ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الاربعاء 9 تشرين الثاني/نوفمبر2005
صحيفة الشرق :
كتبت "الشرق" تقول ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان جدد دعوته الى ضرورة محاسبة ومعاقبة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومحاكمتهم في لبنان لكنه حرص على طمأنة الدول العربية من خلال استبعاده السيناريو العراقي.
وقال كوفي انان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط "انني اتوقع وادعو سورية لمواصلة تعاونها مع التحقيق (الدولي في اغتيال الحريري) ومع رئيس (لجنة التحقيق ديتليف) ميليس".
واضاف "اذا تعاونوا (السوريون) واذا وصلنا الى الحقيقة ووضع الجناة في قفص الاتهام وتمت محاسبتهم ومعاقبتهم فإن ذلك سيكون كافيا" بالنسبة للمجتمع الدولي. وشدد على ان "المهم هو ان تتعاون سورية ويجب ان تصلهم الرسالة واضحة وبصوت عال وهي ان كل الاعضاء ال 15 في مجلس الامن يريدون من سورية التعاون".
ولكن انان اكد في مؤتمر صحافي اخر بعد لقاء مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه في حال لم تتعاون سورية فإن مجلس الامن سيحدد نوع العقوبات التي قد تفرض عليها. وتابع "ان ما يهم مجلس الامن هو ان تتم محاسبة المسؤولين عن جريمة سواء كانوا لبنانيين او سوريين او من جنسيات اخرى".
واستبعد انان، ردا على سؤال، تكرار السيناريو العراقي في سورية وقال "امل ان احدا لا يفكر في ان تأخذ الامور الاتجاه الذي اتخذته في العراق". واضاف "لا احد في مجلس الامن يفكر بهذه الطريقة واظن ان هناك مشاكل كافية في المنطقة ولا نحتاج لفتح جبهات جديدة". وقال ان مجلس الامن "لا يهدف الى زعزعة استقرار المنطقة" من خلال القرار 1636 كما ان القرار 1559 الذي نص على انسحاب القوات السورية من لبنان وحل الميليشيات المسلحة لا يستهدف "زعزعة استقرار سورية او لبنان".
وكرر انان ان "الهدف (من قرار مجلس الامن 1636) محدد وهو التوصل الى الحقيقة ومعاقبة الجناة وارسال رسالة للمنطقة (العربية) وللعالم بأن الجناة لن يفلتوا بجريمتهم". واعتبر انان ان تشكيل لجنة التحقيق السورية في اغتيال الحريري "يمكن ان يساعد" لجنة ميليس مشيرا الى ان الاخير قال في مداخلته امام مجلس الامن ان "تشكيل هذه اللجنة فكرة جيدة" وان "وزير الخارجية السوري (فاروق الشرع) اكد انها ستتعاون مع ميليس". واوضح انان ان ميليس "قد يرغب في استجواب مسؤولين سوريين في سورية او في مكان اخر ونحن لا نعرف ماذا سيفعل ولكنه سيحدد المكان الذي يراه اكثر ملاءمة". واكد وزير الخارجية المصري من جهته ان محادثاته مع انان تطرقت الى الاحتمالات المختلفة المتعلقة بمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال الحريري. وكشف ان كوفي انان يفضل محاكمة الذين يتهمون بقتل الحريري "على الارض اللبنانية".
وقال ابو الغيط ان "الامين العام يرى اننا سوف نشهد بعد انتهاء التحقيقات محاكمة على الارض اللبنانية باعتبار ان قرارات الامم المتحدة تقضي وتنص على مساعدة السلطة اللبنانية على القيام بمسؤوليتها في ما يتعلق بالتحقيق والمحاكمة". واضاف "لكن تبقى الاحتمالات مطروحة لاي محاكمة دولية من وجهة نظر المحقق الدولي ومن خلال توافق لبناني دولي". وكان انان وصل اول من امس الاثنين الى القاهرة آتيا من باريس ومن المقرر ان يلتقيه الرئيس المصري حسني مبارك اليوم قبل ان يتوجه الى الرياض المحطة الثانية في جولته التي تقوده ايضا الى تونس وباكستان.
وتابعت "الشرق" تقول انه في غضون ذلك، وصل الى دمشق الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بعد زيارة خاطفة للمملكة العربية السعودية، التقى خلالها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وصرح موسى قبل وصوله الى السعودية انه سيجري مشاورات في جدة مع العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز ووزير خارجيته سعود الفيصل "حول المسألة العراقية في ضوء ما توصلت اليه زيارته (الشهر الماضي) لهذا البلد والاعداد لمؤتمر المصالحة الوطنية العراقية المقترح عقده تحت رعاية الجامعة العربية".
واوضح ان محادثاته مع المسؤولين السعوديين ستتناول كذلك "المقاربة العربية المطلوبة ازاء الموضوع السوري وبلورة موقف عربي عام من قرارات مجلس الامن التي تصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة". ولم يوضح موسى ما طبيعة الموقف الذي يعنيه ولكن مصدرا في الجامعة العربية اوضح انه يشير الى ضرورة التزام الدول العربية بالقرارات الدولية. وعن زيارته الى سورية التي وصلها بعد السعودية قال موسى ان "المسؤولين السوريين اكدوا انهم سيتعاونون مع لجنة التحقيق التي شكلها مجلس الامن للتحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري".
من جهته قال الامير سعود الفيصل ردا على سؤال حول سورية "ان هذا الموضوع عربي شامل ولا يخص دولة عربية دون اخرى وسيقوم الامين العام للجامعة العربية بزيارة الى سورية لتنسيق المواقف العربية"، معربا عن "ارتياحه لتجاوب سورية مع تحقيقات اللجنة الدولية وهو الامر الذي يجب ان يؤخذ في الاعتبار عن جهود الامم المتحدة في هذا الاطار". وتابع الوزير السعودي "ان سورية موافقة على اجراء التحقيقات وبالتالي يجب ان تعطى الفرصة للعملية السلمية حتى تعطي ثمارها".
وفي اطار التحرك السوري، لشرح الموقف بعد صدور القرار 1636 وصل نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس الى ليبيا موفدا من الرئيس السوري بشار الاسد كما افاد مصدر رسمي ليبي. وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية ان المعلم وصل بعيد الظهر الى مطار معيتيقة وكان في استقباله سعيد حيفانة نائب وزير الخارجية الليبي. ولم يعط المصدر اي تفاصيل اضافية حول الزيارة التي تتم ضمن جولة عربية شملت دول الخليج والاردن.
صحيفة اللواء :
قالت "اللواء" ان الأنظار بقيت مسلطة على الموقف السوري من التعاون مع لجنة التحقيق الدولية، فيما توقعت مصادر مطلعة أن يتبلور هذا الموقف غداً في الخطاب الذي سيلقيه الرئيس السوري بشار الأسد، وسط مؤشرات الى أن الجواب السوري سيكون إيجابياً على الطلب الذي تقدم به المحقق الدولي القاضي الالماني ديتليف ميليس لاستجواب ستة من كبار الضباط السوريين في مقر اللجنة في المونتيفردي·
ولاحظت مصادر سورية رسمية ان خطاب الرئيس الأسد الذي سينقل على الهواء مباشرة، يأتي في مرحلة صعبة تعيشها سوريا، وهي تواجه ضغوطاً دولية تحت عنوان التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري· وقالت ان الخطاب الذي كان منتظرا بالنسبة الى الكثير من السوريين، بل اصبح مطلبا شعبيا في الفترة الاخيرة، يريد ان يعرف من خلاله السوريون، حقيقة القرارات السورية في مواجهة ما تتعرض له بلادهم من ضغوط دولية، وسط صمت رسمي، وضع معظم الجمهور السوري في حالة من الترقب والقلق· وتوقعت ان يتضمن خطاب الرئيس الاسد الافصاح عن اجراءات واستراتيجيات لا شك انها ستحدد مستقبل سوريا بكامله في مرحلة هامة من تاريخها الحديث، يعتبرها البعض من اهم المراحل التي تمر بها سوريا منذ الحرب العالمية الاولى·
اما بالنسبة الى استجواب الضباط الستة، فقد نقلت مراسلة "اللواء" في دمشق ناهد الحسيني ان هؤلاء الضباط سيقدمون شهادتهم للتحقيق الدولي كشهود، وسيتم مواجهتهم بالضباط اللبنانيين الاربعة وبشهود آخرين من اجل مطابقة الافادات· واضافت المصادر ان لدى الحكومة السورية من القرائن والدلائل ما يثبت عدم ضلوع اولئك الضباط في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولفتت الى انه اذا تم تجريم احد الضباط من قبل اللجنة الدولية، فلا بد للجنة ان تقدم الادلة القاطعة والبراهين الى لجنة التحقيق السورية على صدق ادعاءاتها، واذا ما تبين للجنة السورية صحة الحجة القانونية فإنها ستعاقب أي متهم وتحاكمه في سوريا·
واستبعدت المصادر انشاء محكمة دولية لان قضية الاغتيال ستورط آخرين لا تريد القوى الدولية الانجرار الى الكشف عن هويتهم· وكشفت مصادر مطلعة في بيروت لـ "اللواء" ان القاضي ميليس بعث الاربعاء الماضي بثلاث رسائل الى سوريا، عبر الامانة العامة للامم المتحدة، تضمنت الاولى طلب الاستجواب الى كل من رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت تعمل في لبنان قبل انسحابها من لبنان العميد رستم غزالي، ومسؤول فرع فلسطين في الاستخبارات السورية العميد عبد الكريم عباس والثانية، طلب فيها رغبته باستجواب صهر الرئيس السوري رئيس الاستخبارات الداخلية السورية اللواء آصف شوكت، والرئيس السابق للجهاز اللواء بهجت سليمان، اما الثالثة فقد تضمنت ايضا اسم العميد جامع جامع والخبير في الاتصالات في جهاز الاستخبارات العميد ظافر يوسف· ومن جهة ثانية، كشف مصدر امني لبناني ان المدعو رمضان طه الذي ورد اسمه في تقرير ميليس انه استدرج احمد ابو عدس الى سوريا قد تم توقيفه داخل الاراضي السورية، بناء على معلومات توافرت للاجهزة الامنية اللبنانية التي اكدت للسلطات السورية مكان وجوده وطلبت توقيفه·
في هذا الوقت، وجه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، امس رسالة صارمة الى سوريا، مؤكدا ضرورة "محاسبة ومعاقبة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الحريري، لكنه حرص على طمأنة الدول العربية من خلال استبعاده السيناريو العراقي· وقال انان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في القاهرة: "انني اتوقع وادعو سوريا لمواصلة تعاونها مع التحقيق، ومع رئيس اللجنة القاضي ميليس· واضاف: "اذا تعاون السوريون، واذا وصلنا الى الحقيقة ووضع الجناة في قفص الاتهام وتمت محاسبتهم ومعاقبتهم، فإن ذلك سيكون كافياً بالنسبة الى المجتمع الدولي"·
لكن انان، اكد في مؤتمر صحافي آخر، بعد لقاء الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، انه في حال "لم تتعاون سوريا فإن مجلس الامن سيحدد نوع العقوبات التي قد تفرض عليها"· مشدداً على ان مجلس الامن يهمه ان تتم محاسبة المسؤولين عن الجريمة سواء كانوا لبنانيين او سوريين او من جنسيات اخرى· واستبعد انان رداً على سؤال، تكرار السيناريو العراقي في سوريا، لافتاً الى ان هناك مشاكل كافية في المنطقة ولا نحتاج الى فتح جبهات جديدة· ومن جهته، أكد وزير الخارجية المصري ان محادثاته مع انان تطرقت الى الاحتمالات المختلفة والمتعلقة بمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الحريري، ونقل عن انان انه يفضل محاكمة المتهمين بقتل الرئيس الحريري على الارض اللبنانية· ومن المقرر ان يلتقي انان اليوم الرئيس المصري حسني مبارك، قبل ان يتوجه الى الرياض، المحطة الثانية في جولته التي تقوده ايضاً الى تونس وباكتسان·
