ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الثلاثاء 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الثلاثاء 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005

صحيفة الشرق:‏

كتبت "الشرق" تقول ان عشية عودة رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى بيروت، وجه الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم غمبري رسالة الى سورية اكد فيها ان "لا خيار امامها سوى التعاون مع لجنة التحقيق لأن هذا ما قرره مجلس الامن الدولي بالاجماع".‏

كذلك شدد على المسؤولين اللبنانيين ضرورة تنفيذ كامل بنود القرار 1559، منبهاً الى استحقاقات كبيرة ستواجهها المنطقة خلال الأشهر المقبلة. وأوضح غمبري الذي التقى امس رئيس الجمهورية اميل لحود ووزيري العدل والخارجية شارل رزق وفوزي صلوخ "اننا نتفهم ان سورية قد عبرت عن نيتها بالتعاون مع التحقيق امام الرأي العام الدولي الا ان على الأقوال ان تقترن بالأفعال، لأن الأساس يبقى في تنفيذ هذه القرارات الدولية". واشار الى انه في لبنان ليعرب عن تضامن الأمم المتحدة والتزامها بسيادة واستقلال واستقرار لبنان وفق القرارات الدولية 1559 و1595 و1636.‏

من جهته، اكد صلوخ "ان علاقاتنا بمنظمة الأمم المتحدة هي علاقات عضو يحترم قرارات الأمم المتحدة ومجلس الامن ونحن نعمل على تحقيقها، كما نرجو من الدول الكبرى التي اتخذت بحقها القرارات ان تعمل على تطبيق هذه القرارات" نافياً ان يكون غمبري نقل اليه رسالة محددة حول القرارات 1559 و1595 و1636.‏

وكشفت مصادر ديبلوماسية ان الموفد الدولي شدد امام المسؤولين اللبنانيين على ضرورة استكمال تطبيق القرار 1559 مرحباً بفتح الحكومة اللبنانية باب الحوار مع الطرف الفلسطيني، مؤكداً ان على لبنان العمل من اجل تطبيق كامل بنود القرار 1559 خصوصاً ان استحقاقات كبيرة ستواجهها المنطقة خلال الأشهر المقبلة، غامزاً من قناة القرار 1636.‏

وقالت المصادر ان المسؤولين اللبنانيين طلبوا من غمبري دعم المجتمع الدولي للبناني خصوصاً في مسألة قوات الطوارىء الدولية في الجنوب من دون تغيير في مهمتها ولا في عديدها. وعلمت "الشرق" ان غمبري عين ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في لبنان لمتابعة القرار 1559 من دون ان تتعارض مهمته مع مهمة تيري رود لارسن ومهمة ممثل انان في الجنوب غير بيدرسون.‏

ويتابع غمبري محادثاته اليوم مع المسؤولين اللبنانيين فيلتقي القادة الروحيين ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، ويلتقي غداً رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة قبل ان يزور الجنوب لتفقد قوات الطوارىء. في غضون ذلك، واصل الرئيس السنيورة لقاءاته مع السفراء العرب والأجانب لابلاغهم موقف الحكومة اللبنانية الرافض لتعرض الرئيس بشار الأسد لرئيس الحكومة والمجلس النيابي. وفي هذا الاطار ايضاً، استقبل السنيورة مساء امس في السراي الكبير اعضاء كتلة "المستقبل" النيابية حيث جرى خلال اللقاء الذي استمر حوالى الساعتين عرض لمجمل القضايا السياسية والاقتصادية. وخلال اللقاء، جددت الكتلة ثقتها بالرئيس السنيورة والتضامن معه في مواقفه السياسية والوطنية، وأعربت عن تقديرها لحكمته في ادارة شؤون الدولة وحرصه على الوحدة الوطنية.‏

وطرحت الكتلة عدداً من القضايا التنموية بما في ذلك قضية ارتفاع اسعار المحروقات وخاصة المازوت وانعكاساته على الوضع الاجتماعي للمواطن بشكل عام. وقد ابدى الرئيس السنيورة اهتمامه بهذا الموضوع وتعاطفه معه وتفهمه لوجوب معالجته في اطار الامكانيات المتوافرة. ثم اجتمع الرئيس السنيورة مع وفد من الاتحاد العمالي برئاسة غسان غصن وجرى عرض للأوضاع الاقتصادية. على صعيد آخر، ينتظر ان يعود الى بيروت اليوم القاضي ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية بعدما امضى اجازة خاصة في المانيا. وعشية وصوله تابع المحقق العدلي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري القاضي الياس عيد تحقيقاته فأعاد استجواب الموقوفين من اصحاب محال بيع اجهزة الخلوي ايمن طربيه ومصطفى مستو واستمع الى افادة اربعة شهود.‏

من جهة اخرى، اصدر قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر مذكرة توقيف وجاهية في حق الشيخ حسن مظلوم في جرم القيام ومحاولة القيام بأعمال ارهابية والتحريض على القتل والتخريب وخلق حال من الذعر بين الناس، وذلك بعد اجراء مقابلة بينه وبين الموقوف في هذه القضية علي زهير مراد، وبذلك ارتفع عدد الموقوفين في هذا الملف الى ثمانية اشخاص.‏

صحيفة اللواء:‏

قالت "اللواء" ان عشية عودة رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس الى بيروت اليوم لمتابعة عمله مع اللجنة واستكمال التحقيقات التي تجريها، سجلت مجموعة من المواقف المتصلة بالتحقيق، من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم غامبري الموجود في بيروت حالياً، حيث أكد ان لا خيار حقيقياً أمام سوريا سوى التعاون مع تحقيق ميليس، واصفاً اغتيال الرئيس الحريري بأنه عمل إرهابي ويجب عدم السماح بالافلات من العقاب، فيما أكد الناطق الرسمي باسم اللجنة القضائية السورية الدكتور ابراهيم دراجي، بأن ميليس مصر على بيروت مكاناً لاستجواب المسؤولين الأمنيين السوريين الستة، رغم أن القرار 1636 لا يلزمه بذلك، آملاً أن تعود التحقيقات الى الطرق القضائية لا السياسية·‏

وسط هذه المواقف، برز اهتمام رسمي ومتابعة لما أوردته صحيفة "تشرين" السورية، من تقارير تحدثت عن "حشد شعبي حقيقي سيكون الأكبر والأوسع يوم الخميس المقبل، حيث موعد جلسة مجلس الوزراء للمطالبة باستقالة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة"، في الوقت الذي لم تصدر فيه أية دعوات الى تظاهرات شعبية في لبنان·‏

ولاحظت الصحيفة أن الحركة الاحتجاجية الشعبية التي اندلعت شرارتها في تظاهرات البقاع، لم تعكس إلا مضموناً سياسياً كان العنوان الأبرز لهذا التحرك الذي تؤكد أوساط لبنانية أنه مرشح للانتقال من زحلة وبعلبك الى مناطق عكار والجنوب والبقاع الشمالي، حسب قول الصحيفة السورية، وهو الذي توقعه الوزير السابق وئام وهاب بعد لقائه النائب إيلي سكاف· لكن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة"‏

النائب محمد رعد أبلغ "اللواء" أن "موضوع خروج "حزب الله" من الحكومة ليس ملحّاً حسب ما يحاول البعض الترويج لذلك"، وهو ما أكده أيضاً نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، معتبراً رد الرئيس السنيورة حول ما أُثير عن تقرير الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلّف متابعة تنفيذ القرار 1559 "وثيقة تلزم الحكومة اللبنانية وهذا يكفي"· وأوضح النائب رعد أن الملحّ بالنسبة الى "حزب الله" هو تجسيد التوافق تجاه القضايا الوطنية والمطالب الشعبية، مؤكداً أن "مساءلة الحكومة أو الضغط عليها يأتي من باب الخيارات الديمقراطية"·‏

