ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا ليوم السبت 7 كانون الثاني/ يناير 2006
صحيفة البيرق:
كتبت البيرق تقول: اقفل هذا الاسبوع على مؤشرات ايجابية حول التوصل الى حل للازمة الحكومية في ضوء اللقاء المرجح انعقاده بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي سيتوجه الى مكة المكرمة والذي سيتحول ثلاثيا بعد انضمام رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري من دبي الى جدة . وكانت معلومات قد شاعت امس وافادت ان اتفاقا اوشك المعنيون الوصول اليه وانه ينتظر انجاز الاتصالات في شأنه . لكن ما شغل الاوساط امس تمثل بردود الفعل على رد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود لقانوني المجلس الدستوري وتنظيم شؤون طائفة الموحدين الدروز وبدا من هذه الردود ان الاكثرية تتجه الى اقرارهما مجددا حسب المادة 57 من الدستور التي تنص على ان كل قانون عادي يرده رئيس الجمهورية بامكان مجلس النواب ان يقره بالغالبية المطلقة من مجموع الاعضاء الذين يؤلفون المجلس قانونا .
الى ذلك اكدت مراجع مطلعة لـ" البيرق" ان المعلومات الواردة من المملكة العربية السعودية مساء امس ان الرئيس بري والنائب الحريري عقدا امس اجتماعا ثانيا استكملا فيه مناقشة صيغة حل الازمة الحكومية .
وقالت المراجع لـ" البيرق" نقلا عن مصادر بري والحريري ان الاجتماع كان جيدا واتفقا فيه على عدة نقاط شكلت قواسم مشتركة بين اكثرية مجلس الوزراء وحركة " امل " و" حزب الله " وان السنيورة اليوم سيكرس مع بري والحريري الاتفاق بما يتيح للوزراء الخمسة استئناف مشاركتهم في جلسات مجلس الوزراء انطلاقا من الجلسة المقبلة التي يفترض ان تعقد في القصر الجهوري برئاسة الرئيس لحود .
واشارت المراجع نقلا عن مصادر بري والحريري الى ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط قد يوفد نائبا سنيا من اللقاء للمشاركة في هذا الاجتماع مع ابداء تحفظ على هذا الاتفاق معتبرا انه لن يدوم ولن يصمد في وجه التطورات الاقليمية والدولية على صعيد آخر ، ينتظر ان يتم تفعيل التحقيق الدولي بعد عيد الاضحى مع عودة الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الى لبنان والاجتماع الى خلفه المحقق البلجيكي سيرج راميرتس بعدما يعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بين 11 و13 الشهر الحالي تعيينه رسميا رئيساَ للجنة التحقيق الدولية خلفا لميليس في اثناء وجودهما بمقر اللجنة في المونتيفردي ، فيعقدان اجتماعات متواصلة على مدى عشرة ايام يطلع ميليس خلالها خلفه على كل ملفات التحقيق في مرحلتيهما الاولى والثانية استعدادا لمعاودة التحقيقات الدولية مع كل المعنيين بها في لبنان وسوريا .
صحيفة الانوار:
ابرزت الانوار ردود الفعل على رد الرئيس لحود لقانونين وقالت :: اثار ردّ رئيس الجمهورية قانوني المجلس الدستوري وتنظيم شؤون الطائفة الدرزية الى مجلس النواب مواقف متشددة من وزراء ونواب امس، وحملة على الرئيس اميل لحود شملت تحديا بجعل احد القانونين نافذاً من دون توقيعه، وترافقت هذه الحملة التي ردت عليها مصادر بعبدا مع تطور قضائي تمثل بوضع لائحة بالذين استفادوا من اموال (بنك المدينة). وقد كانت الردود على موضوع تنظيم شؤون الطائفة الدرزية هي الاعنف، وقال الوزير مروان حماده: ان رئيس الجمهورية، الممدد له بشكل غير دستوري، مارس صلاحية دستورية.
اما المجلس النيابي المنتخب بشكل دستوري وشرعي، فانه سيؤكد للرئيس وبالأكثرية المطلقة المطلوبة، ان كلمة الشعب هي التي ستسود، وان النص الذي رفضه لن يعود بعد اعادة التصويت في المجلس بحاجة الى توقيعه الكريم، ويصبح بالتالي نافذا. فلا نريد فضله على قوانيننا النابعة من ارادة شعبية ونيابية وروحية، وستعتز طائفة الموحدين الدروز بألا تقترن قوانينها الجديدة بتوقيع اميل لحود. بدوره قال النائب اكرم شهيب (ان رئيس الجمهورية لم يرد قانونا فقط بل أساء الى روح الدستور الذي استباحه هو اصلا بجريمة التمديد، وأساء كذلك كما عودنا الى الاجماع النيابي حول القانون).
أضاف: ان هذا الرد يدل على نفسه لما هو محاولة توظيف سياسي ساقطة الآن ومستقبلا، اضافة الى كونها جزءا من خطة الاملاءات السورية التي لم يستوعب مصدروها ومتلقوها من انها خرجت من لبنان. كذلك كانت هناك مواقف متباينة في موضوع رد قانون المجلس الدستوري.
وردت مصادر قصر بعبدا على المعترضين بالقول ان الرئيس لحود استند في رده القانونين ليس فقط الى الصلاحيات الدستورية الممنوحة له بل كذلك الى مسؤوليته الوطنية كرئيس للدولة ورمز وحدة الوطن، لانه وجد في القانونين المذكورين، ما يهدّد هذه الوحدة ويخالف روح اتفاق الطائق الذي غدا ميثاقاً وطنياً ودستوراً، وهو اذ يدرك ان ثمة جهات ستطلق ردود فعل سلبية وستهاجمه وتنتقده وتتطاول عليه الا انه في المقابل، يدرك ايضاً ان ثمة جهات اخرى وهي كبيرة سترى في موقفه احتراماً للدستور ووفاء للقسم الذي ردده وحماية للوحدة الوطنية.
ملف (بنك المدينة)
على صعيد آخر، قالت مصادر مطلعة على ملف (بنك المدينة) ان القضاء اللبناني حقق تقدما باعداد لائحة بالسياسيين والشخصيات اللبنانية والسورية الذين استفادوا من اموال (بنك المدينة) بطريقة غير شرعية مستخدمين الفساد والرشوة وصرف النفوذ والاختلاسات وتبييض الاموال. واضافت المصادر ان النيابة العامة التمييزية تستقصي معلوماتها في هذا الاطار من عدة مصادر فهي بداية تستمع الى موظفين سابقين في (بنك المدينة) والى بعض الاشخاص الذين كانوا على علاقة بمسؤولي البنك.
والمصدر الثاني للمعلومات قد يكون من خلال الارشيف في (بنك المدينة) واذا توفر هذا المصدر فيفترض ان يلعب مصرف لبنان دوراً كبيراً في هذا المجال من خلال الادارة المؤقتة لبنك المدينة ومن خلال قانون مكافحة الاموال وما يستتبع تطبيقه من رفع السرية المصرفية. وفي آخر المعلومات التي اذاعتها محطة تلفزيون LBC ذكر أن رنا قليلات موجودة في لندن، وقد اتصلت هاتفياً منذ ثلاثة أسابيع باحدى قريباتها. اما بالنسبة لابراهيم ابو عياش فلم يعرف اذا كان غادر كندا التي قيل انه قصدها للعلاج.
صحيفة النهار:
قالت النهار: الاجواء التفاؤلية التي عكستها الاتصالات والمواقف في الايام الماضية في شأن اعادة الوئام الى البيت الحكومي، تعززت امس في مستهل فترة يغيب فيها النشاط الرسمي الى ما بعد عطلة الاضحى الاسبوع المقبل. فرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي يغادر بيروت اليوم الى المملكة العربية السعودية لاداء فريضة الحج، بدا مرتاحا لسير الامور ولم يدخل كعادته في التفاصيل مكتفيا بالقول في اتصال مع "النهار" ليلا: "الامور تسير نحو الافضل، والى تحسّن ان شاء الله". وقال: "انا مرتاح. وهناك جو ايجابي. ولن ازيد. وان شاء الله نعيّد بالخير والامور ماشية". وهل يعني ذلك ان مجلس الوزراء سيلتئم بكامل اعضائه بعد عطلة الاضحى؟ اجاب: "أتمنى ذلك. ولكن بطبيعتي لا احكي عن شيء قبل حصوله. المهم ان لا توتر، والحوار هو سيد الموقف". وتوجه السنيورة الى اللبنانيين بأطيب التمنيات بالعيد آملا ان يعيده الله على لبنان بظروف أفضل وان تسير الامور الى تحسن على كل صعيد".
"حزب الله" من جهته وصف نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم تعليق وزراء الحزب وحركة "امل" عضويتهم في الحكومة بأنه "دليل ايجابية(...) لاعطاء فرصة للحوار والتصحيح. ونحن مقتنعون بأن امكان تصحيح المسار وارد(...) ونحن نفضل حوارا داخليا مستورا في الغرف المغلقة، نتكلم بما نريد ويتكلم الاخرون بما يريدون، ونصل ان شاء الله الى نتيجة مشتركة". ورأى انه "من الطبيعي الا يستطيع احد ان يملأ مكاننا في مجلس الوزراء". قبلان ورد نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان على الانتقاد الذي سجله وزير الاعلام غازي العريضي على البيان الاخير للمجلس والذي شكك في شرعية قرارات الحكومة في غياب الوزراء الشيعة المعتكفين فقال انه "اذا كانت قرارات مجلس الوزراء ينطبق عليها القانون فاننا نعتبرها شرعية وندعمها. واذا لم تكن كذلك فلا نعتبرها شرعية ولا تحظى بدعمنا".
