ارشيف من : 2005-2008

بري لـ القبس : لست "مستر X"

بري لـ القبس : لست "مستر X"

نشرت صحيفة القبس الكويتية مقابلة مع دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري نعيد نشرها لأهميتها‏‏

كتب عدنان قاقون وبدر المشعان:‏‏

وصف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كلام الرئيس السوري بشار الاسد الاخير ضد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بانه "كلام ارتجالي قاس ضد لبنان".‏‏

وقال بري في حديث لـ"القبس" ان منصب رئاسة الجمهورية شأن يعني كل اللبنانيين وليس المسلمين وحدهم، لكنه اردف بالقول "انا خلف البطريرك الماروني نصر الله صفير في هذه المسألة".‏‏

واكد ان سلاح حزب الله هو شأن لبناني داخلي وهو امر ليس سهلا وان الولايات المتحدة متفهمة لهذه المسألة.‏‏

ونفى بري ان يكون هو "مستر X" الذي ورد في تقرير ميليس وقال لست "مستر X" .‏‏

حاوره: عدنان قاقون وبدر المشعان‏‏

أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ان "ترويكا الحكم" في لبنان ستحضر احتفالات عيد الاستقلال اللبناني الذي يصادف غدا الثلاثاء. وقال انه كان سيقاطع لو ان احد الرئيسين (الجمهورية او الحكومة) قاطع الاحتفالات، مضيفا "الحمد لله تلقيت اتصالا يؤكد مشاركة رئيسي الجمهورية والحكومة وبالتالي سأشارك ايضا".‏‏

وكشف بري خلال لقاء مع "القبس" ان رئيس الجمهورية ليس ملكا لطائفة معينة، وان موافقة مجلس النواب هي الاساس لكنه اردف قائلا "انا اقف خلف البطريرك نصرالله صفير بهذه المسألة".‏‏

وسئل بري عن رأيه في خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الاخير، فقال "الكلام القاسي الذي صدر بحق لبنان كان ارتجاليا ولم يكن بالنص الاصلي للخطاب".‏‏

واعتبر ان سلاح حزب الله هو شأن لبناني صرف، وان الولايات المتحدة متفهمة لهذا الشيء، وقال ان الحوار بدأ وهو ليس سهلا.‏‏

واكد ان الحريري كان قد ابلغه قبل وفاته بانه سيتحرك دوليا لتخفيف الضغوط على سوريا، مشيرا الى ان الولايات المتحدة تضغط على سوريا من خلال الكونغرس حتى قبل اغتيال الحريري.‏‏

وعن تقرير ميليس رفض بري مجددا الربط بين اغتيال الحريري والضغوط التي تتعرض لها دمشق، وقال ان لبنان رفض التحقيق مع المسؤولين السوريين على ارضه وتابع "نريد الحقيقة ولا نريد قتل الناطور".‏‏

وتحدث بري عن انسحاب وزراء حركة امل وحزب الله من جلسة مجلس الوزراء التي كانت ستناقش الخطاب السوري، وبين اسباب انسحاب الوزراء موضحا انه قد سبق الجلسة اتصال بينه وبين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تمنى فيه على السنيورة عدم مناقشة الخطاب نظرا لعدم الاستعداد وعدم قراءة الخطاب بشكل متأن.‏‏

وفي ما يلي نص الحوار:‏‏

* دولة الرئيس ذكرت في وقت سابق انك ستبتعد قليلاً عن لبنان حتى تكتمل صورة جمع الرؤساء الثلاثة في لبنان في عيد الاستقلال الذي يصادف غداً، فهل اكتملت الآن؟‏‏

- عندما عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة كان الوفد اللبناني عبارة عن وفود عدة، الوضع كان غير طبيعي وغير جيد لصورة الحكم في لبنان، وعندئذ انتقدت هذا الوضع واسميته "التمظهر النيويوركي".‏‏

والان في "عيد الاستقلال" يوجد تردد للبعض من حضوره للعرض العسكري او الاحتفال بعيد الاستقلال في القصر الجمهوري.‏‏

وانا اعلنت حضوري هذه المناسبة اذا حضر الجميع وكانوا متواجدين، والذي رفضته في نيويورك لن اقبل به في لبنان.‏‏

الحمد لله وصلتني اخبار من ان الرؤساء الثلاثة بمن فيهم انا سنكون سواء في العرض العسكري او في تلقي التهاني، أي سيكون النظام موحداً، ولذلك سأغادر اليوم حتى يتسنى لي حضور عيد الاستقلال بعد غد كي نكون جميعاً موحدين في هذا العيد.‏‏