وتابعت "اللواء" تقول، اما بخصوص تحقيقات القاضي ميليس، فقد أعلن منسق العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، أن دمشق ترفض أن يجري التحقيق في لبنان مع المسؤولين السوريين الذين طلب ميليس استجوابهم، مشيراً الى أن التعاون أو الرفض السوري أمر ستبحثه الأمم المتحدة وستجد له حلاً في الساعات المقبلة· وتوقعت مصادر مطلعة ان يرفع القاضي ميليس تقريرا مبكرا الى مجلس الامن، حول عدم تعاون سوريا، اذا لم تؤد الاتصالات الجارية حاليا الى نتيجة حول مكان استجواب الضباط السوريين الستة وشروطه، علما ان ميليس يتمسك بأن يتم استجواب هؤلاء في مقر اللجنة في المونتفردي لاعتبارات قانونية، حسب ما اوضح مصدر قضائي، تتعلق بالخطوات التي قد تحصل بعد التحقيق، بما يسمى بالاختصاص المكاني·‏

واكد الناطق الرسمي باسم لجنة التحقيق السورية ابراهيم دراجي في مقابلة مع تلفزيون "نيو·تي·في" ان ميليس مصر على بيروت مكانا للاستجواب، رغم ان القرار 1636 لا يلزمه بذلك، لكنه اعترف بأن لجنة التحقيق لها الحق بتحديد مكان الاستجواب، الا انه لفت الى اعتبارات قانونية وامنية واعتبارات تتعلق بحسن النية، اذا كنا راغبين بالوصول الى التحقيق، مبديا اعتقاده بأن على ميليس ان يركز على اجراء التحقيق وعلى آليته اينما كان هذا التحقيق، ولا نريد ان يكون ثمة استنزاف او استهداف سياسي او كسر إرادات سياسية· وأقر دراجي بأن ميليس يتمتع بسلطة تحديد مكان الاستجواب، لكنه تساءل لماذا يصر على المونتفردي تحديدا اذا كان راغبا بالفعل في اجراء تحقيقاته، وما هي الاشالية بأن يتم التحقيق في مكان ثالث او في دولة ثالثة؟‏

هل العبرة في مكان التحقيق او في اجراء التحقيق؟ أليس الغرض ان نتجاوز جميع هذه العقبات الإجرائية لنصل إلى إجراء التحقيق ويصل ميليس إلى ما يريده· وقال: "إن ميليس يقول على سبيل المثال انه لا يريد القدوم الى دمشق كونه تلقى تهديدات امنية، ولكن هل توجد ضمانات امنية في لبنان؟ وهل يمكن ان يتوفر للشخصيات الست ضمانات قانونية في لبنان؟‏

وتابع: المكان لا يفترض ان يكون عقبة، اذ يمكن لميليس ان يتجاوز هذه العقبات الاجرائية ويركز على إجراء التحقيق ليحصل على ما يريد من معلومات ويوصلنا الى الحقيقة، ولكن ان يتم عرقلة التحقيق منذ اللحظة الاولى بمنطق المندوب السامي اما ان تسلم أو تعاقب فهذا مبدأ اعتقد ان الزمن قد تجاوزه"·‏

من جهته، اوضح وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم غمبري انه ليس هناك خيار حقيقي امام سوريا سوى التعاون مع تحقيق ميليس، لان مجلس الامن طلب ذلك وهم (السوريون) أنفسهم قالوا بأنهم سوف يتعاونون· وإن الامين العام يشجعهم على ذلك وبعض الدول في المنطقة ايضاً بعثت برسائل الى سوريا لتتعاون، لان هذا ما يطلبه المجتمع الدولي· وأكد غامبري بعد لقاء الرئيس اميل لحود في بعبدا ان "الامم المتحدة تعمل في سبيل وحدة لبنان واستقلاله وسيادته، وان القرارات الدولية التي صدرت تصب في هذه الاهداف، مركزاً على ضرورة استعادة لبنان الازدهار الذي نعم به في السابق، معتبراً ان السلام يساعد على تحقيق ذلك"·‏

واشارت "اللواء" انه في هذا الوقت، بقيت الاهتمامات منصبة على حركة المواقف والمطالب التي يقودها "حزب الله"، ولا سيما بالنسبة لموضوع المازوت، وعلاقته بمستقبل استمرار او خروج الحزب من الحكومة·‏

وحسم نائب الامين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم هذا الموضوع في مقابلة مع تلفزيون "المنار" مساء امس، فأكد ان خروج وزراء الحزب من الحكومة غير مطروح في هذه المرحلة وكشف بأن الاتصالات مع الرئيس السنيورة ومع رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد رفيق الحريري لم تنقطع اطلاقاً، وهي متواصلة عبر الهاتف واصدقاء مشتركين مشيراً الى انه لولا احساسنا بوجود رغبة صادقة عند الرئيس السنيورة والحريري لمعالجة الامور بالتفاهم والتعاون، لكانت المسائل مختلفة، واكد ان الحزب تعهد بطرح كل الامور على طاولة الحوار مع الحريري للوصول الى نتائج عملية· وعزا انسحاب وزراء "حزب الله" في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء الى طرح مواضيع حساسة وخطيرة دون التفاهم والتشاور عليها مسبقاً كموضوع المقاومة وسلاح المخيمات وترسيم الحدود· واعتبر ان تصريح السنيورة حول سلاح المقاومة يعتبر وثيقة رسمية يلزم الحكومة اللبنانية، وهذا يكفي بالنسبة لنا، لكنه عبر عن انزعاج الحزب من اداء رئيس الحكومة في بعض الامور، حيث يتخذ مواقف حول مواضيع اساسية ثم يأتي الى مجلس الوزراء لطرحها متأخراً· ومن جهتها، روت أوساط الرئيس السنيورة، تفاصيل تحركه لمعالجة موضوع رفع الدعم عن المازوت، فقالت: ان رئيس الحكومة اجرى فور وصوله الى مكتبه صباحاً اتصالاً هاتفياً بوزير الطاقة محمد فنيش، وطلب منه إعداد دراسة مقارنة بتطور أسعار صفيحة المازوت خلال الاشهر الثلاثة الماضية وتضمين هذه الدراسة اقتراحاته لمصادر تأمين الايرادات المالية في حال قررت الحكومة يوم الخميس المقبل دعم المازوت·‏

وقالت: ان السنيورة عقد لهذه الغاية امس ثلاثة اجتماعات، الأول كان مع نواب البقاع ورؤساء البلديات، كما عقد اجتماعاً آخر مع كتلة نواب "المستقبل" في السراي دام ساعتين، والثالث مع الاتحاد العمالي العام برئاسة غسان غصن، كما التقى وزير الصحة محمد خليفة في لقاء جانبي· وأوضحت مصادر الرئيس السنيورة ان الهموم الاقتصادية والاجتماعية والضائقة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون هي في صلب اهتمامات وهموم الحكومة، لكنها لاحظت ان رفع المطالب وإثارتها شيء وتأمين الايرادات المالية اللازمة لتحقيق هذه المطالب شيء آخر·‏

واعتبرت هذه المصادر ان تأمين الايرادات المالية لتنفيذ المطالب مسألة تتصل بالقرار السياسي الوطني الذي يجب ان تتحمّل مسؤوليته كل الاطراف، وأكدت ان موضوع دعم المازوت تتم دراسته بجدية من ضمن الإمكانات المالية للدولة، علماً ان كلفة الدعم لثلاثة اشهر، حسب دراسة الوزير فنيش ستصل الى 90 مليار ليرة لبنانية· يذكر ان الرئيس السنيورة سيتوجه صباح اليوم الى البحرين في زيارة رسمية ليوم واحد يلتقي خلالها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الحكومة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وعلى ان يلتقي ايضاً باعضاء الجالية اللبنانية في المنامة ويعود مساء الى بيروت·‏

