ارشيف من : 2005-2008

من اوراق الصحف الفرنسية الصادرة هذا اليوم الثلاثاء 18 تشرين الاول/ اكتوبر 2005

من اوراق الصحف الفرنسية الصادرة هذا اليوم الثلاثاء 18 تشرين الاول/ اكتوبر 2005

اللافت في الصحف الفرنسية الصادرة بتاريخ اليوم أنّ غداً أهم عناية وأكثر اهتماماً من أمس واليوم جميعاً. فغداً تبدأ في بغداد محاكمة الرئيس السابق صدام حسين، والجرائد، كل الجرائد ركّزت على الخبر، واعتبرته نبأً خطيراً.‏

الجريدة الشعبية " أوجوردوي أن فرانس"، وهي غالباً مهتمة بشؤونٍ فرنسية محلية، شاءت، على غرار زميلاتها، عدم تغييب هذا الحَدث، وكتبت في محاكمة الرئيس العراقي المخلوع، مركّزة على الغموض الذي يحيط بهذا الأمر، إن من جهة المحكمة العراقية الخاصة التي يمثل أمامها صدام حسين وسبعة من معاونيه، وإن من جهة هيئة الدفاع. فالقضاة، ومثلهم المحامون، لا يعرفون حتى الآن هل تتواصل جلسات المحاكمة بعد افتتاحها غداً، أم أنها، إثر الجلسة الأولى، ترجأ إلى موعدٍ لاحق. ولا يُعرف حتى الآن عدد التهم التي سوف يُقاضى بها الدكتاتور السابق، ولا فحوى قرار الاتهام. أضف إلى ذلك أنّ قاضي التحقيق الذي اتصل به مراسل الجريدة قال إن المحاكمة ستكون علانية، إلاّ إذا قررت المحكمة أن تكون الجلسات سرّية، وهذا التصريح وحده، كافٍ ليعطي فكرة عن دقة المعلومات.‏

غير أنّ الأهم في هذه المحاكمة، كما كتبته جريدة " لوموند"، أنها لن تكون مجرّدة من التفاعلات الخارجية. فلا ننس أنّ صدام حسين، في خلال فترة طويلة، وخصوصاً إبان الحرب على إيران، كان على علاقةٍ بكبار مسؤولي العالم الذين قد يطالهم اللوم.‏

وقد أوردت الجريدة بين هؤلاء المسؤولين : الرؤساء الأميركيين جيمي كارتر وجورج بوش الأب وبيل كلينتون، ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مرغريت تاتشر، والرئيس جاك شيراك والملك حسين والملك فهد. فلا غرو إذاً، والاستنتاج لجريدة " لوموند"، أن لا تنظر المحكمة في أفظع قضية كان يُنتظَر إدراجها في قرار الاتهام، وهي العدوان العراقي على إيران الذي أدى إلى نشوب أطول حربٍ في القرن العشرين. وقد أسفرت عن حوالى مليون ضحية.‏

" لوفيغارو" التي آثرت الكلام على الاستفتاء حول مشروع الدستور العراقي، وقد رأت أنّ النعَم عليه، على الأرجح، قد فازت، " لوفيغارو" كتبت في محاكمة صدام حسين، مبرّزة المخاوف التي يبديها بعض مسؤولي الإدارة الأميركية. فالأميركيون قد أطلقوا مسيرة المحاكمة ولكن، لا حولَ لهم في المرافعات ولا في الاستجوابات ولا في الحُكم. وإنهم يرقبون هذه المحاكمة بحذرٍ بيّن. ولا سيما أنّ صدام حسين على ما يبدو قد استعاد بعضاً من عنفوانه، وقد أعدّ مرافعة شخصية للدفاع عن نفسه مستنداً إلى مؤلفات في القانون الدولي حصل عليها في سجنه بمساعدة أعضاء في الصليب الأحمر الدولي. والذي يخشاه الأميركيون، أكثر من سواهم، هو النقد الذي وجّهته غير منظمة إنسانية عالمية قد أبدت مخاوفها من أن تجري المحاكمة تلفيقاً.‏

ونبقى في جريدة " لوفيغارو" لنشير إلى مراسلة بعث بها مندوبها الخاص إلى دمشق، الرهين السابق جورج مالبرونو، وهي حول توتّر الأجواء في سورية، حيث يتحكّم بالناس مناخ من الخوف إثر انتحار اللواء غازي كنعان. التساؤلات كثيرة في دمشق حول هذا الانتحار وحول حقيقته. ولا مجال لترداد ما ورد من افتراضاتٍ وظنون، ولكن يكفي القول إنّ تعليق المواطنين على ميتة كنعان يتضمن كل احتمال، وضده. والجميع بانتظار نشر تحقيق ميليس. وقد أشار المعلق إلى أنّ بعض المواطنين السوريين، وخصوصاً بين السنّة الذين لا يحبّذون النظامَ في دمشق، لا يزالون بالرغم من ذلك يرفضون التدخل الأجنبي وخصوصاً الأميركي في بلادهم. فيقولون عن الأميركيين : انظروا نتيجة تدخلهم في العراق. أما عن احتمال قلب النظام، فالأكثرية ترفضه. وتسأل : تريدون تغيير وجوه الحكّام لتأتوا بمَن ؟ بالأصوليين وأصحاب اللحى ؟ شكراً ، لا. في زيارة الرئيس محمود عباس لباريس وهي الأولى منذ انتخابه على رأس السلطة الفلسطينية، كتبت كل الصحف عن الدعم الذي أكده الرئيس جاك شيراك لضيفه. أما الأهم في هذه الزيارة التي هي " زيارة تعارف " على حدّ رأي " لوفيغارو"، فهو أنّ الرئيس الفرنسي قد أكّد لزائره حرص باريس على خريطة الطريق، وعلى تطبيق بنودها كاملة وبسرعة. أضف إلى ذلك المساعدة المالية التي ستقدمها فرنسا للسلطة الفلسطينية. فالدعم الفرنسي سيبلغ هذا العام خمسة وعشرين مليون أورو، تضاف إلى الإسهام الفرنسي في المساعدات الأوروبية للسلطة الفلسطينية، وقيمته ستون مليون أورو.‏

المصدر: مواقع : راديو مونت كارلو/إعداد: إبراهيم يوسف يزبك.‏

2006-10-30