ارشيف من : 2005-2008

لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي... والمقاومة دائماً بالمرصاد

لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي... والمقاومة دائماً بالمرصاد

"المقاومة دائماً بالمرصاد" عنوان لواحدة من أهم محطات العام 2005 اللبنانية. فقد قدمت المقاومة الإسلامية هدية للبنان في ذكرى استقلاله حين جددت العهد وأكدت المضي في الخط والنهج المقاوم في سبيل ردع العدو الصهيوني عن اعتداءاته وانتهاكاته للسيادة اللبنانية.‏‏

يوم الاثنين عشية الثاني والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 تاريخ الذكرى 62 لعيد الاستقلال وقعت مواجهات الغجر البطولية بين مجاهدي المقاومة الاسلامية والعدو الصهيوني الذي وقعت إصابات بالغة في صفوف جنوده وفي مواقعه التي تحولت كتلاً من النار والرماد.‏‏

أربعة شهداء من مجاهدي المقاومة الإسلامية انضموا إلى قافلة من الفرسان الذين رووا بدمائهم أرض الوطن فحرروا بذلك الجزء الأكبر من الأرض بانتظار تحرير ما تبقى منها على أيدي المجاهدين الآخرين.‏‏

وسام البواب، علي شمس الدين، محمد باقر الموسوي، ويوسف بركات كانوا هم هدية الاستقلال الذين ارتفعوا في مواجهات وصفت بالأكبر منذ التحرير في العام 2000. ومن الصور التي تطبع الذاكرة خلال العام 2005 استعادة جثامين الشهداء البواب، والموسوي، وشمس الدين خلال وقت قصير بعد أن اضحى العدو الاسرائيلي متأكداً انه قد يدفع الثمن باهظاً اذا ما احتفظ بجثامينهم.‏‏

ففي 25 تشرين الثاني 2005 عادت جثامين الشهداء الى ارض الوطن عبر معبر الناقورة ولفت بأعلام حزب الله ونثرت عليها الورود قبل أن تشيع في عرس جماهيري اشار في دلالاته إلى حجم الالتفاف الشعبي حول المقاومة وخياراتها.‏‏

يوم تشييع الشهداء الثلاثة وقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خطيباً في الجماهير ومما قاله السيد نصر الله في خطابه "إن هناك رسالة كان يجب أن تصل ووصلت ـ وكثر من الناس فهموها ـ والرسالة تقول ما يلي: يجب أن يفهم الإسرائيلي وكل العالم أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان التي عرفتموها منذ عام 1982، وعرفتم إيمانها وصلابتها وشجاعتها وشهامتها وصلابتها وعزمها وتصميمها وقدرتها وقوتها وثباتها ودماء شهدائها وصلابة موقفها السياسي، هذه المقاومة الإسلامية في لبنان قبل عام 2000 وبعده، وقبل 11 أيلول وبعده، وقبل غزو أفغانستان وبعده، وقبل غزو العراق وبعده، وقبل خروج القوات السورية وبعد خروجها، وقبل القرار 1559 وبعده، وقبل الإنقسامات الداخلية وبعدها، هذه المقاومة هي نفسها وهذا الحزب هو نفسه في شجاعته وصلابته وإرادته وعزمه على مواصلة الطريق وتحقيق الأهداف وحماية الوطن وخدمة القضية مهما كانت التضحيات".‏‏

وكان الشهيد المجاهد ملحم سلهب قد سبق رفاقه الى الشهادة في عملية نوعية في 29 حزيران/ يونيو من العام 2005، في وقت استمرت وتواصلت فيه الانتهاكات الجوية الإسرائيلية للأراضي اللبنانية خلال العام. ومن الأحداث التي وقعت خلال العام 2005 اختطاف الصياد اللبناني محمد فران والعثور على قاربه وعليه آثار الرصاص والدماء التي تبين أنها للصياد فران.‏‏

الانتهاكات الإسرائيلية لا تبدأ مع سنة وتنتهي مع أخرى، بل هي متواصلة ولعل ما يحدث من خروقات جوية اليوم وغارات وتحليق كثيف في الأجواء اللبنانية أكبر دليل على استمرار العدو الإسرائيلي في انتهاكاته. وإذا كانت الانتهاكات الإسرائيلية لا يحدها زمن فإن المقاومة أيضاً لا تبدأ مع سنة وتنتهي مع أخرى، بل هي جهاد متواصل ومستمر لتحرير ما تبقى من الأرض والأسرى ولحماية لبنان وسيادته واستقلاله.‏‏

2006-10-30