واوضحت مصادر في كتلة "المستقبل" النيابية، ان الرئيس السنيورة، قدم خلال اجتماعه باعضاء الكتلة، عرضاً للاحداث التي يمر بها لبنان، وشرح بالتفصيل ما حدث في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة· مؤكداً حرصه على عدم الصدام مع احد، لافتاً الى انه استدعى السفراء العرب لينقلوا وجهة نظره من خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي تناوله شخصياً· وقال ان هؤلاء السفراء تفهموا حرصه، خصوصاً في مثل هذه الاجواء الضاغطة· وبالنسبة الى تقرير رود - لارسن وما رافقه من بلبلة وانتقادات، اكد السنيورة، ان ما ناقشه مع الموفد الدولي كان في العلن، وفي حضور وزير الخارجية فوزي صلوخ، وانه لم تكن هناك صفقات تحت الطاولة"· وعما يلوح به البعض "بثورة المازوت" اكد السنيورة ان مجلس الوزراء الخميس سيخصص لبحث هذا الموضوع، شرط ان يكون منطلق هذا البحث هو موضوع حق، وليس حقاً يراد به باطل·‏

على صعيد الملف الرئاسي الذي انفتح امس على نطاق واسع، في ضوء الموقف "المتقدم" الذي عبر عنه البطريرك الماروني نصر الله صفير، سجلت امس زيارة لافتة لعضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل ابو فاعور لرئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، ناقلا اليه رسالة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لم يكشف عن مضمونها· وجاءت هذه الزيارة في الوقت الذي غادر بيروت رئيس كتلة "الاصلاح والتغيير" النيابية العماد ميشال عون متوجها الى الولايات المتحدة الاميركية في زيارة تستغرق اسبوعين، حيث سيلتقي مسؤولين في الادارة الاميركية والكونغرس·‏

وتوقع ابو فاعور ان يعقد لقاء قريب بين جنبلاط وجعجع "لان لا عوائق تحول دون ذلك"، مؤكداً بأن هناك اتفاقاً كبيراً في المواقف بين الحزبين حول معالجة كل الاشكالات اللبنانية المطروحة بالحوار والتفاهم بين القوى السياسية، مشيراً الى ان موضوع الرئاسية طرح بشكل عرضي وليس اساسياً· وقال: انه تم خلال اللقاء التطرق الى خطاب الرئيس الاسد، وان هناك حرصاً على الاستقرار الداخلي في البلاد·‏

صحيفة صدى البلد:‏

كتبت "صدى البلد" تقول ان لبنان يفرغ من قياداته الرسمية اليوم, فرئيس الجمهورية العماد اميل لحود سيتوجه الى تونس للمشاركة في قمة الاتصالات والمعلوماتية ورئيس مجلس النواب نبيه بري يتابع جولته الخليجية فيما يقوم رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اليوم بزيارة قصيرة الى البحرين, يعود بعدها الى مواجهة استنفار سياسي في وجهه بدأه "حزب الله" تحت عنوان أسعار المازوت ليستكمله بالسؤال عن "تقرير لارسن" وتنفيذ القرار 1559.‏

ورغم محاولة "الحزب" التخفيف من معنى "التحرك الشعبي" وحصره في إطاره المطلبي المماثل لما جرى في أيام حكومة عمر كرامي الأخيرة, فإن مراقبين قرأوا "كلمة سر" في ما نشرته صحيفة "تشرين" السورية على صفحتها الأولى أمس تحت عنوان "تظاهرات الاحتجاج اللبنانية تتسع حاملة مضموناً سياسياً: الأوصياء الغربيون خائفون على حكومة السنيورة".‏

وكتبت "تشرين" في سياق الخبر ان "التظاهرات الشعبية التي استمرت لليوم الثاني على التوالي, أكد المشاركون فيها ان الحشد الشعبي الحقيقي سيكون الأكبر والأوسع على الإطلاق يوم الخميس المقبل حيث موعد جلسة مجلس الوزراء للمطالبة باستقالة حكومة فؤاد السنيورة". ورفض السنيورة التعليق على ما نشرته "تشرين".‏

وقالت أوساطه لـ"صدى البلد" انه منكب على البحث عن حلول للمشكلات الاجتماعية المطروحة. وأوضحت هذه الأوساط ان "السنيورة ولدى وصوله صباح أمس الى مكتبه في السراي اتصل بوزير الطاقة محمد فنيش وطلب اليه تحضير دراسة بتدرج أسعار صفيحة المازوت خلال الأشهر الثلاثة الماضية, واعداد الاقتراحات اللازمة والبدائل المقابلة لدعم صفيحة المازوت والنتائج المترتبة على ذلك مالياً, على ان تتضمن اقتراحات الوزير أفكاراً وبدائل عن كيفية تعويض او تأمين البدائل المالية في حال قررت الحكومة دعم المازوت.‏

وعقد السنيورة لهذه الغاية ثلاثة اجتماعات مع كل من نواب بعلبك -الهرمل وكتلة "نواب المستقبل" ومع وفد من الاتحاد العمالي العام برئاسة غسان غصن وناقشت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمقترحات الآيلة الى التخفيف عن كاهل المواطنين. وأوضحت مصادر الرئيس السنيورة "ان قضايا الناس المعيشية وسبل التخفيف عن كاهلهم هي في صلب اهتماماته لكن المطالبة السياسية بالأمور شيء والتكافل السياسي الوطني لتحقيق هذه المطالب شيء آخر".‏

وقالت المصادر ان "السنيورة يدرس موضوع دعم المازوت بجدية من ضمن الإمكانات المالية للحكومة". وكان النائب حسين الحاج حسن (حزب الله) قال إثر زيارة وفد نواب بعلبك -الهرمل وبلديات المنطقة الى السراي ان النواب سيواصلون تحركهم "ولفتنا دولته الى ان الشارع بدأ يتحرك بمعزل أو بتنسيق مع القوى السياسية ونأمل في الا يصل الى نقطة يكون فيها التحرك الى مزيد من التصعيد في الشارع".‏

وخصص رئيس الجمهورية لقاءاته التي شملت أمس النائب أسامة سعد والوزيرين السابقين عاصم قانصو ووئام وهّاب لبحث "احتياجات المواطنين"، فيما حذر تكتل "الإصلاح والتغيير" بعد اجتماعه أمس في غياب العماد ميشال عون الذي بدأ زيارة الى الولايات المتحدة، الحكومة من تجاهلها لحل مشكلة ارتفاع أسعار مادة المازوت وطالبها "باتخاذ تدابير فورية".‏

وعلمت "صدى البلد" ان مصادر دبلوماسية أميركية لفتت الى ان زيارة عون الى واشنطن تأتي بمبادرة منه وليس بناء على دعوة من الحكومة الأميركية. وأشارت الى ان استقباله من قبل مسؤولين أميركيين لا يعني دعماً أميركياً لتوليه رئاسة الجمهورية. وشددت على ان "الإدارة الأميركية لا تفضل أي مرشح على آخر لرئاسة الجمهورية، وهي لا تطمح من خلال القرار 1559 الى وراثة الوصاية السورية في لبنان لا بل تطمح الى ان ينجز اللبنانيون خياراتهم السياسية في معزل من أي تدخل خارجي".‏

وأضافت المصادر ان الشيء الوحيد الذي تدعم الإدارة الأميركية تحقيقه في حال قرر اللبنانيون ذلك هو انتخاب رئيس للجمهورية يتبنى روحية انتفاضة 14 آذار. وجددت هذه المصادر القول ان "الولايات المتحدة وقفت ضد قانون التمديد لرئيس الجمهورية انطلاقاً من معارضتها لتعديل الدستور لمصلحة فردية".‏

وقالت: "ان النائب عون سيلتقي مسؤولين أميركيين في مواقع تتناسب مع موقعه كرئيس كتلة نيابية مهمة". ويشار الى ان الزيارة جرى تأجيلها سابقاً من قبل العماد عون لتأمين مواعيد من مسؤولين أميركيين وستشمل هذه المواعيد مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية أبرزهما مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش.‏

