ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005

صحيفة الشرق :‏

قالت "الشرق" ان غداً الثلاثاء يحتفل لبنان بعيد الاستقلال، وفيما تأكد حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري (بعد عودته المقررة من الكويت اليوم) ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة العرض العسكري في ساحة الشهداء، وكذلك المشاركة في الاستقبال الرسمي الذي سيقام بهذه المناسبة، فان ذلك لم يمنع بعض النواب والنواب السابقين وبعض "القوى السياسية" من اعلان القطيعة وعدم المشاركة في المناسبتين كتعبير عن الانسجام مع المواقف السابقة لهم من رئيس الجمهورية اميل لحود.‏

وفي حين كان المسؤولون يتابعون التحضيرات ويتهيأون لمرحلة ما بعد عطلة الاستقلال وكيفية الاجابة على بعض الأسئلة، لا سيما منها السؤال الذي وجهه "حزب الله" والمتعلق بالموقف من القرار 1559، ولاحقاً من مسألة توسيع صلاحيات ممثل الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون والتي طرحها نائب حزب الله علي عمار، كانت الانظار ما زالت مشدودة الى الخارج لمعرفة نتائج اللقاء الذي تم في برشلونة يوم الجمعة الماضي بين رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس والمستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداودي الذي عاد اول امس السبت الى دمشق.‏

فقد نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر في الخارجية السورية قوله "ان دمشق تدرس نتائج اللقاء بين ميليس والداودي.." من دون ان يضيف اية تفاصيل. وهكذا فان اية معلومات مؤكدة لم ترشح عن ذلك الاجتماع سوى القول ان نتائجه "قيد الدراسة والتقييم" بحسب ما قاله لـ"الشرق" مصدر سوري مطلع.‏

وأوضح المصدر انه من غير المتوقع ان تعلن نتائج الاجتماع قبل يوم أو يومين باعتبار انها "وضعت قيد الدراسة والتقييم". ورجحت المصادر سبب التأخر في اعلان النتائج "ربما لعدم اطلاع وزير الخارجية السورية فاروق الشرع ونائبه وليد المعلم عليها بعد، وتقييمها لها بسبب وجودهما في القاهرة حيث يمثلان سورية في "مؤتمر الوفاق الوطني العراقي"، لكن نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري نفى ان تكون سورية تعمد الى تأخير اعلان موقفها بهدف "كسب الوقت"، مؤكداً ان ما تبحث عنه سورية هو "النتائج وليس الشكليات". وقال الدردري انه "اذا كان هدف لجنة التحقيق هو الوصول الى جو يساعد على الاستجواب بمهنية اكثر وحرية فنحن مستعدون لتوفير هذه الشروط.." مضيفاً قوله "لسنا نحن الذين نضيع الوقت، على العكس تماماً، فسورية مصرة على التعاون المطلق" لكنه استطرد قائلاً "ان سورية تريد ان تكسب الوقت فذلك لاظهار الحقيقة لأنها (سورية) اول طرف يسعى وراءها".‏

وأوضح الدردري ان سورية تدرك ان "هناك ضغوطاً دولية"، ونستطيع الوصول الى القول ان هناك "مؤامرة ضد سورية تحبكها القوى المعادية لها"، متسائلاً "لماذا الاصرار على لبنان؟".‏

ولفت الى ان محادثات الداودي مع ميليس "دليل على رغبة سورية بالتعاون والتجاوب التام مع لجنة ميليس "لافتاً الى ان هذه المحادثات كانت "احد نتائج المشاورات الديبلوماسية مع اطراف مهمة جداً اقليمية ودولية"، والتي ان دلت على شيء فإنما تدل علي ان "هناك تفهماً واسعاً للتوجه السوري". وأوضح الدردري ان المحادثات السورية مع لجنة التحقيق تستهدف الوصول الى ما هو ابعد من الاتفاق على المكان لتصل الى "آليات وتقنيات وسبل التعاون بين اللجنة القضائية السورية واللجنة الدولية والوصول الى اتفاقيات قانونية تفصيلية تضع اطاراً لعملية التعاون"، نافياً ان يكون ذلك "خشية من استجواب مسؤولين"، بل انه "اطار قانوني لازم لا بد منه .. فسورية مستعدة للتعاون .. ولكن ليس بما يمس سيادتها وكرامتها.." مضيفاً ان "المنطق الذي يقول بحتمية عدم تعاون سورية يجب ان يسقط والاتصالات التي تتم في دمشق سوف تزود جميع الأطراف المعنية في مجلس الامن وغيره بما يكفي عن تعاون سورية"، لافتاً الى ان الامور اذا استمرت بشكل تصعيدي تجاه سورية فهذا يؤكد ما تقوله (سورية) بأن ما يجري لا علاقة له باغتيال (الرئيس) الحريري، وانما هجوم يستهدفها تحديداً. واذ أكد الدردري ان سورية "لا تخشى الحوار مع احد بما في ذلك الولايات المتحدة" أعرب عن استعدادها ل"حوار مفتوح وشفاف وعلني" مع واشنطن في ما يخص مصالحها في المنطقة. اضافت "الشرق" ان رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش دعا امس المجتمع الدولي الى ايلاء المنطقة العربية الاهتمام اللازم وتقديم العون لها، لا ان يزيد المشكلات عن طريق قرارات تحمل في طياتها التخويف والتهديد الاقتصادي. وقال في كلمة ألقاها خلال افتتاحه المؤتمر الاقليمي الاول للبرلمانيين العرب في مجال القانون الدولي الانساني بدمشق، ان على المجتمع الدولي "تقديم العون والمساعدة الانسانية والعلمية للمنطقة العربية، معتبراً ان ما "نعانيه من ضغوط وقرارات انذار اكيد على اشعال النزاعات والحروب وتعميم الفوضى، الأمر الذي يخدم مصالح اسرائيل ويهدد موقف السلام".‏

وأوضح الأبرش "ان تطبيق القرارات الدولية بمعايير متباينة خلقت لدى العرب شعوراً بالغبن والمحاصرة والانتهاك، مطالباً المجتمع الدولي بـ"اعتماد سياسة واحدة في تطبيق قراراته والتوقف عن اعتماد ازدواجية المعايير، حتى تصبح الأمم المتحدة صاحبة هذا القرار الحكم الفصل في كل الصراعات والنزاعات ملاذاً للأمم والشعوب في نضالها لتحقيق الأمن والسلم والاستقرار"، وأكد مطالبة سورية بتنفيذ القرارين 242 و338 وباستعادة الجولان المحتل واخلاء منطقة الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل".‏

اشارة الى ان الرئيس بشار الأسد كان تسلم اول امس رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية تتعلق بالاوضاع في المنطقة، وآخر التطورات فيها اضافة الى العلاقات الثنائية، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، وافاد بيان رئاسي سوري "ان ذلك جاء خلال استقبال الأسد للأمير بندر بن سلطان، الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي. بالعودة الى المسائل المحلية فقد اعلن الرئيس السنيورة اننا "نمر بفترة دقيقة وصعبة تتطلب منا صبراً وحكمة وتعقلاً ووضوحاً في المواقف وحزماً في التمسك بها...". واذ شدد على "ضرورة وقف المهاترات التي لا طائل منها على الاطلاق..." جدد موقفه السابق في ما يتعلق بالحوار مع الفلسطينيين، مشيراً الى اربع مسائل اساسية: "حرص مجلس الوزراء على فصلها عن بعضها البعض وصولاً الى تحقيق تقدم على المسارات الاربعة بوضوح وحزم".. وقال "ان هناك قراراً واضحاً وحازماً في خصوص نزع السلاح خارج المخيمات وتنظيمه وضبطه داخل المخيمات". مؤكداً "ضرورة السعي الى اقامة علاقات صحيحة وصحية مع سورية قوامها الاحترام المتبادل".‏

