ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم السبت 19تشرين الثاني/ نوفمبر 2005
صحيفة الانوار:
قالت "الأنوار" انه بعد تجاوز قطوع المازوت وحسمه في جلسة مجلس الوزراء، تركز الاهتمام امس، على اللقاء بين المحقق الدولي ميليس والموفد السوري رياض الداوودي الذي انعقد في مدينة برشلونة الاسبانية. وفيما انحصرت المواقف السياسية داخليا بتعليقات مؤيدة لحل ازمة المازوت، فان العماد ميشال عون تحدث من واشنطن عن مختلف القضايا وقال انه على استعداد للحوار حول مصير الرئاسة. فقد اجتمع ميليس في برشلونة امس مع المستشار القانوني للخارجية السورية رياض الداوودي، وقالت مصادر دبلوماسية في دمشق انهما اتفقا على مواصلة الاتصالات. وفيما لم تكشف المصادر عن مزيد من التفاصيل، فان مصادر سياسية لبنانية لاحظت ان عبارة (مواصلة الاتصالات) لا توحي بالتوصل الى اتفاق.
وكان مصدر سوري قال لوكالة (رويترز) ان اللقاء سيناقش اقتراحا سوريا بأن يستجوب ميليس الضباط السوريين الستة في مكاتب الامم المتحدة في الجولان. وقال ان (دمشق تفضل هذا المكان كاولوية اولى على اي اقتراح آخر بما في ذلك اثارة ميليس احتمال حصول الاستجوابات في مدينة كولونيا الالمانية او في الاراضي التركية). واضاف ان سوريا تفضل مقر القوات الدولية لاسباب عدة (بينها اولا انه ارض سورية وبحماية دولية في الداخل والخارج.
ثانيا المكان جاهز وليس هناك اي داع لتأشيرة دخول لميليس بحيث يستطيع العمل في شكل مباشر.
ثالثا يمكنه استخدام طائرة تابعة للامم المتحدة كي يتنقل بين المونتفردي ونبع الفوار.
رابعا لا يثير هذا الموقع اي مشاكل سورية لبنانية على عكس المونتفردي). واضافت "الأنوار" انه على صعيد اخر، تحدث العماد عون الى قناة (الحرة) الاميركية من واشنطن مساء امس، وقال ردا على سؤال حول ان كان سيطرح في حواره مع الاميركيين موضوع (حزب الله): لست هنا لاتحدث عن ملف (حزب الله) لكن اذا سئلت بعض الاسئلة سيكون لدي الاجوبة على هذا الموضوع. ان في لبنان اعادة توصيف لوضع حزب الله من ميليشيا الى مقاومة. وعلى هذا الاساس بدلنا موقفنا ويجب ان نتحاور مع حزب الله للوصول الى حل وليس الى مواجهة. واضاف: اني ابحث على حل مشترك لا يكون تصادميا لأن ليس لاحد مصلحة ان يحصل تصادم في لبنان. ويجب ان يكون حزب الله ونحن في جهة واحدة لايجاد حل وليس لخلق صدام.
وحول ملف رئاسة الجمهورية قال عون: لا انقلاب في لبنان، لكن التغيير ضمن شروط طرحناها على كل من يطالب باستقالة رئيس الجمهورية. وتابع: معرفتي برئيس الجمهورية تقول لي انه بريء من اغتيال الحريري، اما المسؤولية السياسية فتتحملها كل الدولة. واعتبر انه اذا كان هناك من ضرورة لاستقالة الرئيس، فلنتكلم حول هذه الضرورة ونقرر سويا ونطالب سويا باستقالة الرئيس. اما اذا كان هناك طرف واحد يطالب باستقالة الرئيس لانه يمتلك اكثرية في لبنان، فهذه الاكثرية هي دفترية وغير واقعية ارتكزت على قانون غازي كنعان، وعلى تعطيل المجلس الدستوري من قبل الحكومة، ولم يبت بالطعون لغاية الآن. لذا لا يتذرع احد بأنه الاكثرية وانه يستطيع الاقالة او طلب الاقالة. واضاف: اذا كان باستطاعتهم ان يجعلوا رئيس الجمهورية يذهب الى بيته فليكن. اما اذا كانوا بحاجة الي في هذا الموضوع، فليتحاوروا معي. لم اضع الحواجز بوجه احد حتى يقال رئيس الجمهورية، اما في حال كانوا بحاجة الي، فعليهم التكلم معي لنرى اذ كنا نتفق على اقالته. ورفض عون الافصاح عن هوية المسؤولين الاميركيين الذين سيلتقيهم مكتفيا بالقول انه سيعد بيانا بعد حصول الاجتماعات. وذكر ان الرئيس لحود يجب ان لا يكمل ولايته، لكن يجب ان لا نرمي الجمهورية بيد اي كان عند استقالته. وهناك توازنات في لبنان يجب ان تحترم. وعندما يصبح الكلام جديا عن استقالة الرئيس لحود، نحن موجودون للتكلم عن الموضوع، وهناك مبادئ مسبقة للحوار. واذا اكملوا في هذا الاسلوب فانهم سائرون باتجاه جهنم وليس باتجاه الخلاص. وقال عون انه لن يطرح موضوع رئاسة الجمهورية مع الاميركيين. و(لم اذهب الى واشنطن كي اعرض نفسي). وقال ان السفير الاميركي ابلغه رسميا ان الولايات المتحدة تحترم ارادة اللبنانيين في هذا الموضوع ولن تتدخل. وسئل: كنت الاكثر شفافية واعلنت ترشحك، هل ترى ان هناك مرشحين آخرين يمتلكون ما تراه من مواصفات ضرورية لرئاسة الجمهورية? فاجاب: كما ارى المواصفات، ليس هناك احد. ولو لم ارَ نفسي المرشح الوحيد، لما ترشحت. اولا على المرشح ان يتمتع بدعم شعبي واسع وهذا متوفر. ثانيا يجب ان يكون مؤثرا في السلطة لأن رئيس الجمهورية كي يكون حكما في لبنان يجب ان يكون له نواب كي يسهر على سير الحكم. ولا يجب ان يأتي مع اناس يملكون الاكثرية النيابية وهو لا يملك اي نائب، وبالكاد يكون هو نائب. ونفى عون ان يكون تم اي اتصال بين السوريين وبينه الى الآن، وقال هناك احاديث تنقل من زائرين لسوريا تقول ان الشعب السوري يعتبرني خصما شريفا، بينما الذين كانوا اصدقاءهم طعنوهم في الظهر. وسئل كيف يمكن ان يغير العلاقات بين لبنان وسوريا في حال وصل الى الرئاسة، فقال: يجب على الطرفين ان يكونا على قناعة وهذا سيكون موضوع تفاوض. يجب ان نرى بوضوح علاقات طبيعية اذ هناك حقوق مشتركة في المياه، وهناك مصالح مشتركة اقتصادية يجب التفاهم عليها، ولدينا حدود مشتركة في المرور يجب التفاهم عليها. ودائما العلاقة بين الدول المتجاورة يجب ان تكون مميزة اما خيرا او شرا. ونحن نفضل ان نكون في حالة سلام واخوة. لكن على سوريا ان تفهم اننا نريد علاقات ديبلوماسية معها بمعنى السفارات وهذا يعني ذلك ضمنا ان الدولة موجودة وسيدة وثانيا ان لا تفتش عن مصالحها من خلال قوى ضاغطة من اللبنانيين، لأن ذلك يسبب مشاكل تتغير مع تغير معادلات القوى الداخلية. فلتكن العلاقة ثابتة مع الحكومة اللبنانية.
