ارشيف من : 2005-2008
شهادة تؤكد ان "المقبرة الجماعية" في عنجرتعود للذين سقطوا في القصف الاسرائيلي للمصنع
عنجر ـ خالد عرار
لماذا دائماً استبعاد العامل الاسرائيلي الموجود بقوة منذ العام 1948 في حياتنا وبكل تفاصيلنا السياسية اليومية، لماذا نسعى الى تبرئة ساحة الاسرائيلي الذي يحفل تاريخه بالمجازر والجرئم. لماذا يقع الاعلام في اكثر الاحيان عن قصد او غير قصد ضحية «بروبغندا» سياسية، لماذا التعاطي مع الامور المهمة بشيء من الاستخفاف واللامبالاة، خصوصاً في ما يتعلق بحرمة الموت والاموات، ألا يكفي انهم سقطوا ضحايا سلاح محظر دولياً استعمله الطيران الاسرائيلي اثناء اجتياحه لبنان.
لماذا لا ننتظر نتائج الفحوصات المخبرية للعظام التي انتشلت من مقبرة تلة النبي العزير في عنجر، فهل يعقل أن نحكم على قاعدة "عنزة ولو طارت" ام نحتكم للعقل والمنطق وللسياق التاريخي.
وبالعودة الى المقبرة التي اكتشفت في هذا الوقت في عنجر لغاية في نفس يعقوب وتأكيد المواطن "ساري حيمور" من بلدة القرعون ان هذه العظام تعود لمواطنين ومقاتلين و عناصر جيش قضوا في منطقة المصنع عندما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على اللواء السوري المدرع.
فهل تفتح الحكومة تحقيقاً دقيقاً ومعاقبة من عبثوا بحرمة الموت والاموات من خلال نبشهم لتلك المقبرة وهل تتوقف هذه السلوكيات السياسية حيال مواضيع مهمة.
اسئلة عديدة نطرحها ويطرحها مواطنون هالهم نبش القبور والعبث بالقبور.
وهنا النص الحرفي لشهادة ساري حيمور: أكد المواطن ساري حيمور من بلدة القرعون والذي كان يعمل عام 1982 في مشغل خضار عائد للمرحوم علي عطا الله الذي توفي في الأردن، وأثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان، حيث أغار الطيران الاسرائيلي المعادي على منطقة المصنع وقصف اللواء السوري المدرع الذي كان ينوي الدخول الى لبنان لمواجهة العدو الاسرائيلي متزامنا مع هروب عدد كبير من العائلات اللبنانية الى الشام والتي احترقت بفعل القصف الاسرائيلي داخل سياراتها في تلك المنطقة، وتم ايضاً تدمير اللواء السوري وهذا النص الحرفي لكلام ساري حيمور عن هذه الواقعة وعملية دفن الضحايا التي وقعت هناك: انا المواطن ساري حيمور من بلدة القرعون إنني اعلم انه عام 1982 اثناء الاجتياح الاسرائيلي ويوم قصف الطيران الاسرائيلي منطقة المصنع اللبناني وكان هناك عائلات مغادرة من لبنان هروبا من القصف باتجاه الشام احترقت السيارات بمن فيها وكل شيء، فهرع الى المنطقة مقاتلون من منظمات فلسطينية ومن الحركة الوطنية اللبنانية وعملوا على انقاذ الجرحى وانتشال الجثث المتفحمة ومن القتلى الذين استطاعوا التعرف الى هويته المرحوم بهيج غزال فنقلوها الى بلدته قب الياس، وآخر يدعى سامي ابو شاهين من بلدة تعلبايا بترت رجله، والمدعو محمد شيحان كان جريحاً نقل الى دمشق لمعالجته، وكانت عائلته اقامت العزاء في بلدة رياق لأنها اعتبرته من بين الضحايا، وعند المساء التالي وبعد خلو السماء من الطيران الاسرائيلي عاد وقصف ثلاث سيارات على مفرق بلدة الاكرمية.
ورداً على سؤال حول مشاركته بعملية الدفن قال: انا لم اشارك لانني بينما كنت عائداً من بلدة عنجر التقيت بالناس نازلين من على التل وقد انهوا عملية الدفن وقالوا من بينهم اطفال ونساء وعائلات بكاملها.
وحول الاستفسار عن عائلة الشيخ قال: لا ادري الى اي عائلة ينتمي لكن ينادونه بالشيخ حسن وهو شيخ بلدة مجدل عنجر. واكد انه اكثر من ستين مواطناً ومواطنة احترقوا في السيارات ولم يستطع احد التعرف على هويتهم، وهم اشخاص مقاتلون ومواطنون هاربون وجيش وكنت انا اعمل في مشغل علي عطاالله استقلينا انا وعلي لطفي ياسين من بلدة مجدل عنجر «توفاه الله» وكان يلقب بـ علي عراجي وهو معروف من كل ابناء المنطقة، جرار زراعي لشراء بعض الحاجيات ولدى عودتنا من عنجر التقينا العديد من الاشخاص والمواطنين موجودين على التل وبصحبتهم رجل دين فلسطيني وشيخ بلدة مجدل عنجر يدعى الشيخ حسن وقد توفاه الله منذ سنوات. قالوا اننا قمنا بدفن الضحايا المتفحمة والذين لم نعرف هوياتهم على التل بالقرب من مقام النبي العزير، واهالي المنطقة يشهدون على هذه الواقعة. والذي حصل هو من آثار القصف الاسرائيلي المتوحش، وعندما وضعت متفجرة في مقام النبي العزير عام 2002 وليلة عيد الفطر السعيد ولدى سماعنا الخبر كان في منزلي ضيوف قلت لهم هناك اشخاص مدفونون، قضوا بفعل القصف الاسرائيلي على المصنع، مثل ما حصل في بلدة الغيضة عندما قصف الطيران الاسرائيلي لحفل زفاف وهذه الواقعة تشبه ما حصل على طريق بعلبك - حمص عندما اغار الطيران الاسرائيلي على سيارات المواطنين وآليات الجيش السوري.
من جهة اخرى اوضح المواطن - ع - الفضل ان عشريتي الفضل والحروك كانوا يدفنون امواتهم على التل منذ سنين قبل انشاء مقبرة للعشيرتين عام 96 وكان يدفن هناك بعض ابناء بلدة عنجر، وذكر - ع - الفضل ان عمة ابراهيم الفضل دفنت هناك وحفيظ الفضل ايضاً، وهناك معمّر من آل الحروك يدعى عبيد عاصر كل الذين دفنوا هناك وكذلك افادنا مواطن من آل القرعوني بأن جده دفن على التل منذ سنوات، والمختار بديع العجمي يعلم ذلك، والبدو الذين دفنوا هناك رقم سجلهم 212 مجدل عنجر.
المصدر: جريدة الديار اللبنانية 7 كانون الاول/ ديسمبر 2005
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018