وفي ما يشبه الرد (غير المباشر) على سؤال "كتلة الوفاء للمقاومة" عما اذا كان قد التزم بشيء في محادثاته في نيويورك وغيرها بشأن سلاح "حزب الله" اكد السنيورة في حديث اذاعي امس "انه منفتح" (على الحوار) معلناً انه "سيتخذ من السؤال وسيلة لفتح الحوار من منطلق النظرة الى السؤال من زاوية تحويله عملاً ايجابياً وليس سلبياً". واذ تطرق الى ضرورة "توسيع مساحات التلاقي" بين جميع التيارات كشف السنيورة عن اتفاق مع النائب العماد ميشال عون على عقد لقاء بعد عودة الاخير الى بيروت من الولايات المتحدة". لكن هذه الايجابية والاستعداد "للحوار المنفتح" قابلها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بتشدد، مشيراً الى ان قرار تخفيض سعر صفيحة المازوت لا يعني اننا سنسحب سؤالنا للحكومة عن التزام رئيسها مع تيري رود لارسن.. "فالمسألة الوطنية شيء والمسألة المطلبية شيء آخر".‏

ولفت الى "اننا اليوم امام معركة عنوانها الأساسي مواجهة الوصاية الاجنبية التي أحد ادواتها التهديدات الاسرائيلية والسكوت عنها"، واستغرب "عدم التعليق على الاعتداءات الاسرائيلية التي حصلت في الفترة الاخيرة، والسكوت عنها، حتى ان مبعوث الأمم المتحدة لم يتحدث عن الخروقات الاسرائيلية".‏

وفي هذا السياق، كان لافتاً ما جاء في "امر اليوم" الى العسكريين الذي وجهه قائد الجيش العماد ميشال سليمان والذي كان تفقد الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب حيث قال "ان الحرية المنشودة الكاملة لا تتحقق الا بكسر قيود الاحتلال الاسرائيلي، وبالاصرار على مقاومته لتحرير ما تبقى من ارضنا المحتلة والافراج عن الأسرى والمعتقلين في سجونه ودعم حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، واستعادة الحقوق العربية المشروعة...".‏

صحيفة اللواء:‏‏

قالت "اللواء" ان لبنان يحتفل غداً، بالذكرى ال 26 للإستقلال، على وقع متغيّرات هائلة حدثت هذا العام، منذ الجريمة الارهابية التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما تبعها من تداعيات سياسية محلية وقضائية وإقليمية، وضعت البلاد أمام مشهد مختلف، عنوانه "الحرية والاستقلال والاستقرار"، في ظل ضغوطات تجري وتحقيقات تتواصل، وإرادة حكومية ورسمية تقضي بتكريس الأمن والسير بالإصلاحات، في انتظار كشف كل ملابسات الجريمة الارهابية التي ردّ عليها الشعب اللبناني بانتفاضة الاستقلال وخروج القوات السورية من لبنان وإعادة بناء السلطة، بعيداً عن المعالم التي طبعتها في المرحلة السابقة·‏‏

في الاستقلال ال 26، يبقى الرئيس الشهيد، شهيد الوحدة والاستقلال، الحاضر الأكبر، وخصوصاً أن الاحتفالات هذا العام لن تقتصر على العرض العسكري، ولا على الاستقبال الذي سيُقام في القصر الجمهوري، بمشاركة الرؤساء الثلاثة، وسط مقاطعة الأغلبية النيابية التي انصرفت بتنظيماتها الشبابية والطلابية الى تنظيم احتفالات مدنية في المناسبة في بيروت وسائر المناطق بهدف إعطاء الاحتفال بالاستقلال هذا العام معنى مختلفاً·‏‏

وفي هذا الإطار، أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، التي عادت صحيفة "الثورة" السورية الى اتهامه بنسف ما اتفق عليه في زيارته الى دمشق وما نصّ عليه اتفاق الطائف من أن لبنان لن يكون مقراً أو مستقراً لكل ما يهدّد أمن سوريا، فقال أن "على لبنان أن يستفيد من رعاية الأشقاء والأصدقاء وبذل جهوده الداخلية لتوحيد الموقف لمنع أي نتائج قد تعرّضه الى مخاطر معيّنة"، داعياً الى احترام العملية الديمقراطية التي تنطلق من مصالح الأغلبية، معتبراً أن استجواب رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد يجعله أكثر انفتاحاً على الحوار، وأنه ينظر إليه وسيلة لمتابعة الحوار· وكشف الرئيس السنيورة عن مبادرة للمّ الشمل، منتظراً العماد ميشال عون للعودة من الولايات المتحدة للاجتماع به، مشدداً على الحوار مع الفلسطينيين، وراداً على منتقديه بأن العلاقات مع سوريا يجب أن تكون صحيحة وصحية، وأن على سوريا أن تتعوّد بأن لبنان هو بلد مستقل، معتبراً أن كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري من شأنها تعزيز الاستقرار، مشيراً الى أن لبنان من أكثر الدول العربية التي عانت من ويلات الاغتيالات السياسية، وأن كشف الجريمة هو لدرء ما قد يحاول البعض اللجوء إليه لترويع الديمقراطية والحريات، واعتبر أنه إذا اقترف شخص معيّن الجريمة، فإن سوريا لا تُعاقب، بل يُعاقب الشخص الذي اقترفها كائنا من كان· واشارت "اللواء" انه من المتوقع أن يكون للرئيس إميل لحود كلمة سيوجهها مساء اليوم، لن تتضمّن جديداً على مواقفه المعلنة، حيث سيؤكّد، حسب ما قالت مصادره، التزام لبنان المضي في التحقيق حتى كشف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو سيتناول الأوضاع الراهنة محلياً وإقليمياً والظروف الأمنية التي مرّت بها البلاد منذ اغتيال الرئيس الحريري، وكذلك الأوضاع السياسية وتعاطي المجتمع الدولي مع المستجدات، وسيؤكّد أهمية الحوار الداخلي بين اللبنانيين وإعطائه الحيّز الأوسع في معالجة الأمور· وسيتطرّق كذلك الى الوضع الإقليمي ومسألة الصراع العربي - الاسرائيلي والقضية الفلسطينية، وسيجدد الموقف من الاصلاحات، ضمن تناوله للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية· وقالت مصادر بعبدا، إن لحود سيحدّد أيضاً الموقف من الحملات التي تتعرّض لها رئاسة الجمهورية، كما سيتناول الظروف التي تمّت فيها الانتخابات النيابية الأخيرة، ونظرته الى مستقبلها·‏‏

أما على صعيد التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، فقد بقيت الأنظار متجهة الى الجواب السوري حول الأفكار التي تمّ تداولها في الاجتماع الذي عُقد الجمعة في برشلونة بين المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداوودي ورئيس لجنة التحقيق ديتليف ميليس· وقالت مصادر رسمية سورية إن الداوودي الذي عاد الى دمشق ينتظر نتائج الاجتماع التقييمي للقيادة السورية، لعرض ميليس استجواب المسؤولين الأمنيين السوريين الستة في مدينة كولون الألمانية، وذلك بغية نقل الجواب الى ميليس وتحديد الخطوة التالية· وذكرت المصادر أن دمشق استدعت لهذا الغرض سفيرها في ألمانيا حسين عمران· ووفق المعلومات القليلة المتوافرة، فإن لبنان بات بحكم المستبعد، مقراً لاستجواب الضباط السوريين، وكذلك مقر "الأندوف" في الجولان، وترافق ذلك ما ما كشفه مصدر رسمي لبناني الذي قال إن الرئيس السنيورة أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن لبنان لا يمانع بأن يتم التحقيق خارج أراضيه، وهو الموقف نفسه الذي أعلنه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الكويت من أن اللبنانيين يتمنون أن يكون التحقيق خارج لبنان، حتى لا يكون أي رابط بين ذاك المكان (المونتيفردي) والحصار على سوريا·‏‏

