ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الاثنين 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005
صحيفة صدى البلد:
قالت "صدى البلد" ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة حرص على الرد سريعاً على الحملة المركزة التي بدأها حزب الله ضده، بدءاً من المازوت وصولاً الى القرار 1559، وقالت مصادره ل "صدى البلد" ان ما قاله ويقوله السنيورة للمسؤولين الدوليين هو نفسه ما يقوله لحزب الله وللبنانيين وهو لم يقل شيئاً للموفد الدولي تيري رود لارسن لم يقله تحديداً لحزب الله.
وكان حزب الله طوّر هجومه من رفع الشعارات وترداد الهتافات في تظاهرات بعلبك ضد ارتفاع سعر المازوت الى الهجوم المباشر على السنيورة تحت عنوان وعده للارسن بتطبيق القرار 1559، وانتقل الحزب بذلك من موقع التململ حيال أداء رئيس الحكومة التي يشارك فيها الى موقع المواجهة. وبعد احتجاجات البقاع التي اتخذت من ارتفاع سعر المازوت عنواناً لها وحركت مجموعات من المواطنين في بعلبك وعدد من القرى، في حملة يبدو انها ستستمر حتى جلسة مجلسة الوزراء الخميس المقبل في بعبدا، فإن اعتقاداً يسود ان حزب الله قد يوسع حملته الى ما يتجاوز قضية المازوت الى كل الملفات المطلبية والاجتماعية من دون أن تؤكد مصادر الحزب ان كان سيتجه الى الاستقالة من الحكومة، فيما رجحت مصادر انه لن يضطر الى القيام بهذه الخطوة. وفي الشأن السياسي خرج رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أمس بموقف هجومي على الرئيس السنيورة، دعاه فيه الى "ان يكون جريئاً ويكذب ما ورد في تقرير لارسن الذي نقل عن السنيورة التزامه تنفيذ القرار 1559" وأضاف "ان الديماغوجية والانفصام بين الموقف والممارسة في اللحظة الصعبة التي تمر بها البلاد أمر غير مقبول"... وأضاف رعد ان "الكتلة" ستتوجه بسؤال الى الحكومة وربما تحوله الى استجواب إذا لم تحصل على جواب حول ما ورد في تقرير لارسن... ولم يكن موقف رعد استثنائياً، فقد نصح نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالتعامل مع الحكومة "كوحدة متكاملة فلا يوجد أكثرية وأقلية، وإلا لم تكن هناك حكومة، فالأكثرية والأقلية خارج الحكومة، وفي الحكومة قوى سياسية اجتمعت لتقرير مصير البلد وهي تأخذ آراء الأفرقاء الموجودين ولهم حق متكافئ مع بعضهم لأنهم شركاء". وهاجم قاسم القوى التي لا تشير بأي اشارة سلبية أو سيئة عن القرار 1559.
والى النائب رعد والشيخ قاسم صدر للنائبين محمد حيدر وحسن فضل الله مواقف مماثلة تدعو الرئيس السنيورة الى توضيح الموقف من تنفيذ القرار 1559 رافضة الحديث عن الأقلية والأكثرية داخل الحكومة.
ومساء أمس أوضحت مصادر الرئيس السنيورة ان "الكلام الذي قاله علناً للجهات الدولية يقوله علناً أمام اللبنانيين والعرب. فلبنان يحترم قرارات الشرعية الدولية، أما القرار 1559 فإن تنفيذه يتم بالحوار الداخلي وعبر آلية لم تتبلور بعد، وهذا لا يعني ان لبنان ملتزم بأجندة موضوعة له".
ورداً على ما ردده بعض وسائل الاعلام عن ان السنيورة طلب وساطة ايران بين لبنان وسورية نفى السنيورة الأمر نفياً قاطعاً وقال ان "لا أساس من الصحة لهذا الموضوع" وأوضحت المصادر ان "ما يقوله رئيس الحكومة خلال اجتماعاته مع السفراء العرب والأجانب هو ان لبنان حريص على علاقات جيدة مع سورية تقوم على الاحترام والنديّة". وصل مساعد الامين العام للامم المتحدة ابراهيم غمبري مساء امس الى بيروت في زيارة للبنان تستغرق اربعة ايام. وقال غمبري ردا على سؤال عن رأيه بالخطاب الاخير للرئيس بشار الاسد " أن على سورية تنفيذ القرارين 1559 و 1636 وان جولته في المنطقة تهدف الى تطبيق القرارات الدولية".
صحيفة الانوار:
كتبت "الأنوار" ان الحكومة واجهت تصعيدا في الحملة عليها و(هجمة) انتقادات شارك فيها العماد ميشال عون وحزب الله وحركة امل امس، في الوقت الذي قال فيه البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ان على الرئيس اميل لحود ان يقرر بنفسه اذا كان وجوده في السلطة مفيدا او مضرا. وفي حوار مع طلاب الجامعة اليسوعية سئل البطريرك الماروني عما قصده بالاحتكام الى الدستور في موضوع رئاسة الجمهورية فقال: (ان معنى الجملة فيها. هل هناك غبن او عدم فهم. ونحن كنا ضد خرق الدستور والتمديد، وقلنا في بيان مجلس المطارنة الاخير ان للرئاسة حصانتها ويجب ان نحافظ على هذه الحصانة ويجب ان يحافظ عليها الشعب اللبناني ومن يشغل موقع الرئاسة). سئل: الى اي مدى يكون بقاء الرئيس لحود في موقعه خادما لهذه الحصانة? أجاب: (هذا يعود الى الرئيس ذاته، وعليه ان يقدّر اذا كان وجوده في السلطة مفيدا او مضرا).
سئل: هل لديك ملاحظات على اداء الحكومة?
أجاب: (لم يسبق لوزراء ان خرجوا من جلسة مجلس الوزراء بهذه الطريقة، فهذه المرة الاولى التي يحصل ذلك، ولكن نتمنى ان يكون هناك توافق ليس فقط بين اعضاء الحكومة ولكن بين جميع اللبنانيين). وقد لاحظت مصادر سياسية امس، ان انسحاب الوزراء من الجلسة يوم الخميس الماضي، كان بداية لحملة على الحكومة تصاعدت امس بشكل ملفت وشارك فيها العماد ميشال عون.