اما عمرو موسى، الذي يتحرك على خط موازٍ مع حركة انان، فقد وصل مساء الى دمشق، آتياً من المملكة العربية السعودية، واكد ان المسؤولين السوريين سيتعاونون مع لجنة التحقيق الدولية· وقالت وكالة الانباء السعودية ان محادثات موسى في الرياض تناولت المستجدات على الساحة العربية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق، والوضع بعد صدور تقرير المحقق الدولي ميليس·
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل رداً على سؤال حول سوريا: ان هذا الموضوع عربي شامل ولا يخص دولة عربية دون اخرى، معرباً عن ارتياحه لتجاوب سوريا مع التحقيقات الدولية، مشيراً الى ضرورة ان تعطى الفرصة للعملية السلمية حتى تعطي ثمارها· اضافت "اللواء" انه من جهة ثانية، لاحظت مصادر متابعة ان نائبة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط اليزابيت ديبل، تجنبت امس الخوض في مواقف سياسية واكتفت بالاشارة الى ان واشنطن ما زالت تتطلع الى تعاون سوري اكبر مع لجنة التحقيق الدولية، مؤكدة تمسك الولايات المتحدة جداً بالتزاماتها تجاه لبنان·
وقالت بعد اجتماعها امس مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان زيارتها للبنان هي تأكيد جديد على الدعم الاميركي للشعب اللبناني وحكومته، لافتة الى ان التحقيقات تتقدم والقاضي ميليس سيرفع توصياته، وسنرى ماذا سيحصل، نافية علمها ما اذا كانت قد وجهت دعوة الى السفارة الاميركية لحضور حفل الاستقبال بمناسبة عيد الاستقلال في قصر بعبدا·
وكانت ديبل قد شاركت امس في ورشة العمل الدبلوماسية التي عقدت في السراي الكبير تحضيراً لمؤتمر دعم لبنان المقرر عقده في بيروت قبل نهاية العام، كما شارك في جانب من هذه الورشة الرئيس السنيورة، ووزير المال جهاد أزعور، ووزير الاقتصاد سامي حداد، وسفراء أميركا وبريطانيا وروسيا وفرنسا والسعودية ومصر وإيطاليا والقائم بأعمال سفارة الاتحاد الأوروبي موريسيو جيان وفرانشيسكو أكوستا ممثلين لرئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، وممثلة برنامج الامم المتحدة للتنمية منى همام، وغير بيدرسون، ووفد البنك الدولي، وممثل عن حاكم مصرف لبنان، والسفير محمد شطح، وتركز البحث خلال الورشة على استعراض التحضيرات التي أجرتها الحكومة تمهيداً لانعقاد مؤتمر دعم لبنان· وأثنى المجتمعون على التحضيرات والمشاريع الاصلاحية التي يعدّها الفريق الاقتصادي في الحكومة على المستويات الاقتصادية والمالية والإدارية·
وأكد المجتمعون على ما كانت عبّرت عنه حكوماتهم ومؤسساتهم في اجتماع نيويورك حول استعدادها لدعم مسيرة لبنان الاصلاحية وتعزيز النمو والتنمية المستدامة والاستقرار الاقتصادي والمالي والاجتماعي فيه· وأوضحت مصادر حكومية أن موعد مؤتمر بيروت ما زال موضع مشاورات ستتم في ضوء قراءة متأنية للأوضاع الاقتصادية والمالية، وفي انتظار إنجاز البرنامج الاصلاحي الذي تعده الحكومة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الشهر الأخير من السنة يشهد عادة اجتماعات دولية، قد تؤخر المؤتمر الى بداية السنة المقبلة، لكن المسؤولين، حسب هذه المصادر، لم يقطعوا بعد الأمل في إمكان انعقاد المؤتمر قبل نهاية العام· في موازاة ذلك، طرحت مصادر أمنية لبنانية تساؤلات عن علاقة التصعيد الاسرائيلي في الجنوب، في مجريات التحقيق الدولي، وتخوّفت من دخول اسرائيل على الخط للتشويش على التحقيق·
وكان لبنان قد تقدم أمس، من الامم المتحدة باحتجاج ضد الانتهاكات الاسرائيلية "المتكررة والمكثفة" لمجاله الجوي، كما أفاد مصدر رسمي·
واشارت "اللواء" ان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة اجرى اتصالاً هاتفياً مع الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون وبقيادة قوات الامم المتحدة في لبنان، وأبدى "احتجاجه على الخرق الاسرائيلي المتكرر" للاجواء اللبنانية، بحسب الوكالة الوطنية للاعلام"· وأشار الجيش اللبناني الى تحليق الطيران الاسرائيلي يومي الاثنين والثلاثاء فوق قطاعات في جنوب لبنان محاذية لإسرائيل، كما تحدث عن اطلاق نيران مضاداته الارضية ضد مروحيات قتالية وطائرات مطاردة اسرائيلية· وقالت معلومات رسمية ان الرئيس السنيورة بحث هذا الموضوع مع السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان، وحث المجتمع الدولي على التدخل للضغط على اسرائيل لوقف خروقاتها للمجال الجوي اللبناني، لافتاً الى ان لبنان لا يستطيع ان يقوم بالمتوجبات التي يفرضها عليه المجتمع الدولي بخصوص تنفيذ القرار 1559 اذا استمرت الخروقات الاسرائيلية وانتهاكات للسيادة اللبنانية والتي بلغت امس اجواء مدينة طرابلس·
وليل امس نقلت وكالة (أ·ف·ب) عن الشرطة اللبنانية ان مروحيات اسرائيلية حلقت للمرة الثانية على التوالي مساء امس الثلاثاء فوق الشاطئ اللبناني قرب الناقورة القريبة من الحدود اللبنانية - الاسرائيلية·
وقالت الشرطة ان مروحيات قتالية حلقت فوق المياه الاقليمية اللبنانية قرب الناقورة حيث مقر قوة الطوارئ الدولية، وألقت بالونات حرارية·
وأكد متحدث باسم حزب الله لوكالة فرانس برس ان مروحية اسرائيلية اطلقت صاروخين انفجرا في البحر·
ورداً على اسئلة الوكالة، لم يؤكد الجيش اللبناني ولا قوة الطوارئ الدولية هذه المعلومة· وفي القدس، نفى الجيش الاسرائيلي ان يكون اطلق اي صواريخ في لبنان·
ونقل مندوبنا في صور عن مصادر امنية في المنطقة "ان دوي الانفجارات التي سمعت في منطقة الناقورة ناتجة عن خرق الطائرات الحربية الاسرائيلية لجدار الصوت على دفعتين الاولى فوق منطقة الخط الازرق والثانية داخل المياه الاقليمية لفلسطين المحتلة·
صحيفة صدى البلد :
رأت "صدى البلد" انه في تطور مفاجئ أعلن في دمشق مساء امس ان الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد سيلقي غدا الخميس "كلمة سياسية شاملة". وأوضحت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية انه سيتناول فيها "قضايا الساعة والمواضيع السياسية وجوانب الوضع الداخلي".
وأكد مصدر سوري رفيع المستوى ل "صدى البلد" ان الاسد سيركز في كلمته على كل المواضيع الملحة والضاغطة ويعلن مواقف جديدة ونوعية ومفصلية تتصل بالوضع الداخلي ومكانة سورية الاقليمية والدولية. وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ان الاسد "سيؤكد مرة جديدة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في ضوء قرار مجلس الأمن الرقم 1636".
واشار الى ان كلمة الرئيس السوري "ستحمل في طياتها بذور التغيير الحقيقي الذي طالما انتظرته سورية، ومنها سن حياة سياسية من تشريعات وقوانين تسمح بانشاء احزاب وتحسين وضع معيشي وزيادة مساحة الحريات العامة".
ولفت المصدر الى "ان الاستحقاقات الدولية اقتربت كثيرا من مؤشرات برتقالية ازاء سورية بغية الضغط عليها لتجديد ثوبها السياسي وادائها الداخلي والخارجي". واكد المصدر ان كلمة الاسد ستكون رسالة الى المجتمع الدولي تؤكد فيها سورية التزامها الشرعية الدولية.
واذ توقع "ان تفاجئ العالم اجمع بالسياسة السورية المستقبلية" تمنى ان تدرك سورية ان الرهان الآن بات على استثمار عامل الزمن. وجاء هذا التطور السوري في الوقت الذي ينتظر فيه المجتمع الدولي ولجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري رد دمشق على طلب رئيس اللجنة القاضي ديتليف ميليس استجواب ستة من المسؤولين العسكريين والأمنيين السوريين في "المونتيفردي" وعلى رأسهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وصهر الرئيس السوري اللواء آصف شوكت.
وكانت ترددت نهار امس معلومات افادت ان الرد السوري سيصدر خلال يومين وانه سيكون ايجابيا وينسجم مع الاستعداد السوري المعلن للتعاون الكامل مع اللجنة الدولية. ورجحت هذه المعلومات ان يتبلور هذا الرد في كلمة الرئيس الاسد، او يتزامن معها. وقد سبق هذا التطور السوري موقف للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان نقله عنه وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط واكد فيه انه يفضل محاكمة الذين يتهمون في جريمة اغتيال الحريري "على الأراضي اللبنانية".
وأضاف ابو الغيط ان أنان "يرى اننا سوف نشهد بعد انتهاء التحقيقات محاكمة على الارض اللبنانية في اعتبار ان قرارات الأمم المتحدة تقضي وتنص على مساعدة السلطة اللبنانية على القيام بمسؤولياتها في ما يتعلق بالتحقيق والمحاكمة. لكن تبقى الاحتمالات مطروحة لأي محاكمة دولية من وجهة نظر المحقق الدولي ومن خلال توافق لبناني دولي".
ودعا أنان سورية الى "مواصلة التعاون" مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري. وقال: "ان سورية أظهرت اخيرا عزمها على تطبيق قرارات الأمم المتحدة، فقد تعاونوا (السوريون) في شأن القرار 1559". ووجه أنان رسالة صارمة الى سورية مؤكدا ضرورة "محاسبة ومعاقبة مرتكبي جريمة" اغتيال الحريري.
واضافت "صدى البلد" انه في موقف سوري جديد، قالت صحيفة "الثورة" الرسمية انه "مع بدء اللجنة القضائية المختصة بالتحقيق في اغتيال الحريري بالاستماع للشهود تخطو سورية في اتجاه التعبير العملي عن تحقيق مصالحها بالكشف عن قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري" واعتبرت "ان الصلاحيات الواسعة التي تتمتع بها هذه اللجنة لجهة التحقيقات والاستعانة بالخبرات العربية والاجنبية، دليل صريح على المساعي السورية لكشف الحقيقة في اسرع وقت ممكن".
في غضون ذلك، أستمر ملف رئاسة الجمهورية مفتوحاً في مختلف الأوساط، وخصوصاً لدى تحالف الأكثرية الذي يستعد لتصعيد حملة ضد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود لدفعه الى التنحي عن سدة الرئاسة، في انتظار مبادرة ينوي الرئيس أمين الجميل وقائد "القوات اللبنانية" اتخاذها قريباً. وفيما تردد ان تحالف الأكثرية يدرس فكرة مقاطعة الاحتفال بعيد الاستقلال الذي يصادف في 22 الجاري في القصر الجمهوري، وزعت الدوائر المختصة في القصر أمس برنامج استقبالات رئاسة الجمهورية للمهنئين بالعيد ولم تستثنِ فيه أحداً من الذين يدعون تقليدياً الى هذا الاحتفال.