وفي إطار التحقيق أيضاً، اعتبر نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن هناك إجماعاً في لبنان على الوصول الى الحقيقة، ملمحاً الى عدم تحبيذ "حزب الله" للمحكمة الدولية، معتبراً أن الموقف من موضوع التحقيق مرتبط بالنتائج· وشدّد على أن الحزب حريص على العلاقة مع الرئيس السنيورة لما يمثله من ناحية وموقعه من ناحية ثانية، كاشفاً عن حوار سيجري بشكل تفصيلي بين الحزب و"تيار المستقبل" والسيّد حسن نصر الله مع النائب سعد الحريري من أجل بلورة أسباب الخلاف· كما أكد بأن العلاقة مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط جيّدة، وألمح الى لقاء قريب بينه وبين نصر الله· وكشف عن وساطة كان يقوم بها الحزب بين جنبلاط والجانب السوري لكن الهوّة اتسعت بينهما· تجدر الاشارة الى أن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أعلن أمس أن الذي يرفض الوصاية الأجنبية ينبغي أن يجسّد رفضه الحقيقي لهذه الوصاية من خلال التزامه الثوابت الوطنية، مؤكداً رفض "حزب الله" أي نتيجة مسبقة بخصوص الحوار حول سلاح المقاومة لأن ذلك ليس حواراً بل إملاءً نُستدرج إليه·‏‏

وقال في حفل تأبيني في بلدة الدوير في حضور الوزير السابق عاصم قانصوه: أوليس من حقنا أن نسأل رئيس الحكومة إذا كان الالتزام الذي صدر عنه وفق ما جاء في تقرير رود لارسن صحيحاً أم لا؟ لافتاً الى "أننا لن نقابل تخفيض سعر المازوت بسحب سؤالنا للحكومة عن التزام رئيسها مع لارسن، فالمسألة الوطنية شيء والمسألة المطلبية شيء آخر، وقال: "ما يجب أن يفهمه اللبنانيون والحكومة بشكل خاص أن "حزب الله" والمقاومة هما صاحبا المصلحة الأساسية في أن يكون هناك استقرار في البلد وهدوء على الساحة الداخلية، أما أن يُنسب أي مطلب أو أي تحرّك شعبي الى خلفية سياسية لدى المقاومة فهذه قراءة خاطئة ومدسوسة"· وسأل رعد: لماذا نستفز الآخرين؟ ولماذا تُفتح الأبواق لمعاداة سوريا؟ ولماذا يصبح الذي يدافع عن وجهة نظر تصدر من سوريا متهماً؟ مؤكداً أن ليس من مصلحة لبنان أن يؤخذ لتوتير العلاقات مع سوريا· بدوره طالب عضو الكتلة علي عمّار الحكومة بإيضاحات حول توسيع صلاحيات الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسن، معتبراً أنه في حال حصول هذا الأمر بعدم معرفة الحكومة فهذا قفز فوقها واستخفاف بها·‏‏

وسأل: "هل يريد بيدرسن أن يُقنعنا أن دوره مجرّد جمع معلومات ومتابعة الملفات السياسية من دون أي تدخل أو تأثير مباشر أو غير مباشر؟"· وقال: "إن كل تجاربنا مع القرارات الدولية لا تُطمئن"، منبهاً الشعب اللبناني الى "أدوار المبعوثين والتي من طبيعتها أن تدسّ السم في العسل وتُلبس البراءة للذئب"·‏‏

ومن جهته رأى البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير في عظة الأحد "أن التغيير الذي يحدث عندنا على الساحة السياسية يظل رهناً بتوحيد الصفوف والكلمة والرؤية" لكنه لاحظ أن "المخاطر ما تزال قائمة والتهديدات مستمرة والانذارات متلاحقة، وإن صامتة، ولا سبيل الى مجانبتها واتقاء شرها، إلا بتوحيد الصوت والكلمة والرؤية، فهذا وحده ما يحفظ لنا الاستقلال الذي نحتفل به غداً، فعسانا أن نعي ونعقل"·‏‏

وفي المناسبة أيضاً، أكد قائد الجيش العماد ميشال سليمان في "أمر اليوم" الى العسكريين "أن الحرية الكاملة لا تتحقق إلا بكسر قيود الاحتلال الاسرائيلي وبالاصرار على مقاومته لتحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة والافراج عن الأسرى والمعتقلين في سجونه ودعم حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية واستعادة الحقوق العربية المشروعة"· ووصف العماد سليمان المرحلة بالدقيقة، مشيراً الى أنها "حفلت بأحداث جسام وتطورات داخلية متسارعة نتجت عن الجريمة الوحشية التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما أعقبها من تفجيرات إرهابية طاولت العديد من المناطق، وكان لوقفتكم الوطنية الدور الأساسي في صون مصلحة الشعب واستقراره، مجنّبين الوطن تداعيات خطيرة"·‏‏

وكان العماد سليمان تفقّد الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة الجنوب وجال على قيادة ووحدات فوج المدرعات الأول واجتمع الى الضباط والعسكريين وهنأهم بعيد الاستقلال·‏‏

صحيفة صدى البلد:‏‏

قالت "صدى البلد" ان "الأكثرية النيابية" تغيب عن حفل استقبال عيد الاستقلال في القصر الجمهوري في بعبدا غداً في اشارة الى موقف من رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الذي طالبت هذه الأكثرية طوال الأشهر الماضية بتنحيه، وعلى خط مواز تنصرف الاهتمامات الى متابعة ما سيصدر من حصيلة عملية للحوار السوري مع رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس، وتنكب دوائر الخارجية السورية، وتحديداً "الفريق السياسي والقانوني" المعني بملف العلاقة مع اللجنة الدولية على دراسة الموقف وحصيلة لقاء المستشار رياض الداودي مع ميليس في برشلونة. وعشية عيد الاستقلال بلورت الكتل النيابية مواقفها من موضوع المشاركة في الاستقبال الذي أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة انه سيشارك فيه الى جانب الرئيسين لحود وبري، وفهم أن "اللقاء النيابي الديمقراطي" برئاسة النائب وليد جنبلاط سيقاطع بعبدا ويكتفي بارسال وفد من أعضائه لتقديم التهاني الى العماد ميشال سليمان قائد الجيش، أما "كتلة المستقبل" التي تعقد اجتماعاً عند الرابعة بعد ظهر اليوم تزور على أثره الرئيس السنيورة فتتجه الى المقاطعة لتنظم في المناسبة زيارة جماعية الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتشمل المقاطعة نواب "لقاء قرنة شهوان" بمن في ذلك نواب "القوات اللبنانية" والكتائب، ما يعني أن زوار بعبدا سيقتصرون على فريق "8 آذار" علماً أن كتلة العماد ميشال عون ستجتمع بعد ظهر اليوم لتبحث الموقف وهي في الغالب ستقوم بواجب التهنئة في بعبدا. وعلى خط التحقيق في اغتيال الحريري عقد "الفريق السياسي والقانوني" السوري اجتماعاً استمر نحو 5 ساعات ناقش خلاله "الأفكار والاحتمالات وآليات عمل المرحلة المقبلة في الاتجاهين سواء وافق ميليس على المقترحات السورية أو رفضها".‏‏