ففي اللقاء الانمائي لمنطقة كسروان الفتوح، علق العماد عون على السياسة الاقتصادية والمالية للحكومة بحيث (تحول المجتمع اللبناني بالدين الى مجتمع ريعي يشرب النرجيله ويلعب الطاولة بدل توظيف الاموال في الزراعة والصناعة والتجارة). وقال: في هذه المناسبة ندعو الى وقف سياسة الحجر.
ومضى عون يقول: يتكلمون بالانماء المتوازن ويحتجزون اموال البلديات. يتحدثون عن اللامركزية ولا يعطون البلديات حقوقها. كل الذين تحدثوا عن دولة القانون لا يعرفون كيف تبنى هذه الدولة، فدولة الحقوق هي التي يجب ان تطبق على ذاتها القانون، فنحن نشهد تجاوزا للقانون والحقوق. وفي حديث له نشرته صحيفة (الشرق الاوسط) السعودية، قال عون (ان الحكومة ستسقط لوحدها وسيسقط معها نهج الحكم القائم).
واضافت "الأنوار" : أما الحملة من (حزب الله) فكانت متعددة الاصوات. وقد قال نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم امس (اذكر الحكومة اللبنانية بأنها تكثر من الحركة السياسية والشأن السياسي وفي اغلبها اجابات على اسئلة اوروبية وأميركية ومجلس الامن. عليكم ان تخففوا من الزيارات التي تشغل الحكومة عن مهامها الاساسية الاجتماعية والانمائية، وعندما تكون الحركة السياسية املاءات فلم اسمع بمطالب لبنانية بل بمطالب اميركية وأوروبية ولمجلس الامن). بدوره قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد ان الكتلة ستتوجه بسؤال الى الحكومة وربما تحوله الى استجواب اذا لم تحصل على جواب، حول ما ورد في تقرير لارسن الذي نقل عن رئيس الحكومة التزامه بتنفيذ القرار .1559 وقال رعد (هناك حلقة مفقودة والمسؤول عن الاجابة هو رئيس الحكومة. وإذا كان رئيس الحكومة قد التزم بذلك فعليه ان يكون جريئا ويعلن ذلك امام شعبه، اما اذا لم يلتزم فعليه ان يكّذب ما ورد بتقرير لارسن. ان الديماغوجية والانفصام بين الموقف والممارسة في اللحظة الصعبة التي تمر بها البلاد امر غير مقبول على الاطلاق). واعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ان اداء الحكومة لا يوحي ان الاولويات هي اولويات الشعب. متسائلا (هل ان هم اللبنانيين الاساسي اليوم هو السلاح الفلسطيني او سلاح المقاومة، وهل كانت مشكلة اللبنانيين الرئيسة ترسيم الحدود مع سوريا..?).
وانضم نائب رئيس حركة (امل) النائب ايوب حميّد الى الحملة وقال (لماذا قلب الاولويات لكي يؤزم البلد داخليا ونقع في الاشكاليات كالحديث عن وضع مراقبين على طول الحدود اللبنانية - الفلسطينية المحتلة وترسيم الحدود السورية - اللبنانية نحن مع ترسيم هذه الحدود ولكنها ليست من الاولويات امام التحرك الشعبي المطالب بخفض سعر المشتقات النفطية ودعم صفيحة المازوت). وعلى خط مواز، وفي كلمة له لدى وصوله الى وسط بيروت امس لحضور انطلاق ماراثون بيروت قال الرئيس السنيورة (ان وجود اللبنانيين من الشباب ومختلف الاعمار في هذه المشاركة مهم، ويعبر على ان اللبنانيين هم معا ويعملون ويعمرون لبنان معا ويهتمون من اجل لبنان ليبقى حرا ومستقلا وسيدا ويكونوا ملتزمين القضايا العربية ايضا معا، ونريد ايضا ان نسترجع مزارع شبعا معا، هذا النشاط اليوم يعبر عن جميع اللبنانيين في وسائل عديدة، في مراحل مختلفة في وحدتهم وسيستمرون مهما حاول البعض تفرقتهم، وسوف نظل نرى اللبنانيين دائما معا وسيبقون معا ان شاء الله وسيبنون لبنان كما يحلم به الشباب).
صحيفة المستقبل :
قالت "المستقبل" انه بعد أربعة أيام على خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي تضمن اتهامات ضد لبنان والغالبية السياسية ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، وقبلهم جميعاً، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعد مرور أقل من أسبوعين على بيان مجلس المطارنة الموارنة المتضمن موقف الكنيسة من رئاسة الجمهورية وغداة استجواب رئيس الجمهورية اميل لحود، بوصفه "شاهدا" من قبل لجنة التحقيق الدولية وعلى مدى ست ساعات، برزت، أمس، مجموعة من المواقف الرئيسية التي ترسم صورة المرحلة السياسية المقبلة.
اولاًـ أسف البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في عظة أمس لـ "الهجمات الكلامية"، في اشارة الى ما جاء في خطاب الاسد من دون ان يسميه، ووصف العبارات في الخطاب بأنها "نابية"، ملاحظاً "ان الخوف كالغضب هما اسوأ نصيح".
وأعرب خلال حوار مع طلاب قسم الاعلام في الجامعة اليسوعية عن قلقه من "وجود عناصر من الاستخبارات السورية السرية لا تزال تعمل في لبنان، اضافة الى احزاب او اشخاص ينتمون الى هذه او تلك من البلدان يعملون لصالح بلادهم"، لكنه أشار الى ان "الاستقلال معركة دائمة ومستمرة، ولا يمكن ان تطالب به فئة من الناس دون الفئات الاخرى، ولذلك عندما طالبت به الفئة المسيحية وحدها لم تستطع ان تحصل عليه الا عندما انضمت اليها فئة ثانية من المسلمين".