صحيفة الانوار:‏

قالت "الأنوار" انه في وقت تواجه فيه الحكومة تحذيرا بحل ازمة المازوت او تحرك الشارع، سلطت زيارة مساعد الامين العام للامم المتحدة الى بيروت الاضواء مجددا على التحقيق باغتيال الرئيس الحريري. وقد دعا دمشق عشية عودة المحقق الدولي ميليس الى بيروت، الى التجاوب مع طلبه المتعلق باستجواب الضباط الستة. وقال الموفد الدولي ابراهيم غمباري الذي التقى الرئيس اميل لحود والوزيرين شارل رزق وفوزي صلوخ امس (اعتقد بشدة ان ليس هناك خيار حقيقي امام سوريا سوى التعاون مع المحقق ميليس).‏

ان مجلس الامن طلب تعاون السوريين، وهم انفسهم قالوا انهم سوف يتعاونون. ان الامين العام يشجعهم على ذلك، وبعض الدول في المنطقة ايضا يبعث برسائل الى سوريا للتعاون لأن هذا ما يطلبه المجتمع الدولي. وقالت مصادر قضائية ان ميليس يبدو بحسب اوساط لجنته انه ليس في وارد تغيير المكان الذي حدده لاستجواب الضباط السوريين.‏

وفي موازاة ذلك قالت هذه المصادر ان ميليس سيطلع على الاقوال التي ادلى بها رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الجمعة الفائت، وسيقرر ما اذا كانت هناك حاجة لزيارة ثانية تقوم بها اللجنة لقصر بعبدا. في هذا الوقت واصل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة استقبال السفراء العرب والاجانب لشرح موقف لبنان الرافض مضمون ما ورد في خطاب الرئيس بشار الاسد حيال الدولة اللبنانية والحكومة والمجلس النيابي.‏

وفيما تبدو الساحة في حال ترقب وانتظار بعد مغادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى دولة الامارات العربية المتحدة حيث استقبله امس رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يغادر رئيس الجمهورية الى تونس اليوم لترؤس الوفد اللبناني الى مؤتمر المعلوماتية ومعه وفد يضم وزيري الخارجية فوزي صلوخ والتنمية الادارية جان اوغاسابيان، فيما يبقى وزير الاتصالات مروان حمادة في بيروت رغم ان وزارته معنية مباشرة بهذا المؤتمر. وقال مصدر سياسي ان موقف حمادة يندرج في اطار مقاطعة وزارية لرئيس الجمهورية خارج اطار جلسات مجلس الوزراء التي تعقد في بعبدا. واضافت "الأنوار" انه صباح امس غادر زعيم التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون بيروت متوجها الى الولايات المتحدة الاميركية في زيارة تستغرق نحو اسبوعين. وكان الرئيس السنيورة اجرى اتصالا بالعماد عون صباح امس ليشكره على موقفه ازاء خطاب الرئيس الاسد، فتم ابلاغه ان العماد غادر الى الولايات المتحدة، فترك رسالة شكر واعدا بالاتصال بالجنرال فور عودته. وقد تابعت الاوساط السياسية امس تطور العلاقة بين رئيس الحكومة وحزب الله بعد حملة الانتقادات الاخيرة التي جاءت في اعقاب الانسحاب من جلسة مجلس الوزراء.‏

الا ان رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد ابراهيم امين السيد قال امس (ما حصل في الفترة الاخيرة هو امر محدود وموضعي، تم التعاطي معه بهذا الشكل، ولا يعتبر مؤشرا للانسحاب من الحكومة، او موقفا سياسيا يؤشر الى مسار سياسي معين).‏

واضاف: نحن نريد ان نتفق مع الرئيس السنيورة ولا نريد ان نختلف معه. وكان عدد من نواب (حزب الله) قد التقوا رئيس الحكومة امس من ضمن وفد نواب بعلبك - الهرمل، واثاروا معه موضوع اسعار المازوت. وقال النائب حسين الحاج حسن بعد اللقاء عرضنا مطلبا اساسيا ووطنيا جامعا وهو مطلب تخفيض وتثبيت سعر صفيحة المازوت طيلة فصل الشتاء بعدما داهم البرد المدارس والمنازل والمستشفيات في ظل سعر صفيحة المازوت المرتفع الذي عجز المواطنون عن تحمله.‏

واضاف: اكدنا على نقطتين اساسيتين وهما: الطلب اليه بصفته رئيسا للحكومة ان يعرض هذا المطلب على مجلس الوزراء القادم، وهذا ما وعد به دولة الرئيس، وان يكون تثبيت سعر صفيحة المازوت على 12 الف ليرة لبنانية شرط ان لا يتأثر سعر صفيحة البنزين بهذا الامر. وقد وعد الرئيس السنيورة بعرض الموضوع على مجلس الوزراء القادم ونأمل ان تبت جلسة مجلس الوزراء الخميس بهذا المطلب.‏

وسئل عن موقف النواب في حال لم يقر هذا المطلب، فقال: سنكمل كنواب تحركنا، ولفتنا نظر دولته الى ان الشارع بدأ يتحرك الى مزيد من التصعيد في الشارع ولدى الجميع. وقد ابدى الرئيس السنيورة تفهما كبيرا لهذا المطلب والنقاش دار حول كيفية المعالجة، ونحن نأمل ان تقترن الحلول برغبة الرئيس بمعالجة المطلب وتكون هناك نتائج مرضية للجميع. واعتبرت مصادر سياسية ان الحكومة امام امتحان جديد يوم الخميس المقبل.‏

صحيفة المستقبل:‏

رأت "المستقبل" انه من المفاعيل الخطيرة على الوضع اللبناني لخطاب الرئيس السوري بشار الأسد، ان دمشق استأنفت تدخلها العلني المباشر في الشؤون الداخلية اللبنانية بعد ان أدّت هذا التدخل على نحو "شبه سرّي" في الأشهر الماضية. وجديد هذا التدخل ما كتبته صحيفة "تشرين" السورية أمس توجيهاً لما سمّي "الاحتجاجات الشعبية" على أسعار المازوت، حيث لم تستُر ان الهدف هو إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة تتمة للتهجمات التي تضمنها خطاب الأسد ضده. قالت الصحيفة ان "الحركة الاحتجاجية الشعبية مرشحة للانتقال من بعلبك وزحلة الى مناطق عكار والجنوب والبقاع الشمالي". غير انها أكدت ان "الحشد الشعبي الحقيقي الأكبر والأوسع على الاطلاق سيكون يوم الخميس (بعد غد) موعد جلسة مجلس الوزراء". وأشارت الى ان التظاهرة بعد غد والتي وصفتها ب"التظاهرة البرتقالية" ستطالب بـ"استقالة حكومة فؤاد السنيورة".‏

ولفتت إلى ان "شعار المتظاهرين سيكون: برد وجوع يعني ثورة ". إذاً، قُطع الشكّ باليقين، فالتعليمات الصادرة من دمشق لم تأتِ في صيغة توجيهات "عامّة"، بل حدّدت دمشق ب التحرك" نطاقه الجغرافي في كل المناطق، وعيّنت موعد "الذروة"..‏

وكتبت اللافتات. وها هي السلطة السورية التي تقول انها تحترم الشرعية الدولية وتودّ التعاون معها تفضح حقيقة موقفها بالتدخّل السافر في شؤون لبنان وب"التآمر" على حكومته التي أنتجتها انتخابات نيابية حرّة من دون تدخّل سوري. ومع ان الأمور كانت واضحة في هذا المجال قبل "فضيحة تشرين"، فإن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة تحرّك طيلة يوم أمس نحو معالجة مسألة المازوت.‏

أولاً ـ اتصل الرئيس السنيورة بوزير الطاقة والمياه محمد فنيش وطلب منه إعداد دراسة مقارنة عن تطوّر أسعار المازوت منذ ثلاثة أشهر مع اقتراحات يقدّمها بوصفه الوزير المعني إلى مجلس الوزراء بعد غد الخميس. ولما كان فنيش قد اقترح جعل سعر صفيحة المازوت اثني عشر ألف ليرة لبنانية، فقد لفته السنيورة الى ضرورة تقديم اقتراحات لتأمين كلفة دعم هذا السعر من قبل الدولة.‏

