، أكد أنه "لا يحق لأحد من الخارج أن يصنف رئيس الحكومة"، وأن لبنان "دولة سيدة حرة مستقلة وغريب الاستخفاف بهذه الحقيقة"، قال جعجع إن "الرئيس السنيورة منتخب من الشعب اللبناني". واعتبر أن "خطاب الأسد ضد ميثاق الأمم المتحدة وضد ميثاق الجامعة العربية وضد القوانين والأعراف الدولية التي تحدد كيفية تعاطي الدول مع بعضها"، وشدد على أن "لدى جميع اللبنانيين ما يكفي من الوعي لعدم الانزلاق من جديد" الى أي "فتنة". أما نسيب لحود فرأى أن "ما ورد من تهجم على المسؤولين اللبنانيين وخصوصاً النبرة الاتهامية حيال الرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري، لا يدعو الى الاستنكار والاستغراب وحسب بل الى القلق العميق". وفسّر القلق على أنه من "عدم قدرة سوريا على صياغة سياسة جديدة" لمسألة العلاقات السورية ـ اللبنانية. وإذ لفت الى "ان المسؤولين السوريين لم يستخلصوا العبر"، أكد لحود أن "الكلام مرفوض شكلاً ومضموناً، وكذلك الاتهامات بأن لبنان أصبح ممراً للتآمر على سوريا (..)". بدورها، أبدت "الرابطة المارونية" أمس "استغرابها الشديد للمواقف المتجنية والعبارات غير المألوفة التي تناول بها الرئيس السوري لبنان واللبنانيين دولة ومجلساً نيابياً وحكومة وشعباً وصحافة وإعلاماً وقوى سياسية". وأعلنت أنها "تتوجه بالتقدير الى الرئيس السنيورة الذي يدير شؤون لبنان العامة في ظروف مصيرية، بمعالجات حكيمة وشجاعة". وأكدت أنه "من دون معرفة الحقيقة وإحقاق العدالة لن يتمكن لبنان من استعادة استقراره (..)". رابعاً ـ على الصعيد الدولي، كان موقف لافت للمنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي زار لبنان أمس. فقد أكد سولانا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع السنيورة "دعم الاتحاد الأوروبي لاستقرار لبنان واستقلاله وللعملية السياسية فيه". وشدد على "تطبيق كل القرارات الدولية"، لافتاً الى أن "التعاون مع مجلس الأمن أمر واجب لكي يسير القانون الدولي الى الأمام". قضائياً خامساً ـ في موازاة هذه المعطيات السياسية محلياً وخارجياً، سجل أمس تطور قضائي، حيث استمع المحقق العدلي القاضي الياس عيد الى إفادات 6 شهود في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كما أعاد عيد استجواب المهندس في شركة "ام. تي. سي. تاتش" ماجد الخطيب الموقوف في قضية الخطوط الخلوية التي استخدمت قبل الجريمة وبعدها. وعقد أمس الاجتماع الدوري بين النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا وفريق التحقيق الدولي، في حضور الجانب القضائي اللبناني حيث جرت متابعة تبادل المعلومات والوثائق والمستندات.