صحيفة الشرق:
رأت "الشرق" ان القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء اول من امس بالاجماع بدعم صفيحة المازوت عكس ارتياحاً في الاوساط كافة، وأجمعت التعلقيات على ان الحكومة بهذا القرار قد نزعت فتيل ازمة حادة كان يمكن ان يكون لها انعكاسات بالغة السلبية على الأرض، على الرغم من الظروف السيئة للمالية العامة ، كما ان القرار قد اظهر مدى اهمية التعامل بواقعية مع "المطلوب والممكن" وهو ما عبرت عنه المواقف والتعليقات. لكن الأنظار بقيت مشدودة الى المباحثات السورية مع رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس، فعلى الرغم من التمني الذي ابداه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان على القاضي الدولي بأن يأخذ بالاقتراحات السورية فان شيئاً عملياً لم يظهر بعد عن اللقاء الذي تم في برشلونة (الاسبانية) أمس بين ميليس والمستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداودي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر ان ميليس والداودي "اتفقا على مواصلة المحادثات"، وعلى الرغم من التكتم الشديد الذي أحيط بالاجتماع فان مصادر سورية اكدت ل"الشرق" عزم سورية على "التعاون المطلق ضمن الحيثيات التي كانت تقدمت بها الحكومة السورية خدمة للتحقيق وضماناً لنتائجه السليمة"، لا سيما ما يتعلق بمكان التحقيق، وعلى هذا يبقى الاقتراح السوري باجراء التحقيقات في مقر الأمم المتحدة (الاندوف) في الجولان قابلاً للترجمة، الا اذا طرأت تطورات ليست في الحسبان. وفي هذا الاطار، جاء الاعلان عن رسالة من الرئيس بشار الأسد الى الرئيس اميل لحود نقلها الامين العام للمجلس الأعلى اللبناني -السوري بمثابة الاشارة الى شيء ما يجاوب على ما كان قد اعلنه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن استحسانه اجراء التحقيق خارج الأراضي اللبنانية. وفي اطار العلاقات اللبنانية -السورية التي تشهد حالاً غير طبيعية، جاء الخبر الذي نقلته "وكالة الانباء المركزية" عن ايفاد مسؤولين لبنانيين الى لندن للتباحث مع موفدين سوريين في موضوع ترسيم الحدود بمثابة قنبلة صوتية قبل ان يصدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة مساء امس ما يؤكد عدم صحة الخبر جملة وتفصيلاً. ومع كل هذه التطورات فان الحركة الديبلوماسية لم تهدأ، والجديد امس تأكيد سفير روسيا في لبنان سيرغي بوكين موقف بلاده من القرار 1559 الذي اعتبره "حكماً من احكام القانون الدولي ولا بد من تنفيذه، خصوصاً في ما يتعلق ببعض البنود الخاصة بالفلسطينيين وبالميليشيات الموجودة في هذا البلد.." مشترطاً لذلك "الحوار الهادىء" ووجوب "عدم الحاق اي ضرر بالاستقرار الداخلي في لبنان". اما بشأن القرار 1636 فقد اكد بوكين تمسك بلاده به داعياً سورية "الى التعاون الكامل مع لجنة ديتليف ميليس لكشف حقيقة هذا العمل الارهابي". لكن بوكين رفض التعليق على مسألة توسيع صلاحيات المبعوث الدولي (لجنوب لبنان) غير بيدرسون، موضحاً ان هذا الامر "يناقش في مجلس الأمن ... وانه ينتظر توصيات من موسكو". واللافت ان مسألة الصلاحيات دخلت بنداً اضافياً على الجدل الدائر في لبنان، الى جانب الزيارة التي قام بها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم غمبري" في ظل الحديث عن "رسائل سرية" لم يكشف عن مضمونها. وبانتظار عودة الرئيس نبيه بري من جولته الخليجية، لحسم مسألة المشاركة في استقبالات الاستقلال نهائياً، فقد وزعت رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة جدولاً بالزيارات والممثلين الذين سيضعون اكاليل الزهر على اضرحة رجالات الاستقلال. والكلام الذي وعد به الرئيس بري سيضفي على الجدل السياسي عنصر اثارة جديد، فاذا كان انفتاح الحكومة على العناوين المطلبية، ولو بشكل محدود، قد لقي ترحيباً وأقفل ملفاً متفجراً، فان الأنظار تتجه الى ما بعد عطلة الاستقلال، وما تخبئه من تطورات.
