ارشيف من : 2005-2008
وكالة الامن القومي الأميركية أخفت حقائق حول حرب فيتنام
نشرت صحيفة "The Sydney Morning Herald" في عددها الصادر أمس أن وكالة الأمن القومي الأميركية أخفت حقائق توصلت اليها عام 2001 تؤكد أن موظفيها ضللوا وكالة الاستخبارات المركزية خلال أحداث خليج "تونكين" وأعطوا معلومات مغلوطة أدت الى خوض الولايات المتحدة الأميركية حرب فيتنام.
وتقول الحقائق التي تم إخفاؤها أنه تم تضليل وكالة الاستخبارات لتصديق الرواية التي تقول بأن سفن فيتنام الشمالية شنت هجوماً على المقاتلات الأميركية في خليج التونكين في 4 آب/ أغسطس 1964، وذلك بعد يومين على اشتباك مسلح.
وقد توصل الى هذه النتائج روبرت هانيوك أحد مؤرخي وكالة الأمن القومي وأبقاها موظفو الوكالة سراً خشية من أن يؤدي نشرها الى مقارنتها مع الخطأ الذي ارتكبته وكالة الاستخبارات المركزية فيما يتعلق بالأسباب التي أعطيت لتبرير الحرب على العراق. ويقول المؤرخ "ماثيو ايد" والذي ناقش هذه الحقائق مع هانيوك نفسه ومع موظفي "سي آي اي" إنه قرر التكلم وكشف هذه الحقائق بشكل علني لاعتقاده أنه كان يجب كشفها منذ وقت طويل، مضيفاً أن هذا الأمر يحتم المناقشة خصوصاً في ظل المعلومات حول الحرب على العراق.
"وإذ يشير هانيوك في بحثه إلى أن إساءة تفسير الوقائع في البداية كان خطأ غير متعمد، يقول إنه تمكن من الحصول على معلومات تفيد بأن موظفي الوكالة سرعان ما اكتشفوا الخطأ الا انهم تستروا عليه وأضافوا مستندات بحيث يوجدون مبررات لأي هجوم على فيتنام. فبدلاً من تصحيح خطئهم ساهموا وساعدوا في شن الولايات المتحدة حرباً دموية كانت لتدوم عشرات السنين"، يقول ايد الذي يضيف أن الرئيس الأميركي حينها ليندون جونسون وجه رسالة الى الكونغرس لإعطاء الضوء الأخضر لعمل عسكري في فيتنام على الرغم من الشكوك التي تأججت حول أي هجوم في ذلك الحين.
وحول عدم نشر الوكالة لبحث وتحقيق هانيوك، قال متحدث باسم وكالة الأمن القومي أن الوكالة كانت تنوي نشره في وقت لاحق من الشهر المقبل إلا أنه تم تأجيل ذلك. ويقول موظفو وكالة الاستخبارات المركزية أن فريق المؤرخين في وكالة الأمن القومي كان يعمل على نشر الحقائق في العام 2002 لكن خف الزخم حول الموضوع في العام 2003 وذلك خوفاً من ربطه مع عمل الاستخبارات في العراق.
وفيما يقول روبرت ماكنمارا الذي لعب دوراً بارزاً في احداث خليج التونكين بصفته وزيراً للدفاع، في مقابلة له، إنه لا يعرف شيئاً عن أي تحريف حصل وتم الاستناد إليه في الحرب على فيتنام، اكد هانيوك في بحثه أن ماكنمارا استند الى المعلومات المغلوطة في شهادة له امام الكونغرس.
يذكر أن الهجوم المزعوم للفيتناميين على المقاتلات الأميركية شكل محطة هامة في التاريخ حيث أمر الرئيس الأميركي ليندون جونسون بشن هجوم عنيف على فيتنام الشمالية بعد أن اعطي الضوء الأخضر من الكونغرس الأميركي.
وتعرف هذه الفضيحة بفضيحة خليج "تونكين" حيث يقال إن ليندون جونسون أغرق السفينة العسكرية الأميركية بشكل متعمد في خليج "تونكين"، وألصق تهمة إغراقها بالثوار الفيتناميين مما جعل ذلك ذريعة لشن هجومات كاسحة على فيتنام.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018