صحيفة الديار:
كتبت الديار تقول: فيما برزت ردود فعل دولية انتقدت كلمة الرئيس بشار الاسد التي ألقاها على مدرج جامعة دمشق والتي كان ابرزها للرئيس الاميركي جورج بوش الذي دعا سوريا لعدم تصدير العنف واستيراد الديموقراطية، رحّب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بإبداء التعاون من قبل سوريا متمنياً عليها مواصلته مع لجنة التحقيق الدولية. الا ان المعلومات التي توافرت لـ"الديار" هي ان المهلة التي اعطاها القاضي ميليس للجانب السوري لتلقي الجواب الرسمي السوري الخطي هي ظهر الجمعة، الا ان المعلومات افادت ان اي جواب لم يصل بعد الى لجنة التحقيق، لا بل ان اللجنة اعتبرت ان الجواب وصل مع خطاب الرئيس الاسد، وعلى هذا الاساس جرى ارسال برقية الى الامم المتحدة تشير الى ان دمشق لم تتعاون مع جهود لجنة التحقيق ليبدأ معها العد العكسي التنازلي للمواجهة. (التفاصيل ص 2) وفي اطار عمل لجنة التحقيق، استقبل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في الخامسة بعد ظهر امس عضوين من لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واطلعهما على المعطيات الحقيقية والدقيقة في ما خص ما تردد عن اتصالات هاتفية اجريت بالقصر الجمهوري قبيل وقوع الجريمة النكراء وبعدها فضلاً عن الشائعات التي تناولت موضوع الجريمة في عدد من وسائل الاعلام. وذكرت مصادر معنية لـ"الديار" ان الرئيس اميل لحود طلب من اللجنة الاجتماع من اجل توضيح كل المسائل والامور وما يجري ترداده. نجحت الاتصالات المكثفة التي جرت في الساعات الماضية في احتواء الموقف الذي نجم عن انسحاب وزراء حركة "أمل" وحزب الله الخمسة من جلسة مجلس الوزراء اعتراضاً على الاصرار على مناقشة خطاب الرئيس السوري بشار الاسد في الجلسة المذكورة. وقد ساهم في تبريد الاجواء تأكيد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوزراء الخمسة على ان الانسحاب من الجلسة لا يعني الانسحاب من الحكومة، ووضع ما جرى في اطار ممارسة الحق الديموقراطي. بوش يحمل على دمشق في هذا الوقت صعّدت الادارة الاميركية لهجتها ضد دمشق ردا على خطاب الرئيس الاسد وبعد تصريحات وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي انتقدت الخطاب شن الرئيس الأميركي جورج بوش هجوما على سوريا وطالبها بالكف عن محاولة ما وصفه "تخويف الحكومة اللبنانية وزعزعتها". وقال: هذا الاسبوع اتخذت الحكومة السورية خطوتين مقلقتين اولا اوقفت الدكتور كمال لوباني بكونه مؤيدا للاصلاح الديموقراطي، ثم القى الرئيس الاسد خطابا قاسيا تهجم فيه على الحكومة اللبنانية وعلى نزاهة تحقيق ميليس باغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري ينبغي ان تذعن حكومة سوريا لما طلبته الاسرة الدولية، اي التعاون الكامل مع تحقيق ميليس والكف عن محاولة تخويف الحكومة اللبنانية والتسبب بعدم الاستقرار، ينبغي ان تكف الحكومة السورية عن "تصدير العنف وان تبدأ باستيراد الديموقراطية". أنان غير ان هذا الموقف الاميركي التصعيدي قابله موقف مرن للامين العام للأمم المتحدة كوفي انان من خطاب الاسد حيث رحب بتعهد الرئيس السوري بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، وقال للصحافيين خلال زيارته للاردن "تشجعت بما قاله في خطابه من انه سيتعاون مع تحقيق الامم المتحدة اعتقد ان هذا ضروري وجيد ان تتعاون سوريا انه شيء جيد للمنطقة والنظام الدولي، لذلك انا سعيد لانه قال انه سيتعاون". سولانا وفي المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس السنيورة امس تجنب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا التعليق المباشر على خطاب الرئيس الاسد "لان هذه المسألة يجب ان تحل بين الحكومتين اللبنانية والسورية"، لكنه قال انه بعد ما سمعه من الرئيس السنيورة حول الحرص على علاقة جيدة مع سوريا لا يستطيع ان يفهم كيف ان بلدا جاراً للبنان كسوريا يقول ان الحكومة اللبنانية تعمل ضد سوريا "وهذا امر غير صحيح". واكد سولانا دعم الاتحاد الاوروبي للبنان من "اجل استقراره واستقلاله وللعملية السياسية فيه