وفي موضوع رئاسة الجمهورية، شرح البطريرك صفير شرحاً وافياً ما ورد في البيان الاخير للمطارنة الموارنة فقال "كنا ضد خرق الدستور والتمديد، وقلنا ان للرئاسة حصانتها ويجب ان نحافظ على هذه الحصانة وان يحافظ عليها الشعب ومن يشغل موقع الرئاسة"، لكنه أضاف: "لسنا من القائلين انه على الرئيس ان يعتزل اليوم، ولسنا من الذين يقولون ان الرئيس يجب ان يستمر الى النهاية، وهناك موقف بين الاثنين".
واذ لفت الى ان للحود "أن يقدر اذا كان وجوده في السلطة مفيداً او مضراً"، شدد على انه "مهما يكن من امر لا يمكن ان يختار المسيحيون فقط رئيس الجمهورية، لان رئيس لبنان يجب ان يكون لجميع اللبنانيين، وان يوافق جميع اللبنانيين على سلطته، ولا يمكنه ان يكون رئيس فئة دون فئة"، مؤكدا "ان الحكم في لبنان هو شراكة بين جميع اللبنانيين". وفي اشارة لا تخلو من دلالات، قال صفير: "ان الطائف لم يقبل به جميع الناس عندما أقر، وبعد ذلك ان بنوداً منه لم تطبق بحذافيرها ويجب تطبيقها وفي ضوء تطبيقها تظهر النواقص وعندها يصار الى سد هذه النواقص بطريقة يجمع عليها اللبنانيون".
واشارت "المستقبل" الى انه في أول تعليق له على خطاب الاسد، حدد رئيس كتلة "الاصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون موقفاً جزئياً من الخطاب، حصره بالهجوم السوري على الرئيس السنيورة من دون ان يتناول تداعيات هذا الخطاب وتأثيراته على مجمل الوضع اللبناني الداخلي، واستمر على تحييده رئيس الجمهورية.
وقال ان السنيورة "ليس عبداً لاحد، وهو رئيس حكومة للشعب اللبناني في وطن سيد حر مستقل، ودافع ودفع ثمن حرياته ولا يجوز ان ينعت بهذه الاوصاف". وأسف ان ينادي الاسد "بعض الشعب اللبناني لمساندته ضد الامم المتحدة"، مكرراً مطالبته "بعلاقات مع سوريا من خلال الحكومة اللبنانية"، منبّهاً الى ان الشعب اللبناني "ليس ناكراً للجميل"، وأنه (اي عون) كان "اول المتسامحين مع سوريا بعد ان تركت لبنان".
ونفى عون حصول اجتماع بينه وبين لحود، في البياضة، لكنه أكد ان ليس لديه "عقدة من الاجتماع علناً به، والحمدلله ان رئيس الجمهورية لغاية الآن ليس متهماً". وبالعودة الى استجواب اللجنة الدولية للرئيس لحود، فقد أكد المستشار الاعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا ان "لحود هو من طلب من رئيس لجنة التحقيق القاضي الالماني ديتليف ميليس ايفاد اعضاء من اللجنة للاستماع لأقواله في قضية اغتيال الرئيس الحريري".
وقال في حوار مع صحيفة "عكاظ" السعودية، نشر أمس، ان ما تمّ مع اللجنة "هو استماع لاقوال لحود، وليس استجواباً او تحقيقاً"، مشيراً الى ان لحود "يملك حصانة ولا يمكن استجوابه"، ولافتاً الى ان "لحود مستعد لاستكمال جلسة الاستماع مرة اخرى".
من جهته، أكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، الذي عاد، أول من أمس، الى بيروت بعد مشاركته كضيف شرف، في ندوة المجموعة الاشتراكية في البرلمان الاوروبي في برشلونة، رفضه القبول بأي تسوية كان على حساب التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، معتبراً ان "ليس ثمة مشكلة بين الشعبين اللبناني والسوري بل ان المشكلة هي مع النظام السوري، الذي عليه الالتزام بقرار مجلس الامن 1636 الذي يدعوه الى التعاون الكامل وغير المشروط في ما يتعلق بكشف الجناة" أما "حزب الله" فقد واصل حملته على رئيس الحكومة، وكشف انه سيسأل الرئيس السنيورة عما ورد في تقرير مبعوث الامين العام للامين العام للامم المتحدة لمراقبة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن "الذي نقل عن رئيس الحكومة التزامه بتنفيذ القرار1559"، معلناً ان حكم الاكثرية لوحدها تحت عنوان التوافق امر غير وارد.
ولفت نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الى ان الحكومة "تكثر من الحركة السياسية والشأن السياسي وهي في اغلبها اجابات على اسئلة اوروبية اميركية ومجلس الامن"، ودعاها الى التخفيف من الزيارات "التي تشغلها عن مهامها الاساسية الاجتماعية والانمائية"، وطالبها بمناقشة موضوع المازوت "وان تضحي لمصلحة الشعب من ايرادات الشركات العقارية وكبار المستثمرين وتخفيف ارباح السمسرات" أما رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد فاشار الى ان الكتلة ستتوجه بسؤال الى الحكومة عما ورد في تقرير لارسن "الذي نقل عن رئيس الحكومة التزامه بتنفيذ القرار1559"، وأكد "ان الديماغوجية والانفصام بين المواقف والممارسة في اللحظة الحرجة أمر غير مقبول، لانه يسهم في تعقيد الموقف وتأزيم المشكلة"، مذكراً بأن مشاركة الحزب في الحكومة كان "على اساس ان موضوع المقاومة وسلاحها شأن لبناني داخلي يعالج بالحوار بين اللبنانيين جميعاً"، مشيراً الى ان "كل خطوة ينبغي ان تصدر عن الحكومة يجب ان تكون محل توافق، فبامكان الاكثرية ان تحكم لوحدها، لكن ان تحكم تحت عنوان التوافق برأي الاكثرية فهذا امر غير وارد". واوضح ان انسحاب وزراء "أمل" و"حزب الله" من جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، كان بهدف "ابقاء امكانية فعل لتمتين العلاقة بين لبنان وسوريا وتسويتها، فوصفنا بأننا طائفيون (...)". ورداً على الحملة المتواصلة لحزب الله، اوضحت مصادر رئيس الحكومة ان "الكلام الذي يقوله للموفدين كافة هو ما يقوله في تصريحاته".