المكتب التمثيلي
وكان الرئيس السنيورة تلقى امس اتصالاً هاتفياً من نظيره الفلسطيني محمود عباس شكره فيه على قرار مجلس الوزراء اول من امس في شأن اعادة فتح المكتب التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، ووفق معلومات رسمية، اكد عباس دعمه لـ"الخطوات والمواقف التي تتخذها الحكومة اللبنانية في اتجاه الحوار مع الفلسطينيين"، كما اكد "معارضته وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات".
واشاد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي،الوزير المكلف الملف الفلسطيني، في اتصال مماثل مع السنيورة وبقرار الحكومة اعادة فتح المكتب الفلسطيني واعتبره "مبادرة ايجابية على طريق انجاز المهمات المتعلقة بالحقوق المدنية والتنسيق السياسي ورفع مستوى التعاون الثنائي بين لبنان وفلسطين في مختلف المجالات". واكد "ان الجانب الفلسطيني على استعداد كامل لاستمرار الحوار مع الحكومة اللبنانية لوضع العلاقات الفلسطينية – اللبنانية في اطارها الصحيح والمستوى المطلوب". واعرب عن امله في "ان تشهد سنة 2006 تطورا نوعيا من خلال طي صفحة الماضي في اتجاه علاقات حميمة بين الشعبين". في المقابل انتقد ممثل حركة "الجهاد الاسلامي في لبنان" ابو عماد الرفاعي قرار اعادة فتح المكتب التمثيلي.
واعتبر في بيان ان "القرار يوضع في خدمة الاستفادة المرجوة مما يسمى الموقف الرسمي للقوى المهيمنة على المنظمة والتي لا ترى حرجا في التعاطي وفق متطلبات القرار 1559 (...)". رد القانونين على صعيد آخر اثار اقدام رئيس الجمهورية اميل لحود على رد قانوني المجلس الدستوري وتنظيم شؤون طائفة الموحدين، استنكارا وزاريا ونيابيا. فقد ابلغ وزير الاتصالات مروان حماده "النهار" ان مجلس النواب بأكثرية اعضائه سيعود ويقر القانونين "من دون الحاجة هذه المرة الى توقيع اميل لحود".
ولفت الى ان رد رئيس الجمهورية قانون تنظيم مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز "يعد تدخلا سافراً في الشؤون الداخلية للطائفة الدرزية، وهو يعرف اين يكمن شبه الاجماع الدرزي". واضاف: "على كل حال كنا نتوقع منه ذلك لتسديد فواتير معينة".
صحيفة اللواء:
كتبت اللواء تقول: أعطى لقاء ممثلي الكتل النيابية في المجلس، مع رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، الذي انعقد في دبي، أمس، على هامش المشاركة في تقديم التعزية بوفاة الشيخ مكتوم بن راشد، دفعاً لمساعي حل الأزمة الحكومية، في وقت توقع فيه وزراء الأغلبية، وفي مقدمهم الوزير أحمد فتفت بأن يكون النصاب في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد في 19 كانون الثاني الجاري مكتملاً مع عودة الوزراء الشيعة الخمسة الى هذه الجلسة.
وفي حين طمأن فتفت الى أن "الأجواء إيجابية"، مشدداً على العودة الى "التفاهم الذي كان سائداً، مشيراً الى "أن لدى كل الأطراف هواجس، مجدداً الدعوة الى هؤلاء جميعاً من دون استثناء للتعاون سوية للانقاذ، قال وزير التربية الدكتور خالد قباني لـ "اللواء": ان جلسة استثنائية ستعقد يوم الاثنين في 16 الجاري، ستخصص لبحث المواضيع الاقتصادية، متمنياً ان يشارك فيها الوزراء المقاطعون، لكنه اوضح انه لا يستطيع الجزم بذلك، بالرغم من ان هناك حلحلة حكومية بات الجميع يلمسها.
وفي هذا الاطار، اعلن عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، ان العودة الى مجلس الوزراء محكوم بانتفاء الاسباب التي دفعت وزراء "حزب الله" و"حركة "امل" الى تعليق مشاركتهم في جلساته، لكنه لفت الى ان هذه الاسباب بدأت بالتقلص بعد اللقاءات التي جرت، وقال: "اذا لم تنتف هذه الاسباب فالبلد سيذهب الى ازمة كبيرة لن تكون في مصلحة احد".
ومن جهته قال نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم: "نحن نريد الحكومة كما هي في الدستور، وأن يلتزم الأفرقاء الذين التزمنا معهم بالتفاهم السياسي حول القضايا المصيرية"، مشيراً الى أن المعالجة للأزمة الوزارية يجب أن تلحظ أموراً ثلاثة: المشاركة في القرار السياسي بفاعلية، وأن تكون الإدارة ومتابعة الإدارة في الدولة من مسؤولية الحكومة ولأعضائها، وأن يؤكد مجلس الوزراء بأن المقاومة ليست ميليشيا.
ومن المتوقع أن يتوجّه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليوم الى المملكة العربية السعودية لتأدية فريضة الحج مع عائلته وستكون له هناك لقاءات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب سعد الحريري لبلورة التفاهم الذي تمّ التوصل إليه مع الاثنين اللذين اجتمعا مرتين في جدة خلال الأيام الأخيرة.
وقالت مصادر سياسية مواكبة لحركة الاتصالات إن الرئيس السنيورة يميل الى توسيع مرحلة التشاور المتعلقة بالتفاصيل، خصوصاً أن غالبية الفرقاء ممثلون في الحكومة بحيث لا يتعارض التفاهم الجديد مع اتفاق الطائف من جهة ولا يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية، ويعتبر أن التفاهم على ذلك في مجلس الوزراء يسهّل مهمة الحوار الوطني الذي سيدعو إليه الرئيس بري بعد عودته من السعودية ولقائه الأمين العام لـ "حزب الله" السيّد حسن نصر الله، وهو سيوفد ممثلين له الى القيادات، وفي طليعتها البطريرك الماروني نصر الله صفير والعماد ميشال عون.
وكان الرئيس السنيورة قد تلقى أمس اتصالاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شكره فيه على القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء باعادة فتح المكتب التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، وقد اغتنم الرئيس الفلسطيني المناسبة بتأكيد دعمه للخطوات والمواقف التي تتخذها الحكومة اللبنانية في اتجاه الحوار مع الفلسطينيين، كما اكد معارضته لوجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، مكررا موقفه بأن الوجود الفلسطيني في لبنان هو وجود مؤقت وان اللاجئين الفلسطينيين هم ضيوف يحترمون القوانين اللبنانية· وقد اكد الرئيس السنيورة على استمرار الحوار والتواصل مع السلطة الوطنية الفلسطينية في كل المواضيع.
وفي هذا السياق، اوضحت مصادر لبنانية وفلسطينية معنية، ان المكتب التمثيلي ليس بديلا عن الحوار اللبناني - الفلسطيني، او انه سيكون اطارا لهذا الحوار.
ولفتت الى ان القضايا المناطة بالحوار لا يمكن ان يقوم بها المكتب الذي يفترض ان تذهب اختصاصاته واهتماماته الى الشؤون الاجتماعية والمدنية والسياسية، اما القضايا الجوهرية والتي تتصل بمسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والمفروض ايجاد حلول لها، فهي تحتاج اولا الى توافق فلسطيني ـ فلسطيني، ومن ثم تطرح على طاولة الحوار مع الجانب اللبناني، ومن خلال وفد فلسطيني موحد.
تجدر الاشارة الى ان النائب سعد الحريري اجرى امس في دبي مشاورات مع ممثلي الكتل النيابية الذين شاركوا في تقديم التعزية بوفاة الشيخ مكتوم بن راشد· ولاحظت مصادر متابعة ان الوفد الذي توجه الى دبي يمثل جميع الكتل الممثلة في المجلس النيابي بارادة من الحريري الذي طلب ان لا يستثنى منه احد بما في ذلك كتل عون و"حزب الله" وحركة "امل"، وذلك في لفتة وصفت بانها كانت مقصودة ان تمثل وحدة المجلس النيابي الذي سيقود لاحقا الحوار الوطني للخروج من النفق القائم· وقال نواب شاركوا في الوفد الذي عاد ليلا الى بيروت، ان النواب اجروا فيما بينهم حوارا في الطائرة الى دبي ومنها الى بيروت، على علو 03 الف قدم تناول كل القضايا المثارة، يفترض ان يستكمل بعد عودة الرئيس بري.