وقالت المصادر السورية لمراسل "صدى البلد" في دمشق جوني عبو ان "الاجتماع الذي جمع الدكتور الداودي ووليد المعلم نائب وزير الخارجية ومعاون وزير الخارجية أحمد عرنوس وحسين عمران سفير سورية في ألمانيا وبشرى كنفاني الناطقة الاعلامية باسم الخارجية برئاسة فاروق الشرع وزير الخارجية استمع الى ما جرى في الاجتماع بين الداودي وميليس وبعد انتهاء الاجتماع تمت احاطة اللجنة الأمنية السياسية السورية المؤلفة من كبار القيادات الأمنية والسياسية بما جرى في الاجتماع وتردد أن خلاصة اجتماع الفريقين تم رفعها الى الرئيس بشار الأسد". وكشفت مصادر مطلعة ان سفراء سوريين آخرين حضروا اجتماع الخارجية منهم الدكتور محسن بلال سفير سورية في أسبانيا فيما ذهبت مصادر أخرى للقول انه جرى استمزاج آراء السفيرين سامي الخيمي في لندن وعماد مصطفى في واشنطن في قضايا سياسية. من جهة أخرى دعا رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش المجتمع الدولي الى اعتماد سياسة واحدة في تطبيق قراراته والتوقف عن اعتماد "ازدواجية المعايير" في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. وطالب بتطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338 لاستعادة الجولان السوري المحتل واخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن الأبرش قوله في الكلمة التي ألقاها أمس في افتتاح المؤتمر الأول للبرلمانيين العرب في مجال القانون الدولي الانساني، الذي يستضيفه مجلس الشعب السوري بالتعاون مع الاتحاد البرلماني العربي واللجنة الدولية للصليب الأحمر في فندق الشام في دمشق، انه ينبغي ان تكون الأمم المتحدة "صاحبة قرار الفصل في كل الصراعات والنزاعات حتى تصبح ملاذاً للأمم والشعوب المظلومة في نضالها لتحقيق الأمن والسلم والاستقرار في العالم". من جانبه قال نور الدين بوشكوج الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي ان البرلمانيين العرب يؤيدون سورية قيادة وشعباً.‏‏

واضافت "صدى البلد" انه على صعيد آخر أعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مشاركته في العرض العسكري الذي سيقام في ساحة الشهداء وفي حفل الاستقبال الرسمي الذي سيقام في قصر بعبدا لمناسبة عيد الاستقلال. ودعا في حديث صحافي أمس، الى وقف المهاترات "التي لا طائل منها على الاطلاق" مؤكداً انفتاحه على حزب الله ومعلناً انه سيتخذ من السؤال الذي طرحه الحزب وسيلة لفتح حوار معه.‏‏

وكشف عن لقاء منتظر مع النائب ميشال عون بعد عودة الثاني الى بيروت من واشنطن. وإذ جدد موقفه الرافض لفرض عقوبات على الشعب السوري، أكد ضرورة السعي الى اقامة علاقات صحيحة وصحية مع سورية قوامها الاحترام المتبادل. وأشار الى وجود قرار واضح وحازم في خصوص نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه وضبطه داخل المخيمات وكرر المطالبة ب "كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحاسبة المرتكبين كائناً من كانوا".‏‏

وجدد السنيورة التأكيد ان المسيرة الاصلاحية تنطلق من القواعد اللبنانية بمؤازرة ودعم عربي ودولي معتبراً ان "مصالح الغالبية العظمى من اللبنانيين هي التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار، ويبقى لهذه الغالبية أن تتخذ القرار المناسب". واستأنف الوزير السابق عاصم قانصوه هجومه على النائب وليد جنبلاط متهماً إياه بصورة غير مباشرة بالتنكر "للمهمة القومية الجليلة والأخوية التي قادتها سورية لوضع حد للحرب الأهلية اللبنانية".‏‏

ورداً على تحذيرات جنبلاط من التلاعب بالأمن في لبنان قال قانصوه: "نقولها وبالفم الملآن لا للفتنة ولا للحرب الأهلية ولا للذين يعتقدون ان بمقدورهم اعادة عقارب الساعة الى الوراء وأن يأخذوا لبنان الى بيت الطاعة الأميركي -الاسرائيلي". وضمّن رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد كلمة له في الدوير رداً غير مباشر على تصريحات جنبلاط الأخيرة الى صحيفة "المستقبل" فقال ان "حزب الله هو صاحب المصلحة الأساسية في أن يكون هناك استقرار في البلد وهدوء في الساحة الداخلية".‏‏

صحيفة الانوار:‏‏

كتبت "الأنوار" تقول ان الاسبوع ينطلق اليوم على استرخاء سياسي مع عطلة ذكرى الاستقلال في وقت اكد فيه الرئيس فؤاد السنيورة انه سيشارك غدا في استقبال المهنئين في قصر بعبدا الى جانب الرئيسين اميل لحود ونبيه بري. وقد كشف النقاب مساء امس عن اتفاق على بدء حوار بين رئيس الحكومة والامين العام لحزب الله خلال ايام حول مختلف القضايا المطروحة. وقد اعلن الرئيس السنيورة امس انه سيتخذ من السؤال الذي وجهه حزب الله الى الحكومة حول تقرير ممثل الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن وسيلة لفتح الحوار، وينظر اليه من زاوية تحويله عملا ايجابيا وليس سلبيا. وشدد على ضرورة توسيع مساحات التلاقي بين جميع التيارات اللبنانية، كاشفا عن اتفاق مع العماد ميشال عون على عقد لقاء بعد عودة الثاني الى بيروت من الولايات المتحدة. ومن المقرر ان يوجه الرئيس اميل لحود اليوم رسالة الى اللبنانيين في ذكرى الاستقلال يتطرق فيها وفق ما جاء في بيان رسمي الى (التطورات الداخلية والاقليمية، ومواقف لبنان منها، والى الوضع الداخلي وافاق المرحلة المقبلة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا). وعشية الاستقلال تفقد قائد الجيش العماد ميشال سليمان الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة الجنوب، حيث جال على قيادة ووحدات فوج المدرعات الاول، واجتمع الى الضباط والعسكريين، مهنئا اياهم بعيد الاستقلال، وزودهم بالتوجيهات العملانية اللازمة. وبهذه المناسبة وجه العماد سليمان الى العسكريين (أمر اليوم) وجاء فيه: ايها العسكريون: في الذكرى الثانية والستين للاستقلال، يمر وطنكم بمرحلة دقيقة من تاريخه، حفلت باحداث جسام، وتطورات داخلية متسارعة نتجت عن الجريمة الوحشية التي اودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وما اعقبها من تفجيرات ارهابية طاولت العديد من المناطق، واستهدف بعضها شخصيات وطنية واعلامية بارزة. فكان لوقفتكم الوطنية الشجاعة وتضحياتكم، وايمانكم الراسخ بمبادئكم العسكرية، الدور الاساس في صون مصلحة الشعب وأمنه واستقراره، مجنبين الوطن تداعيات خطيرة، ضامنين حرية التعبير التي كفلها الدستور للجميع من دون استثناء، محافظين على الممتلكات العامة والخاصة وعلى مؤسسات الدولة وهيبتها. اضافت "الأنوار" تقول انه في هذا الوقت لا يزال التجاذب قائما على مستوى العلاقة بين حزب الله والحكومة في شأن تقرير موفد الامين العام للامم المتحدة لمراقبة تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن وما تلى ذلك على خلفيته من توسيع مهمة الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في جنوب لبنان غير بيدرسون لتشمل كل الاراضي اللبنانية. وقد اعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان القرار الذي اتخذته الحكومة في تخفيض سعر المازوت لا يعني اننا مقابل ذلك سنسحب سؤالنا للحكومة عن التزام رئيسها مع لارسن، فهذا القرار انطلق من قدر من الواقعية في مقاربة حاجات الناس، فالمسألة الوطنية شيء والمسألة المطلبية شيء اخر. وقال ان ما يجب ان يفهمه اللبنانيون والحكومة بشكل خاص ان حزب الله هو صاحب المصلحة الاساسية في ان يكون هناك استقرار في البلد وهدوء في الساحة الداخلية.‏‏

ومساء امس اعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث الى محطة "ان.تي.في."ان هناك حوارا سيجري مع المسؤولين في تيار المستقبل، خصوصا رئيسه سعد الحريري من اجل بلورة اسباب الخلاف. كما سيتم الحوار مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. ولا اعرف كيف ستجري تفاصيل الحوار، لكن الحوار لا بد ان يجري من اجل بلورة الامور. والاتصالات قائمة عبر مكالمات هاتفية ووجود مندوبين من الطرفين. وقد لاحظنا ان هناك رغبة عند الطرف الاخر لمعالجة الامور كما ان رغبتنا شديدة للمعالجة.‏‏