واضافت ان السنيورة ابلغ جميع الموفدين انه "في ما يتعلق بالقرارات الدولية فان لبنان يحترمها، لكن سلاح حزب الله يحتاج الى حوار والحكومة ستسعى الى آلية حوار للتوصل الى تفاهمات وطنية". ولفتت الى ان السنيورة "طلب من كل الذين التقاهم على مختلف المستويات الدولية عدم ممارسة اي ضغط على لبنان في هذا الخصوص، وترك لبنان يعالج هذا العنوان بالحوار".
واكدت ان "رئيس الحكومة رفض التعاطي مع حزب الله بوصفه مجموعة مسلحة وأكد للجميع ان حزب الله شريحة اساسية في المجتمع وان الطريق الوحيد لمعالجة مسألة السلاح هي الحوار". اما بشأن ما ذكر في بعض وسائل الاعلام عن طلب من السنيورة لوساطة ايرانية مع سوريا، قالت مصادر رئيس الحكومة ل"المستقبل" ان السنيورة "لم يكلف اي دولة بالتوسط"، لافتة الى ان "موقفه من سوريا هو ما يردده دائماً عن السعي الى علاقات جيدة مبنية على الاحترام المتبادل والندية".
صحيفة الديار:
الديار : حزب الله يوجه انتقاداً للحكومة وسؤالاً قد يحوله لاستجواب في المجلس رايس تطلب من دمشق التعاون على قاعدة الاذعان وسولانا يستبعد العقوبات جنبلاط يدين الارهاب على المدنيين الاسرائيليين وعون الى واشنطن اليوم رأت "الديار" ان المواقف الحادة التي صدرت خلال عطلة نهاية الاسبوع تنبئ بأن لبنان على أهبة الدخول في عاصفة سياسية ستكون احدى ساحاتها مجلس الوزراء، وهو ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى صمود الحكومة واستمرارها في المرحلة المقبلة، بعد ان ادى انسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء الى دق ناقوس الخطر في هذا المجال. فلقد صدرت امس اربعة مواقف عنيفة عن حزب الله توزعت بين نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، والنائبين محمد حيدر وحسن فضل الله، طالبت رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بجواب صريح حول ما ورد في تقرير مبعوث الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن الذي نقل عن رئيس الحكومة التزامه بتنفيذ القرار 1559، محذرين من التعاطي بمنطق الاكثرية والاقلية الى مغبة تعريض الشراكة للاهتزاز في حال استمرار هذا الواقع. كما لوّح النائب محمد رعد بتوجيه سؤال الى الحكومة قد يتحول الى استجواب حول هذه النقطة. والنقطة الثانية والمرشحة لأن تثير جدلا سياسيا قويا هو ما اعلنه رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط من ادانة للمرة الاولى في تاريخه ما وصفه بالارهاب ضد المدنيين الاسرائيليين. وجاء موقفه من برشلونة في اسبانيا في ختام ندوة المجموعة الاشتراكية في البرلمان الاوروبي حول عشر سنوات على معاهدة برشلونة ورافقه في الزيارة الوزيران مروان حماده ونعمة طعمة. اما النقطة الثالثة فتتعلق بالتحقيقات الجارية حول ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري مع عودة رئيس اللجنة القاضي ديتليف ميليس المتوقعة الى بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث جددت غوندوليزا رايس انتقاداتها لدمشق في هذا الاطار آخذة عليها تعطيل التحقيق الذي تجريه الامم المتحدة في اغتيال الرئيس الحريري على قاعدة الاذعان بدلاً من التعاون من خلال التفاوض بين دمشق ولجنة التحقيق وقالت رايس في مؤتمر صحفي مشترك عقدته مع نظيرها السعودي الامير سعود الفيصل خلال وجودها في جدة ان ما رأته حتى الآن من جانب سوريا هو العديد من الانتقادات حيال التحقيق وان هذا الامر غير ممكن بكل بساطة وختمت قائلة: آمل ان تتعاون سوريا في شكل او في اخر. وقالت "الديار" انه في دمشق فقد صدر نفي لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية حول ما نشر من توصل المستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية رياض الداوودي الى اتفاق مع رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس لدى اجتماعه معه في بيروت في التاسع من الشهر الجاري حول مكان استجواب المسؤولين السوريين وآليات الاستجواب وقال المصدر ان ميليس رفض البحث في اقتراح ان يتم اجراء التحقيق في سوريا اوتحت مظلة الجامعة العربية في القاهرة في حين ان القرار 1636 لا يعني بالضرورة ان يكون المكان خارج سوريا. اما على صعيد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، فلفتت الزيارة التي سيقوم بها مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم الجنبري الى قصر بعبدا اليوم في اطارالزيارة الرسمية التي يقوم بها الى لبنان، كذلك لفت الاجتماع الذي سيجري بين الرئيس لحود والوفد البرلماني الاوروبي في جامعة سيدة اللويزة اليوم، على هامش تدشين مركز دراسات علوم المياه والبيئة والطاقة في الجامعة برعايته.
في هذا الوقت من المقرر ان يغادر العماد ميشال عون لبنان اليوم الى واشنطن في زيارة تستمر حوالى العشرة ايام، سيلتقي خلالها عون مسؤولين اميركيين في وزارة الخارجية الاميركية، ومن بينهم نائب وزيرة الخارجية الاميركية. اما الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا فقال من عمان ردا على سؤال حول سوريا وامكانية فرض عقوبات اقتصادية عليها "من المبكر الحديث في موضوع العقوبات الاقتصادية لكن امل ان تتعاون سوريا مع مجلس الامن ومع لجنة التحقيق الدولية ولن تكون هناك عقوبات اقتصادية في الوقت الحاضر.