وأوضحوا أن اللقاء مع سعد الحريري الذي تم في أحد فنادق دبي، وإلى مائدة غداء، بعد تقديم واجب التعزية، كان إيجابياً، لكنهم لم يدخلوا في تفاصيل، وكان القصد منه، أن نواب لبنان قادرون على التفاهم فيما بينهم، وعلى إرادة الوصول إلى نتيجة إيجابية تضع البلد على السكة الصحيحة·
ولفت هؤلاء إلى تفاؤل ستظهر نتائجه في الاسبوع المقبل، وهو ما لمسه النواب من أحاديثهم مع النائب الحريري، والذين رغب بعضهم بإجراء أحاديث جانبية معه، ولا سيما من نواب التيار العوني و"أمل" و"القوات" و"حزب الله"· من جهة ثانية، نفى "تيار المستقبل" في الشمال ما ذكره الوزير سليمان فرنجية عن تدريبات لعناصر التيار في الاردن، ووصفه بأنه كلام كاذب ومشبوه "القصد منه تحريض المسيحيين على المسلمين"· وقال ان هذا الكلام "يعبر بصدق عن تمنيات ارباب فرنجية من خارج الحدود"·
وعلى صعيد آخر، تحول رد رئيس الجمهورية اميل لحود قانوني تنظيم الطائفة الدرزية وتعديل المجلس الدستوري الى سجال بين رئاسة الجمهورية ونواب الاغلبية، بما يعزز المشكلة الرئاسية الحاصلة مع هذه الاغلبية·· وقد عممت مصادر قصر بعبدا بياناً شرحت فيه ان خطوة رئيس الجمهورية لم تستند الى اعتبارات شخصية او فئوية او سياسية، ولا هي أتت تجاوباً مع رغبة هذا الفريق او ذاك او تحدياً لجهة بهدف ارضاء جهة اخرى، ولاحظت ان ردود الفعل على قرار لحود "تعكس التوجهات العدائية التي يكنها المنتقدون تجاه أخوة لهم في الطائفة نفسها، والمقصود هنا الطائفة الذرية·
وكان وزير الاتصالات مروان حمادة شكر للحود ردّه قانون تنظيم الطائفة الدرزية، وقال: "لا نريد فضله على قوانيننا النابعة من ارادة شعبية ونيابية وروحية، وستعتز طائفة الموحدين الدروز بألاّ تقترن قوانينها الجديدة بتوقيع اميل لحود، لافتاً الى ان النص الذي رفضه لن يعود - بعد إعادة التصويت عليه في المجلس ـ بحاجة الى توقيعه الكريم ويصبح تالياً نافذاً"·
وبدوره اعتبر النائب اكرم شهيب رد القانون "محاولة توظيف سياسي ساقطة الآن ومستقبلاً اضافة الى كونها جزءاً من خطة الاملاءات السورية التي لم يستوعب مصدّروها من انها خرجت من لبنان"· وشدد على ان مجلس النواب هو الشرعية أولاً وأخيراً وإليه يحتكم· ولاحظ الوزير فتفت ان لحود برد قانون المجلس الدستوري يكون يطبّق صلاحية دستورية من موقع غير دستوري·
صحيفة المستقبل:
قالت المستقبل: مَع أنّ البلاد بدَت خلال الساعات الماضية وقد دخلَت في عطلة عيد الأضحى المبارك وإن كانت العطلة مصحوبة بهواجس ازاء إقدام النظام الأمني السوري وبقاياه على أعمال تخريب، فإنّ الوضع السياسي بدا أمس متمحوراً حول ثلاثة عناوين رئيسيّة.
الأول يتعلّق بالحوار سواء ما ينطلق من مبادرة الرئيس نبيه برّي و"يوسّعها" أو ما يتصل بالمسألة الحكومية، حيث برز أمس من جهة لقاء نيابي في دبي مع رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري الذي أكد "اننا محكومون بالوحدة ولو اختلفنا"، ومن جهة أخرى تأكيد بأنّ في نيّة الرئيس برّي مباشرة الحوار النيابي بعد عودته إلى بيروت، وسط توجّه من كتل 14 آذار إلى الإصرار على البند من القرار 1559 المتعلّق برئاسة الجمهورية وضرورة تنفيذه، الأمر الذي أكد عليه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، معتبراً أن "الموقف من إنهاء التمديد ومن تثبيت لبنانية مزارع شبعا هو المدخل إلى الحوار".
العنوان الثاني يتمثل بـ"الدفعة" الجديدة لحركة المطالبة بإنهاء الولاية الممددة للرئيس اميل لحود في ضوء رفضه توقيع قانوني المجلس الدستوري وتنظيم شؤون الطائفة الدرزية من جهة واستثناء وزير الخارجية البريطاني جاك سترو للحود من برنامج زيارته إلى لبنان التي انتهت أمس من جهة ثانية.
أمّا العنوان الثالث فكان إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أنه لن يمثل أمام لجنة التحقيق الدولية "لأنّه يتمتع بحصانة دولية"، متحدياً "مَن لديه تسجيل يثبت عكس ما أقول عن عدم تهديد الرئيس رفيق الحريري أن يخرجه للرأي العام"، متهماً نائبه السابق عبد الحليم خدام بأنه "أداة في إطار مشروع ومخطط يستهدفان سوريا"، فيما كشف خدام أمس أنه يلتقي فريق التحقيق الدولي في اليوم نفسه (أي أمس).
الحوار
في مسألة الحوار، علمت "المستقبل" أن لقاء انعقد في دبي أمس بين النائب الحريري والوفد النيابي الذي توجه إلى الإمارات، وذلك على هامش التعزية بالراحل الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم. ضمّ الوفد النيابي ممثلين عن معظم الكتل النيابية: النائب علي بزّي عن "كتلة التنمية والتحرير"، النائب حسن فضل الله عن "كتلة الوفاء للمقاومة"، النائب وائل أبو فاعور عن "اللقاء الديموقراطي"، النائب نبيل نقولا عن "التيار الوطني الحرّ"، النائب انطوان زهرا عن كتلة "القوات اللبنانية"، والنواب سمير الجسر وعاطف مجدلاني وعزّام دندشي وسيرج طورسركيسيان عن "كتلة المستقبل"، وشارك في اللقاء النائب السابق غطاس خوري.
وقال الحريري لـ"المستقبل" عن اللقاء إنه "إذ ضمّ نواباً من مختلف الاتجاهات فقد أبرز الوجه الحضاري للبنان". وأضاف "لا شك أن لدينا مشاكل وخلافات وقد تداولنا فيها واتفقنا على أهمّية الحوار الدقيق والبنّاء بشأنها تحت سقف أنّ الخلاف ممنوع". ولفت الحريري إلى "اننا نحاول التوصّل إلى حلّ مريح لنا أي لقوى 14 آذار وللعماد ميشال عون ولأمل وحزب الله"، مشدّداً على أن "الحل الذي نسعى إليه ليس لمصلحة فئة بل لمصلحة لبنان".
وكان الحريري أكّد خلال اللقاء نفسه "ضرورة الخروج من المأزق الراهن على قاعدة توافق مكوّنات الصيغة اللبنانية حول العناوين الرئيسية بغضّ النظر عن الاختلاف في التكتيكات" بحسب ما نقل عنه مشاركون في اللقاء. وعُلم أيضاً أن النقاش بين النوّاب الممثلين لكتل رئيسيّة تطرّق إلى القرار 1559 الذي يضعه الرئيس برّي عنواناً رئيسياً، على جدول الحوار النيابي. وأثار النواب المنتمون إلى كتل 14 آذار مسألة رئاسة الجمهورية بوصفها بنداً أول في القرار 1559 مجددين الدعوة إلى الحوار حول هذا البند توصلاً إلى إنهاء ولاية لحود دستورياً.
جنبلاط
ولقي هذا الموقف المشدّد على اعتبار رئاسة الجمهورية بنداً في القرار 1559 يجب تطبيقه، دعماً من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي أكد أن "إلغاء القرار 1559 يكون بإلغاء التمديد ومفاعيله وبمعالجة مسألة السلاح الفلسطيني وبتثبيت لبنانية مزارع شبعا، وبأن يصبح سلاح المقاومة تحت امرة الجيش اللبناني". ورأى جنبلاط في تصريح لـ"المستقبل" أن "الموقف من إلغاء التمديد ومن تثبيت لبنانية مزارع شبعا يمكن أن يكون مدخلاً إلى الحوار". وقال "كفى التلاعب على الكلمات وكفى الابتزاز وكفى كسب الوقت كما يفعل بشار الأسد بأوامره إلى فريقه اللبناني لتخريب مسيرة استقلال لبنان وسيادته".
وختم بأنه "مطلوب من الذين خرجوا من الحكومة تفسيراً واضحاً لخروجهم"، وأكد "ان ممثلي الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي لن يشاركوا في أي ورقة وفي أي مشروع من شأنهما تغطية صراع مسلح، أو تغطية غموض معين حول الترسيم، أو تثبيت التمديد ومفاعيله. لحود في هذه الأثناء، تطوّرت أمس المطالبة مجدداً بإنهاء رئاسة لحود في ضوء استثنائه من برنامج زيارة سترو وعلى خلفية عدم توقيعه قانوني "الدستوري" و"الطائفة الدرزية". فسخر وزير الاتصالات مروان حمادة من رفض لحود التوقيع، وقال إن "الرئيس الممدد له بشكل غير دستوري مارس صلاحية دستورية"، مؤكداً أن مجلس النواب سيعيد التصويت بأكثرية كبيرة.
من ناحيته رأى وزير الشباب والرياضة احمد فتفت أن "لحود بردّه قانون المجلس الدستوري وقانون تنظيم الطائفة الدرزية يكون قد طبّق صلاحية دستورية من موقع غير دستوري". أما عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب فؤاد السعد فلفت إلى أن "التمديد كان تعييناً من قبل سلطة غير لبنانية وبما أن هذه السلطة رحلت من لبنان فلم يبقَ للرئيس الممدد له سوى أن يرحل معها(..)". المسألة الحكومية وبالنسبة إلى المشاورات حول الوضع الحكومي، قالت مصادر حكومية لـ"المستقبل" إن أجواء الأيام لماضية "إيجابية"، فيما أفادت مصادر نيابية غير بعيدة عن المشاورات بما فيها وأساساً تلك التي تمت في جدة بين الرئيس برّي ورئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، أن "مناخات رئيس مجلس النواب إيجابية". واللافت في هذا المجال، أن "حزب الله" عكس أمس مواقف هادئة. فنائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم وصف تعليق وزراء حركة "أمل" و"حزب الله" بأنه "دليل إيجابية لأنه يعني إعطاء فرصة للحوار والتصحيح، ويعني أننا مقتنعون بأن إمكانية تصحيح المسار واردة".
وأضاف "لن ننجرّ إلى سجالات إعلامية ولا نريد أن ندخل في سجالات مع أحد، نريد أن نبني لبنان". وتحدث عن شروط العودة فقال "نريد المشاركة بفعالية في مجلس الوزراء، ونريد الحكومة كما هي في الدستور ولا نريد تعديلاً دستورياً"، وشدّد على شرط "أن يؤكد مجلس الوزراء أن المقاومة ليست ميليشيا(..)". وفي المنحى نفسه، تحدث عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، وإذ أشار إلى أن "العودة محكومة بانتفاء أسباب تعليق المشاركة"، أكد أن "هذه الأسباب بدأت بالتقلّص بعد سلسلة اللقاءات التي جرت". وقال "نحن شركاء من ضمن الآليات الدستورية وما نص عليه اتفاق الطائف(..)".