وسئل: هل لديكم ازمة ثقة مع الرئيس السنيورة?‏‏

فاجاب: لا احب تسميتها ازمة ثقة. نحن نقول ان هنالك طريقة في الادارة نتمنى على الرئيس السنيورة ان يعدلها. القضايا الحساسة التي ستطرح تحتاج الى نقاش وتهيئة لاننا في مفصل تاريخي لا نستطيع القول ان هذه المسألة عادية وليست مهمة. وردا على سؤال عما اذا كان الحوار قد بدأ قال: مقدمات بسيطة لكن يفترض خلال الايام المقبلة ان يكون هناك حوار فعال. واعتقد ان الحوار سيكون مركزيا مع الرئيس السنيورة وسعد الحريري. سيكون بين السيد حسن نصر الله والرئيس السنيورة وسعد الحريري، وبالتعاون مع من يمكن ان ينضم.‏‏

صحيفة المستقبل:‏‏

قالت "المستقبل" انه فيما تنتظر التحقيقات في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري موقف دمشق من النتائج التي انتهى إليها لقاء برشلونة بين رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس المتمسك بالصلاحيات الممنوحة له في القرار 1636 وبين المستشار القانوني في وزارة الخارجية السوري رياض الداودي المطالب بحق النقض على كل طلب يتعلق بتوقيف أحد المشتبه بهم السوريين، خرجت، أمس تحذيرات لحماية استقلال لبنان الذي تحل ذكراه الثانية والستون غداً وكان أبرزها البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير الذي طالب بتوحيد الكلمة والرؤيا والجهود، وفي وقت واصل "حزب الله" هجومه على "بعض اللبنانيين" لتعاملهم مع عواصم غربية والأمم المتحدة، سعى الرئيس فؤاد السنيورة إلى التخفيف من انعكاسات سؤال النائب محمد رعد عما ذكره تيري رود لارسن في تقريره من كلام على لسان السنيورة وقال رئيس الحكومة: "سأحوّل السؤال إلى مدخل للحوار".‏‏

وسط هذه الصورة، وفيما يواصل العماد ميشال عون زيارته واشنطن لفت انتباه المراقبين تجديد الوزراء السابقين سليمان فرنجية وطلال أرسلان ووئام وهاب والنائب السابق فيصل الداوود ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، في ظل دفاع هؤلاء عن سلاح "حزب الله"، واشارتهم الى الحوار القائم بين عون و"حزب الله". وتابعت "المستقبل" تقول، إلا ان هذه التطورات لم تحجب الاهتمام عن الاحتفالات بذكرى الاستقلال التي ستكون لها محطتان رسميتان اساسيتان، الاولى في وسط بيروت حيث يقيم الجيش اللبناني عرضاً عسكرياً، وثانيهما في قصر بعبدا حيث يستقبل رئيس الجمهورية اميل لحود المهنئين.‏‏

ويتوقع ان يشهد العرض حضوراً سياسياً وديبلوماسياً مهماً، ولن يغيب عنه سوى نواب "اللقاء الديموقراطي" الذين سيذهب وفد منهم إلى مكتب قائد الجيش العماد ميشال سليمان للتهنئة، فاصلين بذلك بين عرض يرأسه الرئيس لحود وبين الجيش بقيادة سليمان. أما استقبالات القصر الجمهوري التي ستكون بحضور رئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري وفؤاد السنيورة، فسوف تشهد تدنياً بالتمثيل الديبلوماسي بحيث يغيب السفراء ويحضر مستشارو عدد منهم، كما سوف تشهد مقاطعة لنواب الغالبية، ومنهم نواب "كتلة المستقبل" الذين سينتقلون في ساعات استقبال بعبدا الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي فجَّرت دماؤه العوائق دون خروج لبنان من وصاية النظام الأمني اللبناني ـ السوري. وقد طالبت "حركة التجدد الديموقراطي" التي يرأسها النائب السابق نسيب لحود رئيس الجمهورية بالاستقالة طوعاً، حفاظا على الموقع والوقار والهيبة الخاصة برئاسة الجمهورية بدلاً من تعريضها لتجارب المقاطعة والامتهان كما حصل خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وكما يرجح ان يحصل في الاستقبال الخاص بعيد الاستقلال في القصر الجمهوري. وفي عظة الاحد في بكركي شدد البطريرك صفير على توحيد الصوت والكلمة والرؤيا حفاظاً على الاستقلال، وقال: "اذا ما عرضنا ما يحدث عندنا من تغيير، على الساحة السياسية، فهو يحملنا على توجيه الشكر الى الله على ما جرى، لكنه يظل رهناً بتوحيد الصفوف، والكلمة، والرؤيا. فالمخاطر لا تزال قائمة، والتهديدات مستمرة، والانذارات متلاحقة، وان صامتة، ولا سبيل الى مجانبتها، واتقاء شرها، الا بتوحيد للصوت، والكلمة، والرؤيا، فهذا وحدَه ما يحفظ لنا الاستقلال الذي نحتفل به بعد غد. فعسانا ان نعي ونفعل".‏‏

وفي "امر اليوم" الذي وجهه الى العسكريين بمناسبة حلول ذكرى الاستقلال، اكد قائد الجيش العماد ميشال سليمان ان الوحدة الوطنية التي تجسدها المؤسسة العسكرية هي الحِصن المنيع للحرية، والارضية الصلبة التي تقوم عليها دعائم السيادة والاستقلال. في هذا الوقت شن "حزب الله" عبر رئيس المجلس السياسي ابراهيم امين السيد هجوماً تخوينياً على "البعض" وقال: "اننا في منطقة مضطربة ومشتعلة وفي لبنان حيث ساحتنا تتحرك في كل الاتجاهات ومفتوحة على كل الاحتمالات وتتعرض لهجمة دولية استثنائية يسميها البعض اهتماما دوليا والبعض رعاية دولية وآخرون توافق مصالح لبنانية مع مصالح دولية، وهم يخبئون في كل هذه المقولات حقيقة ان لبنان تحت الوصاية الدولية وهم يخجلون من قول ذلك، وهذا يلامس الخيانة". وكان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة قد دعا في حديث لاذاعة صوت لبنان الى التوقف عن عملية توزيع الشهادات في الوطنية على المسؤولين لأنها غير مفيدة، وقال رداً على السؤال الذي وجهه "حزب الله" إليه: "سأتخذ من السؤال وسيلة لفتح الحوار"، وأضاف: "أنظر إليه من زاوية تحويله عملاً إيجابياً وليس سلبياً".‏‏

صحيفة الديار:‏‏

كتبت الديار: رغم التكتم الشديد الذي يحيط بنتائج اللقاء الذي حصل بين رئيس لجنة التحقيق الدولية ‏ديتليف ميليس والمستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداوودي، الا ان ‏‏"الديار" علمت بان حلحلة سورية ستظهر على هذا الصعيد وخلال الساعات القليلة المقبلة، ‏بحيث ستستمع لجنة التحقيق الدولية الى المسؤولين السوريين الواردة اسماؤهم في مدينة كولون ‏الالمانية او في مقر الامم المتحدة في جنيف، فيما افادت معلومات اخرى بأنه لم يحصل اي اتفاق ‏على المكان، وهناك جمود يلف المواقف.‏‏‏

وحسب المعلومات التي توافرت "للديار "مساء امس، فان القاضي ميليس رفض خلال لقائه ‏بالداوودي البحث في مسألة مرحلة ما بعد الاستجواب مكتفيا بالقول: سنرى بعد ان نستمع ‏اليهم. ‏ وتضيف المعلومات لـ"الديار" ان الاتفاق انحصر في النقاط الآتية: ‏ ‏‏‏

1 ـ استبعاد لبنان كمكان لحصول الاستجواب، في مقابل اقتراح القاضي ميليس مدينة كولون ‏الالمانية كمكان بديل. وهذا ما كانت "الديار "قد كشفته يوم الاربعاء الماضي.‏ وعلم ايضا ان ميليس رفض ان يحصل الاستجواب في مقر الامم المتحدة في الجولان مع التلميح الى ‏امكانية النظر باستبدال كولون بمقر الامم المتحدة في جنيف.‏ ‏‏‏