وحول لبنان، قال ان "الاوضاع في لبنان بدت هادئة ويصر اللبنانيون على استمرارية بناء علاقات الصداقة مع سوريا على اساس الاحترام المتبادل بين الطرفين اما في دمشق فلقد نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية ما نشرته صحيفة "الحياة "من ان المستشار القانوني لوزارة الخارجية الســورية الدكتور رياض الداوودي قد توصل الى اتفاق مع رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس لدى اجتماعه معه في بيروت في التاسع من الشهر الجاري حول مكان استجواب الاشخاص السوريين وآلات الاستجواب. وقال المصدر ان السيد ميليس رفض البحث في اقتراح ان يتم إجراء التحقيق في سوريا او تحت مظلة الجامعة العربية في القاهرة في حين ان القرار 1636 لا يعني بالضرورة ان يكون المكان خارج سوريا قد يكون ذلك في سوريا او في اي مكان آخر.
واضاف المصدر انه من الواضح ان تقرير صحيفة "الحياة "من نيويورك قد استند الى مصادر غير دقيقة. الى ذلك قال وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ان سوريا تتحاشى إجراء التحقيقات مع مواطنيها بشأن اغتيال رفيق الحريري في لبنان حفاظاً على استقراره، معتبراً ان هذا الامر سيؤدي الى قيام تظاهرات لصالح كل طرف في لبنان، واوضح السيد الشرع في تصريحات له على هامش اعمال منتدى المنامة امس يقول.. نحن نتحاشى هذا الموضوع، ومن مصلحة الجميع ان يتحاشوه.. لا نريد مظاهرات من الجانبين لصالح كل طرف في هذه المقابلات التي سيجريها السيد ميليس حرصاً منا على عدم اثارة المشاعر، سلبية كانت ام ايجابية، نحن نتحاشى هذا الموضوع. وجدد الشرع موقف سوريا المؤيد لإجراء التحقيقات في أي مكان في سوريا تحت علم الأمم المتحدة أو في مقر الجامعة العربية في القاهرة، موضحاً ان سوريا ستتعاون بالكامل مع اللجنة الدولية، وقال ليس لدينا اي تحفظات سوى سيادة سوريا.
من جانب آخر اكد مصدر اعلامي سوري ان اللجنة القضائية السورية تلقت جواباً من النائب العام اللبناني القاضي سعيد ميرزا أعلن فيه شكره على التهنئة بالعيد واستعداد اللجنة السورية للتعاون مع السلطات القضائية اللبنانية في جريمة اغتيال المرحوم رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق وان موضوع إرسال التحقيقات لا يزال قيد الدراسة حتى الآن. واضافت "الديار" انه في لبنان شن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم هجوما عنيفا على الحكومة وقال : لماذا يوجد أب للقرار 1559 ولارسن ابوه واستاذه الذي يعلم ولا يوجد للقرار 194 الذي يتجاوز عمره الـ 50 عاما، ولماذا يوجد ابوان للقرار 1614 و 1636 ويضعون لهما جداول زمنية ولا يسألون عن القرارات المتعلقة بفلسطين، فاكثر من 80 قذيفة سقطت في مزارع شبعا اضافة الى تحركات واعتداءات وطيران وغارات وهمية فوق الاراضي اللبنانية، ولم نجد مجلس الامن يتحرك او يدين. ورغم ذلك لن نرد على هذه الاعتداءات ولنا هدف من ذلك ولكم ان تفسروا كيفما تشاؤون، ولكننا سنذكركم كيف تتعاطون عندما نرد على هذه الاعتداءات ؟ وكيف انتم منحازون؟ والمنطقة ستحدد هدفها بأيدي شبابها وسنكون عند حسن الظن.
وتابع :"اذكر الحكومة اللبنانية بانها تكثر من الحركة السياسية والشأن السياسي وفي اغلبها اجابات على اسئلة اوروبية اميركية ومجلس الامن. عليك ان تخففوا من الزيارات التي تشغل الحكومة عن مهامها الاساسية الاجتماعية والانمائية، وعندما تكون الحركة السياسية املاءات فلم اسمع بمطالب لبنانية بل بمطالب اميركية واوروبية ولمجلس الامن، والحكومة مسؤولة عن مناقشة موضوع المازوت لانه قضية حساسة ونعرف ان تكلفته عالية ولكنها مكلفة للمستضعفين بعيدا عن النهب والسمسرات، وهذا الشعب من حقه ان يعيس ولا يعيش الالم والمرض والمشاكل بسبب عدم قدرته على شراء المازوت، وتستطيع الدولة ان تضحي لمصلحة الشعب من ايرادات الشركات العقارية وكبار المستثمرين وتخفيف ارباح السمسرات، فيما البقاع يعيش الالم الكبير لغياب الزراعات البديلة وتصريف الانتاج الزراعي والطرقات والمياه وختم "انصح الحكومة اللبنانية والمعنيين والمسؤولين الذين يحملون هم هذا البلد، وفي قناعاتنا ان الحكومة اللبنانية وحدة متضامنة وهي مسؤولة كوحدة متكاملة ولا يوجد اكثرية واقلية، والا لم تكن هناك حكومة، فالاقلية والاكثرية خارج الحكومة، وفي الحكومة قوى سياسية اجتمعت لتقرير مصير البلد مجتمعا، وهي تأخذ اراء الافرقاء الموجودين ولهم حق متكافىء مع بعضهم لانهم شركاء. وفي الحكومة يوجد شراكة وتعاون وهذا ما نرغب به واسأل الله ان تتوصل الحكومة الى هذا الدور حتى المعارضة يجب ان تأخذ دورها حتى لو لم تكن ممثلة بالحكومة والافضل ان تسلك هذا المسلك. واشارت "الديار"انه في المقابل وفي موقف لافت سيثير الكثير من الجدل فلقد دان النائب وليد جنبلاط وللمرة الاولى في تاريخه الارهاب ضد المدنيين الاسرائيليين وطالب في المقابل بوقف ارهاب الجيش الاسرائيلي على المدنيين والعزل الفلسطينيين ووقف عمليات الاغتيال المنتقاة.
واضاف جنبلاط :"اما في ما يتعلق بالعلاقات بين لبنان وسوريا فليس هنالك من مشكلة بين الشعبين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وانما المشكلة الاساس هي مع النظام السوري الذي عليه اليوم الالتزام بقرار مجلس الامن 1636 الذي يدعوه الى التعاون الكامل، وغير المشروط في ما يتعلق بالتحقيق لكشف الجناة الذين اغتالوا رفيق الحريري، وفي هذا الصدد لن نقبل باي تسوية كانت على حساب هذا التحقيق.