صحيفة اللواء:
قالت "اللواء" انه مع بدء العد العكسي لانتهاء المهلة المعطاة لرئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس في 15 كانون الأول المقبل، تزايد الاهتمام الدولي والعربي واللبناني، بغية اقناع سوريا بالتعاون الكامل مع لجنة التحقيق، وفق القرار الأخير لمجلس الأمن 1636، وايجاد صيغة لتكريس هذا التعاون، وسحب فتيل الأزمة الضاغطة، من خلال التفاهم على مكان لاستجواب الضباط السوريين الستة، الذين طلب القاضي ميليس الاستماع إليهم في مقر اللجنة الدولية في المونتفردي ورفض دمشق ذلك· وبدا ان الامل للوصول الى هذا التفاهم انحصر كله في الاجتماع الذي حصل في برشلونة امس، بين ميليس والمستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداوودي، لكن المصادر الدبلوماسية التي استندت اليها وكالة "فرانس برس" لتأكيد نبأ الاجتماع لم تكشف أية تفاصيل، واكتفت بالقول ان الرجلين اتفقا على مواصلة المحادثات· معروف ان الداوودي يحمل الى ميليس اقتراحا سوريا لاستجواب المسؤولين السوريين الستة في مقر القوات الدولية لفك الاشتباك بين سوريا واسرائيل في الجولان·
ولم يعرف ما اذا كان ميليس وافق على الاقتراح، علما ان معلومات رجحت فيينا مكانا مقترحا للاستجواب او مقر ما للامم المتحدة في عاصمة اوروبية قد تكون جنيف من دون ان تستبعد هذه المعلومات مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة· وكشف مصدر تركي ان وزير الخارجية التركية عبد الله غول اقترح على الرئيس السوري بشار الاسد، ان يتم الاستجواب في مقر ما للامم المتحدة يرجح ان يكون فيينا التي يوجد فيها مركز لمكافحة الجريمة· الا ان كل هذه المعلومات بقيت في اطار التكهنات في انتظار الدخان الابيض او الاسود من برشلونة حيث احيط اجتماع ميليس والداوودي بستار كثيف من الكتمان، غير ان مصادر عليمة في العاصمة السورية، ابلغت مندوبة "اللواء" في دمشق ناهد الحسيني، اوضحت ان اللقاء هو لاستكمال الاجراءات القانونية المتعلقة باستجواب المسؤولين السوريين المشتبه بهم في قضية اغتيال الرئيس الحريري، بعدما نجحت الدبلوماسية السورية الناشطة مع الامم المتحدة ومع عدد من الدول الغربية الصديقة في اقناع المحقق الدولي بالعدول عن رأيه باجراء هذا الاستجواب في مقر اللجنة الدولية في المونتفردي· وقالت المصادر السورية ان المكان المطروح من قبل السوريين هو معسكر الفوار في مرتفعات الجولان التابع لقوات الامم المتحدة بينما يقترح ميليس مدينة كولون في المانيا· واضافت المصادر ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان كان طرفا مباشرا في الجهود المبذولة للعثور على مكان بديل لاستجواب المسؤولين السوريين، وكذلك الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا· لكن الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة استيفان دوجاريك نفى أن يكون أنان قام بدور الوسيط بين الرئيس الاسد والقاضي ميليس، مشيراً الى ان ما حدث هو عبارة عن مستويين من المحادثات· ولاحظت المصادر المطلعة انخفاض وتيرة الضغوط الممارسة على سوريا من قبل الولايات المتحدة، لان الجانب الدولي يريد ان يعطي الجانب السوري فرصة للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، بعد ان عبر عن استعداده للتعاون الكامل مع اللجنة للوصول الى الحقيقة· في هذا الوقت، استغربت مصادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، تركيز بعض الاوساط على اجواء الاهتزاز الامني لتعريض الاستقرار في البلد في هذه المرحلة، في حين انه يفترض على الجميع ان يعملوا على تحصين الجبهة الداخلية من الرياح الاقليمية والدولية التي تداهم المنطقة· واكد الرئيس السنيورة ل"اللواء"، ان الخيار اصبح واضحاً، اما العمل على حماية الاستقرار او التوتير والانزلاق في مشاريع تخدم الاخرين· وعلى صعيد السجال الدائر بين سوريا ولجنة التحقيق الدولية، فقد أكدت الاوساط موقف الرئيس السنيورة الثابت، وهو المطالبة بكشف الحقيقة كاملة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، وما يقتضي ذلك من تعاون من الشقيقة سوريا مع القرار 1636، ورفض تعريض سوريا الى اية عقوبات دولية· وأشارت الاوساط الى ان الموقف الذي ابلغه الرئيس السنيورة والذي اشار فيه الى ان لبنان يفضل استجواب الضباط السوريين خارج أراضيه، مما يُعتبر تأييداً ضمنياً للموقف السوري في هذا المجال· أما بالنسبة الى السؤال الذي وجهه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى الحكومة حول ما ورد في تقرير الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن المكلّف متابعة تطبيق القرار 1559 بخصوص التزام الحكومة بتطبيق هذا القرار، فقد أكدت هذه الأوساط أن الرئيس السنيورة مسؤول عن الكلام الذي ينطق به وليس عما يُنسب إليه، وهو لم يترك مناسبة منذ عودته من واشنطن، وحتى خلال وجوده في العاصمة الأميركية، إلا وأكّد فيها على اعتبار سلاح "حزب الله" شأناً داخلياً يُعالج بالحوار بين الأطراف المعنية، وكل ما عدا ذلك يُراد منه اصطياد البعض في مياه عكرة لا تخدم الاستقرار في لبنان· يشار الى ان قرارات الحكومة بتخفيض اسعار المازوت كانت امس موضع ترحيب سياسي ونيابي ونقابي، ليس لأنها نزعت فتيل الازمة، بل لأن الاطراف أدركت مدى تفهم الحكومة للمطالب المعيشية والحياتية بالرغم من الوضع الاقتصادي والمالي الضاغط· وتوقف المراقبون، عند الموقف الذي اعلنه النائب محمد رعد، حيث اكد ان المطلوب هو المزيد من تشخيص المعطيات بدقة، والابتعاد عن التشنج والصخب، وعن التشكيك السياسي والاتهام للمواطنين بخلفيات لا تتصل بعمق ازمتهم ومعاناتهم· وقال في مؤتمر صحافي عقده امس: "حسناً فعلت الحكومة حينما نزعت فتيل ازمة حادة، وخفضت أسعار المازوت والتزمت بدعمه ولو بمبلغ دون الطموح، لكن المواطن اللبناني يتفهم المأزق المالي الاقتصادي الذي تعيشه البلاد في ظل العجز المتفاقم"· وأعرب عن اعتقاده ان اتجاه الحكومة لتخفيض سعر المازوت يكشف عن وهم التشكيك بتوقيت التظاهرات في الشارع ويكذب الادعاءات التي صدرت وشككت بالخلفية التي ينطلق منها المواطن بصدق نتيجة اختناقه بالوضع المالي والاجتماعي الضاغط"· كذلك رحب العلامة السيد محمد حسين فضل الله في خطبة