الأسد
على صعيد آخر، وفي حديث الى صحيفة "الأسبوع" المصرية ينشر بعد غد الاثنين أكد الرئيس الأسد أن "أي طلب من نوع طلب مقابلته لا بد أن يستند الى قاعدة قانونية". وكرر أن "إسرائيل هي المستفيد الأول من اغتيال (الرئيس) الحريري"، وأشار الى أن "هناك قوى تسعى الى تقطيع أواصر العلاقة بين لبنان ومحيطه العربي وهذه القوى ضالعة في مخطط دولي يستهدف الأمة العربية بأسرها".
ورأى أن "خدام ضالع في المخطط من قبل أن يعلن ذلك صراحة، وهذا المخطط هو الانبطاح الكامل والتنازلات الكبيرة وعرقلة كثير من المشاريع الوطنية والقومية". وأضاف أن "المشروع معروف وهو يهدف الى تفتيت الداخل السوري ولذلك علينا التركيز على المشروع بدلاً من من الشخص، والناس في سوريا يدركون حقيقته وهو لا يحوز أي مصداقية في الشارع السوري". وأضاف "أعلنا أكثر من مرة موافقتنا على مبدأ التعاون مع اللجنة الدولية لكن هذا التعاون يجب أن يرتكز الى قاعدة قانونية، وطلب مقابلة رئيس الجمهورية ووزير خارجيته لا يرتكز على القانون".
ولفت الى أن "لدى لبنان تاريخاً من الاضطرابات عمرها مئات السنين وهناك من يحاول استغلال الأوضاع الراهنة لأخذ الأوضاع باتجاه طائفي على غرار ما يحدث في العراق حالياً". خدّام من جهته، أشار خدّام في حديث إلى وكالة "اسوشييتدبرس" إلى أنه "إذا كانت سوريا متورطة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري فهذا يعني أن الرئيس الأسد متورط". وأضاف "إذا كان أي مواطن سوري متورطاً فلا يمكن أن يكون تورط من دون قرار رئيس الدولة ذلك أن القرارات الأساسية والصغيرة تصدر عنه". وإذ وصف النظام السوري بأنه "منحرف وجاهل للعالم الخارجي"، اعتبر أن "الأسد لا يستحق أن يكون رئيساً". وتوقع خدام "انهيار النظام السوري في غضون أشهر"، مؤكداً أن "عصابة مخزية تتحكم بالبلاد، والنظام يعيش أيامه الأخيرة لأن معاناة الشعب السوري شديدة".
وأشار إلى أنه سيعود إلى دمشق "عندما يزول النظام"، نافياً سعيه إلى أن يكون بديلاً من الأسد. وفي مقابلة أخرى مع "راديو سوا" الأميركي، كرّر خدّام القول إنه تخلّى عن الملفّ اللبناني منذ اختيار لحود رئيساً للبنان "لأنني كنت اعترضت عليه باعتبار أن الحياة السياسية في لبنان لا تحتمل عسكرياً". غير أنه أشار إلى أن "الرئيس الأسد استلم الملفّ في هذه الفترة وعمل مع لحود على بناء النظام الأمني السوري اللبناني المشترك".
وأعرب عن اقتناعه بأن "الشعب السوري سينتفض على غرار الشعب اللبناني". باريس في باريس، أعلنت الخارجية الفرنسية على لسان الناطق باسمها جان باتيست ماتيي أنها "لم تجرِ اتصالات ذات طبيعة سياسية ولا حواراً مع خدام". وفيما لفت إلى أن "تصريحات خدام تلزمه دون سواه والسلطات الفرنسية ليست مرتبطة بها لا من قريب ولا من بعيد". اعتبر ماتيي أن "هذا لا يمنع أخذ حقائق معينة في الاعتبار كأن يتعرّض لتهديدات". وقال إن النائب السابق للرئيس السوري لم يطلب منحه اللجوء السياسي.
صحيفة الديار:
كتبت الديار تقول فيما كان الرئيس نبيه بري مجتمعاً مع سعد الحريري تفاجأ ببيان المجلس الشيعي الاعلى الذي اعلن فيه المجلس الشيعي ان لا شرعية لسلطة لا تنطلق من الوفاق الوطني، فاتصل هاتفياً وبلهجة حادة تحدث مع الشيخ عبد الامير قبلان مسائلاً اياه عن سبب اصدار هذا الموقف الخطير من المجلس الاسلامي الشيعي وهو يفاوض سعد الحريري في جدة، وابلغه انه يتصل مع قيادة حزب الله وانه يجب اصلاح هذا الموقف عبر اعادة اصدار موقف جديد في خطبة الجمعة من قبل الشيخ عبد الامير قبلان يعلن فيه الشيخ قبلان دعم قرارات الحكومة وفق القانون.
وبالفعل هذا ما حصل، فقد بدأت محطة الـ«ان بي أن بأنه بعد الموقف الذي اعلنه الوزير غازي العريضي منتقدا ًمواقف المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى برئاسة الشيخ قبلان، جاءت خطبة الشيخ قبلان وفق الاتي حيث وردت في نشرة الـ«ان بي ان خطبة الجمعة وهي ورقة مكتوبة يقرأها الشيخ قبلان ولم تكن الخطبة في الجامع او الحسينية، بل كانت بياناً مكتوباً قرأه الشيخ قبلان. الاتفاق حصل، وبالفعل فقد توصل الرئيس بري الى اتفاق مع سعد الحريري ولم يعد يبقى الاّ الاخراج.
و«الديار اذ لا تنشر البنود الثلاثة التي تم الاتفاق عليها، وحرصاً على المصدر الموثوق الذي ابلغها اياها، ولكن وفق المصدر فإن قطار التسوية والحل قد انطلق بين حزب الله وحركة امل من جهة، وتيار المستقبل من جهة اخرى، وستمر ايام قبل اعلان الاتفاق، لكن «الديار تمتلك البنود الثلاثة التي تم الاتفاق عليها حيث سيتم تكليف الوزير العريضي قراءة البنود الثلاثة بعد اول جلسة لمجلس الوزراء.
الاتفاق حول المسلمين وفي معلومات خاصة في «الديار فإن وزير خارجية بريطانيا جاك سترو الذي جاء تحت عنوان زيارة ثلاثة ايام الى لبنان، واعطى الزيارة طابعاً ترفيهياً، وقام بتغليفها وتمويهها عبر زيارة رؤساء الطوائف، انما حمل معه اتفاقاً سرياً بين بريطانيا ولبنان بشأن إبعاد ائمة المساجد المسلمين اواي مسلم بريطاني قد اخذ جنسية بريطانية وتريد السلطة البريطانية ابعاده. وقد حصلت خلوة خاصة بين سترو والسنيورة تم البحث فيها ببنود الاتفاق، ثم جرى استدعاء مستشار قانوني الى الجلسة، ثم حضر مسؤول امني في وزارة الداخلية الى اجتماع السنيورة وسترو.
ولم تعلم «الديار تفاصيل الاتفاق السري بين لبنان وبريطانيا بشأن إبعاد المسلمين العرب او غيرهم من بريطانيا الى لبنان نظراً للتكتم الشديد، ولم تعرف اذا ما جرى التوقيع او لا على الاتفاق، مع العلم ان وفداً امنياً لبنانياً سيزور لندن للاطلاع على اوضاع سجناء مسلمين في بريطانيا وتحديد كيفية ترحيلهم الى لبنان وادخالهم الى السجون اللبنانية وفق الاتفاق السري. مقابل ذلك، ستقدم بريطانيا الى حكومة السنيورة مساعدة امنية هي صور من الاقمار الصناعية وتدريب ضباط امن لبنانيين في بريطانيا مع تقديمات اجهزة الى لبنان للتنصت والمراقبة وكاميرات تصوير واجهزة استشعار عن بعد مقابل الاتفاق السري الامني بين لبنان وبريطانيا التي تكتمت عليه مصادر جاك سترو ومصادر السنيورة. طبعاً، حكومة السنيورة ستنفي الامر، لكن اهم من النفي هو اذا كانت الحكومة اللبنانية تستطيع مواجهة الرأي العام اللبناني والمسلمين خاصة بمحضر اجتماع السنيورة وسترو، واعلام الرأي العام اللبناني بهذا المحضر بدلاً من نفي توقيع الاتفاق السري الذي ستقوم حكومة السنيورة بنفيه، نظراً للاحراج تجاه الشارع الاسلامي في لبنان.
علمت «الديار ان اتفاقاً حصل ليل امس بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري حول كافة النقاط المطروحة وآلية العمل الحكومي مستقبلاً، وهو ما يعني عملياً انتهاء مقاطعة الوزراء الشيعة لجلسات مجلس الوزراء والمباشرة في آلية جديدة للعمل الحكومي على ضوء هذا الإتفاق. ويفترض ان يتوجه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليوم الى جدة حيث سيجتمع مع رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري للاطلاع منه على نتائج اجتماعه الاخير مع بري والبحث في قضايا اخرى تتعلق بالوضع الراهن. وعشية سفر الرئيس السنيورة الى السعودية قالت مصادر رئيس الحكومة انه لا يوجد جديد بعد حول موضوع الازمة الحكومية، لكنها اشارت الى الاجواء الايجابية التي تحققت حتى الآن.
واذا كانت الاتصالات والمساعي تتكثف لمعالجة الازمة الحكومية وتداعياتها، فان المناخ السياسي لا يزال ملغماً بالمواقف والتصريحات التصعيدية التي يطل بها النائب وليد جنبلاط والتي كان آخرها حديثه لصحيفة «الواشنطن بوست الاميركية والتي تضمن تحريضاً صريحاً ضد القيادة السورية ودعوة لاحتلال سوريا على طريقة العراق.