صحيفة السفير:
قالت "السفير" ان السجال السياسي استمر بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من جهة و"حزب الله" من جهة ثانية، وذلك على خلفية انسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، احتجاجا على قرار رئيس الحكومة بالرد والتعليق في الجلسة على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، وتحديدا ما تضمنه من انتقادات مباشرة إليه. في هذه الأثناء، توجه العماد ميشال عون، ليل أمس، إلى واشنطن، التي سيصلها اليوم، تلبية لدعوة رسمية حيث سيلتقي عددا من المسؤولين الاميركيين ويتباحث معهم في عدد من الملفات اللبنانية أبرزها الملف الرئاسي. وسبق توجه عون إلى واشنطن، تكثيف جلسات الحوار والتواصل بين ممثليه وممثلي قيادة "حزب الله"، سعيا الى صياغة تفاهمات حول عدد من القضايا وأبرزها العناوين الإصلاحية والاجتماعية.
ورصد المتابعون، في هذا الإطار، تناغما في اللهجة التي ميّزت خطاب عون ونواب كتلة الإصلاح والتغيير، مع خطاب قيادة "حزب الله" إزاء الملف المطلبي، وترافق ذلك، مع تحركات مطلبية هي الأولى من نوعها على الأرض منذ فترة طويلة، تركزت في بعلبك وزحلة، في ظل أجواء توحي بأنها ستتمدد في المرحلة المقبلة، وخاصة بعد عودة عون من واشنطن إلى مناطق أخرى، إلا إذا طرأ ما يؤدي إلى تجميدها في هذه المرحلة ربطا بحسابات سياسية رئاسية.
سياسيا، أعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية محمد رعد ان الكتلة ستوجه سؤالا الى الحكومة وقد تحوله الى استجواب، إذا لم تحصل على جواب حول ما ورد في تقرير المسؤول الدولي تيري رود لارسن الذي نقل عن رئيس الحكومة التزامه بتنفيذ القرار 1559، وقال "ان المسؤول عن الاجابة عن هذه الحلقة المفقودة هو رئيس الحكومة، وإذا كان قد التزم بذلك فعليه أن يكون جريئا ويعلن ذلك امام شعبه، اما إذا لم يلتزم فعليه ان يكذّب ما ورد في تقرير لارسن، فالديماغوجية والانفصام بين المواقف والممارسة أمر غير مقبول على الاطلاق لانه يسهم في تأزيم المشكلة".
واضافت "السفير" ان رئيس الحكومة سارع إلى الرد على كلام رعد، فأكدت مصادره ان ليس هناك كلام يقوله امام المؤسسات والمسؤولين الدوليين، مختلف عما يقوله علنا في تصريحاته. "فالحكومة اللبنانية تحترم الشرعية الدولية والقرارات الصادرة عنها، وفي ما يتعلق بالقرار 1559، وتحديدا البند المتعلق بنزع سلاح "حزب الله"، فقد ابلغنا المسؤولين الاميركيين والدوليين ان الموضوع يحتاج الى حوار داخلي لبناني ولا يتم إلا عبر ذلك، وقلنا لهم دعونا كلبنانيين نهيئ الأرضية عبر الحوار ولكي نتواءم مع قرارات الشرعية الدولية". وأضافت مصادر رئيس الحكومة أن السنيورة أبلغ المسؤولين الاميركيين الذين التقاهم في واشنطن كما في بيروت، أن النظرة إلى "حزب الله" بوصفه يمثل مجموعة من المسلحين هي نظرة خاطئة، فهذه الفئة تمثل شريحة لبنانية واسعة وعندها ممثلوها في البرلمان ولديها شرعية داخلية ومن هنا اهمية الحوار معها لاستيعابها والاستماع الى وجهة "نظرها، وبالتالي لا موقف آخر لرئيس الحكومة من المسألة من تحت الطاولة كما يردد البعض".
ونفت مصادر السنيورة، ان تكون الحكومة قد طلبت وساطة إيرانية بين لبنان وسوريا، وقالت "كل ما جرى ان رئيس الحكومة استدعى السفراء العرب ثم السفير الايراني في بيروت وشرح لهم الموقف اللبناني من خطاب الرئيس السوري وأبلغهم ان لبنان يسعى الى علاقات جيدة وممتازة مع سوريا تقوم على الاحترام المتبادل والندّية، وهو يركز، بغض النظر عما ستصل اليه نتائج التحقيق الدولي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على نقطتين اثنتين هامتين:
اولا، نحن ضد اية عقوبات على الشعب السوري بل المطلوب حصرها بمن يثبت تورطه في الجريمة.
ثانيا، نحن نسعى الى علاقات جيدة مع سوريا بغض النظر عن أي حدث ثان".
وردا على سؤال، حول موقف رئيس الحكومة من المشاركة في حفل الاستقبال التقليدي في القصر الجمهوري في بعبدا، لمناسبة عيد الاستقلال، أجابت مصادر السنيورة أن الموقف من المشاركة أو عدمها ما زال موضع درس حتى الآن، علما انه سيشارك في حضور عرض الاستقلال في ساحة الشهداء.