ثانيا ـ وعقد السنيورة اجتماعاً مع كتلة نواب بعلبك ـ الهرمل ورؤساء بلديات المنطقة وآخر مع "كتلة نواب المستقبل"، لبحث هذه المسألة. وإذ أثنت على "حكمة الرئيس السنيورة في إدارة شؤون الدولة وحرصه على الوحدة الوطنية"، طرحت كتلة "المستقبل" عدداً من القضايا التنموية بما في ذلك ارتفاع أسعار المحروقات.‏

ثالثاً ـ وتوّج السنيورة لقاءاته واتصالاته في هذا الشأن بلقاء مع الاتحاد العمالي العام ورئيسه غسان غصن.‏

رابعاً ـ وفي المسألة الاجتماعية أيضاً عقد السنيورة اجتماعاً مع وزير الصحة محمد جواد خليفة. وفي هذا الاطار، أكدت مصادر رئيس الحكومة ان "الموضوع الاقتصادي ـ الاجتماعي ومعاناة الناس وسبل الحدّ من هذه المعاناة، عناوين في صلب اهتمامات الرئيس السنيورة". وقالت لـ"المستقبل" ان "ثمة فارقاً بين المطالبة بتخفيف معاناة الناس وبين البحث الجدّي في سبل تحقيق ذلك وفي مقدمها توفير الايرادات".‏

ولفتت إلى ان "البحث الجدّي مسؤولية سياسية وطنية تشمل جميع الأطراف لاسيما الأطراف المشاركة في الحكومة".‏

وأضافت ان "تسعير صفيحة المازوت باثني عشر ألف ليرة، مسألة ينظر الرئيس السنيورة فيها بجدّية، لكن من ضمن الامكانيات المالية للدولة".‏

واشارت "المستقبل" انه ، وفيما كان البلد يبدو انه على موعد مع تدخّل سوري سافر جديد، ذي أهداف سياسية، برز أمس تحرك في دائرة قوى الغالبية النيابية، حيث حمل عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور أمس رسالة من رئيس "اللقاء" النائب وليد جنبلاط إلى رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وعقدا لقاء مطولاً أعلن أبو فاعور على اثره انه "يحتمل أن يكون اللقاء قريباً (بين جنبلاط وجعجع) لأن لا عوائق تحول دونه".‏

وإذ لفت الى أنه كان "ثمّة اتفاق على معالجة كل القضايا الداخلية وكل الإشكاليّات بالحوار والتفاهم"، أكد أن "رئيس الجمهورية المقبل يتمّ اختيارُه بالتوافق"، معتبراً أن "من حقّ العماد ميشال عون أن يتنافس على الرئاسة لكن الخيار يعود الى المجلس النيابي". وفيما أمل أن يكون انسحاب وزراء حركة "أمل" و"حزب الله" من الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء "مجرّد تعبير عن موقف هو حقّ للطرفين"، أعرب أبو فاعور عن "التمنّي أن يتوقّف الموضوع عند حدّ الاعتراض في جلسة حكومية"، مضيفاً "لدينا بحكم علاقتنا بأمل وحزب الله تأكيدات بأن الاعتراض يقف عند هذا الحدّ وليس أكثرَ من ذلك (..)". في هذه الأثناء، غادر رئيس "حزب التيار الوطني الحرّ" النائب العماد ميشال عون الى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق أسبوعين.‏

وذكر المكتب الإعلامي لعون أنه سيلتقي في واشنطن مسؤولين في الإدارة وأعضاء في مجلسي النواب والشيوخ وأفراداً من الجالية اللبنانية. وأوضح المكتب أن مغادرته أبقيت سرية لأسباب أمنية. وبُعيد مغادرة عون، عقد "تكتّل الإصلاح والتغيير" اجتماعاً أصدر بنتيجته بياناً حذّر "الحكومة من تجاهلها لحلّ مشكلة ارتفاع أسعار مادة المازوت"، وطالبها بـ"اتخاذ تدابير فورية أقلّه لفصل الشتاء"، وذلك "تداركاً لما قد يترتّب على ذلك من أضرار وعواقب قد تتخطى الناحية المعيشية الى ما يهدّد الاستقرار في البلاد من جهة أخرى، دعا رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد ابراهيم أمين السيد الى عدم اعتبار "خروجنا من الحكومة بالبساطة التي يتصوّرها البعض". وأشار الى أن "ما حصل في الآونة الأخيرة أمر محدود وموضعيّ ولا يعتبر مؤشراً الى الانسحاب من الحكومة أو موقفاً سياسياً يؤشّر الى مسار سياسي معيّن". وأضاف أن "الخلافات كانت قبل هذه المحطة وأفترض أن تبقى بعدَها".‏

وقال السيد إن "إدارة رئيس الحكومة لبعض الملفات السياسية الأساسية والكبيرة، خصوصاً لجهة ما ذكره لارسن في تقريره من تعهّد الحكومة له بتطبيق القرار 1559، وهذا الأمر يتنافى مع ما كنّا سمعناه من رئيس الحكومة في مواقف أخرى". ولفت الى أن "هذا الأمر يدعو الى التساؤل ومن حقّنا أن نتساءل وعندما نتساءل فإن ذلك لا يعني أننا بدأنا مرحلة الصدام أو المواجهة مع الحكومة".‏

وختم قائلاً "نريد أن نتفق مع الرئيس السنيورة ولا نريد أن نختلف معه ونريد أن يكون له كلام واحد وليس كلامين (..)". على صعيد آخر، وفيما يعود رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الى بيروت اليوم لاستكمال التحقيقات، استمع المحقّق العدلي الياس عيد أمس الى إفادات أربعة شهود. كما أعاد استجواب الموقوفَين في قضية الخطوط الخلوية أيمن طربيه ومصطفى مستو، وهما من أصحاب محال بيع الأجهزة والخطوط الخلوية.‏

صحيفة الديار:‏

كتبت "الديار" تقول انه مع عودة رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى بيروت اليوم، ‏تصاعد الضغط الدولي على سوريا على خلفية رفض دمشق طلب القاضي ميليس استجواب ستة ‏مسؤولين امنيين سوريين في مقر اللجنة في "المونتي فردي "مع العلم ان سوريا اقترحت عدة امكنة ‏لحصول هذا الاستجواب باستثناء مقر اللجنة.‏ وقد رفعت كل من واشنطن وباريس من لهجة انتقادهما للموقف السوري، ففي وقت اعتبرت وزيرة ‏الخارجية الاميركية ان سوريا تزيد من عزلتها اذا رفضت التعاون مع لجنة التحقيق الدولية، ‏ذهبت باريس ابعد من ذلك وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية "ان الاجراءات المناسبة ‏سوف تتخذ من مجلس الامن وفقاً لما يرد في تقرير ميليس بينما جدد الرئيس الفرنسي جاك ‏شيراك دعوته سوريا للتعاون مع اللجنة.‏ وفيما اعتبر الامين العام المساعد للامم المتحدة ابراهيم غمبري الذي يزور لبنان ان لا خيار ‏امام سوريا سوى التعاون مع لجنة ميليس ألمح منسق العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي ‏خافيير سولانا ان احتمال ايجاد حل في الساعات المقبلة من قبل الامم المتحدة لموضوع رفض ‏سوريا التعاون مع لجنة التحقيق الدولية.‏‏

اما داخلياً فيبقى الابرز السجال الدائر بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من جهة وحزب الله ‏من جهة ثانية على خلفية ما ورد في تقرير مبعوث الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن ‏والذي كان نقل عن الرئيس السنيورة التزامه بتنفيذ القرار 1559.‏‏