الجمعة بانفتاح الدولة على العناوين المطلبية، ومنها دعم المازوت، وأعرب عن أمله في ان تنفتح على العناوين الاخرى التي تمثل ضرورة استثنائية شعبية للفقراء والمحرومين· وأكد ضرورة وقف السجالات التي تنطلق في اجواء المهاترات وفي كلمات التخوين والاتهامات المتبادلة· وكانت صدرت أمس جملة مواقف اقتصادية ونقابية وعمالية مؤيدة لخطوة الحكومة دعم مادة المازوت على أبواب الشتاء· فثمّن رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن الخطوة وأعتبرها "ايجابية"، لأنها جاءت استجابة للمطلب الشعبي حيث لا تضطر الناس للنزول الى الشارع· وأثنى نائب رئيس الاتحاد العمالي العام مارون الخولي على قرار مجلس الوزراء ورأى ان هذه الالتفاتة من حكومة السنيورة وفّرت على البلد خضّة كبيرة· ومن جهته، أشار المكتب التنفيذي للإتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين الى ان القرار هو مكسب حقيقي للحركة الشعبية· اما اتحاد نقابات أصحاب المخابز والأفران في لبنان، فاعتبر أنه بالرغم من ان هذا الخفض يخفف من كلفة الرغيف وهو أمر ايجابي، إلا انه غير كافٍ، لأن الاتحاد طالب بخفض سعر الصفيحة الى ما كانت عليه في العام 1996 أي 4500 ليرة· ودعا المسؤولين لإعادة النظر في كل عناصر تكلفة صناعة الرغيف التي ارتفعت منذ العام 96 نسبة تزيد عن 35 في المائة وبقي سعر ربطة الخبز كما هو· اضافت "اللواء" انه في هذا الوقت، توقفت الاوساط وتابعت الجهات الامنية ما حصل امس في مخيم مار الياس، اثناء الاحتفال الذي نظمه "تحالف القوى الفلسطينية" للتضامن مع مسؤول منظمة الصاعقة في لبنان "ابو حسن" غازي، وعضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة يحيى لوباني، الموقوفين بتهمة القيام بأعمال ارهابية، ولا سيما الكلام الذي اعلنه الامين القطري لحزب البعث في لبنان الوزير السابق عاصم قانصوه، والذي لوح فيه بالعودة بالبلاد الى اجواء العام 1975 في حال المس بالسلاح الفلسطيني، في حين اكدت اوساط فلسطينية قريبة من حركة "فتح" انها لن تسمح باقحام الفلسطينيين في اية قضية جديدة لا في لبنان ولا في أي مكان خارجه· وكان قانصوه، قد اشار في كلمته في الاحتفال، الى حملة اعتقالات لعدد من البعثيين تحت مطالعة توزيع السلاح، وكذلك استدعاء مدير مكتبه المحامي معين غازي وامين فرع عكار علي شحادة وامين شعبة الحزب في الهرمل للتحقيق معهم بتهمة توزيع السلاح· وقال: "نحن لا نستغرب هذه الخطوات، لكن نقول لهم "عظمنا ليس طرياً ولحمنا مالح"· واضاف: "لن نسمح لأن تصبح هذه الحكومة برئاسة السنيورة رأس حربة ومنصة للانطلاق والانقضاض على سوريا، وسنكون بالمرصاد، لاننا نريد الحفاظ على انفسنا وتاريخنا، وتاريخ هذه العلاقة القومية والوطنية بيننا وبين الفلسطينيين الذين لن نسمح لأحد بأن يمد يده عليهم، فإذا ارادوا اعادة تاريخ الضغط على الفلسطينيين كما كان قبل العام 1975 فسيحصل اليوم ما حصل في العام 1975 · وجدد قانصوه موقفه من ان "المعركة مفتوحة"، ودعا الى "الاستعداد لكل طارئ" لأننا في مرحلة عصيبة جداً وخطيرة وخصوصاً ان القيمين على الأمن في لبنان اصبحوا رأس حربة المشروع الاميركي·
صحيفة المستقبل :
كتبت "المستقبل" تقول انه لم يرشح شيء ملموس عن اللقاء الذي أعلن من دمشق أنه عقد أمس بين رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس والمستشار القانوني للخارجية السورية رياض الداودي في مدينة برشلونة الاسبانية. ولفت مصدر سوري رسمي إلى ان اللقاء انتهى الى اتفاق على "مواصلة المحادثات"، وأشار الى أن الداودي يحمل إلى ميليس اقتراحاً بأن يستجوب المسؤولين السوريين الذين يطلب التحقيق معهم في مكاتب قوة المراقبة الدولية في المنطقة المحررة من الجولان، مضيفاً أن "المكان يتضمن مرافق تساعد ميليس في عمله".
ورفض الداودي في اتصال مع وكالة "رويترز" التعليق على نتائج اللقاء. وقالت مصادر رسمية انه لم يكن متوقعاً ان يعلن الداودي نتائج اللقاء قبل تقويم كبار المسؤولين السوريين لها. وأكد أحد المصادر الرسمية ان الداودي كان ينوي أيضاً مناقشة الاقتراح السوري بشأن التعاون مع لجنة التحقيق. وأفاد مصدر آخر بأن سوريا تريد أيضاً ان تثير مسائل تتعلق بالوضع القانوني للمسؤولين السوريين الذين طلب ميليس مقابلتهم، قبل عملية الاستجواب. في هذه الأثناء، أعلن الرئيسان الأميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين اتفاقهما على "ضرورة تعاون سوريا في التحقيق الدولي"، فيما أجرى وزير الخارجية التركي عبدالله غول اتصالاً بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اطلعه خلاله على نتائج زيارته إلى سوريا.
وعلمت "المستقبل" انه من جهة أخرى، أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لم يكشف عن اسمه أن "ميليس وحده يحدد مكان الاستجواب ووحده يقرر ما إذا كانت سوريا تتعاون".
وأشار الى أن "أنان لم يقترح خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها قبل يومين مع الرئيس السوري بشار الأسد مكاناً بديلاً من لبنان"، موضحاً أن الاتصال كان ل"حثّه على التعاون". وأضاف المسؤول الأميركي أنه "يتعين على سوريا أن ترفع الحظر عن سفر المطلوبين السوريين للتحقيق لتمكين ميليس من استجوابهم في المكان الذي يريد".من ناحيتها ذكرت الناطقة باسم الامم المتحدة ماري ادغامي ان الامين العام أنان اتصل بالأسد مرتين هذا الأسبوع، وأن الاتصال الثاني حصل الأربعاء الفائت. وفي القاهرة، التقى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أمس ممثل الرئيس الجزائري الوزير عبدالعزيز بلخادم.