واللافت ان نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى أليزابيت دبل استثنت من لقاءاتها في بيروت الرئيس لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري، كذلك استثنت العماد ميشال عون الذي كانت وزيرة الخارجية غوندوليزا رايس قد التقته خلال زيارتها بيروت قبل أشهر.
وقد أكدت دبل إثر لقائها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مساء امس ان واشنطن والمجتمع الدولي يعلقان أهمية على لبنان "لتطبيق برنامج إصلاحي شامل يزيد من ثقة المستثمرين ويتيح للقطاع العام اللبناني ان يكون قابلاً للمحاسبة ويتمتع بالشفافية".
وكانت دبل التي ستغادر بيروت اليوم شاركت الى جانب السنيورة في ورشة عمل أقيمت في السراي الحكومي تحضيراً لمؤتمر دعم لبنان المقرر عقده في بيروت قبل نهاية السنة الجارية، وقد شارك في هذه الورشة سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والسعودية ومصر إضافة الى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي. وختمت دبل زيارتها لبيروت بتلبية دعوة النائب بطرس حرب الى عشاء "رئاسي" في منزله في منطقة الحازمية بعدما تمنت عليه ان يضم عدداً كبيراً من السياسيين اللبنانيين وخصوصاً الشخصيات السياسية المارونية.
وأكدت مصادر تتبعت زيارة دبل ان المسؤولة الأميركية لا تريد ان تحمل لقاءاتها اللبنانية أي دلالة على ان الإدارة الأميركية تفضل مرشحاً على آخر في ملف رئاسة الجمهورية لذلك حرصت على زيارة رئيس الرابطة المارونية الوزير السابق ميشال إده في الوقت الذي اهتم طاقم السفارة الأميركية بمعرفة الشخصيات المدعوة الى عشاء النائب حرب حرصاً على الاّ تحمّل المناسبة أي معنى سياسي لا تقصده المسؤولة الأميركية فضلاً عن رغبتها بأن يحصل العشاء من دون تغطية إعلامية.
الى ذلك، علمت "صدى البلد" ان مشاركة النائب في كتلة "المستقبل" عبدالله حنا في المؤتمر الذي انعقد في الكونغرس حول تنفيذ القرار 1559، تسببت بأزمة صامتة بين عدد من المرجعيات والقيادات السياسية خصوصاً في ضوء المواقف التي صدرت عن هذا المؤتمر وتناولت المقاومة. ونقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه استياءه في هذا المجال، لكنه أكد حرصه على عدم الانجرار الى أي نزاع جانبي، وتوقعت مصادر مطلعة ان يصدر عن كتلة "المستقبل" خلال الساعات الـ 24 المقبلة موقف توضيحي، وقالت: "انه في حال عدم صدوره "سيكون لكل حادث حديث".
واستبعدت مصادر قريبة من "حزب الله" ان يبادر وزراء الحزب الى تقديم استقالتهم من الحكومة في المرحلة المقبلة وخصوصاً "إذا تعلق الأمر بأسباب سياسية"، وقالت: "انه في ظل الضغوط التي تتعرض لها دمشق، لا يمكن "حزب الله" ان يتخلى عن مسؤولياته الحكومية، بل سيدفع الأمور باتجاه التضامن الحكومي مع سورية". لكن المصادر نفسها قالت في المقابل: "ان حزب الله قد يخرج من الحكومة وينتقل الى صفوف المعارضة لأسباب اقتصادية وخصوصاً إذا لم تعالج مسألة خفض سعر المازوت".
صحيفة الأنوار :
كتبت "الأنوار" تقول : استبعدت مصادر لجنة التحقيق الدولية ان يتلقى القاضي ميليس ردا سوريا على طلبه استجواب ستة ضباط سوريين في (المونتفردي) قبل القاء الرئيس بشار الاسد خطابه غدا الخميس الذي ينتظر ان يحدد فيه اطار التعاون مع اللجنة الدولية. وقد شهدت المنطقة امس تحركا مزدوجا للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى شمل مصر والسعودية وسوريا.
وقد اجتمع عنان وموسى في القاهرة امس، قبل ان ينتقل الامين العام للجامعة العربية الى السعودية حيث التقى العاهل السعودي الملك عبدالله، ثم الى دمشق التي وصلها ليلا. اما عنان فسيلتقي الرئيس حسني مبارك اليوم قبل ان يتوجه بدوره الى الرياض. وكان عنان اعلن في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط (انني اتوقع وادعو سوريا لمواصلة تعاونها مع التحقيق ومع ميليس).
واضاف (اذا تعاونوا (السوريون) واذا وصلنا الى الحقيقة ووضع الجناة في قفص الاتهام وتمت محاسبتهم ومعاقبتهم، فان ذلك سيكون كافيا) بالنسبة للمجتمع الدولي. وشدد على ان المهم هو ان تتعاون سوريا ويجب ان تصلهم الرسالة واضحة وبصوت عال وهي ان كل الاعضاء ال 15 في مجلس الامن يريدون من سوريا التعاون. ولكن عنان اكد في مؤتمر صحافي اخر بعد لقاء مع الامين العام للجامعة العربية انه في حال (لم تتعاون سوريا، فان مجلس الامن سيحدد نوع العقوبات التي قد تفرض عليها). وتابع (ان ما يهم مجلس الامن هو ان تتم محاسبة المسؤولين عن جريمة سواء كانوا لبنانيين او سوريين او من جنسيات اخرى). واستبعد عنان، ردا على سؤال تكرار السيناريو العراقي في سوريا وقال (امل ان احدا لا يفكر في ان تأخذ الامور الاتجاه الذي اتخذته في العراق).
واضاف (لا احد في مجلس الامن يفكر بهذه الطريقة واظن ان هناك مشاكل كافية في المنطقة ولا نحتاج لفتح جبهات جديدة). وقال ان مجلس الامن (لا يهدف الى زعزعة استقرار المنطقة) من خلال القرار 1636 كما ان القرار 1559 الذي نص على انسحاب القوات السورية من لبنان وحل الميليشيات المسلحة لا يستهدف (زعزعة استقرار سوريا ولبنان). وكرر عنان ان الهدف (من قرار مجلس الامن 1636) محدد وهو التوصل الى الحقيقة ومعاقبة الجناة وارسال رسالة للمنطقة وللعالم بأن الجناة لن يفلتوا بجريمتهم. واضافت "الأنوار" ان وزير الخارجية المصري اكد من جهته ان محادثاته مع عنان تطرقت الى الاحتمالات المختلفة المتعلقة بمحاكمة مرتكبي جريمة الاغتيال. وكشف ان عنان يفضل محاكمة الذين يتهمون بقتل الحريري على الارض اللبنانية.
وقال ابو الغيط ان (الامين العام يرى اننا سوف نشهد بعد انتهاء التحقيقات محاكمة على الارض اللبنانية باعتبار ان قرارات الامم المتحدة تقضي وتنص على مساعدة السلطة اللبنانية على القيام بمسؤوليتها في ما يتعلق بالتحقيق والمحاكمة). واضاف (لكن تبقى الاحتمالات مطروحة لأي محاكمة دولية من وجهة نظر المحقق الدولي ومن خلال توافق لبناني دولي). واوضح عنان ان ميليس قد يرغب في استجواب مسؤولين سوريين في سوريا او في مكان آخر، ونحن لا نعرف ماذا سيفعل , ولكنه سيحدد المكان الذي يراه اكثر ملاءمة .
صحيفة المستقبل :
كتبت "المستقبل" تقول ان الحركة الدبلوماسية تواصلت أمس والتي انطلقت اول من أمس بهدف دفع سوريا إلى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفقا للقرار 1636، وتلقت دمشق تحذيراً قوياً من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي أكد في القاهرة ان الرسالة يجب ان تصل إلى السوريين "واضحة وبصوت عال" وهي ان كل الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن يريدون منها التعاون التام، مشيرا إلى ان "الأمم المتحدة تجري دراسات لفرض عقوبات ذكية" على دمشق اذا امتنعت من التعاون، كما أكد ان رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس سيحدّد المكان الأكثر ملاءمة لاستجواب المسؤولين السوريين الذين قد يرغب في استجوابهم.
وفي الاطار عينه، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي قام بزيارة خاطفة الى جدة، انتقل بعدها الى دمشق، وتركز البحث على الملف اللبناني السوري، وأكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان سوريا "موافقة على اجراء التحقيقات، وبالتالي يجب ان تعطى الفرصة للعملية السلمية حتى تعطي ثمارها".
وقال انان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط "انني اتوقع وأدعو سوريا لمواصلة تعاونها مع التحقيق ومع رئيس (لجنة التحقيق ديتليف) ميليس". وأوضح انه اذا "تعاونت سوريا تماما سيعفيها هذا التعاون من العقوبات كما سيساعد في تقديم المطلوبين للعدالة سواء كانوا من سوريا او لبنان و من اي دولة اخرى"، محذرا دمشق من عدم التعاون مع اللجنة.
وتابع ان "الامم المتحدة تجري دراسات لتطبيق عقوبات ذكية على المتورّطين في اغتيال الحريري، وهذا لا يعني ان مجلس الامن ينظر فعلا في فرض عقوبات على سوريا وإنما رسالة المجلس هي الرغبة في تعاون كامل من قبل سوريا تجاه التحقيقات".
وشدّد على ان "المهم هو ان تتعاون سوريا ويجب ان تصلهم الرسالة واضحة وبصوت عال، وهي ان كل الاعضاء الـ15 في مجلس الامن يريدون من سوريا التعاون".
ورداً على سؤال حول العلاقات السورية ـ اللبنانية ومدى تأثرها، قال "نأمل أن تكون هناك علاقات طبيعية بين سوريا ولبنان حتى يتحقق مزيد من الاستقرار".
وأشار الى ان سوريا شكلت فريقا للتعاون مع لجنة التحقيق، وقال "في حال فرض عقوبات على المتورطين، فإن هذه العقوبات ستكون ذكية ومحدّدة ولن تضرّ المواطنين، ولكنها ستكون ضد المتورّطين فقط".
وتابعت "المستقبل" قائلة ان انان أكد في مؤتمر صحافي آخر بعد لقاء مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، انه في حال "لم تتعاون سوريا فإن مجلس الامن سيحدّد نوع العقوبات التي قد تفرض" عليها، مضيفا ان "ما يهم مجلس الامن هو ان تتمّ محاسبة المسؤولين عن الجريمة سواء كانوا لبنانيين او سوريين او من جنسيات اخرى".
واستبعد انان ردا على سؤال، تكرار السيناريو العراقي في سوريا وقال "آمل ان احدا لا يفكر في ان تأخذ الامور الاتجاه الذي اتخذته في العراق"، مضيفا "لا احد في مجلس الامن يفكر بهذه الطريقة، وأظن ان هناك مشاكل كافية في المنطقة ولا نحتاج لفتح جبهات جديدة". وقال ان مجلس الامن "لا يهدف الى زعزعة استقرار المنطقة" من خلال القرار 1636، كما ان القرار 1559 الذي نص على انسحاب القوات السورية من لبنان وحلّ الميليشيات المسلحة لا يستهدف "زعزعة استقرار سوريا او لبنان".
وكرّر انان ان "الهدف (من قرار مجلس الامن 1636) محدد وهو التوصل الى الحقيقة ومعاقبة الجناة وارسال رسالة للمنطقة (العربية) وللعالم بأن الجناة لن يفلتوا بجريمتهم". وعلى الرغم من ان انان لم يتطرّق الى مكان وطبيعة المحكمة التي ستتولى محاكمة المتهمين بالجريمة، فإن وزير الخارجية المصري قال ان "انان يفضل محاكمة الذين يتهمون بقتل الحريري "على الارض اللبنانية" قبل ان يستدرك بالقول "لكن تبقى الاحتمالات مطروحة لأي محاكمة دولية من وجهة نظر المحقق الدولي ومن خلال توافق لبناني دولي".