وقالت مصادر قيادية في حزب الله امس لـ"الديار "ان المطلوب أجابات واضحة حول هذه ‏المسائل وبالتالي تصويب طريقة العمل السياسي داخل الحكومة حتى يكون هناك شراكة سياسية ‏فعلية داخل الحكومة، مشيرة الى ان رئيس الحكومة مسؤول امام وطنه وشعبه والمطلوب نهج جديد ‏في التعاطي السياسي.‏ وكان الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون السياسية الذي يزور لبنان اعتبر ان لا ‏خيار امام سوريا سوى التعاون مع ميليس لان مجلس الامن طلب ذلك.‏‏

ونوه غمبري خلال لقاءات له امس مع عدد من المسؤولين بينهم رئيس الجمهورية العماد اميل ‏لحود بالتعاون القائم بين القضاء اللبناني ولجنة التحقيق الدولية.‏ اما الرئيس لحود فقال امام المسؤول الدولي ان لبنان حريص على التعاون مع الامم المتحدة. ‏وابلغ غمبري ان المجتمع الدولي مدعو لمساعدة لبنان مكررا موقفه الداعم لعمل لجنة التحقيق ‏الدولية.‏ وعلم ان غمبري وخلال لقاءاته التي عقدها مع المسؤولين اللبنانيين امس شدد على النقاط ‏التالية :‏

‏1- وجوب العمل على تطبيق القرار 1636 مهما كانت الظروف.‏

‏2- ضرورة تعاون سوريا بالكامل مع لجنة التحقيق الدولية لان هذا يشكل اولوية لدى مجلس ‏الامن.‏‏

‏3- بالنسبة لمكان حصول التحقيقات لا بد من حصول اتصال مباشر بين دمشق والقاضي ميليس كي ‏يجري التوصل الى حل لهذه المشكلة، ذلك انه لا يجب ان تشكل هذه النقطة ازمة مستعصية خصوصا ‏وان الرئيس السوري اكد صراحة ان بلاده ستتعاون مع لجنة التحقيق الدولية.‏

‏ ‏4- بخصوص القرار 1559 فإن الامم المتحدة تتفهم وجهة النظر اللبنانية حول ضرورة حصول ‏توافق داخلي لبعض النقاط الواردة فيه وان الامم المتحدة ليست حجر عثرة في هذا المجال ‏ويهمها النتيجة.‏‏

‏5- ان الامم المتحدة مرتاحة للتفاهم القائم بين الامم المتحدة ولبنان في كل المجالات.‏‏

‏6- ضرورة الابتعاد عن المواقف المتشنجة والسلبية وهو ما تسعى الامم المتحدة اليه.‏ وكانت استمرت امس الضغوط الدولية على سوريا فاعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية في مؤتمر ‏صحافي مشترك في رام الله مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان سوريا تزيد من عزلتها ‏اذا رفضت التعاون مع المحقق السوري واشارت الى ان التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري ليس ‏تحقيقاً اميركياً، انما الامم المتحدة تقوم بذلك وفقاً لقرار دولي. مجددة دعوتها لسوريا ‏لتتعاون مع لجنة التحقيق ولفتت الى ان قرار الزام سوريا بالتعاون صدر باكثرية خمسة عشر ‏صوتا.‏‏

اضافت "الديار" ان الناطق باسم الخارجية الفرنسية اكد امس ان الحكومة الفرنسية تراقب مجرى الاحداث في ‏موضوع التعاون السوري مع لجنة التحقيق الدولية. وقال نحن نجدد ثقتنا بعمل القاضي ميليس ‏ونؤكد تمسكنا بتنفيذ كل القرارات الدولية من دون اي مواربة وسوف نتخذ الموقف اللازم ‏والاجراءات المناسبة ضمن مجلس الامن ووفقا لما يرد في تقرير ميليس.‏‏

اما الرئيس الفرنسي جاك شيراك فقال خلال استقباله الرئيس اليميني علي عبدالله صالح ان تحرك ‏فرنسا والاسرة الدولية غير موجه ضد سوريا او نظامه. لكن هذا التحرك يفترض تطبيق القانون وهذا يستدعي تعاون سوريا مع لجنة التحقيق الدولية.‏ وبدوره اعلن منسق العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان السوريين يرفضون ‏التحقيق في لبنان مع مسؤولين سوريين الذين طلب ميليس التحقيق معهم ولفت الى انه امر ‏تبحثه الامم المتحدة وتجد له حلاً في الساعات المقبلة.‏ وقال سولانا في حديث للتلفزيون المصري ان الاتحاد الاوروبي سيساند العملية التي يقودها ‏رئيس الحكومة فؤاد السنيورة سواء على المستوى الاقتصادي ام على المستوى السياسي وان ‏الاتحاد سيقدم كل المساعدات لتحقيق الاستقرار في لبنان.‏ اما على الصعيد الداخلي، فان السجال الدائر بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من جهة ‏وحزب الله من جهة ثانية يبقى في دائرة الاهتمام السياسي على غير صعيد.‏ وقالت مصادر قيادية في حزب الله امس ل"الديار "ان المطلوب اجابات واضحة حول عدد من ‏القضايا وبالاخص ما يتعلق بالقرار 1559 وسلاح المقاومة وبالتالي المطلوب ان يكون هناك ‏شراكة سياسية داخل الحكومة. اضافت ان الذهنية التي يعمل بها اليوم ليس ذهنية شراكة ‏والمطلوب وضوح وصراحة وشفافية وتصويب العمل السياسي داخل الحكومة.‏ اضافت المصادر ان ما يطرحه الحزب هو بعض الملاحظات وفي النهاية رئيس الحكومة مسؤول امام ‏وطنه وشعبه واذا كان هناك حرص على الاستمرار في التعاون يفترض الاخذ بهذه الملاحظات وتصويب ‏الأمور. مشيرة الى ان التواصل مستمر مع رئيس الحكومة وكان اخرها امس لقاء الرئيس ‏السنيورة مع نواب بعلبك ـ الهرمل.‏‏

وردا على سؤال قالت المصادر "المطلوب نهج جديد في التعاطي والخروج من ذهينة الهيمنة حتى لا ‏نصل الى أزمة وطنية وحول التحرك الشعبي في بعلبك ضد ارتفاع اسعار المازوت قالت المصادر ‏ان المطلوب هوالاصغاء الشديد من قبل الحكومة لمعاناة الناس والحد الادنى ان نؤيد هذه ‏المطالب وبالتالي على الحكومة ان تنظر الى هذه المعاناة.‏‏

وحول العلاقة مع جنبلاط خاصة في ظل التصريح الاخير الذي انتقد فيه جنبلاط "الارهاب على ‏المدنيين الاسرائيليين قالت المصادر ان العلاقة عادية وهناك مواضيع نتفق فيها واخرى نختلف ‏حولها ‏ في هذا الوقت علم ان الرئيس نبيه بري الذي بدأ زيارة للامارات العربية المتحدة ابلغ ‏رئيسي الجمهورية والحكومة يوم الاربعاء الماضي من انه لن يحضر حفلي الاستقبال والعرض ‏العسكري الا بوجودهما معا وقالت مصادر بري ان الاخير ينطلق من تأكيد رفضه لتكرار ما حصل ‏في نيويورك ان يحصل في لبنان، فعند المفاصل الوطنية لا بد من الحرص على الوحدة.‏‏

وفهم من الرئيس بري انه يعول على معالجة هذه المسألة بشكل ايجابي، الامر الذي جعل مصادر ‏مطلعة توقع حل هذا الموضوع بطريقة ايجابية في غضون هذا الاسبوع، لا سيما ان اللقاءات بين ‏الرئيسين لحود والسنيورة تحصل ان في مجلس الوزراء او في اطار اجتماعات جرت خارجه.‏‏