2 ـ في حال ارتأت اللجنة اصدار مذكرات توقيف، فان هذا سيحصل من خلال لجنة التحقيق ‏السورية وعلى الاراضي السورية.‏ ‏‏‏

3 ـ ابلغ الامين العام للامم المتحدة كوفي انان المسؤولين العرب الذين راجعوه انه لن يمارس ‏اي ضغط على القاضي ميليس في شؤون سير التحقيقات، وان التمني الوحيد الذي قام به هو ‏باستبدال مقر المونتيفردي كمكان للاستجواب باي مقر آخر في اوروبا.‏ وكانت وزارة الخارجية السورية قد اكتفت بالاعلان امس بأنها تدرس نتائج اللقاء الذي عقد ‏في برشلونة بين القاضي الالماني ديتليف ميليس والمستشار القانوني في الوزارة رياض ‏الداوودي.‏ في هذا الوقت يستعد لبنان للاحتفال بعيد الاستقلال في ظل ظروف مختلفة هذه السنة، وحيث ذكر ‏ان العرض العسكري الذي سيحصل في ساحة الشهداء سيشهد اشتراك اعداد اكبر لقوى الجيش ‏اللبناني من مختلف الوحدات (آليات ومشاة)، بناء لطلب من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ‏وبخلاف العروض العسكرية السابقة والتي كانت تحوي قوى رمزية محدودة.‏ وبدا ان حضور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في استقبالات القصر الجمهوري قد حسمت وهو ما ‏اعلنه الرئيس السنيورة في حديث اذاعي.‏ اما بالنسبة لحضور سفراء الدول الغربية الكبرى فلقد علمت "الديار" ان السفير الاميركي ‏جيفري فيلتمان الموجود خارج لبنان في اجازة والذي سيعود بعد ظهر اليوم، سيحضر العرض ‏العسكري في ساحة الشهداء، لكن التوجيهات التي تلقاها من واشنطن لم تكن قد حسمت لغاية ‏امس مسألة مشاركته في استقبالات قصر بعبدا، او اقتصار التمثيل على مستوى القائم ‏بالاعمال.‏ ذلك ان توجها وسطيا كان قد ساد اوساط العواصم الغربية الكبرى بضرورة عدم مقاطعة ‏احتفال على مستوى وطني، مع تخفيض مستوى المشاركة الى الدرجة الثانية من الطاقم ‏الديبلوماسي، وهو ما سيشمل سفراء الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمانيا وبريطانيا.‏ في هذا الوقت يتلو رئيس الجمهورية العماد اميل لحود رسالة الاستقلال مساء اليوم، التي ‏تكتسب اهمية استثنائية هذه السنة، نظرا للظروف السياسية والاجتماعية التي يمر بها لبنان.‏ وعلمت "الديار "ان الرسالة ستشمل النقاط الآتية:‏‏‏

ـ اشارة حول جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.‏ ‏‏‏

ـ التطرق الى الظروف السياسية التي يمر بها لبنان.‏‏‏

ـ دعوة للحوار وان لا خلاص الا من خلال الحوار والتلاقي.‏ ‏‏‏

ـ توصيف لدور لبنان في محيطه، ودوره كعامل مطمئن لسوريا.‏‏‏

ـ النزاع العربي ـ الاسرائيلي. وتجديد الثوابت اللبنانية.‏ ‏‏‏

ـ اشارة للحملات والاستهدافات التي يتعرض لها الرئيس لحود وابعادها، وسيعلن موقفا في هذا ‏الاطار، انطلاقا من التمسك بوحدة لبنان ومؤسساته. ‏ ‏‏‏

ـ التطرق الى الواقعين الاقتصادي والاجتماعي.‏ في مجال آخر لفت ما اعلنه رئيس الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان القرار الذي اتخذته ‏الحكومة في تخفيض سعر المازوت لا يعني سحب السؤال الموجه للحكومة عن التزام رئيسها مع ‏لارسن، فالمسألة الوطنية شيء والمسألة المطلبية شيء آخر.‏ واعتبر ان محاولة نسب اي مطلب شعبي او اي تحرك في الشارع الى خلفية سياسية لدى المقاومة في ‏توتير الشارع بانها قراءة خاطئةاذا لم تكن قراءة مدسوسة.‏‏‏

صحيفة السفير:‏‏

قالت "السفير" انه يبدو ان الاحتفال بعيد الاستقلال، هذه السنة، نسخة "طبق الأصل"، عن واقع البلد السياسي الانتقالي المأزوم. رؤساء تفرقهم السياسة وتجمعهم فقط الصورة البروتوكولية. أقطاب يختصرون الطوائف والسياسة يتباعدون فعليا ويحاولون تأجيل مواعيد فراقهم. فراغ سياسي يستدعي مبادرات وليس هناك من يبادر.‏‏

تأزم العلاقة اللبنانية السورية يتطور سلبا في الاتجاهين: في دمشق، حيث باتت التظاهرات شبه يومية كما الافتتاحيات والتعليقات الإعلامية تشي بازدياد الشرخ بين البلدين. وفي بيروت، مناداة مستمرة باستقلالية القرار الوطني اللبناني، فيما دول الوصاية الجديدة تحكم قبضتها على الكثير من مفاصل الحياة السياسية في لبنان. يأتي الاستقلال هذه السنة، ايضا، بلا رفيق الحريري، فيما قضية التحقيق في جريمة اغتياله، تستمر عالقة على الرغم من مضي اكثر من تسعة اشهر على وقوعها.‏‏

ومع اقتراب تاريخ الخامس عشر من كانون الاول، الموعد الذي حدده مجلس الامن كمهلة قصوى لتقديم رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس تقريره قبل تقرير الخطوات الاجرائية اللاحقة، فان دمشق تواصل بحثها، بعيدا عن الاضواء، مع فريق التحقيق، حول مكان التحقيق مع الضباط السوريين الستة، مع تسجيل دخول بعض العواصم على هذا الخط، ابرزها الرياض والقاهرة وانقرة. وفي هذا الاطار، كشفت مراجع لبنانية رفيعة المستوى لـ"السفير" ان الوساطة التركية مع دمشق، تعتبر الابرز حتى الآن، وان القيادة التركية ابلغت القيادة السورية موقفا حازما حول وجوب التعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية. وقالت المصادر نفسها انها لم تتلق اية معلومات حول نتائج الاجتماع الذي عقد في برشلونة يوم الجمعة الماضي بين ميليس والمستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداوودي في محاولة جديدة منهما للاتفاق على مكان الاستجواب.‏‏