وأوضح انان ان ميليس "قد يرغب في استجواب مسؤولين سوريين في سوريا او في مكان آخر، ونحن لا نعرف ماذا سيفعل، ولكنه سيحدّد المكان الذي يراه اكثر ملاءمة". وفي السعودية التي يصل إليها انان اليوم، استقبل الملك عبدالله موسى وتم خلال الاجتماع استعراض مجمل الوضع في سوريا فى ضوء قرار مجلس الامن 1636، وفق وكالة "انباء الشرق الاوسط" المصرية. وحول ما يمكن ان تقوم السعودية به حول الاوضاع في سوريا، اكد الفيصل ان "هذا الموضوع عربي شامل ولا يخص دولة عربية دون اخرى، وسيقوم الامين العام لجامعة الدول العربية بزيارة لسوريا لتنسيق المواقف العربية".
وأعرب الفيصل عن ارتياحه "لتجاوب سوريا مع تحقيقات اللجنة الدولية وهو الامر الذي يجب ان يؤخذ في الاعتبار". وقال ان "سوريا موافقة على اجراء التحقيقات، وبالتالي يجب ان تعطى الفرصة للعملية السلمية حتى تعطي ثمارها".
وأكد موسى "تعاون السلطات السورية مع لجنة التحقيق"، وأشار الى ان "زيارته لسوريا تتعلق بالتشاور والتنسيق الذي تجريه الامانة العامة للجامعة مع مختلف الدول العربية". ووصل موسى ليل أمس الى دمشق لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين، ولم يدل بأيّ تصريح لدى وصوله. أما أنان فيجتمع خلال زيارته للسعودية مع كلّ من الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووليّ العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل وعدد من المسؤولين السعوديين.
وأوضح موسى قبل وصوله الى جدة ان محادثاته مع المسؤولين السعوديين تشمل "المقاربة العربية المطلوبة ازاء الموضوع السوري وبلورة موقف عربي عام من قرارات مجلس الامن التي تصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة".
ولم يوضح موسى طبيعة الموقف الذي يعنيه، ولكن مصدراً في الجامعة العربية اوضح انه يشير الى ضرورة التزام الدول العربية بالقرارات الدولية. وتأتي زيارة موسى في اطار جولة تشمل سوريا والبحرين. ويجتمع انان خلال زيارته للسعودية مع كل من الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل وعدد من المسؤولين السعوديين.
واضافت "المستقبل" ان مصادر ديبلوماسية في مكتب الامم المتحدة في الرياض، ذكرت أن محادثات انان مع القيادة السعودية ستتركز على العديد من القضايا العربية والاقليمية والدولية من أهمّها تطورات الموقف السوري في اعقاب صدور قرار مجلس الامن 1636. وقالت المصادر ان انان سيطلع القيادة السعودية على تطورات الموقف الدولي بالنسبة لسوريا والمطلوب منها مستقبلاً.
وواصل نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم جولته لنقل رسائل من الرئيس السوري بشار الاسد الى قادة الدول العربية، وقام امس بزيارة ليبيا لنقل رسالة الى الرئيس الليبي معمر القذافي. وكان المعلم قد قام الاثنين بزيارة قصيرة الى عمان حيث التقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ونقل خلالها "رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد الى الملك تتعلق بالمستجدات الراهنة"، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني.
الديار : الأسد يلقي كلمة سياسية شاملة بشأن التطورات والوضع الداخلي الخميس أنان استبعد تطبيق سيناريو العراق على سوريا : لا نحتاج جبهات جديدة تسوية بالإستماع في المونتيفردي ورفع التوصية للجنة القضائية السورية قالت "الديار" انه في خضم التطورات المتسارعة على الساحة الاقليمية خصوصا في ضوء طلب رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس الاستماع الى مسؤولين سوريين، وبانتظار الجواب السوري على طلب ميليس، اعلن في دمشق امس بأن الرئيس بشار الاسد سيلقي غدا الخميس كلمة سياسية شاملة يتناول فيها قضايا الساعة والمواضيع السياسية الراهنة وجوانب الوضع الداخلي، فيما رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي ديتليف ميليس يعدّ للمرحلة الجديدة في التحقيق بعد صدور القرار 1636؟
حتى الآن عقد القاضي ميليس، حسب المعلومات المتوافرة، سلسلة اجتماعات مع فريق عمله في المونتيفردي واخرى مع كبار القضاة اللبنانيين في إطار التحضير للمرحلة الجديدة، لكنه لم يتضح بعد ما هي الخطة الجديدة التي سيتبعها ميليس لتعزيز المعلومات التي اوردها في تقريره الذي رفعه الى مجلس الأمن.
وحسب المعلومات ايضا فإن القاضي ميليس حرص على ابقاء البوصلة موجهة الى دمشق، وقد بعث برسالته الى سوريا طالبا التحقيق مع ستة ضباط في إطار الاستراتيجية التي يتبعها والتي تتلاقى بشكل او بآخر مع بوصلة الضغوط الاميركية الموجهة أيضا الى سوريا. وبانتظار تبلور عناصر المرحلة الجديدة من تحقيقات ميليس فإن الحدث يبقى في التحركات الجارية في المنطقة حول الملف اللبناني والسوري.
والبارز امس تحرك كل من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى انطلاقا من العاصمة المصرية بعد ان عقدا اجتماعا في ما بينهما تناول التطورات الراهنة في شأن الملف اللبناني والسوري والوضع العراقي. وتابعت "الديار" تقول انه مع انطلاق هذا التحرك لفتت مواقف انان الذي دعا سوريا الى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية مستبعدا في الوقت نفسه تطبيق سيناريو العراق على سوريا، وقال انان للصحافيين بعد لقاء مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط "ادعو سوريا الى مواصلة تعاونها "مع محققي الامم المتحدة.
واضاف ان "سوريا اظهرت اخيرا عزمها على تطبيق قرارات الامم المتحدة. فقد تعاونوا (السوريون) بشأن القرار 1559 "حول انسحاب القوات السورية من لبنان. واضاف "اذا تعاونوا (السوريون) واذا وصلنا الى الحقيقة ووضع الجناة في قفص الاتهام وتمت محاسبتهم ومعاقبتهم فإن ذلك سيكون كافيا بالنسبة للمجتمع الدولي.
وشدد على ان "المهم هو ان تتعاون سوريا ويجب ان تصلهم الرسالة واضحة وبصوت عال وهي ان كل الاعضاء ال 15 في مجلس الامن يريدون من سوريا التعاون ولكن انان اكد في مؤتمر صحافي اخر بعد لقاء مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه في حال "لم تتعاون سوريا فإن مجلس الامن سيحدد نوع العقوبات التي قد تفرض "عليها. وتابع "ان ما يهم مجلس الامن هو ان تتم محاسبة المسؤولين عن جريمة سواء كانوا لبنانيين او سوريين او من جنسيات اخرى واستبعد انان ردا على سؤال تكرار السيناريو العراقي في سوريا وقال "امل ان احدا لا يفكر في ان تأخذ الامور الاتجاه الذي اتخذته في العراق واضاف "لا احد في مجلس الامن يفكر بهذه الطريقة واظن ان هناك مشاكل كافية في المنطقة ولا نحتاج لفتح جبهات جديدة وقال ان مجلس الامن "لا يهدف الى زعزعة استقرار المنطقة "من خلال القرار 1636 كما ان القرار 1559 الذي نص على انسحاب القوات السورية من لبنان وحل الميليشيات المسلحة لا يستهدف "زعزعة استقرار سوريا ولبنان وكرر انان ان "الهدف (من قرار مجلس الامن 1636) محدد وهو التوصل الى الحقيقة ومعاقبة الجناة وارسال رسالة للمنطقة (العربية) وللعالم بأن الجناة لن يفلتوا بجريمتهم ولفت ايضا ما نقله وزير الخارجية المصري عن الامين العام للامم المتحدة بأن أنان يفضّل محاكمة الذين يتهمون باغتيال الرئيس الحريري على الارض اللبنانية.
وقال ابو الغيط ان "الامين العام يرى اننا سوف نشهد بعد انتهاء التحقيقات محاكمة على الارض اللبنانية باعتبار ان قرارات الامم المتحدة تقضي وتنص على مساعدة السلطة اللبنانية على القيام بمسؤوليتها فيما يتعلق بالتحقيق والمحاكمة .
واضاف : "لكن تبقى الاحتمالات مطروحة لاي محاكمة دولية من وجهة نظر المحقق الدولي ومن خلال توافق لبناني دولي واكد وزير الخارجية المصري وجود "اتفاق في الرؤى "بين الامم المتحدة ومصر بان الجانب السوري يعبر حاليا عن استعداده للتعامل ايجابيا مع متطلبات لجنة "التحقيق برئاسة القاضي الالماني ديتليف ميليس.
واضاف "لم نصل بعد الى مرحلة ما الذي سيتم بعد انتهاء التحقيقات واجتمع انان بعد ذلك مع الامين العام للجامعة العربية وقال في مؤتمر صحفي مشترك معه في مقر جامعة الدول العربية "ان ميليس سيقرر في الايام المقبلة المدى الذي يظهر له في التحقيق في اغتيال الحريري اضاف "انه اذا تعاونت سوريا تماما سيعفيها هذا التعاون من العقوبات كما سيساعد في تقديم المطلوبين للعدالة سواء كانوا من سوريا او لبنان او من اية دولة اخرى. وحذر انان من عدم تعاون سوريا مع اللجنة وقال "اذا لم تتعاون فإن ذلك سيعرضها للعقوبات التي ستتسبب في ضرر الكثير من الابرياء. وقال ان الامم المتحدة تجري دراسات لتطبيق عقوبات ذكية على المتورطين في اغتيال الحريري وان هذا لا يعني ان مجلس الامن ينظر بفرض عقوبات على سوريا وان رسالة المجلس هي الرغبة في تعاون كامل من قبل سوريا تجاه التحقيقات.
