ارشيف من : 2005-2008
من أوراق الصحف الفرنسية لهذا اليوم 07/11/2005
يستعرض هذا التقرير أبرز الموضوعات التي تناولتها الصحف الفرنسية هذا اليوم:
الموضوع الأول، وربما الأوحد أهمية في الصحف الفرنسية اليوم هو مسألة العنف الذي هبّ منذ اثني عشر يوماً في ضواحي باريس، وقد بدأ يمتدّ إلى مدن المناطق وقراها. واللافت أنّ الجرائد، في معظمها، قد بدأت تتخلى عن غرضياتها التي تميزت بها في أول الأحداث لتنظر إلى المسألة نظرة أكثر مسؤولية. فلا صحف المعارضة تلقي كل المسؤولية على الحكومة، ولا الصحف اليمينية متمسكة بالدفاع عن موقف الدولة إزاء ما يحصل. ولا سيما أنّ أعمال العنف والشغب قد بدأت تسفر عن سابق تصميم، وربما عن تنظيم، كما كتبت " لوباريزيان"، فمن ذا الذي يسعى إلى زجّ البلاد في الفوضى ؟
" لومانيتي"، صوت الحزب الشيوعي الفرنسي، لم تتخلّ عن استهدافها الحكم والحكومة، ولكنها بدأت تبدي مخاوف من تبعات ما يجري. العنف يمتدّ إلى البلاد بأسرها، كما عنونت صفحتها الأولى، ولكن المواطنين الذين يتفهمون غضب الغاضبين، لم يعودوا يتحملون ما يجري، كما كتبت في تحقيقٍ ميداني، حيث دعوة إلى عودة الحوار بين الدولة وسكان الضواحي.
غير أنّ معظم الجرائد برّز كلام رئيس الجمهورية جاك شيراك الذي أعلن إثر جلسةٍ طارئة لمجلس الأمن الداخلي عُقدت في قصر الإليزيه أنّ الأولوية المطلقة هي في استتباب الأمن وفي عودة الهدوء.
" فرانس سوار" التي نوّهت، على غرار الصحف الأخرى، بكلام رئيس الجمهورية، ساءلت في عنوان رئيسي : شيراك يريد الأمن والنظام، ولكن ماذا بعد ؟ ولم تتوان الجريدة عن توجيه إصبع الاتهام إلى البوتقة القائمة بسبب فشل النظام الفرنسي في إرساء ما يسمى بانسجام الغرباء المجنّسين.
فشل صيغة التكامل التي رسمتها فرنسا منذ عقود السنين. فهذه الصيغة التي طالما فاخر بها الفرنسيون ويطلقون عليها كلمة Intégration ـ أي انصهارـ قد فشلت حسب معلق الجريدة، لأن بعض المناطق الريفية، وخصوصاً في الضواحي، قد أصبحت بؤرة للفقر والتسكّع. وهو ما يهدد بالانفلات وربما الإجرام، ولا سيما أنّ العنف قد بلغ حداً مرتفعاً.
" ليبراسيون"، وهي جريدة معارضة أيضاً، نشرت إحصاءً لأعمال الشغب التي تواصلت منذ السابع والعشرين من تشرين الأول الماضي. فذكرت أنّ الشبّان المتمردين، ومعظمهم يافعون، قد أحرقوا ألفاً ومائتين وخمساً وتسعين سيارة وشاحنة، وأنّ حوالي عشرين شاباً قد أدخلوا السجن بعد محاكمتهم، فضلاً عن أكثر من خمسين فتىً يافعاً مثلوا أمام قاضي القاصرين.
" لوفيغارو" أبدت مخاوف من انتشار عدوى التخريب إلى مناطق أخرى وقالت إنّ فرنسا، كلها، قد بدأت تنساق في أزمة الضواحي الباريسية. القلق عام ويُلتمَس في كل ما كتبته الصحف وإن سعى بعضها إلى نفخ الساخن والبارد في آنٍ واحد. فمن ناحية تطالب الدولة بالحزم والصلابة ومن ناحيةٍ أخرى تدعوها إلى فتح باب الحوار. في هذه الأجواء تبدو الأخبار الأخرى، ولا سيما الدولية منها، باهتة، وإن حرصت الجرائد، بدءاً بـ " لوفيغارو" على عدم إغفالها، ومنها: المصاعب البرلمانية المتربصة برئيس الوزراء البريطاني توني بلير، بسبب فضائح مالية انغمس فيها بعض مقرّبيه. ومنها تدنّي شعبية الرئيس جورج بوش في أميركا بسبب ضلوع رجالٍ في إدارته في قضايا مشبوهة. فضلاً عن اتهام مؤسسات تجارية وصناعية فرنسية بالرشوة في تعاملها مع العراق في عهد صدام حسين. " ليبراسيون" التي استفاضت في الكلام على هذا الموضوع، ذكرت أنّ التقرير الذي طلبته الأمم المتحدة يتهم مائة وثمانين مؤسسة فرنسية، أسهمت في برنامج النفط مقابل الغذاء، برشوها العراقيين. وحجتها أنّ كل الشركات العالمية كانت تتعاطى الرشوة مع بغداد.
المصدر: RMC ـ إعداد إبراهيم يوسف يزبك.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018