ولن أغيب عن لبنان في هذه المناسبة ولن اكون كذلك، فقد كنت موجوداً في لبنان في اكثر الاوقات حساسية حتى ايام الاحتلال الاسرائيلي بقيت متخفياً في بيروت.‏‏

البرلمان العربي‏‏

والموضوع الذي اتحرك به هو من منطلق رئاستي للاتحاد البرلماني العربي خصوصاً فيما يتعلق ببناء قصر الاتحاد البرلماني العربي، وتأتي هذه الجولة ضمن هذا الاطار، والكويت على رأس الدول التي يجب ان نتشاور معها في الاستحقاقات خاصة ان البرلمان العربي سيعقد اول اجتماعاته في نهاية الشهر القادم، بمعنى انه لم يبق الوقت الكثير، وكان لابد من التشاور، وقد بدأت من جنيف عندما التقيت الوفود العربية على هامش المؤتمر البرلماني الدولي، وبعد ذلك انتقلت الى قطر ومن ثم الامارات والان في الكويت وسأتابع الجولة.‏‏

* الكل متفق على جلاء حقيقة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كيف سيكون عليه الموقف من سوريا في حال اتهم التقرير الدولي سوريا؟‏‏

- بداية لا علاقة بالهجمة والحصار على سوريا في جلاء حقيقة اغتيال الشهيد رفيق الحريري فالجميع يعلم ان الهجمة والحصار على سوريا حصلا قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقبل صدور القرار الدولي 1559 وقبل صدور تقرير السيد ميليس الاول وقبل القرار الدولي 1636، وللتذكير فإن الكونغرس الاميركي اجتمع مرتين ليضع حصارا وعقوبات قبل استشهاد الرئيس الحريري، وكان الرئيس الحريري قد ابلغني انه ينوي القيام بنشاط للتخفيف من وطأة القرار 1559 الذي يلحق الضرر بسوريا ولبنان.‏‏

وعندما اقول ان كشف الحقيقة يجمع اللبنانين فهذا صحيح، بينما الحصار على سوريا وايجاد حالة عداء بين البلدين ليسا من مصلحة لبنان ولا سوريا وليس لهما علاقة بكشف الحقيقة.‏‏

سلاح حزب الله‏‏

* بالنسبة للقرار 1559 يشمل كذلك نزع سلاح حزب الله، فما هو سقف الحوار اللبناني اللبناني حول هذا الموضوع، وهل يوجد رابط بينه وبين السلاح الفلسطيني في لبنان؟‏‏

- يوجد اجماع لبناني من كل الاطراف بدون استثناء من ان الشق المتعلق بالقرار 1559 وهو خروج سوريا من لبنان امر قد انتهى، وبقي الشق المتعلق بلبنان والمقاومة في لبنان، وهو ما يسميه القرار بالميليشيات، فهناك اجماع من اللبنانيين على ان هذا الامر سواء كان بالنسبة للفلسطينيين او للحوار الداخلي اللبناني، سيبدأ في هذا الشق، فالحوار اللبناني الفلسطيني قد بدأ، وعقدت عدة اجتماعات وسنكمل المشوار رغم انه ليس بهذه السهولة، لكن هناك اجماعا على أن هذا الموضوع هو لنا وقد تفهمت الولايات المتحدة هذا الطرح.‏‏

* عند مناقشة خطاب الرئيس السوري في البرلمان كانت هناك انسحابات من كتلة امل وحزب الله من مجلس الوزراء ما تعليقك على ذلك؟‏‏

- سأقول لك ماذا حصل تماما، فقد اعلن عن خطاب سيلقيه الرئيس بشار الاسد يوم الخميس، واعتقد الجميع ومن بينهم انا ان الخطاب سيكون الساعة الثالثة بعد الظهر ومجلس الوزراء يععقد اجتماعه يوم الخميس الساعة الخامسة بعد الظهر والخطاب القي الساعة الحادية عشرة صباحا والحقيقة انه لم يتسن لا لقيادة حركة امل ولا لقيادة حزب الله ولا لآخرين ان يطلعوا على كل مضمون الخطاب وهذا الامر يستوجب اجتماع القيادة في حركة امل او حزب الله كي يأخذ موقفا بالنسبة لهذا الخطاب.‏‏