والى جانب هذا التصعيد الذي لا يخدم ولا يتوافق مع المساعي الحوارية ومحاولات التهدئة يبرز ايضا عنصر آخر يتمثل بدخول نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام على خط التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وتصريحاته التي لم تتوقف ضد سوريا وقيادتها. تناغم تصريحات خدام وجنبلاط وعلى الرغم من الحديث عن المساعي التي تقوم بها المملكة العربية السعودية ومصر لتخفيف حدة التوتر في العلاقات اللبنانية - السورية فان تناغم تصريحات جنبلاط وخدام تنطوي على ما يشبه السيناريو الواحد الهادف الى زيادة تأزيم الموقف بين لبنان وسوريا من جهة والى زيادة الضغوط على دمشق من جهة اخرى. وقد تلاقى خدام وجنبلاط في تصريحاتهما الاخيرة في حملتهما العنيفة على دمشق، واعلن خدام صراحة انه يعمل على «إنضاج الظروف من اجل ان ينزل السوريون الى الشارع لاسقاط النظام. وقال في احاديثه التي يطلقها من قصره الباريسي «ان المعارضة السورية تعرف مواقفي، وانا كنت على اتصال بها حتى يوم كنت في سوريا . واعلن ايضا انه سيجتمع مع لجنة التحقيق الدولية خلال ايام.
واعترف خدام بأن له طموحات سياسية. وقال «عندي مشروع سياسي ولكن ليس لأصبح رئيسا للجمهورية، بل من اجل انقاذ البلد . وسئل خدام عما اذا كان سيطلب المساعدة من حكومات اجنبية من اجل انهاء حكم الاسد فقال «لم أتصل بأحد لأنني اعتقد ان التغيير يجب ان ينضج في الداخل. وحاولت باريس التنصل من مسؤولياتها حيال تصريحات خدام الاخيرة واعلنت للمرة الثانية ان لا علاقة لها به.
واعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتييه ان خدام يقطن في باريس بصفة شخصية ولم يجر اي اتصال به. اضاف ان يكون للمرء ثلاثة شرطيين تحت نافذته فهذا لا يعني ان له اتصالات بالسلطات الفرنسية. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس قالت ان الضغوط على سوريا لتتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لن تتوقف قبل كشف الحقيقة بالكامل حول جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وقالت «اعتقد ان السوريين يتلقون رسالة ثانية تقول ذلك وسنرى ماذا سيفعلون.
حزب الله
على صعيد آخر وفي شأن الازمة الحكومية قال نائب الامين العام «لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «اننا لا يمكن ان نقبل في ان نكون موجودين داخل الحكومة من دون فعالية ومن دون موقف مشارك، فنحن شركاء ولا يمن علينا احد اننا في الحكومة، نحن دخلنا بملء ارادتنا وقناعتنا، وبالتالي لا نستطيع ان نبقى تحت توجيه من يرغب ان يوجه في الاتجاه الذي يعجبه ويقنعه، نحن شركاء والشراكة تغني النقاش والحوار والوصول الى القواسم المشتركة واكد ان الحزب يريد معالجة الازمة الحكومية، لكنه اضاف:«ان هذه المعالجة يجب ان تلحظ امورا ثلاثة: اولا المشاركة في القرار السياسي بفعالية، ثانيا ان تكون الادارة ومتابعة الادارة في الدولة من مسؤولية الحكومة الجدية ولكافة اعضائها، ثالثا ان يؤكد مجلس الوزراء بأن المقاومة ليست ميليشيا لا لان هذا التأكيد سيغير من ماهيتها فهي مقاومة وبالتأكيد الكل يعرف ذلك، لكن هذا نوع من الالتزام الصريح الذي يؤدي الى التطمين حول طبيعة المسار الذي ستسير عليه الامور خاصة بعد التطورات المختلفة وبعد الضغوطات الدولية المتتالية.
وقال : من كان يظن ان لبنان يبنى بقوة دون اخرى فهو مخطىء، ومن اراد ان يأخذ لبنان بالغلبة على حساب الاخرين فلن ينجح، هذه هي التجارب اللبنانية السابقة في العزل وفي السيطرة وفي محاولة قهر بعض الاطراف على حساب اطراف اخرى قد اثبتت فشلها؟.
قبلان
وفي خطبة الجمعة قال نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان «ان المجلس يدعم بقوة كل مسعى لترسيخ الوحدة الوطنية التي تتحقق باجماع اللبنانيين على ثوابتهم الوفاقية بعيدا عن منطق الاكثرية والاقلية، لاننا نعتبر اللبنانيين شركاء في الوطن، ومقتضى الشراكة ان يتوافق اللبنانيون على قضاياهم المصيرية والا فان صيغة العيش المشترك مهددة بالاهتزاز نتيجة المواقف المتشنجة والخطابات الارتجالية، فكل اشكالية ينبغي ان تعالج في مجلس الوزراء بإجماع اعضائه، وان تؤخذ القرارات الوزارية لمصلحة العيش المشترك بين اللبنانيين، وهذا ما اكدت عليه وثيقة الوفاق الوطني ان كل ما ينطبق عليه القانون فهو شرعي برأينا، واذا كانت قرارات مجلس الوزراء ينطبق عليها القانون فإننا نعتبرها شرعية وندعمها، واذا لم تكن كذلك فلا نعتبرها شرعية ولا تحظى بدعمنا مصادر بعبدا ورد قانون الطائفة الدرزية على صعيد آخر، اثار رد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود لقانوني المجلس الدستوري وتنظيم اوضاع الطائفة الدرزية ردود فعل مختلفة. خاصة من جانب وزير الاتصالات مروان حمادة والنائب اكرم شهيب اللذان انتقدا بشدة رد الرئيس لحود لقانون تنظيم اوضاع الطائفة الدرزية، واعتبر الوزير حمادة «.. ان اجماع النواب الدروز المدعوم من اجماع المجلس النيابي سيتغلب على تفتت الرئاسة التي اضحت مركزا لممارسة الحقد السياسي .
واوضحت مصادر مقربة من قصر بعبدا ان خطوة رئيس الجمهورية لم تستند مطلقا الى اعتبارات شخصية او فئوية او سياسية ولا هي اتت تجاوبا مع رغبة هذا الفريق او ذاك او تحديا لجهة بهدف ارضاء جهة اخرى.
واكدت ان رد رئيس الجمهورية لهذين القانونيين ينطلق من دوره كرئيس لجميع اللبنانيين كحكم بين سائر الاطراف فضلا عن مسؤولياته الوطنية التي حددها الدستور وابزها المحافظة على وحدة لبنان واللبنانيين . واشارت المصادر ان الاسباب الموجبة لرد القانونيين المذكورين واضحة بما فيه الكفاية لتبيان دوافع خطوة رئيس الجمهورية وبالتالي فان رد الفعل التي صدرت عن بعض الوزراء والنواب تجاهلت الاسباب الوجيهة التي استند اليها الرئيس لحود لرده القانونيين ولا سيما القانون المتعلق بالطائفة الدرزية وتعاطت مع هذا الامر من زاوية سياسية ضيقة وادخلته في الحسابات الشخصية التي تتحكم بالمواقف التي تصدر منذ اشهر عن هذه الفئات السياسية نفسها.
وردت المصادر على الانتقادات وردود الفعل التي صدرت تجاه قرار رئيس الجمهورية برد القانون ورأت فيها محاولة واضحة من فريق داخل الطائفة الدرزية هدفه الاستئثار بكل ما يتصل بشؤون الطائفة وعزل فريق اخر له موقعه وحضوره وتمثيله وفرض ارادة واحدة على ابناء الطائفة ووضع مؤسساتها واجهزتها واملاكها ومواردها والعاملين فيها تحت هيمنته واقصاء كل من ليس من هذا الفريق عن المساهمة في ادارة شؤون الطائفة الدرزية.
صحيفة السفير:
تحدثت السفير عن ترقب في الاسبوع المقبل وقالت لا تزال الأوساط السياسية تنتظر نتائج المداولات والمراسلات الجارية بين أطراف الأزمة الوزارية، وبرغم المناخات الايجابية القائمة على هذا الصعيد، فإن المؤشرات العملانية لم تدل على تفاهم قائم بين اطراف "التحالف الرباعي" بخلاف الحديث عن وقف الحملات الاعلامية والسياسية بين الجانبين، وان هناك صيغا مكتوبة لمعالجة ملف المقاومة وسلاحها وصيغا شفهية او غير قابلة للإعلان حول آلية ادارة الحكومة.
وبحسب مصدر معني بالمفاوضات الجارية فإن الجميع يشعر بالمازق ولذلك فإن الكل يسير نحو التفاهم، ولو كان الجميع يشعر في الوقت نفسه بأن هناك انتكاسة سوف تحصل في وقت لاحق، لأن طبيعة الخلافات باتت أعمق من السابق وان الاختلافات حول امور كثيرة داخليا لا تقل قساوة عن الخلافات السياسية، ولفت المصدر الى ان الملف الاقتصادي سوف يعود حكما الى الواجهة قريبا وان هناك قوى كثيرة في البلاد لن تترك الادارة الاقتصادية والمعيشية في آخر سلم الاهتمامات وأن تصبح البلاد اسيرة جدول اعمال فريق محدد من اللبنانيين.
ويسافر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليوم إلى السعودية لأداء فريضة الحج وهو سينتقل مباشرة الى مكة حيث يوجد الآن رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب سعد الحريري، وحيث يفترض ان تحصل اجتماعات مفيدة قبل عودة الجميع الى بيروت بعد عيد الاضحى، وسط حديث عن احتمال عودة النائب الحريري أيضا برغم انه اجرى اتصالات مع شخصيات لبنانية بقصد الاجتماع بها في الخارج في النصف الثاني من هذا الشهر وأبرز هذه الشخصيات العماد ميشال عون.