ويرى الرئيس بري ان لبنان يحتاج الى مضاعفة الجهود من اجل اجتياز المرحلة الدقيقة ‏والحساسة التي يمر بها مشددا على معالجة الوضعين الاجتماعي والاقتصادي.‏ واجتمع الرئيس بري امس في ابو ظبي مع رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حيث عبر ‏رئيس الامارات عن دعمه للبنان في كل المجالات.‏ وفي موقف لافت اعلن الرئيس عمر كرامي في تصريح له امس ان خطاب الرئيس السوري بشار الاسد ‏يعبر عن خطورة الظروف التي تمر فيها المنطقة وعن المرارة لما حدث في لبنان من ردات الفعل ‏تجاه التضحيات السورية في لبنان. اضاف"هذه الاجواء يجب ان تزول وان تصفى لانه لا يمكن ‏مواجهة الظروف الصعبة الخطيرة الا بوحدة الصف.‏‏

صحيفة السفير:‏

اعتبرت "السفير" ان اشتعال الملف المطلبي سياسيا وبدء الاستعدادات في اكثر من قطاع نقابي للنزول الى الشارع، ادى الى مستوى مختلف من المعالجة الحكومية، وهو الامر الذي اظهرته طبيعة المشاورات التي اجراها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في الساعات الاخيرة، فضلا عن تحول الملف المطلبي الى عنوان اساسي في جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل واحتمال ان تتمحور حوله اسئلة واستجوابات النواب في المرحلة المقبلة. في هذه الاثناء، ظل الملف الرئاسي مطروحا من زاوية محاولة توسيع المقاطعة الداخلية والخارجية لرئيس الجمهورية اميل لحود الذي تبلغت دوائره الرسمية امس قرارا نهائيا من السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان وسفراء الاتحاد الاوروبي بمقاطعة حفل الاستقبال التقليدي الذي يقيمه في القصر الجمهوري في اعقاب عرض عيد الاستقلال في الثاني والعشرين من الجاري في ساحة الشهداء. وعلى الصعيد الرئاسي، بدا الرئيس نبيه بري متشائما ازاء امكانية التوصل الى خاتمة سعيدة لاشكالية حضوره ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة حفل الاستقبال في القصر الجمهوري.‏

وقال للصحافيين الذين يرافقونه في زيارته الرسمية للامارات، انه ابلغ الرئيسين لحود والسنيورة انه لن يحضر لا العرض العسكري ولا حفل استقبال القصر اذا لم يتفقا ويبلغاه بذلك، مشيرا الى انه اعطى السنيورة رقم هاتفه ليتصل به في حال تم الاتفاق بينه وبين لحود على ذلك، موضحا انه سيعود الى بيروت في 21 الشهر الحالي من زيارة الكويت التي تلي زيارة الامارات، مشددا على وحدة الحكم في المفاصل الاساسية.‏

وقال انه لا يرى موجبا لمقاطعة حفل الاستقبال طالما ان الرئيسين اتفقا على اعتماد مبدأ المداورة في عقد جلسات مجلس الوزراء بين القصر الجمهوري والسراي الحكومي. الجدير ذكره ان بري التقى، امس، في ابو ظبي، رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. بدوره، يتوجه الرئيس السنيورة صباح اليوم الثلاثاء الى مملكة البحرين في زيارة رسمية ليوم واحد يلتقي خلالها ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الحكومة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.‏

اشارت "السفير" الى ان الرئيس السنيورة، كان قد تابع في اتصالاته واجتماعاته، طيلة نهار امس، الملف المطلبي وخاصة ملف المازوت، وطلب من وزير الطاقة محمد فنيش اعداد مشروع مرسوم يتعلق بدعم مادة المازوت حتى شهر شباط المقبل، وإعداد دراسة مقارنة حول تطور اسعار المازوت خلال الاشهر الثلاثة الماضية، على ان يضمنها اقتراحات من قبله حول كيفية تأمين الايرادات المالية من قبل الدولة في حال قررت الحكومة دعم سعر صفيحة المازوت.‏

وعقد السنيورة اجتماعين منفصلين مع نواب كتلتي بعلبك الهرمل وتيار المستقبل خصص لهذه الغاية، وجرى التأكيد على تثبيت سعر صفيحة المازوت على 12 ألف ليرة لبنانية. كما عقد السنيورة اجتماعا مع قيادة الاتحاد العمالي برئاسة غسان غصن الذي حذر من تفاقم الاوضاع وطالب الحكومة بحل الامور التي تعني المواطنين مباشرة، "علما بأننا على قاب قوسين من النزول الى الشارع لان الكيل قد طفح احتجاجا على ارتفاع اسعار المحروقات، داعيا كل قوى المجتمع المدني الى الوقوف الى جانب الاتحاد العام في جبه هذه السياسات الخطيرة".‏

وهو الموقف الذي اكدت عليه ايضا نقابات السائقين العموميين. وقالت مصادر الرئيس السنيورة ان الضائقة التي يعاني منها المواطنون هي في صلب اهتماماته لكن المطالبة في بعض القضايا المطلبية شيء وامكانية تحقيق هذه المطالب شيء آخر. واعتبرت ان تلبية مطالب وحاجات الناس تحتاج الى قرار سياسي وطني اجماعي وشددت على اهمية توفير ايرادات مالية لتغطية الدعم للمازوت وان هذا الامر يدرس بجدية من ضمن امكانات الدولة.‏

من جهته، قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان الحزب باق في الحكومة وهناك اتصالات مستمرة مع رئيس الحكومة وهناك اختلافات تحتاج الى معالجات بين الجانبين، لكن لم يعد مقبولا تراكم الأمور والأخطاء حتى نصل الى الانفجار، وكلما رأينا خطأ سنواجهه، نافيا في حديث لتلفزيون "المنار" ان يكون حصل تنسيق مع العماد ميشال عون حول النزول الى الشارع، معتبرا ان التظاهرات التي شهدتها بعض مناطق البقاع في الايام الأخيرة كانت عفوية، وان كانت هناك جهات متعددة تطرح الملف المطلبي بتعبيرات مختلفة.‏

وقال قاسم ان اعتذار رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط عن عدم حضور احتفال يوم القدس العالمي "قد اقنعنا"، واشار الى ان رئيس الحكومة ارسل ما معناه "ان العرض وشكل الاحتفال لم يكونا مناسبين، ولذلك اعتذر عن عدم الحضور وهذا امر يخصه".‏

صحيفة النهار:‏

رأت "النهار"ان شدّ حبال على طرف مواجهة لم يبلغ بعد حدَّ كسر الجرة نظرا الى حسابات كل طرف حيال مضاعفات ما قد ينجم عن الوصول الى خط عدم العودة. هذه الخلاصة تحكم حتى الان التوتر بين "حزب الله" ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والتي حصرت في اليومين الاخيرين تحت العنوان المطلبي والاجتماعي من باب المطالبة بخفض سعر صفيحة المازوت. وإذ بدا "الحوار" الذي شهدته السرايا امس بين السنيورة ونواب بعلبك – الهرمل ورؤساء بلدياتها والاجتماعات الاخرى التي عقدها السنيورة، بمثابة محاولة احتواء للمسألة الاجتماعية لئلا يتم توظيفها سياسيا، فان التطور المفاجىء الذي استوقف المراقبين والاوساط السياسية جاء من دمشق بالذات. فمع أن أي هيئة سياسية او حزبية لبنانية لم تطلق أي دعوة علنية لتنظيم أي تظاهرة في بيروت، فان صحيفة "تشرين" الحكومية السورية بدت كأنها تولت "الدعوة" الى تظاهرات حاشدة في بيروت لاسقاط حكومة الرئيس السنيورة.‏

وقد أوردت "تشرين" على صدر صفحتها الاولى أمس ما حرفيته: "لم تعكس الحركة الاحتجاجية الشعبية التي اندلعت شرارتها في تظاهرات البقاع الا مضمونا سياسيا كان العنوان الابرز لهذا التحرك الذي تؤكد اوساط لبنانية انه مرشح للانتقال من زحلة وبعلبك الى مناطق عكار والجنوب والبقاع الشمالي". وأضافت "التظاهرارت الشعبية التي استمرت لليوم الثاني على التوالي أكد المشاركون فيها ان الحشد الشعبي الحقيقي سيكون الأكبر والأوسع على الاطلاق يوم الخميس المقبل حيث موعد جلسة مجلس الوزراء للمطالبة باستقالة حكومة فؤاد السنيورة".‏