واشارت "السفير" ان الجدير بالذكر ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بدأ امس جولة خليجية محطتها الاولى دولة الامارات العربية المتحدة، على ان يتوجه بعد ذلك الى دولة الكويت. وتردد ان بري، اتصل قبيل مغادرته بالرئيس السنيورة، وربط موقفه من حضور استقبال بعبدا، بموقف رئيس الحكومة، وبالتالي ترك موعد عودته الى بيروت معلقا الى حين بت الامر لاحقا، علما ان مواعيده الرسمية في الكويت تنتهي في الحادي والعشرين من الجاري. إلى ذلك لم يؤد الاجتماع الذي عقد قبل يومين بين الرئيس السنيورة والنائب علي حسن خليل الى إزالة الالتباس القائم بين الطرفين على خلفية إجراءات تتخذها الحكومة. وخصوصا أن رئيس الحكومة رفض توضيح سبب وضعه مدير عام وزارة الاقتصاد فادي مكي بتصرفه مكتفيا بالقول إنها خطوة من صلاحية الحكومة، وهو الامر الذي لا يمكن "قبوله سياسيا" من جانب الطرف الآخر. وعلم ان النائب خليل سوف يوجه خلال الايام القليلة المقبلة سؤالا الى الحكومة حول مصير المديرين العامين الموضوعين بالتصرف. وخصوصا أن "أمل" وقوى اخرى تبلغت من رئيس الحكومة نيته القيام بخطوات إضافية على هذا الصعيد، منها وضع رئيس مجلس الادارة في مؤسسة "إيدال" نبيل عيتاني بالتصرف ايضا. كذلك تردد أن السنيورة ينوي ان تشمل خطوته هذه المدير العام لوزارة المالية ألان بيفاني. في هذه الاثناء، توالت ردود الفعل اللبنانية، تعليقا على خطاب الرئيس السوري وأبرزها امس للبطريرك الماروني نصر الله صفير والعماد ميشال عون. وقال صفير في حوار مفتوح مع وفد من طلاب اليسوعية "الاستقلال لم ينجز كاملا بعد الانسحاب السوري من لبنان وهناك قوى للاستخبارات السورية لا تزال تعمل بالاضافة الى أحزاب او أشخاص ينتمون الى هذه او تلك من البلدان يعملون لصالح بلادهم ولا يزال لها حدود عمل، فلذلك قلنا إن الاستقلال معركة دائمة ومستمرة". وأسف صفير في عظة الأحد ل"الهجمات الكلامية النابية التي تعاظمت"، وعلق على خطاب الرئيس السوري بشار الاسد، من دون ان يسميه، قائلا ان "الخوف والغضب هما أسوأ نصيح". وجدد موقفه من موضوع الرئاسة مؤكدا ان "على الرئيس ان يقدر إذا كان بقاؤه مفيدا أو مضرا"، مشددا على ان الرئيس المقبل "يختاره جميع اللبنانيين وليس فئة دون أخرى". وانتقد صفير، بشكل غير مباشر، مغادرة الوزراء الشيعة جلسة مجلس الوزراء، معتبرا انها سابقة، "فهذه المرة الاولى التي يحصل ذلك، ولكن نتمنى ان يكون هناك توافق ليس فقط بين اعضاء الحكومة ولكن بين جميع اللبنانيين". بدوره، رفض العماد عون الكلام الذي وجهه الاسد للرئيس السنيورة، "فهو ليس عبداً لأحد، ورئيس حكومة للشعب اللبناني في وطن سيد حر مستقل، ودافع ودفع ثمن حرياته ولا يجوز ان ينعت بهذه الاوصاف". وفي مؤشر، يتزامن مع تركيز "حزب الله" أيضا على اولوية الملف الاجتماعي، اطلق العماد عون سلسلة مواقف في مؤتمر انماء البلديات في كسروان الفتوح، في الرابية، على قاعدة الدعوة الى وقف سياسة الحجر، طارحا مجموعة عناوين اقتصادية واجتماعية وإنمائية. وتزامن خطاب عون مع إطلاق تحركات على الارض، تحت لافتة العناوين الاجتماعية، في زحلة وبعلبك خلال اليومين الماضيين، فيما تردد ان التيار الوطني الحر ينسق مع النائب السابق طلال ارسلان لإطلاق سلسلة تحركات في الايام المقبلة في منطقة عاليه والجبل
صحيفة النهار:
كتبت "النهار" تقول ان السخونة ارتفعت في نبرة "حزب الله" حيال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس مما طرح مزيداً من علامات الاستفهام والتساؤلات عما ستؤول اليه علاقتهما المتوترة، خصوصاً ان اوساط السنيورة سارعت الى اصدار توضيحات وردود على مجموعة مواقف انطلقت دفعة واحدة على ألسنة مسؤولين ونواب في الحزب وتركزت على انتقاد مواقف للحكومة ورئيسها. واتخذت انتقادات "حزب الله" لرئيس الحكومة طابع التحضير لخطوات جديدة مع اعلان رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان الكتلة "ستوجه سؤالا الى الحكومة وربما تحوله استجواباً اذا لم تحصل على جواب عما ورد في تقرير تيري رود – لارسن الذي نقل عن رئيس الحكومة التزامه تنفيذ القرار 1559". كما تناولت مواقف اخرى لنواب في الحزب موضوع خفض سعر المازوت. وقال النائب حسن فضل الله "ان شراكتنا في الحكومة تتعرض للاهتزاز نتيجة عقلية الارقام التي تدار بها البلاد". ومساء سارعت اوساط الرئيس السنيورة الى الرد على "الحملة المبرمجة"، فأوضحت اولا في موضوع القرار 1559 ان كلام رئيس الحكومة الى الموفدين الدوليين هو نفسه الذي يعلنه في تصريحاته وهو ان الحكومة تحترم القرارات الدولية لكن البند المتعلق بنزع سلاح "حزب الله" يتطلب حواراً لبنانياً ويجب ان يترك للبنانيين لايجاد الآلية الداخلية بما يتواءم مع هذا البند عبر الحوار، وان "حزب الله" يمثل شريحة اساسية من اللبنانيين ولا يمكن التعامل معه على انه مجموعة مسلحين. واكدت الاوساط نفسها ان السنيورة لم يقل عكس ذلك في اي اجتماع ولا شيء عنده تحت الطاولة. كذلك نفت اوساط رئيس الحكومة ما تردد عن طلبه من السفير الايراني مسعود الادريسي لدى استقباله اياه اول من امس ان تقوم ايران بوساطة بين لبنان وسوريا، واوضحت ان هذا اللقاء كان ضمن اللقاءات التي اجراها السنيورة مع السفراء لشرح