وفيما ذكر الشرع ان البحث تناول "القضايا العربية كافة" باعتبار ان الجزائر ترأس القمة العربية الحالية، أعلن في العاصمة المصرية انه تم استعراض الأوضاع في العراق وفلسطين وتطورات عملية التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو سوريا الى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية. في هذا الوقت، برزت على الصعيد السياسي الداخلي عدة مواقف بارزة.
فقد عُلم أن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة سيشارك في العرض في عيد الاستقلال الثلاثاء المقبل، كما يحضر الاحتفال في بعبدا للمناسبة نفسها. وذكرت أوساط السنيورة ل"المستقبل" أن قرار رئيس الحكومة يعود الى أسباب عدة "منها أن القصر في بعبدا ليس ملكاً للرئيس بل هو مقر للرئاسة"، كذلك "لا يرى الرئيس السنيورة موجباً لتسجيل انتصار معين بالغياب عن الاحتفال في وقت لا يزال الموضوع الرئاسي غير محسوم".
وأضافت أن "الرئيس السنيورة ترأس الحكومة باسم تيار سياسي وأهم هدفين عنده حماية الآلية القانونية والدستورية للتحقيق وصولاً الى الحقيقة، وممارسة السلطة التنفيذية وفقاً للدستور". أما بعثات الدول الكبرى والأوروبية فتتمثل في حفل بعبدا على مستوى دون السفراء. في غضون ذلك، صعّد الأمين القطري لحزب البعث" السوري في لبنان عاصم قانصوه حملته على السنيورة و"تيار المستقبل"، مهدداً بعودة أجواء العام 1975. فهو إذ أكد أن "عظمنا ليس طريّاً وفخذنا مالح"، قال "إذا أصبحت مهمة (الرئيس فؤاد) السنيورة أن تكون حكومته منصّة للانقضاض على سوريا فلن نسمح له ولغيره"، مضيفاً "نحن بالمرصاد ولن نسمح لأحد بأن يمدّ يده على الفلسطينيين". وأعلن "إذا أرادوا إعادة الضغط على الشعب الفلسطيني كما كان قبل ال75 فسيحدث ما حدث في ال75 ".
وفي مجال آخر، طالب رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الرئيس السنيورة بأن "يكون واضحاً مع المجتمع الدولي ومع الرأي العام اللبناني بأن تطبيق البند الثاني في القرار 1559 أمر خاضع للحوار ولبنان ليس مضطراً للالتزام بنصّه".
وأضاف في مقابلة مع "الأسبوع العربي" تنشر اليوم أن "السنيورة يحاول أن يوحي بأننا ملتزمون بتنفيذ ال1559 وأن الأمر يحتاج الى وقت". وإذ اعتبر أن هذا الكلام "يتعارض مع البيان الوزاري"، اعتبر أن موقف السنيورة "إيحاء مسبق بموقف لا نوافق عليه". ووصف العلاقة برئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري بأنها "جيدة جداً"، والعلاقة بالعماد ميشال عون بأنها "تتقدم". إلا ان النائب رعد أشاد في المقابل بقرار مجلس الوزراء خفض سعر المازوت، ورأى ان "ذلك إنما يدل على ان المطلوب هو مزيد من تشخيص المعطيات بدقة والابتعاد عن التشنج والصخب وعن التشكيك السياسي وعن اتهام المواطنين بخلفيات لا تتصل بعمق أزمتهم ومعاناتهم . على صعيد آخر، أبدى رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب السابق نسيب لحود "ارتياح الحركة الى نجاح الحكومة في استيعاب محاولات الاستغلال السياسي للأوضاع الاجتماعية الصعبة وإقفال الباب أمام محاولات تحريك الشارع في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة".
وأكد أن "الأولوية هي لاستكمال العبور الهادئ والناجز نحو الاستقلال والسيادة والديموقراطية (..)". وفي موضوع آخر، شدّد النائب السابق غطاس خوري على أن "لبنان يُحكم بالتوافق وليس بالغالبية". وأعرب عن اعتقاده أن "الرئيس الجديد يجب أن يخرج من صلب 14 آذار"، مضيفاً أن "كل القوى التي صنعت هذا التاريخ لها الحق في أن يكون الرئيس منتمياً إليها (..)".
صحيفة الديار:
تقول "الديار" ان الأنظار تتجه الى ما يمكن ان يكون قد انتهى اليه الاجتماع الذي عقد امس في برشلونة بين رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس والمستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداوودي حول مكان وزمان استجواب المسؤولين السوريين الستة الذين كانت طلبت اللجنة استجوابهم. وقد جاء هذا الاجتماع بين ميليس والداوودي بعد اتصالات واسعة شارك فيها عدد كبير من المسؤولين الدوليين بمن فيهم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية التركي عبد الله غول واخرون. وفيما لم يرشح ليل امس اي معلومات عمّا توصل اليه اجتماع ميليس والداوودي كانت تحدثت معلومات عن امكان الوصول الى اتفاق حول مكان الاستماع الى المسؤولين الامنيين السوريين. علما ان دمشق كانت اقترحت مكاتب الامم المتحدة في هضبة الجولان السورية المحتلة مكانا لهذا الاستجواب. وعلى خط مواز شهدت الساحة الداخلية انفراجا محدودا امس بعد قرار الحكومة دعم المازوت بثلاثة الاف ليرة، وهذا الامر لاقى ترحيبا من حزب الله عبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، لكن اللافت في يوم امس كان امرين:
1 ـ تسلم رئيس الجمهورية العماد اميل لحود رسالة خطية من نظيره السوري الدكتور بشار الاسد وذلك في اطار التعاون والتنسيق بين البلدين نقلها اليه الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني نصري خوري وتناولت الرسالة العلاقات اللبنانية السورية في المجالات كافة.