وبرنامجه الاقتصادي والاصلاحي". السنيورة واستدعى الرئيس السنيورة امس عددا من السفراء العرب وابلغهم موقف مجلس الوزراء "الرافض لمضمون خطاب الرئيس الاسد وما ورد فيه من تهجم على الدولة ومجلس النواب والحكومة". ووزعت الدوائر الاعلامية لرئيس الحكومة نص البرقية التي قالت ان الرئيس السنيورة وجهها الاربعاء الى الرئيس الاسد مهنئا بذكرى الحركة التصحيحية قال فيها "ان حركة التصحيح الرائدة في 16 تشرين الثاني 1970 كانت محطة وطنية وقومية اسهمت في جعل سوريا خط الدفاع الاول عن كرامة الامة العربية وحقوقها السليبة، وارست الثوابت الوطنية والمبادئ القومية لسوريا العروبة". وعن انسحاب وزراء حركة "امل" وحزب الله من جلسة مجلس الوزراء اول امس قال الرئيس السنيورة في المؤتمر الصحفي بعد لقائه سولانا ان هذا الانسحاب هو "عملية اجرائية" نحن نثمّن كثيرا هذا الموقف والتصرف، وهذا حق لاي وزير،
ونعتبر ان هذا الامر قضية عابرة، ونحن اصدرنا قرارا في مجلس الوزراء بهذا الموقف، ونؤكد عليه بان لبنان حريص كل الحرص على انتمائه العربي والتزامه بان يسعى دائما بان تكون العلاقات بينه وبين سوريا علاقة ممتازة... لبنان كان دائما وسيظل جارا جيداً لسوريا". اضاف نحن حريصون على الا يكون لبنان، ولم يكن على مدى هذه الفترة المنظورة للاستعمار ممرا ولا مقرا ولا مكاناً تحاك فيه المؤامرات على سوريا، لم نكن نسمح ولن نسمح بذلك. وكرر السنيورة رداً على سؤال القول أن انسحاب الوزراء الخمسة "لم يكن انسحاباً من الحكومة على الاطلاق"، موضحا "ان الموضوع ليس موقفا طائفيا ولا مذهبيا". حزب الله وفي موقف لافت بعد خطاب الرئيس الاسد اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان لبنان لن يكون ممرا للتآمر على سوريا ولن يكون فيه موطىء قدم للاسرائيليين وقال في احتفال اقامه الحزب في صور ان لبنان ستبقى هويته عربية وطنية يرفع شعار المقاومة للتحرير من الاعداء ولن يكون فيه موطىء قدم للاسرائيليين وان حزب الله سيبقى حاضرا في الميدان لتطهيره دائما وفي كل لحظة وبالتالي لا يحلم احد بالسابع عشر من ايار جديد اضاف "لن يكون لاسرائيل قوة او قدرة في لبنان الذي سيبقى مقاوما شامخ الراس وسيمد اليد لسوريا للتعاون من اجل مواجهة الاستحقاقات الخطرة والصعبة التي تواجهها المنطقة. وجدد قاسم رفص الحزب للقرار 1559 مشيرا الى انه يتعاطى معه على انه قرار اسرائيلي بلباس الامم المتحدة ملاحظا ان ترسيم الحدود في هذه الفترة بالذات خطيئة كبرى. رايس وكانت واشنطن جددت حملتها على خطاب الرئيس الاسد وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في الطائرة التي اقلتها الى الشرق الاوسط حيث تقوم بجولة تستمر اربعة ايام عن كلام الاسد لا يعكس تعاونا من قبل سوريا. واوضحت ان "القرار (1636) لا يمكن ان يكون اكثر وضوحا وتفصيلا حول ما هو منتظر من سوريا" مضيفة "ينتظر منهم ان يردوا بالايجاب وبنعم على كل ما يطلبه ميليس لاستكمال تحقيقه". ورأت ان ما تقوم به سوريا "لا يشكل تعاونا برأيي". وردا على سؤال حول الاقتراح السوري باعداد بروتوكول تفاهم مع لجنة ميليس شددت رايس على ان القرار1636 لا ينص على أن سوريا تملك امكانية التفاوض حول تعاونها مع تحقيق الامم المتحدة. واوضحت "يجدر به التوقف عن المطالبة بالتفاوض وبدء التعاون" اضافت ان سوريا لا تفعل ما فيه الكفاية للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية. وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية ادم ايرلي وصف خطاب الاسد بانه "يثير الاشمئزاز". وقال "ان ملاحظات الاسد لا يمكن النظر اليها الا على انها تحد لقرارات مجلس الامن. ومن جهته، طالب البيت الابيض بالافراج من دون شروط عن المعارض السوري كمال اللبواني. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان نحن قلقون جدا من معلومات تفيد ان السلطات السورية اوقفت الدكتور كمال اللبواني لدى وصوله الى دمشق مطلع الاسبوع. واضاف "اللبواني شارك في اجتماع في البيت الابيض الاسبوع الماضي".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018