وقالت مصادر معنية ان العمل جار ايضا على "تهدئة" النائب وليد جنبلاط، وان الرئيس بري كان قد اتصل به هاتفيا قبل سفره إلى السعودية وتبادلا أطراف الحديث على أمل اللقاء قريبا، لا سيما ان بري كان بصدد زيارة جنبلاط في المختارة عند عودته من القاهرة مؤخرا، ولكنه تردد ثم اجل الخطوة كما اجل زيارة وفد من "أمل" إلى المختارة "بعدما رفع جنبلاط سقف حملته السياسية وأطلق مواقف داخلية وإقليمية لا يمكن القبول بها" بحسب مصدر قريب من رئيس المجلس.
وعلى صعيد الاتصالات بين رئيس الحكومة و"حزب الله" فإن العشاء الذي جمع السنيورة مع السيد حسن نصر الله تناول افكارا جديدة بشأن الصيغة المتوقع صدورها عن مجلس الوزراء بشأن مستقبل سلاح المقاومة، حيث أكد رئيس الحكومة أنها سوف تتضمن موقفا حاسما وجازما بأن المقاومة ليست ميليشيا، ولكنه أصر على أن تكون وظيفتها محصورة في نطاق مزارع شبعا، وأنه بعد إنجاز التحرير فإن أمر حماية لبنان من أي عدوان إسرائيلي من مسؤولية الدولة اللبنانية حصرا.
كذلك ضرورة الإشارة إلى أن لبنان يسعى إلى ترسيم الحدود مع سوريا بما في ذلك منطقة مزارع شبعا. وسط هذه الاجواء كان السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان يواصل زياراته السياسية والتقى امس العماد ميشال عون في الرابية وتباحث معه حول الوضع الداخلي وكيفية المساهمة في معالجة الازمة القائمة. وذكرت مصادر متابعة ان فيلتمان استفسر من عون عن الاتصالات الجارية بين "التيار الوطني الحر" وبين "حزب الله" وسقف هذا الحوار. وكرر تمنيه او حثه العماد عون على "التفاعل اكثر والتفاهم مع تحالف وليد جنبلاط وسعد الحريري". وقالت المصادر ان فيلتمان قدم عرضا اشار فيه الى "الصعوبات التي تواجه فريق السلطة وضرورة مساهمة الجميع بما في ذلك التيار الوطني في معالجة هذه الأزمة".
وفي موضوع اخر كتبت السفير:أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أمس رفضه المثول أمام لجنة التحقيق الدولية، نافيا نفيا قاطعا أن يكون سبق أن هدد الرئيس الراحل رفيق الحريري الذي رجح أن تكون إسرائيل قامت باغتياله، لكن من دون أن يستبعد قيام قوى لبنانية بهذا العمل.
ووصف الأسد نائبه السابق عبد الحليم خدام بأنه "ليس أكثر من أداة في إطار مشروع يستهدف سوريا وأمتها العربية"، مشددا على أن خدام ضالع في "المخطط" من قبل أن يعلن عن ذلك صراحة، وموضحا أن ذلك "المخطط" يمثل "الانبطاح الكامل والتنازلات الكبيرة وعرقلة كثير من المشروعات الوطنية والقومية".
في هذا الوقت، جدد خدام هجومه على النظام الحاكم في دمشق، متوقعا سقوطه خلال أشهر، وعلى الرئيس الأسد، واصفا إياه بأنه "لا يصلح للرئاسة"، في وقت نفت فرنسا أية علاقة رسمية بخدام، مشيرة إلى أنه يتحمل وحده مسؤولية تصريحاته.
وقال الأسد، في حديث لرئيس تحرير صحيفة "الأسبوع" المصرية مصطفى بكري تنشره في عددها ليوم الاثنين، أن لقاءه الأخير مع الحريري كان ثنائيا ولم يحضره أحد. وأضاف، ردا على سؤال أن الحريري نفسه سجل اللقاء من خلال جهاز كان يحمله، "أين هو هذا التسجيل ولماذا لا يذيعونه؟". وأضاف الأسد، ردا على سؤال بشأن الشخصيات التي تم اغتيالها في لبنان، إن "عمليات الاغتيال هذه تقف وراءها قوى مشبوهة، وأن كثيرا من تلك الشخصيات لم تكن مناوئة لسوريا".
وشدد الأسد على أن "إسرائيل هي المستفيد الأول من اغتيال الحريري"، مشيرا إلى أن هناك قوى تسعى إلى تقطيع أواصر العلاقة بين لبنان ومحيطه العربي، وأن هذه القوى ضالعة في مخطط دولي يستهدف الأمة العربية بأسرها. واتهم الأسد قوى لبنانية لم يسمها بأنها "يمكن أن تقوم بمثل هذا العمل"، في إشارة إلى اغتيال الحريري. وأضاف الأسد، ردا على سؤال حول تصريحات خدام، أن "علينا أن نركز على المشروع بدلا من الشخص، لان الشخص في النهاية هو مجرد أداة، والناس في سوريا يدركون حقيقته، وهو لا يحوز على اي مصداقية في الشارع السوري".
وأوضح أن "المشروع معروف ولم يتغير، وهو مستمر ويهدف إلى تفتيت الداخل السوري وخلق انقسام بين الدولة والشعب". وفي ما يتعلق بلجنة التحقيق الدولية، قال الأسد "لقد أعلنا أكثر من مرة موافقتنا على مبدأ التعاون مع اللجنة، ولكن هذا التعاون يجب أن يرتكز على القاعدة القانونية، ولذلك فان طلب مقابلة رئيس الجمهورية ووزير خارجيته فاروق الشرع لا يرتكز على القانون". وأوضح أن "ذلك الطلب ليس الأول، وهناك طلب سابق حينما طرحت اللجنة أن تأتي إلى سوريا في نهاية الصيف الماضي لتستمع إلى (شهود سوريين) كما أسموهم، وفى هذا الوقت، طلبوا اللقاء مع رئيس الجمهورية، ومع ذلك أرسلنا إليهم ردا عن طريق اللجنة القضائية السورية". وتحدث الأسد عن "السيناريوهات المقبلة على صعيد الوضع في لبنان"، فقال إن "لدى لبنان تاريخاً من الاضطرابات عمرها مئات السنين، وان هناك من يحاول استغلال الأوضاع الراهنة ليأخذها باتجاهات طائفية على غرار ما يحدث في العراق حاليا".
وأضاف أن "السيناريو في لبنان يجب أن يكون وطنيا أولا وقوميا ثانيا". وقال الأسد، ردا على سؤال عن حديثه أمام مجلس الشعب السوري عن أخطاء سورية ارتكبت في لبنان، إن "ما قصدته هو الأخطاء التي تتعلق بتطبيق الاستراتيجية السورية التي طرحها الرئيس الراحل حافظ الأسد والتي نجحت في لبنان والتي ارتكزت على أن لبنان عمقه عربي وجذوره عربية، وارتكزت أيضا على منع تقسيمه ومواجهة المخططات الرامية إلى عزل بعض الفئات اللبنانية عن محيطها الطبيعي في لبنان والوطن العربي".
وأوضح الأسد أن تلك الاستراتيجية نجحت من خلال توحيد لبنان.. وارتكزت في اتفاق الطائف الذي استخدمت تكتيكات خاصة به من قبل بعض المسؤولين السوريين لم تخدم هذه الاستراتيجية. وقال الأسد إن الشارع السوري يعرف مرتكبي الأخطاء من السوريين وقد تمت معاقبتهم. وفي ما يتعلق بالعلاقات الأميركية السورية، وعما إذا كانت حالة تهدئة سادت ذلك الملف ونتج عنها عدم استجابة واشنطن لمطلب الرئيس فؤاد السنيورة بتشكيل لجنة تحقيق دولية فى قضية الاغتيالات، قال الأسد إن موقف بلاده "لم يتغير بالنسبة للعراق، وأنه لم تحدث أي صفقة بين سوريا والولايات المتحدة".
وأضاف الأسد أن "الوضع في العراق أصبح خطيرا وأن الأميركيين غرقوا في مستنقع العراق بأسرع مما حذر منه هو أمام قمة شرم الشيخ العربية". وأوضح أن "المخرج من هذا المستنقع هو وضع جدول زمني لانسحاب القوات المحتلة من العراق.. ثم وضع الدستور". ولم يمانع الأسد في إرسال قوات سورية إلى العراق إذا كان هناك مطلب عراقي أولا.
وقال "ليس لنا مصلحة أن ندخل العراق، وهناك انقسام لدى شرائح الشعب العراقي، ولا يجوز أن تكون هناك قوات عربية في وقت لا يزال العراقيون منقسمين فيه حول وجود هذه القوات". وقال الأسد، ردا على سؤال عن "شرط سوريا للعودة الى مائدة المفاوضات مع إسرائيل"، "عندما تصبح إسرائيل مهتمة فعلا بالسلام، وعندما يعود اهتمام الإدارة الأميركية بعملية السلام، فالسلام تعبير عن قناعة وليس اتفاقية توقع بين طرفين". وتحدث الأسد عن العلاقات المصرية السورية فقال "أنها تضرب بجذورها في العمق، حيث كانت العلاقات بين الرئيس حسني مبارك والراحل حافظ الأسد لها خصوصيتها".
وأضاف أن العلاقة بينه وبين مبارك "تعتمد على الصراحة".
وأضاف "قد نختلف حول بعض أو كثير من الأمور ولكن عندما نجلس نتحدث بصراحة فأقول له بماذا أفكر ويقول لي بماذا يفكر، وقد نختلف ولكن النتيجة اننا نصل الى تصور مشترك وهذه هي العلاقة المفهومة". وأكد الأسد أن مبارك حريص جدا على سوريا وأن جولاته واتصالاته الدولية تصب في مصلحة سوريا وهو "يتحرك على كافة الأصعدة من دون إعلان وعندما نلتقي يروي لي تفاصيل تلك الاتصالات"، مشيرا إلى أن مبارك "يعرف منذ أيام الرئيس حافظ الأسد ماذا تريد سوريا". وردا على سؤال عن توقع رد الفعل الرسمي إذا حدث نوع من الاعتداء على سوريا، أكد الاسد أن "مصر لن تقف مكتوفة الأيدي لان مصر تدرك أن أمنها لا ينفصل عن أمن سوريا". وعن قرب صدور قانون للأحزاب في سوريا، قال الأسد "نحن مهتمون بهذا الموضوع، وقد تم تكليف لجنة لدراسته منذ حوالي شهرين".