موقف الحكومة من خطاب الرئيس السوري بشار الاسد ولم يطلب السنيورة اي وساطة. وتابعت "النهار" قائلة انه في موضوع المازوت ،اكدت الاوساط ان لا مانع لدى رئيس الحكومة اطلاقا من قيام الحكومة بأي خطوة من شأنها التخفيف عن كاهل المواطن في اسعار المحروقات وتحديدا المازوت. وأشارت الى انه وفق دراسة اعدها وزير الطاقة محمد فنيش فان دعم المازوت على نحو يجعل سعر صفيحة المازوت 14 او 15 الف ليرة لمدة ثلاثة اشهر فقط يكلف الدولة ما بين 85 و90 مليار ليرة في حين ان الدولة عاجزة عن تأمين هذا المبلغ. ولفتت الى ان دعم الحكومة للكهرباء يكلف الدولة سنويا 800 مليون دولار. واستغربت الحملة المبرمجة على الحكومة انطلاقا من موضوع المازوت مكررة الاستعداد للتجاوب مع اي خطة لوزير الطاقة تلحظ تأمين المال لدعم المازوت. اشارت "النهار" انه في غضون ذلك برزت امس مواقف متقدمة من القضايا الساخنة لكل من البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والنائب العماد ميشال عون من شأنها ان تترك انعكاسات وتفاعلات سياسية. فالبطريرك صفير أسف في عظته امس "لتعاظم الهجمات الكلامية النابية وتبادل اتهامات من شأنها ان تباعد بين من كان يجب ان تجمعهم المصيبة ووشائج الاخوة وحرمة الجوار والمصالح المشتركة". وبدا ذلك اشارة ضمنية الى خطاب الرئيس بشار الاسد وما تركه من اصداء. لكن صفير اكد بوضوح امام وفد طلابي لاحقاً "ان هناك قوى للاستخبارات السورية لا تزال تعمل (في لبنان) اضافة الى احزاب او اشخاص ينتمون الى هذه او تلك من البلدان يعملون لمصلحة بلادهم ". وفي ما يمكن اعتباره اول موقف من نوعه من موضوع رئاسة الجمهورية قال صفير "نحن لسنا من القائلين ان على الرئيس ان يعتزل اليوم ولسنا من الذين يقولون ان الرئيس يجب ان يستمر الى النهاية، وهناك موقف بين الاثنين". اما العماد عون فرد امس على خطاب الرئيس السوري قائلا "نحن ضد الكلام الذي وجه الى الرئيس السنيورة، فهو ليس عبدا لاحد وهو رئيس حكومة للشعب اللبناني في وطن حر سيد مستقل ودافع ودفع ثمن حرياته ولا يجوز ان ينعت بهذه الاوصاف". واسف "لمناداة الرئيس السوري بعض الشعب اللبناني لمساندته ضد الامم المتحدة" قائلا "هذا الموضوع يزعجنا فنحن نطالب بعلاقات مع سوريا من خلال الحكومة اللبنانية لا من خلال مراكز نفوذ ضمن الشعب اللبناني".
صحيفة البيرق :
قالت "البيرق" انه ينتظر ان يكون هذا الاسبوع اسبوع حسم الموقف بين سوريا ولجنة التحقيق الدولية لجهة الاتفاق على مكان استجواب المسؤولين الامنيين السوريين الستة ، ذلك ان الخيارات في هذا الصدد ما زالت تدور بين الطروحات السورية ،فيما يصر القاضي ميليس على ان يكون مكان الاستجواب مقر اللجنة في المونتيفردي ، وهو ما تعارضه دمشق نظرا لصبغته اللبنانية من جهة ولتحاشي حصول ردود فعل لبنانية بين مؤيد ومعارض يمكن ان تنعكس سلبا على الوضع الداخلي في لبنان ، على حد ما قاله الوزير السوري فاروق الشرع الذي تردد ان اللجنة تريد الاستماع اليه كشاهد . الى ذلك علمت "البيرق" ان دمشق ستجري خلال الايام المقبلة سلسلة مشاورات مع حلفائها في لبنان والمنطقة تتعلق بالقضايا المطروحة وسبل مواجهتها . وقد كانت زيارة وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي امس لدمشق في اطار هذه المشاورات وكان اللافت في هذا المجال استقبال الرئيس السنيورة السفير الايراني في بيروت مسعود الادريسي اول من امس ، وقد طلب منه السنيورة وساطة ايرانية على صعيد معالجة المتأزمة بينه وبين دمشق . من جهة ثانية علمت "البيرق" ان اتصالات ستنشط هذا الاسبوع في مختلف الاتجاهات الداخلية لمعالجة الأزمة القائمة حول موضوع الاحتفال بعيد الاستقلال وتقبل التخاني بالمناسبة في القصر الجمهوري . وفيما تشيع اوساط تحالف الاكثرية ان ثمة مقاطعة ستشهدها المناسبة ، وخصوصا حفل الاستقبال في القصر ، وفيما قالت مصادر ان السنيورة لم يقرر بعد المشاركة وان بري رهن حضوره بحضور السنيورة .قالت مصادر وثيقة الاطلاع ل"البيرق" في هذا المجال ان الرئيس لحود ابلغ بري والسنيورة انه ليس في وارد الغاء حفل الاستقبال في بعبدا وان هذه المناسبة الوطنية يجب ان تكون فوق كل الخلافات السياسية . على صعيد آخر وفي اول تعليق له على خطاب الرئيس السوري ، اعتبر البطريرك صفير ان الخوف كالغضب هو أسوأ نصيح . من جهته شن العماد عون حملة انتقاد واسعة طاولت بعض الاعلام اللبناني ، واعلن انه اصبح يشك بالكثير من الاعلام مطالبا بان يكون الاعلام واقعيا بنقل الاخبار بحثا عن الحقيقة وليس متجاوزا لها . ورفض النائب ميشال عون الكلام الذي وجهه الرئيس السوري الى الرئيس السنيورة مطالبا بعلاقات مع سوريا من خلال الحكومة لا من خلال مراكز النفوذ . الى ذلك كشف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان الكتلة ستتوجه بسؤال الى الحكومة وقد تحوله استجوابا اذا لم تحصل على جواب عما ورد في تقرير تيري رود لارسن الذي نقل عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة التزامه تنفيذ القرار 1559 . واكد رعد ان الحكومة هي حكومة توافقية وكل خطوة ينبغي ان تصدر عنها يجب ان تكون محل توافق والا فان بامكان الاكثرية ان تحكم وحدها .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018