وردا على سؤال حول العلاقات اللبنانية ـ السورية ومدى تأثيرها اعرب انان عن امله بان تكون هناك علاقات طبيعية بين سوريا ولبنان حتى يتحقق المزيد من الاستقرار. واعتبر انان ان تشكيل لجنة التحقيق السورية في اغتيال الحريري "يمكن ان يساعد لجنة ميليس مشيرا الى ان الاخير قال في مداخلته امام مجلس الامن ان "تشكيل هذه اللجنة فكرة جيدة وان "وزير الخارجية السوري (فاروق الشرع) اكد انها ستتعاون مع ميليس واوضح انان ان ميليس "قد يرغب في استجواب مسؤولين سوريين في سوريا او في مكان اخر ونحن لا نعرف ماذا سيفعل ولكنه سيحدد المكان الذي يراه اكثر ملاءمة ويتوجه انان في اطار تحركه الى السعودية بعد لقاء الرئيس المصري حسني مبارك. وبدا الكلام الذي نقله وزير الخارجية المصري عن أنان بأنه يفضل محاكمة المتهمين باغتيال الرئيس الحريري على الارض اللبنانية لافتاً في هذه المرحلة. وقد ذكرت مصادر مطلعة ان هناك افكارا قد جرى التداول بها مؤخرا بتشكيل محكمة مختلطة من قضاة دوليين واخرين لبنانيين تمارس عملها في لبنان، وان هذه الفكرة تأخذ بالإعتبار ان مثل هذه المحكمة لن تحتاج لوقت مثل المحكمة الدولية التي قد تحتاج الى سنوات. اما بشأن طلب ميليس التحقيق مع 6 ضباط سوريين فقد علمت "الديار ان تسوية كان يجري العمل عليها ما بين دمشق ولجنة التحقيق الدولية حول كيفية الاستماع الى افادات المسؤولين الامنيين الستة الذين طلبت اللجنة الاستماع اليهم في لبنان. واكدت مصادر لبنانية على اتصال بلجنة التحقيق ان تسوية قد تشهد النور في هذا الموضوع بعد ان تمسكت السلطات السورية بعدم توقيف اي شخص من هؤلاء خارج الأراضي السورية في مقابل تمسك اللجنة بالاستماع الى هؤلاء خارج الاراضي السورية وقضت التسوية بأن تستمع اللجنة الى المسؤولين السوريين في "المونتيفردي وبعد ذلك اذا ارتأت اللجنة ضرورة توقيف احد هؤلاء فانها ترفع توصية الى اللجنة القضائية السورية التي ستقوم باتخاذ الخطوات اللازمة وفق القوانين السورية. وذكرت هذه المصادر ان الجواب الرسمي السوري لم يصل الى لجنة التحقيق السورية حتى مساء امس بانتظار الاتفاق على التنفيذ. وذكرت مصادر أخرى ان قاضي التحقيق اللبناني في اغتيال الرئيس الحريري الياس عيد طلب الاستماع الى افادات اربعة اشخاص لبنانيين كانت وردت اسماؤهم سابقا وذلك يوم الجمعة المقبل. على صعيد آخر يجري الامين العام للجامعة العربية محادثات اليوم في دمشق في اطار التحرك الذي يقوم به بعد زيارة خاطفة قام بها امس للسعودية بعد ان كان اجتمع في القاهرة مع الامين العام للامم المتحدة. وقد التقى موسى العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان اللقاء الذي عقد في جدة "بحث المستجدات على الساحة العربية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق وكذلك الوضع بعد صدور تقرير قاضي التحقيق الدولي ديتليف ميليس اضافة الى جهود الجامعة العربية في جميع القضايا التي تهم الامة العربية وشارك في اللقاء ايضا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. وقال موسى في تصريح ادلى به في ختام الاجتماع "ان العراقيين بمختلف توجهاتهم حريصون على الوفاق الوطني وهي مسألة مهمة وجدية تتطلب تعاون الجميع من جانبه اعرب الامير سعود الفيصل عن "تفاؤله بتحسن الاوضاع في العراق خاصة بعد الجهود الكبيرة التي بذلها الامين العام للجامعة العربية والاستجابة الواسعة من مختلف الفئات العراقية لهذه المبادرة العربية وعن زيارته الى سوريا ابتداء من مساء امس، قال موسى ان "المسؤولين السوريين اكدوا انهم سيتعاونون مع لجنة التحقيق التي شكلها مجلس الامن للتحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري على صعيد اخر، وصل نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعيد ظهر امس الثلثاء الى ليبيا موفدا من الرئيس السوري بشار الاسد كما افاد مصدر رسمي ليبي. ولم يعط المصدر اي تفاصيل اضافية حول الزيارة. وكان المعلم قام الاثنين بزيارة قصيرة الى عمان حيث التقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ونقل خلالها "رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد الى الملك تتعلق بالمستجدات الراهنة "، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي. ومساء امس اجتمع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع نائبة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية اليزابيت ديبل التي جددت دعمها للبنان، واكدت تطوير العلاقات اللبنانية الاميركية. وشددت ديبل على الأهمية التي تعلقها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على لبنان لتطبيق برنامج اصلاحي شامل يزيد ثقة المستثمرين ويتيح للقطاع العام اللبناني ان يكون قابلاً للمحاسبة ويتمتع بالشفافية، مؤكدة الدعم الأميركي للشعب اللبناني وللحكومة اللبنانية في الوقت الذي يتقدمون فيه بكل شجاعة وتصميم من أجل تحقيق لبنان ديموقراطي ومزدهر وآمن. وعن حزب الله الذي لا يوافق على السياسة الأميركية في لبنان
، قالت ديبل انه في مجتمع ديموقراطي لكل فريق الحق في التعبير عن وجهة نظره، لذلك لا أرى تعارضاً على الإطلاق. أما بالنسبة للقرارين 1559 و1636، فاعتبرت ديبل ان القرارين اتخذا بالإجماع وما زلنا ننتظر رؤية مدى تطبيقهما، من جهته السيد لارسن أشار الى بعض التقدم، أما بالنسبة للتحقيقات فهي تتقدم والقاضي ميليس يرفع التوصيات وسنرى ماذا سيحصل.
السفير : لبنان يعرض للدول المانحة برنامجه الخمسي لخفض العجز السنيورة : المؤتمر إلى العام المقبل أكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لـ"السفير" ان المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان المنوي عقده في بيروت سيؤجل من نهاية العام الحالي الى بداية العام المقبل، نتيجة عوامل تتعلق بمؤتمرات اوروبية ستعقد خلال النصف الاول من كانون الاول، وكذلك لاستحالة عقد المؤتمر في النصف الثاني من الشهر المذكور بسبب انشغال الدول المعنية بأعياد الميلاد . وأشار السنيورة ايضاً الى وجوب استكمال الجولات التي سيقوم بها على الدول العربية والدول المانحة وتوجيه الدعوات لإنجاح المشاركة في هذا المؤتمر الذي يرجح ان يشهد حضوراً كثيفاً. وأكد السنيورة رداً على سؤال ان الاجتماع مع نائبة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية اليزابيت ديبل والسفراء المعنيين جدد تعهد المجتمع الدولي بمساعدة لبنان، شرط الخروج بسيناريو قابل للتنفيذ توافق عليه الجهات اللبنانية، ويتوافق عليه اللبنانيون، وفي مقدمة ذلك تقليص عجز الموازنة، وبالتالي تقليص كلفة الدين العام بواسطة جملة تدابير، وفي مقدمتها الخصخصة والتسنيد، إضافة الى تقليص النفقات وزيادة الإيرادات. من جهته أكد وزير المالية الدكتور جهاد ازعور أن الجانب اللبناني شرح خلال الاجتماع التحضيري في السراي، أمس، التوجّهات الإصلاحية اللبنانية، حيث أشار الرئيس السنيورة الى ان هذه التوجّهات ستعرض بعد إنجازها على مجلس الوزراء، ومن ثم على المجلس النيابي، لتكون ورقة جدية قابلة للتنفيذ، وهذا ما طلبه ممثلو الجانب الدولي، خصوصاً ان هذا الاجتماع التحضيري هو استكمال لما حصل في نيويورك في اجتماعات وزراء خارجية الدول الكبرى. وكشف ازعور ان السيناريو الموضوع تمّت مناقشته مع كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بما يؤمن دعماً للبنانية البرنامج الذي سيناقشه المؤتمر الدولي، وهو برنامج لخمس سنوات يقضي بزيادة الفائض الاولي في الموازنة ليصبح في حدود 3,5 في المئة من الناتج المحلي "بما يعني حوالى 700 مليون دولار". وقال ازعور إن هناك اتصالات داخلية مع كل الاطراف ستتم في القطاعين العام والخاص لبلورة الافكار في البرنامج الحكومي. وعلم ان هذا التوجه يهدف الى تخفيض نسبة الناتج المحلي الى الدين العام الى حوالي 120 في المئة بدلاً من حوالى 175 الى 180 في المئة حالياً مما يمكن الحكومة من طلب المساعدات، وبالتالي الهبات إذا أمكن ذلك، لتقليص أساس الدين او الحد من نموه. وكانت عقدت ورشة عمل في السراي الحكومي، أمس، تحضيراً لمؤتمر دعم لبنان المقرر عقده في بيروت قبيل نهاية السنة الحالية، شارك في جانب منها الرئيس السنيورة وحضرها وزيرا المال جهاد أزعور والاقتصاد سامي حداد ونائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط والأدنى اليزابيت ديبل والسفراء الأميركي جيفري فيلتمان والفرنسي برنارد إيمييه والبريطاني جيمس واط والروسي سيرغيه بوكين والسعودي عبد العزيز خوجه والمصري حسين ضرار والإيطالي فرنكو ميستريتا وحشد من الدبلوماسيين الاوروبيين والمستشارين وممثل عن مصرف لبنان
صحيفة السفير:
قالت "السفير" ان الرئيس السوري بشار الأسد يوجه من مدرج جامعة دمشق غداً خطاباً سياسياً شاملاً إلى الشعب السوري، يستجيب في المقام الأول لنداءات داخلية ازدادت إلحاحاً في الآونة الأخيرة بضرورة التحدث مباشرة إلى الرأي العام السوري حول الأزمات التي تواجهها سوريا، والتي تفاقمت منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الماضي، وبالردّ على الكثير من الأسئلة التي يطرحها السوريون حول المستقبل في ضوء الحصار الذي تتعرّض له دمشق.
ويتوقع أن يركّز الخطاب، وهو الأول من نوعه منذ خطاب الأسد أمام مجلس الشعب السوري في الخامس من آذار الماضي والذي أعلن فيه الانسحاب من لبنان، على الشأن اللبناني من خلال الرد على قرار مجلس الأمن الأخير الرقم 1636 الذي يلوح بعقوبات على سوريا إذا لم تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري، وتحديد موقف من مطالب رئيس اللجنة القاضي ديتليف ميليس الأخيرة والخاصة باستجواب عدد من كبار المسؤولين الأمنيين السوريين خارج الأراضي السورية. وعلمت "السفير" في هذا السياق أن دمشق أعدّت ردها الرسمي على مطالب ميليس وهو يتضمن دعوة الى توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين وأفكاراً حول اطر التعاون في المراحل المقبلة من التحقيق. ولم يتأكد ما اذا كان الرد قد سلّم بالفعل الى رئيس لجنة التحقيق الدولية. لكن الخطاب لن يقتصر على لبنان وحده، بل سيتناول بشكل خاص الشأن الداخلي السوري بما يساهم في تبديد عناصر القلق لدى السوريين ويمهد لإجراءات منتظرة منذ مدة وتبدأ بإجراء تعديل حكومي واسع وتشمل سلسلة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية. وفي خبر موجز عن الخطاب، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، مساء أمس، إن الاسد سيلقي "كلمة سياسية شاملة" غداً الخميس. واضافت أن الرئيس السوري سيتناول في كلمته "قضايا الساعة والمواضيع السياسية وجوانب الوضع الداخلي".
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية السورية، في بيان أمس، إن الأسد اعتذر عن عدم تلبية دعوة رسمية وجّهها إليه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي في 26 أيلول الماضي لحضور قمة برشلونة المزمع عقدها 27 28 الشهر الحالي. وأضاف البيان أن نسخة من هذا الاعتذار سلمت إلى السفير البريطاني لدى دمشق صباح أمس الأول.
وأوضح البيان أن "الرئيس الأسد اعتذر في رسالته عن عدم تمكّنه من تلبية الدعوة التي تلقّاها بسبب الظروف الراهنة في المنطقة وكلّف وزير الخارجية فاروق الشرع لتمثيله في القمة المذكورة".
وفي السياق، قال وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله إن اعتذار الأسد سلّم الأحد، مشيرا إلى أن سببه هو أن "أوروبا لم توقع حتى الآن على اتفاق الشراكة السورية الأوروبية إذ أن سوريا تعتبر أن التوقيع سيسهم في تعزيز التعاون الأوروبي السوري والمتوسطي وسيسهم في إنجاح المؤتمر المذكور".
وأكد متحدث باسم وزارة خارجية بريطانيا أن بلير وجه دعوة إلى الأسد لحضور القمة، مشيراً إلى أن "بعض التصريحات التي صدرت عن المفوضية الأوروبية في بروكسل خلال الساعات الماضية تسببت في حالة من عدم الوضوح، كما بدا لنا أن الرئيس السوري لن يشارك في القمة، وانه سيرسل وزير الخارجية فاروق الشرع نيابة عنه".