2 ـ ما ذكرته وكالة "الانباء المركزية "من ان وفدا من لجنة ترسيم الحدود اللبنانية مع سوريا يضم خبراء عسكريين ومدنيين سيتوجه اليوم الى لندن للاطلاع على الاوراق الثبوتية والخرائط الموجودة لدى الخارجية البريطانية على اعتبار انها كانت مع فرنسا تتقاسم الانتداب على منطقة الشرق الاوسط حيث سيزور الوفد فرنسا كذلك للغاية نفسها والاطلاع على الوثائق والخرائط. لكن مصادر حكومية موثوق بها اكدت مساء امس لـ "الديار" ان لبنان لن يرسل احدا الى لندن للقيام باي مهمة او شيء بهذا الخصوص. وامس اجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا بالامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري كلفه فيه اجراء الاتصالات للافراج عن الصيادين اللبنانيين الخمسة الذين كانت اوقفتهم السلطات السورية في المياه الاقليمية السورية. وعلم ان نتائج الاتصالات التي اجريت بهذا الخصوص ايجابية ويمكن اطلاق سراحهم اليوم. وبالعودة الى اجتماع ميليس ـ الداوودي الذي عقد امس في برشلونة فإن الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة ستيفان دي جاريك نفى قيام كوفي انان بدور المفاوض الوسيط بين الرئيس السوري وبين ميليس.
ولفت الى ان الامين العام للامم المتحدة تحدث هاتفياً مع الرئيس الاسد مرات عدة آخرها محادثة هاتفية بينهما ليل الاربعاء وقال ان انان مقتنع حتى الآن بما وعد به السوريون بأنهم سيتعاونون مع ميليس وقال ان رأي انان هو ان ميليس هو المسؤول عن التحقيق الذي يقوم به وانه هو الطرف الذي يقرر اين يذهب لاجراء مقابلات مع السوريين الستة الذين يريد استجوابهم بعدما صنّفهم مشتبها بهم في التورط بجريمة اغتيال الحريري. وأشار الى ان اجتماعاً سيعقد اليوم (امس) في برشلونة بين ميليس والداوودي.
وفي هذا الاطار نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر سوري ان المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداوودي سيجتمع مع القاضي ميليس في برشلونة (اليوم) امس لمناقشة موضوع استجواب مسؤولين سوريين. وقال المصدر لرويترز ان" المحادثات بين رياض الداوودي وميليس سوف تناقش اقتراحاً سورياً بأن يستجوب ميليس المسؤولين السوريين في مكاتب الامم المتحدة في هضبة الجولان وقال المصدر الذي لم يعط تفاصيل اضافية ان الداوودي سيناقش عرض سوريا فيما يتعلق بالتعاون القانوني مع لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة ضمن امور اخرى. اضاف ان المكان المقترح يتضمن مرافق تساعد ميليس في عمله.
ومن دمشق ـ مكتب "الديار ": نفى وزير الخارجية التركي السيد عبد الله غول ان يكون اقترح اجراء لقاء لجنة التحقيق الدولية مع الشهود السوريين في تركيا، لكنه قال ان تركيا مستعدة لبذل اي جهد ممكن حول هذه المسألة، وأعرب عن اعتقاده بأن مقر الامم المتحدة مناسب اكثر لمثل هذه القضايا.
وقال السيد غول في تصريحات، قبل سفره الى المانيا، انه لم يحمل معه الى سوريا اية رسالة من اي دولة وانه قدم للقيادة في سوريا وجهة نظر تركيا حول مسألة التحقيق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. واضاف غول ان التطورات الجارية في المنطقة تهم تركيا لذلك فهي تريد بذل الجهود لمنع زيادة حدة المشكلات فيها لانها ترى ان نتائجها لن تكون مرضية ومن المهم ان نتدخل في مثل هذه القضايا في الوقت المناسب. واشار السيد غول الى انه بحث في دمشق مع المسؤولين السوريين في الاراضي التركية. هذا وكان موقع «سيريانيوز "قد اكد ان رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس استجاب لنصائح مسؤولي الامم المتحدة والعواصم الغربية بالعدول عن تمسكه ببيروت كمكان لاستجواب المسؤولين السوريين الستة.
وكان الرئيس بشار الاسد قد بعث أخيراً رسائل الى العديد من قادة العالم يؤكد فيها التعاون السوري مع لجنة التحقيق مقترحا اجراء التحقيقات في مركز الامم المتحدة في الجولان المحتل. وقد سبق عدول ميليس عن قراره تحركات ديبلوماسية سورية لتوضيح وجهة نظر سوريا من «خطورة اجراء التحقيق في لبنان، الا ان الابرز كان تحركات الامين العام للامم المتحدة السيد كوفي انان كطرف مباشر في الجهود المبذولة للعثور على مكان بديل لاستجواب المسؤولين السوريين.
كما كان خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسات الخارجية للاتحاد الاوروبي صاحب اقتراح اجراء التحقيق في قصر شبيب في قمة جبل الشيخ التابع للامم المتحدة. هذا وكشفت صحيفة «الاهرام "المصرية ان سولانا اقترح اجراء التحقيق في قصر شبيب في اعالي قمة جبل الشيخ لافتا الى انه قام بمساع للوصول الى حل وسط بين ميليس ودمشق. والجدير بالذكر ان قصر شبيب المحصن جدا تابع لقوات الامم المتحدة المتمركزة ما بين القوات السورية والقوات الاسرائيلية، الذي يحوي منشآت تقع على عمق 20 مترا تحت الارض مجهزة باحدث اجهزة المراقبة العالمية، ويعتبر الاهم على امتداد مرتفعات الجولان السورية المحتلة كما يشار الى أن هذا الجبل يقع جغرافيا في المنطقة التي تفصل بين لبنان وسوريا على هذا المحور، وتسيطر عليه قوات من الجيش النمساوي تابعة للامم المتحدة.
صحيفة النهار:
كتبت "النهار" تقول ان غداة جلسة مجلس الوزراء التي أخرجت الملف الاجتماعي من التداول الساخن، عادت الانظار الى الملف الثابت والمتعلق بالقرارات الدولية ذات الصلة بلبنان. وفي رأي مصدر وزاري بارز فان اجواء الجلسة التي سادها الانسجام أظهرت ان هناك اقتناعاً بالفصل بين المواقف من سوريا، ومعالجة الشأن الداخلي انطلاقاً من "ان اللبنانيين لا يريدون غرق السفينة".