وأضاف أنه "برغم أن سوريا تعيش من دون قانون أحزاب منذ عدة عقود فإن لديها أحزابا، ولكن ضمن إطار الجبهة الوطنية.. ولذلك فالقانون في حاجة إلى حوار على مستوى الشارع السوري لان الحكومة لن تستطيع أن تصدر قانونا بمعزل عن الشارع". خدام واتهم خدام، في حديث لشبكة "سي ان ان" الأميركية أمس، الأسد ب"الخيانة". وقال إن "الرئيس بشار الأسد اتخذ قرارات خطيرة تسببت في إلحاق ضرر بالغ بسوريا"، مضيفا أن "أحد هذه القرارات هو تمديد فترة ولاية" الرئيس إميل لحود.
ونفى خدام أن يكون سبب تصريحاته الأخيرة وانتقاداته للنظام السوري يعود إلى رغبته في السلطة والنفوذ، مشيرا إلى أنه "إذا كان الأمر يتعلق بالنفوذ لبقيت مع بشار الأسد".
وقال إن "النفوذ ليس مسعاي وطموحي"، مشيرا إلى أن "طموحاتي وطنية وليست شخصية".
وأوضح خدام أنه "كان على خلاف مع الرئيس بشار الأسد حول أسلوب تناول القضايا الداخلية والخارجية. وأضاف، ردا على سؤال حول ما إذا كانت تصريحاته الأخيرة تشير إلى إمكانية عدم عودته مجددا إلى سوريا وأنه سيمضي الفترة المتبقية من حياته في منفاه في فرنسا، أن "لدي قناعة بأني سأعود مرة أخرى إلى سوريا والشعب السوري سيستعيد مكانته الطبيعية في المنطقة". وفي مقابلة مع وكالة "اسوشييتد برس"، أكد خدام أنه سيلتقي "اليوم (الجمعة)" لجنة التحقيق الدولة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال "في حال كان أي مواطن سوري متورطا في هذا (الاغتيال)، فإنه لا يمكن أن يكون متورطا من دون قرار من رئيس الدولة، لأن جميع القرارات، الصغيرة والكبيرة، تتطلب موافقته".
وقال خدام، عن الأسد، "لا يستحق أن يكون رئيسا"، مشيرا إلى أنه يتوقع أن ينهار النظام السوري خلال أشهر. وأضاف أنه سيعود عند سقوط النظام لكنه سيبقى، إلى حين ذلك، في منفاه. وجدد خدام التأكيد على أن الحريري "تعرض للتهديد بطريقة واضحة جدا وفي مناسبات عديدة" من قبل القيادة السورية، وبينها الأسد نفسه. ونقل خدام عن الأسد قوله للحريري ذات مرة "إنك تعمل ضدنا وإنك تتآمر ضدنا. إنك تسعى لتنصيب رئيس في لبنان. أنا صانع القرار. وسأسحق كل من يعارض قراراتي".
وأوضح، ردا على سؤال عما كان يعنيه الأسد بتعبير "أسحق"، "ماذا تعني كلمة أسحق؟ سحق بألف كيلوغرام من المتفجرات".
وفي مقابلة مع "راديو سوا" الأميركي، جدد خدام انتقاده للنظام السوري، متهما الأسد ولحود بالعمل على إخضاع لبنان لسيطرة الأجهزة الأمنية. وقال خدام انه تخلى عن الملف اللبناني منذ اختيار لحود رئيسا، لأنه كان قد اعترض عليه، باعتبار ان الحياة السياسية في لبنان لا تحتمل رئيسا عسكريا، مشيرا الى ان الأسد استلم بنفسه في تلك الفترة الملف اللبناني، وعمل مع لحود على "بناء النظام الأمني السوري اللبناني المشترك". أضاف "جاء العماد لحود وفي ذهنه ان يكون رئيسا كما هو الرئيس في سوريا".
وأعرب خدام عن قناعته بأن الشعب السوري سينتفض "على غرار الشعب اللبناني"، مضيفا ان اللبنانيين الذين عارض بعضهم او استطاع ان يعارض، دفعوا ثمن هذه المعارضة لأنهم قالوا "لا" للنظام الأمني. وأوضح خدام ان اغتيال الرئيس الحريري أدى الى انتفاضة اللبنانيين من أجل إنهاء النظام الأمني، نافيا في الوقت ذاته سعيه ليكون بديلا للرئيس السوري، لأن "الموقع ليس مهما" بالنسبة له.
الموقف الفرنسي
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي أن يكون لفرنسا أي اتصال بخدام، مشيرا إلى أنه يقيم في باريس "بصفة شخصية وخاصة". وقال ماتيي إن "عبد الحليم خدام يتحمل وحده المسؤولية عن التصريحات التي أدلى بها مساء أمس للقناة الثالثة للتليفزيون الفرنسي ومن قبل لمحطة العربية الفضائية".
وأضاف أن "خدام نفسه أكد أن وضعه في باريس ليس وضع اللاجئ السياسي"، مشيرا إلى أن "لا حوار او اتصالات بين فرنسا وبينه وان الحراسة التي يحظى بها هي إجراءات عادية تتخذها وزارة الداخلية الفرنسية تجاه أي شخص قد يتعرض لتهديد على الأراضي الفرنسية".
وتابع أن "لا علاقة للحراسة الأمنية من بعيد أو قريب باتصالات أو حوار من أي نوع كان". وجدد ماتيي أمس التأكيد على "موقف فرنسا القائم على ضرورة تعاون سوريا مع لجنة التحقيق الدولية من اجل كشف الحقيقة وتطبيق العدالة حتى لا يفلت الجناة من العقاب"، مضيفا أنه "من هذا المنطلق، فان فرنسا لا تمانع في أن يدلى خدام بشهادته أمام اللجنة في باريس".
وتابع أن "فرنسا أبلغت بالطبع بأن اللجنة ستستمع إليه قريبا جدا وهى تعمل على تسهيل ذلك من اجل مصلحة التحقيق الدولي ولكي تأخذ العدالة مجراها. الى ذلك، اعتبرت اللجنة المركزية للتجمع القومي الموحد، الذي يتزعمه رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وعم الرئيس الحالي بشار الأسد، في بيان ان "الظروف العصيبة التي تجتازها سوريا تتطلب العمل على وضع قرار رفعت الأسد رئيس التجمع العودة الى البلاد موضع التنفيذ".
واوضح التجمع انه اصدر بيانه هذا "الموجه الى الشعب السوري، بعد تصريحات عبد الحليم خدام الأخيرة" مشددا على ضرورة عودة رفعت الأسد الى سوريا "لما له من رصيد شعبي وسياسي داخلي ونفوذ عربي ودولي وباعتباره املا حقيقيا في الاسهام الجدي والحاسم في قيادة مسيرة انقاذ الوطن".
وانتقد البيان "عملية تصفية حسابات قديمة وجديدة بدأت تستهدف في مجملها الوجود السوري ذاته"، داعيا الى "تعبئة وطنية حقيقية على قاعدة مصالحة وطنية مسؤولة وجريئة تضع نصب عينها المصلحة العليا للوطن وتترفع عن صغائر الامور في هذا الوقت العصيب". ودعا البيان "الجميع الى تحمل مسؤولياته الوطنية كاملة غير منقوصة، لأن كل تلكؤ او استخفاف يعني التفريط بمصير الوطن والأمة".
مصر
وفي القاهرة، أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، سليمان عواد، أن الرئيس حسني مبارك "يوالي اتصالاته بمختلف الأطراف الإقليمية والدولية، واتصالاته لا تنقطع من أجل التوصل إلى الأسلوب الأمثل الذي يكفل استمرار تعاون سوريا مع لجنة التحقيق الدولية ويكفل في الوقت ذاته ألا يحدث ما يمس استقرار لبنان وسوريا".
صحيفة الشرق:
قالت صدى البلد: تتجه الأنظار مجدداً الى جدة في المملكة العربية السعودية حيث يتوقع ان تشهد اليوم لقاء ثلاثياً يضم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس «كتلة المستقبلالنائب سعد الحريري.
وتوقعت مصادر قريبة من حركة «امل و«حزب اللهان يتم خلال اللقاء وضع الصيغ النهائية للتفاهم الجديد لعودة الوزراء المقاطعين لجلسات مجلس الوزراء عن قرارهم، واستئناف عملهم الحكومي. وفيما لم تفصح المصادر عن مضمون التفاهم الا انها اشارت الى ان المفاوضات ركزت على الاسباب التي ادت بوزراء «امل و «حزب الله الى اتخاذ قرار المقاطعة وايجاد الحلول التي تؤدي الى انطلاقة حكومية جديدة.
وكانت دبي شهدت امس تواجد مختلف القوى السياسية ضمن الوفد النيابي الذي توجه الى هناك للتعزية بوفاة حاكم الامارة نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ مكتوم بن راشد ال مكتوم، وتزامن ذلك مع حضور النائب الحريري لهذه الغاية ايضاً. وسبقت لقاء جدة المتوقع اشاعة اجواء ايجابية في بيروت، اذ اعلن عضو «كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ان العودة الى مجلس الوزراء محكومة بانتفاء الأسباب التي دفعتنا الى تعليق العضوية، وهذه الأسباب بدأت بالتقلص بعد سلسلة اللقاءات التي جرت. وفي الاطار عينه، كان لنائب الأمين العام لـ«حزب الله الشيخ نعيم قاسم مواقف اوضحت رؤية الحزب للأزمة الحاصلة مؤكداً «نحن نريد الحكومة كما هي في الدستور، لا نريد تعديلاً دستورياً ولا نريد مكاسب خاصة، انما نريد ان يلتزم الافرقاء الذين التزمنا معهم بالتفاهم السياسي حول القضايا المصيرية لما فيه مصلحة لبنان من ضمن الدستور ومن ضمن قوانين وصلاحيات مجلس الوزراء، موضحاً ان تعليق المشاركة في الحكومة «هو دليل ايجابية من قبلنا لأن التعليق يعني اعطاء فرصة للحوار وللتصحيح ورأى ان المعالجة يجب ان تلحظ اموراً ثلاثة:
اولاً : المشاركة في القرار السياسي بفعالية.