وأضاف "استوجب أن تؤكد الخارجية البريطانية أن الدعوة وجّهت الى الرئيس السوري وليس الى وزير خارجيته". ووصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، امس، إلى دمشق في زيارة تستغرق 24 ساعة يلتقي خلالها الأسد والشرع، وذلك بعد زيارة خاطفة للسعودية، حيث التقى الملك عبد الله.
وقال موسى إن "المسؤولين السوريين أكدوا انهم سيتعاونون مع لجنة التحقيق التي شكلها مجلس الامن للتحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري". أما وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل فقال من جهته، رداً على سؤال حول سوريا، إن "هذا الموضوع عربي شامل ولا يخصّ دولة عربية دون اخرى وسيقوم الامين العام للجامعة العربية بزيارة لسوريا لتنسيق المواقف العربية"، معرباً عن "ارتياحه لتجاوب سوريا مع تحقيقات اللجنة الدولية وهو الامر الذي يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار عن جهود الامم المتحدة في هذا الاطار". وتابع "إن سوريا موافقة على اجراء التحقيقات وبالتالي يجب ان تعطى الفرصة للعملية السلمية حتى تعطي ثمارها".
وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان لقاء الملك عبد الله بموسى عقد في جدة و"بحث المستجدات على الساحة العربية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق وكذلك الوضع بعد صدور تقرير قاضي التحقيق الدولي ديتليف ميليس، اضافة الى جهود الجامعة العربية في جميع القضايا التي تهم الامة العربية".
وكان موسى أعلن في وقت سابق أن محادثاته مع المسؤولين السعوديين ستتناول "المقاربة العربية المطلوبة ازاء الموضوع السوري وبلورة موقف عربي عام من قرارات مجلس الامن التي تصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة". واستقبل الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي سلّمه رسالة من الأسد.
وكان المعلم وصل الى طرابلس في وقت سابق، أمس، في إطار جولة تشمل كلاً من ليبيا والجزائر وتونس لنقل رسائل من الأسد إلى قادة هذه الدول تتعلق بتطورات الوضع في المنطقة لا سيما تقرير لجنة ميليس والقرار 1636 والضغوط التي تتعرض لها سوريا.
وقالت "سانا" إن القذافي أكد دعم بلاده التام لسوريا "قيادة وشعبا ووقوفها إلى جانبها في مواجهة هذه الضغوط التي تستهدف كل الدول العربية". أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان من القاهرة، أمس، ضرورة "محاسبة ومعاقبة مرتكبي جريمة" اغتيال الحريري لكنه حرص على استبعاد السيناريو العراقي في سوريا.
وقال انان، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، "إنني اتوقع وادعو سوريا إلى مواصلة تعاونها مع التحقيق (الدولي في اغتيال الحريري) ومع رئيس (اللجنة) ميليس".
وأضاف "اذا تعاونوا (السوريون) واذا وصلنا الى الحقيقة ووضع الجناة في قفص الاتهام وّتمت محاسبتهم ومعاقبتهم فإن ذلك سيكون كافياً" بالنسبة للمجتمع الدولي. وشدد انان على ان "المهم هو ان تتعاون سوريا ويجب ان تصلهم الرسالة واضحة وبصوت عال وهي ان كل الاعضاء ال15 في مجلس الامن يريدون من سوريا التعاون".
لكن انان أكد في مؤتمر صحافي آخر بعد لقاء مع عمرو موسى انه في حال "لم تتعاون سوريا فإن مجلس الامن سيحدد نوع العقوبات التي قد تفرض" عليها.
وأوضح أن "ما يهم مجلس الامن هو ان تتم محاسبة المسؤولين عن الجريمة سواء أكانوا لبنانيين ام سوريين او من جنسيات أخرى". واستبعد انان، رداً على سؤال، تكرار السيناريو العراقي في سوريا وقال "آمل أن أحداً لا يفكر في ان تأخذ الامور الاتجاه الذي اتخذته في العراق".
واضاف "لا احد في مجلس الامن يفكر بهذه الطريقة. وأظن ان هناك مشاكل كافية في المنطقة ولا نحتاج لفتح جبهات جديدة"، مشدداً على أن مجلس الامن "لا يهدف الى زعزعة استقرار المنطقة" من خلال القرار 1636، كما ان القرار 1559 الذي نص على انسحاب القوات السورية من لبنان وحل الميليشيات المسلحة لا يستهدف "زعزعة استقرار سوريا او لبنان".
وكرر انان ان "الهدف (من قرار مجلس الامن 1636) محدد وهو التوصل الى الحقيقة ومعاقبة الجناة وإرسال رسالة للمنطقة (العربية) وللعالم بان الجناة لن يفلتوا بجريمتهم". أما ابو الغيط فأكد من جهته ان محادثاته مع انان تطرقت الى الاحتمالات المختلفة المتعلقة بمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال الحريري.
وكشف ان كوفي انان يفضل محاكمة الذين يتهمون بقتل الحريري "على الأرض اللبنانية". وقال ابو الغيط ان "الامين العام يرى اننا سوف نشهد بعد انتهاء التحقيقات محاكمة على الارض اللبنانية باعتبار ان قرارات الامم المتحدة تقضي وتنص على مساعدة السلطة اللبنانية على القيام بمسؤوليتها في ما يتعلق بالتحقيق والمحاكمة".
وأضاف "لكن تبقى الاحتمالات مطروحة لاي محاكمة دولية من وجهة نظر المحقق الدولي ومن خلال توافق لبناني دولي". واعتبر انان ان تشكيل لجنة التحقيق السورية في اغتيال الحريري "يمكن ان يساعد" لجنة ميليس، مشيراً الى ان المحقق الألماني قال في مداخلته امام مجلس الامن ان "تشكيل هذه اللجنة فكرة جيدة" وان "وزير الخارجية السوري (فاروق الشرع) أكد أنها ستتعاون مع ميليس".
وأوضح أنان أن ميليس "قد يرغب في استجواب مسؤولين سوريين في سوريا او في مكان آخر ونحن لا نعرف ماذا سيفعل ولكنه سيحدّد المكان الذي يراه اكثر ملاءمة". وقال انان إن "سوريا أشارت إلى أنها ستتعاون بالكامل. حظيت بفرصة التحدث مع الرئيس الأسد بعد صدور القرار (1636) وأكد لي ذلك". وأضاف "كان لسوريا أخيراً سجل جيد في تطبيق قرارات الأمم المتحدة. لقد تعاونوا في تنفيذ ال1559. الانتخابات اللبنانية الأخيرة كانت حرة وعادلة ومن دون تدخل من الخارج، بقدر ما نعلم، وأتوقع من سوريا وأحثها على مواصلة هذا التعاون مع التحقيق".
صحيفة النهار:
كتبت "النهار" : "لا يمكن فصل الاقتصاد عن السياسة، ولا السياسة عن اي شي". الكلام هو لنائبة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط والادنى اليزابيت ديبل. وقد جاء امس معبرا عن حركة الاحداث المتصلة بعنوانين رئيسيين هما: مستجدات التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتحضير لانعقاد مؤتمر دعم لبنان الذي اقيمت من اجله امس ورشة عمل هي الاولى من نوعها في بيروت.
وابلغ رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة المشاركين في الورشة ان برنامج الحكومة امام المؤتمر سيكون "صنع في لبنان" وبالتالي لن يعرض او يوزع على الدول المانحة او المؤسسات الدولية الا بعد عرضه على مجلس الوزراء (متوقع خلال هذا الشهر) ومن ثم على مجلس النواب بالتزامن مع مناقشته مع هيئات المجتمع الاهلي والاقتصادي ليحظى بالتوافق والاجماع قبل عرضه على المجتمع الدولي. وعلم ان الجانب الاميركي الذي كان متحمسا لعقد المؤتمر في وقت قريب قد تفهّم الموقف اللبناني على قاعدة انه لا يجوز "سلق" المراحل، قبل ان تجهز الحكومة اللبنانية لكسب الثقة الدولية المطلوبة. وبناء على اقتراح مصري، تم التوافق على عقد اجتماع في 15 كانون الاول المقبل على مستوى الخبراء يتم خلاله عرض البرنامج الاصلاحي، من هنا، فان موعد المؤتمر بات مرجحا بين كانون الثاني وشباط المقبلين على ابعد تقدير.
وذكرت اوساط السنيورة ان المشاركين في الورشة خرجوا ب"انطباعات ايجابية جدا" حيال التحضيرات القائمة لبنانيا. واعلنت ديبل، من ناحيتها، ان "الولايات المتحدة متمسكة جدا بالتزامها مع لبنان". مضيفة ان زيارتها الحالية هي "تأكيد جديد للدعم الاميركي للشعب اللبناني وللحكومة اللبنانية في الوقت الذي يتقدمان فيه بكل شجاعة وتصميم من اجل تحقيق لبنان ديموقراطي، مزدهر وآمن".
على صعيد آخر علمت "النهار" ان السنيورة سيعاود قريبا تحركه العربي بزيارة البحرين الاسبوع المقبل وسلطنة عمان، وان تحركه في المرحلة المقبلة سيكون في اتجاه شمال افريقيا حيث سيزور المغرب وتونس والجزائر، اضافة الى تحرك على مستوى اوروبي. وقد بدأت التحضيرات لهذا التحرك منذ فترة. وسيقوم بالزيارات تباعا فور تحديد مواعيدها. وعلمت "النهار" ان ديبل التقت وزير العدل شارل رزق بعيدا من الاعلام، لكنه كان مدرجا في برنامجها. وتردد ان اللقاء كان طويلا" ومهما على حد تعبير اوساط كشفت عنه. وكان لافتا ان مكتب وزير العدل لم يعلن عن اللقاء كما لم يدع وسائل الاعلام الى تغطية!
صحيفة النهار :
قالت "النهار" انه في ظل اجواء من الترقب الداخلي والخارجي، يلقي الرئيس السوري بشار الاسد غداً "كلمة سياسية شاملة"، توقعت مصادر مطلعة ان تكون "في غاية الاهمية"، فيما ردت دمشق على ما اعلنه وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن عدم توجيه الاتحاد الاوروبي دعوة الى الاسد لحضور قمة رؤساء دول الاتحاد وعشر دول من حوض المتوسط في برشلونة في نهاية الشهر الجاري.
ومساء وصل الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى دمشق، وامتنع عن الادلاء بأي تصريح، وسط تكهنات عن حمله اقتراحات تتعلق بآليات التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعما سيسمعه في دمشق عن حقيقة موقفها من طلب رئيس اللجنة ديتليف ميليس استجواب ضباط سوريين، اذ تشغل هذه القضية مستويات قيادة عليا، فضلاً عن الرأي العام الداخلي.
وافادت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان الاسد سيتناول في كلمته "قضايا الساعة، والمواضيع السياسية الراهنة وجوانب الوضع الداخلي". ولم يعرف حتى ساعة متقدمة ليلاً ما سيقوله الرئيس السوري، وتوقعت اوساط مراقبة ان "يطلع الاسد الجمهور السوري والرأي العام اللبناني والعربي على حقيقة الموقف السوري بعد القرار 1636 وطلب اللجنة الدولية استجواب ضباط امنيين رفيعي المستوى للتحقيق في بيروت".
وتوقعت مصادر اخرى ان تجري دمشق تغييرات داخلية مهمة تمهد لها كلمة الاسد، فيما نقلت مصادر عن موسى قوله لديبلوماسي عربي لدى استقباله في فندق "الميريديان" بدمشق ان شيئاً "في غاية الاهمية سيحصل غداً". وقالت مصادر واسعة الاطلاع ل"النهار" ان ميليس "مرتاح جداً" الى التعاون المرتقب من دمشق من حيث السماح بالاستماع الى الضباط السوريين الستة الكبار في مقر اللجنة الدولية في "المونتيفيردي"، استجابة لطلب اللجنة.