واشارت المصادر الى ان ميليس الذي تلقى عرضا من دمشق بإجراء الاستجواب في مقر الامم المتحدة "الاندوف" في الجولان، رد على الداوودي قائلا له: طالما ان سوريا مهتمة بان يكون الاستجواب في مقر عسكري دولي فلماذا لا يتم الامر في مقر القوة الدولية في الناقورة (جنوب لبنان) وليس في الجولان؟ وعلى الخط نفسه، توقف المراقبون عند معاني الزيارة العلنية الاولى من نوعها التي قام بها، امس الاول، الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان، الى دمشق ونقل خلالها، رسالة من الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى الرئيس السوري بشار الاسد تتعلق بالأوضاع في المنطقة وآخر التطورات فيها"، كما اوردت وكالة "سانا" السورية. وتردد ان الامير بندر سيزور العاصمة الفرنسية للغاية نفسها. الى ذلك، اعرب الرئيس بشار الاسد ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد في اتصال هاتفي بينهما، امس الاول، عن ارتياحهما لمسيرة تطور العلاقات الثنائية بين البلدين "كما تداولا في القضايا التي تهم المنطقة واكدا على ضرورة الحفاظ علي الامن ودعم التطور والتنمية فيها" كما اوردت وكالة الانباء الايرانية. وفي القاهرة، أعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متّقي، بعد اجتماعه بالرئيس المصري حسني مبارك، "تطابق وجهات النظر" بين طهران والقاهرة حيال "ضرورة ان يأخذ التحقيق الدولي مجراه في الاطار القانوني بعيداً عن الاطار السياسي". التحقيقات والشهود على صعيد التحقيقات، قالت مراجع امنية لبنانية ل"السفير"، انه يوجد حتى الآن لدى اللجنة الدولية 13 شاهدا سوريا بعضهم من الأكراد الذين لا يحملون لا جنسية لبنانية ولا سورية، وان هوسام هوسام احد هؤلاء، "وهو ليس موقوفا بخلاف ما أشيع بل خضع لاستجواب أمام القضاء اللبناني". وذكرت مصادر مطلعة ان هوسام هو كردي سوري يعيش في إحدى قرى المتن الشمالي، وصاحب سوابق حسب اعترافات احدى صديقاته، وسبق ان عمل سائقا لسيارة أجرة ويردد انه كان على علاقة بضابط المخابرات السورية السابق جامع جامع وان لديه معلومات تخص الجريمة وكذلك عن اشخاص كانوا يترددون على جامع ولهم دور في التفجيرات والاغتيالات التي حصلت في لبنان مؤخرا. من ناحية ثانية، يعود الى بيروت، بعد غد الاربعاء عدد من اعضاء فريق التحقيق الدولي الذين عقدوا اجتماعات مع رئيسهم ديتليف ميليس في اوروبا خلال الاسبوع الماضي، حيث جرت مناقشة تفصيلية للافادة التي اخذت من الرئيس اميل لحود والتي تتناول قراءته للاحداث السياسية التي جرت في لبنان مؤخرا وتوصيفه للعلاقة مع الحريري قبل اغتياله ومعلوماته عن عمل الحرس الجمهوري ومطالعته عن شخصية قائد الحرس العميد الموقوف مصطفى حمدان.‏‏

كذلك حول اتهام لحود اسرائيل او جهات اسلامية متطرفة بالوقوف وراء اغتيال الرئيس الحريري والقيام بأعمال تخريب اخرى في البلاد.‏‏

وعلمت "السفير" ، وحسب المصادر المتابعة، فان لجنة التحقيق تفكر في العودة الى عقد اجتماع جديد مع لحود، وانها سوف تناقش تفصيلا الملف الخاص بمسرح الجريمة، خصوصا وانها تطابق ما لديها من إفادات مصدرها خمسة أشخاص بينهم الوزير السابق ياسين جابر والمدير العام لوزارة الأشغال فادي النمار (تردد أن اللجنة أوصت القضاء اللبناني بتوقيفه لكن النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا لم يجد مبررا للادعاء عليه) حول الجهة التي اعطت الاوامر بفتح طريق السان جورج بعد ساعات من وقوع الجريمة. وقالت مراجع أمنية لبنانية ل"السفير" إن الجهات المعنية أجرت فحصا دقيقا لتحديد أماكن تواجد الضباط الحاليين والسابقين من الجيش اللبناني أو الذين عملوا في الأجهزة الأمنية سابقا، ولم تجد حتى الآن أثرا لضابط توجه مؤخرا إلى القاهرة، وذلك في معرض التدقيق في ما نشرته "السفير"، صباح يوم الجمعة الماضي، عن توجه فريق من المحققين الى القاهرة للاستماع الى إفادة ضابط لبناني سابق.‏‏

واشارت المراجع الى ان الاحتمال الابرز "يخص عمليا جوني عبدو الذي يمكنه عادة الاجتماع بلجنة التحقيق الدولية في لبنان أو أوروبا من دون الاضطرار للذهاب إلى القاهرة". وأعلن الناطق الإعلامي باسم لجنة التحقيق السورية الخاصة إبراهيم الدراجي أن اللجنة أنابت السلطات القضائية التركية من اجل تنظيم الاستماع الى شهادة السوري لؤي السقا المعتقل حاليا في السجون التركية للتأكد من صحة روايته حول محاولة محققين أجانب (اثنان يتحدثان التركية وآخران بالإنكليزية) اقناعه بان يدلي بشهادة تفيد بأن آصف شوكت صهر الرئيس السوري طلب منه تأمين انتحاري من العراق لاغتيال رفيق الحريري مقابل إعطائه 10 ملايين دولار وتهريبه من السجن. يذكر ان السقا معتقل في تركيا منذ أشهر بتهمة محاولة تفجير سفن إسرائيلية تقل سياحا إسرائيليين كانت متوجهة الى تركيا.‏‏

وفي موازاة التحقيق الدولي، استمر الاهتمام بملف "بنك المدينة"، وذكرت مراجع امنية لبنانية أن لبنان تلقى مجددا وبصورة رسمية من مصر أن السلطات المصرية لم تعثر على أي اثر لقليلات داخل الأراضي المصرية كما لكل الأسماء التي زودها لبنان بها من خلال المراسلات المباشرة أو من خلال "الانتربول". وابدت المراجع خشيتها من "تبخر" قليلات واحتمال تصفيتها. على الصعيد السياسي المحلي، واصل العماد ميشال عون زيارته الى الولايات المتحدة، على أن يبدأ بعقد اجتماعات مهمة بدءا من يوم غد الثلاثاء مع مسؤولين لهم صلة بالبيت الابيض ومكتب نائب الرئيس ديك تشيني ووزارة الخارجية، وهي سوف تتناول امورا كثيرة بينها ملف رئاسة الجمهورية ومتابعة القرارات الدولية الخاصة بلبنان والتحقيق الدولي.‏‏

وقالت مصادر مواكبة لزيارة عون انه لاحظ في عدة اجتماعات عقدها مع أعضاء بارزين في الكونغرس الاميركي أن هناك من سبقه إلى هؤلاء وقدم معلومات مغلوطة عنه وعن مواقفه من الملفات الأساسية ولا سيما الموقف من المقاومة ومن العلاقة مع سوريا. وانه احتاج إلى وقت ومع أكثر من مسؤول لتبديد أجواء غير دقيقة، وتبين له أن هناك موظفة سابقة في البيت الأبيض تربطها علاقة قوية بتيار سياسي لبناني هي من عمل على هذه الأمور. وذكرت المصادر أن عون الذي سوف يعود إلى بيروت نهاية هذا الأسبوع، يدرس منذ الآن كيفية تحركه السياسي داخليا، وهو كان تلقى اتصالين من الرئيس السنيورة ومن النائب سعد الحريري. كما أن النائب وليد جنبلاط أرسل إلى قياديين في "التيار الوطني" مستوضحا ردة فعل عون على إعلانه رغبته الاجتماع وبالتالي سبل ترتيب هذا الاجتماع لاحقا. ومع أن عون لم يقدم جوابا حاسما إلا انه وحسب المصادر لن يرفض الاجتماع بأحد، وان كان "حذرا بعض الشيء" تجاه "هجمة المحبة الجنبلاطية والحريرية" علما انه يعرف ان للأمر علاقة بـ"الملف الرئاسي من جهة وبملف التحالف مع الفريق الشيعي من جهة أخرى" على حد تعبير الاوساط المقربة منه. لكن عون، وبحسب الاوساط نفسها، يعتبر أن الأمور كلها قابلة للنقاش، وهو يريد أيضا الاجتماع مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومناقشته في أمور كثيرة بينها ملف سلاح المقاومة ومستقبل العلاقات الإقليمية للبنان.‏‏

السنيورة إلى قطر الأربعاء‏‏

وأكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ل"السفير" انه اتصل بالعماد ميشال عون واتفقا على عقد لقاء بعد عودته من رحلته الاميركية. وقال انه سيشارك في عرض الاستقلال العسكري ومن ثم في الاستقبال الرسم في قصر بعبدا "لان الأمر يتعلق بمناسبة وطنية". وقال السنيورة انه سيزور دولة قطر الاربعاء المقبل من اجل اجراء مباحثات مع المسؤولين القطريين حول العلاقات الثنائية ولمناسبة انعقاد اللجنة المشتركة اللبنانية القطرية، مشيراً الى ان اتفاقات ثنائية سيتم توقيعها خلال الزيارة في حضور بعض الوزراء اللبنانيين. واشار الى انه سيطلب دعم دولة قطر للبنان لانجاح المؤتمر الدولي لدعم لبنان.‏‏