واذا كان "حزب الله" خاض "معركة المازوت" وانتهى الى الثناء على ما اتخذته الحكومة، كما ورد على لسان النائب محمد رعد. من "ان هذه القرارات لا شك انها ستلقى صدى طيباً عند الناس (...)"، فان الحزب قد جهّز نفسه لمنازلة حول الموقف الحكومي من القرار 1559 بتوجيهه سؤالاً الى الحكومة باسم "كتلة الوفاء للمقاومة". لكن "المفاجأة" أمس كانت عبر سفير روسيا الدولة ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن سيرغي بوكين الذي قدم جواباً عن هذا السؤال بعد زيارته وزير العمل طراد حمادة المحسوب على "حزب الله"، قائلاً: "(...) لقد سجلنا موقفنا مرة أخرى من القرار 1559، وهو يتلخص بأن روسيا، بقطع النظر عن امتناعها عن التصويت على هذا القرار الدولي في مجلس الأمن، تعتقد انه اصبح حكماً من احكام القانون الدولي ولا بد من تنفيذه".
ثم تدارك: "لكن موقفنا هو أنه يجب تنفيذ هذا القرار بدون أي ضرر يلحق بالاستقرار الداخلي في لبنان، ويجب تنفيذه خصوصاً في ما يتعلق ببعض البنود الخاصة بالفلسطينيين وبالميليشيات الموجودة في هذا البلد. المطلوب تنفيذ تلك الفقرات في اطار الحوار الهادئ".
وحول القرار 1636، قال: " سجلنا باسم روسيا ان الامر يرتدي أهمية كبيرة جداً، لأن التصويت حصل بالاجماع في مجلس الامن تأييداً لهذا القرار ونحن متمسكون به".
على صعيد تطورات الموقف من التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، علمت "النهار" ان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي نُسب اليه اخيراً ترحيبه "الحسن"بإجراء التحقيق مع الضباط السوريين خارج لبنان، اتخذ هذا الموقف بعد تمن من الامين العام للمجلس الاعلى السوري – اللبناني نصري خوري. واتصل السنيورة اثر ذلك بالامين العام للامم المتحدة كوفي انان ليبلغه "ان لا مانع ان يجري التحقيق خارج لبنان".
وفي معلومات توافرت ليلا لـ "النهار" على خلفية المحادثات التي اجراها امس في برشلونة القاضي الالماني ديتليف ميليس مع المستشار القانوني في وزارة الخارجية السوري رياض الداودي، يتبين ان الاتجاه هو نحو نقل التحقيق مع السوريين الستة الى موقع اوروبي. الى ذلك كلّف السنيورة، خوري امس اجراء الاتصالات مع السلطات السورية للافراج عن خمسة صيادين من بلدة العريضة اوقفتهم البحرية السورية صباح امس اثناء قيامهم بعملهم داخل المياه الاقليمية السورية وصادرت المركب الذي كانوا فيه.
من جهة اخرى نفى المكتب الاعلامي للسنيورة ما اوردته "وكالة الانباء المركزية" امس حول "وفد من لجنة الترسيم اللبنانية يضم خبراء عسكريين ومدنيين يتوجه غداً (اليوم) الى لندن للاطلاع على الاوراق الثبوتية والخرائط الموجودة لدى الخارجية البريطانية". وقال المكتب في بيان: "ان هذا الخبر لا اساس له وعار عن الصحة". من جهته واصل الرئيس القطري لحزب البعث في لبنان عاصم قانصوه حملته على رئيس الحكومة و"جماعة المستقبل". وقال: "اذا اصبح لهذه الحكومة برئاسة الرئيس السنيورة ان تكون رأس حربة ومنصة للانطلاق والانقضاض على سوريا فلن نسمح لهم بذلك (...) واذا ارادوا الضغط على الفلسطينيين كما كان قبل عام 1975فسيحصل ما حصل ذلك العام".
صحيفة السفير :
قالت "السفير" ان الحلحلة التي شهدها الملف المطلبي من خلال قرارات الحكومة الأخيرة، يفترض ان تتبعها حلحلة سياسية من خلال تعامل الاقطاب الكبار مع ملف رئاسة الجمهورية على انه مؤجل إلى وقت آخر، ما يفتح الباب امام عملية تطبيع جديدة بين أركان الحكم تتمثل في مشاركة رئيسي المجلس النيابي والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة في حفل الاستقبال الذي سيقيمه الرئيس اميل لحود في القصر الجمهوري ظهر الثلاثاء المقبل لمناسبة عيد الاستقلال. وإذا كانت الاتصالات الجانبية متواصلة بين قوى التحالف الرباعي المشكلة للحكومة حول المرحلة المقبلة، فإن المؤشرات لا تقول بأن ازمة الثقة التي برزت في الآونة الاخيرة قد وجدت طريقها الى الحل، بل على العكس فكل طرف يضع الآخر في مرحلة اختبار تتعلق بعناوين رئيسية ولا سيما ما يخص فريق المقاومة الذي ينتظر خطوات عملية حاسمة من جانب فريق الغالبية النيابية والوزارية بشأن الموقف من القرار 1559. وهو الامر الذي كان مدار بحث خلال اليومين الاخيرين بين قيادات الأطراف المعنية.
أما في ما يتناول الملف المطلبي فإن القوى كافة، ولا سيما القوى الموجودة خارج الحكومة، تستعد لموجة جديدة من التحرك ربطا بمطالب تخص الوضع المعيشي وحاجات الناس في عدد من المناطق بالإضافة إلى مشكلات قطاعية تخص موظفين في الدولة. على ان المهم في هذا الإطار التوصل إلى حل مؤقت لعزل الشارع عن هذه السجالات علما انه ليس لدى احد ضمانات بأن لا يتم اللجوء إلى الشارع إذا لم تقدم حكومة السنيورة على خطوات بارزة على هذا الصعيد.
في هذه الاثناء، وفي خطوة هي الاولى من نوعها منذ مغادرة القوات السورية لبنان، تسلم الرئيس لحود أمس، رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد، نقلها إليه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري الدكتور نصري خوري، واللافت انها الرسالة الخطية الاولى التي يتسلمها لحود من الأسد وهي المرة الاولى التي ينقل الرسالة مسؤول غير سوري.
وفي حين أبدت مصادر قصر بعبدا وخوري عدم العلم بمضمون الرسالة باعتبارها خطية ومقفلة وباتت ملكا لرئيس الجمهورية، وضعتها المعلومات الرسمية "في إطار خطوات التعاون والتنسيق بين البلدين، وتناولت الرسالة العلاقات اللبنانية السورية في المجالات كافة". لكن مرجعا معينا ابلغ "السفير" ان الرسالة تضمنت عرضا لوجهة النظر السورية من التطورات المتصلة بملف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والخطوات التي اتخذت على هذا الصعيد وكذلك الاتصالات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، مع توضيح مباشر من جانب القيادة السورية لموقفها من طلب رئيس لجنة التحقيق ديتليف ميليس استجواب مسؤولين سوريين في لبنان، وسبب رفض سوريا لهذا الطلب.