واضافت ان الاشارات الاساسية الى هذا التعاون ستأتي في الاسبوع الجاري وتحديداً في الخطاب الذي يعتزم الاسد القاءه غداً، مما يعيد الى الاذهان الخطاب الذي استبق به الرئيس السوري خطوة انسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان الماضي استجابة للقرار 1559 الصادر عن مجلس الامن. وتوقعت ان يستمع ميليس الى الشهود السوريين الاسبوع المقبل (بداية الاسبوع في سوريا هي السبت).
ولفتت الى تقارير صحافية صدرت امس وتبين انها مستقاة من الرئاسة السورية، تؤكد التزام القانون السوري مع لجنة التحقيق الدولية، وفي ملفات تتعدى جريمة اغتيال الحريري. وقالت مصادر قضائية ان عجلة التحقيق الدولي تنتظر رد دمشق على طلب ميليس. الا انه سيجري غدا استجواب اثنين من المدعى عليهم، على ان يستمع الجمعة الى اربعة شهود. وعليه فان لا توقيفات جديدة وفقا لمعطيات الساعات الاخيرة.
وصرح استاذ القانون الدولي في جامعة دمشق ابرهيم دراجي ل"النهار": "ان القانون السوري لا يجيز تسليم الرعايا السوريين الى دولة اخرى، والاتفاق السوري – اللبناني القضائي ينص على تسليم مجرمين بعد صدور احكام في حقهم وليس رعايا لم تصدر احكام قضائية عليهم". وعن الشهود السوريين الذين تحدث عنهم بيان اللجنة السورية الخاصة بجريمة اغتيال الحريري قال: "ليسوا شخصيات رسمية بل هم ناس عاديون قالوا ان لديهم معلومات على الهاتف، وقد طلبت منهم اللجنة الحضور الى مقر اللجنة للاستماع اليهم". وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية بأن السفير البريطاني لدى دمشق "تسلم صباح يوم 7/11/2005 رسالة جوابية من السيد الرئيس بشار الاسد الى السيد طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي، وذلك ردا على دعوته الرسمية التي وجهها الى السيد الرئيس في تاريخ 26/9/2005 لحضور قمة برشلونة الاوروبية – المتوسطية".
واوضح ان الاسد "اعتذر في رسالته عن عدم تمكنه من تلبية الدعوة التي تلقاها بسبب الظروف الراهنة في المنطقة، وكلف السيد فاروق الشرع وزير الخارجية تمثيله في القمة". وقال وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله ان "السبب في هذا الاعتذار هو عدم توقيع اتفاق الشركة الاوروبية – السورية حتى الان، على رغم من مضي فترة على التوقيع بالاحرف الاولى لهذا الاتفاق". ورأى ان "الشركة السورية – الاوروبية مهمة ليس فقط من اجل تعزيز التعاون السوري – الاوروبي المتعدد الجانب، وانما ايضا لمساهمتها في تعزيز ثقافة الحوار في العلاقات الدولية وفي دفع المنطقة في اتجاه استعادة الاستقرار المفقود والتوجه الحقيقي نحو السلام الشامل". وشدد على "أهمية التزام الشخصيات المسؤولة في العالم تقديم المعلومات الصحيحة لوسائل الاعلام بما يساهم في حماية الرأي العام من التضليل والتجني خدمة لأهداف سياسية محددة"، في اشارة الى تصريحات سترو.
وتحدث رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري عن "أهمية العمل الجماعي والتنسيق المشترك بين مختلف الهيئات والجهات العامة بما يعزز الوحدة الوطنية المتجذرة حول قيادة السيد الرئيس بشار الاسد ويدعم صمود سوريا وارادة شعبها في مواجهة التحديات التي تتعرض لها جراء مواقفها الوطنية والقومية". ودعا، لدى رئاسته اجتماع المجلس، "الى تعميق التواصل واللقاءات مع الجماهير ومتابعة قضايا المواطنين وايجاد الحلول الملائمة لها".
واستمع مجلس الوزراء السوري الى عرض سياسي شامل لوزير الخارجية ل"مستجدات الاحداث على الساحتين الاقليمية والدولية والضغوط والتحديات التي تواجهها سوريا والمواقف ازاءها". الى ذلك، أشارت مصادر سورية لـ"النهار" الى ان زيارة موسى لدمشق قد تحمل اقتراحا يتعلق باستجواب الاشخاص السوريين الذين طلب ديتليف ميليس استجوابهم في بيروت.
وقالت ان اقتراح موسى قد يتضمن استجواب هؤلاء الاشخاص في عاصمة عربية عوض بيروت حيث تثير هذه القضية، المكان والاشخاص، خلافات وتشنجات خاصة في سوريا، على رغم ان مصادر في وزارة الخارجية كانت قد نفت "افتراض وجود حساسية" تتعلق بفندق "المونتيفردي" مكانا لاستجواب ضباط سوريين. وكانت تقارير تحدثت عن احتمال ان يكون على جدول اعمال موسى موضوع يتعلق بعقد قمة سورية – مصرية – سعودية في 15 تشرين الثاني الجاري للبحث في الضغوط التي تتعرض لها سوريا وخصوصا تداعيات القرار 1636. وقبل دمشق، زار موسى مدينة جدة السعودية.
وافادت وكالة الانباء السعودية "واس" انه التقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وعرض معه الوضع في الشرق الاوسط. وقالت ان البحث في اللقاء تناول "المستجدات على الساحة العربية وفي مقدمها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق وكذلك الوضع بعد صدور تقرير قاضي التحقيق الدولي ديتليف ميليس، اضافة الى جهود الجامعة العربية في جميع القضايا التي تهم الامة العربية".
وشارك في اللقاء وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي ابدى "تفاؤله بتحسن الاوضاع في العراق وخصوصا بعد الجهود الكبيرة التي بذلها الامين العام للجامعة العربية والاستجابة الواسعة من مختلف الفئات العراقية لهذه المبادرة العربية". وعن زيارته لسوريا قال موسى ان "المسؤولين السوريين، اكدوا انهم سيتعاونون مع لجنة التحقيق التي شكلها مجلس الامن للتحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري".
وسئل سعود الفيصل عن سوريا فاجاب: "ان هذا الموضوع عربي شامل ولا يخص دولة عربية دون اخرى وسيقوم الامين العام للجامعة العربية بزيارة لسوريا لتنسيق المواقف العربية". وابدى "ارتياحه الى تجاوب سوريا مع تحقيقات اللجنة الدولية، وهو الامر الذي يجب ان يؤخذ في الاعتبار في جهود الامم المتحدة في هذا الاطار". واضاف "ان سوريا موافقة على اجراء التحقيقات وبالتالي يجب ان تعطى الفرصة للعملية السلمية حتى تؤتى ثمارها".
وتابع نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم جولته العربية، وقالت "سانا" انه سلم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي رسالة من الاسد "تتعلق بالمستجدات على الساحة العربية ولا سيما منها تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال المرحوم رفيق الحريري وقرار مجلس الامن الرقم 1636 والضغوط التي تتعرض لها سوريا.
واكد القذافي دعم الجماهيرية الليبية التام لسوريا قيادة وشعبا ووقوفها الى جانبها في مواجهة هذه الضغوط التي تستهدف كل الدول العربية وطلب نقل تحياته الى الاسد". واكد المعلم "مواصلة سوريا التعاون مع لجنة التحقيق الدولية بهدف كشف حقيقة الجريمة بعيدا عن اي توظيف سياسي يستهدف استقرار سوريا والمنطقة". وكان نائب وزير الخارجية السوري وصل الى طرابلس في اطار جولة تشمل كلا من ليبيا والجزائر وتونس، لنقل رسائل من الاسدالى زعماء هذه الدول".
صحيفة البيرق :
كتبت "البيرق" تقول ان الجميع ما زال ينتظر دمشق ، ومن اليوم تنشد الأنظار بقوة اليها مع الاعلان مساء امس عن خطاب سياسي شامل سيلقيه الرئيس الأسد غدا الخميس ، ويعلن فيه مواقف لافتة من مجمل قضايا الساعة الاقليمية والدولية والوضع الداخلي في سوريا .ورجحت مصادر ان يتزامن الرد السوري على طلب القاضي ميليس مع هذا الخطاب الذي سيؤكد فيه الرئيس السوري التعاون مع لجنة التحقيق التزاما بقرار مجلس الامن 1636 .
واشارت مصادر لـ "البيرق" ان عجلة التحقيقات في المونتيفردي ستنطلق عمليا في ضوء تبلور الرد السوري الذي تدل كل المؤشرات حتى الآن على ان سوريا ستكون متعاونة مع المجتمع الدولي .
في هذه الاثناء لم يسجل اي تطور جديد على صعيد التحقيقات باستثناء الاعلان عن ان المحقق العدلي الياس عيد سيستمع بعد غد الجمعة الى اربعة شهود في القضية تكتمت المصادر القضائية على اسمائهم . الى ذلك صدر بيان عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية مبددا اللغط الذي اثير حول امكان الغاء الاستقبال ومؤكدا اقامة حفل الاستقبال الذي سيقيمه رئيس الجمهورية في الثاني والعشرين من الشهر الحالي في القصر الجمهوري محاطا برئيسي مجلس النواب والوزراء . اشارة الى ان الاستقبالات لن تتخللها فترات استراحة . اما من سيشارك في الحفل ومن سيقاطع فيبقى مرهونا بيوم الاستقلال .
وفي تطور آخر ، علمت "البيرق" من مصادر نيابية ان الرئيس بري بصدد دعوة المجلس الى جلسة تشريعية الثلاثاء المقبل لدرس واقرار جدول اعمال يتضمن مشاريع واقتراحات قوانين تتعلق باتفاقات بين لبنان وبعض الدول .
وامس اكدت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية اليزابيت ديبل الالتزام الاميركي الكامل بالعلاقة مع لبنان ، واعلنت ان زيارتها الى بيروت هي لتأكيد الدعم الاميركي المستمر للشعب اللبناني وللحكومة التي تتقدم بشجاعة وثبات لتأمين الرؤية التي وضعتها الحكومة لتأمين مستقبل آمن ومزدهر وديموقراطي للبنان .
وقالت ديبل بعد زيارتها ليل امس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان كل لقاءاتها في لبنان تمت خلالها مناقشة قراري مجلس الامن 1559 و 1636 . الى ذلك شكل موضوع رئاسة الجمهورية محور مباحثات البطريرك صفير مع زواره . وفي هذا الاطار سأل النائب ايلي سكاف بعد الزيارة على رأس وفد من " الكتلة الشعبية " لماذا علينا تحميل رئيس الجمهورية كل أخطاء الماضي ، فيما رأى النائب ابراهيم كنعان ان البحث في مسألة الرئاسة يحتاج الى توافق يشكل التيار الوطني الحر جزءا منه .