وعندما علمنا ان مجلس الوزراء سينعقد الساعة الخامسة والخطاب ألقي صباحا.‏‏

وبالنسبة لي بصورة خاصة فقد حصلت اتصالات بيني وبين الرئيس فؤاد السنيورة وتمنيت عليه ان لا يبحث هذا الموضوع في جلسة مجلس الوزراء اليوم وقلت له لا بأس من جلسة خاصة غدا او بعد غد او حتى يوم العطلة (السبت او الاحد) المهم انه لا يبحث الان لانه لا يوجد موقف بالنسبة لنا ولم ندرس هذا الخطاب مليا.‏‏

الرئيس السنيورة قال لي عبر الهاتف انه سيدرس هذا الموضوع.‏‏

وعندما انعقدت الجلسة كان وزراء يريدون طرح الموضوع ووزراء بالعكس لا يريدون طرح الموضوع.. وكان بين الانسحاب من الحكومة وبين مقاطعة الجلسات بصورة دائمة وبين الانسحاب من الجلسة، فكان انسحاب وزراء حزب الله ووزراء حركة امل اخف الاضرار وصرح وزير الصحة د. محمد خليفة الذي يمثل تيارنا بكل صراحة بأن هذا الامر ليس له علاقة بمقاطعة مجلس الوزراء بشكل دائم ولا بالانسحاب من الحكومة انما هذا الامر يقتصر على هذه الجلسة وجاء في النص "ان قيادتنا لم يتسنى لها الاطلاع على مضمون الخطاب لتأخذ موقفا وتمنيا ان يؤجل ولم يؤجل وانسحبنا من الجلسة وهذا الموضوع يقتصر على هذه الجلسة".‏‏

نفس طائفي‏‏

* الانسحاب الآنف الذكر عزز نفسا طائفيا في لبنان.. ما تعليقك على ذلك؟‏‏

- بالطبع هذا الحديث صحيح وحصل هذا الامر لكن دعني اسألك سؤال بداية فيما لو كانت هناك رؤية بالاساس والاستعداد لعمل شيء من هذا النوع، الا تعتقد انه بالامكان ان نبحث عن وزير او وزيرين من طائفة اخرى حتى يكون الانسحاب لو شمولية اكبر وكان بالامكان البحث مع تيار رئيس الجمهورية وبحث معه هذا الموضوع.. وهذا يدل على ان الذي حصل انما حصل بعفوية وللاسف انه اقتصر ليس على طائفة وانما على مذهب معين.‏‏

وبالطبع ترك هذا الصدى صحيح ولا لم يكن مقصودا.‏‏

* هل كنت تتوقع ان يكون خطاب الرئيس بشار الاسد بهذه الحدة؟‏‏

- لو تلاحظ.. هناك محاولات مضنية للايقاع بين اللبنانيين والسوريين، وهذا ليس من مصلحة البلدين وليس من مصلحة الامة العربية كذلك.‏‏

فالتشنج الاعلامي موجود في الصحافة اللبنانية وكذلك موجود في الصحافة السورية وبعض التجلد موجود لدى بعض المسؤولين السوريين واللبنانيين ونحن نحاول قدر المستطاع ان لا يصل الى الصدام. ولذلك كانت المعادلة التي رسمتها واوضحتها اكثر مما يكون خلال زيارتي للكويت الآن بان الوصول الى الحقيقة فيما يتعلق باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليس له علاقة بالحصار القائم على سوريا.‏‏

ودعنا نسأل لو ان اللبنانيين قالوا نريد ان يتم التحقيق في هذا المكان هل توافق الامم المتحدة على ذلك، وعندما يصدر القاضي ميليس توصية بتوقيف اشخاص معينين فهل يستشير اللبنانيين بهذا الموضوع.‏‏

فهو يصدر قراراته بناء على قناعاته.‏‏

اذا طالما ان ليس للبنان دور في هذا الشأن فلماذا نشتري خلافنا مع سوريا عبثا.‏‏

الرئيس السنيورة قال نحن نحبذ ان يكون التحقيق خارج لبنان وانا اوضحت ان التحقيق يجب ان يكون خارج لبنان حتى لا يفسح هذا الامر وكأن لبنان يطالب بان يحصل التحقيق داخل اراضيه فهذا احراج للبنان.. فنحن يهمنا ظهور الحقيقة في لبنان او الكويت او في اي مكان آخر "ونحن نريد اكل العنب لا قتل الناطور" كما يقول المثل.‏‏

* هناك من يقول ان خطاب الرئيس الاسد بهذه الحدة قطع الطريق على أي محاولة خليجية او مصرية لترميم العلاقة مع واشنطن؟‏‏