صحيفة النهار:‏‏

كتبت "النهار" تقول انه فيما يحيي لبنان غدا عيد الاستقلال وسط ظروف ومتغيرات ضخمة تضفي على العيد هذه السنة مضمونا حقيقيا للمرة الاولى منذ ثلاثين عاما، لم تحجب الاستعدادات الجارية لاحياء الذكرى الاهتمام المتواصل بما آلت اليه "أزمة الاستجوابات" العالقة بين سوريا ورئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس.‏‏

وإذ لا تزال نتائج اللقاء الذي جمع ميليس والمستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداودي في لشبونة مشوبة بالسرية والغموض، كشفت مصادر ديبلوماسية أوروبية امس ل"النهار" بعض المعطيات التي رافقت اللقاء وأعقبته. وقالت ان ميليس أبدى مرونة حيال مكان الاستجوابات للضباط السوريين الستة متنازلا عن اصراره على المونتيفردي مكانا لهذا الاستجواب في مقابل تشدده حيال طريقة الاستجوابات والتحقيقات وشروطها.‏‏

وأوضحت هذه المصادر ان ميليس سيتمسك بضرورة اجراء التحقيقات والاستجوابات وفق القواعد والسبل نفسها التي اتبعها وطبقها في لبنان بما يمكنه من اتخاذ كل الاجراءات التي تترتب على التحقيقات مع الضباط الستة، سواء اقتضى الامر تركهم في اقامة احتياطية لاستكمال الاستجوابات او مقابلتهم مع شهود آخرين او بفرضية وصول الامر الى توقيفهم او توقيف بعضهم. وكشفت انه تبعا لهذا الموقف فان ميليس يبحث مع دول عدة من ابرزها المانيا والنمسا وسويسرا امكان التوصل الى اتفاق يتيح له التحقيق مع الضباط الستة واتخاذ كل الاجراءات التي قد ترتبها التحقيقات على غرار ما حصل في لبنان وكذلك على غرار ما حصل مع فرنسا لجهة الطلب منها توقيف الشاهد السوري زهير محمد الصديق.‏‏

وأشارت الى ملامح قبول من المانيا والنمسا حتى الآن علما ان دولا عربية سبق له ان استمزجها في ذلك رفضت طلبه. وأضافت المصادر الديبلوماسية الاوروبية ان العقدة لم تحل بعد لان سوريا متخوفة من امكان لجوء ميليس الى توقيف الضباط الستة فضلا عن احتمال ان يكون لديه أمور لم يكشفها بعدحتى للقضاء اللبناني خصوصا بعدما أظهر سابقا ذلك باظهاره شريط كاسيت يحمل تسجيلا لمكالمة هاتفية بين نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم والرئيس الحريري.‏‏

ولفتت المصادر نفسها الى ان ميليس يعتبر التحقيقات التي سيجريها مع الضباط الستة بداية للمرحلة الثانية من مهمته وليس نهايتها بعدما سمح له التمديد لمهمته بابقاء أوراق خفية لديه ليس ملزما بعد بكشفها حتى للقضاء اللبناني، ولذلك لا يبدي اي تساهل حيال شروط التحقيقات. وسط هذه الاجواء يوجه رئيس الجمهورية اميل لحود مساء اليوم رسالة الى اللبنانيين لمناسبة عيد الاستقلال وصفتها المصادر القريبة منه بأنها "رسالة مصارحة تجيب على الكثير من التساؤلات في هذه المرحلة".‏‏

وأوضحت المصادر نفسها ان لحود سيركز في رسالته على "أهمية الحوار الداخلي واعطائه مساحة واسعة وخصوصا من حيث صون الوحدة الداخلية وصيغة لبنان الفريدة". وسيتناول ايضا "الحملات التي تتعرض لها رئاسة الجمهورية ويحدد موقفه منها". كما ستتناول الظروف الامنية التي عاشتها البلاد خلال هذه السنة ولا سيما منها اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما رافقه وأعقبه وموقف لبنان من التحقيق الجاري في الجريمة وسيؤكد "التزام لبنان المضي في هذا التحقيق حتى كشف الحقيقة".‏‏

كما سيتحدث لحود، وفق المصادر نفسها، عن المناخات السياسية التي سادت البلاد والتعاطي الدولي مع الوضع اللبناني. ويتطرق الى الوضع الاقليمي والنزاع العربي – الاسرائيلي وكذلك الى الاوضاع الاقتصادية والحياتية، ويتناول موضوع الاصلاحات وظروف الانتخابات النيابية ورؤيته الى مستقبل الانتخابات في المرحلة المقبلة.‏‏

اضافت "النهار" انه حسم امس موضوع استقبالات القصر الجمهوري لمناسبة ذكرى الاستقلال مع اعلان لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة انه سيشارك في حضور العرض العسكري الذي سيقام في ساحة الشهداء غدا وكذلك في حفل الاستقبال الرسمي الذي سيقام في قصر بعبدا.‏‏

صحيفة البيرق :‏‏

قالت "البيرق" ان الرئيس لحود سيوجه في الثامنة من مساء اليوم عبر محطات التلفزيون رسالة الى اللبنانيين لمناسبة الذكرى الثانية والستين للاستقلال .‏‏

وعلمت "البيرق" من مراجع مطلعة ان رسالة الرئيس ستكون بمثابة مصارحة اللبنانيين ويضع فيها الكثير من النقاط على الحروف بصراحته المعهودة . وقالت المراجع ل "البيرق" : بعد تساؤلات اللبنانيين الكثيرة في المرحلة الراهنة وضع الرئيس لحود رسالته ، وهي تتمحور حول عرض شامل للاوضاع الراهنة ، محليا واقليميا ووجهة نظره حيالها ، مع الاشارة الى الاحوال الامنية التي مرت بها البلاد مؤخرا لا سيما جريمة اغتيال الرئيس الحريري كما سيؤكد على اصرار لبنان على كشف الحقيقة ومرتكبي هذه الجريمة . وسيتناول الرئيس لحود في رسالته المناخات السياسية التي سادت البلاد في الفترة الاخيرة وسيركز على اهمية الحوار بين اللبنانيين باعتباره الضمان للمحافظة على وحدة لبنان وصيغته الفريدة .‏‏

وخصص الرئيس لحود جزءا من رسالته يتعلق بالوضع الاقليمي والصراع العربي ـ الاسرائيلي والثوابت الوطنية اللبنانية حول تطبيق القرارات الدولية وتحقيق السلام العادل والشامل وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ومواجهة مؤامرة التوطين . الى ذلك سيرد الرئيس لحود على الحملات التي تتعرض لها رئاسة الجمهورية كما يتعرض هو شخصيا لهذه الحملات فيحدد موقفه بصراحة تامة منها . على صعيد آخر علمت "البيرق" ان القاضي ميليس ينتظر اليوم او غدا جواب دمشق عن موقفها من المكان الذي تفضل ان يتم فيه استجواب الضباط السوريين ، في ظل معلومات رجحت ان تكون فيينا او جنيف المرجحتين لاستجوابهم ، على ان يعود ميليس الى لبنان بعد ذلك . وامس حسم الرئيس السنيورة موقفه بالنسبة الى المشاركة في حفل الاستقبال الرسمي واعلن في حديث اذاعي انه سيشارك في العرض العسكري وفي الاستقبالات في بعبدا . وشدد على ضرورة توسيع مساحات التلاقي بين كل التيارات اللبنانية كاشفا عن اتفاق مع العماد عون على عقد لقاء بعد عودة العماد الى بيروت . واعلن الوزير السابق سليمان فرنجية مجددا دعمه العماد عون للوصول الى سدة الرئاسة لانه الممثل الحقيقي للمسيحيين فيما المرشحون الآخرون هم من درجة ثانية وثالثة .‏‏

2006-10-30