ارشيف من : 2005-2008

تحركات دولية وتنبيه أميركي حيال النهج الاسرائيلي على الحدود

تحركات دولية وتنبيه أميركي حيال النهج الاسرائيلي على الحدود

كتب خليل فليحان في صحيفة النهار هذا اليوم 14/11/2005‏

نبهت الولايات المتحدة لبنان الى ان السلوك الاخير الذي انتهجته اسرائيل يدعو الى القلق وذلك عندما دفعت عددا من طوافات سلاحها الجوي للتحليق فوق زوارق الصيادين في المياه اللبنانية وسلطت عليها الاضواء من اجل ارعاب الصيادين وجعلهم يغادرون تلك المياه مانعين عليهم الارتزاق واشاعوا جوا من الترهيب لا مبرر له.‏

وافادت مصادر ديبلوماسية ان المسؤولين اللبنانيين اتصلوا بالجانب الاميركي للعمل على وقف تلك الخروق قبل تفاقم الوضع ولا سيما ان ليس هناك ما يبررها ولم تسجل اي عملية للمقاومة او اي تحرك لـ"حزب الله" وفقا للمراصد التي يتولاها عدد من المراقبين ولمس ذلك ايضا المسؤول في القوة الدولية في جنوب لبنان الذي تولى الاتصال بالجيش الاسرائيلي للاستفسار عن تحركات عدد من الطوافات الاسرائيلية وللحض على وقف هذا الخروق للخط الازرق وعدم اعطاء الذريعة لعناصر الحزب لاطلاق المضادات ضد تلك الطوافات لابعادها الى ما وراء الخط الازرق.‏

ونقلت عن مسؤول اميركي دعوته الى ضبط النفس وعدم اعطاء اي فرصة للجيش الاسرائيلي لشن اي هجوم في الداخل اللبناني نظرا الى دقة الظروف وحساسيتها في المنطقة في ظل الضغط الاميركي الذي يمارس على سوريا وايران. وتبلغت قيادة قوة حفظ السلام في نيويورك التصعيد الذي تفتعله اسرائيل وهذا ما دفع بالممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة الى جنوب لبنان غير بيدرسن الى دعوة اسرائيل الى وقف خروقها الجوية صونا للاستقرار وعدم الافساح في المجال للتصعيد. واطلع المسؤول الدولي رئيس الوزراء فؤاد السنيورة على نتيجة الاتصالات العاجلة التي اجرتها القيادة الدولية مع قيادة الشمال في الجيش الاسرائيلي ورفض بيدرسن الجواب الاسرائيلي ان الطوافة الاسرائيلية كانت في مهمة مراقبة لما يجري تحسبا لتسلل بحري من عناصر الحزب وهذا ما لم يقبله مبعوث الامين العام واثبت ذلك في بيانه الصحافي عن الخرق الذي حصل اذ اكد ان اية ذريعة من هذا القبيل مرفوضة. وسارع الى ابلاغ ذلك الى السنيورة الذي طلب منه التحرك السريع لوقف الخرق الاسرائيلي ولقطع الطريق على اي تصعيد تنوي اسرائيل القيام به، وزار وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ للغاية نفسها. كما تلقى السنيورة من السفيرين الاميركي جيفري فيلتمان والفرنسي برنار ايمييه نتائج الاتصالات العاجلة التي اجرتها باريس وواشنطن مع تل ابيب لمنع تكرار مثل هذا الخرق الاسرائيلي الجوي والى الابتعاد عن كل ما من شأنه ان يعبّد الطريق امام التصعيد.‏

وتبلغت ان وزيرة الخارجية الاميركية بحثت في المنامة في الخروق الجوية الاسرائيلية للخط الازرق مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والاثنان اثارا الامر مع المسؤولين الاسرائيليين بناء على طلب السنيورة لدى انتقالهما الى تل ابيب من البحرين وشددا على اهمية احترام الخط الازرق لا سيما ان ليس هناك من مبرر يدفع الى خرقه.‏

واوضحت ان السنيورة سيلفت انتباه الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون السياسية ابرهيم جنبري الذي يزور لبنان لاول مرة منذ تعيينه في منصبه الجديد خطورة استمرار اسرائيل في انتهاك السيادة اللبنانية جواً وبحراً وبراً والخطورة التي يمكن ان تنجم عن ذلك بفعل تحدي المقاومة واستدراجها للرد. وسيطالب بتحرك الامم المتحدة من اجل تحرير منطقة مزارع شبعا تطبيقاً للقرار 425 مع التذكير بأن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وفي اعقاب الانسحاب الاسرائيلي من جزء كبير من الجنوب، اعتبر في تقرير رفعه الى المجلس ان اسرائيل طبقت هذا القرار بالكامل وان المزارع ارض سورية. وسيطالب خلال استقباله جنبري بأن تسعى المنظمة الدولية بالحاح مع اسرائيل من اجل تسليمها ما تبقى من خرائط لحقول الالغام التي كانت زرعتها في الجنوب ولم تقتلعها لدى انسحابها مما سبب اصابات بالغة لعدد كبير من سكان الجنوب ولا يزال احتمال الحاق الاذى بآخرين وارداً. كما سيشدد على ان تلعب المنظمة الدولية دوراً بازاء مماطلة اسرائيل في الافراج عما تبقى من معتقلين لبنانيين من دون اية محاكمة وان تسلم جثث الشهداء.‏

ولفتت مصاد لبنانية مسؤولة الى ان السنيورة ينطلق من هذه المطالب المكررة والمعروفة لدى المسؤول الدولي والمختلف حول بعضها بين لبنان والمنظمة كقضية لبنانية مزارع شبعا للتخفيف من وطأة تأخر الحكومة ببدء الحوار حول تطبيق ما تبقى من القرار 1559. فالبند الثاني منه المتعلق بسلاح المقاومة يلزمه حوار داخلي نظراً الى دقته وحساسيته لا سيما ان السلاح يرمي الى تحرير الارض المحتلة من اسرائيل. كما ان البند الثالث المتعلق بالسلاح الفلسطيني في لبنان مستعص بسبب الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية ونجم عن ذلك التأخير في بدء الحوار اللبناني – الفلسطيني بعد ان تعذر تأليف وفد فلسطيني موحد لهذه الغاية.‏

واستبعدت ان ينجم عن مباحثات جنبري اي التزام على اساس ان الدول الكبرى مع المنظمة الدولية متفهمة للموقف اللبناني وحساسيته ولا تريد ممارسة الضغط على حكومة السنيورة مع اعطاء فرصة جديدة لها لا تقل عن ستة اشهر اي قبل موعد تقديم المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة المكلف تطبيق القرار 1559 تيري رود – لارسن تقريره الى مجلس الامن والدليل على تفهم الاسرة الدولية لحساسية الموقف الحكومي وعجزها عن تنفيذ هذين البندين او على الاقل احدهما ان المجلس لم يصدر بعد مناقشة تقرير رود – لارسن اي بيان رئاسي واستعيض عن ذلك بمؤتمر صحافي عقده واضع التقرير علماً ان الولايات المتحدة كانت بدأت مشاورات مع عدد من الدول لاصدار قرار جديد عن المجلس.‏

2006-10-30