- لا اعتقد ذلك.. فالكلام الذي كان قاسيا فيما يتعلق بلبنان صدر ارتجاليا ولم يكن بالنص الاصلي للخطاب.‏‏

واعتقد ان محاولات الدبلوماسية مستمرة.‏‏

* ما تقييمك لعلاقة الرؤساء الثلاثة في لبنان؟‏‏

- ان ضرورات الدولة تحتم ان يكون هناك علاقات بين الرؤساء الثلاثة.‏‏

انا لست شيخا او كاهنا كي ازرع المحبة بين الرؤساء او الوزراء فاللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها في مؤسسات الدولة سواء في المجلس النيابي او مجلس الوزراء.. ولكن اقول انه لهيبة الدولة ولمصلحة لبنان ان يكون هناك تنسيق على الاقل ليس بين الرؤساء فقط بل حتى داخل الحكومة وداخل المجلس النيابي إلى حد ما، وإلا فنحن قد نعرقل عجلة الدولة ولا أحد يستطيع أن يقدم لنا المساعدة.‏‏

* دولة الرئيس، فيما لو كان هناك اجماع مسيحي على اسم لرئاسة الجمهورية فهل سيوافق رئيس مجلس النواب اللبناني؟‏‏

- حسب التجربة اللبنانية فإن رئيس الجمهورية ليس ملكاً لطائفة معينة، وان كان مسيحياً مارونياً، ورئيس المجلس النيابي ليس ملكاً لطائفة معينة وان كان شيعياً، ورئيس الحكومة ليس ملكاً لطائفة وان كان سنياً.‏‏

هؤلاء الثلاثة على الأقل ملك للجميع فكيف تستطيع أن ترأس جمهورية لبنان أو مجلس نواب لبنان أو حكومة لبنان وتكون لطائفة معينة. وإذا كان أي شخص يريد أن يكون طائفياً عليه أن يبقى داخل دار الافتاء أو مجلس الملة.‏‏

والتجربة في لبنان تذكرنا أنه عندما حاولوا فرض رئيس وزراء كما حدث مع الرئيس امين الحافظ وحدث اجتماع في دار الفتوى ورفضت هذا الأمر اضطرت الدولة اللبنانية بعد عشرة أيام أن تسقط هذه الحكومة. ولا أريد أن أعطي أمثلة للموضوع الشيعي وسأعطي أمثلة لي أنا شخصياً ففي انتخابات 2005 كان هناك موقف شيعي غالب يريد نبيه بري ولكن هذا الموقف الشيعي الغالب لا يستطيع أن يفرض على كل اللبنانيين وإلا كيف أخذت 90 من 128 صوتاً، فالنواب الشيعة هم 27 ومما لاشك فيه أن كلاً من الرؤساء الثلاثة يجب أن يأخذ بداية الضوء الأخضر من طائفته أو من القسم الكبير من طائفته وعليه أن يلقى قبولاً من الآخرين.‏‏

فلم يكن يكفي أن غالبية الشيعة يريدون نبيه بري بل كان لابد أن يختاره الآخرون أيضاً، وإلا فكيف أخذت 90 صوتا. ووقوف العديد من الكتل النيابية الأخرى معي.‏‏

ودائماً كان موقفي إزاء المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية هو انه ليس الآن أي قبل الانتخابات النيابية وأنا خلف البطريرك في هذا الموضوع.‏‏

لست السيد X‏‏

سئل الرئيس بري عن رأيه في المعلومات التي قالت انه ترددت معلومات بأنك انت الشخصية X التي وردت في تقرير ميليس؟ فقال لست انا الشخصية X.. دعنا نفترض ان الشخصية X هي انا وحقيقية.. لا ادري، وهذا الاتصال حسب التاريخ المحدد في تقرير السيد ميليس بتاريخ 16/7/2004 اي قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري بسبعة اشهر او ثمانية اشهر والاتصال الهاتفي بيني وبين الرئيس الحريري تم اكثر من ذلك انما بعض العبارات التي وردت بهذه المكالمة اذا كانت المكالمة صحيحة وغير مركبة، فإنها لا تستقيم واعطيك مثلا، افتراضا انه معي وعندما يسألني انه يريد اسقاط الحكومة قلت انا افتراضا هل نستطيع ان نؤلف حكومة والجواب كان بطرس حرب.‏‏

وإذا كان الحديث موجه لي على الاقل لقلت ان بطرس حرب ليس سنيا وهذه بعض الامور.‏‏

2006-10-30