وحسب المرجع فإن الأسد أشار الى وساطات تجريها أطراف عدة حول هذا الامر، وان الأمر كان مدار بحث في اللقاء الذي عقده الرئيس لحود مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان على هامش قمة المعلوماتية في تونس، وحيث أبلغ لحود انان انه لا يمكن وضع الامر في زاوية حشر الآخرين لمجرد حشرهم، وانه يفترض ان يكون هدف ميليس هو التحقيق لا المكان، وبالتالي يجب البحث عن حلول وسط تسهل التحقيق، وهو الامر الذي تريده سوريا وتمنع إحراج سوريا وحتى لبنان. وعلم في هذا الاطار ان لحود ابلغ انان ان الاصرار على خطوات من نوع جلب المسؤولين السوريين الى بيروت يمكن ان يؤدي الى توتير الاجواء ولن يقود الى دفع سوريا للقبول عنوة. ويبدو ان انان، كما عواصم دولية وإقليمية، يتفهم الموقف السوري، وهي تلعب دورا لمنع حصول ازمة، ولكن يجب الانتباه الى الدور المحوري لمن يقدر على الضغط على لجنة التحقيق.
وحسب معلومات المرجع فإن الاتصالات الجارية الآن بين سوريا ولجنة التحقيق الدولية سوف تتوصل خلال وقت قريب جدا الى حل لهذه المسألة وان ما هو اكيد في هذا السياق هو ان لبنان لن يكون مكانا لاستجواب المسؤولين السوريين.
وفي السياق، نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر دبلوماسية قولها ان ميليس التقى المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية، رياض الداوودي، في برشلونة أمس، وذلك في محاولة للاتفاق على تحديد مكان للتحقيق مع المسؤولين السوريين. وأوضحت المصادر ان ميليس والداوودي اتفقا على مواصلة المحادثات.
وذكرت "رويترز" ان الداوودي ابلغها انه التقى ميليس، رافضا الكشف عن تفاصيل الاجتماع. واوضحت مصادر رسمية سورية ان الداوودي لن يعلن نتائج لقائه ميليس قبل ان تقوم القيادة السورية بتقييم الاجتماع.
وكانت "رويترز" قد نقلت عن مصدر سوري رسمي قوله، قبل اللقاء بين ميليس والداوودي، ان الرجلين سيبحثان "اقتراحا سوريا بان يستجوب ميليس المسؤولين السوريين في مكاتب" قوة المراقبة وفض الاشتباك التابعة للامم المتحدة في منطقة عازلة في هضبة الجولان السورية المحتلة، مضيفا ان الداوودي سيناقش عرض سوريا في ما يتعلق بالتعاون القانوني مع لجنة التحقيق، والوضع القانوني للمسؤولين الستة قبل استجوابهم.
من جهة ثانية رجحت مصادر رسمية مطلعة حضور الرئيسين بري والسنيورة حفل الاستقبال الذي سيقيمه الرئيس لحود في قصر بعبدا بعد العرض العسكري لمناسبة عيد الاستقلال الثلاثاء المقبل.
كذلك علم أن السفراء العرب وسفراء دول أميركا اللاتينية سيشاركون في الحفل، وان بعض سفراء الدول الأوروبية والدول الكبرى سيمثلون في الاحتفال بالقائمين بالأعمال، وذلك كي لا تعطى مقاطعتهم تفسيرا بمقاطعة دولية عملية للحكم في لبنان. وعلمت "السفير" أن اجتماعا سيعقد اليوم بين دوائر البروتوكول في كل من القصر الجمهوري ووزارة الخارجية لتنسيق العمل واستعراض الدبلوماسيين الذين قرروا الحضور رسميا.
صحيفة البيرق :
قالت "البيرق" ان الجميع ما زال ينتظر اتفاق دمشق مع لجنة التحقيق الدولية على مكان استجواب الضباط السوريين المشتبه بهم في جريمة الاغتيال ، في حين بدأ هامش الوقت يضيق امام اللجنة التي وعدت برفع تقريرها الجديد الى مجلس الامن قبل 15 كانون الاول المقبل .
ولم ينته اللقاء الذي انعقد في برشلونة امس بين القاضي ميليس والمستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداوودي الى اتفاق في وقت ذكرت مصادر دبلوماسية في دمشق ان ميليس والداوودي اتفقا على مواصلة المحادثات . ورجحت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" ان يكون موقف ميليس ما زال يعارض اقتراح دمشق ان يكون مكان الاستجواب مقر قيادة "الأندوف" في الجولان ، علما ان دمشق كانت وما تزال تمسك بقوة بتوقيع بروتوكول تعاون مع لجنة ميليس اسوة بلبنان كشرط مسبق لاي استجواب . في ظل هذه الأجواء تلقى الرئيس لحود رسالة خطية من الرئيس الأسد ، ورشح ان هذه الرسالة تتضمن تأكيدا للمضي في التنسيق والتعاون لما فيه مصلحة البلدين بمواجهة الضغوط الدولية التي يتعرضان لها .
ورأت "البيرق" انه بعدما تجاوزت الحكومة قطوع المازوت ، تبدو الساحة اللبنانية مفتوحة امام سلسلة ملفات سياسية دقيقة ومتشابكة ينتظر ان تبدأ الاتصالات لمعالجتها اعتبارا من منتصف الاسبوع المقبل . الى ذلك اصدر المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة البيان التالي :ذكرت وكالة الانباء المركزية في نشرتها اليوم (امس) ان وفدا من لجنة الترسيم اللبنانية يضم خبراء عسكريين ومدنيين يتوجه غدا (اليوم) الى لندن للاطلاع على الاوراق الثبوتية والخرائط الموجودة لدى الخارجية البريطانية .. يهم المكتب الاعلامي للرئيس فؤاد السنيورة ان يوضح ان هذا الخبر لا اساس له وعار عن الصحة .
من جهة اخرى اعلن عضو كتلة تيار القوات اللبنانية النائب جورج عدوان التنسيق مع نواب التيار الوطني الحر من اجل تلافي الصدامات بين طلاب الحزبيين في الجامعات ، داعيا الى تغليب روح التنافس الديموقراطي بين الطرفين .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018