وتابعت "تشرين": "وتناقلت تقارير الوكالات ان عددا كبيرا من النواب والشخصيات اللبنانية يشاركون في هذه التظاهرة "البرتقالية" احتجاجا على الاوضاع المعيشية الصعبة وانفلات الاسعار وخصوصا مادة المازوت. وان شعارات المتظاهرين "برد وجوع يعني ثورة". اضافت "النهار" ان هذا "التقرير" للصحيفة السورية اعتبرته اوساط وزارية ونيابية وسياسية في بيروت بأنه بمثابة دعوة علنية الى اسقاط حكومة الرئيس السنيورة وخصوصا انه لم يستند الى اي دعوة لأي تنظيم لبناني الى تظاهرة يوم الخميس المقبل. وقالت ان هذا التطور غير المسبوق من شأنه في المقابل ان يحرج كل طرف لبناني قد يفكر في اطلاق تحركات شعبية في هذه المرحلة لان ذلك سيكشف التناغم الواضح بين دمشق وهذا الطرف خصوصا ان العديد من الاوساط تبلغت معطيات عن زيارات حصلت في الآونة الاخيرة لدمشق لشخصيات سياسية تم فيها البحث في اعادة احياء أطر جبهوية لحلفاء دمشق والاعداد لتحركات ضد الحكومة.‏

وتساءلت "النهار" : في المقابل، كيف عالج السنيورة امس الموضوع الاجتماعي ولاسيما قضية دعم المازوت؟ لدى وصوله صباحا الى السرايا اجرى السنيورة اتصالا بوزير الطاقة محمد فنيش وطلب منه إعداد دراسة لتقديمها الى مجلس الوزراء الخميس المقبل، وان تتضمن مقارنة لتطور اسعار صفيحة المازوت خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة. كذلك طلب من فنيش اسناد اقتراحه دعم صفيحة المازوت باقتراحات حيال سبل تأمين البدل المالي في حال قررت الحكومة دعم المازوت وسبل تأمين الايرادات لذلك على ان يكون هذا الموضوع امام مجلس الوزراء من خلال دراسة للوزير المعني. ثم عقد على الاثر ثلاثة اجتماعات متصلة بهذا الموضوع.‏

الاول مع نواب بعلبك – الهرمل وعدد من رؤساء بلديات المنطقة، والثاني مع نواب كتلة "المستقبل" والثالث مع الاتحاد العمالي العام. وتركزت الاجتماعات الثلاثة على مناقشة هذا الموضوع. واوضحت مصادر رئيس الحكومة ان التخفيف عن كاهل المواطنين في الضائقة الاجتماعية – الاقتصادية هو همّ بالنسبة الى رئيس الحكومة لكنه يعتبر ان طرح الموضوع والمطالبة شيء، والبحث بمسؤولية عن البدائل والايرادات المالية شيء آخر يحتاج الى تضافر كل القوى الوطنية من اجل اتخاذ القرار السياسي والمالي في هذا المجال، وتحمل المسؤولية الجماعية. وقالت المصادر نفسها ان رئيس الحكومة يدرس موضوع دعم صفيحة المازوت بجدية من ضمن الامكانات المالية للدولة. علما ان تهريب المازوت من سوريا ناشط في اتجاه البقاع، وان جمعيات كثيرة نظمت حملات تبرعات ببراميل مازوت سوري (60 الف ليرة البرميل) للعائلات المحتاجة، وان التبرعات لا تقتصر على البقاع، بل تشمل البقاعيين المقيمين خارج المنطقة ولاسيما في بيروت. ولوحظ تجاوب كبير مع هذا التحرك. على صعيد آخر، ينتظر ان يعود اليوم الى بيروت رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي ديتليف ميليس بعدما امضى اكثر من اسبوع في المانيا.‏

وفي هذا السياق جدد الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون السياسية ابرهيم جمبري الذي يزور بيروت، دعوة سوريا الى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية. وقال: "لا اعتقد ان هناك اي خيار آخر امام سوريا سوى التعاون مع اللجنة الدولية لان هذا ما قرره مجلس الامن الدولي بالاجماع، واننا نتفهم ان سوريا قد عبرت عن نيتها التعاون مع التحقيق امام الرأي العام الدولي الا ان على الاقوال ان تقترن بالافعال لان الاساس يبقى في تنفيذ هذه القرارات الدولية". وقد زار جمبري مساء امس رئيس الجمهورية اميل لحود كما التقى وزير الخارجية فوزي صلوخ واجتمع ظهرا بوزير العدل شارل رزق في حضور سفراء وممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن.‏

صحيفة البيرق :‏

قالت "البيرق" ان الرئيس لحود ابلغ الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم الجمبري الذي زار قصر بعبدا امس ان الحوار قائم بين اللبنانيين حول القرار 1559 بهدف المحافظة على مصلحة لبنان وشعبه ، معتبرا ان الضغوط التي تمارس على لبنان من شأنها التأثير سلبا في هذا الحوار .‏

وكرر الرئيس لحود موقفه الداعم لعمل لجنة التحقيق الدولية واعرب عن اعتقاده ان الجهات المعنية راغبة في التعاون مع اللجنة لان المهم هو التوصل الى نتائج عملية وادلة ومحاكمة المتهمين الذين يثبت تورطهم في جريمة الاغتيال النكراء .‏

واكد الرئيس لحود للمسؤول الدولي على التعاون مع الامم المتحدة على نحو يحفظ وحدته الوطنية وتضامن ابنائه ويعزز الاستقرار والامن فيه ، وجدد التأكيد على اهمية تطبيق القرارات الدولية في ما خص النزاع العربي - الاسرائيلي ، معتبرا ان استمرار الوضع على ما هو عليه يبقي امن دول منطقة الشرق الأوسط واستقرارها مهددين . بدوره اكد الجمبري ان الامم المتحدة تعمل في سبيل وحدة لبنان واستقلاله وسيادته والقرارات الدولية التي صدرت تصب في هذه الاهداف ، مشيدا بالتعاون الذي تلقاه منظمات الامم المتحدة العاملة في لبنان . كذلك ابدى الجمبري ان المنظمة متمسكة بالقرار 1636 ويجب الا تكون هناك عوائق تحول دون اتمام مهمة القاضي ميليس .‏

وكان الجمبري قد اعتبر خلال غداء اقامه وزير العدل شارل رزق على شرفه بحضور سفراء الدول الدائمة العضوية ان لا خيار لسوريا سوى التعاون مع ميليس لان مجلس الامن اراد ذلك . على صعيد آخر ، يغادر رئيس الجمهورية الى تونس اليوم مترئسا وفد لبنان الى القمة العالمية لمجتمع المعلومات في مرحلتها الثانية التي تستضيفها العاصمة التونسية ، ويلقي الرئيس لحود كلمة لبنان غدا الأربعاء والتي علمت "البيرق" انها تشتمل على شقين سياسي وتقني .‏

اضافت "البيرق" انه في السراي الحكومي واصل الرئيس السنيورة لقاءاته مع السفراء العرب والاجانب لاطلاعهم على موقف الحكومة اللبنانية من خطاب الرئيس الأسد . الى ذلك يعود القاضي ميليس خلال الساعات المقبلة الى بيروت في وقت لم تحسم قضية الاستماع الى المسؤولين الامنيين السوريين الستة . وفي هذا الاطار ، اعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان السوريين يرفضون ان يجري التحقيق في لبنان مع المسؤولين السوريين الذين طلب ميليس التحقيق معهم ، ولفت الى انه امر تبحثه الامم المتحدة وتجد له حلا في الساعات المقبلة . وقال سولانا ان الاتحاد الاوروبي يساند العملية التي يقودها الرئيس السنيورة سواء على المستوى الاقتصادي او على المستوى السياسي واكد ان الاتحاد سيقدم كل المساعدة لتحقيق الاستقرار في لبنان .‏

2006-10-30