ارشيف من : 2005-2008
لبنان والأمم المتحدة: سيل من القرارات الدولية
سماء الأمم المتحدة خلال العام 2005 كانت سخية على لبنان فقد أمطرته بعدة قرارات جاءت كلها من رحم القرار 1559 الذي صدر في أواخر العام 2004 إلا أن بصماته بدت واضحة على كل التطورات والأحداث التي عصفت بلبنان خلال العام 2005.
بعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير 2005، صدر القرار 1595 عن مجلس الأمن الدولي في 7 نيسان/ ابريل 2005، القاضي بإنشاء لجنة دولية للتحقيق في هذه الجريمة مدتها ستة اشهر ودعا كل الدول والاطراف الى إبلاغ لجنة التحقيق بكل المعلومات المتوافرة لديها عن هذا الموضوع. ومنذ صدور الـ1595 اصبح رئيس لجنة التحقيق الدولية "ديتليف ميليس" هو "القصة كلها"، اذ اصبح يتردد اسمه في كل جملة أو عبارة، صبحاً ومساء، في العمل وفي المنزل... لقد أصبح ميليس احد عناصر المشهد اللبناني عام 2005.
في 29 تموز/ يوليو 2005 صدر القرار 1614 الذي يصلح لأن يكون الوجه الآخر للقرار 1559، وينص القرار 1614 على نشر الجيش في الجنوب في محاولة لنزع سلاح المقاومة وهو البند الأساسي الذي يريد المجتمع الدولي تحقيقه من القرار 1559.
في 31 تشرين الأول/ أوكتوبر 2005 وفي سياق التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري صدر القرار 1636 عن مجلس الأمن والذي نصت أهدافه المعلنة على جلاء الحقيقة لجريمة اغتيال الرئيس الحريري وعلى ضرورة تعاون سوريا مع لجنة التحقيق، فيما اعتبره مراقبون أنه بخلفياته لم يكن سوى قيمة اضافية للبيئة القانونية والسياسية التي رسمتها مجموعة القرارات الصادرة قبلاً من الـ 1559 مروراً بالـ1595 وصولاً الى 1614، كما ترجم على انه مقدمة لسلسلة قرارات آتية تترجم الصيغة التنفيذية لخريطة الطريق الاميركية التي رسمتها للمنطقة بعد احتلال كل من افغانستان والعراق‚ بحيث لم يعد سوى سوريا ولبنان والملف النووي الايراني خارج اطار النفوذ الفعلي لمشروع الشرق الاوسط الكبير.
آخر القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن مؤخراً هو القرار 1644، الذي صدر في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2005، والذي قضى بالتمديد للجنة التحقيق الدولية بعد طلب رفعه مجلس الوزراء اللبناني، الذي رفع ايضاً طلباً بإنشاء محكمة دولية، الا ان هذا الأمر لم يتحقق ولكنه كان سبباً في افتعال أزمة حكومية لا تزال بوادر الحلول فيها غير واضحة.
ماذا بعد الـ1559، الـ1595، الـ1614، الـ1636، والـ1644؟؟؟
ما هو الرقم الذي سيلي هذه الأرقام؟ هل ستكون سماء مجلس الأمن ماطرة خلال الـ2006؟ وإلى أي مدى ستحتمل التربة اللبنانية هذا السيل المتدفق من القرارات الذي يجرفها خارج محيطها وكيانها؟
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018