ثانياً : ان تكون الادارة في الدولة من مسؤولية الحكومة الجدية ولكافة اعضائها.
ثالثاً : ان يؤكد مجلس الوزراء بأن المقاومة ليست ميليشيا (...).
وهذا نوع من الالتزام الصريح الذي يؤدي الى التطمين حول طبيعة المسار الذي ستسير عليه الأمور خصوصاً بعد التطورات المختلفة، وبعد الضغوطات الدولية المتتالية.
في غضون ذلك، سجلت امس زيارة للسفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان الى رئيس «تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون في الرابية. ولم يشأ فيلتمان بعد الاجتماع الذي استمر نحو ساعة ونصف الساعة الادلاء بأي تصريح، لكن مصادر في «التيار الحر قالت لـ«الشرق ان السفير فيلتمان حرص على ان يستمع من عون الى وجهة نظره في تطورات الاوضاع المحلية، والأسباب التي تدعوه الى تمييز نفسه هذه المساحة مع فريق الأغلبية النيابية ... لكن عون، تقول المصادر، عدد من جانبه مآخذه على هذا الفريق، مفنداً الاساءات التي وجهت اليه والخطوات المرتجلة التي عطلت قيام تحالف واسع. ومع ذلك، فان مصادر سياسية نقلت الى «الشرق ان السفير الاميركي نصح النائب عون بتكثيف جهده من اجل الانضمام الى الغالبية النيابية. على صعيد اخر، قابل نواب «اللقاء الديموقراطي رد رئيس الجمهورية اميل لحود قانون تنظيم شؤون الطائفة الدرزية بحملة عنيفة ضده، معتبرين انه مارس حقاً دستورياً من موقع غير دستوري. وشكر وزير الاتصالات مروان حماده للحود رده القانون، مؤكداً ان النص الذي رفضه لن يعود، بعد اعادة التصويت في المجلس، بحاجة الى توقيعه الكريم، ويصبح تالياً نافذاً، مشيراً الى «ان طائفة الموحدين ستعتز بألا تقترن قوانينها الجديدة بتوقيع اميل لحود من جهة اخرى، اكدت مصادر في الغالبية النيابية ان الحكومة عازمة على المضي في ملف بنك المدينة الى نهايته، لاظهار حقيقة ما جرى فيه والشخصيات اللبنانية وغير اللبنانية التي استفادت من امواله بطرق غير مشروعة. الى ذلك، رفضت الاحزاب اللبنانية بعد اجتماعها الدوري امس في بعلبك قرار تمديد حال الطوارىء وتكليف الجيش مهمة حفظ الأمن في بعلبك ـ الهرمل بغياب ممثلي المنطقة في مجلس الوزراء.
صحيفة صدى البلد:
كتبت صدى البلد تقول الآمال بحلحلة تعيد وزراء "أمل" و"حزب الله" الى الحكومة, وتصلح الأمور بين الأكثرية النيابية والتنظيمين خرقها رئيس الجمهورية اميل لحود بتحدي هذه الأكثرية عبر اعادته قانوني تنظيم شؤون الطائفة الدرزية والمجلس الدستوري الى مجلس النواب منسجماً مع مطالب خصوم النائب وليد جنبلاط الدروز ومع موقف "التيار الوطني الحر" الذي يطالب بقيام المجلس الدستوري بعمله وببحث الطعون بعد استكمال نصابه. وفي تصريحات لــ"صدى البلد" اعتبر جنبلاط ان موقف لحود هو "صفعة لمجلس النواب الذي صوت بالاجماع" على قانون الطائفة الدرزية, وقال: "سنصوت مجدداً لمصلحة القانون في مجلس النواب ولنر ماذا سيفعل حينذاك".
على خط الاتصالات الحكومية, تواصلت تصريحات التهدئة والحلحلة وتوقع عودة الوزراء الخمسة في أقرب وقت الى حضور جلسات مجلس الوزراء, وينتظر ان تجرى اتصالات إضافية مع انتقال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليوم الى السعودية حيث يتوقع ان يلتقي الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري الذي قام أمس مع وفد نيابي بتقديم التعازي الى أركان دولة الإمارات في وفاة حاكم دبي.
صحيفة البيرق:
قالت البيرق : لاجديد على صعيد الاوضاع امس لا التفجيرات التي عملها حديث نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام الذي اعلن فيه انسحابه من كل مهامه السياسية والحزبية عبر محطة " العربية " ونقله تلفزيون" المستقبل" هذا الحديث الذي ما ترك امراَ مهما الا تطرق اليه كاشفا من خلال الموقع الذي كان يحتله ما كان يعيشه ويسمعه من جميع من كان يلتقيهم. اما بالنسبة الى العقدة الشيعية فقد ظلت تراوح مكانها وجديدها الوحيد اعلان القرار المتخذ على مستوى قيادتي التحالف الشيعي ليل اول من امس . وتكشف من خلال ذلك ان حركة امل وحزب الله ينتظران ردا من رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري حول التزام الاتفاق الذي كان قد تم معه في الرياض ، كما يقول التحالف فاذا اعلن النائب الحريري موافقته انهى الوزراء الشيعة اعتكافهم والا فانهم سيلجأون الى الاستقالة .
وفي المعلومات الموفورة لـ" البيرق " ان المساعي المبذولة على هذا الصعيد حدودها الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء فاما اتفاق وعودة الوزراء الشيعة الى الحكومة واما افتراق واستقالة هؤلاء الوزراء وعندها تكون الحكومة امام احتمالين : اما تقديم استقالتهم واما تعيين بدلاء للمستقيلين ، ولكن ماتزال هناك رهانات على رأب الصدع ، خصوصا ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خرج امس من اجتماعه المطول مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليعلن : لا استقالة واننا محكومون بالاتفاق وممنوع الوصول الى خلاف ، الامر الذي فسر بان هناك رغبة لديه في الاتفاق . فعلى طريقة " اشتدي ازمة تنفرجي " طفت بوادر ملامح ايجابية نوعا ما على ملف العلاقة الحكومية بين الغالبية النيابية من جهة وحركة امل وحزب الله من جهة ثانية اذ بدد اجتماع بري والسنيورة الاجواء المتشنجة التي اوحت بان الامور وصلت الى الحائط المسدود وبالتالي لم يعد هناك بد من الاستقالة خصوصا ان الاجواء بين حزب الله ورئيس الحكومة المصرعلى استمرار الحوار لم تكن مريحة .
وبدا من خلال هذه المعطيات اجواء تجميد خطوة الاستقالة بعض الوقت بحكم عودة الرئيس بري الى بيروت من القاهرة اول من امس وكذلك انعقاد الاجتماع الموسع بين قيادتي امل وحزب الله الذي تم خلاله تقييم الموقف من جميع جوانبه وتوجت خطوة تجميد الاستقالة في اجتماع الرئيسين بري والسنيورة . وقد جرى خلال لقاء الرئيسين بري والسنيورة تقييم للتطورات الحاصلة على الصعيد الداخلي خلال الفترة الماضية والتفاهم الذي جرى بين موفدي امل وحزب الله النائب علي حسن خليل وحسين خليل مع النائب سعد الحريري رئيس كتلة تيار المستقبل في المملكة العربية السعودية حول الازمة الحكومية ولم يتقيد به الرئيس السنيورة .
وعلم ان الرئيس بري اخذ على عاتقه التحدث مع السيد حسن نصرالله واقناعه بتجميد خطوة الاستقالة والعودة الى الحكومة تطبيقا للتفاهم . وعلم في هذا الاطار ان الرئيس بري سيتوجه الى السعودية في غضون ساعات للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين السعوديين للحصول على دعم سعودي الى جانب الدعم المصري لمبادرته في اطلاق الحوار الوطني بين القيادات اللبنانية . كذلك سيلتقي الرئيس بري النائب سعد الحريري للبحث معه في تدوير زوايا التباين والخلاف اللذين نشأ بعد عودة ممثل حزب الله وحركة امل من السعودية الاسبوع الماضي .
في اي حال فان توافقا حصل امس في اثناء اجتماع الرئيسين بري والسنيورة في عين التينة يقضي بتجميد خطوة الاستقالة افساحا في المجال من جديد امام مساعي ربع الساعة الاخير وان هناك تفاهما على تفعيل دعوة الرئيس بري الى الحوار التي امن لها تغطية عربية من مصر وقريبا من السعودية وتقضي بالدعوة الى حوار موسع يضم 12 شخصية من رؤساء الكتل النيابية والقيادية يكون ابرزهم الى جانب الرئيسين بري والسنيورة زعيم التيار الوطني الحر الرئيس العماد ميشال عون، الامين العام لـ" حزب الله " السيد حسن نصرالله ، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ، رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ن رئيس الهيئة التنفيذية لـ" القوات اللبنانية " الدكتور سمير جعجع اضافة الى الرئيس امين الجميل الوزير السابق سليمان فرنجية ، الوزير السابق طلال ارسلان وممثل عن لقاء قرنة شهوان قد يكون النائب السابق نسيب لحود .
وعلم ان هذه الدعوة الحوارية حول الطاولة المستديرة سيتم توجهها بعد عودة الرئيس بري من المملكة العربية السعودية وما يمكن ان يكون قد حمله معه من نتائج قد ترسم معالم المرحلة المقبلة ومسيرتها .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018