صحيفة الديار :
قالت "الديار" انه في خضم التطورات المتسارعة على الساحة الاقليمية خصوصا في ضوء طلب رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس الاستماع الى مسؤولين سوريين، وبانتظار الجواب السوري على طلب ميليس، اعلن في دمشق امس بأن الرئيس بشار الاسد سيلقي غدا الخميس كلمة سياسية شاملة يتناول فيها قضايا الساعة والمواضيع السياسية الراهنة وجوانب الوضع الداخلي، فيما رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي ديتليف ميليس يعدّ للمرحلة الجديدة في التحقيق بعد صدور القرار 1636؟
حتى الآن عقد القاضي ميليس، حسب المعلومات المتوافرة، سلسلة اجتماعات مع فريق عمله في المونتيفردي واخرى مع كبار القضاة اللبنانيين في إطار التحضير للمرحلة الجديدة، لكنه لم يتضح بعد ما هي الخطة الجديدة التي سيتبعها ميليس لتعزيز المعلومات التي اوردها في تقريره الذي رفعه الى مجلس الأمن. وحسب المعلومات ايضا فإن القاضي ميليس حرص على ابقاء البوصلة موجهة الى دمشق، وقد بعث برسالته الى سوريا طالبا التحقيق مع ستة ضباط في إطار الاستراتيجية التي يتبعها والتي تتلاقى بشكل او بآخر مع بوصلة الضغوط الاميركية الموجهة أيضا الى سوريا. وبانتظار تبلور عناصر المرحلة الجديدة من تحقيقات ميليس فإن الحدث يبقى في التحركات الجارية في المنطقة حول الملف اللبناني والسوري.
والبارز امس تحرك كل من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى انطلاقا من العاصمة المصرية بعد ان عقدا اجتماعا في ما بينهما تناول التطورات الراهنة في شأن الملف اللبناني والسوري والوضع العراقي.
وتابعت "الديار" تقول انه مع انطلاق هذا التحرك لفتت مواقف انان الذي دعا سوريا الى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية مستبعدا في الوقت نفسه تطبيق سيناريو العراق على سوريا، وقال انان للصحافيين بعد لقاء مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط "ادعو سوريا الى مواصلة تعاونها "مع محققي الامم المتحدة.
واضاف ان "سوريا اظهرت اخيرا عزمها على تطبيق قرارات الامم المتحدة. فقد تعاونوا (السوريون) بشأن القرار 1559 "حول انسحاب القوات السورية من لبنان.
واضاف "اذا تعاونوا (السوريون) واذا وصلنا الى الحقيقة ووضع الجناة في قفص الاتهام وتمت محاسبتهم ومعاقبتهم فإن ذلك سيكون كافيا بالنسبة للمجتمع الدولي. وشدد على ان "المهم هو ان تتعاون سوريا ويجب ان تصلهم الرسالة واضحة وبصوت عال وهي ان كل الاعضاء ال 15 في مجلس الامن يريدون من سوريا التعاون ولكن انان اكد في مؤتمر صحافي اخر بعد لقاء مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه في حال "لم تتعاون سوريا فإن مجلس الامن سيحدد نوع العقوبات التي قد تفرض "عليها.
وتابع "ان ما يهم مجلس الامن هو ان تتم محاسبة المسؤولين عن جريمة سواء كانوا لبنانيين او سوريين او من جنسيات اخرى واستبعد انان ردا على سؤال تكرار السيناريو العراقي في سوريا وقال "امل ان احدا لا يفكر في ان تأخذ الامور الاتجاه الذي اتخذته في العراق.
واضاف "لا احد في مجلس الامن يفكر بهذه الطريقة واظن ان هناك مشاكل كافية في المنطقة ولا نحتاج لفتح جبهات جديدة وقال ان مجلس الامن "لا يهدف الى زعزعة استقرار المنطقة "من خلال القرار 1636 كما ان القرار 1559 الذي نص على انسحاب القوات السورية من لبنان وحل الميليشيات المسلحة لا يستهدف "زعزعة استقرار سوريا ولبنان وكرر انان ان "الهدف (من قرار مجلس الامن 1636) محدد وهو التوصل الى الحقيقة ومعاقبة الجناة وارسال رسالة للمنطقة (العربية) وللعالم بأن الجناة لن يفلتوا بجريمتهم ولفت ايضا ما نقله وزير الخارجية المصري عن الامين العام للامم المتحدة بأن أنان يفضّل محاكمة الذين يتهمون باغتيال الرئيس الحريري على الارض اللبنانية.
وقال ابو الغيط ان "الامين العام يرى اننا سوف نشهد بعد انتهاء التحقيقات محاكمة على الارض اللبنانية باعتبار ان قرارات الامم المتحدة تقضي وتنص على مساعدة السلطة اللبنانية على القيام بمسؤوليتها فيما يتعلق بالتحقيق والمحاكمة.
واضاف : "لكن تبقى الاحتمالات مطروحة لاي محاكمة دولية من وجهة نظر المحقق الدولي ومن خلال توافق لبناني دولي واكد وزير الخارجية المصري وجود "اتفاق في الرؤى "بين الامم المتحدة ومصر بان الجانب السوري يعبر حاليا عن استعداده للتعامل ايجابيا مع متطلبات لجنة "التحقيق برئاسة القاضي الالماني ديتليف ميليس.
واضاف "لم نصل بعد الى مرحلة ما الذي سيتم بعد انتهاء التحقيقات واجتمع انان بعد ذلك مع الامين العام للجامعة العربية وقال في مؤتمر صحفي مشترك معه في مقر جامعة الدول العربية "ان ميليس سيقرر في الايام المقبلة المدى الذي يظهر له في التحقيق في اغتيال الحريري.
اضاف "انه اذا تعاونت سوريا تماما سيعفيها هذا التعاون من العقوبات كما سيساعد في تقديم المطلوبين للعدالة سواء كانوا من سوريا او لبنان او من اية دولة اخرى. وحذر انان من عدم تعاون سوريا مع اللجنة وقال "اذا لم تتعاون فإن ذلك سيعرضها للعقوبات التي ستتسبب في ضرر الكثير من الابرياء.
وقال ان الامم المتحدة تجري دراسات لتطبيق عقوبات ذكية على المتورطين في اغتيال الحريري وان هذا لا يعني ان مجلس الامن ينظر بفرض عقوبات على سوريا وان رسالة المجلس هي الرغبة في تعاون كامل من قبل سوريا تجاه التحقيقات. وردا على سؤال حول العلاقات اللبنانية - السورية ومدى تأثيرها اعرب انان عن امله بان تكون هناك علاقات طبيعية بين سوريا ولبنان حتى يتحقق المزيد من الاستقرار.
واعتبر انان ان تشكيل لجنة التحقيق السورية في اغتيال الحريري "يمكن ان يساعد لجنة ميليس مشيرا الى ان الاخير قال في مداخلته امام مجلس الامن ان "تشكيل هذه اللجنة فكرة جيدة وان "وزير الخارجية السوري (فاروق الشرع) اكد انها ستتعاون مع ميليس واوضح انان ان ميليس "قد يرغب في استجواب مسؤولين سوريين في سوريا او في مكان اخر ونحن لا نعرف ماذا سيفعل ولكنه سيحدد المكان الذي يراه اكثر ملاءمة ويتوجه انان في اطار تحركه الى السعودية بعد لقاء الرئيس المصري حسني مبارك.
وبدا الكلام الذي نقله وزير الخارجية المصري عن أنان بأنه يفضل محاكمة المتهمين باغتيال الرئيس الحريري على الارض اللبنانية لافتاً في هذه المرحلة.
وقد ذكرت مصادر مطلعة ان هناك افكارا قد جرى التداول بها مؤخرا بتشكيل محكمة مختلطة من قضاة دوليين واخرين لبنانيين تمارس عملها في لبنان، وان هذه الفكرة تأخذ بالإعتبار ان مثل هذه المحكمة لن تحتاج لوقت مثل المحكمة الدولية التي قد تحتاج الى سنوات.
اما بشأن طلب ميليس التحقيق مع 6 ضباط سوريين فقد علمت "الديار ان تسوية كان يجري العمل عليها ما بين دمشق ولجنة التحقيق الدولية حول كيفية الاستماع الى افادات المسؤولين الامنيين الستة الذين طلبت اللجنة الاستماع اليهم في لبنان.
واكدت مصادر لبنانية على اتصال بلجنة التحقيق ان تسوية قد تشهد النور في هذا الموضوع بعد ان تمسكت السلطات السورية بعدم توقيف اي شخص من هؤلاء خارج الأراضي السورية في مقابل تمسك اللجنة بالاستماع الى هؤلاء خارج الاراضي السورية وقضت التسوية بأن تستمع اللجنة الى المسؤولين السوريين في "المونتيفردي وبعد ذلك اذا ارتأت اللجنة ضرورة توقيف احد هؤلاء فانها ترفع توصية الى اللجنة القضائية السورية التي ستقوم باتخاذ الخطوات اللازمة وفق القوانين السورية.
وذكرت هذه المصادر ان الجواب الرسمي السوري لم يصل الى لجنة التحقيق السورية حتى مساء امس بانتظار الاتفاق على التنفيذ. وذكرت مصادر أخرى ان قاضي التحقيق اللبناني في اغتيال الرئيس الحريري الياس عيد طلب الاستماع الى افادات اربعة اشخاص لبنانيين كانت وردت اسماؤهم سابقا وذلك يوم الجمعة المقبل. على صعيد آخر يجري الامين العام للجامعة العربية محادثات اليوم في دمشق في اطار التحرك الذي يقوم به بعد زيارة خاطفة قام بها امس للسعودية بعد ان كان اجتمع في القاهرة مع الامين العام للامم المتحدة.
وقد التقى موسى العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان اللقاء الذي عقد في جدة "بحث المستجدات على الساحة العربية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق وكذلك الوضع بعد صدور تقرير قاضي التحقيق الدولي ديتليف ميليس اضافة الى جهود الجامعة العربية في جميع القضايا التي تهم الامة العربية وشارك في اللقاء ايضا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل.
وقال موسى في تصريح ادلى به في ختام الاجتماع "ان العراقيين بمختلف توجهاتهم حريصون على الوفاق الوطني وهي مسألة مهمة وجدية تتطلب تعاون الجميع من جانبه اعرب الامير سعود الفيصل عن "تفاؤله بتحسن الاوضاع في العراق خاصة بعد الجهود الكبيرة التي بذلها الامين العام للجامعة العربية والاستجابة الواسعة من مختلف الفئات العراقية لهذه المبادرة العربية وعن زيارته الى سوريا ابتداء من مساء امس، قال موسى ان "المسؤولين السوريين اكدوا انهم سيتعاونون مع لجنة التحقيق التي شكلها مجلس الامن للتحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.
على صعيد اخر، وصل نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعيد ظهر امس الثلثاء الى ليبيا موفدا من الرئيس السوري بشار الاسد كما افاد مصدر رسمي ليبي. ولم يعط المصدر اي تفاصيل اضافية حول الزيارة.
وكان المعلم قام الاثنين بزيارة قصيرة الى عمان حيث التقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ونقل خلالها "رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد الى الملك تتعلق بالمستجدات الراهنة "، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي. ومساء امس اجتمع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع نائبة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية اليزابيت ديبل التي جددت دعمها للبنان، واكدت تطوير العلاقات اللبنانية الاميركية.
وشددت ديبل على الأهمية التي تعلقها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على لبنان لتطبيق برنامج اصلاحي شامل يزيد ثقة المستثمرين ويتيح للقطاع العام اللبناني ان يكون قابلاً للمحاسبة ويتمتع بالشفافية، مؤكدة الدعم الأميركي للشعب اللبناني وللحكومة اللبنانية في الوقت الذي يتقدمون فيه بكل شجاعة وتصميم من أجل تحقيق لبنان ديموقراطي ومزدهر وآمن.
وعن حزب الله الذي لا يوافق على السياسة الأميركية في لبنان، قالت ديبل انه في مجتمع ديموقراطي لكل فريق الحق في التعبير عن وجهة نظره، لذلك لا أرى تعارضاً على الإطلاق. أما بالنسبة للقرارين 1559 و1636، فاعتبرت ديبل ان القرارين اتخذا بالإجماع وما زلنا ننتظر رؤية مدى تطبيقهما، من جهته السيد لارسن أشار الى بعض التقدم، أما بالنسبة للتحقيقات فهي تتقدم والقاضي ميليس يرفع التوصيات وسنرى ماذا سيحصل.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018